أقلام حرة

أقلام حرة

قبل أيام كنت حائراً وأنا أقرأ ما كتبته إحدى النائبات من أن السفيرة الأمريكية ومعها ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة بلاسخارت قد تم طردهن من العراق، فيما اخبرتنا نائبة أخرى بأن هناك وثائق كشفت عن أن السفيرة الأمريكية تريد أن تنشر الشذوذ في العراق، بل ذهب الخيال بأحد النواب أن تخبرنا بأن بلاسخارت هربت بعد أن تم الكشف عن ارتباطاتها مع جهات عميلة. وكنت اسأل الزملاء هل ما اقرأه من تصريحات للسادة النواب حقيقي ام انها نوع من الالعاب الغرض منها اشغال الناس لبضعة ايام ، اليوم تاكدت ظنوني عندما قرأت في الاخبار إن السيدة بلاسخارت تتجول في إيران وتلتقي بكبار المسؤولين في طهران لمناقشة الوضع في العراق، ونشرت لها صورة وهي تجلس مع وزير الخارجية الإيرانية، فيما غردت السفيرة الأمريكية قائلة إنها توسطت لدى وزارة الخزانة الأمريكيه لأجل معالجة ارتفاع سعر الدولار في العراق. وجاء في خفايا الاخبار أن قادة سياسيين اتصلوا بالسفيرة لتحل المشكلة، وبعد التغريدة هبط سعر الدولار في الأسواق العراقية.

وقبل أن يتهمني البعض بأنني من جماعة السفارة، فأنا والحمد لله علاقتي بالسفارات لا تتعدى مشاهدة فيلم عادل إمام "السفارة في العمارة"، والرجاء ملاحظة أنني كتبت في هذا المكان أكثر من مقال عن بلاسخارت قلت في واحد منها: "العراقي يحتاج إلى أن يكون ساذجاً تماماً، وربما فاقداً للذاكرة، لأقصى درجة ليصدق "الأسطوانة المشروخة" التي ترددها السيدة بلاسخارت عن نزاهة الانتخابات ودور الأمم المتحدة وعن دعم المنظمة الدولية، فالناس تدرك جيداً أن السيدة بلاسخارت ترى أن دور الأمم المتحدة هو تقديم العراق على طبق من فضة إلى دول الجوار".

أمضينا العشرين عاماً الماضية في متابعة تحقيقات استقصائية تقول بالوثائق إنّ هناك شبهات فساد في معظم مؤسسات الدولة العراقية، وإن معظم السياسيين استولوا على عمولات تُقدَّر بعشرات المليارات من الدولارات، إلا أن السيدة حنان الفتلاوي نبهتنا مشكورة إلى أن هذه المنظمات تسعى للنيل من الشخصيات الوطنية. هل هي مؤامرة؟ بالتأكيد، وتقودها الإمبريالية والصهيونية اللتان غاظهما أننا نهتف في الساحات باسم علامة بحجم أحمد الجبوري "أبو مازن" .

العراق يا سادة يواجه أزمات كبرى؛ كساد اقتصادي وضياع مئات المليارات وبطالة وغياب للخدمات، والدولة تريد من المواطن ألاَّ يعرف من هو المتسبب الحقيقي. لأنه وفقاً للسادة والسيدات السياسيين والسياسيات، قد تآمر الغرب بأجمعه على بلاد الرافدين، مع العلم أن لندن خطفت منا العلامة إبراهيم الجعفري، والخبير موفق الربيعي فيما أصرت ، أما كندا فإنها تباهي الأمم بخضير الخزاعي، ولا تزال جامعات أوروبا تدرّس نظريات مشعان الجبوري في اقتناص الفرص .

***

علي حسين

ان الخروج الجماهيري الغاضب والعارم وهذا الرفض الشعبي العراقي الرافض لهذه الحركة المشينة من قبل بعض الدول الأوربية لحادثة حرق القران الكريم هو الدليل على أن الشعب العراقي هو الوحيد القادر على الوقوف أمام كل المشاريع الخبيثة التي تحاول المساس بمشاعر الجماهير الإسلامية ومبادئها وقيمها وعقائدها وقد أثبتت هذه الجماهير بوقفتها أنها الوحيدة التي تستطيع قيادة الأمة الإسلامية وقادرة على حماية مقدساتها بعدما تخلت وتنصلت من بلدان العالم الإسلامي إلا بعض المواقف من هنا وهناك التي لا تكاد أن ترتقي إلى حجم هذه التصرفات وتداعياتها وخصوصا من كانت تدعي أنها حاملة لواء حماية الإسلام والمسلمين وقدسية مرتكزاته فقد فقدت الغطاء عن وجهها الحقيقي واختفت وراء قناعها المزيف في الدفاع عن بيضة الإسلام وإثبات جبنها أمام أعداء الإسلام والمسلمين وأصبحت بموقف مخجل ومتصاغر أمام الشعوب المسلمة في بقاع العالم وأمام الشعب العراقي وخصوصا وهو يعلم مدى خطورة موقفه هذا المناهض والرافض لكل من يتطاول ويتجرأ على الإسلام ورموزه الدينية وثوابته الشعبية وخصوصا وهو يعلم مدى خطورة موقفه هذا أمام المشروع المعد والمخطط له للنيل من الإسلام والمسلمين لزجه وجره إلى أتون حرب ومشاكل تؤثر على نسيجه المجتمعي والسياسي لغرض تمرير مشروع أجنبي خبيث لضرب العراق وتدميره بدايته إيقاد شرارة الحرب عن طريق حادثة حرق القران الكريم وتدنيسه من قبل صعلوك صغير وتافه ومأجور وإهانة أكبر رمز ديني أسلامي لأكثر من مليارين مسلم على صعيد العالم والإساءة لرمز سياسي وديني مهم في العراق وأهانة سيادة العراق بالذات بعلمه وبهذه الطريقة الوقحة العلنية وبحماية القانون لبعض الدول التي وقعت فيها الحوادث والتي وقعت على قانون حماية واحترام الأديان في العالم لا تفسير لهذا الأمر إلا أن هناك مشروع مطبوخ ومبرمج ومعد مسبق من قبل دول الظلال لجر العراق وشعبه إلى الدمار للسيطرة على ثرواته وإلى متغيرات سياسية جديدة يعد لها العدة مستقبلا ضمن خارطة رسمت بعناية لها من قبل اللاعبين الدوليين في هذا التوقيت والمكان من خلال سيناريو قد ينفذ قريبا وأن ضحيته الأولى هو العراق وشعبه وأن حرق القران هي الشرارة الأولى لإشعال فتيل حرق العراق .

فأن على الشعب العراقي بالذات الحيطة والحذر وعدم الإنجرار وراء العاطفة المفرطة الغير مدروسة والمنفلتة في كل الردود الشعبية والمرتجلة التي قد تودي لا سامح الله تعالى إلى ما لا يحمد عقباه.

***

ضياء محسن الاسدي

يبدو من غير الواضح إذا كان الاميركان سيعتبرون الصفقة التي أبرمها العراق مع الجمهورية الإسلامية أنتهاكاً وخروجاً على العقوبات المفروضة على طهران، وبالتالي السعي من واشنطن لمحاولة منع هذا الاتفاق، كما أن العراق أتخذ موقفاً رسمياً في هذا الاتفاق دون الرجوع إلى واشنطن، ما يعد استقلالية في القرار وخروجاً على الإرادة الأمريكية التي تحاول إركاع الشعوب وإخضاعها.

الاتفاق ينص على إرسال العراق 250 ألف برميل يومياً إلى إيران مقابل تزويد الأخير العراق بالغاز الطبيعي الإيراني والذي يعتمد عليه العراق بحوالي 40% من إنتاج الكهرباء، وجاء هذا الاتفاق بعد الديون المترتبة على العراق لإيران والتي بلغت 11 مليار دولار مودعة في البنك التجارة العراقي، والتي منعت فيها واشنطن إرسالها إلى طهران لقاء تزويد العراق للغاز الطبيعي.

العراق من جهته يؤكد على أن لاحاجة للحصول على موافقة الولايات المتحدة لان الاتفاق ليس مالياً، لذلك لجأ العراق إلى أسلوب المقايضة والتي هي شكل من أشكال الدفع لاتخضع للعقوبات الأمريكية المفروضة على طهران، حيث يستخدم الأمريكان سيطرتهم الفعلية على الأموال العراقية، ومنع بغداد من تسديد ديونها لإيران بالدولار، وبهذا الإجراء يمكن لطهران أن تزود العراق بالغاز الطبيعي لقاء النفط الخام العراقي.

إدارة بايدن تسعى إلى الحصول على مزيد من التفاصيل حول هذا الاتفاق، وكيفية إجراء المقايضة للنفط مقابل الغاز من الناحية العملية، وما إذا كان هذا الاتفاق يؤثر على العقوبات الأمريكية المفروضة على طهران، في حين تأخر تسديد الديون العراقية لإيران سبب نقصاً في الكهرباء المنتجة من المحطات الكهربائية لإيقاف تزويدها بالغاز الطبيعي، ويأتي هذا بسبب رفض واشنطن تسديد العراق ديونه بالدولار.

الاتفاق يرمي إلى طمأنة الرأي العام الإيراني بشأن حصول طهران على مستحقاتها عن صادرات الغاز، بانتظار الوصول إلى حل عملي تتمكن عبره إيران من إعادة أموالها أو سداد المستحقات المرتبة عليها جراء استيراد الدواء والسلع الأساسية، وأن سبب قبول طهران بمقايضة غازها بالنفط العراقي هو حرصها على مساعدة الحكومة العراقية على توفير خدمة الكهرباء للشعب العراقي في هذا الصيف الحار الجاف، حيث أن الاتفاق يمثل الحل الأمثل في ظل عدم موافقة واشنطن على تحويل المبالغ لإيران.

أعتقد وكما يرى الكثير من المراقبين للمشهد السياسي العام في المنطقة، أن من الأجدر على الحكومتين أن ترسخ هذا الاتفاق من خلال مد أنبوب نفطي يربط الدولتين الجارتين، وبامد طويل لمنع أي تلكؤ في استيراد الغاز الطبيعي الإيراني، وقطع الطريق أمام أي محاولة للتأثير على العلاقات الاقتصادية التي تربط الجارين والسعي الجاد من اجل أستقلال القرار العراقي بعيداً عن الضغوط الاميركية التي تحاول جعل العراق تابعاً لها .

***

محمد حسن الساعدي

عندما نتحدث عن الإصلاح الديني لابد من وضوح المفردات، وإذا كان الدين المقصود صالح لكل زمان ومكان فما المقصود بالإصلاح الديني؟

الإصلاح: التقويم، التغيير، التحسين

الديني: الإسلام

مسيرة القرون الماضيات راكمت العديد من الموسوعات والمؤلفات التي تناولت كافة جوانب الحياة في الإسلام، ولا توجد شاردة أو واردة لم يتحقق تناولها بإسهاب وتكرار وفقا لزمانها ومكانها.

فماذا يريد أدعياء الإصلاح؟

إنهم يتوهمون بأن العيب في الدين، وأن سبب ما تعانية الأمة مصدره الدين، وهذا تجني على الدين، فالأمة ليست الوحيدة ذات دين، بل أن معظم الأمم ذات أديان وتتمسك بها.

العلة التي لا يريد أن يواجهها المفكرون والمثقفون تكمن في الكراسي المتسلطة على أبناء الأمة وليست في الدين، وهي عاهة رافقتها منذ إنطلاق دولتها، ولا تزال تتخبط ولا تعرف لها مسارا مستقرا.

علة الأمة بقادتها، وليست بدينها!!

فلماذا هذا التعلل بما لا ينفع، فهل وجدتم دينا تم إصلاحه؟

الديانات التي إدعت الإصلاحية أنشأت فرقا جديدة، لأنها لا تستطيع أن تبدل أسس دين متوارث، فالإصلاح يعني الإتيان بجديد لا يتوافق مع ثوابت ما يراد إصلاحه، أي تغييره.

فهل أن أدعياء الإصلاح يريدون الإتيان بإسلام آخر، أو تسويق إسلام على مقاسات المطامع والمصالح والأهداف؟

ليس واضحا، لكن التأريخ يخبرنا بأن الدين مفردات راسخة متوارثة، لا يمكن زحزختها، لأن عمارة الدين ستسقط، ويضيع الدين، الذي من أهم تواصله التمسك بثوابته وآلياته الشديدة الإنتماء والتعبير.

فلن تصلحوا دينا، فالأديان تُصلِح ولا تُصلَح!!

فالدين ليس أرضا بورا تبحث عن إستصلاح!!

ويبقى العيب في البشر فهو آفة الدين ومادته!!

***

د. صادق السامرائي

أعلن مؤخرا عن تزويد أمريكا أوكرانيا بالقنابل العنقودية، وهذا تصعيد خطير للحرب في أوكرانيا؛ سوف تترتب عليه تداعيات خطيرة ومؤثرة على السكان المدنيين، سواء في لحظة الاستخدام، أو في الزمن اللاحق، وبالذات حين لا تنفجر تلك القنابل، أو قسم منها، كما يقول الخبراء العسكريون؛ بأن نسبة من 40 ٪ ـ 50٪ لا تنفجر. أمريكا وروسيا والصين، لم توقع هذه الدول العظمى، إضافة إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي على معاهدة حظر استخدام تلك القنابل. الولايات المتحدة التي تدعو باستمرار بمناسبة او من دونها، وتعمل على نزع أسلحة الدمار الشامل، وتطالب بالامتناع عن استخدام الأسلحة التي تضر، أو تلحق ضررا وأذى بالمدنيين؛ تقوم بتزويد أوكرانيا بتلك الأسلحة، ما ينسف جميع دعواتها إلى ضرورة سلامة السكان المدنيين في الحروب، من الأساس، ويظهر بوضوح مدى وحجم نفاقها. روسيا ستستخدم القنابل ذاتها، ولا أحد في العالم سيدينها، إذ، يصبح من حقها استخدام تلك القنابل، اقتبس نصا نشره أحد المواقع؛ عن المعاهدة الدولية في حظر استخدام وصناعة القنابل العنقودية: «دخلت اتفاقية حظر القنابل العنقودية المعروفة بـ«اتفاقية أوسلو» حيز النفاذ في الأول من آب/أغسطس 2010. ويبلغ عدد الدول والأطراف فيها حتى اليوم نحو 107 دول. اعتمدت الاتفاقية في دبلن في 30 أيار/مايو 2008، ووافقت عليها في بادئ الأمر 46 دولة بينها أفغانستان، ووُقّعت في أوسلو في 3 و4 كانون الأول/ديسمبر 2008. كذلك وقّعت 22 دولة من الدول الأعضاء الـ29 في حلف شمال الأطلسي «الناتو» الاتفاقية، بينها المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا، التي تملك كلّ منها مخزونات تقدّر بـ50 مليون قنبلة انشطارية. ويقدّر التحالف ضد الأسلحة الانشطارية المخزون العالمي بأكثر من مليار قنبلة، لكن قوى عسكرية عظمى، مثل الصين وروسيا والولايات المتحدة، إضافةً إلى الاحتلال الإسرائيلي، تملك القسم الأكبر منها، رفضت حتى اليوم التوقيع على الاتفاقية، ووفقاً للمادة الثانية من هذه الاتفاقية، فإنه يُراد بتعبير «الذخيرة العنقودية» الذخيرة التقليدية التي تُصمّم لتنثر أو تطلق ذخائر صغيرة متفجرة يقل وزن كل واحدة منها عن 20 كيلوغراماً، وهي تشمل تلك الذخائر الصغيرة المتفجرة. هذه المعاهدة أثارت أمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر، والمنظمات غير الحكومية، التي تقوم بحملة ضد استخدام هذه الأسلحة الفتّاكة، بأن يرغم تطبيقها القوى العسكرية الكبرى على التخلي عن استخدامها. واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة السابق حينها بان كي مون «أنّ هذه الاتفاقية تشكّل «تقدّماً مهماً» لتخليص العالم من هذه الأسلحة «القذرة». استخدمت هذه الأسلحة خصوصاً خلال حرب فيتنام والبلقان، وكذلك في جنوب لبنان في 2006، وما زالت تتسبّب بسقوط ضحايا مدنيين». واستخدمها الأمريكيون في العراق في عامي 1991 و2003. إن القوى الدولية الكبرى بما فيها روسيا والصين عندما يتعلق الأمر بمصالحها وخططها؛ لا يقف أمامها أي مانع أخلاقي، أو إنساني في استخدام جميع الممنوعات والمحرمات، سواء من الأسلحة أو من غيرها، بما يسبب أضرارا بالغة بالبشر، المهم هو انتصارها بأي ثمن كان ومهما كان حجم الدمار الذي تحدثه في البُنى التحتية وفي البشر وفي كل شيء؛ المهم هو الوصول إلى أهدافها والتغلب على الخصم. أما الحديث عن حقوق الإنسان وحقه في الحياة الآمنة والكريمة فلا تقع تلك الحقوق في صراعات القوى العظمى، إلا في ذيل اهتماماتها. إن الحرب التي تدور رحاها الآن، ومنذ أكثر من 500 يوم على الأرض الأوكرانية؛ بين روسيا وأمريكا، وبدماء الشعب الأوكراني؛ مرشحة لاحتمال توسعها جغرافيا وبالأسلحة النوعية وبكمياتها وبأنواعها المختلفة المدمرة للضرع والزرع والإنسان، وكثافة استخدامها ومنها حتى الآن؛ هي القنابل الانشطارية، التي أسلفت القول فيها وفي ضررها على الإنسان حاضرا ومستقبلا. إن الدفع الأمريكي باستخدام هذه القنابل الانشطارية؛ يؤكد فشل الهجوم الأوكراني المضاد حتى الآن، الذي ربما يقود لاحقا إلى فشل آخر وآخر بما يؤدي في نهاية المطاف الى ان تحقق روسيا أهدافها من هذه الحرب. إن هذا يعني وفي صدارة ما يعني؛ أن العالم سوف يتغير لصالح عالم آخر جديد، في الطريق إلى التكون والظهور؛ بما ينتج عنه حتما؛ أن تنتهي سيطرة أمريكا والغرب على القرار الدولي حتى الآن بطريقة او بأخرى غيرها، لكنها تصل إلى النتيجة ذاتها. هذا لا يعني وفي جميع الأحوال تزكية للغزو الروسي لأوكرانيا، بل إن العكس هو الصحيح تماما، إنما العالم الجديد المرتقب ينتج عنه؛ عدالة الضرورة الحاكمة، لسلوك الدول العظمى والكبرى من دون استثناء.. بدوافع المحافظة على المصالح، وجذب الشراكات في جميع الحقول في تسابق تنافسي؛ لإيجاد مساحات للنفوذ (ليس التبعية..) والشراكات المربحة.

***

مزهر جبر الساعدي

شاهدتَ بالتأكيد صور الطفل موسى الذي تعرض إلى تعذيب شديد من قبل زوجة أبيه، ولم تنفع صرخاته ولا استنجاده بالشرطة المجتمعية في إنقاذه من الموت حرقاً وطعناً.. وبالتأكيد قرأتَ مثلي الخبر الذي يقول إن أب أقدم على قتل ابنته الصغيرة بعدما نشرت عن طريق الخطأ مقطعاً ظهرت فيه على تطبيق "تيك توك"، وقرأنا شهادة والدة الطفلة التي قالت فيها: إن الأب انهال ضرباً على صغيرتها بشكل عنيف، ثم بدأ بخنقها، وهو يقول: "البنت عار وفي حال كبرت ماذا سنفعل؟ لذلك يجب التخلص منها من الآن".

وبالأمس أخبرتنا شرطة كركوك بأنها أنقذت امرأتين كن محبوستين من قبل ذويهن في المنزل، إحداهما كانت مكبلة بالسلاسل لمدة 20 يوماً. هل هناك المزيد؟، نعم إقرأ هذا الخبر الذي يقول؛ إن زوجاً يقتل نساءه الاثنتين ببندقية "صجم" على طريقة قتل متظاهري تشرين، وقد قام بفعله "البطولي" أمام أعين الأطفال السبعة..

في كل مرة تنشر بيانات ونداءات من منظمات حقوقية عن ارتفاع معدلات العنف الأسري في العراق، يخرج علينا نواب "مؤمنون" وهم يصرخون: هذه منظمات مشبوهة تريد نشر الرذيلة في المجتمع، وكنا عشنا في هذه البلاد العجيبة والغربية قبل عشرة أعوام مع وزيرة للمرأة اسمها ابتهال كاصد خرجت على قناة الحرة في برنامج للزميل سعدون محسن ضمد لتقول بكل أريحية إنها لا تؤمن بالمساواة، وتعتقد أن المرأة عاجزة فسيولوجيا عن رعاية نفسها.. ومثل كل الوزراء في بلاد الرافدين أخبرتنا السيدة الوزيرة آنذاك بأن جلوسها على كرسي الوزارة هو " تكليف شرعي".

يتحدث الجميع في العراق الديمقراطي عن دور المرأة وأهمية رعاية الأطفال، لكنهم داخل قبة البرلمان لا يزالون يماطلون في إقرار قانون العنف الأسري، فالقانون حسب ما أخبرنا النائب عمار طعمة يريد أن يخرب مجتمعاتنا.. ولم يخبرنا أصحاب شعار "وا مجتمعاه " من الذي يقف وراء خراب المجتمع وضياع مستقبل أبنائه؟ ربما سيجد في الجواب حلًاً لعقدتهم من قانون العنف الأسري.

بعض القوى السياسية التي ترفع الدستور بوجه الجميع، تدفع في الوقت نفسه بالمجتمع إلى عقود من التخلف والانعزال. وأيا يكون المبرر لما يحصل في مشاهد العنف ضد الاطفال والنساء، فأن الأمر لا يخرج عن المخطط الهادف إلى العمل على أن تعود المرأة لتصبح مواطنة من الدرجة الثانية. ولأنها برأيهم "ناقصة عقل ودين"، ولان الفتاة "ضلع أعوج" يجب تقويمه، فهم جميعا مخلصون لتربية حزبية جعلت منهم تروساً في ماكنة قهر المرأة .

يؤسفني شديد الأسف، ان يتعاطف العالم مع كارثة مقتل الطفل موسى على إنها قضية إنسانية كبرى، فيما يعتقد نوابنا الافاضل ان المشكلة في اصرار منظمات انسانية على تشريع قانون العنف الاسري، لان هذه القوانين حرام

***

علي حسين

المفردات: هور، همبل، هِمَش، هنيالك، هُواي، هوسة، هون، هياته، وخّر، وَدْي، ورقة، وسادة، وي، وياي، زردا، زردة، زعطوط، زنق، حبربش، حدار، حدَّر، حسبة، حكاكة، حَوره، طاح...تذكير مكرر: لتسهيل قراءة قوائم المفردات، سأكتب المفردة أولا كما تلفظ في اللهجة العراقية، ثم علامة مساواة، وبعدها لفظ المفردة في المندائية كما ذكره المؤلف قيس مغشغش السعدي بين قوسين كبيرين، ثم معناها في المندائية وفي اللهجة العراقية، وأختم الفقرة بتعليقاتي أو استدراكاتي عليها مع التوثيق التأثيلي من المعاجم على كونها عربية وحسب ترتيب ورود هذه المفردات في الكتاب المذكور:

131-  همبل =(همبل) أتلف، أفسد، خرب. هذا المعنى في المندائية لا علاقة له بمعناها في العامية العراقية حيث تعني يبالغ في الكذب ويتبجح، والكلمة من الجديد في هذه اللهجة وقد لا يتجاوز عمرها العقد أو العقدين من السنوات. ويعتقد البعض أنها من الإنكليزية (Humble) التي تعني متواضع وخسيس فاستعملوها بالمعنى المعاكس أي المغرور، وهذا التخريج قد لا يشفي الغليل، ولكن ليس له بديل معقول آخر في الوقت الحاضر.

132- هِمَش =(همشا) وتعني خمسة في المندائية. ويقول المؤلف "ويقصد بها في العامية خطف الشيء من مكانه بالقوة أو بالغفلة ولا يكون هذا الخطف إلا باليد من خلال فتح الأصابع الخمسة". وهذا تخريج ضعيف وكاريكاتيري. والكلمة عربية ونقرأ في (المعجم: الرائد، والمعجم الوسيط...الهَمِشُ: السَّرِيعُ العمل بأَصابعه، هَامَشَهُ في كذا: عاجَلَه فيه).

133- هنيالك =(هنيا) السرور والرضا والهناء. العبارة عربية فصيحة مدغمة ومكتوبة بطريقة صوتية بدائية وهي "هنيئاً لك".

134- هُواي =(إهوا) وتعني في المندائية يرى ويظهر ويعرض. الكلمة في العامية العراقية لا علاقة لها بهذه المعاني بل هي تعني "كثير". وتخريج المؤلف لربطها بالمندائية ضعيف. وأرجح أن تكون قادمة من لغة أو لهجة جزيرية أخرى.

135- هور =(هور) ينظر. ويحاول المؤلف أن يربط بين مفردتين لا علاقة لهما ببعضهما (هور وينظر). ففي العامية والعربية الفصحى تعني كلمة الهور المسطح المائي. نقرأ عنها في معجم المعاني (الْهَوْرُ البُحَيْرَةُ تندفع إِليها مياهُ غِياضٍ وآجام فتَتَّسع ويكثر ماؤُها والجمع: أَهوار).

136- هوسة =(هوشا) اضطراب، معاناة، ألم. لا علاقة للكلمة في العامية العراقية بهذه المعاني، بل من معانيها "الفوضى"، أما كمصطلح فهي تعني نوعا من الأراجيز الحربية التي يرتجلها المقاتل العشائري أو المُهوال (الشخص التي يتولى ارتجال وإلقاء الأراجيز بنبرة حماسية) للشحن العاطفي والتحميس والتجييش وهي من تقاليد القبائل القحطانية في العراق خاصة. وقد تكون لها علاقة بمفردة "الهوس" التي من معانيها (حالة من الانفعال أو ارتفاع المزاج بشكل غير طبيعي، والإثارة).

137-  هون =(هونا) في المندائية: إدراك، عقل، وعي. ويقال في العامية العراقية على هونك بمعنى تريث في الأمر. تخريج غريب ومضحك فالعبارة عربية فصيحة وموجودة في أغلب اللهجات العربية ونجدها في معجم المعاني بالتعريف التالي (عَلَى هَوْنِكَ: عَلَى رِسْلِكَ. اِمْشِ عَلَى هِينَتِكَ: عَلَى رِسْلِكَ. هُوَ يَمْشِي عَلَى هِينَتِهِ).

138- هياته= (هانتا) ذلك تلك...وتستعمل في العامية كاسم إشارة. تخريج ضعيف والأغلب أن هذه اللفظة هي إدغام لعبارة " ها هو" بطريقة أسهل على اللسان وهي بعيدة عن "هانتا" المندائية وأقرب إلى اسم الإشارة هاته. التي يعرفها معجم المعاني كالآتي: هَاتِه: كلمة أصلها اسم الإشارة (هَاتِهِ) وجذعها (هاته). ومن الاختزالات الجميلة في اللهجة التونسية العربية يقولون "هاكه هوا" ويقصدون "هكذا هو الأمر"، ومن اختزالات اللهجة الجزائرية يقولون "كيراكم" ويعني "كيف نراكم؟ أو كيف أنتم"!

139- وخّر =(نخر) وتعني في المندائية يبعد يقصي. وهذا التخريج ضعيف فجذر الكلمة المندائية بعيد عن العربية. والكلمة عربية أقرب إلى جذر (أخ ر/ وخر) العربي وتقال في عدة لهجات عربية وصولا إلى المغرب العربي بمعنى ابتعد، تنحَّ، تأخر، تراجعْ إلى الخلف. إن وجود هذا الفعل في أغلب اللهجات العربية في المشرق والمغرب بالمعنى ذاته يدل على أنها ذات جذر واستعمال عربي ربما نجده في الفعل المزيد: أَخَّرَ –يُؤخِّرُ – أَخِّرْ ... لأن من معانيها "تراجع إلى الخلف".

