شهادات ومذكرات
معاذ محمد رمضان: جمال عبد الناصر.. قراءة وتحليل

الكتابة عن الزعيم المصري جمال عبد الناصر صعبة رغم توفر المصادر، وتكمن صعوبتها في النزاع حوله، فأي محاولة لرسم صورة له لن تَمر دون نزاع وجدال، فالمهمة عسيرة جداً لمن يريد أن يلتزم درباً وسطاً بين من يُبجّل عبد الناصر، وبين من يبحث عن مثالبه وعيوبه (1)، فعبد الناصر كما وصفه الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري "عظيم المجد والأخطاء" (2). سنحاول تقديم صورة موضوعية عنه ما استطعنا، وسنركز على الجانب السياسي بصورة مكثفة. ستكون خطتنا وفق ما يلي:
1ـ نشأة عبد الناصر وقيام الثورة.
2ـ ترتيب الجبهة الداخلية.
3ـ الجبهة الخارجية.
النشأة وقيام الثورة:
وُلِدَ جمال في قرية بني مُر قرب أسيوط في 15 يناير 1918 من أب ينحدر من أسرة فلاحية وأم كانت ابنة لأحد تجار الفحم المنحدرين أيضاً من أسرة فلاحية (3)، وقد جاء ميلاده في ظل مرحلة اتسمت بنهوض البورجوازية المصرية الحديثة التي نشأت على انقاض البورجوازية القديمة المؤلفة من كبار التجار ومشايخ الأزهر والسادة والأشراف (4).
نُقل والده الذي كان موظفاً في البريد الى أسيوط عام 1921، ثم الى عدة مدن صغيرة، وقد سَلّمَ ابنه الطفل جمال الى عمه خليل حسين في القاهرة، فبدأ جمال يتبادل مع والدته مراسلة طويلة مليئة بمشاعر الحب، ولكنها فارقت الحياة عام 1926، فعرف جمال لأول مرة معنى الصدمة (5)، وكانت ضربة قاصمة تركت عليه بصماتها التي لا تُمحى (6)، وقبل أن ينقضي عام على وفاة أمه، كان أبوه قد تزوج، ولا يشك فاتيكيوتس بأن علاقة جمال بأبيه وإخوته كانت واهية الأواصر، وأن زوجة الأب كانت سبباً للخلافات المتكررة التي نشبت بين جمال وأبيه (7).
كان جمال الشاب كالكثير من الطلبة المصريين آنذاك، فقد اعتبر ان معاهدة 1936 مع البريطانيين خيانة للقومية المصرية، وكان قد اشترك في العام السابق للمعاهدة في مظاهرات طافت الشوارع تطالب بجلاء القوات البريطانية، وقد أطلقت الأخيرة النار على مجموعة من المتظاهرين فقتلت أحدهم، فما كان من جمال بحكم أنه رئيساً لرابطة الثانوي، إلا أن نظّم مظاهرة احتجاج في الميدان الممتد على طول ثكنات الجيش البريطاني، وقد قُتل طالبان آخران وأُصيب جمال نفسه برصاصة في جبهته (8).
يقول أنتوني ناتنك بأن جمال قد أصبح وطنياً متحمساً ولم يناهز العشرين من عمره، وتسنى له أن يبلغ مرحلة التعبير الناضج بفضل قراءاته المستفيضة لفلاسفة أمثال فولتير وروسو وديكنز، وسِيَر الاسكندر الأكبر ويوليوس قيصر ونابليون وغاندي (9). وقد أثرت كتابات عباس محمود العقاد وتوفيق الحكيم به، لدرجة أن أهدى كتابه "فلسفة الثورة" لهما فيما بعد (10). وترى الدكتورة مارلين نصر بأن جمال قد كوّن لنفسه من خلال قراءاته ركيزة ثقافية وعلمية متينة في الفترة الممتدة بين 1936 و1946، وقد أحصت 75 كتاباً ذي قيمة علمية قد اطلع عليها (11).
تخرج جمال من الثانوية بعد ان اعتُقل عدة أشهر عام 1936، واختار طريق حياته، فقد كان يحلم بأن يكون ضابطاً، وعندما مثُل أمام لجنة القبول في المدرسة الحربية سألوه: اسمه وعمل أبيه؟ ماذا يملكون؟ هل اشترك في المظاهرات؟ فلم يُقبًل (12).
دخل بعدها لكلية الحقوق، وأمضى نصف عام دراسي فيها، لكن الحلم العسكري لم يفارقه، وفي مارس 1937 تناهى الى سمعه بأن وزير الحربية ينوي امتحان دفعة جديدة من المرشحين للأكاديمية العسكرية، فقام بزيارة اللواء إبراهيم خيري وكيل وزارة الحربية بمنزله في مغامرة خطيرة كما ذكر ناتنك، اذ كان من الممكن أن يُطرد فوراً، بيد ان هذه المغامرة قد تكللت بالنجاح، ووافق خيري على تأييد ترشيحه (13).
يرى عزيز السيد جاسم بأن قبول جمال لا يمكن أن يُعزى الى الوساطة فقط، وذلك لأن حزب الوفد كان قد هيأ المناسبة الإيجابية لقبول أبناء الفلاحين والطبقات الوسطى في الكلية الحربية، وأن وزير الحربية كان وفدياً (14).
كان جمال عسكرياً مثقفاً خلافاً لنماذج العسكريين التقليديين والعاملين في البطانات الملكية، فأمضى معظم وقته يلتهم محتويات المكتبة العسكرية، اذ لم يواصل قراءة المؤلفات العسكرية وكتب التاريخ السياسي فقط، بل أظهر اهتماماً بالغاً بمشكلات العالم العربي ودرس اللغة الإنكليزية (15).
