أقلام حرة

أقلام حرة

كثيرةٌ هي المشاكلُ التي تُنهك المجتمع وتحد من تطوره وازدهاره، ولعل من أكثر المشاكل ضرراً في المجتمع هو الفساد الذي غَيرَ العالم نحو الاسوأ و تشعبت أوجه الفساد بأنواعٍ جمه منها الفساد الاداري والفساد الاقتصادي والفساد الاجتماعي والفساد العلمي والفساد الأخلاقي ومن صور الفساد أيضاً وعلى سبيل المثال لا الحصر هو ظهور الرشوة والخيانة للمسؤوليات من قبل الموظفين وكذلك الاختلاس والسرقة.. إضافة الى "المحسوبية" ورغم أن البعض ينظر إلى المحسوبية بانها مسألة بسيطة ويمكن الاستهانة بها لكن بالعكس المحسوبية خطيرة جداً وهي أزمة متفشية تؤدي إلى ضياع الشباب ودمار الأمم وانهيار المجتمعات. ومع أن جميع الشرائع السماوية نبذت هذا الأمر إلا أن ضعاف النفوس من اصحاب المصالح الذين تغلُب على حياتهم الانانية والجشع فيحاولون الوصول إلى مبتغاهم على حساب الآخرين، ويستخدمون في ذلك نفوذهم في تحقيق هذه المآرب!. وقد تفشت المحسوبية في كل مفصل من مفاصل الحياة وهذا أمر مأسُوفّ عليه والامثلة على ذلك كثيرة ولعل ابسطها تفضيل ابناء المعلمين والمسؤولين في جمع الممارسات المدرسية (درجات،مسابقات، تكريم)على التلاميذ في الصف الواحد وتميّزهم عن غيرهم، فكيف سينظر الأطفال إلى المستقبل وهم في أول السلم من الحياة ويحدث امام اعينهم مثل ذلك النوع من ظلم؟! وكيف ستبنى شخصيتهم؟!، والامثلة كثيرة واذكر منها : التعينات الحكومية واعتلاء المناصب، كتب الشكر داخل المؤسسات، تعاملات في البنوك والدوائر الخدمية، القبولات الجامعية، المنح، الدراسات العليا، المسابقات في جميع المجالات الادبية والعلمية.. الخ القائمة طويلة جداً، وللمحسوبية آثار كبيرة فهي تغبن حق الفرد فيصبح من الصعب التمييز بين الكفاءات المتميزة وبين اولئك الذين وصلوا على اساس الحسابات المعرفية . أما عن آثار المحسوبية والواسطة فهي كثيرة يمكن أن أذكر منها ضياع حقوق المتميزين والموهوبين واصحاب العقول النيرة، انتشار الفقر والجهل و تهميش الآخر، تركيز الاموال بأيدي فئة على حساب الفئات الأخرى، هجرة العلماء والمثقفين واصحاب العقول إلى الخارج من أجل الوصول إلى مجتمع تسوده العدالة والضمير الحي.

ولابد هنا من الاشارة إلى ضرورة اتخاذ الاجراءات اللازمة من أجل القضاء على هذه الظاهرة ومنها تشريع قوانين وعقوبات صارمة على كل من يرتكب هذا السلوك، اقامة خطط توعية باستعمال أساليب مختلفة لإيصال الفكرة وعن طريق وسائل الاتصال الجماهيري وكذلك وضع رقابة دقيقة في الدوائر الرسمية وغير الرسمية لرصد تلك الحالات وبالإضافة إلى وضع لجان من قبل كافة الوزارات ويفضل أن تكون مرتبطة بخبراء نفسيين مع كوادر اعلامية من اجل قيادة حملات للتوعية والارشاد حول جميع هذه الممارسات الغير صحية في دوائر ومرافق الدولة، وبقيّ أن أذكر أن على الانسان أن يضع مخافة الله نصب عينيه واستشعار مراقبته في السر والعلن ليسمو المجتمع حر نزيه يقوم على اعطاء كل ذي حق حقه وبذلك تعمر البلدان وتصان الاوطان ويعم العدل المساواة بين افراد المجتمع الواحد.

***

سراب سعدي

النائب العام والمنقوش

لم يعد هناك شيئا مستورا، لقد كشف الصهاينة وبكل صراحة رغم ما يمثله الاعلان من ضرر عليهم، من حيث تباطؤ عملية تطبيع بقية العرب والافارقة معه، او الغضب الامريكي من التسريب عن اجتماعات روما، رغبة المسؤولين الليبيين وعلى مدى 12 سنة عن رغبتهم الملحة في اقامة علاقات متميزة  بمختلف المجالات ليقينهم التام ان ذلك سيساهم في دعمهم دوليا وامريكيا على وجه الخصوص والابقاء عليهم في السلطة اطول فترة ممكنة.

 ليس لدى حكامنا أي مشكلة في ذلك ضاربين عرض الحائط بكل المبادئ الوطنية ونصرة الشعب الفلسطيني الذي يرزح تحت نير الاحتلال على مدى عقود من الزمن، وتعرض جزء كبير منه للتهجير وسلب  ممتلكاته، وتدنيس مقدساته واعتبار ان القضية الفلسطينية هي القضية التي تنال دعم كافة الشعوب العربية حيث شاركت شعوبنا العربية في كافة الحروب ضد الكيان المغتصب لفلسطين.

الحديث عن إنشاء لجنة لتقصي الحقائق بالموضوع نعتبره امرا شكليا ليس الا،فالامور واضحة وضوح الشمس في عز النهار، وفي البلدان الحرة ذات السيادة لا يتوقف الامر عن الوزيرة المختصة بل يطال رئيس الحكومة لأنه على علم (ان لم نقل بأمر منه) بما حدث من لقاءات بين مسؤولين ليبين وصهاينة، وقال رئيس اتحاد اليهود الليبيين، رفائيل لوزون ان هناك العديد من اللقاءات تمت خلال مؤتمر نظمه لوزون عام 2017 في جزيرة رودوس، كما ذكر لوزون ان عديد الصهاينة قد زاروا العاصمة خلال الايام الماضية، وقد اعتبر ايلي كوهين اللقاء مع وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش بانه تاريخي وخطوة أولى في العلاقة بين الصهاينة وليبيا.

 وزارة الخارجية هي الجهة المسؤولة عن تنفيذ ومتابعة العلاقات الخارجية تنفذ سياسات الحكومة، بمعنى ان الوزيرة لن تفعل شيئا دون استشارة رئيس الحكومة ،كما ان المجلس الرئاسي يعتبر مسؤولا اولا عن العلاقات الخارجية، بالإضافة الى اعتباره القائد الاعلى للجيش الوطني وفق التفاهمات التي تشكلت على اساسها الحكومة والمجلس الرئاسي الحالي.

حكومة الوحدة الوطنية هي الحكومة التي اتهم بعض أعضائها بالفساد وتم توقيف بعضهم لفترات محدودة ثم منحت لهم صكوك الغفران ليعودوا وبقوة الى ممارسة اعمالهم.

ربما استخدمت وزيرة الخارجية كمطية للتطبيع، وقد تكون كبش فداء ليتم التغاضي (تغييب الحقائق)عن هذه الجريمة التي (خطط لها مسؤولينا خلال العقد الاخير)لاقت غضبا واستنكارا من الشعب الليبي بمختلف اماكن تواجده، لقد حالت وزارة داخلية الدبيبة دون السماح لليبيين بالتظاهر بحرية والتعبير عن مشاعرهم من خلال تواجد المدرعات وقوة مكافحة الشغب / الشعب بمختلف الميادين والساحات بالعاصمة طرابلس، في حين اكتفى الشباب بحرق الاطارات تعبيرا عن غضبه.

المؤسف له حقا ان تخرج بيانات من بعض المناطق تحاول تضليل الراي العام بان ايا من ابنائها لم يذهب الى فلسطين المحتلة، نعم صحيح ولكن الابناء شاركوا في الاعداد للقاءات المختلفة التي جرت خارج الوطن ومنها لقاء روما، الذي فضح الجميع واسقط عنهم ورقة التوت وتشدقهم بالعروبة والاسلام لم يكن الا لأهداف شخصية.

ان الشعب الليبي الذي صبر على السلطة الفاسدة التي اتعست حياته وجعلته غير قادر على توفير الحاجات الضرورية لن يغفر لها جريمتها في حق الشعب الفلسطيني المضطهد والمشرد.

***

ميلاد عمر المزوغي

كلمات هذا الجزء: "كباب- كديش - گرصة -زكرتي – جوزل - گصيل - كلاو - گمط - گوصرة – خاچية". شكرا لكم مقدماً على تعليقاتكم انطلاقا من لهجاتكم العربية الجميلة تصحيحاً وإضافة: وأود الإشارة إلى أن أرقام هذه الفقرات وصياغتها اللغوية ليست نهائية فهي مسودات عرضة للتغيير والحذف والإضافة؛ سيكون ترتيب الفقرات أدناه كما يلي: رقم الفقرة ثم الكلمة كما تلفظ في اللهجة العراقية ثم علامة مساواة وبعدها لفظ الكلمة في اللهجة المندائية بين قوسين ثم معنى الكلمة في المندائية فمعناها في العراقية فرأيي الشخصي بهذا التخريج مع التوثيق المعجمي:

436- كباب =(كباب) يقول المؤلف أنها من الفعل گبَّ في المندائية ولم يذكر معناه، ولكنه عاد وذكر أن "هذه الكلمة وردت في الأكدية بلفظ "كبابو" وقد حفظتها المندائية بعدها". والمفردة موجودة أيضا في العربية نقرأ في معجم المعاني (كبَّب اللَّحمَ جعله كباباً: هو يكبِّب الكبابَ ونحن نأكله). وأصلها في لسان العرب لابن منظور هو (تكبَّب الشَّيءُ: صار على شكل كُبَّة، وهي ما جمع من الصوف أو الغزل على شكل كرة). وفي المعجم الوسيط نقرأ (الكَبَابُ: اللحمُ المُقطّع يُشْوَى على الجَمْر). سبق وأنْ قلنا إن المندائية هي فرع أو لهجة من اللغة الآرامية، والآرامية والعربية والأكدية بلهجتيها البابلية والآشورية لغات شقيقة من عائلة لغوية واحدة ولا تثريب على وجود مفردات كثيرة مشتركة في هذه اللغات.