140- وَدْي =(أدا) وتعني يعبر ينقل يعدي. وهذا المعنى بعيد عن معنى الكلمة في اللهجة العراقية وهو أرسل أو أعطى وهي أقرب إلى أدى يؤدي بمعنى أرسل وأعطى وسدد وتقال باللهجة الجزائرية بالهمز بذات المعنى (أديتو دراهمو وما ادانيش حاجتي).

141- ورقة =(يورقا) في المندائية أخضر. يقول المؤلف (إن اللغة العربية أخذت هذه التسمية التي هي صفة لون الورقة من المندائية وعممتها تسمية لورقة النبات وورقة الكتابة) ويربط بينها وبين اللون الأخضر ومرض اليرقان. وهذا تخريج عشوائي آخر، ولا دليل عليه والكلمة موجودة في جميع المعاجم العربية القديمة والحديثة فربما كان العكس هو الذي حدث أو أنها لفظة مشتركة بين عدة لغات جزيرية "سامية".

142- وسادة =(بيسادا). وتعني وسادة. وهو ذات المعنى لهذه الكلمة في المعاجم العربية وبلفظها نفسه (وسادة) وليس باللفظ المندائي البعيد "بيسادا"! نقرأ في معجم المعاني: الوِسادة بكسر الواو، جمع وسائد، المخدة = ما يوضع تحت الرأس عند النوم. وَسادة: (اسم) الجمع: وِسادات ووَسائدُ و ِساد؛ وَسادة / وُسادة / وِسادة. مِخَدّة، ما يُوضع تحت الرَّأس عند النَّوْم وسائدُ من صوف/ قطن.

143-  وي =(وي) ويل، بلاء، أسف في المندائية. واللفظة عربية فصيحة ممعجمة نقرأ في معجم المعاني: وي: كلمة تعجب -  وي: كلمة زجر. -  وي: كلمة يكنى بها عن الويل. وقد تتصل بها "كاف" المخاطبة: «"ويك أقدم"، أي ويلك. -  وي: كلمة يكنى بها عن التهديد.

144- وياي =(لوا) يرافق يذهب مع، يلازم. تخريج خاطئ تماما، لفظاً ومعنى. فاللفظة عربية فصيحة تلفظ دون همز في اللهجة العراقية واللهجات الخليجية وهي "وإياي/ وإياكم، وإيانا" وهي ضمير نصب منفصل للمفرد المتكلم بنوعيه مسبوق بواو المعية. ثم أن اللفظة المندائية (لوا) بعيدة عن العربية.

145-  زردا =(زردا) أكلة معروفة من الرز والسكر والزعفران يكسبها اللون الأصفر. وكلمة زردا تعني في اللغة الفارسية اللون الأصفر والأكلة مشهورة في إيران والعراق بهذا الاسم، ولكنني سمعتها في الجزائر بمعنى المأدبة دون ربطها باللون الأصفر. وهي تلفظ "زردة" في اللهجة العراقية.

146= زردة =(زردا) حلق شكل دائري مجوف في المندائية. والكلمة عربية فصيحة ولها عدة معانٍ منها، تعني في المعاجم (صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من زرِدَ: سريع الابتلاع "إنك رجلٌ نَهِمٌ زَرِدٌ-  طعامٌ زرِدٌ: ليّن سريع الابتلاع".).

وتعني أيضا حلقات الحديد أو غيره من المعادن التي تصنع منها الدروع الحربية، نقرأ في المعجم: "الزَّرْد والزَّرَد حِلَقُ المِغْفَر – المِغْفَرُ: زَرَدٌ يُنسج من الدُّروع على قدر الرأس، يُلْبَسُ تحت القَلنسوة. والجمع: مَغافِر-  والدرع والزَّرَدةُ حَلْقَة الدرع والجمع زرود والزَّرَّادُ صانعها".

147- زرگ =(زرق) شعَّ لمع برق في المندائية. وهذه المعاني بعيدة عن معنى الكلمة في العامية العراقية وهو "مر بسرعة" كبَرَقَ ومَرَقَ الدالتين على الحدوث أو المرور بسرعة خاطفة!

148-  زعطوط =(زوطا) صغير / وردت في كتاب طه باقر سالف الذكر كمفردة أكدية وآرامية تلفظ "سطوطا". وهي من رواسب اللغات العراقية "الرافدانية" القديمة.

149- زنق =(زنقا) يقيد يغل. الكلمة عربية فصيحة ممعجمة (زَنَقَ الشيءَ: حصَرَه وضيَّق عليه. زنِق المكانُ: ضاق. زنَّقَ العَدُوَّ: زنَقه، حصره وضيّق عليه. زنَّق على عياله: زنَق، ضيَّق عليهم بخلاً أو فقرًا/ معجم المعاني وغيره).

150-  حامي =(همم) ينفعل، يغضب. وهذا تخريج ضعيف جدا. فالكلمة عربية فصيحة تقال عن الشخص الذي ينفعل فيسخُن أو يحمى نقرأ في معجم المعاني (حمَّى يحمِّي، حَمِّ، تحميةً، فهو محمٍّ، والمفعول مُحَمًّى حمَّى الفرنَ: أحماه وسخَّنه -  أحمى الشَّيءَ: أوقده أو سخَّنه سخونة شديدة).

151 حبربش= (هبر) يضم يساند، يربط. تخريج ضعيف لفظا ومعنى فالحبربش تحمل شحنة سلبية وتعني مجموعة من الناس التافهين. يكتب الباحث حسين الجمري عنها (لفظة الحبربش ربما هي متطورة من لفظة الحَبرَّش، و"الحَبرَّش" أَوْرَدَها الصَاغَانِيُّ في معجمه "العباب الزاخر واللباب الفاخر" وقال: هو الحَقُودُ. ويمكن لكلمة حَبرَّش أن تتحول إلى كلمة حَبَربَش وذلك عن طريق المخالفة، والتي تعني فك التضعيف واستبدال أحد الحرفين المكررين بأحد حروف المخالفة، وفي هذه الحال الحرف المضاف هو حرف الباء. أي يتم التغيير كالتالي حَبرَّش تتحول إلى حَبرْرَش ثم إلى حَبرْبَش. ومبدأ المخالفة بفك التضعيف شائعة في اللهجات في البحرين.

152- حدار =(هدرا) وتعني بالمندائية دوار دوخة. هذا التخريج ممكن، ولكن هناك كلمة عربية هي حدرة وتعني "قَرحة تخرج بجفن العيَّن أَو بباطنه فتَرِمُ وتغلظ"، وهي ليست بعيدة عن المعنى المراد بالدعاء بالإصابة بهذا المرض.

153- حدَّر =(هدر). ارتد، عاد، رجع. وهذا تخريج ضعيف فجدر الكلمة عربي فصيح نقرأ عنها في المعجم: "حدر: نزل، هبط -  حدَّر الشيء: أنزله من أعلى إلى أسفل. حدر السفينة: أرسلها الى أسفل المجرى.  حدر السفينة في الماء: أنزلها فيه". ومنها الفعل المزيد انحدر ...إلخ.

154- حَرِك =(هرگ)، بارع ماكر يوصف بها الشخص كثير الحركة في المندائية. والكلمة عربية فصيحة وجذرها "حرك" وهي هنا صيغة مبالغة على وزن فَعِل" "حَرِك" أي شخص كثير الحركة، ومثلها "نَشِط" صيغة مبالغة من اسم الفاعل ناشط ...إلخ.

155- حسبة =(هشبتا) فكرة خطة في المندائية. الكلمة عربية فصيحة وجذرها "حسب". وبكسر الحاء وتسكين السين مصدر حسب: الحساب. ويقال "فلانٌ حَسَنُ الحِسْبة في الأَمر: يُحْسِنُ تَدبيره". وتلفظ في العامية بفتح الحاء وفي الفصحى بكسرها في المصدر وتعني الفكرة والحسبة من حسب الأمر أي فكَّرَ فيه وتدبره.

156- حكاكة =(هكاكا). حكة وجرب. والكلمة عربية فصيحة الجذر وهو "حكَّ" ومنها الحكة والتحكيك ... إلخ.

157-  حَمَر = (همر) أحمر... لا أدري لماذا اعتبرها المؤلف مندائية مع ان لفظها في العربية الفصحى والعامية واحد تقريبا بالحاء، كان يمكنه على الأقل اعتبارها كلمة مشتركة بين اللغتين!

158- حَوره =(هيوارا) جماله. والكلمة عربية فصيحة الجذر والاشتقاق ومنها حوراء، والمؤلف يذكر ذلك ولكنه يكابر ويرفض فيكتب (ومنها بعض استخدام كلمة "الحور" في العربية، ولأن المعنى في المندائية أسبق تراه معتمدا ومازال في اللهجة العراقية لوصف الجميل...)!

159- حيل =(هيل) هناك، أبعد ما يكون. والكلمة عربية وآرامية بالهاء وتعني القوة وردت كرتبة عسكرية في مملكة تدمر القديمة فكان يقال عن قائد الجيش "آمر حيل" كما ذكرها العلوي في معجمه المعاصر.

160-  طاح =(طاه) طوح، سقط. والفعل عربي فصيح في صيغة المجرد أو المزيد بالألف (أطاح). ومن معانيه العديدة سقط، نقرأ في معجم المعاني (طاحَ الشيءُ من يده: سَقَطَ). وفي معجم الغني نقرأ: أَطاحَ البِناءَ: أَسْقَطَهُ. وبالمناسبة فغالبا ما يستعمل الفعل أطاح في كتابات العراقيين كفعل متعدٍ بباء الجر، والصحيح أنه فعل معتدٍ بلا حاجة إلى حرف جر فلا نقول "أطاحت المعارضة بالنظام الرجعي" بل الأدق "أطاحت المعارضةُ النظامَ الرجعيَّ". يتبع

***

علاء اللامي

أن تتعثر في سلوكك يعني أنك تأتي بسلوك لا يتوافق ومصلحتك الذاتية والجمعية فتؤذي نفسك وغيرك، وأنت غير مدرك لما سينتج عنه سلوكك، لأنك تقوم به بأوتوماتيكية تحركها دوافع وعقد دفينة في أعماقك.

وقد تكون عثرات السلوك ناجمة عن أخطاء تربوية ينشأ عليها الفرد والمجتمع.

ولو تأملنا حالنا لرأينا أننا لا نعبر عن الديمقراطية في سلوكنا، لأننا نشأنا على غير ذلك عبر الأجيال، فنحن لا نعرفها ولا هي تعرفنا .

وكأنها لغة أجنبية نحاول أن نتعلمها، فنظامنا أبوي متسلط ومتوارث من البيت وحتى المدرسة، وكذلك المجتمع بأسره وعلى مختلف مستويات نشاطاته.

وإذا حصلنا عليها فأننا نعبث بها ونحقق إستبدادا وقمعا وتسلطا مرعبا.

والموضوع ليس عللا نفسية أو إضطرابات سلوكية، وإنما نشأة المجتمع وصناعته عبر الأجيال.

فالبيت ليس بيتا ديمقراطيا والمدرسة والمجتمع، والواحد منا لا يتبادل الآراء بل يفرض رأيه، ومَن يعارضه يحسبه ضده، فأي إختلاف في الرأي يعني العداوة، والمؤامرة والشك المريض، وهذا يجري في تفاعلاتنا اليومية العادية ومنذ أجيال.

ونحن نناقض أقوالنا بأفعالنا، ونحسب ذلك شطارة وذكاء، ونستعمل كلمة "أنا" أكثر من الشعوب الأخرى في كلامنا المكتوب والمنطوق وفي خطاباتنا السياسية وغيرها.

ولدينا جنوح إلى الغرائبية والفردية في القول والفعل، وهناك الكثير من الفنتازيا في تعبيراتنا، بل ونميل إلى التهويل بالقول والفعل.

ونغفل المعقول ولا ندرك الحدود، إذا أكرمنا أغدقنا، وإذا غضبنا أمعنا، فلا نعرف التوسط في سلوكنا اليومي.

ونبدو في تفاعل مشحون بالغضب، فلا ترانا نبتسم، وإنما القسمات المتوترة ترتسم على وجوهنا، لأن في عرفنا التربوي الضحك عيب وعلينا أن نتبع من يبكينا لا مَن يضحكنا.

وفينا ميل إلى الحزن الذي يكون واضحا في أغانينا وأشعارنا وما نبثه من أعماقنا، فالأغاني حزينة بالقياس إلى أغاني الدول المجاورة .

ولدينا رغبة للعنف خصوصا عندما يتعلق الأمر بالسياسة، فتأريخنا السياسي المعاصر وعلى مدى القرن العشرين دموي الملامح والطباع، وكأننا في تفاعل سلبي مرير مع كرسي الحكم ومَن في السلطة.

فنحن نملك الكراهية والرفض لمن يحكمنا، ويبدو أن مسيرة الحكم القاسية ولّدت في لا وعي الأجيال كراهية لمن يحكم بلدنا ويمتلك القوة فيه.

ومما عزز ذلك غياب التربية الوطنية ، فتربيتنا كرسوية وشخصانية،  تمجد الكرسي والشخص الجالس عليه، وحزبية وفئوية وقبلية تشجع الأنانية وتدفع إلى إثارة الشكوك بالآخر.

وكل من جاء للحكم، وعلى مدى العقود الماضية، يمحق سابقه ليأتي بعده مَن يمحقه وهكذا دواليك.

فلم نعرف الأمن والإستقرار والسلام، ولا أن نقول ونرى بحرية، ووزارة التربية ما كانت تربي بقدر ما تحقق منهج الكراسي والشخصنة وفقا لتعليمات القوة التي تتحكم بالعباد.

وقادتنا لا يدرسون ولا يتفكرون ولا يمحصون ما يقولونه، بل أن كلا منهم يحسب نفسه خطيبا مفوها، فيقول ما يخطر على باله في وقت الكلام ليشيع الضغائن والخصام.

والكثير منا لا يعرف مهارات التعامل مع الناس، بل نحن نجهل كيفية التعامل مع بعضنا البعض،  ولا توجد ضوابط وقواعد لضبط سلوكنا، فنتفاعل بالعنف والصراع والغلبة والبطش والقوة والشك أبونا وأمنا.

وديدننا أن ننغّص عيشنا فنمنع إتمام مراد مَن يريد ونجتهد في صناعة الأكدار لبعضنا.

وطفولتنا ليست لعبا ولهوا وحسب، وإنما هي تفاعلات سلبية وصراعات فيما بيننا ومعارك متواصلة، فقليلا ما نلعب من غير شجار وزعل وسب وشتم بأقبح الكلمات وأكثرها غرابة.

ويتعلم الطفل بيننا كلمات نابية ومؤذية  أكثر من الكلمات الحميدة لأننا نستخدمها أكثر.

فنحن نسب أطفالنا ونشتمهم وهم يسبون ويشتمون غيرهم، ويتشاجرون معهم ويؤسسون لأنانيتهم الضيقة التي تصنع إستبدادهم فيما بعد.

وفي بيوتنا ترى الوالدين يتركان مهمة الأطفال للابن الأكبر، أو البنت الكبيرة، فيكون الطفل الأكبر قد تحول إلى مستبد ومستحوذ على كل شيئ، ويترك الآخرين في حالة صراع وتنافس وشجار دائم وإضطراب عارم بل ويتعلم كيف يتلذذ بإيلامهم.

فلم يجتهد الآباء بتعليم الأبناء ولم يحسبوا ذلك مسؤولية وواجب، فالأطفال يسعون في الأرض بلا دليل ويتعلمون من الشارع، فلا يتعاملون بالإيجاب بقدر ما يكون السلب سيد التفاعل، فينشأ التناحر ويتواصل العداء المبني على أسباب غريبة، وليست ذات قدر من الفهم، أي أن السلوك يرتقي إلى حالة العبث واللامبالاة بالنتائج.

وفي حياتنا يغيب القانون ولا يكاد يكون له وجود، فثقافتنا القانونية معدومة تماما بالقياس إلى المجتمعات الأخرى، لأن في أعماقنا رغبة بالسلوك ضد القانون ونحسب ذلك فخرا ومرجلة. ولهذا فأن الحديث عن القانون عندنا أشبه بالنكتة أحيانا، لأن كل واحد منا يريد أن يكون هو القانون ومن العيب أن يخضع للقانون، ففي لا وعينا نرفض القيد والقانون ونسلك وكأننا خارجين عن القانون، فلكل واحد منا قانونه الخاص الذي يريد أن يفرضه على الآخرين من حوله وليس على نفسه.

وقد تأسست في أرشيف أعماقنا آليات للتفاعل غير مرنة تسعى إلى التسلط والإستبداد، ففي أعماق كل منا طاغية مستبد.

فلا يمكننا أن نسلك بمرونة أو نقرر قرارا مفتوحا، ويكون ما نريده  أمرا ورأينا مسك الختام وحكمنا الحكم المقام.

ونتعامل بسلبية وربما بعدوانية مع الناجح والمتميز منا، فنذيقه المرارة ونقصيه من بيننا فترى البارز والمتميز في عناء وألم وصراع مرير مع الآخرين، لأنهم لا يفخرون به .

وفي تأريخنا المعاصر، كل مَن تميّز ونبغ يكون مصيره الرحيل من المجتمع لأنه يقسو عليه إلى حد الموت، ولهذا فمعظم عقولنا المتميزة هاجرت وتفاعلت وتطورت في مجتمعات أخرى.

ومن العسير أن تجمعنا على هدف واحد وتوحد جهودنا نحو غاية واحدة وعلى جميع المستويات، إذ يصعب علينا أن نتعامل بروح جماعية وإيجابية، بل كل ما تعلمناه أن نتعامل بشدة وقوة وتفرد، ونحسب غيرها ضعفا أو جبنا وخديعة، وهكذا فعقيدة سلوكنا هي الغاب والقبلية أو الجاهلية، وبهذا فسلوكنا لم يكتسب صفة التهذيب الحضاري، وهو أكثر ميلا للعنف والقسوة.

فنحن نريد أن نوقع ببعضنا ونشك ببعضنا ونتحين الفرصة للطعن ببعضنا لا لشيئ ولكن لأننا قد نشأنا على ذلك، وهذا يظهر واضحا ومأساويا في تفاعلاتنا السياسية على مدى العقود وإلى اليوم.

فهل وجدتم بلدا مجاورا أكثر قسوة وعنفا ودموية في تفاعلاته السياسية منا.

وفي ذلك ومثله الكثير يضيع الوطن وينمحي من الذاكرة الجمعية وتطفو على سطح المأساة عناصرها ومولداتها، وما يساهم في تنمية تداعياتها ويحقق النسيان المرير لوطن الجميع ووعاء عزتهم وسعادتهم.

ولا يمكننا الجزم بالأسباب لأن البحث فيها لا يؤدي إلى جواب، ويأخذنا إلى متاهات وإضطرابات ورؤى وتصورات، وإستنتاجات متناقضة وغير مفيدة، ويجعلنا في حالة مراوحة سوداوية يائسة في ذات المكان الدامي الحزين.

ولكن من المعقول أن نواجه الحاضر وننظر إلى المستقبل ونتعلم من الآخرين، ونؤسس لتربية ديمقراطية وطنية في البيت والمدرسة، وننشر ثقافة التربية المعاصرة كما في الدول المتقدمة، وثقافة القانون وحب الوطن ومسؤولية الجميع في سلامته وأمنه والحفاظ على وجوده، لأن غياب الثقافة الوطنية والسعي إلى إلغاء الإحساس بالوجود الوطني يساهم في تأجيج المشاعر السلبية، ويصنع مجتمعا قاسيا في تفاعلاته وتداعياته.

كما أن التوجه السليم للخروج من العثرات السلوكية والتفاعلات السلبية ، يكون بالتركيز على ما هو إيجابي وحضاري معاصر من مهارات التفاعل الإجتماعي القائمة في المجتمعات البشرية المتقدمة، ويكون ذلك بالتثقيف وحرية الرأي والإختيار، لأنه يمنح البشر الشعور بالمسؤولية والدور فيهذب نفسه وسلوكه، ويقرر مصيره الذي يراه لصالحه وصالح مجتمعه، فيكون حريصا على وطنه وأبناء وطنه، ويسعى إلى مستقبله بعزم وتفاؤل وثقة وسلام.

والقصد مما تقدم هو مواجهة النفس وإطلاق ما فيها من قدرات إيجابية ذات دور مفيد لها ولغيرها لكي تتحقق السعادة الوطنية المنشودة.

ومَن شبَّ على شيئ (ما) شابَ عليه، في عصرنا الهمّام!!

***

د. صادق السامرائي

شاهدنا لقطة من فيلم كلاسيك أو حديث رومانسي أو اكشن، شخصاً في سيارة شرطة ذات شباك حديدي صغير، ينظر من خلاله المُعتقل أو المتهم البريء إلى العالم الخارجي الكبير “الدنيا”، ويقولون لنا تكراراً الدنيا صغيرة، وكثيرة كلمات الاغنيات التي صاغتها بطريقتها أو بطريقة الشاعر الذي كتب الأغنية لأننا بأختصار نقول ونكتب ما بخواطرنا وأذهاننا فربما نرى الدنيا كبيرة وغداً تكون صغيرة ولكن السّر ليس هنا.

السّر في نظرتنا للحياة، فهو يتعلق بأفكارنا فقط وليس بحلاوة او مرارة الدنيا التي ندور فيها أو تدور بنا ولا في الأيام التي نعيشها أو تعيشنا .. فالواقع أحياناً يكون نتاجاً لأفكارنا وسلوكياتنا ومعتقداتنا ومبادئنا وخيالنا أيضاً، بل حتى آمالنا، فيمكن أن أسهر من أجل الحصول على العلم أو أصرف نهاري في اللاجدوى ويمكن أن أمنح أولادي حياة هانئة أو بائسة، كما يمكن أن نمنح المشاعر لمن يستحقها أو لمن هو ليس أهلاً لها، وتلك مجرد امثلة لكثير من الأمور الحياتية التي نعيشها يومياً .. فالكثير منّا يتصور مثلاً أنه شخص عصبي بسبب الناس، والحقيقة العصبية تبدأ من الداخل، فأنا لن اكون في حالة عصبية إلا لو وضعت الشعور السيء في داخلي وأطلقت الحرية لأنفعالي دون سيطرة عقلية أو تحكّم ذهني، ولذلك الحكمتان العربية والصينية تقولان أن العالم الداخلي لنا هو مايؤثر فينا أكثر من العالم الخارجي، فما السبب الذي يجعل مليونيراً أو مليارديراً يشعر بالتعاسة إلا أنه كان يعيش برفاهية وسعادة بلا حدود وصار يشعر بالملل ويريد المزيد من السعادة، أو أنه يمتلك المال لكن لا يمتلك السعادة، رغم ان البعض يقول أن السعادة تأتي من المال وبعضهم يذكر أن الغنى هو غنى النفس والسعادة هي القناعة .. أما رواد التنمية البشرية فذهبوا إلى أن السعادة هي ليست الهدف الموصول بعد الطريق بل نجدها في الطريق ثم نصل للهدف أو لا نصل إليه، ويمزح الممثل الأوروبي جيسون ستاثم، في قول ان المال لايشتري السعادة لكني افضّل البكاء في سيارة فيراري، وهذه كلها نظريات وأفكار تحكمنا في الحياة، بل وتحدد طريقة ومستوى حياتنا المادي والاجتماعي وأيضاً الشعوري، فهنالك ملياردير توفى .. ولم يترك لأبنته فلساً واحداً لأنه لايحبها ويشك أنها ليست ابنته، ورجل أعمال ثري تحسر وهو على فراش الموت لإنشغاله في العلم والعمل، رغم أنه جمع ثروة طائلة من المال .. وتعلمون أن كثيراً من الفنانات والفنانين اصيبوا بالاكتئاب وتعاطوا المخدرات ومنهم من انتحروا دون سبب يستحق، رغم حصولهم على مايحلم به أي إنسان، وذلك مايثير الغرابة، إلا أنه صدق ولكي لا أبالغ ربما بعض الإيمان والرضا والأمل والسلام الداخلي، وربما عدم التعلق بالمال والقيل والقال ورحاب الخيال والسهر والقهر وكثرة الآثام والغرق في الأحلام، يزرع فينا قليلاً من الطمأنينة والسكينة بإستثاء قضية السعادة التي حيّرت الفلاسفة والعلماء والناس، وإحترنا كيف نشعر بها ونصل إليها مثلما يقول المثل الشعبي، حرت وحيرني زماني، ولكن أغلب الظن نحن نحيّر أنفسنا أكثر من الزمان .. نسيت أن أقول في البداية المتهم الذي داخل سيارة الشرطة كان ينظر للدنيا من الشباك ولكنه شاهد من النافذة أرضاً واسعة خضراء وسماء مليئة بالغيوم والطيور .. هكذا نحن قد ينظر أحدنا من ضيق السجن إلى فضاء واسع بالنجوم، وقد ينظر من فضاء قصرة وحدائقه وسياراته إلى ضيق السجن.

***

ابتهال العربي

مفردات هذا الجزء: دجلة، دابرة، دارجة، دايح، دچة، دِش، درخ، دگلة، دغل، دگة، دنغوس، دودة، هجَّ، هرش، حريشي، هرفي، أبو الهلس.. تذكير مكرر: ولتسهيل قراءة قوائم المفردات، سأكتب المفردة أولا كما تلفظ في اللهجة العراقية، ثم علامة مساواة وبعدها لفظ المفردة في المندائية كما ذكره المؤلف بين قوسين كبيرين، ثم معناها في المندائية أو اللهجة العراقية، ثم أختم الفقرة بتعليقاتي أو استدراكاتي عليها مع التوثيق التأثيلي من المعاجم على كونها عربية وحسب ترتيب ورود هذه المفردات في الكتاب المذكور:

110- دابرة =(دابرا) وتعني في الآرامية القائد والمرشد. وهذا المعنى بعيد جدا عن معنى الكلمة في اللهجة العراقية حيث تعني إن الأمور أو القضية دابرة أي تم تدبيرها فهي مُدَبَّرَة، وجذر الكلمة العربي الثلاثي هو "دبر"، ولكن المؤلف يستدرك فيقول "يمكن أن يكون أساس كلمة "دابرة" باللغة العامية من اللغة العربية في معنى التدبر، كما يمكن أن يكون الأساس مندائياً بمعنى الانقياد"، وهذا كلام متناقض ولا معنى له. وبغض النظر عن مساواة المؤلف بين اللغة واللهجة فإن استدراكه حول هذه المفردة يؤكد عروبة الكلمة حتى إذا كانت تتواشج مع الكلمة المندائية لكون اللغتين شقيقتين من عائلة لغوية واحدة.

111- دارجة (درگا) درجة، خطوة، درب في المندائية. والكلمة عربية ومستعملة في العامية والفصيحة. وهي تعني في العامية "ماشية" أو "دابرة" التي سلف الوقوف عندها في الفقرة السابقة، فنقول "الأمور دارجة" أي الأمور ماشية أو متحركة بالتدريج ببطء. نقرأ في معجم المعاني (دَرَجَ الصبي: أخذ في الحركة ومَشَى قليلاً أوّل ما يمشي: - درَج الشّيخُ/ الطفلُ).

112- دايح = (دها) تعني في المندائية يدفع، يطرد، يخرج. وهذا معنى بعيد عن المراد بالدايح أي المتشرد والمتسكع في الطرقات وربما كانت لها علاقة بالفعل العربي "انداح الشيء: انبسط، امتد" رغم أن هذا التخريج ضعيف هو الآخر، أو أن هذه الكلمة قادمة من لغة جزيرية أخرى.