لم تحدث ثورة يوليو 1952 في الفراغ، بل كانت حصيلة ظروف موضوعية نضجت في مصر، وقد وصل النظام الملكي لدرجة كبيرة من الهشاشة والضعف (16). فبعد أن تولى فاروق سلطاته الدستورية في يوليو 1937، بدأت مرحلة التوهج بالنسبة اليه، اذ نجح خلالها في دعم مكانته مما اسفر عن نتائج إيجابية سُجلت لصالحه. ولكنه تحوّل ابتداء من أكتوبر 1944 وهو تاريخ الإقالة الملكية الثانية للوزارة الوفدية، الى مرحلة الآخر التي جرت في روافدها مياه كثيرة غير صالحة، فاختلفت صورة فاروق ووصل الى الهاوية في 1952 (17).
أُسّست اللجنة التأسيسية لحركة الضباط الأحرار في عام 1949 ـ وهو العام الذي رجع فيه الجيش المصري جريحاً ومطعوناً بسبب الهزيمة في فلسطين (18) ـ من خمسة أفراد: جمال عبد الناصر ـ خالد محيي الدين ـ كمال الدين حسين ـ عبد المنعم رؤوف، وقد أظهر عبد الناصر حنكته السياسية في المحافظة على وشائج الصلة مع مختلف الجماعات والأطراف (19). وتوالى صدور منشورات الضباط الأحرار، وكانت معظم هذه المنشورات بقلم الضباط اليساريين كخالد محيي الدين، ومنذ أن صدرت هذه المنشورات توقفت القوى السياسية عن اصدار منشورات خاصة بها في اعلان عن نوع من الوحدة التنظيمية (20).
كانت انتخابات نادي الضباط بداية المواجهة العلنية والصريحة بين الملك والضباط الأحرار، فقد أراد الملك أن يفرض حسين سري عامر على مجلس إدارة النادي، فاجتمع الضباط وقرروا أن تُجرى الانتخابات في 3 يناير 1952، وتمت الانتخابات فعلاً وحصل محمد نجيب مُرشح الضباط الأحرار على أغلبية ساحقة من الأصوات (21). يقول نجيب:
كانت انتخابات نادي الضباط المظهر العلني لحركتنا السرية، والاختبار الديمقراطي لإرادة ضباط الجيش (22).
قام الجيش بحركته في 23 يوليو 1952، وكانت العجلة والسرعة هما الطابع السائد للحركة، وتوقعوا النجاح بنسبة 10% (23)، وقد اتفقت الروايات على أن الضابط اليساري يوسف صديق كان بطل ليلة الثورة بلا منازع (24)، ليسقط النظام الملكي كما تتساقط أوراق الخريف، وكانت ظاهرة عدم المقاومة تعني أن الحكم كان غريباً في الوطن لا أمل له ولا أصدقاء (25)، وهذه الظاهرة هي الجواب الأمثل على اندهاش فاتيكيوتس من سرعة استيلاء الضباط الأحرار على الحكم بعد ثلاث سنوات فقط من تشكيل تنظيمهم (26).
أثارت سرعة سقوط نظام فاروق التساؤل عند الكثيرين، فلم تتدخل القوات البريطانية لأن الولايات المتحدة كانت ضد هذا التدخل، وهذا ما اعطى الانطباع بأن حركة الضباط كانت قريبة من الأمريكان (27). يقول الدكتور كمال خلف الطويل:
سال حبر كثير حول صلة ثورة يوليو بالولايات المتحدة، سواء عشية الانقلاب أم غداته أم بعده بسنين، وكذا لجهة وجود هذه العلاقة قبله ثم طبيعتها خلاله وماهيتها بعده، ليغدو استجلاء وقائع ما دار في تلك الفترة ضرورةً فهمِ لحقبة مؤسّسة من تاريخ العرب الحديث رفعت عنها غشاوة اللبس وبرقع النور (28).
يرجع هذا الى كتاب مايلز كوبلاند "لعبة الأمم"، وهو ـ برأي محمد حسنين هيكل ـ حاول أن يبيع نفسه لثورة يوليو فرفضت الثورة، فأصدر كتابه وهدفه التشكيك بها (29). ونحن بدورنا لا نجد أن علاقة الضباط الأحرار بالولايات المتحدة تُعد "كشفاً جديداً"! فقد أفصح الضباط عن ذلك في كتاباتهم، يقول أنور السادات بأن اسم الولايات المتحدة آنذاك، كان يختلف بعض الشيء عن بريطانيا، وقد انعقدت صداقة حقيقية بين ضباط الثورة والسفير الأمريكي، والذي كان مخلصاً حقاً (30). ويقول أحمد حمروش بأن كوبلاند يحاول الإيحاء بأن عبد الناصر كان على اتصال بكيرميت روزفلت، لكنه لا يوجد دليل واحد على أنه قد اتصل به شخصياً قبل الحركة، ويقطع بأن الأمريكيين قد وجدوا في نشاط الضباط السري بعض ما يحقق أهدافهم في المنطقة، ولكنهم لم يستطيعوا أبداً أن يسيطروا عليه، ليخلص حمروش الى أن الضباط الأحرار لم يرتبطوا عضوياً بالأمريكان، بدليل أنهم لم تكن لديهم خطة عمل ولم يُحددوا تصوراً لحركتهم (31). ويشير الطويل الى نقطة مهمة جداً، فالإرشيف الأمريكي خالٍ من أي إشارة عن لقاء روزفلت بعبد الناصر كما زعم كوبلاند (32).