441- كديش =(كدش) وتعني في المندائية يقاتل، يضرب، يطعن. وهذا المعنى لا علاقة له بهذه المفردة العربية الفصيحة والواردة في العامية العراقية وعاميات عربية أخرى ونقرأ في المعجم المعاني والمعجم الوسيط: " الكَدِيشُ: الفرسُ غيرُ الأَصيل". ذكرها المعجمي السعودي محمد بن ناصر العبودي في معجمه "كلمات قضت" قال: "الكديش من الخيل: الرديء غير الأصيل منها، حصان كديش وفرس كديش، ويصفون به الرجل غير الحصيف". والكلمة معان أخرى في المعاجم القديمة كلسان العرب ومختار الصحاح وتاج العروس. ويبدو أن المفردة من المُولَّد أي المُحْدَث.

449- گرصة =(گريساتا) وتعني في المندائية ما يصنع من طحين الحنطة، والمؤلف ينكر أي علاقة لهذه الكلمة بكلمة "قرص" العربية ويعتبرها آرامية لأنها مشتقة في نظره من الفعل المندائي (گرص) الذي يعني طحن وسحق. وهذا تخريج مفتعل ولا معنى له فالگُرصة هي القُرصة ملفوظة بقاف حميرية (جيم قاهرية) والكلمة عربية وموجودة في العديد من اللهجات العربية ولا تحتاج إلى لف ودوران!نقرأ في المصباح (القُرْصُ: معروف والجمع أقراص مثل قفل وأقفال، و "قِرَصَةٌ" مثل عنبة، و "قَرَّصْتُ" العجين بالتثقيل: قطعته "قُرْصًا قُرْصًا") وفي الصحاح (ويروى "قَرِّصيهِ" بالتشديد. قال أبو عبيد: أي قَطِّعيهِ به. بالضم والقُرْصَةُ من الخبز).

458-زكرتي = (گزل) لاحظ الفرق اللفظي الكبير بين الكلمتين. ويشتقها من الكلمة في الفقرة السابقة (جزيرة - يگزر) وتعني الكلمة في العامية كما يقول الأعزب المنفرد. ومعروف أن كلمة زقرت وزكرت كما تلفظ في العراق والشام كلمة تركية تعني الشاب المفلس وخالي الجيب ولكن المهتم كثيرا بهيئته، أما في العراق والشام فيعنون بالكلمة الشاب العازب غير المتزوج وفي الشام يضيفون إليها صفات أخرى من قبيل الخلوق الشجاع.

460-جوزل =ويشتق المؤلف كلمة (جوزل) من المفردة في الفقرة السابقة ويقول إنها تعني اقلع واترك ويضرب لها مثالا في قولهم (جوزل أحسن لك)! وما أعرفه أن الكلمة لا تقال بهذا اللفظ "جوزل" بل "جوز" أي توقف وتجاوز أو جاوز هذا الأمر واتركه. وربما خلط المؤلف الكلمة بما بعدها من قبيل (لَك =ويلٌ لك، وتلفظ في اللهجة الشامية ولاك)، فيقال (جوز لَكْ من هذه الحركات البايخة) فجعلها المؤلف "جوزل"! ويمكن أن نستشهد بالكثير من العبارات التي تؤكد ما نقول ومنها قولهم (هذا الولد ما يجوز من المشاكل...)، ومن ذلك أيضا، نتذكر الأغنية المشهورة للمطربة الراحلة عفيفة إسكندر والتي يقول مطلعها:

جوز منهم لا تعاتبهم بعد جوز...شِلك عدهم ناس ما إلهم عهد جوز.

465- گصيل =(كُسيل) وتعني في المندائية قطعة أو شريحة. أما في العامية فتعني الحشيش والعشب المقطوع أي المجزوز. والكلمة عربية فصيحة ونقرأ في لسان العرب (القصيل ما اقتُصِل من الزرع أَخْضَرَ، والجمع قُصلان، والقَصْلة: الطائفة المُقْتَصَلة منه، وقَصَل الدابةَ يَقْصِلُها قَصْلاً وقَصَل عليها: علفها القَصِيل)، وفي معجم المعاني (قصيل: مقطوع. - قصيل: زرع يقطع أخضر لعلف الدواب). والمؤلف يعرف ذلك ويكتب (والكلمة ترد في اللغة العربية على قصيل أيضا)، ولكنه يرجح أنها (قد جاءت من الكلمة في اللغة المندائية)!

471- كفار =(كفار) والأصح گُفار بالقاف الحميرية. وتعني في المندائية يمحو يحذف يخلو. وفي العامية تقال على الطعام الخالي من اللحم والأدام فيقال التمن (الرز) گُفار، إذا كان يخلو من السمن أو المرق واللحم. والكلمة عربية فصيحة وتلفظ بالقاف العادية "قفار" من قفر ومقفر ونقرأ في معجم المعاني (القَفْرُ: الخَلاءُ من الأَرض لا ماءَ فيه ولا ناسَ ولا كَلأَ) وفي الرائد (أقفر: جاع. - أقفر البلد: وجده خاليا مقفرا). ولأبي العلاء المعري بيت يصف فيه طعام عشائه بأنه قفار:

أقفرتُ منْ جهتينِ: قَفرِ مَعازَةٍ ........ وطعامِ ليلٍ جاءَ، وهو قَفار

475- كلاو =(كلولا) تعني في المندائية حجاب غطاء. واللفظ المندائي بعيد عن لفظها في العامية العراقية وكذلك معناها فهي تعني في اللهجة العراقية قبعة مخروطية توضع على الرأس وتعني أيضاً الخدعة وتستعمل بالمعنيين كُلّا في سياقه. لم أجد لها جذر في اللغة العربية فليس كل ما ليس له جذر عربي يكون مندائياً حكماً حتى إذا كان بعيداً لفظاً ومعنى، فقد تكون قادمة من لغة أخرى! وهناك رأيان في أصل كلمة كلاو. الأول إنها كلمة فارسية تعني القبعة الصغيرة توضع على الرأس، والثاني يرجعها إلى كلمة كلون (CLOWN) الإنكليزية والتي تعني المهرج.

480- گمط =(گمط) يقمط يشد يقيد. وهذا هو معناها أيضا في اللغة العربية القديمة. نقرأ في لسان العرب (قَمْطُ: شَدٌّ كشدّ الصبيّ في المَهْدِ وفي غير المهد إِذا ضُمّت أَعضاؤه إِلى جسده ثم لُفَّ عليه القِماطُ. قال ابن سيده: قَمَطه يَقْمُط ويَقْمِطُه قَمْطاً وقَمَّطه شدَّ يديه ورجليه، واسم ذلك الحبل القِماطُ والقِماط: حبل يُشَدُّ به قوائم الشاة عندما تذبح، وكذلك ما يُشدب الصبيُّ في المهد، وقد قَمَطْت الصبيَّ والشاةِ بالقِماط أَقْمط قَمْطاً وقُمِطَ الأَسِير إِذا جُمع بين يديه ورجليه بحبْل. والقِماط: الخِرق العريضة التي تَلُفّها على الصبي إِذا قُمِط، وقد قَمَطَه بها".

491- گوصرة =(أوصرا) تعني في المندائية ذخيرة وخزين. والكلمة عربية فصيحة وكثيرة الورود في النثر التراثي العربي وتعني في العراق والجزيرة العربية وعاء من "خوص النخيل يرص فيه التمر". نقرأ في معجم المعاني والمعجم الوسيط: "القَوْصَرَّةُ: وعاءٌ للتَّمْر من قَصَبٍ". وفي "لسان العرب" نقرأ (القوصرة: وعاء من قصب يرفع فيه التمر من البواري، قال: وينسب إلى علي، كرم الله وجهه: أفلح من كانت له قوصرة، يأكل منها كل يوم مرة". وهناك كتاب طريف بعنوان " كتاب «قوصرة الثمرات» لمؤلفه الإماراتي على الأرجح محمد جبر التميمي، جمع فيه أشتاتا من الكلمات العامية الخليجية وفي عنوان كتابه يقول (القوصرة والجراب والقَلَّة، فهذه تسميات محلية إماراتية وعمانية مأخوذة من فصيح اللغة، للأوعية التي تعمل لحفظ التمر، وكانت هذه الأوعية تحاك من خوص النخل، والخوص لمن لا يعرفونه، هو السعف والورق الذي يتدلى من الجريد. فعلى سبيل المثال، فإن القوصرة وعاء دائري كبير، والجراب مستطيل الشكل، والقَلَّة دائرية...).

496- خاچية =(گاا + شيا) ويقول المؤلف إنه لم يجد كلمة مندائية واحدة تعنيها لذلك اضطر الى نحتها من كلمتينهما (گاا) وتعني السرور والبهجة، و(شيا) وتعني البريق واللمعان ولا أدري ما العلاقة بين هذا المزيج من المعاني والكلمات و(الخاچية)! والخاچية هي عباءة (بِشت) رجالية صيفية غير مذهّبة شائعة في وسط وجنوب العراق، مصنوعة من غَزِل خفيف شفاف بعض الشيء وتلبس فوق الدشداشة مع الغترة والعقال في لباس أهل الريف المعاصر أو فوق الصاية في اللباس التقليدي لأهل الحظر ورجال الدين، وتحاك من غزيل صوف الغنم والذي يغزل عادة من قبل النساء/ الموسوعة الحرة". وأرجح - وهذا هو رأي المعجمي الراحل إنستاس الكرملي كما ذكر المؤلف نفسه - أن الكلمة تلفظ بالكاف مع كشكشة ربيعة " خاچية/ خاكية"، ربما نسبة إلى لون الخاكي "الكاكي: هو درجة من اللون البني الفاتح مع مسحة صفراء، وأصل كلمة كاكي من اللغة الأوردية وتعني فيها اللون الترابي، ثم أخذتها اللغة الإنكليزية" أما في الولايات المتحدة فيعني هذا اللون الزيتوني أو الترابي المائل الى الأخضر، رغم أن ألوان الخاچية العراقية متنوعة تنوع صوف الغنم الذي تحاك منه، ولكن اللون الواحد والغالب في البداية وهو الخاكي لكثرته قد يعم لاحقاً في العَلَمية ليصير اسما لقطعة اللباس نفسها.