113- دچة = (دِشا) المدخل، الباب. وهذه الكلمة هي "دكة" العربية ولكنها ملفوظة بكشكشة ربيعة ولا موجب لاعتبارها مندائية وهي تعني دكة الباب وليس الباب.

114- دِش =(دش) وتعني الدخول. والأرجح أن الكلمة عربية الجذر وهي فعل الأمر من يدش ونقرأ في معجم المعاني أحد معانيها القريبة (دَشَّ فِي الأَرْضِ: سَارَ فِيهَا). وأعتقد أن الراحل طه باقر ذكر إنها أكدية بلفظ "دشو" ومثلها "خشَّ/ خشو" أي دخل.

115- درخ =(درخ) يدوس، يمشي، يسحق. والكلمة أكدية وآرامية أيضا بمعنى حفظ عن ظهر قلب، ولا أدري ما دقة المعنى الذي جاء به المؤلف (يدوس، يمشي، يسحق) فهو يبقى أعرف مني بلغته المندائية. والقصد أن الكلمة مشتركة بين عدة لغات جزيرية "سامية".

116- دگلة = (د گلا) دجل، خداع، غدر، مغشوش. ويقول المؤلف " يحتمل أن هذه الكلمة جاءت من كلمة (دگلة) بلام ثقيلة تثير إلى نوع من النخل الذي يحمل تمرا من نوعية رديئة. والكلمة عربية فصحى قديمة ومستعملة في اللهجات العربية من العراق إلى الجزائر وهي "دقلة" تلفظ بقاف حميرية أي بجيم قاهرية، ونقرأ عنها في معجم لسان العرب "والدَّقَل أَيضاً: ضَرْبٌ من النخل، والجمع أَدقال، وقيل: الدَّقَل من النخل يقال لها الأَلوان واحدها لَوْن؛ قال الأَزهري: وتَمْر الدَّقَل رديء، ومن الدَّقَ ما يكون تمره أَحمر، ومنه ما تمره أَسود وجِرْمُ تمرِه صغير ونواه".

117- دجلة = (د گلا) اسم نهر عراقي معروف. ويقول المؤلف أن الاسم جاء من الغدر لأن النهر يغدر بفياضاناته. والاسم في السومرية (أدگنا) ومنها انتقلت الى اللغة الاكادية فأصبحت تُلفظ (دِگلت) ومنها جاءت إلى العربية بجيم غير معطشة.

118- دغل = (لم يذكر لفظها في المندائية). ويعرفه بأنه "نوع من الحشيش الضار ويمكن أن يكون للكلمة أساس في العربية". وكلام المؤلف هنا نافل فالكلمة عربية فصيحة، وردت في اللسان بالمعاني التالية "والدَّغَل: الشجر الكثير الملتفُّ، وقيل: هو اشتباك النبت وكثرته؛ قال ابن سيده: وأَعرف ذلك في الحَمْض إِذا خالطه" الغِرْيَل".

119- دگة= (دُگة) وتعني في المندائية مشكلة وإرباك. والكلمة عربية "دَقَّة" ملفوظة بقاف حميرية أي بجيم قاهرية. وفي العامية العراقية دقَّ تعني ضرب والدقة الضربة وتأتي بمعنى الفعلة المرفوضة والشائنة غالبا، والدقة تعني أيضا كسير الرز الذي يجمع ويطبخ على حدة كعصيد أو يطحن ويخبز.

120- دن =(دنا) وعاء كبير مصنوع من الطين لحفظ الحبوب. والكلمة عربية فصيحة نقرأ عنها في معجم المعاني (الدَّنُّ: برميل؛ وعاء ضخم للخمر والخلّ ونحوهما). وفي المعجم اللغة العربية المعاصرة، نقرأ (الدّنُّ: ما عَظُمَ من الرَّوَاقِيْدِ، وجَمْعُه دِنَانٌ).

121- دنغوس = (دكوشا) وتعني في المندائية الثاقب، النافذ، الحاد. وهذه المعاني بعيدة عن المعنى العراقي حيث تعني الكلمة (اللئيم/ الحقود) وتلفظ بالزاي "دنغوز" وليس بالشين.

122- دودة=(دودا) وتعني في المندائية مشكلة، قلق، تشوش. ويضيف المؤلف تخريجا عجيبا فيقول (والدودة معروفة في اللغة العربية والعامية بمعناها المتداول وتجمع على دود وديدان. ولكن يغلب في اللغة العامية استخدام مصطلح (بيه دودة) على الشخص الذي لا يستقر على حال أو يثبت في مكان.../ ص202)! ولا تعليق لي على هذا التخريج العجيب!

123- دوس = (طوس) وتعني في الآرامية يطير يرفرف يعوم. ويشرح المؤلف تخريجه فيقول: "تستخدم كملة "دوس" كثيرا في اللغة العامية ويقصد بها تأدية العمل بسرعة. وعادة ما تقال أثناء المشي. ومعنى المفردة في المندائية هو ما يراد به عند استخدامها في العامية. فحين يطلب من الشخص أن يمشي بسرعة يقال له (دوس).. وربما يختلط معنى اللفظ مع معنى داس على الشيء أو مشى عليها أو سحقه في اللغة العربية"! وهذا ليس تخريجا لغويا دقيقا، فكلمة " دوس" بمعنى زِدْ سرعة مشيك أو عملك" هي من الاستخدامات الحديثة والمجازية للكلمة العربية في صيغة الأمر من "يدوس" والتي تحيل إلى زيادة السرعة بالدوس على دواسة الوقود في السيارة أو ما ماثلها!

124- هاي =(هاي) اسم الإشارة للمذكر. وهذه المفردة هي اختزال شائع في عدة لهجات عربية خليجية وغير خليجية لاسمي الإشارة العربيين هذا وهذه. ويمكن اعتبارها اختزالا للفظة "ها هي" فتقال اختزالا " هاي" وفي بعض اللهجات العربية يقع الاختزال على هاء التنبيه والإبقاء على ذي للإشارة.

125- ومثلها عبارة " هاي منو" فهي اختزال عامي لعبارة " هذا من"؟ وعبارة " وكذلك عبارة "هاي هي" هذه هي!

126- هجَّ =(هگا) ويقول المؤلف إنها مندائية وتعني غادر وتحول. ولكنها عربية فصحى وبمعنها العراقي بالضبط. نقرأ في معجم المعاني (هجّ الشّخص = فرَّ إلى مكان بعيد من ظُلمٍ ونحوه كأنّه اشتعلت ناره: هَجّ من بلاده).

127- هرش، حريشي =(هرش). وتعني في المندائية الخرس. ولكن معنى الكلمة والتي تفيد الدعاء بالإصابة بمرض تعني شيئا آخر غير الخرس. نقرأ ما كتبه الباحث بهروز الجاف: "الحريشي مرض قاتل، يتسبب به طفيلي صغير يسمى "الحريش" وهو دودة "العَلَق الطبي" بعينها، ويسميها اهل المدن في العراق "أم أربعة وأربعين" أي لها أربع أربعون رجلاً. أكثر ما كانوا يصابون بالحريشي هم البدو حيث ينمو الحريش في مياه العيون النقية، وعندما كانت ترتوي الأبل والدواب منه تعلق الدودة في بلعوم الدابة فتبدأ بالتغذية على دمها فتبدأ بالانتفاخ وتكبر بالحجم الى ان تتسبب باختناقها ومن ثم هلاكها. وغالباً ما كان الحريشي يصيب الإنسان أيضا".

128- هرفي = (هرف) جاء مبكرا. وردت هذه الكلمة في كتاب طه باقر "من تراثنا اللغوي القديم" كمفردة أكدية، وهي عربية فصحى أيضاً. نقرأ في المعجم الوسيط (هرفَّت النَّخْلةُ: عجَّلت ثمرها. وهَرَّفَ القومُ إلى الصَّلاة: عَجَّلوا. والهَرْف: ما يُعجَّل من الثَّمر وغيره. وكنت قد أثلتها في كتابي "الحضور" على الشكل التالي: "هرفي = بالأكدية هرپو بالباء البابلية، وتعني الزراعة المبكرة وعكسها أفلي، ومازالت كلمة هرفي تستعمل في جنوب العراق وفي دول الخليج وتعني الخروف الصغير، ولا أتذكر جيدا إن كان يعني أيضا المولود قبل موسمه، وهل تطلق على المزروعات المبكرة أي الباكورة وجمعها بواكير. وردت بهذا المعنى في اللسان (والهَرْفُ: ابتداء النبات).

129- هسه =(هشتا) الآن، في هذا الوقت. وهذا اللفظ هو اختزال مشهور لعبارة " هذه الساعة" وتلفظ أحيانا في بغداد "هسع" وفي مدن ومناطق أخرى "هسَّ / هسه"

130- أبو الهلس =(هلصا) المؤخرة شيء مدور وربما يقصد مكوَّر! ولا علاقة لها بنتف الريش كما يعتقد ولكني أتحفظ على تخريجته هذه لوجود كلمات أخرى يمكن أن تحل محل عبارة "المؤخرة الكبيرة المدورة"! يتبع

***

علاء اللامي

البشرية إنطلقت في بناء الإمبراطوريات العقلية، فهي الفاعل المعاصر في الوجود الأرضي، فمفهوم الإمبراطوريات تغيّر عما كان عليه في سالف الأزمان.

الإمبراطورية العقلية الأعظم في التأريخ، فهي تتصل بالنسبة العظمى من البشر، وتهيمن على الكرة الأرضية بأسرها، وبهذا فهي سبّاقة ولم يحقق ذلك قبلها أحد.

العديد من القادة حاولوا أن يقبضوا على العالم، لكنهم فشلوا، واليوم الإمبراطوريات العقلية تهيمن على الأرض، وتؤثر في البشر بسرعة البرق.

إمبراطوريات تواصلية، وتقنية، وإبداعية مادية متنوعة، تبتكر ما يساهم في القبض على أكبر عدد من الناس، وميزانياتها بليونية المواصفات وأكثر.

المجتمعات تتنافس عقليا، وتبدع ما لا يخطر على بال أبناء المجتمعات المدحوسة في جحور الغابرات، والمتخندقة في فترات زمنية رميمية، تخشى  مغادرتها، فتتعفن فيها وتتفسخ، والدنيا متوثبة متطلعة نحو أمجاد أصيلة، وإبداعات أثيلة.

الكلاميات لا تبني إمبراطوريات، تلاحم الأيادي والعقول هي التي تؤسس لمنطلقات التفاعلات، القادرة على إنشاء البنى التحتية لكينونات عولمية، ذات تأثيرات مطلقة ومتوالدة في المسيرة الإنسانية.

والعديد من دول الأمة تفتقد لإرادة الصناعة الإبداعية الكوكبية، المتميزة بخصائلها المعبرة عن جوهر الطاقات الحضارية الكامنة في موروثات الأجيال.

إن الأقوال بأنواعها وصنوفها ومواصفاتها ومسمياتها، لا تمتلك الجرأة على الإقتراب من معالم الصيرورات العقلية العلمية ذات الشواهد المادية التي تمثلها، وتسير الدنيا على سكتها.

فهل لدينا القدروة على تفعيل العقول علميا وتقنيا، وتحريرها من أصفاد الغابرات، والأقاويل المخدرات المعطلات لإرادات الكينونة والإقتدار؟

إنه التحدي الأكبر الذي يواجه أمة ذات عقول!!

***

د. صادق السامرائي

المفردات: چوبي، الكمأ، إنچب، چاره، چتف، چقة، چقل، چلاق، جناجل، چندل، جوهرة، چيلة. تذكير مكرر: ولتسهيل قراءة قوائم المفردات، سأكتب المفردة أولا كما تلفظ في اللهجة العراقية، ثم علامة مساواة وبعدها لفظ المفردة في المندائية كما ذكره المؤلف بين قوسين كبيرين، ثم معناها في المندائية أو اللهجة العراقية، ثم أختم الفقرة بتعليقاتي أو استدراكاتي عليها مع التوثيق التأثيلي من المعاجم على كونها عربية وحسب ترتيب ورود هذه المفردات في الكتاب المذكور:

81- جاب =(شبا) وتعني في المندائية، يقبض على، يأخذ، يسبي. وهذا تخريج ضعيف. فاللفظتان بعيدتان عن بعضهما والجيم المعجمة لا تنقلب إلى شين وبالعكس. ومن حيث المعنى أعتقد أن التخريج الذي ذهب إليه الدّكتور شوقي ضيف في كتابه " تحريفات العامّية للفصحى " (ص 105) والذي مفاده أن الفعل جاب في قولنا (جَابُه) مدغم من لفظتي (جاء به) فحذفت الهمزة وضمّت الباء الجارّة" هو أرجح وأقوى. وممّن اختار هذا التخريج الشّيخ أحمد رضا في كتابه " قاموس ردّ العاميّ إلى الفصيح "، حيث قال (ص 109 - 110): "وقالت العامّة: جابه يجيبه ... بمعنى (جاء به)، وهذا من باب الحذف والإيصال، حذفوا همزة جاء ووصلوها بالجارّ والمجرور، ومزجوهما كلمة واحدة جارية على تصريف (جاب)، حتّى قالوا في فعل الأمر منه (جِيب).

82- إنچب = (يربط بينها وبين لفظة شبا) ولا يذكر لها معنى قريب من المعنى العراقي وهو فعل الأمر أُخْرُسْ ولا تقل شيئا، وتقال بلهجة احتقارية أو قلب الشيء على وجهه وصب الماء أو عموم السوائل من إنائه. وهي كلمة انكب العربية ملفوظة بكشكشة ربيعة (إنچب) وهي تعطي المعنى ذاته "اخرسْ" ولكن بشكل أقوى، وقد سمعتها تقال في تونس بصيغة (اتكب واسكت)! ونقرأ في معجم المعاني "وانْكَبَّ لوجهه: انقلب على وجهه. وكبَّ الإناء: قلبه على رأسه وكَبَّ الْمَاءَ فِي الْحَوْضِ: صَبَّهُ فيه".

83- چاره =(شارا) تعني في المندائية اتجاه وجهة. وهذه كلمة فارسية (چاره) وتعني حل، ولا علاقة لها بشارا المندائية بل هي الكلمة العربية "إشارة" أو اتجاه.

84- چال =(شال) وتعني في المندائية سؤال طلب رجاء. ويضرب لها مثال في العامية العراقية (بچال الله وچالك). أولا، هذه الكلمة تلفظ بالجيم المعجمة بنقطة واحدة، وليس بالجيم المثلثة، وثانيا فهي لا تعني في العراقية سؤال رجاء طلب وإنما تعني كما ورت في مثال المؤلف (ب الله وقوتك) أو (بعزيمة الله وعزيمتك) وهي كلمة عربية فصحى نقرأ في المعجم الوسيط (الجال العزيمة، والجمع: أَجوال) وتقال أحيانا "بجاه الله وجاهك" والجاه يعني الِمَكَانَةٍ وَالعُلُوٍّ وَالهِمَّةٍ، والشَّرَفِ وَالْمَنْزِلَةِ الرَّفِيعَةِ. كقولهم: "هُوَ ذُو جَاهٍ وَسُلْطَةٍ".

85- چبايش =(كبش). مرت في الفقرة 44.

86- يچبش =(كبش). مرت في الفقرة السابقة.

87- چتف ويچتف =(شتف) تعني في المندائية يربط يضم يوحد. والكلمة عربية ملفوظة بكشكشة ربيعة. وهي كتف ويكتف أي يربط الكتفين. ونقرأ في معجم المعاني (كَتَفَ الأَسِيرَ: شَدَّ يَدَيْهِ إِلَى خَلْفِ كَتِفَيْهِ وَأَوْثَقَهُ بِالكِتَافِ).

88- جحيل =(شهل) تعني في المندائية تصلب، والجحيل في العامية العراقية شديد البرودة وليس تجمد أو تجلد. والتخريج من المندائية ضعيف لفظا ومعنى فلا يحدث الإبدال بين الجيم والشين كما أسلفنا وربما جاءت الكلمة من لغة جزيرية أو لهجة عربية أخرى لم أطلع عليها.

89- إمجرش =(شرش) تكررت في الفقرة 19

90- جرش=(شرش) الفقرة السابقة 89.

91- ذاب جرش= الجذر نفسه في الفقرة السابقة. وذاب جرش (رامي الجرش) لا تعني متجذر في عشيرة أخرى كما يقول المؤلف بل لاجئ ومنضم إلى عشيرة غير عشيرته ومحتمي بها على سبيل الدخالة.

92- جريش= الجذر نفسه في الفقرات السابقة.

93- چرك =(شرق) ينزلق يتزحلق في المندائية. وهذا التخريج غير وارد لفظا ومعنى اما في عبارة (عيونه چرك) فتعني عيونه كليلة وضعيفة ويبدو أن الكلمة فارسية كما قال المؤلف وتعني "تالفة" ولكنه لم يأخذ بهذا التخريج.

94- چعص=(شمص) وتعني في المندائية ضغط وكبس. وهذا التخريج ضعيف وبعيد لفظا ومعنى.

95- چف =(كفا) وتعني في المندائية حفنة وحزمة وقبضة. والكلمة عربية (كف) ملفوظة بكشكشة ربيعة. وتستخدم أحيانا في العراقية بمثابة كيلة كما في قولهم (أعطيته چف سكر وحفنة تمر) أي ملء الكف سكر.

96- چفا =(شفا) وفي المندائية يصب ويسكب. والكلمة عربية فصحى وهي كفاه أي قلبه، والفعل كفأ، نقرأ في معجم المعاني: "كفأ الإناء: كبَّه وقَلَبه أو أماله ليصبَّ ما فيه.

97- إنچفا = (شفا)، الجذر نفسه في صيغة المطاوعة في الفقرة السابقة 96.

98- جفرت=(كفر + رت) خلايا الجلد الميتية في المندائية. تخريج ضعيف وبعيد لفظا.

99- چفا=(كيفا) في المندائية الضفة والحافة. الكلمة عربية هي الكفة. نقرأ في معجم المعاني الكفة حاشية كلّ شيء.

100- چقة =(شقه) تعني في المندائية يوهن يضعف يحيد. وفي العامية كما يقول المؤلف تعني (يصيب بما يؤدي الى التمكن من الآخر) ويربط بين المفردة ولعبة "الچق" وهي لعبة بكرات زجاجية صغيرة. وهذا التخريج لا معنى له وخارج السياق لفظا ومعنى.

101- چقل=(شقل) ينقل ويحول ويربط بينها وبين حول العين. وهذا تخريج ضعيف وربما كان للمفردة علاقة بأشكل العين وتعني كما يقول معجم المعاني (''شخص أشكلُ العَيْنَيْن'' خالط بياضَها حُمرةٌ). وفي حديث جابر بن سمرة يصف النبي نقرأ (كَانَ أَشْكَلَ الْعَيْنِ، ضَلِيعَ الْفَمِ، مَنْهُوسَ الْعَقِبِ) رواه مسلم.

102- چلاق =(سلق) وتعني في المندائية يصعد يتسلق. والچلاق في العراقية تعني ركلة بالقدم على المؤخرة. ولا علاقة لها لفظاً ومعنى بسلق المندائية وربما كانت من اللغة التركية أو الفارسية.

103- چمة = (كيما) ويقول المؤلف إنها تعني في المندائية "نبات الكمأة" والكمأة ليست نبات وهي في اللغة العربية بهذا اللفظ وتلفظ في اللهجة العراقية بكشكشة ربيعة "جيم مثلثة"، ولا مدعاة لجعلها مندائية وقد تكون ذات أصل جزيري أكدي أو غيره فوجدت في العربية والمندائية وغيرهما.

104- جناجل = (گنا گلل) وهي مؤلفة من كلمتين في المندائية لم يقل المؤلف ما هما. وفي اللهجة العراقية قال إنها (خلاخيل فيها أجراس صغيرة). والكلمة عربية هي "جلاجل بإبدال اللام نوناً، وهي في معجم المعاني (أجراس صغيرة تعلق على الدواب).

105- چندل =(مگادلة) في المندائية تعني قوي جبار. وهي بعيدة لفظا عن المندائية والكلمة العربية الأقرب لمعناها هي "جندل" وتعني كما يقول معجم المعاني (الصخرة العظيمة - وقوي شديد، جمع: جنادل).

106- چوبي =(شُبا) وتعني رقم سبعة. وهي بالعامية العراقية رقصة شعبية تكثر في مناطق العراق الغربية. وهذا تخريج ضعيف لأن عدد الراقصين ليس سبعة دائما. وهناك تخريج لهذه الكلمة قال به الراحل مصطفى جواد وهي مأخوذة من "الجوبة"/ ولا أدري إنْ كانت بالجيم المثلثة أو المُعَجَّمة بنقطة. أي فسحة الدار التي تجرى فيها الرقصة وفعلا فهي تسمى في بعض مناطق العراق الغربية الجوابة.

107- جوهرة=( گهارا) وتعني الجوهرة. والكلمة عربية شائعة ومؤثلة في جميع المعاجم القديمة والحديثة وبعيدة عن اللفظة المندائية.

108- چيلة =(شولا) وتعني في المندائية حفنة، كمية قبضة. وهذا تخريج ضعيف من شولا المندائية، وربما هي الكلمة العربية "كيلة وتقال في العامية بكشكشة ربيعة "جيم ثلاثية" بمعنى الطلقة أو الرصاصة وربما تكون لها علاقة بكمية أو كيلة البارود التي توضع في البنادق القديمة "كيلة البارود" ثم صارت تعني وحدة وزنية.

109- دا =(دا) وتعني في المندائية هذا ولا أدري ما علاقة (دا) باسم الإشارة العربية في جميع اللهجات العربية "هذا" ولماذا حشر المؤلف "دا" المصرية مع العلم إنها دال مفتوحة "دَ" أو "ده" وليس "دا".

109- دا =(قا) ويقول المؤلف إنها لفظة تدخل على الأفعال لتفيد الاستمرارية وتقابل "دا" في اللهجة البغدادية. كما في قولهم " ماذا تفعل؟ دا آكل" وكان الراحل هادي العلوي قد رجح أن تكون هذه البادئة اختصارا لكلمة جاي في عبارة (جاي آكل) أو (قاعد آكل) فتم اختصار اسم الفاعل قاعد إلى الى دال مفتوحة للدلالة على استمرارية الفعل. يتبع

***

علاء اللامي

الأرض كائن عاقل وتؤثر في الموجودات التي تتوطن ظهرها، وحريصة على بقائها وعدم إنهيار مملكتها في مجموعتها الشمسية.

وهي في دفاع شرس عن مصيرها، وتديم الدوران لتؤمّن الحياة، وبدونه تتحول إلى صخرة هامدة.

وقد يرى البعض غير ذلك، لكن الكتب السماوية والعقائد الدنيوية تخاطبها على أنها موجود كوني حي.

هذه الأرض تتمسك بما عليها بحكم طاقة الجاذبية، ولا تسمح للحياة خارج وعائها الحاضن، ولديها مواردها اللازمة للإبقاء على نبض الحياة، فموجوداتها تأكل بعضها لتأمين البقاء،  والبشر لا يختلف عن باقي المخلوقات، فكلما إزداد عدده تنامت عدوانيته وإنقض على نوعه.

ومن تداعيات الكثرة البشرية أن يتم إختصار الأعداد، بإطلاق الأوبئة، والأمراض القاتلة الأخرى.

وبتطور العلوم وتنامي قدرات البشر على مكافحة الأوبئة والأمراض السارية والمعدية، تجدنا أمام محنة جديدة تمارسها الأرض ضدنا، خصوصا بعد أن تحولت إلى رقعة صغيرة على شاشة بحجم كف اليد، ومن هذه النوازع العولمية الخفية، الدعوة إلى التشكك بالهوية الجنسية  للشخص، هل هو أنثى أم ذكر، وإندفع الكثيرون  إلى ترويج الزيجات المثلية، والتأسيس لحالات ما كانت مرغوبة في العقود الخوالي، وإن وجدت فعلى نطاق ضيق ومنبوذ.

فما كان عارا وعيبا صار فخرا ومقبولا ويتباهى به البشر.

وأصبحنا نرى العديد من الحالات المثلية، مما يعني أن الأرض تفعّل وسائلها لتقليل أعداد البشر، وأنها ستنتصر على خلقها، والحروب الفظيعة آلتها ووعيدها!!

***

د. صادق السامرائي

وجدت الحكومة أن أزمة الدولار وصعوده موضوع لا يهم المواطن، بقدر ما يعنيه إقرار قانون للعطل، الذي سياخذ بنظر الاعتبار حسب تصريحات بعض النواب أن يكون للعطل الدينية مكان فيه.. ولأن المواطن العراقي لا ناقة له ولا جمل في قرارات الحكومة ومشاريعها "التنموية" فأنه يتعامل مع مثل هذه الأخبار باعتبارها نوعاً من أنواع البطر،

فماذا يعني أن يتم تخصيص نصف السنة بالتمام والكمال عطل رسمية يتمتع بها المواطن في جزر هاواي، أو يقضي بعضاً منها على سواحل الأطلسي، باعتبارها نكتة، لكن الحكومة ومعها البرلمان مصرون على تحويل النكتة إلى أمر واقع، حين طالبوا المواطنين جميعاً بأن ينشغلوا بعمل مفيد وهو الدعاء للبرلمان بالتوفيق في رسم خارطة للعطل تكون بين يوم وآخر، فما حاجتنا إلى العمل والنفط موجود والحمد لله، وما حاجتنا إلى المصانع ونحن نستورد حتى البصل؟.

حتى يوم أمس لم أكن أعلم أن بعض النواب كارهون لمبدأ المواطنة، مصرون على إشاعة مبدأ الطائفية باعتبارها نموذجاً يحصدون من ورائه المكاسب والمغانم والمناصب، وهو النموذج الذي لم يحصد من ورائه العراقيون سوى القتل والتشريد، ففي تقرير مثير نشر أمس أخبرنا أحد النواب مشكوراً أن لجنة الأوقاف والعشائر في البرلمان ستناقش موضوعة العطل وستعطي لكل طائفة حقها في العطل، طبعا اتمنى ان يمنح العشائر عطلا رسمية تختارها بنفسها .كما أن قانون العطل نفسه يمنح رئيس الوزراء أن يعلن عطلة متى يشاء. ولهذا ما الضرر ان يضع النواب لكل طائفة جدولاً بعطلها ،

للأسف نحن نعيش اليوم مع سياسيين يتوهمون أنهم أصحاب رسالة، ويعتقدون أن خلاص العراق يكمن في العودة إلى الوراء، سياسيون يعلنون عن وجودهم عبر إشاعة مفهوم الطائفة الضيق، بديلاً عن مفهوم المواطنة الذي يجمع كل العراقيين، سياسيون ومسؤولون يتركون تعهداتهم أمام الشعب ليمارسوا لعبة خلط الاوراق، التي تدفع الناس للتساؤل: هل هناك قوانين تراعي مصالح آلاف اليتامى والأرامل؟ وهل فرغنا من ازمة الكهرباء ؟ وهل حقاً نعيش عصر التغيير؟، وتحققت أهداف العراقيين بالديمقراطية والعيش في ظل نظام يؤمن عدالة اجتماعية وكرامة إنسانية؟ وهل تشكلت مؤسسات دولة محترمة تضمن حقوق جميع العراقيين؟ أو تجاوزنا كل المصاعب ليخصص البرلمان جزءاً من وقته يفتح فيه البعض كتب التاريخ القديمة ليثير من خلالها الفرقة والبغضاء بين أبناء الشعب الواحد. إن إقرار قوانين تنظم العطلات الرسمية حق مشروع، لكن أن يجري ضمن الصيغ الطائفية ، فهذا مؤشر خطر لأن الناس دفعت ثمناً غالياً من دماء أبنائها بسبب الصراعات الطائفية. عندما يصبح كل شيء سيئاً وفاسداً فإن الناس سوف تكفر بالديمقراطية التي تترك هموم الناس وتنشغل بالعطل .