وبرأينا أن تعامل الضباط الأحرار مع الولايات المتحدة آنذاك كان "براغماتياً"، فقد اكتسبوا حياديتها تجاه خططهم للاستيلاء على السلطة (33). وها هو الصحفي السوفيتي أجاريشيف يرى بأن ضباط الثورة قد قاموا بأداء اللعبة الخطرة مع السفارة الأمريكية بمهارة لدرجة أن فشل السفير كافري في أول مرة من تأريخه، مع ان سجله حافل بالإنقلابات في أمريكا اللاتينية (34).
ترتيب الجبهة الداخلية:
هل كان اللواء محمد نجيب قائداً فعلياً للثورة؟ سؤال لا بُدّ منه قبل الخوض في النزاع بينه وبين عبد الناصر، والذي أدى الى انتصار الأخير، يقول هيكل:
لم يكن نجيب أبداً قائداً فعلياً للثورة، ومنذ 23 يوليو 1952 الى حين استقالته لم يشترك نجيب في أكثر من اجتماع أو اثنين لمجلس قيادة الثورة (35).
وقد عارض السادات تعيين قائد مُسنٍ للثورة وأبدى تخوفه الشديد من تسلّم رجل غريب لقيادتها (36). ويرى السيد جاسم بأن نجيب هو قناع الثورة الذي اختاره عبد الناصر (37). وينقل أجاريشيف نصاً في غاية الأهمية عن عبد الناصر:
أمرت أن لا يُذاع اسم أي شخص ما عدا نجيب، أردتُ أن يكون الضوء كله مسلطاً عليه، والسبب الرئيسي لإصداري هذا الأمر انني لم أكن أريد انشقاقاً في صفوف الضباط الأحرار، كنا جميعاً في الثانية والثلاثين أو الثالثة والثلاثين، وكنا كلنا متساوين في الرتب تقريباً، وكنت أعلم ان البريطانيين وأعداءنا في الداخل سيحاولون استعداء كل واحد منا على الآخر، هذا اذا ما اتحنا لهم الفرصة، ولكن اذا حكّمنا عقلنا وجعلنا رجلاً أكبر منا مثل نجيب الرئيس الأسمى فإننا سنحافظ على وحدتنا (38).
ويقول نجيب: ورغم أني كنت محسوباً من ناحية السن والرتبة على كبار الضباط، إلا أني كنت منجذباً دائماً الى صغار الضباط، أجد فيهم التوهج الذي كان يخبو في صدور أبناء جيلنا (39). ونتيجة لذلك فقد أصبح نجيب قائداً للثورة في نظر القوى الغربية وزعماء السياسة وأبناء الطبقة الاقطاعية (40).
كان لا بُدّ من الصِدَام عاجلاً أم آجلاً، فهذا هو منطق التاريخ، ويرى عودة بطرس عودة بأن نجيب لم يكن شخصاً ثورياً ولم تكن لديه أفكاراً تقدمية، بل ان الثورة كانت مفاجأة له! (41). ويذكر الدكتور عبد العظيم رمضان بأنه قد أظهر كراهية لكلمة الثورة وفضّل عليها كلمة "النهضة"، بل وأعلن محاربة كل شيء يرمي الى أي تغيير فجائي قدر المستطاع، ليقوم طه حسين بالرد عليه (42). وقد عارض نجيب "الإصلاح الزراعي"، إذ لم يُرد الطفرة، وكان في رأيه ان يتم إعادة توزيع الأرض تدريجياً بفرض ضرائب تصاعدية، ولم يُرد اثارة العداوة بين أصحاب الأرض القدامى والفلاحين المالكين الجدد للأرض (43).
تمتع نجيب بشعبية كبيرة، فقد كان رئيساً صورياً، أما الزعيم الحقيقي أي عبد الناصر فلم يتمتع بذلك بعد مرور عام على الثورة، وقد تصوّر نجيب نفسه حاكماً دستورياً لمصر، وكان يرغب بإعادة الحياة البرلمانية في أقرب فرصة ممكنة، وكان يعتقد بأن عبد الناصر ورفاقه الشُبان على درجة كبيرة من التهور وصلابة الرأي، لكنه وافق على بعض سياساتهم كالإصلاح الزراعي (44).
ظهر نجيب مُدافعاً عن الديموقراطية، في حين ظهر عبد الناصر معادياً لها، والحال أن عبد الناصر كان الوحيد في مجلس قيادة الثورة رافضاً للدكتاتورية ومتشبثاً بالديموقراطية الى الحد الذي اعلن فيه استقالته بسبب وقوف الأكثرية الى جانب الدكتاتورية السياسية (45).
السؤال الآن: هل كان نجيب يملك الحنكة اللازمة للانتصار في هذا الصراع؟ أثبت الواقع شيئاً آخر، فنجيب كان طيّباً سمِحاً، ولكنه كان ساذجاً جداً! فقد ذكر بأنه قد ارتكب خطأً جسيماً، فعندما بلغه بأن خالد محيي الدين وثروت عكاشة غير راضيين عن تصرفات عبد الناصر الذي بدأ ينفرد بنفوذه ويُشكّل قوة خاصة داخل المجلس، أحس نجيب بأن فخّاً يُنصَب له، ففجر الموقف وروى القصة كاملة في أحد اجتماعات المجلس! يقول:
وكانت صدمتي شديدة عندما تبيّنت ان ذلك لم يكن اتفاقاً مُدبراً بينهم، وأن صراحتي قد وضعت خالد وثروت في موقف حرج (46).