***

علاء اللامي

ظاهرة عراقية بإمتياز، لا مثيل لها في الدول المجاورة ودول الأمة الأخرى، وتتكرر عبر الأجيال. فلو نظرنا لِما حصل في القرن العشرين للأشخاص الذين برزوا بميادين الحياة المتنوعة، لتبين أنهم تعرضوا للتصديات والمعوقات والعدوان على ما يمت بصلة إليهم.

ولو تابعنا مسيراتهم، فسنجد معظمهم غادروا الوطن، وإنتهوا في بلاد الآخرين، وما ظفروا بإعتبار أو قيمة في وطنهم وهم أحياء.

وحالما يُعلن نبأ وفاتهم، تستيقظ الغيرة والحماسة، بإدعاء محاسنهم وأنهم أبناء الوطن، وما منهم مَن تم تكريمه وهو حي إلا فيما ندر.

مات فلان وإذا به يبدو وكأنه لا يتكرر ولا كمثله في الدنيا، وتبدأ أحاديث النفاق والرياء والتفاعل المريب معه، والبعض يستغله لتمرير أجندات معينة.

لو سألت عن أي مبدع وذي عقل فاعل في البلاد ستجده ذليلا، إن لم يكن صاحبا للكرسي!!

الكراسي لها دورها في الموضوع، لأنها تمضي على سكة أما أن تكون معي أو أنت عدوي، فيكون المبدع الحر عدوا ولابد من محاربته وحرمانه وتمريغ رأسه بالذل والهوان، وعندما يموت يكون قد رحل وحان وقت التفاعل بوجه آخر معه.

في حياته عدوّي وعند مماته صديقي العزيز، وتلك لعبة غبية تسمى سياسة، وما هي كذلك؟

وعندما تسأل عن الشعب، فهو بلا قدرة على النعبير عن رأيه، ويتعبّد في محاريب الكراسي، فالشعوب مطية حكامها، شئنا أم ابينا.

والقضية الأخرى الفاعلة في الحالة، نشاطات لاواعية في أعماق الناس تأخذها إلى فضاءات التفديس والتنزيه للأموات، وكلما إبتعدوا في زمانهم تراكمت التوصيفات التقديسية المغالية حولهم، حتى تجد القرون المتوالية تلقي بأحمالها عليهم، فتخرجهم من بشريتهم، وترفعهم فوق العرش درجات، وبتكرار التداعيات المتصلة ببعضها، تجدنا أمام أهوال توصيفات، تمحق العقل، وتتجذر في النفوس والأعماق المتأججة بعواطف ملتهبة ذات إقترانية عالية.

وهكذا يعاني الأحياء المبدعون، وكأن تأنيب الضمير يأخذنا إلى عوالم التكفير عن سيئاتنا بتقديسهم الوهمي الفتاك.

فهل من موضوعية وعقل قويم؟!!

***

د. صادق السامرائي

ظهرت المقولة المشهورة: "وراء كل رجل عظيم امرأة"، في واقعة غريبة كان القصد منها الانتقام من الزوج. فكثير يخلط المقولة مع قصص أخرى مثل قصة "توماس ديسون" أشهر مخترع في العالم .. كان توماس أديسون طفلًا يعاني من نقص عقلي حولته والدته إلى عبقري".

القصة الحقيقية للمقولة:  ٲقامت شركة كبيرة رحلة لعمالها على ضفاف بحيرة، ولما كانت البحيرة مليئة بالتماسيح، راهن صاحب الشركة عماله بدافع التسلية أن من يعبر البحيرة سابحًا بسلام إلى الضفة الأخرى يحصل على مليون دولار .

وإن التهمته التماسيح يحصل ورثته على مليون ونصف مليون دولار.

لم يفكر أحد من العمال في القفز إلى البحيرة. وفجأة شاهد الموظفون أحدهم، وهو يقفز ويجتهد سابحًا لاهثًا تلاحقه التماسيح حتى عبر البحيرة سالمًا.

أصبح الرجل الفقير ابن القريه مليونيرًا وأصبح أعظم شخصية في عائلته وقريته منذ تلك اللحظة، ولكنه أصر على معرفة من دفعه من الخلف ليسقط في البحيرة، فإذا هي زوجته.. وبالطبع كانت تريد أن تلتهم التماسيح زوجها لتحصل علي الرهان ... !

ومنذ ذلك اليوم ظهرت المقولة المشهورة: "وراء كل رجل عظيم امرأة" ولكن المقولة دائماً ترتبط بقصة أم توماس أديسون...، بخلاف عن سبب إنتشار المقولة في واقعة البحيرة ..!!

عندما كان توماس أديسون طفلاً صغيراً، عاد إلى المنزل من المدرسة وأعطى والدته مذكرة كلَّفه أحد الأساتذة بتسليمها إلى ولي أمره...

قرأتها والدته، (نانسي إليوت). أمام نظرات ولدها المترقبة لمحتوى المذكرة...!!

اغرورقت عيناها بالدموع وهي تقرأ الرسالة بصوت عالٍ لطفلها: "ابنك عبقري. هذه المدرسة متواضعة جدًا بالنسبة له وليس لديها معلمين جيدين بما يكفي لتعليمه. من فضلك، علِّميه في المنزل"

عانقت "نانسي" ولدها وأخبرته ألّا يقلق، وأنها مِن تلك اللحظة ستهتم بتعليمه بنفسها، وهذا بالضبط ما حدث.

بعد سنوات من وفاة والدته أصبح توماس أديسون أحد أعظم المخترعين وأكثرهم شهرة في العالم

وعندما كان يمر بخزانته القديمة ، وجد الرسالة المطوية من معلمه . فتحها ووجد الرسالة الحقيقية التي قرأتها والدته...منذ كان صغيراً...،

"ابنك متخلف عقلياً. لا يمكننا السماح له بالذهاب إلى مدرستنا بعد الآن "انها الأم

مربيه الأجيال...!!

***

محمد سعد عبد اللطيف

كاتب وباحث مصري في الجغرافيا السياسية

من قساوة الدنيا..أننا نستيقظ صباحاً فنسمع عن وفاة نجمين لامعين مثل ياس خضر وكريم العراقي المحبوبين جماهيرياً على المستوى المحلي والعربي، مر يوم حزين برحيل الشاعر العراقي صاحب القصائد الرائعة في حب الوطن والمرأة والغزل الكريم في اسمه وقصائده ومشاعره .. أتذكر في إحدى لقاءاته ردَّ على سؤال الإعلامي عن بعض الفنانين الذين رغبوا بالعمل معه متسائلين لماذا أكثر قصائد كريم تذهب للساهر؟ فأجاب: ” هذه القصائد خُلقت لكاظم ومن غير الممكن أن يغنيها مطرب آخر ”، وهذا أجمل ما قاله رحمه الله في لقاءته بالنسبة لي، لأن الشاعر ليس شخصاً يكتب الكلام ويلقي الأبيات الشعرية أمام الناس بل أن يُخرج من قلبه وإحساسه جواهر تترجم إلى أعمال فنية متميزة وخالدة بصوت تُخلق له، وهذا دليل ثقافة وإبداع الإختيار.

كنّا نسمع عن شخصيات ثقافية من فنانين ورسّامين وكتّاب معروفين يحزن معجبيهم ومحبيهم لغيابهم الأبدي، والحقيقة لم أشعر بهذا الأمر في السابق لكن العمر فعلاً بدأ يجري بل يمضي بسرعة البرق، وصرنا جيلاً يودّع مبدعيه وزملاءه الذين يحكم القدر بوفاتهم في حادث سير أو معركة مع الارهاب رغم صِغر سنهم .

تبقى الحياة مليئة بالغرابة، ومن غرابتها مصادفة وفاة شاعرين رائعين للعراق بتأريخ واحد .. الشاعر الشعبي جبار رشيد في مطلع أيلول من عام 2020، وكريم العراقي وياس خضر بنفس اليوم من هذا العام، ولكي لا نكذب على أنفسنا ونكون صريحين نحن جيل أو جمهور ليس بقارئ أو مثقف بإستثناء شريحة مثقفة واعية شكّلها أساتذتنا وكتّابنا وشعرؤنا، وأذكر أن أحدهم قال لي: (ما أعرف كريم العراقي ما سامع بي)، بل أن البعض منا عرفه عبر صفحات الانستغرام والفيسبوك، وهذا الأمر كان في صالح كثير من نجوم الإبداع الذين كُشف الستار عنهم أكثر بعد انتشار الثورة التكنولوجية في العالم الرقمي .. فالحمد لله هذه أيضاً من ايجابيات الإنترنت والسوشال ميديا التي ينتقدها البعض، لكن العراقي رغم أنه كان نجماً، ونجوميّته تضاهي المطربين، إلا أنه كان إنساناً متواضعاً وكريماً بمشاعره وأخلاقه هذا ما ذكره الكاتب عبد الرزاق الربيعي، وأنه من النادر أن يحقّق الشاعر نجوميّة في مجتمعاتنا العربيّة، لكن كثيراً ما كان يقاطع جلساته أينما حلّ شباب يطلبون التقاط صور تذكاريّة معه، ويضيف الربيعي، (من الطرائف أننا خرجنا ذات يوم من دار الأوبرا السلطانية، بعد حفل المطرب كاظم الساهر، وكان قد تزاحم الجمهور عليه، مثلما تزاحم على حفل الساهر، فخرجنا بصعوبة، متوجّهين إلى أحد المطاعم، فاشترطتُ عليه أن نطلب وجبة طعام (سفري)، تجنّبا للمعجبين، فوافق، وحين جلب عامل المطعم الوجبة إلى السيارة التي تقلّنا، وكان مصريّ الجنسيّة، تفحّص وجه العراقي، وصاح: الله ! ايه النور ده، كريم العراقي؟ ممكن اتصوّر معك؟ فإلتفت لي كريم ضاحكاُ، وقال: شفت شلون أبو دجلة؟ هاي ما لي علاقة بيهه وين أضم روحي بعد؟، وكان كريماً معه، كما هو الحال مع جميع من يقابله، رغم كل ما مرّ به من صعوبات وانتكاسات).