***

علي حسين

الفخر: إظهار المكارم والفضل

فهل لدينا ما نفخر به على الآخرين؟

إذا قلنا بالشعر فعندهم أحسن منه، بالأغنية لديهم أجمل من أغانينا، بآثارنا، دمرناها وبعناها وهم الذين حافظوا عليها وأظهروها للدنيا.

بمدننا، فمدنهم أجمل منها، وأكثر معاصرة ومدنية.

بمدارسنا وجامعاتنا، وهي دون مقاييس التعليم المنضبط، ولديهم الأرقى والأقدر.

بنعمة النفط التي حولناها إلى نقمة علينا؟

بمكتشفاتنا ومخترعاتنا، ونحن من هذا وذاك صفر اليدين!!

بديننا ومعتقداتنا، فالبشر عندهم أديانهم ومعتقداتهم، وما تفاعلوا معها مثلما تفاعلنا فحولنا نورها إلى نار.

علينا أن نواجه أنفسنا بصدق وجرأة!!

نحن مجتمعات بالونية، تتمنطق بما ليس فيها، وتستند على سراب وتصورات لا تساهم في إطلاق الطاقات، وتميل للتخميد والترقيد وتأكيد التبعية والخنوع.

لا نملك شيئا ونتوهم إمتلاك كل شيئ.

لا نستطيع إطعام أنفسنا بأنفسنا، ونعتمد على غيرنا لإطعامنا، وندعي السيادة والحرية والكرامة، ونجيد قتال بعضنا بإسم الدين والوطن!!

لماذا لا نكون صريحين، وواضحين، فالحياة في العمل، لا بالأقوال والتفاعلات الأنانية النرجسية والهذيانية، التي تحسب الأموات أحياء والأحياء لا وجود لهم، وإن وجدوا فأدوات أموات!!

علينا أن ندرك أننا لن نبني شيئا بالإبداعات الكلامية أيا كان نوعها ومنهجها، إنها نشاطات خداعية تضليلية وعبثية في معظم الأحيان.

فهل لنا أن نعيش في عصرنا، ونتعلم العلم ونعمل به، بدلا من هرطقات الأقلام واللسان؟!!

***

د. صادق السامرائي

تاتي جريمة حرق القرآن الكريم فى دولة السويد مؤخرا بمزاعم حرية التعبير، لتشكل انتهاكا خطيرا لمقدسات الآخرين وتعديا سافرا على عقيدة ملياري مسلم، مما يستوجب الاستنكار الحازم لهذه الجريمة النكراء، والإنتصار للقرآن الكريم، والمنافحة عنه بشتى الوسائل المتاحة.

ولعل الهوس بمعطيات الحرية الفردية، والديمقراطية المزعومة من قبل الحكومة السويدية، والتبجح بما أنجزته الحضارة الغربية المعاصرة من إنجازات مادية ملموسة، هو ما شجع ظاهرة المس بالمقدسات الغيبية، وازدراء الدين، وإنكار الخالق، وحرق القرآن الكريم، في مسلك فوضوي بائس، بعيدا عن الروح العلمية الحقة، والموضوعية المنصفة.

ولاشك أن الممارسات الحداثوية الالحادية في بعض البلدان الغربية، وإن اختلفت أساليب ممارستها، في إزدراء الدين والكتب السماوية، إلا انها لا تختلف من حيث الجوهر، عن اساليب المغالطين من مشركي عرب الجاهلية، في التنكر للقرآن الكريم، عند نزوله، حيث أذعنوا في نهاية الأمر لحقيقة الخالق، والإرادة الإلهية في الخلق والتدبير، والإقرار بقدسية القرآن الكريم، من واقع إدراكهم لاعجازه، وبلاغة لغته، أولا وقبل كل شيء، لاسيما وانهم امتازوا يوم ذاك،  بفصاحة اللغة، وبلاغة البيان.

وهكذا فإن ازدراء الدين، والإساءة إلى الذات الإلهية، والأنبياء، وانتهاك قدسية القرآن الكريم، بهذا الشكل المقرف، يعكس سلوكا وحشيا متخلفا، وجفافا معنويا، وإفلاسا روحيا، ويجسد ظاهرة غير حضارية إبتداءا، وتفتقر إلى الحد الأدنى من اللياقة في احترام المعتقدات الدينية للمسلمين، حتى إذا ما تم غض النظر عن أي معايير دينية، أو إنسانية،  تمنع ازدراء الدين،  وتحظر الإساءة إلى القرآن الكريم .

 ويتطلب الوفاء للقرآن الكريم من المسلمين، والمنصفين من غير المسلمين، المنافحة الجادة، والرد الحاسم، دفاعا عن القرآن بكل الأساليب المؤثرة، وفي المقدمة منها قطع العلاقات الدبلوماسية، وطرد السفراء، والمقاطعة الاقتصادية، ومطالبة المنظمات الدولية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، والجامعة العربية، لاستنكار، وردع أي مساس بقدسية القرآن الكريم، والاساءة إلى الدين الإسلامي، ونبذ كل المحاولات السيئة، التي تمس مشاعر المسلمين، وتستخف بمقدساتهم.

على أن المطلوب من المسلمين، في ضوء مثل هذه التحديات المصيرية، التي تمس صميم عقيدتهم الإسلامية، بذل المزيد من العناية بالقرآن الكريم، حفظاً، وتلاوة، وتدبراً، والاهتمام التام بعلومه، وبتفسيره على مراد الله الذي أنزله، ولفت النظر إلى عجائبه، وما فيه من الحكم والأحكام، ليكون مصدر الهداية لهم في حياتهم اليومية، فيحلوا حلاله، ويحرموا حرامه، ويؤمنوا بمتشابهه، ويعملوا بمحكمه، ليكونوا من خاصة أهل القرآن على قاعدة (ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم ويبشر المؤمنين الذين يعلمون الصالحات إن لهم أجرأ حسنا).

***

نايف عبوش

في خضم الأخبار المزعجة عن حرية التعبيرالموهومة في السويد والدنمارك والتي تسيء لملايين البشر، ووسط فوضى اقتصادية في بلاد الرافدين التي لا تريد أن يُهان الدولار ويبقى رأسه مرفوعاً، بينما رؤوس الناس تطحنها الاسعار، ثمة أفعال تبدو ساذجة، إلا أنها تدعو إلى الضحك والترفيه عن النفس،

على رأس هذه الأفعال البهيجة الحوار الذي أجرته قناة الأولى مع النائب السابق "عبد الله الخربيط" والذي استطاع بـ"حنكته" السياسية التي ينافس فيها المعتزلة أنجيلا ميركل، وربما يتفوق عليها، أن يشرح لنا واقع البرلمان والسياسة في العراق وخصوصا في "الشطر السني" وحقيقة الصراع بين عزم وتقدم، ومشكلة الكلاسيكو بين جماعة أحمد الجبوري "أبو مازن" وجماعة محمد الحلبوسي، فغياب رونالدو الذي ربما يقصد به رافع العيساوي واستدعاء زين الدين زيدان الذي ربما يكون أسامة النجيفي لن ينفع الكتل السياسية حسب رأي الخربيط، لأن ميسي "محمد الحلبوسي" لا يزال يمتلك اللياقة والقدرة على المنافسة وتسجيل الأهداف.

حوار الخربيط الذي شاهدته على مواقع التواصل الاجتماعي، جعلني أعترف بأن على هذه البلاد ما يضحك ولكنه ضحك التاعت منه نفس عمنا المتنبي قبل ألف عام فوصف الضحك الذي أثاره حديث الخربيط بأنه ضحك كالبكاء، ولا أدري إن كان المتنبي سيقابلنا في الآخرة ليضحك ملء قلبه على سذاجة سياسيينا.

سنحاول أن نكون طيبين وساذجين ونصدق أن السيد رئيس مجلس النواب يمتلك مهارة ميسي في اللعب، لكنه ياسادة لعب ليس من أجل إمتاع الجمهور وتقديم أداء جديد، وإنما هو لعب للحصول على أكبر قدر من المكاسب، وهذه كلها لا تتحقق بدون أن يتحول صاحبها إلى لاعب سيرك محترف.

ليس لنا اعتراض على أن يلعب السيد محمد الحلبوسي في مجلس النواب "طوبة"، فهذا حق كفلته له المحاصصة الطائفية، لكن من غير المعقول أن يتم تصويره باعتبار أنه قائد لحملة التطور والتحديث والأمل في بلاد مابين النهرين.

لا أجد تفسيراً واحداً إلا أن ما يقال أحيانا على الفضائيات هو عبث من نوع خاص، عبث لا يختلف كثيراً عن تصريحات سابقة للسيد عبد الله الخربيط نفسه كان فيها يؤكد بأن ميسي العراق الحقيقي هو أحمد الجبوري "أبو مازن" الذي وصفه آنذاك بأنه "رجل مهم وشجاع ويعمل سياسياً"، ولا ندري هل اعتزل أبو مازن اللعب ليُمنح اللقب لمحمد الحلبوسي؟.

حلقة الحوار مع عبد الكريم الخربيط ومعها عشرات البرامج الفضائية التي تستضيف السياسيين كل يوم تؤكد أننا نعيش في بلاد لدى الكثير من الذين يعملون في السياسة ميل غريزي إلى الكوميديا، والضحك في أصعب المواقف .

***

علي حسين

كانت معلمة التربية الإسلامية حين كنا تلاميذ تؤكد -من ضمن ماتؤكد- على موضوع الحفاظ على حقوق الغير وعدم تجاوز حدودها، سواء أفي الصف كنا أم في الشارع أم في البيت!. وكانت تذكرنا بآيات من كتاب الله، كذلك الأحاديث النبوية الشريفة التي تحث عليها، ابتداءً من جلوسنا على الرحلة في الصف بشكل لايضايق زميلنا، الى عدم رفع أصواتنا بشكل يزعج الآخرين، وعندما نخرج من المدرسة توصينا باحترام الطريق وعابري السبيل، وفي البيت توصينا بغض البصر عن الجار، وغير ذلك من الخصال الحميدة.

قرأت خبرا ذات يوم في إحدى الوكالات مفاده: في بريطانيا غُرمت طبيبة مبلغ 5000 جنيه استرليني، لتجاهلها إشعارا قضائيا من المحكمة، يطالبها بخفض الضوضاء الناتجة عن كلابها التي تسببت في إزعاج الجيران. وذكرني هذا الخبر بحقيقة نقلها لي أحد الأصدقاء المتغربين عن العراق -وهم كثر- ان في نيوزيلاند لايحق لك اقتناء كلب حراسة إلا بعد تقديم طلب الى مجلس بلدية المنطقة، يحوي إقرارا من جيرانك الأربعة الذين هم على يمينك وعلى شمالك وأمامك وخلفك، يضم هذا الإقرار موافقتهم على اقتنائك كلبا، كما يحق لهم وضع شروط لذلك، كتحديد اوقات نزهتها -الكلاب- في المنطقة، وشروطهم هذه تحتم عليك الالتزام بها وتطبيقها بحذافيرها، وعند إقرارك بالتزامك بكل هذا الشروط مجتمعة، يمنحونك إجازة اقتناء كلب.

واللافت بالأمر أن هذا السياق متبع مع كل شرائح المجتمع -نيوزيلاند طبعا- حتى لو كنت في منصب عال في الحكومة، بل ويتوجب عليك اذا كنت كذلك قبل الجميع ان تلتزم بتطبيق القانون. وهذا الأمر تندرج تحته ايضا أصوات المذياع والتلفاز، فيجب ان لايتعدى حدود سياج بيتك وإلا فالشرطة بالمرصاد. كذلك الحال بالنسبة الى منبه المركبة والعجلات البخارية والهوائية. اما إشارة المرور فيمتثل لأمرها المواطن والمسؤول على حد سواء.

أذكر كذلك قصة رئيس وزراء بريطانيا ونستون تشرشل، حين أركن مركبته في مكان ممنوع وغاب عنها برهة، وحين عاد وجد شرطي مرور يحرر له وصل غرامة، عندها ظن تشرشل ان رجل المرور لم يعرف انه رئيس وزراء بريطانيا العظمى، فتقبل منه الغرامة برحابة صدر، لكنه فوجئ حين وجد ان مبلغها هو (عشرون باونا)، فبادر قائلا لرجل المرور: أليست الغرامة محددة بـ (عشرة باونات) أجابه: ان مبلغ العشرة باونات للمواطن البريطاني العادي، أما العشرين فهي بحقك أنت بالذات لأنك رئيس وزراء، وكان الأولى بك تطبيق القانون قبل الكل. وكان رد فعل ونستون أن حضنه وقال مقولته الشهيرة: "إذن، بريطانيا بخير".

هذا كله -وغيره لو أردت الحديث عنه لطال بنا الوقت ونفدت الأوراق وجفت الأقلام- يحدث في دول فيها نسبة الإسلام قليلة جدا جدا. هنا في عراقنا الذي يحتضن مراقد الاولياء والاوصياء من أبناء رسول الله (ص) وتبلغ نسبة الإسلام فيه عالية جدا جدا، وأحاديث آل البيت (ع) المأثورة نسمعها ونقرأها أنى نذهب، فما أروع ان نرى في كل ساحة او جزرة وسطية لافتة أو (فلكس) فيه من توجيهاتهم ونصائحهم وعظاتهم الكثير، ولكن، الأروع من هذا ان نطبق ماقالوه في حياتنا مع جارنا وصديقنا وزميلنا، ونعمل به فهو أولا وآخرا عمل خير في الدنيا، وحسنة تنفعنا في الآخرة.

أما الأكثر روعة من كل هذا هو ان يطبق ذلك مسؤولونا الكبار قبل المواطن (المسكين) لعلنا نقول يوما: "إذن، العراق بخير" ورحم الله تشرشل ورحم الله من قال:

لاتنه عن خلق وتأتي مثله

عار عليك اذا فعلت عظيم

***

علي علي

البطة والبشة، براني، بربروگ، برطيل، بزگ، بسط، بغبغ، بسمار، بِشت، بصاية الله، بلكت، بوري، بهاري، بير:

تذكير مكرر: ولتسهيل قراءة قوائم المفردات، سأكتب المفردة أولا كما تلفظ في اللهجة العراقية، ثم علامة مساواة وبعدها لفظ المفردة في المندائية كما ذكره المؤلف بين قوسين كبيرين، ثم معناها في المندائية أو اللهجة العراقية، ثم أختم الفقرة بتعليقاتي أو استدراكاتي عليها مع التوثيق التأثيلي من المعاجم على كونها عربية وحسب ترتيب ورود هذه المفردات في الكتاب المذكور:

61- برا -  كش وبرا =(برايا) وتعني في المندائية طارد الأرواح الشريرة/ الخارج. والكلمة عربية نسبة إلى البر والبرية وخارج المنزل ومنها براني ونقرأ عنها في المعجم أيضا (الَبرَّانيُّ: الخارجيّ (نسبة إلى البَرّ)، وهو خلاف الجَوَّانيّ وفي الحديث النبوي الشريف: مَن أصَلح جَوَّانيَّتَه أصَلح اللهُ بَرَّانِيَّتَه).

62-  براني = الملاحظة السابقة 61.

63-  بربروگ =(بربوق) وفي المندائية هي من ألفاظ الشتم الفاحش. وكنت قد كتبت عنها في كتابي "الحضور" الآتي: "بربوك = وجمعها برابيك ( بالقاف الحميرية أي الجيم القاهرية )  وقد ذكر الكاتب الروائي العراقي محمود سعيد في محاضرة له أن أصلها أكدي أو آثوري ومؤلفة من  كلمتين "بر" و "بوگا " ولم يوضح معناهما في المحاضرة، ولكنه أكد لي في رسالة شخصية أنه سمع من أحد المهتمين باللغة الآثورية، وهذه  تسمية أخرى للغة الآشورية، أن الكلمة تعني العجوز الخبيثة والسيئة السمعة، ولكن رفعت رؤف البزركان يقول في كتابه " معجم الألفاظ الدخيلة في اللهجة العراقية"  إن أصل هذه الكلمة من اللهجة "الكراشية" إحدى لهجات اللغة الفارسية، وان معناها الكوز الصغير مثلوم الحافة والذي لا يغرق إن ألقي في النهر، ومنه قولهم " بربوك ما يغرق " وذكره البهاء زهير في بيت له يقول:

 لا تعجبوا كيف نجا سالماً***** من عادة البربوك لا يغرق.

وأنا استبعد التخريج الثاني، ولا يمكنني الحكم على التخريج الأول لعدم معرفتي بمعنى الكلمتين الأصليتين الأكديتين. أما في العربية الفصحى فلم أعثر لها على أثر قريب المعنى".

64- برطيل =(برطل) وتعني في المندائية موظف الحدود ولكنها في اللهجة العراقية تعني الرشوة. وكنت قد ذكرتها في كتابي سالف الذكر ووثقتها عن قاموس "مختار القاموس" للطاهر الزاوي ص47، قال (البرطيل الرشوة. ج، براطيل. وبَرطَل فلاناً: رشاه).

65- بزگ =(بزق) يومض يبرز في المندائية والأرجح من ذلك هو أن تكون هذه المفردة مأخوذة من بزغ العربية والمطابقة لها في المعنى.

66-  بسط =(فسط) يعني في المندائية يدوس ويسحق ولكن معناها في اللهجة العراقية بعيد عن معنى الدوس والسحق بل هو الضرب والصفع، وكلمة بسط بهذا المعنى أقرب لفظا ومعنى إلى العربية الفصحى بَسَطَ. يقال: بسطه أي مدَّهُ وطرحه أرضا بعد ضربه من "فسط" المندائية التي تعني السحق والدوس.

67-  بسمار=(بيسمار) بالمعنى نفسه في المندائية واللهجة العراقية؛ مسمار. والأرجح أن هناك إبدالا بين الميم والباء وهذا الابدال شائع في اللغات الجزيرية وخصوصا العربية وهذا النوع من الإبداع يسمونه "لغة بني مازن" كما رصدها قاموس "تاج العروس من جواهر القاموس" للزبيدي كما مر بنا في ما تقدم.

68- بشَّة =(بشا) في المندائية تعني بطة. وربما كان الأدق هو القول إنها نوع من البط ويسمى أيضا الخضيري وهو طائر مهاجر للذكر منه رأس أخضر براق جميل. ذكرتها في كتابي "الحضور" في الفقرة التالية: بطة، بشة = البطة / أكدية /البزركان، وفي العربية بذات المعنى مع ان ابن منظور يعدها من الأعجمي المعرب ويعتبر مقابلها العربي الإوزة ... نقرأ في اللسان التالي: (والبَطُّ: الإِوَزُّ، واحدته بطّة. يقال: بطّةٌ أُنثى وبَطّةٌ ذكر، الذكر والأُنثى في ذلك سواء، أَعجمي معرّب، وهو عند العرب الإِوَزُّ صِغارُه وكباره جميعاً؛ قال ابن جني: سميت بذلك حكاية – محاكاة وتقليدا -   لأَصواتها). أما بشَّة فغير موجودة بهذا المعنى في المعاجم العربية ولكنها موجودة ومستعملة في لهجة أهل جنوب العراق. أما الإوزة فقد أوردها طه باقر في كتابة " من تراثنا اللغوي القديم" وقال إن أصلها آرامي "وزَّة"، ولكنها أكدية أيضاً بلفظ قريب جدا هو أوز (UZ). ويبقى التفريق إن وجد ضروريا بين البطة والبشة والإوزة من قبل المتخصصين بعلم الطيور.

69-  بِشت =(شتا) في المندائية تعني يحوك ينسج، ولفظها المندائي بعيد كثيرا عن لفظها العراقي. وفي العراقية هي عباءة ضمن الزي العربي التقليدي يرتديها الرجال وهي معروفة بهذا الاسم في دول عربية أخرى. والكلمة أكدية بحسب الباحث الليبي د. علي فهمي خشيم، وورد ذكرها في كتابات المؤرخ هيرودوت كرداء عربي كما نقل خشيم.

70- بصاية الله =(صايتا) قرب، معية، تضمن. وفي العراقية تعني بفضل الله. والصاية هي رداء عربي تقليدي يرتديه الرجال أحيانا في العراق والجزيرة العربية وفي سوريا خصوصا في حمص حيث ورد "وهناك "الدامر" الذي يلبس فوق الصاية العربية" وهو يشبه الصدرية ويكون على عدة ألوان بما يتلاءم مع الصاية". ولم أتوصل الى جذره ولكني أستبعد أن يكون من "صايتا" المندائية التي يعني القرب والمعية فليس ثمة علاقة.

71- بطن =(بباطنا) وتعني في المندائية حبلى! وهذا تخريج عجيب ومضحك لكلمة عربية سائدة من المحيط إلى الخليج وموجودة في جميع المعاجم القديمة والحديثة! ويبدو أن المؤلف أخذ أحد المعاني المجازية واعتبرها معانٍ حقيقية مثلها مثل عبارة "يد الله" التي تعني قوة الله / إرادة الله، في سياقها ولا تعني اليد الفعلية. أو قولنا (جبهة الحرب تشتعل) فالجبهة هنا لا تعني الجبهة في الوجه بل ميدان القتال والاشتعال لا يعني نشوب النار.

72- بغبغ =(بقق) وتعني في المندائية الشيء المنتفخ التالف المتضرر الفاسد. فيضرب للكلمة مثالا في قولهم في العامية " بطن السمكة مبغبغة "أي فاسدة. وهذا التخريج ضعيف لبعد اللفظة المندائية "بقق" عن العامية "بغبغ"، والأصح أن الكلمة عربية وهي "بقبق"، ولكن العراقيين يلفظونها بقاف حميرية "جيم قاهرية". نقرأ في معجم المعاني ما يفيد أن كلمة "بقبق" تحاكي البقبقة كصوت خروج الفقاعات من الماء والأحرى كما أرجح أن تكون البغبغة في المثال الذي ضربه المؤلف لبغبغة بطن السمكة الفاسدة من هذا النوع فيقال "هذي السمكة مبغبغة ، أو بطبها تبغبغ لأنها جايفة"!

73- بلا =(إبلا) بلا وبدون.  مكررة وقد توقفنا عندها في الفقرة 1.

74-  بلكت =(بل +كت) عسى وربما. المفردة من مقطعين في المندائية ولا نعرف ماذا يعني كل منهما على حده، وأعتقد أن الكلمة من التركية (بركي/ بركت، كما يلفظها عرب الشام، وحدث إبدال بين الراء واللام وهو شائع.. بركت إلى بلكت في العراق وهي حتى، ومن أجل أن، وربما.

75-  بنّايا =(بنايا) بناة. الأصل فيها الجذر العربي بنى يبني فهم بناة، جمع لاسم الفاعل بنّاء وتحويل الهمزة إلى ياء وارد (بناء / بناي) لتفادي الهمز، وجمعها اللهجوي بنّايا/ بناية.

76-  بُنّي =(بُنا) نوع من الأسماك. و"الاسم والتعريف العلمي لها (Mesopotamichthys sharpeyi) هو نوع من أنواع الأسماك الشبوطية المتوطنة، لونها مائل للبني- ذهبي بشكل عام مع بطن أخف وزعانف أغمق لونا". فالاسم إذن من لونها البُنّي ولفظها في اللهجة العراقية أقرب إلى اسم اللون العربي منه إلى المندائي.

77-  بهاري =(بهار) الربيع. وكلمة بهار موجودة بمعنى ربيع في الفارسية والكردية وتختلف قليلا في التركية الحديثة فهي "إك بهار". وتستخدم أيضا كاسم لأحد الألوان هو البهاري ويسمى أحيانا (الكركمي) وربما كان نسبة الى البهار أو الكركم. علما أن كلمة (كركما) أكدية، كما مر بنا في موضع آخر.

78- بوري =(إبوري) وتعني في المندائية (مزلاج ويستخدم لكل شكل أسطواني). واعتقد أن لا علاقة لبوري أي الأسطوانة بالمزلاج. وكنت قد أثلت هذه الكلمة في كتابي سالف الذكر فقلت "بوري: يستخدم العراقيون كلمة [بوري] للدلالة على الانبوب، وكلمة [بوري] هي كلمة عراقية أكدية قديمة تعني قصبة البردي المجوفة وهو النبات المشهور الذي ينبت بأهوار العراق.

 79-  بير =[بيرا) هو البئر . والكلمة عربية واسعة الانتشار وفي العاميات العربية جميعا تلفظ غير مهموزة كما ورد في أمثلة كثيرة.

80-  چا = ( شاا) يعني بالمندائية، يقول / يتكلم/ يتحدث، ولا أرجح هذا التخريج لأن المعنى بعيد عن معناها ولفظها في العراقية فهي تعني "إذن"، وحرف الشين لا ينقلب إلى جيم مثلثة "چ" في الإبدال اللفظي، بل هو حرف الكاف الذي يلفظ بما يسمى كشكشة ربيعة "تشا" وهي لهجة عربية قديمة وربما يصح التخريج الذي يقول أن أصلها "كا" الأكدية بمعنى "إذن". يتبع

***

علاء اللامي

الدارس لتأريخ معاوية بن أبي سفيان، لا يجد مدونات تؤرخ لنشاطه السياسي الذي إمتد لأكثر من أربعة عقود نصفها أميرا وواليا والنصف الآخر خليفة.

والمذكور عنه أنه كان يكتب، والبعض يؤكد أنه من كتّاب الوحي، أو من كتاب النبي، أي يكتب له الرسائل.

لكنه في فترة حكمه، لم يهتم بالكتابة والتدوين، ويُقال أنه إعتمد على الآخرين، وخصوصا السريان في إدارة شؤون الدولة ودواوينها.

لكن السؤال الذي تصعب الإجابة عليه، أنه كان يجيد القراءة والكتابة، فلماذا لم يهتم بهما؟

بمعنى أن يؤسس لمجمع من الكتاب والمدوّنين؟!

هل أنه كتب ووثق نشاطاته ومنجزاته، والذين جاءوا بعده أبادوها؟!!

فما وردنا عن تأريخ العرب والمسلمين، يعود معظمه إلى عصر أبو جعفر المنصور وما بعده، ولا يوجد إلا النادر القليل في زمن الدولة الأموية التي إستمرت لما يقرب من قرن.

ومن المعروف أن العداء وروح الإنتقام ضد الأمويين كانت غالبة في الدولة العباسية.

ولهذا من الصعب الكتابة عن معاوية بن أبي سفيان، ولكن يمكن التقدير من نتائج الأمور وخواتمها وحسب.

وعندما تبحث فيما كتب عنه، تجده متطرفا بإتجاهين، وفيه درجة عالية من العواطف والإنفعالات، ولا تجد كتابات محايدة عقلانية ذات منهج علمي يعالج الحقائق ويحاول أن يضع الأمور في نصابها.

وما يمكن إستخلاصه، أنه صاحب حنكة سياسية وطموحات سيادية، وقدرة على تأسيس ملكه وبسط إرادته على أصقاع مترامية من الدنيا، وكأنه قد أوجد إمبراطورية، وإتخذ الإسلام لبسط نفوذه وتأمين هيمنته على الأرض التي فتحها، وهو أول القادة العرب الذين ركبوا البحر وأسسوا إسطول حربي عربي.

لكنه لم يضع الأسس المتينة لبناء دولة تدوم لقرون، كما فعل أبو جعفر المنصور الذي أرسى منطلقات الدولة التي دامت لأكثر من خمسة قرون.

فدولته السفيانية إنتهت بعد وفاته بأقل من عقد، ولولا المروانيون من بني أمية لإنتهت الدولة الأموية، والحقيقة أن عبد الملك بن مروان هو الفاعل الرئيسي فيها، وحكمها لأكثر من عقدين، ومن بعده أولاده.