ولا يمكن اعفاء نجيب من بعض الأحداث التي شارك فيها، فعندما قامت حادثة كفر الدوار بعد مظاهرة احتجاج قام بها عمال شركة مصر للغزل والنسيج والبالغ عددهم عشرة آلاف عامل، والتي تصدّى لها الجيش برعونة شديدة، كانت المحاكمة سافرة في عدوانها على حقوق المتهمين، وقد صدر حكم الإعدام بحق مصطفى خميس ومحمد البقري (47). فما الذي يرويه نجيب هنا؟
يقول بأن حادث كفر الدوار قد هزّه من الأعماق، ويروي قصة حضور خميس الى مكتبه:
دخل ثابتاً وعندما رجوته أن يذكر لي عما اذا كان أحد قد حرضه لأجد مبرراً لتخفيف الحكم عليه، أجاب في شجاعة بأنه لا هيئة ولا انساناً من ورائه وأنه لم يرتكب ما يبرر الإعدام، وامتد الحوار بيننا نصف ساعة طلبت له فنجاناً من الشاي، وكنت ألح عليه كما لو كان قريباً أو أخاً عزيزاً، ولكن دون فائدة فقد كان صاحب مبدأ لم يخنه حتى في الفرصة الأخيرة لنجاته، وخرج خميس من مكتبي وقد أثقل الحزن قلبي بعد أن صدّقت على الحكم (48).
وما يستدعي الدهشة هنا، أن نجيب "الديموقراطي" قد صدّقَ على حكم الإعدام، أما عبد الناصر "الدكتاتور" فقد كان معارضاً لإعدام خميس والبقري ومعه خالد محيي الدين ويوسف صديق (49).
وقام نجيب بتوقيع قرار باعتقال 64 سياسياً دون الرجوع الى علي ماهر رئيس الوزراء (50)، ولكن الأمر الكبير والخطير هو ترقية عبد الحكيم عامر من صاغ الى لواء، فقد ثار نجيب ثورة عنيفة معارضاً هذا الاجراء، ولكنه وقّعه أخيراً، فتمت ترقية عامر الى لواء وتعيينه قائداً عاماً للقوات المسلحة، ويعترف نجيب بأن هذا كان خطأه الكبير (51).
كان نجيب من وجهة نظرنا بين خيارين، إما أن يستمر في المواجهة مع ما تتطلبه من حنكة وتأييد عسكري قوي، أو الاستقالة، ولكن أن يبقى متأرجحاً بينهما ومعتمداً على التأييد الشعبي الساحق له، والذي لن يُغني شيئاً في حسم السباق الى السلطة (52)، فهذا ما عجّل بنهايته. ولا نريد أن نقسو عليه كما قسى رمضان عندما قال بأن ايمان نجيب بالديموقراطية قد ارتد اليه شيئاً فشيئاً بعد ان تبخرت أحلامه في الزعامة (53)، أو كما ذكر كمال رفعت بأن نجيب قد حاول باستمرار تفجير الأزمات وإيصالها الى الشارع موهماً الجماهير أنه نصير للديموقراطية (54).
ولكن الحقيقة أن هذه الأزمة هي التي حددت مصير ثورة يوليو بعد ان كانت تتأرجح بين الفناء والبقاء، وقد كانت عودة الديموقراطية البورجوازية تسمح بعودة القديم (55)، فالحديث عن الدستور والانتخابات كان يعني إعادة حزب الوفد الى السلطة (56). ولم تكن أزمة مارس 1954 صراعاً بين نجيب وعبد الناصر، بل كانت صراعاً بين القديم والجديد وبين الثورة والثورة المضادة (57). ولقد جاءت محاولة الاخوان المسلمين لاغتيال عبد الناصر كنهاية لهذا الصراع الذي انتهى بعزل نجيب، وتمكن عبد الناصر من قمع اعتى خصومه، أي الاخوان المسلمين (58).
الجبهة الخارجية:
حدّدت الثورة هدفها من اليوم الأول بضرورة انسحاب القوات البريطانية من مصر انسحاباً كاملاً ليتحقق للبلاد استقلالها، وكان عبد الناصر يؤمن ايماناً كاملاً بأنه لا قِبَل لمصر على مواجهة الجيوش البريطانية في حرب نظامية، ولكن بمقدورها ان تجعل اقامتهم على فوهة بركان، وقد اتبع عدة طرق في هذه المواجهة وكانت أكثرها فاعلية واقتصاداً هي اللعب على نفسية الخصم في منطقة القناة (59). وكان الفدائيون المصريون يقومون بعملياتهم الجريئة ضد المعسكرات البريطانية، ووصلت الحالة بالقيادة البريطانية عقب اختفاء جندي بريطاني الى ان قدمت انذاراً للحكومة المصرية، وقد رفضته الأخيرة، مما دفع بريطانيا الى استئناف المفاوضات (60).
وفي 19 أكتوبر 1954 عُقد الاتفاق النهائي التفصيلي المتضمن تنظيم عملية جلاء القوات البريطانية، ويتم الجلاء في 13 يونيو 1956، ويشير عبد الرحمن الرافعي: لم يكن الجلاء متفقاً عليه في معاهدة 1936 كما زعم الواهمون (61).
يتعرض أمين هويدي لمسألة مهمة:
هذه أولى الحروب التي خاضها شعب مصر تحت قيادة عبد الناصر، والتي لا يتحدث عنها أحد على الاطلاق وتكاد ان تحجبها ستائر كثيفة من النسيان رغماً عن أهميتها وخطورتها، حرب كان هدفها تحقيق استقلال مصر الذي كان الشغل الشاغل للحركات الوطنية لمدة قرن (62).