قصائد العراقي كثيرة وجميعها رائعة لأنها تحمل فكرة وأحلاها لما استعارت معطفي، وشكد صار اعرفك ماعرفتك، لا تشكو للناس جرحاً أنت صاحبهُ، ودكيت باب الجار كل ظنتي بابك .

***

ابتهال العربي

غريب..! أمر بعض الشيوخ الخطباء، تراه يترجل من سيارة حديثة، خرجت من مصانع الغرب الكافر، لكنه في الوقت نفسه يسخر من هذا الغرب الذي يحسدنا على ما نتمتع به. يجلس الشيخ على المنبر ينظر في وجوه الناس الذين يريدون الاستماع إلى خطبة تفيض عليهم بالمحبة والرحمة، والتآخي، فإذا به يطالبهم بان يرضوا بالمقسوم، ثم يصرخ محذرا:

"هناك من يأتي من دبي أو أوروبا متعجباً، مندهشاً يتحدث عن الشوارع والرفاهية "، يصمت الشيخ قليلاً ثم يضيف: وبعدين". وهذه "البعدين" عند الشيخ هي القيم التي غابت عن هذه البلدان، حيث يرى الشيخ وهو يستحدم كل أدوات الغرب لتوصيل خطاباته،إن اوربا "الكافرة"تعاني من أزمات اقتصادية وسياسية، وإنها تتطلع الينا خائفة من مصير مجهول، ولأن الشيخ لا يريد أن يختفي عن الأضواء، فكان لابد أن ينتهج نهج نعيم عبعوب الذي وصف دبي ذات يوم بأنها مدينة من ورق، وأن بغداد تحت إدارته أفضل من نيويورك وطوكيو معا! بعد سنوات سنشاهد عبعوب يتجول في إحدى مدن أوروبا متنعماً بأموال بغداد التي "لطشها" في وضح النهار، فيما مطار دبي استقبل في الربع الأول من عام 2023، ما يقارب 22 مليون مسافر، ونشاهد على الفضائيات العالم كله يتجول في دبي، والشركات الكبرى تبحث لها عن مكان في هذه المدينة التي لا تتوقف حركة العمران فيها .

عن أي قيم يتحدث الشيخ،عن اللصوصية التي تغلغلت في معظم مؤسسات الدولة، عن إباحة سرقة المال العام، عن الإحصائيات الدولية التي تقول إن العراق من البلدان التي فيها أكبر عدد من المفقودين، عن ناطحات السحاب التي تزين شوارع العاصمة بغداد، عن حركة السياحة التي ننافس فيها سنغافورة، عن الاقتصاد الذي سنتفوق فيه على اليابان "الكافرة"؟. لم يكتف الشيخ بخطبته العصماء عن دبي وتخلفها أمام العراق، بل أراد أن يضيف بعض التوابل متهماً المثقفين في العراق بأنهم يروجون للرذيلة، وقبل أن تسأل كيف وأين؟، يقول لك الشيخ: إنهم يطالبون بقوانين لإنصاف المرأة.

هل انتهت فصول الكوميديا؟ بالتأكيد لايزال العرض مستمرا، فالشيخ مصر على أن البناء والتنمية ومحاسبة الفاسدين أمور دنيوية، علينا أن لا نشغل عقول الناس بها، فقط من حق الشيخ أن يتمتع برفاهية الدنيا، أما الذين يسكنون في بيوت الصفيح، والفقراء الذين أخبرتنا إحصاءات وزارة التخطيط قد وصل عددهم أكثر من 10 ملايين مواطن، والبطالة وغياب العدالة الاجتماعية، فهذه أمور لا قيمة لها أمام القيم التي جاءت بها الديمقراطية العراقية .

المؤسف أن البعض لايزال يعيش عقدة البلدان التي حققت السعادة والرفاهية لمواطنيها.

***

علي حسين

اللسان، قطعة اللحم هذه التي لايتجاوز وزنها عشرات من الغرامات، قال فيه كثيرون، وتكلم عنه الرائحون والغادون، وقطعا قالوا ماقالوه باستخدام ألسنتهم أيضا، فصار اللسان هو المقصود والغاية، وهو الأداة والوسيلة في آن واحد وآنية واحدة. وليت الذين قالوا فيه وعنه وبه، وضعوا له قدرا يليق بدوره في حياتنا، إذ لانفع فيما يقول اللسان إلا بالفعل والتطبيق، وإلا باتت وظيفته لغوا فارغا ولغطا أجوف، وقد قيل في هذا:

وزن الكلام إذا نطقت ولا تكن

ثرثارة في كل نادٍ تخطب

  إذ نرى كثيرين بين ظهرانينا لايجيدون التفوه إلا برديء الكلام ورخيصه وبما لاجدوى منه، ومن المؤكد أن أول من يحاسب على قطعة اللحم هذه، هم المتقولون الذين هم عن مصاديق القول ناؤون، ولاسيما المسؤولون منهم، والذين سيُسألون يوما عما نطق به لسانهم، وما يترتب عليهم من التزامات تجاه رعيتهم، إذ كلنا راع وكلنا مسؤول عن رعيته، وليت المسؤولين في بلدنا العراق يعون نتائج ما سيسألون عنه.

  ما ذكرني باللسان وما يأتي به، هو كثرة استخداماته اللامجدية واللامنطقية، من قبل متبوئي مراكز القيادة والتحكم وصنع القرار وتنفيذه في بلدنا، وهم كما قيل: (عدد النجم والحصى والتراب). إذ نراهم كل حين يطلون على واجهات الأحداث بتتالٍ لايتوقف، وتوالٍ لايفترّ، وتعاقب لاينقطع، ولعلي أوفق إن شبهت تعدد وجوههم بمثلنا الدارج الذي يقول: (شكول شكول ورد الباجلا)!

  وهم يملأون ساحات البلد وعلى وجه الخصوص السياسية بكل أبعادها، فمنهم منظور فيها، ومنهم غير منظور، ومنهم خلف الكواليس، ومنهم أمامها وليته كان مع من هم خلفها، إذ لايجيد من الأدوار غير التبجح بقباحة وصلافة بما ليس فيه من خصال، فيعكس إذاك صورة مشوهة -وهي فعلا كذلك- لمعيته. ومنهم "فضائي" لايُرى بالعين المجردة، ولا بعين المجهر، إذ لايليق النظر اليه إلا بعين التحقير والتصغير. ومنهم من ينطبق عليه المثل: (إذا حضر لايُعد وإن غاب لايُفتقد) ومنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر، وقطعا جميعهم مابدلوا تبديلا إلا للأردأ والأسوأ.

  وباعتماد مثلنا: (الرجال مخابر وليس مظاهر) يكون تبويب هؤلاء على أنماط وأصناف عديدة، فمنهم نزيه -وهذا ماندر- ومنهم غير ذلك، ومنهم فعّال -وهم قلة- ومنهم قوّال (باللام او بالدال) وهم كثر، ومنهم المتمنطق والمتفلسف والمتحذلق، وجلهم -إن لم يكن كلهم- ممن يستمعون القول ولا يتبعون أحسنه، وكذاك لاينطقون إلا أسوأه. وبين هذا وذاك، يتقلب العراقيون على صفيح ساخن من الحرمان وضنك العيش وترديات الأحوال.

  ومع قلة اولئك او كثرتهم، يبقون ملزمين بالامتثال الى القول السليم البعيد عن الثرثرة والخطل والعيب، فهل هم فاعلون هذا؟ مايؤسف له، أن اللسان أضحى أداة لمن هب ودب من المخلوقات البشرية التي أتت على بساط المحاصصة، تدفعها رياح الكتل والأحزاب لتهبط -والأحرى تجثم- على ثروات العراق في مؤسساته كمضخة ماصة شافطة لافطة. وبعلم ودون علم، يطوعون ألسنتهم للأقاويل، ويسخرونها كمطية لحمل أثقالهم -والأحرى أدرانهم- بمفردات تنأى عن الثقافة والكياسة، بل حتى الأدب والخلق الحسن، فتستحيل إذاك تصريحاتهم وخطبهم الى تنهيدات ثمل أضاع ثمالة كأسه، أو هلوسة مرعوب من أضغاث كوابيس، يلقون بظلالها الثقيلة على المواطن المسكين وهو بأمس حاجة إلى بادرة خير، لا إلى هذيان و(سوالف) ورحم الله شاعرنا سعد محمد البهادلي حين قال:

إليّ بالمعالي كان ماكان

وعلي هسه يتفلسف كان ماكان

بطران ويسولف كان ماكان

ولك ياكان والكانون بيه

***

علي علي – كاتب وصحفي عراقي

تشهد القارة الافريقية استفاقة لأجل التحرر من ربقة الاستعمار الأوروبي (ثمان دول شهدت مؤخرا انقلابات عسكرية) الذي وان خرج ظاهريا منذ 7 عقود الا انه وللأسف لا يزال، فالأوروبيون يسيطرون على القرار السياسي من خلال المحافظة على اتباعهم في السلطة والتحكم في اقتصاديات الدول من حيث استغلال مقدرات الدول الطبيعية المتمثلة في النفط والغاز وبعض المعادن الثمينة ،وقد ذكر احد قادة الانقلاب باننا لم نستفد من المساعدات البسيطة طوال العقود السابقة بل اتكلنا على غيرنا في كل شيء، فلماذا لا نتولى امورنا بأنفسنا ونقيم علاقات ندية مع الدول الاخرى ونتحمل مسؤولياتنا ام شعوبنا؟.

