شهادات ومذكرات

غريب دوحي: عالم الاثار العراقي طه باقر في ذكرى رحيله

ولد طه باقر في مدينة الحلة عام 1912 في عائلة عرفت باهتمامها بالعلم، واكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة فيها بعدها اكمل دراسته الثانوية في بغداد بتفوق متميز، وبعد دراسته الثانوية ارسل الى الولايات المتحدة الامريكية على نفقة وزارة المعارف حيث المعهد الشرقي بجامعة شيكاغو فحصل على شهادة البكلوريوس ثم الماجستير في علم الاثار واللغات التي كانت بالخط المسماري وقد مارس اعمال التنقيب في الولايات المتحدة واثناء مكوثه في الولايات المتحدة كان يبعث الرسائل الى زوجته فاطمة احمد ناصر مكتوبة بالخط المسماري وهي ترد عليه من بابل برسائلها المكتوبة بالخط المسماري حيث تعلمت منه الكتابة بهذا الخط .
عاد الى بغداد عام 1938 ثم توجه الى مدينة الحلة وقد استقبل استقبالاً حافلاً فيها وفي نفس العام تم تعينه خبيراً في مديرية الاثار العامة ثم امينا للمتحف العراقي واصبح عضواً في مجمع اللغة العربية بدمشق وبغداد.
وفي الاربعينيات التحق بالخدمة العسكرية وشارك في ثورة مايس 1941 ضد الانكليز وبعد اخفاق الثورة عاد الى مديرية الاثار العامة وتسلم منصب امين المتحف العراقي ثم مفتشاً عاماً للاثار حتى عام 1958 وتثميناً لجهوده كلفه الزعيم الوطني الخالد عبدالكريم قاسم بمنصب نائب رئيس جامعة بغداد حيث تسلم الدكتور عبد الجبار عبدالله رئاسة الجامعة بتكليف من عبدالكريم قاسم ايضا لكونه احد علماء الفيزياء في العراق والعالم.
وبعد انقلاب شباط الاسود عام 1963 احالته سلطات البعث الفاشي على التقاعد حيث قدمت له العروض للعمل خارج العراق مثل: السعودية والاردن وليبيا الا انه فضل العمل في ليبيا لوجود الاثار التاريخية فيها وهكذا عين خبيرا فنيا في مديرية الاثار الليبية وكان خلال عمله فيها يقوم بنفسه بأعمال الحفر والتنقيب مدربا طلابه على هذه الاعمال التي كانوا يأنفون منها كما قام بإصدار نشرات اثارية عن المواقع الاثارية في ليبيا.
اشهر مؤلفات طه باقر
1. مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة وهو من جزئين عام 1951.
2. ملحمة كلكامش 962، حيث ترجمها من المسمارية الى اللغة العربية .
3. مجلة سومر: مجلة فصلية تصدر كل ثلاث اشهر.
4. المرشد الى مواطن الاثار، ستة اجزاء.
5. مقدمة في ادب العراق القديم.
6. موجز في تاريخ العلوم والمعارف في الحضارات القديمة.
7. ترجم كتب عديدة منها (بحث في التاريخ) و(الواح سومر) و(الانسان في فجر حياته) و(الرافدان).
عرض عليه الزعيم عبد الكريم قاسم منصب وزير التربية الا انه رفض هذا قائلاً (... ان الاثار افضل من الوزارة ...)
تعرض الى السجن بعد انقلاب 8 شباط الاسود.
وفاته عام 1984
في عام 1980 اصيب بجلطة دماغية ونقل على اثرها الى لندن لغرض العلاج وقد استقبل هناك من قبل الملحقية الصحية في السفارة العراقية وادخل الى المستشفى فعاد الى بغداد عام 1983 الا انه تعرض الى نكسة ثانية فتقرر ارساله مرة ثانية الى لندن الا ان الموت عاجله في يوم 28/شباط/1984.
شيع جثمانة في بغداد من قبل ذويه واصدقاءه وطلابه ودفن في مدينة النجف ونعته الامانة العامة لاتحاد المؤرخين العرب. ثم اقيم له احتفال تأبيني بعد اربعين يوما على وفاته في كلية الاداب بجامعة بغداد حيث كان يدرس فيها، القيت خلال الاحتفال العديد من الكلمات التي تمجد هذا العلم والعالم العراقي البارز الذي رفع اسم العراق عاليا في المحافل العلمية والتاريخية كونه استاذا لعلم ابدع فيه على المستوى العالمي وهو علم ما يسمى (الكتابة بالخط المسماري) او علم المسماريات.
وبعد سقوط النظام الدكتاتوري اقيم له تمثال في باحة المتحف الوطني العراقي ببغداد عام 2017 قام بنحته الفنان (خليل خميس) تكريما لمنجزاته في علم الاثار.
***
غريب دوحي

في المثقف اليوم