عندما قامت الثورة كان من اهم أهدافها تقوية الجيش وتزويده بالسلاح، فاستنجدت بالغرب للحصول على الأسلحة الثقيلة، فكانت تلقى مراوغة وصدوداً وشروطاً ثقيلة لا تتفق مع كرامة البلد واستقلاله، وقد أعلنت الخارجية الأمريكية انها توزع صادراتها من السلاح بين الدول العربية وإسرائيل بالتساوي! مع انها كانت تُغدق السلاح على الأخيرة وتمنحها المعونات المالية وتمنع السلاح عن الدول العربية (63). فلم ترَ الثورة بُدّاً من التزود بالأسلحة الثقيلة من المعسكر الشرقي، فوقعت مصر في سبتمبر 1955 اتفاقاً تجارياً مع تشيكوسلوفاكيا على توريد ما طلبته مصر من السلاح بدون قيد أو شرط، فكان عقد هذه الصفقة ـ برأي الرافعي ـ دليلاً على شجاعة منقطة النظير، فقد تم عقدها والجيش البريطاني موجود على أرض مصر (64). فأصبح عبد الناصر بعد هذه الصفقة معبود الجماهير العربية كما ذكر جاك دومال، وهي بنظره صفقة تجارية هائلة (65).
ونتيجة للتقرب من المعسكر الاشتراكي، قامت الولايات المتحدة لاحقاً مُمثّلَةً بوزير خارجيتها جون فوستر دالاس بسحب عرضها بتمويل السد العالي وبوحشية (66)، فما كان من عبد الناصر الاّ الرد على إهانة دالاس بقراره التاريخي بتأميم قناة السويس(67)، والذي أعلنه في خطابه بالإسكندرية يوم 26 يوليو 1956، وجاء الدعم السوفيتي بأن القناة ملك لمصر وإن تأميمها اجراء قانوني عادي لصالح اقتصادها (68). وأدى هذا القرار الى أن قامت بريطانيا وفرنسا وإسرائيل بعدوان ثلاثي على مصر، مع ان هويدي يرى بأن التأميم لم يكن داعياً للحرب، ويرى أن الدول الثلاثة قد اتفقت على العدوان للقضاء على عبد الناصر، ولكن دوافعها متعددة ومختلفة (69). فبريطانيا وفرنسا كانتا تملكان معظم اسهم الشركة وامتياز ينتهي في 1968، وأوضح موشي ديان بأن من مصلحة إسرائيل المشاركة في الحرب (70).
قرر عبد الناصر مواجهة العدوان، ولكن صلاح سالم أصابه الانهيار واقترح على عبد الناصر تسليم نفسه الى السفارة البريطانية لكي يُجنّب مصر دماراً هائلاً، فأجابه عبد الناصر بأنه لا يعتقد بأن البريطانيين يريدونه شخصياً وعليه فلن يستسلم ويُفضل التضحية بنفسه (71).
قام المصريون بالدفاع عن بلدهم، ويتطرّق حمروش لمسألة مهمة جداً، فقد كان الشيوعيون المصريون من أوائل الذين بادروا للدفاع عن بور سعيد والاشتراك في المقاومة الشعبية، ولم يفرضوا سيطرتهم كما ادعى هيكل (72).
هدّد الاتحاد السوفيتي بضرب لندن وباريس بالصواريخ وبتدمير إسرائيل ان لم يتوقف العدوان، فما كان من الولايات المتحدة إلا أن تضغط على حلفائها لإيقاف الحرب (73).
آمن عبد الناصر بالقومية العربية، ويرى فاتيكيوتس بأن هذا الأمر طريق كل قائد لمصر وليس عبد الناصر وحده (74). وعندما نتطرّق الى الوحدة المصرية السورية، نجد ان عبد الناصر قد كان متحفظاً عليها كما ذكر صلاح البيطار (75)، فالجيش السوري هو الذي لعب دوراً قيادياً في الوحدة مع مصر خوفاً من تفاقم الصراعات داخل الجيش والأحزاب (76)، فقد قررت مجموعة من الضباط السوريين مستهل 1958 العمل على فرض الوحدة وطلبوا من عبد الناصر الموافقة الفورية، وكانت هذه المجموعة تضم عشرين ضابطاً من بينهم عفيف البزري وعبد الحميد السراج، فذهب الأخير مع زملائه الى القاهرة وأصروا على الوحدة حتى لو سُجنوا (77)، وقد تأسّف عبد الناصر للوفد السوري لأنه لا يقبل التعامل الا مع حكومة شرعية، وقد فوجئ الرئيس شكري القوتلي عندما علم بسفر الضباط الى القاهرة، وأدرك ان الموقف سيفلت من يده ان وقف معارضاً للوحدة، فوافق على سفر وزير الخارجية صلاح البيطار الى القاهرة. وقد وضع عبد الناصر شروطاً لإقامة الوحدة:
أن يجري اسفتاء شعبي عليها في مصر وسوريا، ويتوقف النشاط الحزبي السوري وتقوم كل الأحزاب بحل نفسها، ويتوقف تدخل الجيش في السياسة تماماً (78). تمت الموافقة وأعلن عبد الناصر والقوتلي عن الوحدة في الأول من شباط 1958 في القاهرة (79).
حصلت الوحدة مع سوريا بسبب الشعبية الهائلة لعبد الناصر، وقد قال عبد الناصر للصحفي الفرنسي بنوا ميشان عندما سأله عن الوحدة: أنا لستُ فاتحاً، أنا كما تقولون بالفرنسية "مغناطيس" (80).