المؤسف له حقا ان المستعمر الفرنسي وفق كلام ماكرون بانه لا يزال على اتصال مع الرئيس النيجري المخلوع ولا يعترف بالانقلابين، الذين طلبوا من السفير الفرنسي مغادرة البلاد لأنه شخص غير مرغوب فيه، كما طالب المجلس العسكري الحاكم في النيجر برحيل القوات الفرنسية، وقد رفض المستعمر الفرنسي ذلك ما يدل على انه يريد البقاء فيها والاستمرار  في استغلال خيراتها ومصادرة حرية شعبها الذي خرج في تظاهرات مناصرا للتغيير.

الدول التي تدور في فلك فرنسا والتي تشكل تكتلا اقتصاديا بغرب القارة والتي تسمي نفسها الاكواس تحاول جاهدة التدخل في الشأن النيجري واجهاض عملية التغيير واعادة بازوم الى السلطة وان ادى الامر الى التدخل العسكري بدعوى عودة الشرعية الى البلد، وفي الحقيقة انهم ذراع فرنسا في القارة، كما انهم يخشون التغيير الذي قد يطالهم بسبب الفساد المستشري في بلدانهم وقمع شعوبهم ،وان وصولهم الى السلطة جاء بانتخابات مزيفة باستعمال المال الفاسد وشراء الذمم والابقاء على المستعمر لينالوا بعضا من خيراته التي يمن بها عليهم المستعمر.

هناك العديد من الاصوات في القارة تحذر من مغبة تدخل الدول الموالية لفرنسا بالتدخل العسكري في الشأن الداخلي للنيجر ،ولكن هل يعي رؤساء الدول المعنية خطورة ما قد يجره تدخلهم السافر من دمار للبلد وتشريد لشعبه؟ لقد اعلنت كل من بوركينا فاسو ومالي بانها ستناصر نظام الحكم الجديد في النيجر في حال طلب ذلك ما يعني ان العنف سينتشر في هذه الدول وقد ينتشر الى الدول المجاورة وهذا ما ترغب فيه فرنسا بالعودة الى مستعمراتها السابقة بطلب من اتباعها ان لم نقل عملاءها، إن تدخلت الاكواس عسكريا، فنعتبر ذلك توكيدا للتبعية الفرنسية خصوصا واوروبا عموما .

افريقيا، عقود من الاستعمار وعقود اخرى من التبعية السياسية واقتصادية، لكها لا تزال تعاني  الفقر والتخلف ما جعل ابناءها يشدون الرحال الى الشمال الى القارة الاوروبية التي نهبت خيراتهم، علهم يتحصلون على فرص عمل رغم صعوبة الوصول اليها حيث يتبرص بهم الاوروبيون في عرض البحر فيعيدون من افلح في الوصول الى الشاطئ الاخر بالقوة بينما يكون الالاف من المهاجرين قد دفعوا الثمن (لآجل العيش الكريم) في عرض البحر.

ما تخشاه فرنسا والغرب عموما، هو تحول افريقيا نحو الشرق، روسيا التي امدت لهم يد العون  في التخلص من الاستعمار وكذلك الصين، وبالتالي تفقد فرنسا والغرب الكثير من المصادر الطبيعية التي يبتاعونها بثمن بخس.

***      

ميلاد عمر المزوغي

كلمات هذا الجزء: "الزلف -الزردوم –زنجار – حبربش -حدَّر حداري- طاح – ياه - يشبي - يگر – يكرك - يگزل - يلعلع – يوچر". شكرا لكم مقدماً على تعليقاتكم انطلاقاً من لهجاتكم العربية الجميلة تصحيحاً وإضافة... سيكون ترتيب الفقرات أدناه كما يلي: رقم الفقرة ثم الكلمة كما تلفظ في اللهجة العراقية ثم علامة مساواة وبعدها لفظ الكلمة في اللهجة المندائية بين قوسين ثم معنى الكلمة في المندائية فمعناها في اللهجة العراقية فرأيي الشخصي بهذا التخريج مع التوثيق المعجمي:

309- الزردوم = ويربط المؤلف كلمة الزردوم بالكلمة السابقة "زردة" والزردوم كلمة عربية فصيحة نقرأ في مختار الصحاح (زردم: الزَّرْدَمَةُ موضع الازْدِرام وهو الابتلاع) ويحدد ابن منظور في لسان العرب موضعها بدقة تشريحية متناهية (والزَّرْدَمَهُ من الإنسان تحت الحلقوم واللسانُ مركّب فيها وقيل الزَّرْدَمَةُ الابتلاع والازدرام الابتلاعُ)، ويضيف (وقيل إنها من الفارسية). وفي الرائد نقرأ (زردمة: مصدر زردم - موضع الابتلاع).

316-زلف =(سلف) وتعني في المندائية يلف، يلوي، يقلب. وفي العامية يقول المؤلف إنها تعني يلوي وهذا المعنى غير وارد للكلمة في العامية، أو إنه محدود الاستعمال جدا بهذا المعنى. ومعنى الزلف الأشيع والأشهر في العامية هي جديلة أو ظفيرة الشَّعر. وهذه الكلمة بمعنى جديلة أو ظفيرة الشَّعر شائعة في دول المشرق العربي في الجزيرة والخليج وبلاد الشام ويعرفها كاتب خليجي بقوله (من معاني الزلف جديلة الشعر. والجمع زلوف. ومن أمثالنا - في الجزيرة العربية – "تتمنى القرعا تربي زلوف". ومن مواويل فيروز، وقد غنته صباح أيضا بمعية وديع الصافي موال (هيهات يا أبو الزلف) ومطلعه:

هيهات يا بو الزلف عيني يا مولية

صفصاف لا تستحتي شلشك على المية.

وهذا ما يشير إلى أن الكلمة واسعة الانتشار عربياً بهذا المعنى ولا بد أنها من لغة قبلية كبيرة وقديمة، أو من لغة جزيرية "سامية" أخرى.

319-زنجار =(زنگارا) وتعني في المندائية صدأ. وهذا هو معناها في العامية العراقية وفي العربية الفصحى نقرأ عن الزنجار في الموسوعة الحرة (الزنجار هو خضاب أخضر اللون يتكون كيميائياً من كربونات النحاس القاعدية. يستخدم الزنجار في تشكيل الطبقات الحامية (كسوة) أسطح المباني والتماثيل لحمايتها من التآكل. وضح البيروني المولود في ذي الحجة 362هـ/5 سبتمبر 973م، في كتابه "الصيدنة في الطب" الفرق بين الزنجار (كربونات النحاس القاعدية) وكبريتات النحاس وذلك بالتسخين، إشارة منه إلى تفكك الكربونات بالتسخين). ونقرأ في معجم المعاني (الزِّنْجَارُ: صدأ الحديد والنحاس). وفي الغني (كَسا الزِّنْجارُ الآنِيَةَ النُّحاسِيَّةَ: الصَّدَأُ الَّذِي يَعْلُو كُلَّ إِناءٍ مِنْ مَعْدِنِ النُّحاسِ).

332- حبربش= (هبر) يضم يساند، يربط. تخريج ضعيف لفظاً ومعنى فالحبربش تحمل شحنة سلبية وتعني مجموعة من الناس التافهين. يكتب الباحث حسين الجمري عنها (لفظة الحبربش ربما هي متطورة من لفظة الحَبرَّش، و"الحَبرَّش" أَوْرَدَها الصَاغَانِيُّ في معجمه "العباب الزاخر واللباب الفاخر" وقال: هو الحَقُودُ. ويمكن لكلمة حَبرَّش أن تتحول إلى كلمة حَبَربَش وذلك عن طريق المخالفة، والتي تعني فك التضعيف واستبدال أحد الحرفين المكررين بأحد حروف المخالفة، وفي هذه الحال الحرف المضاف هو حرف الباء. أي يتم التغيير كالتالي حَبرَّش تتحول إلى حَبرْرَش ثم إلى حَبرْبَش. ومبدأ المخالفة بفك التضعيف شائعة في اللهجات في البحرين.

335- حدَّر حداري=(هدر). ارتد، عاد، رجع. وهذا تخريج ضعيف فجدر الكلمة عربي فصيح نقرأ عنها في الصحاح (السفينةَ أَحْدُرُها حَدْراً، إذا أرسلتَها إلى أسفلَ) وفي المحيط (الحَدْرُ: الحَطُّ من عُلْوٍ إلى سُفْلٍ) وفي اللسان (الحَدْرُ من كل شيء تَحْدُرُه من عُلْوٍ إِلى سُفْلٍ، والمطاوعة منه الانْحدارُ) وفي الرائد: "حدر: نزل، هبط - حدَّر الشيء: أنزله من أعلى إلى أسفل. حدر السفينة: أرسلها الى أسفل المجرى. حدر السفينة في الماء: أنزلها فيه".

349- طاح =(طاه) طوح، سقط. والفعل عربي فصيح في صيغة المجرد أو المزيد بالألف (أطاح). ومن معانيه العديدة سقط، نقرأ في الصحاح في اللغة (طاحَ يَطوحُ ويَطيحُ: هلك وسقط)، وفي القاموس المحيط (وأطاحَ شَعْرَه: أسْقَطَه،) وفي معجم المعاني (طاحَ الشيءُ من يده: سَقَطَ). وفي معجم الغني نقرأ: أَطاحَ البِناءَ: أَسْقَطَهُ. وبالمناسبة فغالبا ما يستعمل الفعل أطاح في كتابات العراقيين كفعل متعدٍ بباء الجر، والصحيح أنه فعل معتدٍ بنفسه أي بلا حرف جر فلا نقول "أطاحت المعارضة بالنظام الرجعي" بل الأدق "أطاحت المعارضةُ النظامَ الرجعيَّ".

350-طاسة =(طاسا). إناء صغير يشرب به. والكلمة عربية بهذا المعنى نقرأ في الوسيط (إِنَاء من نُحَاس وَنَحْوه يشرب فِيهِ أَو بِهِ والعامة يَقُولُونَ طاسة)، وفي معجم المعاني (طاس: جمع طاسات. إناء صغير يوضع به ماء ويعدّ على المائدة ليغسل فيه الآكل أصابعه - إناء من نحاس ونحوه يُشرب به، أو فيه).