فمعاوية أفنى ما أسسه، لعدم وضعه البنى التحتية الكفيلة بدولة عنيدة، ويبدو أن العائلة كانت تعاني من داء السكر، الذي على الأرجح قضى على خليفة يزيد في بضعة أشهر أو أسابيع، ولا يمكن تبرأة المرض مما أقدم عليه معاوية في العقد الثاني من خلافته.

وتذكر المصادر أن معاوية كان شديد السمنة، حتى أصبح مقعدا بسببها، وهناك بحوث تشير إلى أنه كان يعاني من مرض السكر، وما يتصل بالسمنة من مضاعفات.

وموضوع توريث الحكم إنطلق به وسنه، وتواصل من بعده حتى اليوم!!

فهل يعقل أن العلويين والعباسيين سينصفون معاوية ودولة بني أمية، وهم الذين أبادوا الأمويين، إلا ما ندر منهم، كعبد الرحمن الداخل.

ربما يمكن القول بأن معاوية لم يكن قاسيا على بني العباس والعلويين، مثلما بدت قسوتهم على الأمويين بعد أن سقطت دولتهم، فما فعله بهم أبو العباس السفاح، كما جاء في معظم المدونات،  يمكن وصفه بالإبادة العرقية، وبإنتقامية منقطعة النظير، وهم مسلمون وعرب.

فأين الصدق والحق فيما وردنا من أخبار وما دوّنه المؤرخون؟!!

***

د. صادق السامرائي

تسعى المنظمات الدولية الغربية بالخصوص في حملة قوية منذ القرن الماضي وبدأب لفرض رؤيتها المتعلق بالمصطلح الحندر وهي واحدة من أدوات تلك العولمة التي تريد للشعوب في الشرق والغرب الابتعاد عن القيم الإنسانية والدينية، ومن تلك المصطلحات التي تمثل خطورة على بنية المجتمعات من خلال الفعل الاجتماعي والثقافي هو (الجندر، أو الجندرة)، والحق أن حرب المصطلحات ليست مجرد (اختلاف لفظي)، بل هو اختلاف في المدلول والدلالات، واختلاف في البنية المعرفية، والبنية الاجتماعية، بل والبنية الدينية والعقدية..

-ويعرف كذلك بانه "شعور الإنسان بنفسِه كذَكَر أو أنثى ولكن التعرّف على الهوية الجندرية هو عمليةٌ متتابعةٌ وليس حدثًا واحدًا مميزًا، والاختلاف عن المعايير الاجتماعية التقليدية يمكن أن يسبب الضرر للطفل وعائلته، وعلى ذلك يجب أن نتذكّر أنّ الصبغيات التي نحملها تحدد جنسنا البيولوجيّ؛ لكنها ليست العوامل الوحيدة في تحديد الهوية الجندرية وهناك حالاتٌ لا يرتبط فيها شعور الإنسان بخصائصه العضوية، ولا يكون هناك توافُق بين الصِّفات العضوية وهُويته الجندرية، والهُوية الجندرية ليستْ ثابتة بالولادة؛ بل تؤثِّر فيها العوامل النفسية والاجتماعية بتشكيل نواة الهُوية الجندرية، وتتغيَّر وتتوسع بتأثير العوامل الاجتماعية، كلما نما الطفل  والذي" يترتب عليه إشعال العداء بين الجنسين وكأنهما متناقضان ومتنافران كما جاء في أوراق المؤتمر الدولي لتحديات الدراسات النسوية في القرن 21 المنعقد في صنعاء وتم تنشيطه بين أوساط المؤسسات النسوية العراقية خصوصاً والاسلامية عموماً في نشرة هذا المفهوم البعيد كل البعد عنه وهي ضربة موجعة  للأمومة التي تنشغل الحيز الاكبر عند الجندريين . في الحقيقة أن مفهوم الجندر جاءت للتسوق للمجتمعات البشرية من نوع جديد، يغير المفاهيم والمصطلحات على مستوى الأسرة والمجتمع، فيما يخص العلاقة بين الرجل والمرأة ، وتغير الثابت والمستقر عند الشعوب منذ بدء الخليقة إلى يومنا هذا، وليس – كما يدعى في الظاهر- مساواة بين الرجل والمرأة، بل هي نخر في جذع شجرة ” البنية الاجتماعية”، لتأتي لنا بمجتمع بشري جديد، وتولد أنماطا جديدة للأسرة، أوصلتها بعض الدراسات التي تنتمي إلى ” الجندرية” إلى اثني عشر نوعا من الأسرة، بما في ذلك ” أسر الشذوذ الجنسي”، يعني أسرة رجالية (بين رجل ورجل)، وأسرة نسائية ( بين امرأة وامرأة).

لقد انتشر هذا المفهوم في العراق وبدأ يتداول والدعوات اليه  في السنوات القريبة نتيجة الاهتزاز المجتمعي وعدم الاستقرار الذي اصاب العراق اثر عاصفة هوجاء قادمة من قلب اوروبا بعد أن تحولت مجتمعاتهم  الى مجتمعات فارغة من الاصول وانتشرة فيها المثلية والتحول الجنسي وبدعم من البعض من الحكومات الغربية  والتي يعود سببها الى الحرية الجنسية التي انتشرت في أكثر دول أوروبا ولدى مراجعة الكلمة التي ألقاها الرئيس الأميركي يوم السبت العاشر من يونيو/ 2023 حزيران الجاري كاملة اتضح أنه تحدث عن اتخاذ إجراءات جديدة 

لحماية حقوق وسلامة مجتمع المثليين وسط موجة ما أسماه بـ"الهجمات والتشريعات المرعبة " حتى ان بريطانيا مثلاً سنت قانون يمنع تسمية الطفل بالذكر او الانثى حتى يبلع الطفل الثامنة عشرة من عمرة ويحد هو نوع الجنس الذي يختاره  والتي ستفضي حتماً الى نهاية الحضارة الغربية إن ظلت على هذا المسار حتى النهاية.عن طريق أكثر المنظمات المدنية المدعومة من جهات خارجية رغم أن مجتمعاتنا تحمل أنساق اجتماعية وثقافية وحضارية مختلفة عمّا هي عليه في البيئة الحاضنة للمصطلح والمتبنية لرؤاه، واستشراء المفهوم في نسيج هذا المجتمع  وداخل المنظمات النسوية وغيرها دون وعي تحدث كارثة وتفسخ الذي لم يتم التصدي لها، وتم الدعوة  لها عن طريق منظمات نسوية بعد فترة الستينيات القرن الماضي كما تشير المعلومات باعتبار أن المرأة تملك جسدها، هذه الدعوة الخطرة تقضي للإباحية الجنسية والتي خلفت ظاهرة أمهات غير متزوجات وأغلبهن في أعمار المراهقة، ومنها أيضًا التبرج الشديد والتعري.. ويمثل التقرير الذي أعدتْه لجنة المرأة التابعة للأمم المتحدة؛ 2004م، اعترافٌ رسميُّ بالشذوذ وحماية حقوق الشواذ، والسعي لقَبولهم مِن   قِبل المجتمع، وعَدِّ ذلك تعبيرًا عن المشاعر، ودعمًا لتعليم الممارسة الجنسيَّة بمختلف أشكالها الطبيعيَّة والشاذَّة".

ويشكل هذا المفهوم او المصلح تهديدًا حقيقيًّا لنسيج المجتمعي الذي يعتمد الأسرة بشكلها الأوحد ووظائف أفرادها الفطرية نواةً متماسكة حاملة له مما ينذر إلى جانب مخاطر تفكيك الأسرة التي تعدّ من آخر الحصون التي يتفاخر بها المسلمون على الغربيّين بإحداث هوَّةٍ خطيرةٍ بين الجنسين لتقوم العلاقات بينهما على التناقض والتّصادم بدلًا من التّكامل من خلال فهم كلّ جنسٍ خصائصه وقدراته ومهامه.

***

عبد الخالق الفلاح – باحث واعلامي

يمكن إيكال الإخفاق في الخطاب الديني المعاصر عموما في تحقيق أهدافه إلى جملة أسباب تشكل جميعها أبرز ملامحه الحالية، أهمها:

أولا- المنهج التربوي الخاطئ الذي يعتمده الخطاب الديني بصورة عامة غالبا، حيث يجري التركيز عادة على العبادات وشعائر الدين الاخرى، يقابله إهمال واضح لمبادئ الاخلاق، والقيم الروحية.

يضج الفضاء الاسلامي ويزدحم بالخطب التي تشكل محوريتها العبادات وخاصة الصلاة: أجزائها، شرائطها، أركانها، ما تصح به وما يفسدها، كيف تتم عملية إصلاح الخلل فيها؟ ما هو فضلها؟ وعقوبة تاركها؟ الالتزام بأدائها في أوقاتها. في ذات الوقت لم تحصل مبادئ الاخلاق والقيم الروحية من الاهتمام في ذات الخطاب إلا على مساحة لا تكاد تلحظ. فهي تقع على الهامش من إهتمامات الخطيب الاسلامي. كان مآل ذلك ان تولدت لدى الفرد المسلم قناعات نرى تشوهاتها الفضيعة في سلوكه، أقصته عن قيم الانسانية، وأبعدته عن الحياة الروحية، يتجلّى ذلك بوضوح في استعداده لبذل الأموال الطائلة في بناء المساجد والحسينيات لكنه ذاته يحجم عن الانفاق لتكفل يتيم مثلا، أو تبني إرجاع طفل إلى مقاعد الدراسة بعد ان تسرب منها جرّاء فقر عائلته، أو اشباع بطن تصارع الجوع، أو دعم مشروع خيري ممكن أن ينقذ حياة انسان، أو يساهم في التخفيف من آلامه.

صار المسلم في الغالب يتقن صلاته لكنه لا يتورع عن الكذب، ويتم صيامه باجزائه وشرائطه لكنه لا يؤتمن على المال العام، ويسعى سنويا إلى الحج وهو ينضح حقدا، ويفيض كراهية وعداءً لمن يختلف معه ومن لا يختلف أحيانا. حدث ذلك بعد أن لقّنه هذا الخطاب رسالة وإن كانت غير مباشرة مفادها إن صلاتك وعباداتك الأخرى فحسب هي سبيل إحرازك رضا الله، ووصولك إليه تعالى وفوزك برضوانه، ودخولك الجنة، أما قيم الاخلاق فمسألة هامشية، تأتي بدرجة ثالثة أو رابعة من حيث الاهمية، خلاف ما أشار له رسول الله (ص) بقوله (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) إذ اعتبر الأخلاق هي السبيل الموصل الى السماء، وكل ما سواها كالعبادات وغيرها إنّما هي روافد تصب في نهر الأخلاق لتثريه وتديم تدفقه وحيويته، جاء في الحديث الشريف قوله (ص): "الخُلقُ وعاء الدين"، وقد أثرى القرآن هذه المسألة كي يكرّس الحالة الروحية عند الانسان المسلم، كما في قوله تعالى: "وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى‏ عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ ..." العنكبوت: 45. فما تشريع الصلاة إلا لكي تنهى عن الفواحش والمنكرات، وحقيقتها هي رذائل الاخلاق، وقوله تعالى: "يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون‏" البقرة : 183. والتقوى من أهم القيم الروحية التي تمنع الانسان وتنفره من ارتكاب الرذائل، وتدنيه كثيرا من التحلي بالفضائل، وحين يذكر القران الكريم فريضة الحج يتبعها بما يُتوقع منها فيقول تعالى: "الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ فَمَنْ فَرَضَ فيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدالَ فِي الْحَجِّ وَما تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوى‏ وَاتَّقُونِ يا أولِي الْأَلْباب‏" البقرة : 197. إذن فريضة الحج ترويض للمسلم كي يتجنب مصفوفة من الاخلاق السيئة، وبنفس الوقت يتحلى بالاخلاق الايجابية الصالحة كالتقوى وفعل الخير، وكذلك ورد في شعيرة الزكاة، قال تعالى: "خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِها وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَميعٌ عَليم." التوبة : 103. فالغرض من الزكاة أن يتطهروا من كل رجس أخلاقي، ويتزكوا من كل رذيلة.

مراجعة سريعة لحركة الأنبياء في القران الكريم تكشف ان البعد الاخلاقي هو المهمة العميقة للأديان، وفي الصميم من حركتهم، والهدف الاسمى الذي كانوا يبشرون به. هذه بعض النماذج، منها قوله تعالى: ﴿ وَإلى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ فَأوفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴾ 85 الأعراف، جاءت الاخلاق بعد التوحيد مباشرة في دعوة نبي الله شعيب (ع) قومه، وهكذا مع دعوة لوط (ع): ﴿وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ الْعَالَمِينَ ﴿28﴾ أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ

السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنكَرَ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴿29﴾﴾ العنكبوت، وكما في قوله تعالى (وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً وَذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ) 83 البقرة، ولم تكن دعوة نبينا محمد (ص) بعيدة عن ذات الهدف قال تعالى: (قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً وَلا تَقْتُلُوا أولادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلا تَقْرَبُوا الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)151الأنعام.

الخطاب الديني المعاصر أهمل في الغالب هذه الأهداف التي تحكي مقاصد الشريعة وروح الدين. ما يحتّم على الخطيب الديني، والحسيني خاصة ان يتبنى المنهج القرآني ويضع المسألة الاخلاقية في سلّم أولوياته، تسير جنبا إلى جنب مع العبادات فلا يتقوّم أحدهما الا بالآخر معتبرا ذلك ضرورة تربوية تفضي إلى خلق فضاء اخلاقي حيث أن حاجة المجتمع لأخلاق الفرد لا تقاس بحاجته لعبادته فهذه الأخيرة له وحده هو ينتفع بها، يتسامى بها روحيا، ينال بها القرب والانفتاح على الله تعالى، اما اخلاقه فتشرق كالشمس على الجميع، يستوعب دفأها القاصي والداني، الكل ينتفع منها، وقد نبه النبي الأكرم (ص) على ذلك في قوله: (لا تنظروا إلى كثرة صلاتهم وصومهم وكثرة الحج والمعروف وطنطنتهم بالليل، ولكن انظروا إلى صدق الحديث وأداء الأمانة). يتبع.

***

مضر الحلو

على الرغم من مرور اكثر من ثلاثة ارباع القرن على قضية الشعب العربي الفلسطيني الذي شرد من ارضه، وتوزع في المنافي والشتات، لكنه لم ينس يوما ان له ارضا شرد منها بقوة السلاح المدعوم دوليا، كما ان الذين ظلوا في الداخل سواء في (ارض) الكيان الصهيوني واعني هنا دولة الاحتلال والاستيطان الاسرائيلي، او في الضفة الغربية والقطاع لم يتوقف يوما ولن يتوقف ذات يوما مهما طال عليه الزمن في النضال والجهاد والكفاح من اجل دولة معترف بها دوليا وذات سيادة غير ناقصة.. في السنوات الأخيرة اشتد تغول الكيان الصهيوني، اكثر مما كان عليه هذا التغول في السنوات السابقة على مرأى ومسامع كل العالم بما في ذلك النظام الرسمي العربي؛ في التوسع في بناء المستوطنات في الضفة الغربية او في القدس الشرقية، وبما يصاحب هذا من هدم للمنازل وتجريف للأرض. في محاولة لضم اكبر جزء او اكبر مساحة من الضفة الغربية اضافة الى القدس، في عملية مستمرة بلا ادنى توقف. ان من المسلم به قانونيا؛ لا يمكن لمجلس الامن الدولي الحالي او الذي سوف مستقبلا يحل محله، او اي دولة عظمى او كبرى، أو اي دولة في الأسرة الدولية؛ ان تعترف رسميا بهذا الضم، حتى الامم المتحدة لا يمكنها ان تعترف بهذا الضم؛ لأنه يتعارض تماما مع القرارات الدولية ذات الصلة، والتي تؤكد جميعها على حق الفلسطينيين بدولة لهم ذات سيادة كاملة على الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، اي على كامل الارض الفلسطينية التي احتلتها اسرائيل في حرب عام 1967أو كما يروق للصهاينة بتسميتها بحرب الايام الستة غرورا وتبجحا. في المقابل ومهما طال زمن نضال الفلسطينيين في استعادة حقهم في ارضهم؛ فانهم في نهاية المطاف سوف ينتزعون هذا الحق؛ انتزاعا من فم الغول الاسرائيلي، بتواصل دك رأسه على صخرة النضال والصمود. ان الزمن يعمل لصالح هذا النضال وليس لصالح مشاريع الكيان الصهيوني في تهويد القدس وفي ابتلاع اكبر مساحة ممكنة من الضفة الغربية.. رغم قسوة المعاناة الفلسطينية في ظل الاحتلال الاسرائيلي او الاصح واقعيا في ظل احتلال هذا الكيان الصهيوني المسخ الذي يعاني من ازمة نمو ديموغرافي رغم الهجرة الى الكيان الصهيوني، بالقياس للنمو الديموغرافي الفلسطيني رغم التشريد والتهجير، وسوف يعاني اكثر واكثر مع تقادم الزمن. هذا اولا وثانيا الخلخلة في النسيج المجتمعي داخل اسرائيل، بالإضافة الى عوامل اخرى. ان مسؤولي اسرائيل يدركون كل هذا، وهم يحسبون لهذه التطورات المستقبلية حسابها، وعلى وجه الخصوص في السنوات الأخيرة، او للدقة في تحديد الزمن؛ هو الزمن في العقدين الأخيرين. ان المتابع للتطورات والتغييرات والتحولات في المنطقة العربية وفي جوار المنطقة العربية وفي المجال الدولي؛ التي تُحدَث في الوقت الحاضر وايضا قبل هذا الوقت او الزمن بأكثر من عقدين؛ يلاحظ بوضوح تمام؛ ان هناك في الأكمة العربية وفي جوارها وفي الفضاءات الدولية وحتى في الداخل الفلسطيني( السلطة الفلسطينية)؛ ان امرا ما يخطط له في الظلام يعني قضية فلسطين الدولة المرتقبة والشعب، وهذه او هذا المخطط هو وبكل تأكيد بالضد من مصالح فلسطين الارض والشعب. إنما اقول بقناعة تمامة وراسخة رسوخا كاملا ومستقرا في الذهن والنفس؛ انها سوف تفشل فشلا كاملا؛ لسبب واضح جدا في الميدان وقد ترجم عمليا وواقعيا خلال اكثر من ثلاثة ارباع القرن الذي شهدت كل سنواته الكثير من التآمر على قضية هذا الشعب المقاوم، ولم يركع ولم يساوم ولم يهادن على الرغم من القسوة والظلم الذي تعرض له ولم يزل حتى الآن يتعرض له. عراب الكيان الصهيوني الامريكي وحاميه وداعمه بكل انواع القوة والقدرة، والتغطية عليه وعلى اعماله الإجرامية والعنصرية البغيضة بحق الشعب الفلسطيني؛ اعلاميا وفي المحافل الدولية؛ يدرك هذا العراب الامريكي؛ ان من المستحيل حسب مقتضيات القانون الدولي؛ ان تنجح اسرائيل او الاحتلال الاسرائيلي بتصفية القضية الفلسطينية قانونيا، وابتلاع الجزء الاكبر من الضفة الغربية والقدس. عليه فان طريق الكيان الصهيوني هذا محكوما علية مسبقا بالفشل قانونيا واقصد هنا هو؛ طبقا لشروط ومحددات القانون الدولي. انه طريقا مسدود في جميع الظروف والاحوال الا في الاحوال والظروف التالية، التي تعمل على تهيئتها، امريكا والكيان الصهيوني وغيرهما..:-

اولا:- التطبيع سواء المعلن بصورة رسمية او الذي يدور الحوار حوله في السر. هذا التطبيع مهما قيل عنه، أو من الشروط السياسية التي من اهمها وابرزها هو اقامة دولة فلسطين بسيادة كاملة على الضفة والقطاع والقدس الشرقية التي تفرضها الدولة العربية المطبعة على دولة الاحتلال الاسرائيلي؛ لا يختلف قيد شعرة عن اتفاقات اوسلو التي تم اهمالها ولم يعد لها وجود فعلي وفاعل في اتجاه مسار حل الدولتين. ان اخطر ما تتعرض له القضية الفلسطينية؛ هو التطبيع لجهة البعد الاستراتيجي لهذا التطبيع، بفعل ما يصاحب هذا التطبيع من شراكات سواء السرية او المعلنة في حقول الاقتصاد والتجارة وغيرهما.

ثانيا:- شق الصف الفلسطيني ومحاولة دق اسفين بين الفصائل الفلسطينية المناضلة او المجاهدة على حد سواء. وايضا العمل بصورة او بأخرى على عزل القطاع عن الضفة الغربية، وحصار الشعب الفلسطيني في قطاع غزة الذي حول بفعل هذا العزل والحصار الى سجن كبير. وهي محاولة اسرائيلية لتأجيج فلسطينيو القطاع ضد الفصائل المقاومة. لكن هذا الحصار فشل في هذا، اي في تحقيق هذا الهدف الاسرائيلي؛ فالشعب الفلسطيني ملتف التفافا كاملا حول قيادات الفصائل المقاومة.

ثالثا: التنسيق الامني بين دولة الاحتلال الاسرائيلي وقيادة الامن الوقائي الفلسطيني؛ لصالح اسرائيل وضد الفصائل المقاومة. كما جرى مؤخرا في اعتقال عدد من المناضلين والمقاومين الفلسطينيين في مخيم جنين وفي مدينة جنين وفي امكنة اخرى في الضفة الغربية، بحجة ضبط الامن وابعاد الحرب الاهلية، وهي حجة واهية لا تصمد امام الواقع.

رابعا:- مشاريع طرق المواصلات سواء البرية منها او سكك الحديد، والتي يشكل فيها الكيان الصهيوني ممرا او مرسى لهما. ان الغاية هنا هي دمج الكيان الصهيوني مع المحيط العربي ومع ايضا جوار المحيط العربي؛ بما يترتب على هذا من جعل الكيان الصهيوني مركزا اقتصاديا وتجاريا وصناعيا بما فيها الصناعة العسكرية.

خامسا:- حسب التسريبات الاعلامية وغيرها، التي تتداولها الصحافة بين الفينة والفينة الأخرى؛ من ان هناك مشاريع بديلة لحل الدولتين او ان حل الدولتين يتم على صورة الحكم الذاتي على ما سوف يظل تحت السلطة الفلسطينية من الضفة الغربية واضافة الى قطاع غزة، او شكل قريب جدا من صيغة الحكم الذاتي لدولة مصغرة جدا منزوع السلاح، وامور سيادية اخرى. هذا جانب وهناك جانب اخر للحل البديل لحل الدولتين، حسب تلك التسريبات التي تناولتها الصحافة الغربية، اضافة الى الصحافة الاسرائيلية قبل سنوات؛ ان تكون دولة فلسطين فقط على قطاع غزة مع اقتطاع جزء من ارض سيناء والحقها بالقطاع ليشكل منهما دولة فلسطين، أو في مكان اخر من تلك التسريبات؛ ان يتم تشكيل الدولة الفلسطينية على قطاع غزة وجزء من بحر غزة بعد طمر هذا الجزء، واقامة مطار عليه ليكون بوابة الدولة الفلسطينية الى العالم.

سادسا:- ما يجري وما جرى في دول ما سمي بالربيع العربي؛ من اعادة صياغة انظمة الحكم، اضافة الى ما تعلق بجغرافية هذا الدول من تشظي وتفتيت تمهيدا؛ لإعادة تشكيلها جغرافيا واداريا؛ بالصورة او بالشكل الذي يضعف قرارها المستقل وسيادتها. ان هذا هو ايضا يرتبط ارتباطا عضويا بأنهاء حل الدولتين بحل بديل..

سابعا:- العمل على تغيير بعض انظمة جوار المنطقة العربية( ايران)، الداعمة والمساندة بالسلاح والتدريب والاعلام للمقاومة الفلسطينية، او العمل بالضغط الاقتصادي على اجبار البعض الأخر، من انظمة جوار المنطقة العربية( تركيا) على تغير سياستها الداعمة للمقاومة الفلسطينية، او التخفيف منها. ان جميع هذا الذي يحدث سواء في الوقت الحاضر او في السنوات السابقة؛ هو لتهيئة البيئة السياسية والاقتصادية والتجارية وما اليهما؛ لتجسيد فعليا ما اوردته التسريبات في خامسا.

ثامنا:- لتنفيذ سياسة دولة الاحتلال الاسرائيلي في ضم اكثر من 60% او ربما ان الصحيح هو ضم كامل الضفة الغربية الى دولة الاحتلال الاسرائيلي؛ ما قامت به اسرائيل مؤخرا في ظل الحكومة الاسرائيلية الحالية؛ بتعين وزير اسرائيلي مدني ضمن وزارة الدفاع الاسرائيلية، مهمته تولي الاشراف على الحياة المدنية لسكان المستوطنات من اليهود. بينما وفي الوقت ذاته بقاء سيطرة الجيش الاسرائيلي على المناطق الفلسطينية. ان هذه السياسية هي مقدمة لضم دولة الاحتلال الاسرائيلي للضفة الغربية.

تاسعا:- ما يجري من مؤتمرات لمعالجة القضية الفلسطينية في القاهرة وفي انقرة وفي شرم الشيخ وفي واشنطن؛ تثير الكثير من علامات الاستفهام والشكوك عن ما يدور فيها او عن ما دار فيها في الذ ي خص القضية الفلسطينية. بسبب من انها لا تخرج بمخرجات واضحة، بل انها او ان مخارجها تلفوه الضبابية. ان هذا؛ يؤكد ان هناك مخطط ما؛ هو ربما بالضد من تطلعات الشعب العربي الفلسطيني وقواه الحية والمناضلة والمجاهدة. خصوصا وان الدول سواء العربية او غيرها واقصد هنا هو تركيا؛ فهي دول مطبعة مع دولة الاحتلال الاسرائيلي، واعني بها الدول العربية، اما تركيا فهي في السنوات الأخيرة بدأت هي من تركض وراء دولة الاحتلال الاسرائيلي لإعادة العلاقة معها، لتأسيس شراكة معها. رجب طيب اردوغان الرئيس التركي قال مؤخرا في وصف علاقة بلاده مع اسرائيل؛ ان تعزيز العلاقة بين تركيا ودولة الاحتلال الاسرائيلي سوف يساهم في امن المنطقة تنميتها وارساء السلام والاستقرار فيها. ان مجمل هذه المؤتمرات والتحركات تثير الريبة والشك..

في الختام اقول ان للشعب العربي والشعب العربي الفلسطيني في نهاية المطاف لهما كلمتهما؛ التي تطلقها افواه المناضلين العرب والفلسطينيين في وجه دولة الاحتلال الاسرائيلي وفي وجه كل طاغية ظالم ومستبد.

***

مزهر جبر الساعدي

مفردات: إنچسح، أنگر،إويليه، يصمد، چبشة، إيصوصي، باوع، باچة، بارية، بخش، إيصوصي، باچة، باگ، بالعجل. بالقير، بتول، بخش، بذرة:

تذكير مكرر: ولتسهيل قراءة قوائم المفردات، سأكتب المفردة أولا كما تلفظ في اللهجة العراقية، ثم علامة مساواة وبعدها لفظ المفردة في المندائية كما ذكره المؤلف بين قوسين كبيرين، ثم معناها في المندائية أو اللهجة العراقية، ثم أختم الفقرة بتعليقاتي أو استدراكاتي عليها مع التوثيق التأثيلي من المعاجم على كونها عربية وحسب ترتيب ورود هذه المفردات في الكتاب المذكور:

40- إنچسح/ إنكسح =(كسا) وتعني في المندائية يخفي، يغيب، والأقرب هو معناها العربي من الفعل كسح في زنة "انفعل". نقرأ في المعجم الوسيط (كسَح الشَّيءَ كنَسه، أزاله، أذهبه، قطَعه: كسَح البيتَ، - كسَحتِ الرِّيحُ الورقَ، - كسحتِ الرِّيحُ الأرضَ: قشرت عنها التُّرابَ، - كسح الحلاقُ أرضَ دكانه).