رفضت القوى الغربية بطبيعة الحال الوحدة، وقد أفصحت وثيقة بريطانية على القبول بها ثم العمل على تخريبها، ورأى دالاس بأن الوحدة خطر على مصالح الولايات المتحدة وأنها ستُدعم أي مبادرة عربية ضدها (81). أما الحزب الشيوعي السوري فقد أيّد الوحدة مع مصر، بل ان خالد بكداش قد صَرّحَ بأن: تحليل الوضع في العالم العربي على أساس الماركسية اللينينية يؤدي حتماً الى اعتناق الوحدة العربية (82)، ولكنه رفض حَلّ الحزب أثناء الوحدة (83)، وهذا ما أدى الى مشاكل تعرّضَ فيها الشيوعيون لضربات كبيرة أبرزها مقتل المناضل فرج الله الحلو، ويصفه بكداش بالرفيق الممتاز جداً، الهادىء الدؤوب الشجاع، والذي اعتُقل وعُذّب، ثم ذُوّبَ جسده بالأسيد (84). ويرى حمروش بأن مقتل الحلو من أشد جرائم رجال السراج وزير داخلية الإقليم السوري (85)، وقد أدلى السراج برأيه فقال:
كان الحلو معروفاً بإصابته القلبية ولم نقصد قتله، ما حدث ان الخشونة البدنية التي واجهها كانت كافية لوفاته، وعندما علمت بتذويب جسده قدّمت استقالتي فوراً لعبد الناصر (86). وقد أدلى معاون السراج عبد الوهاب الخطيب بشهادته فقال: لا علم لعبد الناصر بما جرى للحلو، ولا علم للسرّاج أيضاً (87).
ولكن رغم كل هذا نجد بكداش يقول:
على الرغم من الذي عاناه حزبنا أيام الوحدة فإننا نعطي عبد الناصر حقه، فعندما علمت بموته عام 1970 قلت: لَه يا أبا خالد، ليس وقت موتك الآن (88).
انتهت تجربة الوحدة في سبتمبر 1961، فكانت أول هزيمة سياسية لعبد الناصر بعد سنوات صعود خارقة (89)، وقد اعترف عبد الناصر بعدها بأن حَلّ الأحزاب السورية على اختلاف مشاربها كان قراراً خاطئاً (90).
عندما قامت ثورة 14 تموز 1958 في العراق، كان عبد الناصر داعماً لها وبشدة، فعندما سمع بها كان في زيارة ليوغوسلافيا، فقطع زيارته وتوجه سراً الى موسكو للتعرف على موقفها، ورفض النزول في بغداد لأنه يوم للعراقيين وحدهم، وفي دمشق أعلن بأن أي عدوان على العراق يُعتبر عدواناً على الجمهورية العربية المتحدة (91). ولكن الموقف تغيّر بعد الخلاف بين عبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف، ليلتزم عبد الناصر جانب عارف والقوميين، مع انه قد نصح العراقيين بعدم التسرع بالوحدة (92)، ولكن القوميين والبعثيين في العراق أثبتوا أنهم ملكيين أكثر من الملك، وهذا ما قاد الى الانقلاب الدموي في 1963، وهو موقف لا نغفره لعبد الناصر. وكان قرار نفض اليد من الزعيم قاسم بعد 1960 غير حكيم كما أشار الطويل (93).
وعندما قامت الثورة في اليمن عام 1962 ضد حكم الامامة الرجعي، وقفت السعودية موقفاً عدائياً منها، وأمدت النظام المهزوم بالمال والسلاح لمقاومة الثورة الوليدة، فما كان من النظام الثوري الا أن يطلب مساعدة مصر، فوافقت القاهرة على مساعدة محدودة بما ينسجم مع فكرة القومية العربية، ولكن عندما تزايد التدخل الأجنبي من السعودية والولايات المتحدة وبريطانيا، قامت مصر بمضاعفة قواتها (94)، وهذا ما أدى الى استنزاف قوتها في المستنقع اليمني. ولكن حمروش يرى بأن رفض مصر معاونة ثورة اليمن أمراً غير مقبول ولا وارد سياسياً، فقد فزعت الامبريالية من ظهور عبد الناصر في الجزيرة العربية ليُطوق النظام السعودي، وأن القول بأن ثورة اليمن قد كبّدت مصر خسائر اقتصادية كبيرة هو قول فيه مبالغة كبيرة، وأن ملحمة القوات المصرية في اليمن من اعظم امجاد ثورة يوليو (95). وفي إشارة دقيقة لهويدي، أن البعض يتحدث عن تدخل مصر في اليمن ولا يتحدث اطلاقاً عن التدخل السعودي! مع الفارق الكبير بينهما (96).
تلقّى عبد الناصر ضربة هائلة في 5 حزيران 1967 عندما قامت القوات الإسرائيلية بقيادة موردخاي هود بهجوم على القوة الجوية المصرية نتج عنه تدمير 309 طائرة من أصل 340 (97)، وقد أدى موشي ديان وزير الدفاع دوراً كبيراً في هذا الانتصار (98). وقد كانت لعبد الناصر الشجاعة على تحمّل المسؤولية أمام الناس (99)، فأعلن مساء 9 يوليو تخليه عن الرئاسة لزكريا محيي الدين، ولكن خرجت المظاهرات رافضة لهذا الاجراء ومطالبة ببقائه في السلطة (100)، وعليه فلم تستطع الهزيمة رغم فداحتها من ان تقتلع عبد الناصر من مكانه أو تهدم نظامه (101). وقد أثار هذا الانتصار الإسرائيلي الساحق استفهاماً في محله:
هل من الممكن أن تنجح إسرائيل بعيداً عن الدعم الأمريكي؟ إذ يورد هيكل بأن طائرات أمريكية تحلّق في الأجواء المصرية أثناء معارك سيناء (102)، بينما يرى وليم كوانت بأنه لا وجود لتواطؤ أمريكي إسرائيلي في هذه المعركة (103).
أطلق عبد الناصر بعد هذه الهزيمة الكبيرة حرب الاستنزاف ضد إسرائيل بمساعدة سوفيتية عظيمة (104)، وقد استمرت الى عام 1970 بقبوله مبادرة روجرز والتي كانت دفناً لجزء كبير من تاريخه بحسب السيد جاسم (105)، مع اننا نرى ضرورة أخذ الظروف المحيطة به قبل أن نحكم على خطوته، إذ يرى أجاريشيف بأن قبول المشروع كان ضرورة حتمية لالتقاط الأنفاس (106). ليرحل عبد الناصر في خريف العمر 52 عام كمقاتل في اشد اللحظات التاريخية توتراً ومأساوية (107)، رحل ولم يترك شيئاً من الممتلكات والأموال، فقد كان عازفاً عن حياة الترف والبذخ، بل ويزدري هذا النمط من العيش (108).