370-ياه =(ياها) كلمة دينية صابئية تعني في المندائية معبود، إله. والمؤلف نفسه يؤكد أن هذه اللفظة (غير شائعة في الاستخدام في العامية ولكنها مطروقة في الغناء حيث يبدأ المغني بغناء او إطلاق صوت يقول فيه "يا هَي يا هَي")!

وهذا تخريج عجيب فأصوات التأوه والتنهدات والتلييل (تكرار كلمة يا لليل يا عين) هي مجرد أصوات تغنى بعُرَب طربية معينة، في جميع اللهجات العربية وبأشكال مختلفة هي نتاج بيئتها وليست مفردات عادية. ولو قلنا لأي مغني عراقي يكرر (يا هَي يا هَي) في غنائه إنه يقول كلمات دينية صابئية تعني المعبود والإله فلربما ظن أننا نسخر منه!

392- يشبي =(شبا) وتعني في المندائية يعادل يساوي يبسط يوافق. ولتوضيح معناها في العامية العراقية يأتي المؤلف بهذا المثال (جبنا الثور يشبي الهايشة) ويشرحه بقوله (والمعنى إننا أتينا بالثور من أجل أن يعادل البقرة) فهل سمعتم بالفعل "عادل" بمعنى جامعَ أو سافدَ أو نكحَ؟ وربما كان هناك خطأ طباعي. ونلاحظ أن هذا التخريج لكلمة يشبي بمعنى يعلو وينكح ويسافد لا علاقة له بالمعاني في المندائية أما في العربية الفصحى فنقرأ في عدة معاجم ومنها الوسيط والمعاني والمعاصر والقاموس المحيط أن معنى شبا يشبو هو علا يعلو أي يصعد فوق! وهو المعنى المراد بقولهم (جبنا الثور كي يعلو الهايشة) والهايشة كما أسلفنا تعني في ما تعني البقرة في عدة لهجات عربية.

408- يگر =(قرا) في المندائية تعني ينادي، يلح، يدعو. والمؤلف يعتبر ورودها في العامية بمعنى يلح مندائية الأصل ويضرب لها مثلا في قولهم "الأم تگر على ابنها والحبيب يگر على حبيبته"، بمعنى تلح في الكلام. وهذا تخريج خاطئ، والكلمة موجودة في لهجات عربية أخرى كالمصرية "بتقر علينا" بتهميز القاف. ولها مرادفات كثيرة في المعاجم منها ما يفيد الاستمرارية والدأب (قرَّ: ثابَرَ، ثَبَتَ، داوَمَ، دَأَبَ، لازَمَ، لامَ) ولعل أهم هذه المرادفات والذي ينطبق تماما على معناها العراقي والمصري هو "قرَّ: لجَّ (ثبت على الفعل بشيء من الإلحاح)". وعن كلمة قرَّ، نقرأ في لسان العرب (القَرُّ: ترديدك الكلام في أُذن المخاطَب حتى يفهمه).

411- يكرك=(كرك) وتعني في المندائية يحيط ويطوق، وفي العامية يضرب لها مثالا في ما (تقوم به الدجاجة التي تكرك على بيضها) ويضيف المؤلف كلمتين من المعنى لتقريب الكلمة من اللهجة المندائية فيقول (فتحيط به وتطوقه). والكلمة عربية فصيحة ونجدها بهذا المعنى في معجم لسان العرب لابن منظور، نقرأ (وقال يونس كَرَّكت الدجاجة وهي كُرُكَّة، ورأَيت في بعض حواشي. أَمالي ابن بري: أَكْرَكَت الدجاجة وهي كُرُكَّة، ونسب إلى الصاغاني" وفي شرح معنى الفعل نقرأ "وقفت عن البيض" وربما يكتمل المعنى بالقول "وقفت عن البيض لتكرك أو ترقد على الموجود منه". ومن الواضح أن الكلمة في اللهجة العراقية والخليجية أقرب إلى العربية الفصحى بل هي نفسها منها في لهجات عربية أخرى في مصر والشام حيث يستعمل فعل "ترقد الدجاجة على بيضها".

413- يگزل = (گزل) يعرج. وهذه الكلمة عربية فصحى تلفظ في اللهجة العراقية بقاف حميرية أي جيم قاهرية ويقول عنها معجم المعاني: قَزِلَ قَزِلَ َ قَزَلاً: عَرِجَ أَسوأَ العَرَج. وقَزِلَ دَقت ساقه لذَهاب لحمها. فهو أَقْزَلُ، وهي قزلاءُ. والجمع: قزْلٌ.

417- يلعلع =(ليلاي) تعني في المندائية "نحو الأعلى"، ويقال في العامية لمن يعلو صوته "صوته يلعلع". وهذا تخريج ضعيف، فالكلمة عربية فصيحة وشائعة. نقرأ في المعجم المعاصر (لعلع، لعلعةً، فهو مُلَعْلِع، لعلع الرَّعدُ: صوَّت، دوّى "لعلع صوتُ الرَّصاصِ في الهواء"). وفي معجم المعاني يتكرر التعريف ونقرأ (لعلع الرَّعدُ صوَّت، دوّى: لعلع صوتُ الرَّصاصِ في الهواء).

427- يوچر= ومن المفردة في الفقرة السابقة (يوشر) يشتق المؤلف كلمة (يوچر) وهي كلمة لا علاقة لها بهذه المعاني بل تعني يوكر ملفوظة بكشكشة ربيعة. وعنها نقرأ في الوسيط (وَكَرَ الطائرُ وَكَرَ ِ (يَكِرُ) وَكْرًا، ووُكُورًا: دخل الوَكْرَ... الوَكْرُ: عُشُّ الطائر/ الذي يبيض فيه ويُفرخ، سواء أكان ذلك في جبلٍ أَم شجرٍ أم غيرهما). أما في المثال الذي يضربه المؤلف (الألم أوچر بيَّ) فالمعنى مختلف تماما والكلمة لا تلفظ بالجيم المثلثة بل بالجيم المعجمة بنقطة واحدة أي بجيم معطشة. وقريب من معنى (آلمهُ) نقرأ في معجم المعاني عن أوجر الآتي (أوجَرَهُ الرُّمْحَ: طَعَنَهُ به في فيه) وأيضا (أَوْجَرَ العليلَ: صبَّ الوَجُورَ في حَلْقِه) والمعنى في الجملة الثانية أبعد من الأولى. وهذا الخلط بين الجيم المثلثة والجيم المعطشة نتاج جهل المؤلف بظاهرة الكشكشة. يتبع.

***

علاء اللامي

........................

* للاطلاع على الأجزاء السابقة انقر لطفاً على هذه الوسمة (الهشتاغ):

#لهجة_عراقية_اللامي

البحث عن معنى الفرح والرضا في الحياة

السعادة هي واحدة من أهم الأهداف التي يسعى الإنسان لتحقيقها طوال حياته. إنها الحالة النفسية التي نتوق للوصول إليها، والتي تجلب لنا الرضا والفرح. وعلى الرغم من أن السعادة تعرف بأنها تجربة شخصية تختلف من شخص لآخر، إلا أنهناك عوامل ومفاهيم مشتركة يمكن أن تساعد في توجيه البحث نحو السعادة وتحقيقها.

أحد أسرار السعادة يكمن في القدرة على التقبل والامتنان. عندما نتقبل الأمور كما هي ونكون ممتنين لما نملكه، نجد أننانعيش بشكل أكثر سعادة. إن القدرة على التعامل مع التحديات والصعاب بروح إيجابية تعزز من شعورنا بالرضا والامتنان.

لا تكتمل تجربة السعادة دون العلاقات الاجتماعية الصحيحة. التواصل مع الأصدقاء والعائلة وبناء علاقات إيجابية يمكن أنيكون مصدرًا للسعادة والدعم النفسي. الشعور بالمحبة والارتباط يعززان من شعورنا بالسعادة.

ان الأهداف هي المحرك الرئيسي للإنسان في حياته. عندما نحدد أهدافًا ونعمل بجد لتحقيقها، نشعر بالإنجاز والفخر وهذا يزيدمن شعورنا بالسعادة.

كذلك صحتنا هي أهم ثروتنا. عندما نعتني بأجسامنا وأذهاننا، نجد أننا نعيش حياة أكثر سعادة. ممارسة الرياضة بانتظام وتناولالطعام الصحي والاهتمام بالصحة العقلية يمكن أن يكونان لنا مصدرًا للسعادة.

ان خدمة الآخرين ومساعدتهم يمكن أن تكون مصدرًا للسعادة العميقة. عندما نمد يد العون ونساعد الآخرين، نشعر براحةوسعادة داخلية. العطاء والمشاركة في جعل حياة الآخرين أفضل يمنحانا إحساسًا بالرضا والسعادة.

في النهاية، يمكن أن يكون سر السعادة مختلفًا لكل فرد، ولكن هذه العوامل الخمسة تشكل أساسًا قويًا لبناء حياة سعيدة. السعادة ليست حالة دائمة بل مجموعة من اللحظات الجميلة والتجارب الإيجابية. عندما نعيش بوعي ونتعلم من تجاربنا ونشعربالامتنان لكل لحظة جميلة في حياتنا، نجد أن السعادة تملأ قلوبنا وتنعكس على حياتنا بشكل إيجابي.

***

فاطمة العيسى

فجعت الأوساط الفنية والأدبية اليوم بنبأ رحيل الشاعر كريم العراقي في إحدى مستشفيات أبو ظبي في دولة الإمارات العربية المتحدة عن عمر ناهز الثامنة والستين بعد معاناة طويلة مع مرض السرطان ،كما فجعت الأوساط الفنية برحيل الفنان الكبير ياس خضر

يقولون انـنا امة تقدس الأموات، امة تكره مبدعيها ولا تتنبه إلى وجودهم إلا بعد فقدهم، ويحارب كل مبدع سواء كان في الأدب أو السياسة أو الحكم أو الإدارة أو العلم فإذا ما مات يبدأ بالبكاء عليه وذكر حسناته –ولعلنا نتذكر دعوة المفكرُ العراقيُ الكبير "حسن العلوي"لتكريم الادباء والصحفيين والفنانين في حياتِهم وليس كما هو معتادٌ في العراق "يموتُ المبدعُ ثم يتمُ الإحتفالُ بهم بدون حضور رسمي حكومي!