41-أنگر =(أگارا) عقد شدة ربطة. وهذه الكلمة من الكلمات السومرية والبابلية التي وردت في كتاب طه باقر "تراثنا اللغوي القديم"، وتعني أنجر السفينة وهو الأداة الحديدية المربوطة بحبل التي تلقى في الماء لتثبيت السفينة.

42-إهيَ =(إهي) تعني في المندائية هي، إنها. ومعناها في اللهجة العراقية "هاهي" للإشاراة إلى الشيء واللفظة مدغمة كما يُلاحظ من هاهي.

43- إويليه =(والاي) وتعني في المندائية واأسفي. وكلمة ياولي العربية أقرب وهي موجودة بهذا اللفظ أو ماهو قريب منه في لهجات مصر والشام (أولي).

44- إيجبش وچبشة = (كبش) يكبس يضغط يرص في المندائية. علما أن هناك فعل عربي هو "كَبَشَ" قد يكون ذا علاقة بهذه المفردة ويعني (كَبَشَ الشَّيْءَ: تَنَاوَلَهُ بِجُمْعِ يَدِهِ/ معجم المعاني)، أو أنها كبس وحدث فيها إبدال بين السين والشين وهو عادة ما يحدث في اللغات الجزيرية "السامية".

45-إيد=(إيد) ومعناها في المندائية يد. وهذا تخريج غريب حقا لا يربط بين يد العربية ويْد العامية لأن الحرف الأول منها ساكن! ثم ماذا نقول عن لفظها بهذا اللفظ في مصر والشام والجزيرة وماذا نقول لأم كلثوم وهي تغني (حطيت على القلب إيدي وأنا بودع وحيدي)؟ هل هم يتكلمون بكلمات من اللغة المندائية أيضا؟ هذه مبالغة لا علاقة لها بعلم التأثيل اللغوي (إيتيمولوجيا)!

46- إيديات جمع إيد =(إيدياتا): الملاحظة السابقة نفسها تقال هنا.

47-إيصمد=(صمد) وتعني بالمندائية يضم يخزن يحزم يربط. وفي العامية العراقية تعني يكنز النقود ويخزنها، وربما كانت لها علاقة بالفعل العربي صَمَدَ ونقرأ عنه في أحد معانيه (صَمَدَ القارُورةَ ونحوها: سَدَّها بالسِّداد. وصِمَادٌ: سِدادُ القارورَةِ، أو عِفاصُها، وقد صَمَدَها).

48- إيصوصي =(صويا) وتعني في المندائية قفر خواء صحراء. وهناك معنى آخر لها في العامية هو صوت الدجاجة أو فراخها وربما كانت له علاقة بصِيصَانَ الدَّجَاجَة: أَفْرَاخهَا، فِراخها. أما لفظها في المندائية "صويا" فبعيد عن لفظها في العامية العراقية بعدا ملحوظا "يصوصي".

49-إب=(إب) الحرف الثاني في اللغة المندائية. وهو ذلك في اللغة العربية "باء" ولا مدعاة بالتالي لزجه في الموضوع.

50-باوع = ويربط المؤلف بينها وبين يباوي والربط ضعيف قياساً إلى المعنى في اللهجة العراقية بمعنى ينظر. وقد فوجئتُ بأن الكلمة موجودة في اللهجة الجزائرية بالمعنى نفسه فهل هي من بقايا لهجة عربية قديمة؟ وأقول فوجئت لأنني عشت في هذا البلد ست سنوات ولم أسمعها على ألسنة الناس في منطقة الجزائر الوسطى، وربما كانت تقال في مناطق أخرى. يقولون في الجزائر (باوع مليح وش نعمل بيدّيّا: أي أنظر جيدا ما أفعل بيديَّ).

51- باچة =(باشلا) وتعني في المندائية نضوج، طبخة وهو معنى بعيد عن معنها في اللهجة العراقية والخليجية وهي رأس الخروف المطبوخ. والكلمة كما أعتقد تركية (Başa) وفارسية لأن كلمة باشا تعني في اللغتين الرأس والقمة ومن مشتقاتها أو استعمالاتها رتبة الباشوية "باشا".

52-بارية =(بوريا) حصير مصنوع من القصب. الكلمة أكدية تلفظ "بورو" وهي عربية أيضا وكثيرة الورود في النثر التراثي والفقهي رغم عدم تأثيلها في المعاجم القديمة. ذكرتُ مثالين على ورودها في التراث في كتابي "الحضور الأكدي والآرامي والعربي الفصيح في لهجات العراق والشام": نقرأ في "عقدة الصابرين" (فجعل يحمد الله ويثنى عليه حتى لم يكن له فراش إلا بارية).  في "البداية والنهاية لابن كثير" (وقعة درب الحجارة كانت لأصحاب الأمين، قتل فيها خلق من أصحاب طاهر، كان الرجل من العيَّارين والحرافشة من البغاددة يأتي عريانا ومعه بارية مقيرة ... (أغلب ظني إن العيار البغدادي المذكور كان يستعمل بارية مقيرة كزورق أو طوف على النهر / ع ل).

53- باگ =(بقا) وتعني في المندائية يبحث يفتش. والمعنى المندائي بعيد عن العراقي حيث تعني سرق. وربما وجدت في لغة جزيرية أخرى ولم أطلع عليها.

54-بالعَجَل=(إبلگال) وتعني في المندائية بسرعة وفورا. والكلمة عربية فصحى مجرورة بالباء نقرأ في معجم المعاني (عجَّل فلانًا استعجله، أعجله، تعجَّله؛ حثَّه على الإسراع -عجَّل الأبُ ولدَه في المذاكرة - عجِّلْ في سيرِك).

55- بالقير =(قريا) تعني في المندائية الحظ العاثر والبلاء والنكبة وهي معاني بعيدة عن المراد العراقي والتي تعني (إلى قير) وأحيانا يضيفون إليها (وبئس المصير). وفي المعجم (قِيرُ وقارُ: شيءٌ أسْودُ يُطْلَى به السُّفُنُ والإِبِلُ، أو هُما الزِّفْتُ). ويذكر المؤلف ذلك ولكنه ينكره ويكابر فيرجح النسبة الى النكبة والبلاء وهذا تخريج غير صحيح ومتعسف.

56-بت=(فت) وتعني ابنة وبنت. والأقرب هي إلى العربية بنت كما تلفظ في اللهجات العربية المصرية والشامية وفي الجزيرة والخليج وليس في العراق فقط، أما هذا التخريج الذي يقول به المؤلف بإحالتها الى "فت" المندائية هو من التعسف التأثيلي والمبالغات الشعبية اللاعلمية.

57- بتول =(فتول) وتعني في المندائية بتول. والكلمة عربية فصحى نقرأ عنها في المعجم الغني نقرأ: [ب ت ل]. (صيغة فَعول لِلْمُبَالَغَةِ). عُرِفَتْ مَرْيَمُ العَذْرَاءُ باسْمِ البَتولِ: أَي العَذْراءُ. وَهُوَ مِنَ الأسْماءِ الَّتِي تُطْلَقُ عَلَى النِّسَاءِ؛ كَما يَعْنِي الْمَرْأةَ الْمُنْقَطِعَةَ عَنِ الزَّوَاجِ. وفي معجم الوسيط نقرأ (البتول من النِّسَاء الْعَذْرَاء المنقطعة عَن الزواج إِلَى الله).

58- بخش =(بخش) حفر نبش في المندائية. والكلمة عربية وردت في معجم محيط المحيط (بَخَش: ثقب، نقب، خرق، حفر).

59- ومثلها يبخش.

60-بذرة =(بـ +زر) وتعني بذرة. الكلمة عربية، والمؤلف يعرف ذلك، ولكنه يكتب (وما يجلب الانتباه والتمييز حقا أن استخدام اللغة العربية لكلمة بذرة ماهو في الأساس إلا تأسيس على كلمة بزرا في اللغة المندائية). وهذا تخريج خاطئ، والصحيح ان بذرة وبزرة لغة (لهجة) فيها، وكلاهما عربية. أما في المندائية فهما حرف الباء ثم "زر". أما في معجم "لسان العرب" لابن منظور فنقرأ (هُوَ مَا عُزِلَ مِنَ الْحُبُوبِ لِلزَّرْعِ وَالزِّرَاعَةِ، وَقِيلَ: الْبَذْرُ جَمِيعُ النَّبَاتِ إِذَا طَلَعَ مِنَ الْأَرْضِ فَنَجَمَ، وَقِيلَ: هُوَ أَنْ يَتَلَوَّ نَ بِلَوْنٍ أَوْ تُعْرَفَ وُجُوهُهُ، وَالْجَمْعُ بُذُورٌ وَبِذَارٌ. وَالْبَذْرُ: مَصْدَرُ بَذَرْتُ، وَهُوَ عَلَى مَعْنَى قَوْلِكَ نَثَرْتُ الْحَبَّ). يتبع

***

علاء اللامي

هل شاهدت مثلي مقطع فيديو لمعلم في مدينة الناصرية يستخدم كارتونة لتخفيف الحرارة عن الطلبة أثناء امتحاناتهم بسبب انقطاع التيار الكهربائي، شاهدنا المعلم وهو يتنقل بين الطلبة يحاول أن يرطب الأجواء الحارة ويساعدهم على إكمال امتحاناتهم؟..

مقطع الفيديو الذي لا يتجاوز الدقيقة حصد آلاف المشاهدات، وحصد المعلم بسببه توبيخاً وعقوبة من وزارة التربية وتشكيل لجنة تحقيقية تبحث عن أسباب وجود هذه الكارتونة في الصف الدراسي، وهل هناك نماذج أخرى منها؟، حظي الأستاذ الحريص والمحب لطلبته بإعجاب آلاف العراقيين، فيما سخر المسؤولون في وزارة التربية من الفيديو واعتبروه يسيء للعملية التربوية التي تحظى باهتمام العالم، حتى أننا في طريقنا لنتفوق على كوريا الجنوبية وسنغافورة واليابان ونحصد المراتب الأولى في جودة التعليم، لكن، وآه من لكن، هاهي الإمبريالية اللعينة ومعها هذا المعلم "المدسوس" يتآمرون على بلاد الرافدين ويضعون العراق في مؤخرة الدول في مجال التعليم والتربية، فيما المسألة كلها كانت اختباراً لتحمل الطلاب كما أخبرنا أحد أعضاء اللجنة التحقيقية وهو يقول للمعلم: "هذول عراقيين لازم يتعلمون على الحر".

المؤامرة التي قادها المعلم مرتضى هدفها، بالتأكيد، الاستهانة بجهود كوكبة من العلماء الذين أداروا وزارة التربية والتعليم في العراق منذ تولي خضير الخزاعي وزارة التربية، ومروراً بفلاح السوداني ومحمد تميم، فبجهودهم استطعنا أن "نرفس" التصنيفات الدولية، فنحن أمة علمت العالم الكتابة والقوانين، واليوم تعلم البشرية كيف يصبح السياسي مليونيراً في سبع دقائق. وكيف يتمكن "نكرة" مثل نور زهير أن "يلفلف" مليارات الدولارات الحكومية في وضح النهار.

أخطاء تكاثرت حتى أصبحنا لا نفرق بين التربية باعتبارها منهجاً في تنشئة الأجيال الجديدة وبين الأجندات السياسية والحزبية التي تريد أن تحول هذا القطاع إلى ساحة صراع سياسي وطائفي. ولعل من أسوأ الأفعال التي تعرض لها التعليم في العراق في السنوات الماضية هو ربطه بالمحاصصة الطائفية، وأزعم أن في هذا الفعل إهانة بالغة لقيمة التعلم في الحياة، بحيث يتحول معها التعليم من غاية نبيلة وهدف إنساني جليل يتعلق بنهضة المجتمع، إلى مجرد وسيلة يتخذها السياسيون لتنفيذ أجندات طائفية، فتحولت المدارس والجامعات إلى ساحات لممارسة أنواع الدجل والسخرية من أي قيمة معرفية وتحول التعليم من نور لإضاءة العقول إلى "تعتيم" يراد به جر المجتمع إلى عصور التخلف، غير أن قائمة "التعتيم" في حياتنا لم تتوقف عند التربية والتعليم، فقد تحولنا في كل المجالات إلى أمة بلا مشروع حقيقي للنهضة، لأن مسؤولينانا الأشاوس مصرون على إهدار عناصر التنمية الحقيقية في مشاحنات ومنازعات مصلحية، لنصبح بلاداً بلا تعليم محترم، ولا صناعة، ولا زراعة، أما السياسة فكما ترون أصبحنا نستورد الحلول .

***

علي حسين

ان احد اهم المغالطات التي وقع فيها المسلمون على طول خط التاريخ هي جعل كلمات الدعاء علةً للإجابة وبديلا للعمل لذلك تجد أن من يحتلون منابر الوعظ يُعلمون الناس من الدعاء الطريقة والكيفية وعدد الكلمات وكم مرة يجب أن تُسبح الله وكم مرة تُحَّمده وكيف ترفع يدك وبأي يد تطلب حاجتك وغير ذلك مما اهلكونا به مما لايقع في علة الإجابة والحقيقة ان العمل بما يُرضي الله هو علة إجابة الدعاء

صلاة الاستسقاء مثالا

كثيرا ما تصادفني هذه العباره من المتهكمين على المسلمين وهم محقين في ذلك بصرف النظر عن نواياهم (المسلمون يصلون صلاة الاستسقاء ويستوردون القمح من دول الكفر) وهذه حقيقة واقعية لايمكن الجدال فيها ، لاحظ قارئي العزيز كيف ساهم الخطاب الديني العاجز في جعل علة صلاة الاستسقاء في إقامتها !! مما جعل الناس لايقومون بما عليهم في العمل والإبداع واستخدام الادوات والموارد المتاحة لدعم الزراعة بينما في الواقع أن علة صلاة الاستسقاء هي فقدان الموارد أو أنها غير متاحة لأسباب خارجة عن إرادة الجماعة ..

العراق مثالا

لماذا سيستجيب الله لصلاة تدعوه أن ينزل المطر على العراق والبلد فيه نهرين يذهب ماؤهما إلى البحر ونحن نتفرج ولانفعل شيئا منذ لا ادري كم من السنين فضلا عن المياه الجوفية التي جعلها الله تعالى احتياطيا استراتيجيا لإدارة الزراعة والري، ان الله لن يستبدل عجزك أو تقصيرك بالدعاء وانما يستبدل حرمانك منالموارد بالدعاء

***

فاضل الجاروش

مفردات: إمداور، إمدنفش، مربرب، إمزهلل، إمسودن، إمصنگر، إمصوفر، إمطعطع- إمطنب، إمعوج، إمكسرات، إمكشر، إمگمر، إمگيل، إمنينلي وامنينلك، إمنين، إمهيلة، إمية:

تذكير مكرر: لتسهيل قراءة قوائم المفردات أدناه، سأكتب المفردة أولا كما تلفظ في اللهجة العراقية، ثم علامة مساواة وبعدها لفظ المفردة في المندائية كما ذكره المؤلف بين قوسين كبيرين، ثم معناها في المندائية أو اللهجة العراقية، ثم أختم الفقرة بتعليقاتي أو استدراكاتي عليها مع التوثيق التأثيلي من المعاجم لتأكيد كونها عربية وحسب ترتيب ورود هذه المفردات في الكتاب المذكور:

21- إمداور =(ادياور) مساعدة، في المندائية، ثم وكأن المؤلف شعر بالحرج من كون الكلمة عربية الجذر الثلاثي ومعروفة وكثيرة الاستعمال فقد استرك وقال في شرحها (ليس القصد بكلمة إمداور أو يدور عليهما ويكون متبادلا بينهما بل القصد هو التعاون بين القائمين على العمل)، والكلمة عربية من جذر "د و ر" وتعني المداورة والمبادلة بين القائمين على العمل كنوع من التعاون والمشاركة بالدور.

22- إمدنفش = (نفش) ممتلئ سمين في المندائية / وهي عربية فصحى أيضا. نقرأ في معجم المعاني: نَفَّشْتُ، أُنَفِّشُ، نَفِّشْ، مصدر تَنْفِيشٌ: نَفَّشَ الصُّوفَ: شَقَّهُ، فَرَّقَهُ، نَفَشَهُ.

23- مربرب =(ربا) يكبر وينمو في المندائية. والكلمة ذات جذر عربي إذا كانت "ربا –ربو" بمعنى نما ينمو، نقرأ في المعجم: ربا الشيءُ ربا رَبْواً، ورُبُوّاً: نما وزاد في التنزيل العزيز: الحج آية 5وَتَرَى الأرْضَ هَامِدَةً فَإذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهتَزَّتْ ورَبَتْ). أما بلفظ مربرب ومربب فهي أيضا عربية وجذرها ربب ويعني في المعجم "رَبَّبَ الوَلَدَ: تَعَهَّدَهُ بِمَا يُغَذِّيهِ". والكلمة مستعملة في أكثر من بلد عربي. نقرأ في صفحة مجمع اللغة الافتراضي (مربرب صفة للإنسان أو الحيوان الغض المائل إلى السُّمنة، والأنثى: مربربة، وهي صفة جمال عند بعضهم، شائعة كثيرا في زمانا، ورأينا رينهارت دوزي، يتحدث عنها في كتابه "تكملة المعاجم العربية/ تر: د. محمد سليم النعيمي" نقلا عن بوشر ومقتبساً - أي بوشر- عن ألف ليلة وليلة). كما وردت وفي مطلع قصيدة طويلة للشاعر ابن الحداد القيسي الأندلسي:

أَرَبْرَبٌ بالكثيبِ الفَرْدِ أم نَشَأُ ............. ومُعْصِرٌ في اللِّثام الوَرْدِ أم رَشَأُ

24- إمزهلل=(زهل) ينظف يلمع يطهر في المندائية. والكلمة عربية قديمة وفعلها زهلل ويعني لمع وتألق ومزهلل مشتق منه.. قال الشاعر الجاهلي تميم بن مقبل:

كأَنَّ ضَحْكَتَها يوماً إِذَا ابْتَسَمَتْ …............. بَرْقٌ سَحَائِبُهُ غُرٌّ زَهَالِيلُ

والزهلول هي الأفعى ملساء ذات عرف، قال ذو الرمة:

وأرواحِ خرقٍ نازحٍ جزعتْ بنا ….............. زهاليلُ ترمي غولَ كلِّ نجادِ

25- إمسودن = (شدن) يجن في المندائية. ويعترض المؤلف على تخريج للشيخ جلال الحنفي الذي قال فيه أن كلمة مسودن أي مجنون ربما جاءت من الإصابة بالسوداء ويصفه بأنه تخريج بعيد! والحقيقة أن المسودن والتي تعني في اللغة العربية "مرض نفساني يؤدي إلى فساد الفكر في حزن هي متلازمة اكتئابية محددة تتمثل بحالة مزاج سوداوية ودرجة من الحزن العميق والأسى وفقدان الأمل أي المنخوليا الاكتئابية" أقرب إلى السودة أو السوداء منها إلى "شدن/ إمشدَّن "المندائية" كما يقول المنطق والتحليل اللغوي.

26- إمصنگر =(سنگارا) المغالي المفتري المدعي في المندائية. نظرا لبعد المعنى المندائي عن معنى الكلمة في اللهجة العراقية أعتقد أن هذا التخريج ضعيف، فمعنى الكلمة في العامية العراقية هو الواقف على مرتفع أو على شيء مرتفع كالصقر، والأصح من هذا التخريج ربما هو أن الكلمة مشتقه على سبيل التشبيه من اسم الصقر أي أنه موكر (وكَّرَ الطَّائِرُ: اتَّخذَ وكْراً، اتَّخذ عُشّاً يبيض فيه ويُفْرِخ)، على مرتفع كالصقر.

27- إمصوفر=(سفر) في المندائية يتفجع يندب. وهي كلمة ذات جذر عربي واضح مصوفر أي أصبح وجهه أصفرَ. وهذا ما يؤيده شرح المؤلف حيث يقول: يقال للشخص الذي تظهر عليه علامات الكدر. ثم يستدرك مخافة ضياع مندائية الكلمة فيقول (ويظهر أن الكلمة لا تتعلق باللون رغم أن الذبول وشحوب الوجه يسحب إلى الصفرة، ولكن الفعل في المندائية يمكن ان ينسحب أيضا على استخدام الكلمة) ومؤسف حقا هذا النوع من الاستدراكات الملتوية في ميدان علمي منهجي، فالكلمة مصوفر تحيل إلى صفرة الوجه والصفرة لون، هذا هو الجذر والأساس ولو سألت أي شخص عراقي أو عربي عن معنى عبارة " وجهه مصوفر" لقال وجهه أصفر ولا علاقة لها بكلمة "سفر" المندائية التي تعني (يتفجع ويندب) كما ذكر المؤلف!

28- إمطعطع =(طاا) ومعناها في الآرامية ينحرف يزل يخطئ. والطعطعة موجودة في المعاجم العربية ولكن بمعنى بعيد هو "حكاية صوت اللسان إذا لصق بالغار الأعلى عند اللطع أو التمطق من طيب الشيء تأكله"، والأرجح أن الكلمة كما يفيد معنها آتية من مطأطئ والفعل طأطأ رأسه. والإبدال بين العين والهمزة وبالعكس موجودة في اللغة العربية والعامية كثيرا كما مر بنا في مقدمة هذه الدراسة وسميناه "عنعة تميم" فتلفظ كلمة القرآن القرعان، والسؤال السوعال.

29- إمطنب =(طنبا) ومعناها في المندائية حزن، كدر. وهذا معنى بعيد عن معناها في العامية والتي تعني واجم صامت لا يأتي بحركة غضبا أو حزنا أو ما ماثل ذلك والأرجح انها اشتقاق من الفعل طنب والإطناب هو الشد بحبل يُشَدُّ به الخِباء والسُّرادق ونحوهما فيظهر ثابتا منتصبا لا يتحرك. وقد ذكر المؤلف هذا الشرح للعبة "الطنب" ولكنه لم يأخذ به لأنه اعتبره بعيدا عما يريد.

30- إمعوج =(هوش) وفي المندائية تعني ألم ومعاناة، اللفظ المقابل المنادئي بعيد عن لفظ معوِّج، بالجيم غير المعطشة والمنقلبة عن القاف كما في قولهم (مْطلّج أي مُطلِّق) والتي هي على الأرجح من معوِّق وفعلها عاق التي تأتي في المعاجم بمعنى عاقه المرض نقرأ في معجم المعاني (عاقَ يَعوق، عُقْ، عَوْقًا، فهو عائق، والمفعول مَعُوق: عاقه المرضُ عن السَّفر منعه منه، شغله وأخَّره عنه).

31- إمفرع = (فرا) وتعني في المندائية يشوه يفسد ويخل بالترتيب وهذا المعنى بعيد جدا عن معنى الكلمة في اللهجة العراقية وهو حاسر الرأس. وربما وجد أصلها في لهجة عربية أو لغة جزيرية "سامية" أخرى.

32- إمكسرات= (كصر) وتعني في المندائية ينقص يخسر ولفظها ومعناها بعيدان عن اللفظ والمعنى العراقيين. فمعناها هنا؛ الأعمال الصغيرة غير اللائقة والدناءات والأقرب إلى أن تفسر بمعناها الشائع في الفعل كسر ومكسرات والتي تعني في ما تعني الأشياء الصغيرة غير الصالحة والممجوجة.

33- إمكشر =(كشرا) ومعناها في المندائية هو يرضي ويكون سارا، وهو بعيد عن معناها العراقي والعربي وهو كشر وأظهر أسنانه ضحكا أو غضبا. نقرأ في معجم المعاني معناها (كشر: عن أسنانه: أبداها وكشف عنها، وكثيرا ما يكون ذلك عند الضحك. وكشر الحيوان عن نابه: عبس وصات للصيد أو القتال).

34- إمگمر = ( گمرا) ومعناها في المندائية كمال وتمام، وينفي المؤلف أن تكون الكلمة مشتقة من القمر لأن القمر عنده (لا يعتمد لوصف الرجال كما انه وصف للجمال والحسن) وهذا كلام غريب حقا ينسى صاحبه القول الشائع "كالقمر في تمامه وكماله" وغير ذلك.

35- إمگيل = (گالا) هي الوسخ والقذارة في المندائية، وهو معنى بعيد عن معناها العراقي حيث تقال غالبا عن الجاموس أو أي حيوان حين يقيل في مياه الأهوار الآسنة طلبا للبرودة والاسترخاء والفعل يقيل عربي يعني يأخذ قيلولة. والقيلولة هي: النوم نصف النهار، قال الفيومي في المصباح المنير: قال يقيل قيلاً وقيلولة: نام نصف النهار.

36- إمنينلي وامنينلك (إمنيل) = اللفظ واضح ولا يحتاج إلى كثير كلام أن هذه العبارة هي إدغام عادي لجملة " من أين لي/ من أين لك" وقد كتبت على الطريقة الشعبية شبه الأمية. نلاحظ هنا أن المؤلف يكتب بعض العبارات بالطريقة الصوتية البدائية وليس بطريقة العلمية التي توضحها لغير العراقيين وتقترب بها من منطوقها العربي فهو يكتبها "منيلي وامنيلك" وليس "مين لي، ومين لك"!

37- إمنين =(إمنا) من أين. الملاحظة السابقة 36.

38- إمهيلة =(مهيلا) ضعف، نحف. ومعناها في اللهجة العراقية وكما يسجل المؤلف نفسه (سفينة صغيرة تستعمل للصيد والتنقل السريع في الأهوار) ولكنها ليست صغيرة جدا كما يقول المؤلف حيث نقرأ في تعريفها (تعد (امهيلة) أكبر القوارب في مناطق البصرة وشط العرب وطولها بين العشرة إلى الخمسة وعشرين مترا وتستخدم للنقل في منطقة الخليج وصولا إلى الامارات وعمان/ مقالة لباسم عبد الحميد حمودي). وربما اخذت اسمها من المهل لأنها بطيئة تبحر على مهلها.

39- إمية =(اميا) ماء والفرق ليس كبيرا بين تصغير ماء العراقي لماء واللفظ المندائي بل هو في العراقية أقرب إلى الأصل العربي المصغر، وفي صعيد مصر والسودان يصغرون ماء إلى "موية"... يتبع.

***

علاء اللامي

ولع غالبية الخطاب الديني بلغة التهديد، والوعيد والتخويف، والارعاب، والتركيز عليها، فقد أسهبوا في ترويع الناس بتفاصيل عذاب القبر والبرزخ بما لا حجة لهم به، معتمدين على روايات ضعيفة مهجورة، وقصص خيالية من قبيل عظم حجم الحيات والعقارب التي ستنهش لحم من يذنب ذنبا مهما كان صغيرا، وأنه يسلط عليه انواع من العذاب لو سلط على أهل الدنيا لضجوا منه! يحسب هؤلاء أنهم بكثرة تهديدهم ووعيدهم إنما يكرسون الحياة الروحية، ويثرون الحياة الأخلاقية، ولم يدركوا أنهم بذلك إنما يخرجون الله من قلوب الناس ليرسخوا مكانه الكراهيات، ويفشوا فيها التعصبات، وخلق طاعة لله تعالى قائمة على أساس الرعب منه لا محبته، والخوف من قسوته لا رجاء رحمته. نعم الخوف مع الرجاء تشكل احدى الخطوط المتقابلة في نفس الانسان المؤمن، تنظمان مسألة الطاعة له عزّ وجل، ولكنه أي خوف؟ إنه خوف الحب لا خوف الرعب وشتان بينهما، خوف من يحرص أشد الحرص أن لا يشهد منه حبيبه ما يسوؤه، لاخوف من يتوعدك أن يظفر بك وانت في أضعف حالاتك، اعزل لا حول لك ولا قوة، وهو جبار السماوات والأرض، العقل المطلق، والقوي القادر، ليصب عليك جام غضبه فيذيقك أصنافا من العذاب لا تحتمل كما لا تتناسب ومقام الربوبية بما يتحلى به من صفات الرحمة والشفقة واللطف! لكم أن تتصوروا حجم الخوف والقلق الذي يصاب به الكبار فضلا عن الأطفال وهم يستمعون الى هذا الخطاب الترهيبي في سنيهم الأولى، الخطاب الذي يبني فردا خائفا، مترددا في حاضره، ومهزوزا، مهزوما في مستقبله.