حقّق عبد الناصر إنجازات كبيرة في الزراعة والصناعة والتعليم (109)، ولكنه لم يحقق أي تقدم في المجال السياسي (110)، وهناك من يرى انتماء عبد الناصر الى الخط الذي يعطي الأولوية لمشكلة التحرر قبل مشكلة الديموقراطية (111). واللافت للنظر هنا أن الشيوعيين المصريين قد تمسكوا بالناصرية ودافعوا عنها بعد رحيل قائدها (112) رغم الضربات العنيفة التي تلقوها منه، ورغم أنه قد اعلن عن السير في الطريق الاشتراكي ولكن بغياب الاشتراكيين الحقيقيين في عملية مستحيلة (113). وهذا يعني بأن الشيوعيين يُقدّمون العامل الموضوعي على العامل الذاتي في سلوك نادر.
النتيجة التي ننتهي اليها بعد هذه الجولة البحثية:
كان عبد الناصر علامة عربية فارقة في القرن العشرين، إذ كان بطلاً قومياً فجّر ثورة عظيمة في المنطقة، وحارب الامبريالية وكيانها الذي زرعته في قلب الأمة العربية بعزم لا يلين، ولكنه ارتكب أخطاء كثيرة، وهو أمر وارد بمقياس البشر، نقول بهذا بعيداً عن التبرير، فهو عظيم المجد والأخطاء كما ذكر الجواهري الكبير.
***
معاذ محمد رمضان "باحث تأريخي"
......................
الهوامش:
1ـ فاتيكيوتس: جمال عبد الناصر وجيله، ترجمة: أحمد نبيل اللهيب، ط1 مصر مدارات للأبحاث والنشر 2025 ص21
2ـ لويس عوض: أقنعة الناصرية السبعة، ط1 مصر مركز المحروسة 2014 ص8
3ـ أجاريشيف: جمال عبد الناصر، ترجمة: سامي عمارة، موسكو دار التقدم 1983 ص4 و5
4ـ عزيز السيد جاسم: مقتل جمال عبد الناصر، ط1 بغداد دار آفاق عربية 1985 ص10
5ـ جاك دومال وماري لوروا: جمال عبد الناصر، ترجمة: ريمون نشاطي، تقديم: كمال جنبلاط، ط5 بيروت دار الآداب 1979 ص46 و47
6ـ أجاريشيف ص9
7ـ فاتيكيوتس ص30
8ـ انتوني ناتنك: ناصر، ترجمة: شاكر إبراهيم سعيد، ط1 بيروت القاهرة، مكتبة الهلال ومكتبة مدبولي 1958 ص37
9ـ ناتنك ص30
10ـ فاتيكيوتس ص36 و37
11ـ مارلين نصر: التصور القومي العربي في فكر جمال عبد الناصر 1952 ـ 1970 دراسة في علم المفردات والدلالة، ط2 القاهرة دار المستقبل العربي 1983 ص96
12ـ اجاريشيف ص16 و17
13ـ ناتنك ص39
14ـ جاسم ص24
15ـ جاسم ص25، ناتنك ص39
16ـ محمد حسنين هيكل: سقوط نظام! ط3 مصر دار الشروق 2008
17ـ لطفية محمد سالم: فاروق الأول وعرش مصر 1920 ـ 1965، ط2 مصر دار الشروق 2007 ص43 و133
18ـ أحمد حمروش: مصر والعسكريون ج1، بيروت المؤسسة العربية للدراسات والنشر 1974 ص145
19ـ فاتيكيوتس ص140 و141
20ـ حمروش ج1 ص147 و148
21ـ حمروش ص165
22ـ محمد نجيب: كلمتي للتاريخ، ط3 مصر المكتب المصري الحديث 2011 ص25
23ـ حمروش ج1 ص197
24ـ محمد توفيق الأزهري: البكباشي يوسف صديق منقذ ثورة يوليو، تحقيق وتقديم: محمود توفيق ط1 القاهرة مكتبة مدبولي 2000 ص48
25ـ ثورة 23 يوليو 1952 القصة الكاملة بأقلام الضباط الأحرار، اعداد: ناصر جرجيس ط1 بغداد المكتبة العالمية 1985 ص47
26ـ فاتيكيوتس ص146
27ـ فؤاد مطر: بصراحة عن عبد الناصر، ط4 دار القضايا ص52
28ـ كمال خلف الطويل: عبد الناصر كما حكم ج1، ط1 بيروت مركز دراسات الوحدة العربية 2024 ص49
29ـ مطر ص53
30ـ أنور السادات: ياولدي هذا عمك جمال، مكتبة العرفان ص67 و69
31ـ حمروش ج1 ص187 و188
32ـ الطويل ج1 ص50
33ـ فاتيكيوتس ص145
34ـ اجاريشيف ص78 و79
35ـ مطر ص41
36ـ السادات ص50
37ـ جاسم ص117
38ـ اجاريشيف ص73
39ـ نجيب ص20
40ـ عودة بطرس عودة: عبد الناصر والاستعمار العالمي ط1 بيروت مطابع الكفاح 1975 ص43
41ـ عودة ص44
42ـ عبد العظيم رمضان: عبد الناصر وأزمة مارس، مكتبة روز اليوسف ص13
43ـ نجيب ص128
44ـ ناتنك ص85 و86
45ـ جاسم ص117
46ـ نجيب ص73 و74
47ـ حمروش ج1 ص286 و287
48ـ نجيب ص52 و53
49ـ حمروش ج1 ص288، رمضان ص81
50ـ نجيب ص56