نتساءل / لماذا لانعرف قيمة الانسان ألا بلحظة الوداع؟ ولماذا لانكرمه الآبعد وفاته؟ وهل اصبحنا لانحسن الظن بعضنا بالأخـر، ونكاد نتنافس على ابغض الاشياء وربما اتفهها!!

للاسف اليوم ترى المعاول ترفع لتهديم كل من يرتفع، يحاربون كل مجد أو شريف ونزيه أو مبدع، إنها السلبية التي تطبع سلوك العراقي". معللا بالقول بان الخلل يكمن في إن السلطة هي المحور في حياة العراقي على مدى عقود. هذا بعض الخلل أو بعض أسباب الخلل بيد إن طبيعة السلطة أيضا وأسلوب الإدارة ومن المسيطر على السلطة اليوم ترى في المؤسسات والوزارات السيادة والغلبة للجهلة والسراق. لدينا الآن منتحلو صفة وليسوا حقيقيين تدرجوا ووصلوا بسبب تزوير شهاداتهم وشراء مناصبهم. فكيف بنا إذن أن نصنع النجوم ونحن نحارب كل مبدع ولامع؟ صناعة النجوم تحتاج إلى بيئة تشجع الإبداع لا أن تهدمه، وتخيل حتى النجوم الذين تصنعهم ظروف حياتهم في الخارج والتشجيع الذي يلقونه هناك تراهم يتعرضون للتجاهل إن لم يكن للمحاصرة والتهديد بمجرد عودتهم إلى العراق ويتعرضون للتحجيم الكامل فتراهم يقفلون عائدين من حيث جاؤوا والى حيث يجدون التقدير الكامل لكفاءاتهم".

يقول احـد الحكماء يوعظ ابنه، (يابني اذا اردت ان تصاحب رجلا فأغضبه، فأن انصفك من نفسه فلا تدع صحبته وألا فاحذره)، فكم منا فقد عزيزا اختلف معه في الرأي وحلت بينهم القطيعة؟ وكم منا من تجافى عن الأخرين ونكر فضله عليه؟وكم حاسـدا لايروق له ان تبدع في اختصاصك؟ حتى نسـينا كلمة الشكر والتقدير تجاه الأخرين ولم يفهموا ان الحياة أخـذ وعطاء !!، نحن نريد قطارا لايتوقف، وعطاء لاينضب بعيدا عن روح التعالي وحب الظهور والاستهانة والتحدي بأنانية مع الأخرين، ونحن في ارجاء محافظاتنا العزيزة نمتلك كتابا وفنانين وادباء لانسمع عنهم قعقعة ولاعجين، انكفؤا دون معرفتنا للأسباب، ودون ان نكلف انفسـنا عناء قرع ابوابهم للتحية وبيان الاسباب؟! وربما ماورد اعلاه جزء من تلك الاسباب، وغياب التشجيع والدعم المحلي مكملا لها، وهنا نطلق دعــوة بضرورة تكريم الرواد في كل محافظة عراقية وان تتبنى مجالس المحافظات ووزارة الثقافة هذا الأمر سنويا، وان تلبي احتياجاتهم المادية والصحية .

الاديب الكبير الراحل توفيق الحكيم كان يخاطب طلبته (الدنيا مركبة زاهية الالوان، مذهبة الحواشي، مهمطة الخيول، سائقها الشيطان)، وعلينا اذن لانخشى تكريم المبدعين في حياتهم وليس بعد مماتهم، وعلينا ان نحطم الزجاج المانع ونعرض زهرتنا بلطف للشمس والهواء، وندع الاخرين يقرأون ويبدعون، فالارتفاع بالنفس الى القمة لايأتي بالاحلام والتمني، ولنتعلم ان نشكر الاخرين على اسنادهم وتشجيعهم لنا، وان نقف احتراما ووقارا لأساتذتـنا، وقبل ذلك الشكر لله، فذلك من فضله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.

 نعم – كرموا المبدعين في حياتهم، تكريمهم واجب وطني على الدولة القيام به، وهو صفة من صفات المجتمعات المتقدمة، الإنسان يجب أن يكرم في حياته قبل مماته كما تعودنا في مجتمعاتنا، في المبدعون يحتاجون الى التشجيع لأن لهم مواهب تميزهم عن غيرهم.لذلك قال أحد الحكماء «كلمة مديح لي خير لي من الف كتاب يكتب بعد موتي»، لذلك نلاحظ ان اغلب الذين يتم تكريمهم أو تم تكريمهم من قبل الدولة من الأموات، فلماذا لا نكرم الموجودين على الحياة، بدلاً من تمجيدهم الماضي في كل أشكاله، ونرى ان اغلب المكرمين من الاحياء هم ممن وصلوا الى سن التقاعد من العمل، بعد أن انطفأ-ربما - أنتاجهم ونجوميتهم، وبالرغم من أن هذا التكريم الأخلاقي أو المادي فيه شيء من التقدير ورد الجميل ولكنه آتى متأخرا في أواخر حياة المبدع، لاننا نريد أبناء الجيل الحالي من الشباب ان لا ينسوا هذا المبدع، وان يتذكروه ولا ينسوا عطاءه، لأن هؤلاء هم أساس الحضارة الإنسانية، وروحها المشرقة، وهم القوة الفعلية لتطور الأمم عبر التاريخ.

***

نهاد الحديثي

رحل كريم العراقي غريباً عن بلاد كتب لها عشرات قصائد الشوق والغزل، وقبله بستين عاماً رحل السياب غريباً. ضمت قائمة الغرباء أسطوات الثقافة العراقية: الجواهري، غائب طعمة فرمان، عبد الوهاب البياتي، نازك الملائكة، علي الشوك، خالد القشطيني، رفعت الجادرجي، مصطفى جمال الدين، شمران الياسري، سعدي يوسف، مؤيد البدري سركون بولص، صلاح جياد، فوزي كريم، مؤيد الراوي، مظفر النواب، بلند الحيدري، واعتذر لان قائمة الاسماء طوية وتطول كل يوم . جميعهم كانوا يدقون باب الوطن مثلما كتب الغريب شاكر السماوي، لكنهم عاشوا غرباء ينتظرون ان يفتح الوطن لهم بابه، كانوا جميعا مغرمين بما يقدمون، سواء في الشعر، أو الكتابة أو الموسيقى أو المواقف الحياتية، يعتقدون أن الثقافة والفن سيصنعان بلداً يكون ملكاً للجميع، وإنساناً يبذر المحبة والرفاهية، يحلمون ببلاد تنشد المستقبل، فاذا بساسة الصدفة الذين اطبقوا على انفاس الناس والعباد منذ عقود يصرون على أن يستبدل العراق التنمية والعدالة الاجتماعية، بالانتهازية واللصوصية، وأن يخلع العراق ثوب الحياة برداء الخراب والفضيلة الزائفة . ساسة مهنتهم الوحيدة ذبح السعادة والفرح ووأدهما في مقبرة الظلام.

كانوا يريدون بلاداً ناهضة اسمها العراق، فاذا اليوم نسمع من يسخر من كلمة العراق.. أرادوا بلاداً تزدهر بها لجان العمل والخير، فاذا بنا نؤسس لجانا للنزاهة والمحاصصة،عجيب هذه البلاد التي يرى أهلها أن ماضيها أفضل من حاضرها، وأن مستقبلها مجهول، وأن السياسة تحولت فيها من مهنة لخدمة الوطن، الى مهنة لخدمة المصالح، فاذا الوطن يوضع اليوم في الخانة ماقبل الأخيرة ، فهو يأتي بعد العشيرة والمذهب والطائفة.

كان كريم العراقي يدرك أن قصائده ستفرح العراقيين، لكنه لم يكن يعلم أن المشهد الأخير من حياته سيحزن الملايين، ومثلما نتأمل في قصائده وافراحه وأحزانه وذكرياته، نتذكر ذلك الفتى النحيل الذي حطّ الرحال في مبنى الإذاعة والتلفزيون ليقدم قصيدته "جنة جنة جنة.. والله ياوطنا"، شاعر شيّد لنفسه بساتين من القصائد التي تغنّت بالأمل والحب والجمال. قصائد تحمل غنى الأمنيات، يصوغ منها صورة لوطن جديد، بوسع الآمال اسمه العراق، وحلم أن لا يعيش غريباً مثلما عاش السياب.. وأن لا يصرخ سدى.. عِراقُ، عراقُ.. ولا يردُّ سوى الصدى.

يغيب كريم العراقي وتطوى معه صفحة من الجمال، فالحاضر الذي نعيشه يحيط به الخراب، بلا لون ولا طعم، ونبحث عن الذين صنعوا لنا الفرح، لأن الذين نعيش معهم اليوم لا يجلبون لنا سوى الهم والغم ومفردات السيادة والانبطاح. ونتمنى أن نُصبح دولة سوية تكرم الذين يستحقون التكريم، ولا تنشغل بالبحث عن اخبار الشيخ علي حاتم السليمان.

يقول المؤرخ اريك هوبزباوم :"لا يمكن فهم هذا العالم، من غير أن نفهم الأحلام التي راودت الشعوب. وكذلك الخيبات التي حاصرته " .. وها نحن محاصرون بالخيبات.

***

علي حسين

العصر المعلوماتي الفياض المتدفق الخلاق فرضَ سلوكيات وتوجهات وتطلعات غير مسبوقة، فما عهدت الأجيال قبلنا تفاعلات وتواصلات متسارعة الخطوات.

وبخصوص الكتابة، فأسلوب الرأي ووجهة النظر،  قد تلاشى وغمره الدفق المعلوماتي المتوافد من جميع الجهات، وساد الإقتراب من الظاهرة وتسليط أنوار التحليل والتفسير والتقييم عليها، للخروج بنتيجة ذات درجة معينة من الصوابية، لأن إقترابا آخر ربما سيكون أكثر أو أقل منها صوابية.