ناهيك عما يمارسه بعضهم من تضييق حريّات الناس المباحة إلى حدود قصوى، ما أنزل الله بها من سلطان. لدرجة أن بعضهم اعتبر ان مفهوم الحرية دخيل على الاسلام! متناسين ان ذلك انما يسهم اسهاما مباشرا في تشويه صورة الله الرحمن الرحيم عند المسلم، اضافة إلى تأزيم علاقته بربه، قال تعالى: "قُلْ يا عِبادِيَ الَّذينَ أَسْرَفُوا عَلى‏ أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَميعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحيم‏" الزمر : 53. ورد في الاثر عَنْ الامام عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (ع) قَالَ: " الْفَقِيهُ‏ كُلُ‏ الْفَقِيهِ‏ مَنْ لَمْ يُقَنِّطِ النَّاسَ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ وَلَمْ يُؤْيِسْهُمْ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ وَلَمْ يُؤْمِنْهُمْ مِن

مَكْرِ اللَّه‏."

أنهك هذا الخطاب المفرغ من المعنوية أرواحنا، واستنزف قلوبنا، وعمل على رسم صورة مفزعة لله تؤدي إلى الغرق في القنوط والقلق والخوف، وكأن الإنسان المؤمن في معركة مزمنة مع الله ف( ليست المهمة الأصلية للأديان رسم صورة مرعبة لرب العالمين، وتحويل صورة العالَمَين - الدنيا والآخرة- إلى سجون أبدية ووضع الكائن البشري في قلق متواصل، وزرع الخوف في قلب الإنسان مما سيفضي إليه مصيره في القبر وعذابه، وجحيم العالم الآخر).

اراد الله تعالى ان تكون علاقة المؤمن به مشيدة على أساس من المحبة وحسن الظن "... يُحِبُّهُمْ وَ يُحِبُّونَهُ ..." المائدة: 54. وقوله تعالى: "... وَالَّذينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ ..." البقرة: 165. وعمل ايضا هذا الخطاب المأزوم على تفريغ الدين من قيمه الروحية كمحبة جميع الناس، وحب الخير لهم، والتوق إلى الجمال، والرحمة، والتسامح، ليحل محلها القبح والكراهية والاحقاد والعداوات وسوء الخلق.

يتبع..

***

مضر الحلو

مع ظهور شبكة التواصل الاجتماعي صارت كلمات المؤثرين وصناع المحتوى واليوتبوبرز شائعة ومتداولة لدى المختصين في مجالات الإعلام وعلم الاجتماع وتقام لها الدراسات وتعقد الملتقيات لأن هؤلاء المؤثرين هم القادة الجدد الموجهون للرأي العام والمستحوذون على اهتمامات الشباب فهناك من هؤلاء المؤثرين من استغلوا هذه الوسائل الاجتماعية في صناعة محتوى جاد ونافع فيساهمون في نشر المعرفة وتعليم الناس المهارات وتسليط الأضواء على بعض العادات السلبية لتفاديها وهم في الحقيقة يقومون بدور عظيم وإيجابي في نفع المجتمع والمساهمة في تماسكه ..

أما فئة من المؤثرين صناع محتوى سلبي يخدش الحياء ويحارب القيم وينشر السفاسف والتفاهات هدفه إغراق المجتمع في التسلية والترفيه والاهتمامات الشخصية فماذا يستفيد المتلقي عندما تعرض تلك المؤثرة جسدها وزينتها وحياتها الشخصية من طبخ وسفر وتسوق وشراء ألبسة فاخرة جديدة ؟..

و ماذا يستفيد الشباب من مؤثر  غريب الأطوار  لباسه ممزق وشعره بحلاقة غريبة ، فقد مقومات الرجولة...

إن خطر هؤلاء المؤثرين السلبيين يتجلى في غرس القيم السلبية لدى الشباب فيتنصلون من كل خلق فلا يهتمون بقضايا وطنهم ولا أمتهم فهمهم الوحيد هو اللهو واللعب والتسلية والترفيه والانغلاق على الذات ...

وعندما نتأمل حديث الرسول صلى الله عليه وسلم وكأنه يسلط الضوء على هاتين الفئتين من المؤثرين الفئة الإيجابية والفئة السلبية ..

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :{من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء، ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بهامن بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء}. رواه مسلم

فالذي ينشئ قناة هادفة ينشر فيها الخير والنفع فهو قد سن سنة حسنة هي في ميزان حسناته تصوروا لو كان عدد متابعيه بالملايين فكل هؤلاء في رصيده وتبقى قناته صدقة  جارية بعد وفاته ...

أما الفئة الثانية التي تصنع المحتوى الفاسد الخادش للحياء المدمر لقيم الخير والإحسان والجمال والعدل فهي قد سنت سنة سيئة فكل من شاهد برامجها ومحتواها في ميزان سيئاته وهي سيئة جارية عابرة للقارات يموت وتبقى تبعاتها واوزارها تلحقه إلى قبره ...

لذا أنا أقترح من هذا المنبر الافتراضي على السلطات العليا في البلاد وخاصة رئاسة الجمهورية أن نتشئ هيئة تابعة للرئاسة " المرصد الوطني للصناع المحتوى " يشجعون فيه صناع المحتوى الجاد الذي يدافع عن الوطن وينشر ثقافته وتاريخه ويدافع عنه ضد أعداء الداخل والخارج ووترشيد وتوجيه وضبط المحتوى المسيء لقيم الوطن والأمة...

فالمسالة ليست أمرا هينا بل قضية وطن يحافظ على تماسكه الاجتماعي وسط التحديات التي تحيط به من كل جانب .

***

الكاتب: شدري معمر علي

لم تتصدر مواقع التواصل الاجتماعي خبرا أكثر من تصدر خبر احتفال عمرو خالد بتخرج ابنه من احدي أكبر الجامعات البريطانية، ولم يحز ما التقطته كاميرات أشهر مصوري العالم من فيديوهات وصور أهم ما عرفه العالم من أحداث وقضايا وعلى رأسها حرب روسيا أوكرانيا، بقدر ما أحرز عليه مظهر الشيخ خالد وهو يضحك ويرقص فرحا وغبطة وسرورا وافتخارا واعتزازه بتخرج نجله من الجامعة التي كان ولازال ينعتها بالكافرة، ولم يُقابل حدث احتفال تخرج ابن أي كان من أي جامعة كانت بالهجوم الغامر والشديد والسخرية الضاريه المرة، من قبل رواد مواقع التواصل بمختلف أنواعها وتنوع توجهات مستعمليها، مثل ما قوبل به مقطع الفيديو الذي نشره علي ابن عمرو خالد عبر حسابع على «إنستجرام» وهو يرتدي روب وقبعة حفل التخرج، ويظهر والده بجانبه يحدثه قائلا: "ألف مبروك يا علي، ألف مبروك يا حبيبي» متابعًا موجها الكلام للعموم: "انا حبيت اشارككم فرحتي لأن انتوا لا تتخيلوا مشاعر جديدة علي أول مرة أمر بها " مضيفا: "لحظة من أجمل لحظات حياتي، النهارده علي ابني اتخرج من جامعة سيتي يونيفيرستي في لندن"

الأمر الذي دفع بالفيسبوكيين إلى توجيه تهمة خيانة الأمانة لعمرو خالد كداعية إسلامي ينطبق عليه منطوق ومفهوم وحمولة المثل الشعبي المصري "تاجر الصنف لا يتعاطاه"، بل ذهب بعهم بعيدا الى المطلبة بمحاكمته بتهمة الكذب والتغرير بالبسطاء،وإفساد الدين، لأن أخطر وأعظم إفساد للدين الذي يأتي على يد الشيوخ والفقهاء وكل من يصطلح على تسميتهم برجال الدين ذوي المقام السامق والأثر الفائق، حين ينحرفون عن الطريق السوي، فأخذون بجماعات تابعيهم من المسلمين إلى الضلال، الذين إذا نحن استقرأنا التاريخ لوجدنا أن هذه الأمة قد ابتليت بالكثير من أمثالهم، بدليل قوله سبحانه": يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ"التوبة:34، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن عظيم خطر هذه الفئة التي لم تخل منها أمة من الأمم، وجليل ضررها حتى بلغ خوفه علينا من هذا الصنف أعظم من خوفه علينا من الدجال الأعور الكذاب الذي يضل العباد بمخاريقه وتلبيساته آخر الزمان.. بدليل الحديث الذي رواه الإمام أحمد ومسلم وأبو داود والترمذي عن النواس بن سمعان قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال ذات غداة، فخفض فيه ورفع، حتى ظنناه في طائفة النخل‏.‏ فلما رحنا إليه، عرف ذلك فينا، فقال‏:‏ ‏‏ما شأنكم‏؟‏ قلنا‏:‏ يارسول الله ذكرت الدجال الغداة، فخفضت فيه ورفعت حتى ظنناه في طائفة النخل. فقال‏:‏ ‏غير الدجال أخوفني عليكم؛... وقد ثبت في المسند بسند جيد عن أبي ذر قالوا: من يارسول الله؟ قال: الأئمة المضلون".

وبغض النظر عن صحة الحديث من عدمه، فإن الأئمة المضلون للدين، هم أعظم إفسادا للدين من غيرهم، كما قال ابن المبارك رحمه الله:

وهل أفسد الدين إلا الملوك.. وأحبــار سـوء ورهبانها

ولاشك أن المغيبين من المتأسلمين، وهم كثر، سيردون عن أمثال هذا المدعي - عفوا -الداعية، و يذودون عن حياضه ويقولون: وما المشكل في احتفال والد بتخرج ابنه من جامعة أوربية أو امريكية؟ فعلا لا مشكل لو لم يكن المحتفي داعية صدع رؤوس عباد الله بالدعوة للتدريس الأبناء بالأزهر الشريف لتميزه عن التعليم العام بنظامه ذي الطابع الديني الذي يقتصر غالبا على تعليم المواد الدينية التي تساعد الطلاب على معرفة الحلال والحرام ومعرفة أسس الدين الإسلامي، وتحفيظ القرآن الكريم وطرق تفسيره.

نعم ليس في ذلك أي إشكال لو لم يكن المفتخر بتخرج ابنه من جامعة من سيتي يونيفيرستي الندنية، هو نفسه الداعية الإسلامي الذي طالما حرض بسطاء المسلمين على توجيه أبناءهم للأزهر الشريف لدراسة مخلفات: ابن باز، وابن عثيمين، وابن جمعة، وابن لادن، وابن الزرقاوي، وابن قرضاوي، وابن هويدي، وابن عاكف، وابن العوا، وغيرهم كثير.

واختم مكتوبي هذا الذي لا أريد به الإساءة لأحد، ولا أبغي من ورائه إلا المساهمة في تحفيز الناس للخروج من هوامش التاريخ،كما أشار إلى ذلك أستاذي الدكتور محمد سبيلا رحمه الله بقوله: استحموا بمياه الحداثة لكي تخرجوا من هوامش التاريخ.

***

طولست

1 ــ في الأزمنة المعتمة والواقع المعاق، تتمرد الأسئلة على ذاتها، لتترك اجوبتها، تتخمر على ارصفة المهزلة، العراقيون وفي مسيرات مليونية، يبحثون عن ذاتهم التالفة، لا يعلمون من هم، اين كانوا وما عساهم ان يكونوا، يسكبون حياتهم في اضرحة ميتة، ليعيشوا امواتاً في نعش الأنتظار، كي يكون لهم، نصيباً مريحاً في الأخرة، او ان يعود المهدي الغائب ليعوضهم عن موتهم في الدنيا، دون  ان يكلفوا انفسهم، لترجمة واقعهم الكئيب، وهم يرون ان معظم انصار المهدي على الأرض، لصوص وارهابيون وقتلة مجهولين، وبدلاً من ان يوحدوا صفوفهم، في مسيرات ثأرية ساحقة، لأستعادة حقهم المشروع، والمغيب منذ أزمنة بعيدة، لكنهم يوغلون في عبثية الأنتظار، وهم يرون مدعي نصرة الأمام الغائب، والأمام الحاضر،لا ينتظرون مثلهم، بل افقروهم واذلوهم، وسرقوا حتى الشحيح من ارزاقهم، ولم يفكروا ان يغرزوا، رأس رمح مسيراتهم المليونية، في صدور لصوص وارهابيي البيت الشيعي، وحثالات المنطقة الخضراء، لو فعلوا ذلك، لبارك لهم الأمام علي واولاده واحفاده (ع)، خطوتهم الوطنية والأنسانية تلك، وأطلق عليها ثورة الحق، على باطل المذاهب.

2 ــ شخصياً لا زلت ازور ضريح والدي وجدي، وعندما اكون في بغداد، ازور تمثال لزعيم الوطني عبد الكريم قاسم، لأنه يستحق، ولم اتخلف عن زيارة مرقد الأمام علي في النجف، ومرقدي الأمامين الحسين والعباس(ع) في كربلاء، تلك الرموز في ذاكرتي، لكنهم كانوا، اما انا فلا زلت حياً، ومن حقي ان اعيش، واكون سعيداً قدر المستطاع، ولي حق كغيري في الثروات الوطنية، واكافح اللصوص والقتلة المجهولين، ولا اقبل ان تكون، حصة الأخرين، شيعة ام سنة ام كرد أكثر من حصتي، كمواطن عراقي، ولا اقبل ان تستقطع الحكومة، والوسطاء المزعومين، الخمس من رغيف خبز عائلتي، ليتعيش على جوعنا الكسالى والمتطفلين، مهما كانت مظاهرم والقابهم، انها لصوصية وسرقة، وانها واحدة من اكاذيب وابتزازات، لا يقبلها العقل العراقي، حتى ولو كانت مشرعنة بمنطق التخريف.

3 ــ الأضرحة أسسماء في الذاكرة، نجلها ونحترمها، ومن الحماقة ان نمنحها حياتنا كي نموت، او نسمح لمن يرتدي أسمائها، ان يعبث بحاضرنا ومستقبل أجيالنا، ومثل ما هم تحت الأرض منذ مئآت السنين، فنحن لا زلنا احياء على الأرض، ويجب ان يكون لنا نصيب من الضمانات الصحية والأجتماعية، وحق العمل والتعليم وقدر مقبول من الرفاهية، ومن الحماقة ان نقبل الجوع والجهل والأذلال قدر لنا، تلك اشد مظاهر الكفر، وعلينا رفضها و التمرد عليها، علينا ان نحترم عقولنا، ونكون على قدر من الوعي، لنعرف الطريق الى الله، لا أن يدلنا عليه الوسيط المحتال، ولكي لا نتعثر، وتدمينا اشواك التخريف الشعوذات، فلا شيء يستحق التضحية غير الحياة، ومن لم يمت من اجلها، سوف لن يكون شهيداً، تجار الدين  ساديون، يسيل لعابهم على فائض الأرامل، وحتى الأيتام ان اتسعت سراديبهم للرذيلة، أهلنا كانوا أنيقون في التعبير عن مشاعرهم، وهم يزورون مراقد أئمتهم، وقد يتوقفون عند كنيسة، ليضيئون في اروقتها شموعاً للسيدة العذراء مريم، كي تحقق لهم "مرادهم" طلباتهم، وهكذا مع موروثات اصحاب الديانات الأخرى، أنذاك كانت صحة العقل الجمعي على ما يرام.

4 ــ الأنسان العراقي، عليه ان يستعيد عقله، ليصبح جديراً في الحوار مع ذاته والأخر، واعادة قراءة تاريخه، ثم اصلاح واقعه، وعليه ان يعلم، ان الحياة للأحياء، ويتجنب ان يرمي عمره، في ضريح لأمام ميت، وعليه ان يعلم، ان رجل الدين كسول يتطفل على ارزاق الأخرين بكل الوسائل،  بدعة "الخمس" فساد صريح، واحياناً الجزية عبر الأبتزاز غير المباشر، وهنا يحتاج رجل الدين، الى مجتمع غير متعلم، من اجل استغفاله كي يمرر شعوذاته، مع احترامنا لمشاعر الناس، فالضجة التي اثيرت، حول حرق اوراق من القرآن الكريم في السويد، ومع انها مدانة، يفتعلها من خذلوا الدين واسماء الله، عبر فضائح فسادهم وارهابهم، واغلبهم قناصة وقتلة مجهولين، في جميع الحالات، يمكن اعادة طبعً الصفحات التي احرقت، لكن هل يمكن اعادة طبع حياة الشهداء، الذين قتلوا برصاص مجاهدي البيت الشيعي، أهلنا في الجنوب والوسط، يطلقون على انفسهم "شيعة علي"، ويقتدون بعلمه وحكمته وعدله ونزاهته وكفائته وشجاعته، وكذلك وطنيته وانسانيته، وفي نفس حضاري يعبرون عن مشاعرهم واحزانهم، تجاه مصاب أئمتهم، أما ما يطفو الآن، على مستنقع فضائح ألفساد والأرهاب، فليس الا "شيعة الدولار" البارعون في تدمير العقل العراقي.

***

حسن حاتم المذكور

نحتُ حتى رثى العدو لحالي

واعتراني من العويل بحاح

تركوني من الفراق أقاسي

ألماً ما تطيقه الأرواح

(الرصافي)

يتكلم كثيرون عن البحر وركوب أمواجه، وكيف أنه عالم خاص يتطلب رجالا -أو نساءً- بقابليات خاصة، قد يحملها بعضنا وقد يفتقر اليها بعضنا الآخر لأسباب عدة، وخصوصية عالم البحار هذه دفعت راكبيه الى التحلي بشمائل تختلف عن متوطني اليابسة، كذلك كونت قسوة العيش على أمواجه أفكارا ومبادئ تختلف عن قاطني بر الأمان. هناك مقولة يكررها أفراد طواقم السفن والباخرات والبوارج، لاسيما الذين يتنقلون في سفريات تستمر أسابيع أو أشهرا في المحيطات، تلك المقولة هي:

(البحر الهادئ لايصنع بحارا ماهرا)

وبذا تكون في البحر متلاطم الأمواج دروس وعِبَر لمن يركبه، فان كان ملاحا ستزيد الصعاب التي يواجهها من خبرته في قيادة السفن، وان كان سائحا فان مايمر به من ظروف على متن سفينة في بحر هائج ستقوي من رباطة جأشه، ومن جلادته في تحمل الظروف القاسية التي قد تحيق به وتحيطه من حيث يدري ولايدري، وستعلمه الصبر على المحن وبالتالي يتولد لديه انطباع ان لكل شدة أجلا في انتهائها، ولو كنت محله لتذكرت قول الشاعر:

اذا الحادثات بلغنَ النهى

وكـادت لهـنّ تـذوب المهـجْ

وحلّ البـلاء وقـلّ العزاء

فعند التناهي يكون الفرج

ما ذكرني بالبحر وهيجانه هو ماوصل اليه عراقنا اليوم، بعد سنين من الإبحار في سفينة حاملة على ظهرها أكثر من أربعين مليون نفر، جلـّهم لايطمحون أكثر من الوصول الى مرفأ الأمان، وبر يجدون فيه عيشا كريما يليق بمواطن له من جدوده حضارات، كانت فنارا تهتدي به أمم المغرب والمشرق. وبحكم من تسلطوا على رقاب هذا البلد، وبسياساتهم المدروسة والمغرضة، ضاعت أشياء كثيرة وتغيرت ثوابت عديدة، آلت بمركب البلد وأهله الى التأخر عن مركب الأمم والبلدان في التحضر والتقدم في مفاصل البلد جميعها، وكلما ولى عهد سيئ أقبل عهد أكثر سوءا، كذلك كلما استبدل حكامه بآخرين، كانت النتائج أكثر وبالا على أبناء البلد.

اليوم ونحن في العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين، ترفل دول العالم بالعيش الرغيد، مهنئة شعبها بوسائل الحياة المرفهة تكنولوجيا وطبيا وتربويا وثقافيا، وما الى ذلك من وسائل العيش المطلوبة، وقد آن الأوان أن يلتفت ربابنة سفينة العراق الى مصلحة البلد، والعمل على كل ما من شأنه تقديم الأفضل والأنسب له، وفق المتطلبات والتطورات الزمانية والمكانية، وهذا بدوره يتطلب عمل طاقم هذه السفينة بكل أفراده بطاقتهم القصوى، وكل ضمن اختصاصه ليؤدي دوره في رفد عمليات بنائه، للحاق بركب الدول التي سبقته بالتطور العمراني والعلمي والتحضري في مجالات الحياة كافة.

وبعودة الى مقولة البحارة، أرى ان الذي مر به العراقيون كفيل بصناعة صابرين أشداء، وقد آن الآوان لتطبيق ماتعلمناه من الشدائد والمحن التي أغدقها علينا ساسة وحكام، لم يألوا جهدا في إذاقتنا فنون الاضطهاد والقمع والحرمان، من أبسط حقوق المواطنة المشروعة. كذلك هو واجب وطني ومهني وإنساني وأخلاقي، تقع مسؤوليته الأولى على كل من تسنم منصبا في هرم الدولة، وعليه أن يدير مامنوط اليه من واجبات على أتم حال وأحسن وجه، وعليهم جميعا أن يعوا أن المركب إن غرق، سيغرق ركابه جميعا، ولن تنفع حينها مهارة ملاح او اثنين او ثلاثة، او حتى عشرة، بل حينها سيكون الغرق حتميا بعد أن يكثر الملاحون، ولاأظننا بعد كل هذي السنين والتجارب، نكرر بيت شاعرنا الرصافي من القصيدة ذاتها التي ابتدأت بها مقالي هذا:

فأنا اليوم كالسفينة تجري

لاشراع لها ولا ملاح

***

علي علي

الكتابات السائدة في الواقع المعرفي العربي محكومة بالتأريخ والدين، وكأن الأمة لاتزال في العصور الوسطى، بينما الكتابات المهيمنة على الواقع الأرضي، مشحونة بالمفردات العلمية والنشاطات الإبداعية الإبتكارية، التي غيرت الواقع الحياتي للبشر فوق التراب.

ومجتمعاتنا لا تزال غاطسة في التأريخ والدين، ولا تمتلك الشجاعة والقدرة على التحرر من قبضتهما، فكل ما نراه ونفكر به يكون محصورا في وعاء التأريخ والدين، وإياك أن تخرج منهما لأنك ستتهم بما يبرر القضاء عليك.

ولو تأملنا نشاطات المفكرين والفلاسفة والإصلاحيين منذ القرن التاسع عشر وحتى اليوم سنجدها تدور في هذين المحورين، والبعض القليل حاول الخروج من أسرهما لكنه صار عدوا لكل شيئ، وواجه ما لا تحمد عقباه.

وهذه علة حضارية ووباء طاعوني الطباع، أسهم بتعضيل القدرات وتعطيل الإرادات، وتعزيز التأسن والإستنقاع، وفقدان القدرة على الإتيان بأصيل.

والبراهين كثيرة، ومنها أن دول الأمة قد سبقت غيرها في تأسيس كياناتها الإدارية وحكوماتها السيادية، وما إستطاعت أن تخطو بثبات إلى أمام، بل إندحرت في دوامة مفرغة من البناء والهدم وتدمير الطاقات وتغييب القدرات، حتى سبقتها دول تكونت بعدها بعقود عديدة.

وتجدنا اليوم أمام أجيال لا تستطيع الفكاك من هذه النمطية والتفكير بأسلوب جديد، فالمهم أن يحضر الدين والتأريخ في نشاطاتها، وتسود التفاعلات السلبية التناحرية التي تسجل البطولات بالعدوان على إبن البلد والنيل منه وسحق رأسه، وبذلك يكون الفخر والتباهي والشموخ.

والبطولة أيضا أن تتمشيخ على الناس من حولك، وترى نفسك سيدا وغيرك عبيدا تحت إمرتك، وهذا ما تشجع عليه أدوات القضاء على الأوطان وإستعباد البشر وحجرهم في زنزان.

ولن تخرج الأمة من ورطة الدين والتأريخ، ما دامت تلعن العلم، وتبيح الظلم والفساد وتستهين بالحق وترفع من شأن الباطل، ولا تصون أمانة المسؤولية، وتستدعي أعداء الدين والتأريخ ليكونوا أسيادها وقادة وجودها والقابضين على مصيرها.

والأمم بأبنائها، "ومَن يهن يسهل الهوان عليه"!!

"وما لجرح بميتٍ إيلام"!!

***

د. صادق السامرائي

معجم المفردات/ أبوي، يعبي، أحا، إحذاي، اركن، آفة، أفيش، أكليل، أكلة، إمتنگ، إمجرش وإمحلت...إلخ. في هذا المعجم الصغير سنتابع العديد من مفردات اللهجة العراقية والتي اعتبرها مؤلف كتاب "معجم المفردات المندائية في العامية العراقية" الكاتب قيس مغشغش السعدي مفردات مندائية أو ذات جذور أو اشتقاقات مندائية، وهي في الحقيقة كلمات ذات عربية فصيحة أو جذور عربية أو هي اشتقاقات من تلك الجذور. ولتسهيل قراءة قوائم المفردات، سأكتب المفردة أولا كما تلفظ في اللهجة العراقية، ثم علامة مساواة وبعدها اللفظ في المندائية كما ذكره المؤلف بين قوسين كبيرين، ثم معناها في المندائية أو اللهجة العراقية، ثم أختم الفقرة بتعليقاتي أو استدراكاتي عليها مع التوثيق التأثيلي وحسب ترتيب ورود هذه المفردات في الكتاب المذكور:

حرف الألف

1- إبلا = (ابلا، بلا) بدون - ومثلها بليا. هذه المفردة عربية مُلَهَّجَة مكونة من لا النافية مسبوقة بحرف الجر الباء "بلا" ملفوظة بلهجة العراقيين التي تسكن الحرف الأول أحيانا فتجعل الكلمة قريبة من المهموزة "إبْلا". وتسكين أوائل الكلمات امر شائع في اللهجات العربية ومن الخطأ كتابتها مهموزة أي كتابة همزة بدلا من سكون على الحرف الأول ولكني سأنقل المفردات كما وردت في الكتاب المنقود.

- إبهات =(إباهاتا)، آباء. والمؤلف نفسه يسجل أن كلمة أب مشتركة في عموم اللغات السامية فلماذا اعتبر لفظها العامي أصلا مندائيا إذا كان عربيا؟

2- أبوي = (ابوي) أبوه – في المندائية. أبي في العربية.

* والكلمة عربية مكونة من أب وياء النسبة، وهي موجودة بهذا اللفظ في العديد من اللهجات العربية كالفلسطينية والخليجية فيما تعني في المندائية كما يقول المؤلف "أبوه" مع ضمير المفرد الغائب.

3- يعبي = (يعبي). يعتبرها مندائية تعني يملأ ويربط بينها وبين (العباءة التي يتعبأ بها الشخص)، وهذه المفردة هي فعل عربي معروف لفظا ومعنى هو "يعبئ" وربما وجد في لغات جزيرية أخرى، ويلفظها العراقيون بلا همز فالعرب عموما لا يستسيغون الهمز في كلامهم.