51ـ نجيب ص76 و77 و78
52ـ فاتيكيوتس ص185
53ـ رمضان ص164
54ـ أحمد حمروش: شهود ثورة يوليو ج4، ط1 بيروت المؤسسة العربية للدراسات والنشر 1977 ص323
55ـ رمضان ص5 و99
56ـ أنور عبد الملك: المجتمع المصري والجيش 1952 ـ 1967، ط1 مصر مركز المحروسة 1998 ص145
57ـ حمروش ج4 ص321
58ـ فاتيكيوتس ص190
59ـ أمين هويدي: حروب عبد الناصر، ط2 بيروت دار الطليعة 1979 ص18 و32
60ـ هويدي ص37
61ـ عبد الرحمن الرافعي: ثورة 23 يوليو 1952 / تاريخنا القومي في سبع سنوات 1952 ـ 1959، القاهرة مكتبة الأسرة 2017 ص219 و224 و228
62ـ هويدي ص42 و43
63ـ الرافعي ص197
64ـ الرافعي ص198 و202
65ـ دومال ص98
66ـ دومال ص99، محمد حسنين هيكل: ملفات السويس، ط1 القاهرة مركز الأهرام 1986 ص450، محمد حسنين هيكل: عبد الناصر والعالم، بيروت دار النهار 1972 ص103
67ـ هيكل: عبد الناصر والعالم ص104
68ـ هيكل: ملفات السويس ص464 و468
69ـ هويدي ص52 و53 و54
70ـ آيات ربيع جابر اللامي: موشي ديان ودوره العسكري والسياسي في إسرائيل 1959 ـ 1980، رسالة ماجستير غير منشورة كلية التربية جامعة كربلاء 2022 ص39
71ـ هيكل: عبد الناصر والعالم ص163 و164 أما ناتنك فيضع عبد الحكيم عامر معه في هذا الاقتراح ص203 وقد أدرك صلاح سالم خطأه بعدها وحارب، والمثير أن عبد الناصر لم يعاقبه، بخلاف صدام حسين الذي قام بإعدام وزير الصحة الدكتور رياض إبراهيم لأنه اقترح ان يتنازل صدام عن الرئاسة لأحمد حسن البكر في عام 1982، يُنظر:
ماريون فاروق سلوغلت وبيتر سلوغلت: من الثورة الى الدكتاتورية ـ العراق منذ 1958، ترجمة: مالك النبراسي، العراق منشورات الجمل 2003 ص345
72ـ أحمد حمروش: مجتمع جمال عبد الناصر ج2، بيروت المؤسسة العربية للدراسات والنشر 1975 ص116
73ـ ناصر زيدان: دور روسيا في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ط2 بيروت الدار العربية للعلوم ناشرون 2013 ص116
74ـ فاتيكيوتس ص331
75ـ أحمد حمروش: عبد الناصر والعرب ج3 القاهرة مكتبة مدبولي ص47
76ـ الوحدة المصرية السورية 1958 في الوثائق السرية البريطانية، تحقيق واعداد وترجمة: وليد محمد الأعظمي، بغداد المكتبة العالمية 1990 ص6
77ـ ناتنك ص252 و255
78ـ محمد حسنين هيكل: سنوات الغليان، ط1 القاهرة دار الشروق 2004 ص316 و319
79ـ الوحدة ص7
80ـ حمروش ج3 ص50
81ـ الوحدة ص26 و27
82ـ الوحدة ص16، حمروش ج3 ص53
83ـ خالد بكداش يتحدث، اعداد وحوار: عماد ندّاف، دمشق 1993 ص37
84ـ بكداش ص38
85ـ حمروش ج3 ص73
86ـ الطويل ج2 ص752
87ـ الطويل ص754
88ـ بكداش ص38
89ـ أحمد حمروش: خريف عبد الناصر ج5، ط1 بيروت المؤسسة العربية للدراسات والنشر 1978 ص56
90ـ حمروش ج3 ص122
91ـ ليث الزبيدي: ثورة 14 تموز في العراق، ط2 بغداد اليقظة العربية 1981 ص207 و208
92ـ هيكل: سنوات الغليان ص393
93ـ الطويل ج1 ص46
94ـ هويدي ص123 الى 130
95ـ حمروش ج3 ص266 الى 269
96ـ هويدي ص127
97ـ حاييم هرزوج: الحرب العربية الإسرائيلية 1948 ـ 1982، ترجمة: بدر الرفاعي، ط1 القاهرة سينا للنشر 1993 ص178
98ـ اللامي ص101
99ـ محمد حسنين هيكل: الانفجار 1967، ط2 القاهرة دار الشروق 2010 ص10
100ـ ناتنك ص477 و479
101ـ حمروش ج5 ص176
102ـ هيكل: الانفجار ص810
103ـ وليم كوانت: عملية السلام ـ الدبلوماسية الأمريكية والنزاع العربي الإسرائيلي منذ 1967، ط1 القاهرة مركز الأهرام 1994 ص63
104ـ يوسف صايغ وآخرون: حرب الاستنزاف، دراسات 5، بيروت دار القدس
105ـ جاسم ص246
106ـ اجاريشيف ص174
107ـ حمروش ج5 ص7
108ـ فاتيكيوتس ص424
109ـ حمروش ج5 ص384
110ـ ناتنك ص530
111ـ عصمت سيف الدولة: هل كان عبد الناصر ديكتاتوراً؟ ط1 بيروت دار المسيرة 1977 ص73
112ـ جاسم ص186
113ـ عبد الملك ص38