4- إبين =(إبيني) بينَ. يسجل المؤلف أن هذه الكلمة واردة في اللغة العربية ولكن الكلمة في العامية تستخدم لفظها المستعمل في المندائية/ص106. وهذا تخريج غير مقبول علميا، فهوية المفردات لا تُعرف بتسكين حرفها الأول بل بجميع حروفها الصائتة والصامتة الموجودة فكلمة "بين" ظرف مكان معروف في اللغة العربية؛ وهو كما قلنا يلفظ تسكين الباء ليس في العراق بل في أكثر من بلد عربي. ولو اعتمدنا هذه الطريقة في تعريف المفردات لظهر لنا أن جميع كلمات اللهجة العراقية مندائية أو أكدية وليس فيها كلمات عربية وهذا وهم وخلط خطِر.

5- أحا = (أها) آخ! وهذا مجرد صوت يفيد التوجع في العديد من اللهجات العربية، وهو أقرب الى "اسم الفعل مثل آهٍ، وصه وهيهات" ويقول المؤلف "إنه ربما بُني الاستخدام على اللفظ المندائي مناداة للأخ، ولفظه بالهاء في المندائية لأن حرف الحاء انقرضت من المندائية". وهذا تخريج لا يمكن قبوله لغويا ولا يعقل أن يصدر من شخص متخصص أو مهتم بعلوم اللغة!

6- إحذاي =(اهدي) وتعني في المندائية بجانبي وبالقرب مني. وهذه مفردة عربية فصحى هي حذاء (بجانب) مضاف إلى ياء المتكلم. وهناك أمثلة أخرى كثيرة كهذه.

7- آخ=(أخا) أكرر هنا الاستدراك السابق في المفردة 5.

8- إركن =(ركن) وتعني في المندائية افسح الطريق وتنحى جانبا. والكلمة عربية فصحى لفظا ومعنى وجذرها ركن وتعني في العربية والعراقية استقر واستند ومنه قوله "اركن سيارتك هناك" والركن أحد جوانب الشيء والمكان يستند إليه. ويقال عنها في المعاجم الفصحى: رَكُنَ الوَلَدُ: رَزُنَ، وَقُرَ، رَكَنَ، أَيْ كانَ رَزيناً وَقوراً، مالَ، سَكَنَ، اِطْمَأَنَّ إِلَيْه.

9- إعلى=(إلي) على. الاستدراك السابق في الملاحظة رقم 4.

10- آفة =(آفة) ضبع. الآفة تتعدى معنى الضبع وتطلق في اللهجة العراقية على الحيوانات والحشرات الضارة وربما أطلق على الضبع والحيوانات المفترسة مجازا. والضبع في اللهجة العراقية هو الضبع، وهناك وادٍ في بادية السماوة اسمه "وادي الضباع". ونقرأ في المعاجم: "كلمة أصلها الاسم (آفَةٌ) في صورة مفرد مؤنث وجذرها (ءوف) وجذعها (ءافة).. الآفَةُ: كلُّ ما يصيب شيئاً فيفسده، من عاهة أَو مَرَض أَو قحط.. آفة زراعيّة: مَا يُفْسِدُ الزَّرْعَ مِن دُودٍ أَوْ حَشَرَاتٍ وَغيْرِهَا. وسلم من العيوب والآفات: بَرِئَ، ولم يُصَب بأذًى ''سلِم من كارثة/ معجم المعاني"

11- أفيش = (فشش) استرخى واستراح. وهذا صوت قريب من اسم الفعل المضارع أو التنهد، وحتى في لفظه فهو بعيد عن اللفظ المندائي (فشش). وفي معجم المعاني نقرأ "فشَّ الإناء ونحوه أخرج ما فيه من هواء وماء: فشَشْتُ الكُرةَ، فشَّ خُلْقَه في فلان".

12- إكليل =(كليلا) ويسجل لمؤلف إنه قال إنها هي نفسها في اللغة العربية لفظا ومعنى، فلماذا إذن اعتبرها أصلا للكلمة في اللهجة العراقية؟ هل هذه اللهجة تابعة للغة المندائية؟ ثم يعود ويوضح أن الكلمة مكونة من "كا +ليلا" وليلا تعني الأعلى.

 13- أكلة =(أكلا) وتعني في المندائية العصا/ الهراوة ويضرب لها مثالا في العامية العراقية يقول "أكلها أكله معسلة"، ويفرق بين هذا المثال ومثال آخر يقوله إنه يختلف عنه وهو "أكلها أكلة غسل ولبس" والواقع فلا فرق بين الاستعمالين في المثالين وهي الكلمة العربية نفسها "أكلة" مصدر الفعل أكل يأكل / أكلا وأكلة، وهي بعيدة عن الكلمة المندائية "أكلا" التي تعني العصا والهراوة.

14- إلما =(إلما) حتى، إلى أن. وهذه عبارة عربية مدغمة من إلى + ما / لـ +ما" تلفظ أحيانا لما ولمن وتقال " لما وصل فلان/ ولمن وصل".

15- إلي وإلك = عند، إلى، من أجل.. واضح أنها حروف جر عربية مضافة الى ياء وكاف النسبة.

16- إللي=(إللي) الذي ... الملاحظة السابقة 15. وأحيانا تقوم أداة التعريف "أل" مقام الضمير فتختصر أو تدغم عبارة "الذي جاء " مثلا  بمفردة "إلي جاء".

17- طقس =(تكسا) ترتيب ونظام في المندائية. والكلمة عربية محدثة ومأخوذة عن لغات أخرى كما يقول المعجم الوسيط "الطقس: النظام والترتيب. وعند النصارى: نظام الخدمة الدينية أو شعائرها واحتفالاتها. وحالة الجو أو المناخ. وهي محدثة وجمعها طقوس".

18- إمتنگ =(تنگ). توتر ضيق في المندائية. والمؤلف نفسه يقول إن التنك "التنق" في العربية تعني (الإصابة بمرض ضيق التنفس)، ولكنه يجعلها مندائية رغم ذلك لأن معنها في العامية (يدل على التوتر والتضايق حد الانفعال والعصبية) فأي تخريج هذا؟!

19- إمچرش=(شرش) شرش في المندائية. والكلمة في العامية بجيم معجمة بنقطة وليست مثلثة. والصحيح انها مشتقة كاسم مفعول ذات جذر عربي هو " ج رش "/ ومنه الجريش: طحن الحب طحنا خشنا، ودقَّه دقًّا غير ناعم، طحنه ولم يُنعم طحنه". والمؤلف نفسه يضرب مثالا لاستعمالها في العراقية فيقول " جرَّش الماء أي تحول إلى ثلج غير كامل الانجماد / الدبس مجرش".

20- إمحلت =(مهلا) ملح، ملوحة، سبخة. والكلمة عربية فصيحة. نقرأ في المعجم: أمحل المكان: أجدب، انقطع عنه المطر فيبست أرضه. 2- أمحل المطر: احتبس، انقطع. 3- أمحل: أصابه المحل وانحبس عنه المطر... يتبع.

***

علاء اللامي

إعتباطا: دون سبب أو علة

لكي تكتب عليك أن تقرأ، وتتقن العربية، وفن الكتابة وأساليبها، أما التوهم بالكتابة فحالة متوطنة وصارت كالوباء، بسبب التقنيات الجديدة التي نهرت الأقلام ودعت إلى هيمنة الكي بورد.

وبموجب ذلك تنتشر المقالات الإعتباطية التي لا تستند على أدلة وبراهين، وتشير إلى مواقف إنفعالية ورؤى عاطفية خالية من المنطق والسببية، وتكيل الإتهامات وحسب، ولا تجد فيها ما يساهم بتقديم وجهة نظر مقنعة، وهي رجم بالغيب لا غير.

كتابات تنسف كل شيئ دون أدلة وطرح مقنع، وتحسب أنها ستوهم القارئ بما تذهب إليه من تصورات، هدفها الجوهري النيل من وجود الأمة، وترسيخ المشاعر السلبية، وتفريغ الأجيال من قدرات المعاصرة والثقة بالنفس.

فالذي يقرأ التأريخ عليه أن يكون موضوعيا وعلميا في طرحه، لا أن يلقي برأية ويجتهد في تبريره بمداد الإنفعال والتحامل، فالأحداث كما وردت إلينا مدونة تتصل بأمم خلت من قبلنا، ومن التعسف النظر إليها بعيون عصرنا، ونرميها بأحكام إرتجالية، ذات دلالات عدوانية.

لكل حدث مكانه وزمانه وأشخاصه والظروف المساهمة في صناعته ومآلاته، وليس من الإنصاف أن نتعامل معه على أنه حالة كما نراها، وكل رؤية ذات زاوبة قد تكون حادة جدا أو منفرجة كثيرا، ومهما توهمنا فيبقى الكلام من زاوية ذات درجة معينة، ولا يمكن لمن يقترب من أي حدث تأريخي أن يكون مستوعبا له بالتمام، لكن قد تكون هناك أرجحيات بين زوابا التناول والدراسة.

وهذا السلوك الكتابي يأخذنا إلى موضوع مسؤولية الكتابة وقيمتها المعرفية والتأثيرية، فلابد لها أن تكون ذات مرام طيب، وتوجه صالح يفيد المجتمع ويرمم ما تآكل في أعماق الأجيال بسبب الهجمات التدويخية الهادفة للتغفيل والتجهيل، وتعزيز المشاعر السلبية والنفور من الذات والهوية.

وبسبب غياب المحررين وتسابق المواقع على نشر ما يردها من الموضوعات، إختلط حابل الكلام بنابله، وتبعثرت المعاني وتطشرت المفاهيم، وصار العمل قولا منطوقا أو مسطورا، وعندما تتفحص الواقع تجده خاويا محشوا بالنكبات والتداعيات المريرة، الداعية لمزيد من التقهقر والهوان.

فهل لنا أن نحترم الكلمة، ونكتب بصدق ومسؤلية وأمانة تأريخية؟!!

***

د. صادق السامرائي

ربما تساءلنا لماذا يكثر الشعراء في ديارنا؟

إنّ الشعر إبداع وخلق، وإستحضار للأفكار وصبها في قوالب ولوحات مرسومة بالكلمات.

فالإبداع رفيق الشعر، وكثرة الشعراء تعني كثرة المبدعين، ولكن لماذا ينحصر الإبداع في الشعر دون غيره؟

يبدو أن الإنسان الذي يعيش في حصارٍ وإنضغاطٍ داخلي وتكبيل لقدراته وطاقاته، وتجميد لأفكاره وتطلعاته، لا يجد منفذا أفضل من الشعر لسكب الأفكار والإبتكار والإبداع.

فالواقع خانق مانع، وتتوفر فيه عوامل سلبية، تنامت في النصف الثاني من القرن العشرين، لذا تنامى عدد الشعراء، بالقياس إلى عددهم في النصف الأول منه، إذ ربما كانت تتوفر مساحة من حرية التعبير عن الطاقات الإبداعية والإبتكارية.

إن إقامة الموانع والمصدات أسهمت بإنحراف الطاقات وإنحسارها في زاوية الشعر، كفضاء لإستيعابها، للذي لا يجد المجال للتعبير عن أفكاره الصناعية والإقتصادية والزراعية والعمرانية، وغيرها من أفكار العصر ومتطلباته، لأنه موضوع في صندوق الوطن، الذي تحول إلى مستنقع خانق طغت فيه الدماء على الماء.

فزيادة عدد الشعراء يتناسب عكسيا مع حرية التعبير عن القدرات والطاقات والظروف المواتية لتنميتها، وهو يعكس حالة التأخر السائدة في المجتمع.

وعندما تتوفر الفضاءات الإجتماعية اللازمة للنماء الإقتصادي الشامل، فعدد الشعراء سيقل وسيتحرك المجتمع بإتجاه المواكبة والتفاعل المعاصر مع الآخرين.

فظاهرة كثرة الشعراء تعني أن الطاقات البشرية تسير بغير إتجاهها الصحيح، والبلد في إنحسار وتمزق وإندثار، وتراكم مقاساة وتنامي معاناة وهموم.

ولا يعني تقليلا من شأن الشعراء ودورهم الثقافي، لكنه يشير لظاهرة إنحراف إتجاه الطاقات الحضارية المعاصرة.

فأيهما أفضل للمجتمع أن يوظف الإنسان طاقاته في إنتاج مادي نافع فيه جدوى إقتصادية وإختراعية مؤثرة، أم أن يوظفها في كتابة الشعر؟

إن المجتمع مطالب بتوفير السبل اللازمة لإستثمار الطاقات الفوارة، لتحقيق الربح الإقتصادي والعمراني، والبناء الشامل للوجود الوطني في كل مكان.

ومن غير رفع الضغط وتحطيم جدران الحرمان وأسبابه ومفرداته السيئة، وما يترتب عليها من حاجات يومية قاهرة، لن نصنع التقدم والحياة الأفضل، وسنبقى ندور في دائرة مفرغة تنتج كلاما لا يمنع من برد ولا يطعم من جوع.

فهل سنخرج من خنادق الكلام إلى ميادين العمل والجد والإجتهاد، وإحترام الأفكار وإستثمارها للتعبير الأمثل عن القدرات الخلاقة الكامنة فينا، ويكون كلامنا مخبرا عن عمل أنجزناه لا مجرد مداد على لوح الفراغ!!

***

د-صادق السامرائي

ان التوقعات ما هي إلا تخيلات لقراءة المستقبل وأحداثه من خلال معطيات  ظاهرة للعيان أو استقراء مستنطقة للفكر ومستفزة للعقل في حينها وليس بالضرورة حدوثها لكنها تبقى في ساحة الإمكان والحدوث على مدى القريب أو البعيد ولا يمكن لأحد تفنيدها أو رفضها أو القبول بها من قبل الآخرين بل تبقى فكرة أو قراءة المستقبل وهذه المقدمة تجرنا إلى التفكير في مجريات الأمور الحادثة على الساحة العربية وبالخصوص الخليجية منها ومكانة العراق وتأثيره عليها ووزنه في محيطه العربي والدولي وفق ما يجري من أمور على الساحة الدولية فلنبدأ أولا بدولة الكويت الشقيقة ووضعها السياسي والاقتصادي وانزوائها من الساحة العربية والدولية ومشاكلها الداخلية وضعف اقتصادها الحالي وهشاشة وضعها الداخلي وقلة مواردها الغير النفطية والاعتماد الكلي على مصدر النفط الحالي لذا على الحكومة الكويتية أن تحزم أمرها مبكرا في ترتيب أوضاعها وأوراقها مع العراق وتوطد علاقاتها معه كونه لا بديل لها غيره مستقبلا بعيدا عن الاستفزازات والاستعلاء والنظرة الفوقية إليه والتجاوزات الغير محسوبة العواقب وصناعة المشاكل والعراقيل المستفزة للعراق وشعبه البعيدة عن التفكير الصحيح المنطقي والواقعي المدروس بعناية والمرسوم للمستقبل البعيد والذي يجب أن يصب في مصلحة الشعبين الجارين المتداخلين اجتماعيا وبعد ما نخلص القول ونجمع شتات التوقعات التي طُرحت نتوصل أن على الدول العربية والخليجية بالذات أن يستقر أمرها وأن تُعيد النظر بعلاقاتها الإستراتيجية مع العراق حكومة وشعبا كونها تعتبره البوابة الشرقية لبلدانها فيجب أن يكون وراء هذه البوابة حراس أشداء تحت أمرة قيادة حكيمة وقوية ليتسنى لها الدفاع عنهم بعدما استباحة أرضه وسمائه وثرواته من قبل الكثير من دول العالم وبالأخص إيران وتركيا وأمريكا فالمسئولية مشتركة وعلى الجميع المساهمة في سحب البساط الكاشاني الإيراني من تحت أقدام القرار العراقي وتحجيم دورها في سورية ولبنان وغيرها من الدول العربية الطامعة بها والتي امتدت أذرعها إليه وإعادة النظر في تدخلاتها السياسية والاجتماعية والأمنية والاقتصادية لتعيد دوره الريادي والقيادي والسيادي كحامي للأمة العربية وهذا من صالح كل الدول العربية وخصوصا دولة الكويت الشقيقة الخاصرة الرخوة للعرب من الناحية الشرقية والامتداد الحدودي البحري المكشوف مع جارتها السعودية قبالة أطماع إيران في الخليج العربي فأن سياسة الدول الخليجية وربط مقدرات شعوبها بالغرب وبعيدا عن العراق وتسليم أمورها للغرب والإستقواء به وخصوصا الولايات المتحدة الأمريكية التي لا تؤتمن ولا يصب في مصلحتها على المدى البعيد وخصوصا عندما تنتفي الحاجة من النفط كمصدر للطاقة في ظل استحداث أو التفتيش عن البديل للنفط قبل أن ينضب من هذه البلدان النفطية عندها ليس أمام أي مستبصر سياسي واقتصادي إلا أن تكون عينه على العراق وثرواته وإمكاناته ولما يتمتع به من مواصفات القيادة والريادة في الاقتصاد والبديل القوي للأمة العربية لتأمين اقتصادها ومكانتها خدمة لمصالح شعوبها القادمة إذا كانت هناك الرغبة الجادة في هذا الاتجاه مستقبلا.

***

ضياء محسن الاسدي

الشعر بين القراءة والحفظ يشق طريقه ويعرف مقامه، ومعظم الشعر المعاصر للقراءة ولا يُقرأ، ولا تجد فيه ما يُحفظ إلا فيما ندر، أي تحول إلى صور مكتوبة تستدعي من المهتمين بها التمعن والتفكر والتأمل والتفاعل الإجباري، للوصول إلى فك رموز ما في قلب الكلمات والعبارات من رؤى وتصورات.

فهل أن الشعر للقراءة أم للحفظ؟

العرب لم تكتب الشعر وكانت تتداوله محفوظا، ويُقال عندما بدأت القصائد الطوال تنتشر مالوا إلى تدوينها لكي تتوارثها الأجيال، وقد دونت الحضارات القديمة الملاحم والأناشيد وأودعتها كالأمانات عند الأجيال، التي تحفطها وتصونها كذخيرة ثقافية وفكرية تعين على صناعة الحياة الأفضل.

ومع الإحترام والتقدير والتثمين للإبداعات التي نسميها شعرية بأنواعها وأشكالها، فأنها ليست للحفظ والتغني بها والتعلم منها والإستنارة بمنطلقاتها وأفكارها.

فما يحفظه الناس من الشعر هو المتوارث القديم، الذي جرى بينهم مجرى الأمثال، والحِكم والعلامات الدالة على صدق المسير في الحياة.

ولو سألت عينة عشوائية من الناس في الشارع عمّا يحفظونه من الشعر، فلن تجد بينهم من يترنم بشعر معاصر، أو يحفظ قصيدة من الشعر الحديث، ربما بعض كلمات أو أسطر وعبارت، لا أكثر، لكنهم يحفظون العديد من أبيات الشعر القديم.

وهذه ظاهرة علينا أن نتوقف إزاءها ونتفكر قليلا، فالموضوع ليس بالحداثة أو قبلها وما بعدها، إنها تتصل بالشعر ودوره في حياة الناس في أمة تطور سلوكها القيمي والأخلاقي بالشعر، ولولا دور الشعر التربوي لما كان للنبي شاعر هو حسان بن ثابت.

وبقي للشعر دوره ومكانته في تنمية القيم والأخلاق وترسيخ المبادئ في حياة الأجيال، حتى داهمته عواصف الحداثة وهبّت عليه رياحها الصرصر، فأسقطت أيائك الوجود الشعري العربي، وإقتلعته من تأثيره في صناعة الناس وتربيتهم، وتوجيههم الوجهة الحضارية اللائقة بهم.

إن فقدان الدور التربوي للشعر في حياة الأمة، من الأسباب المساهمة في توليد كوارثها وتداعياتها، وتمزق وجودها وإنهيار منظومتها القيمية والأخلاقية.

قد يرى مّن يرى ما يرى، لكنها ظاهرة تستدعي النظر والإهتمام، لكي تستعيد الأمة طاقتها على التحدي والرقاء.

فنسبة حفظ الشعر في الأجيال تتناسب طرديا مع قدرات صيرورتها وتكوّنها الخلاق!!

فهل من شعر محفوظ؟!!

***

د. صادق السامرائي

ما يلفت النظر في عالمنا الاسلامي ويميزه عن غيره، كثرة خطب الوعظ والإرشاد، والوعد والوعيد، مع تعدد واختلاف القنوات الاعلإمية التي تكفلت نقلها وبثها من خطب الجمعة إلى خطب المناسبات كالأعياد وغيرها أضف إلى خطب محرّم، وشهر رمضان وباقي مناسبات أهل البيت (ع) عند الشيعة فلا يكاد يمر يوم إلا ويستمع الفرد المسلم إلى خطبة واحدة على الاقل لكن في المقابل يجد المراقب المجتمعات ذاتها يعصف بها الفشل، يدمّرها التخلف، تمر بحالة من التقهقر والنكوص في كل ما هو ايجابي وبنّاء مع طغيان الظواهر السلبية كانتشار الايتام في الشوارع وتسللهم من مقاعد الدراسة (حيث بلغ عدد الايتام في العراق مثلا 5 مليون حسب احصائية اليونسيف الصادرة في ابريل 2017 منهم نصف مليون مشرد في الشوارع بدون مأوى يحصل هذا في بلد وصفت ميزانياته بالانفجارية ولكنها لم تستوعب هؤلاء الاطفال)، إلى تفشي الرشوة، والفساد المالي بأسوء صوره، وتلاشي الخدمات، وغياب المسؤولية. وحيث كنت أدوّن هذه السطور صدرت إحصاءات ومسوح عن القمة الحكومية العالمية المنعقدة في دبي وتقارير رسمية تشير إلى تراجع كارثي في التنمية البشرية حيث أظهرت النتائج فيما يخص العالم العربي أن 13.5 مليون طفل عربي لم يلتحقوا بالمدرسة عام (2016)، 30 مليون عربي يعيشون تحت خط الفقر، تريليون دولار كلفة الفساد في المنطقة العربية، 5 دول عربية (من ضمنها العراق)  في قائمة العشر دول الأكثر فسادا في العالم، 20 ألف كتاب فقط ينتجها العالم العربي سنويا أقل من دولة مثل رومانيا، 410 مليون عربي حظهم 2900 براءة اختراع فقط أقل من كوريا حيث أنجز 50 مليون كوري 20201 براءة اختراع، أما الإرهاب والحروب والفتن الداخلية فللعرب والمسلمين الحظ الأوفر منها فرغم أن العالم العربي يمثل 5% من سكان العالم إلا أنه يعاني 45% من الهجمات الإرهابية عالميا، 75% من اللاجئين عالميا هم عرب، 68% من وفيات الحروب عالميا عرب، من عام 2011 حتى 2017 خسائر بشرية تصل إلى 1.4 مليون قتيل وجريح من العرب، من عام 2011 حتى 2017 تم تشريد 14 مليون عربي، من عام 2011 حتى 2017 تم تدمير بنية تحتية بقيمة 460 مليار دولار، من عام 2011 حتى العام الحالي 2017 خسائر في الناتج المحلي العربي بقيمة 300 مليار دولار.(١)

فقد الخطاب الديني في هذه المجتمعات تأثيره الإيجابي الذي يمكن أن يسهم في منع أو تحجيم كل هذه النتائج الفجائعية، والامراض الفتاكة، والظواهر المدمرة، والسؤال الذي يطرح نفسه بجدارة: لماذا لم يتاثر سلوك أفراد المجتمع المسلم بهذا الخطاب خصوصا هو لا يبرح: قال الله تعالى، وقال رسول الله (ص)، وقال الامام (ع)، في مجتمع يفترض انه الاشد تمسكا بهذه المقدسات واحتراما لها؟ لماذا أصبح قوت اليتامى، والفقراء مستباحا للطبقة الحاكمة، وللاقوياء؟ لماذا لم يعالج هذا الخطاب الفساد، وموجات الكراهية والاحقاد والكذب والنفاق والغش، ...الخ؟ لماذا فشل هذا الخطاب غالبا في بناء مجتمع صالح عبر تربية ابنائه على قيم المحبة، والتسامح، وحب الخير، والصدق، والامانة، والنصيحة، والحرص على الصالح العام، وروح الانسانية، والمسؤولية، الخ؟ وفشل في بناء الايمان بالله تعالى في النفوس قبل كل شئ؟.

***

 يتبع.

مضر الحلو

....................

(١) القمة الحكومية العالمية التي انعقدت في دبي بتاريخ ١٢-١٤ فبراير عام ٢٠١٧م.

شهور قليلة تفصلنا عن موعد الانتخابات، وكما هو الحال في كل مرة ستنشغل وسائل الاعلام بأخبار المرشحين وتحركاتهم، وستمتلئ الشوارع بصورهم ودعاياتهم الانتخابية التي تفوح منها رائحة الكذب والتملق، وستتولى عدد من القنوات الفضائية الرخيصة تزويق وجه (الممارسة الديمقراطية) المزعومة وتبييض الوجوه المعادة، كما سنشهد فتح دكاكين صغيرة بعناوين جديدة تابعة للمولات ــ الاحزاب ــ المتخمة بالأموال وغيرها والتي يراد منها تشتيت أصوات الناخبين وقطع الطريق على القوى الناشئة الطامحة الى تصحيح المسار وتغيير الحال، يضاف الى هذه السلوكيات الماكرة سنشهد وللأسف مقولة  ميكافيللي حاضرة (سيجد المخادع دائما شخصا يسمح لنفسه بالخداع)، هذا هو المشهد المرتقب والمكرر للمسرحية القادمة، فكل الذي  يحدث في مجتمعنا من زيف اخلاقي اسمه (النفاق) هو أمر مؤلم ومحزن حيث يكاد هذا المرض الاجتماعي يشكل ظاهرة تتجلى بوضوح في المناسبات ومنها أيام الحملة الانتخابية التي يطفو فيها على السطح كل انواع الكذب والخديعة والتملق، فهناك من يتمنى للمرشح الفوز ويعلن له دعمه ومساندته وهو في قرارة نفسه يشكك في كفاءته ونزاهته وحتى يشتمه ويتجنب انتخابه . والبعض يتبنى الترويج للمرشح طمعا في عطياته واكرامياته، وهناك من يدفعه الحرج الاجتماعي والعشائري للقيام بذلك وهو في كل الأحوال نفاق يختلف في اسبابه ودوافعه.

 عن موقفي الشخصي من هذا المرض اروي لكم ان أقرب الاصدقاء لي ومحبة لقلبي يوم رشح نفسه للانتخابات في قائمة لدي ملاحظات عليها واتصل بي من أجل ضمان صوتي وأصوات عائلتي أخبرته في نفس المكالمة انني لن امنحه صوتي لأسباب بينتها له وكنت مقتنعا بها جدا أما عن افراد عائلتي فقد قلت له انهم احرار في اختيارهم وطمأنته انهم متوجهون لانتخابه وسوف لن اتدخل في اختيارهم وهو ما حصل فعلا، ما أريد قوله من كل هذا هو ان نكون شجعانا ونتحدث بالحقائق ونعطي لكل مرشح حجمه ولا نبقى نخدع الآخر او نجامل على حساب الوطن الذي وضعنا مصيره على كف عفريت نتيجة المجاملة وعدم المبالاة بأهمية أصواتنا، لقد حان الوقت للصدق مع النفس والتخلي عن الخداع من أجل قطع الطريق أمام المتاجرين بدمائنا وسعادة ومستقبل أجيالنا ولنهتدي بحكمة المثل الكيني الذي يقول (اذا اتحد أفراد القطيع، نام الأسد جائعا) .

***

ثامر الحاج امين

في المثقف اليوم