فلا يوجد مطلق وجازم وحازم، بل متغيرات محكومة بآليات الدوران الكونية، التي أخذت تتفاعل معنا بمباشرة ووضوح.

فليس من الصحيح التزمّت بالرأي أو الرؤية والتصور، لأن في ذلك إعتداء على مفردات عصرنا.

ولا بد من الفصل بين الكيان الشخصي والإبداعي أيا كان نوعه، فالإبداع حالة غير مشخصنة وإنما مؤنسنة (من الإنسانية)، فما أن تنشر ما أبدعتَ، عليك أن تقرأه بمنظار إنساني مجرد من الذات والأنا الفاعلة فيها.

فلكي يرتقي الإبداع عليه أن يتوافق مع إيقاع العصر، ويتحرر من قبضة العصور البائدات، المدلهمات بالممنوعات والمعوقات لحرية التفكير وعطاءات العقول المنيرات، الباحثة عن الحقيقة في دياجير الضلال والبهتان، والتعمية المقصودة لإستعباد البشر.

إن المواقف الشخصانية المتزمتة عدوة الإبداع، والسلاح الأمضى للقضاء على الحالات الفاعلة في المجتمعات، بما تتوهمه من قدرات وتمسكات بثوابت باليات من الرؤى والتصورات.

وعليه فالأصوب أن يكون التفاعل منفتحا ومنشرحا، قادرا على التزاوج والتواشج والإنجاب، لأن الصيرورات الحتمية تتأكد، وإرادة الدوران تتأسد، ولا يمكن الخروج من قبضتها ومعاندتها بلا خسائر جسيمة، وتداعيات أليمة.

فهل لنا أن نكون في عصرنا؟!!

***

د. صادق السامرائي

لم أسمع للمرحوم ياس خضر الكثير من الأغاني، ولا للمرحوم كريم العراقي سوى شعره في: (أنا كم نصحتك ياصديقي..) و(تذكر)، لربما لكوني افتقد كثيرًا للذائقة السمعية، واهتماماتي تنصب نحو آخرين. لكن:

ياس وكريم ورياض احمد وفؤاد سالم واخرون، كانوا قيمةً فنية ذات أصالة لا تُنكر، جسدت اشعار وأغاني الجيل السابققيم نوعية في ذائقة المتلقي لم تكن مأزومة كما نلاحظه من أعمال اليوم (موسيقى التفگ).

كانت الاعمال ذات نكهة شفافة  يتوسطها الإحساس وينبضُ منها بطريقة عذبة.

الكلام والاداء والصورة التي ينقلها الفنان للمتلقي مليئة بالسلام والحب والشعور اللطيف، وكأنه كاتبُ روائي ملتزمبإشكاليات المكان والزمان الذي انبثقت منه أحداثُ روايته.فهو ينقل صورة عن مشاعر جيله، وما كانت عليه تصورات ذلكالجيل عن الحب والحزن والحبيب والحبيبة والأفراح والمسرات.

على العكس من فنان اليوم المسلح، الذي يحاول ان يمتع الجماهير ويداعب إحساسهم بما هم يعيشونه من اضطراباتحتى بالحب والجمال.

فنانو الأمس كانوا جداً مسالمين في أحاسيسهم تلامس كلماتهم وأصواتهم طبيعة المجتمع البشري آنذاك.

***

الكاتب: انور الموسوي

العراق يلغي تأشيرة الدخول “الفيزا”  للإيرانيين وبعض الدول التي يتواجد فيها الشيعة،عربية وغير ذلك منذ فترة ليست بالبعيدة، والسلطات العراقية فتحت الحدود البرية مع ايران وقامت بإلغاء تأشيرة دخول الزوار بشكل رسمي،ومن المفترض أن تكون قوافل الزوار الايرانيين من قبل منظمة الحج والزيارة الايرانية بصفتها المعنية لتسيير الرحلات البرية للزيارات.

من العلامات الايجابية لجودة العلاقة بين الدول هو رفع تأشيرة الدخول او اعتمادها في المنافذ الرسمية.. ولكن سؤالي الى حكومتنا الموقرة ماهي الاستفادة العراقية من ذلك؟

وهل جرى الكلام حول موضوع المياه ومحاولة ادخال ملف المياه بين البلدين ضمن نفس الملف خصوصا وان هناك انهارا قد جرى تغيير مجراها او سدها بسواتر ترابيه ومنعها من دخول الاراضي العراقية؟.

في عالم اليوم السياسة تعتمد اسلوب المقايضة.. فما هو المثيل وما هو البديل الذي سيستفاد منه العراق وشعب العراق؟ خصوصا ونحن نتعامل بميزان تجاري مع ايران يقدر بأكثر من 20 مليار دولار كلها لصالح ايران، ناهيك عن تهريب الدولار الذي أصبح الكلام عنه من المحرمات وليس المستحبات.

أعداد الزائرين:

تشير المعلومات الى ان عدد الزائرين لهذه العام / 2023 للعتبات المقدسة الى انها ستتجاوز 20 مليون سائح ديني من جميع أنحاء العالم يتوجهون باتجاه العتبات المقدسة في العراق.. السؤال كيف نجعل من هذه الزيارات مردوداً اقتصاديا ينعش السوق العراقية ويحرر اقتصاده؟.

الاجابة ببساطة.. في الفكر الاقتصادي الغير ريعي يمكن للعراق ان يضيف ما لا يقل عن واحد مليار دولار يومياً للناتج القومي الاجمالي من خلال القطاع الخاص في آليات مدروسة وبعيداً عن تدخلات خارجية.. ماذا نحتاج لتحقيق هكذا هدف؟:

1- قرار شجاع، المطالبة بفرض حجز فندقي لكل سائح بفترة الاقامة وهذا معمول فيه بجميع دول العالم

2- عدم السماح لدخول العراق اي شخص لا يمتلك حجز فندقي مؤكد وهذا ضمن البروتوكول الدولي للسياحة

3- تفعيل الامن السياحي والاتمتة الفندقية وربطها مع الامن السياحي للمتابعة.

4- فك ارتباط العتبات الدينية المقدسة من سطوة رجال الدين المتنفذين وربطها بوزارة الثقافة والسياحة.

بكل بساطة هذه الادوات تنتج ضخ اموال تتجاوز واحد مليار دولار لكل يوم مضروبة في عدد الايام التي يبقى فيها السائح داخل العراق، يعني الارقام تتجاوز 20 مليار دولار سنوياً الى حساب القطاع الاقتصادي.

هل تعلم ان 20 مليار دولار اذا ما ضخ على القطاع الخاص وخاصة الفندقي خلال سنة واحدة ماذا يحدث :-

1- ثورة بناء في القطاع الخدمي لم يشهدها العراق منذ تأسيسه المستفيد من هذه المبالغ البنى التحتية من طرق وجسور واعادة بناء القطاع الفندقي.

2- تطوير جمع الاعمال المتعلقة في القطاع الفندقي من مطاعم وشركات تغذية وشركات سياحية ومرشدين وغيرها الكثير.

3- توفير ما لا يقل عن 500 الف فرصة عمل دائميه جديدة.

4- تطوير كامل لقطاع النقل ودخول خطوط المترو والترام وغيرها من وسائل النقل الحديثة.

5- امنياً تأشير كامل لتحركات الضيوف داخل العراق.

6- تقوية الدينار العراقي بنسبة 8،7 بالمائة من المعدلات الطبيعية خلال سنة واحدة والكثير من الفوائد التي ستكون لخدمة الوطن والشعب.

الضغوط المطلوبة:

أن تقليل حصة العراق المائية أو ألغاها تماماً من قبل الجانب الإيراني والتركي يقود لكوارث اقتصادية وبيئية وسياسية على النحو الاتي :-

1- ازدياد حجم التبادل التجاري العراقي بين العراق وتركيا ليصل الى 20 مليار دولار، وربما يتضاعف خلال سنوات قادمة.

2- ازدياد حجم التبادل التجاري العراقي الايراني ليتجاوز 12 مليار دولار، كذلك ربما يتضاعف خلال سنوات قادمة.

3- اغلب علاقاتنا التجارية والاقتصادية مع ايران وتركيا ذات ميزان مدفوعات مختل، أذ ان نسبة الاستيراد من هذه الدول الى العراق بين 90 الى 95 بالمائة، بينما نسبة التصدير من العراق الى هذه الدول ما بين 5 الى 10 بالمائة، معنى ذلك ان هناك مليارات الدولارات تخرج من العراق بدون عودة لهذه الدول لكي تعمل مصانعها ومزارعها وتنعش صناعتها وتجارتها ويحصل شبابها على فرص عمل، وتبنى هذه البلدان على حساب بلدنا او بالأحرى بسبب من يحكمنا، بمعنى اخر ان هذه المليارات لو تم انفاقها لأنشاء مشاريع عملاقة تتعلق بحصاد المياه وبناء السدود وتحسين الزراعة والصناعة لأصبح بلدنا قطب اقليمي تزحف هذه الدول وراءه لتنال رضاه.

4- خروج العراقيين الى أيران وتركيا كسياح في فصل الصيف نتيجة ارتفاع درجات الحرارة وانقطاعات التيار الكهربائي والعواصف الترابية وصرفهم مئات الملايين من الدولات في البلدين المذكورين، حتى المحطات الكهربائية العراقية الغازية تعمل بالغاز الايراني الذي سدد العراق أخر قسط منه البالغ مليار وستمائة وتسعون مليون دولار لعام/ 2020.

نتائج قطع المياه:

اليك تحليل مختصر لما يحدث بسبب تقليل وقطع المياه عن العراق:

1- اضعاف زراعة البلد : مما سيقود الى اضطرار العراق الى استيراد محاصيله الزراعية من الدول المجاورة.

2- ضعف الزراعة يعني ضعف الصناعة : ونعني كمثال لذلك اننا حينما لا نزرع الطماطم سنضطر لاستيراد معجون الطماطم من تركيا او ايران وهذا يعني اننا سنغلق مصنعاً لصناعة المعجون في العراق وسيتم فتح مصنع في تركيا او ايران وسيكون هناك بطالة في العراق ويكون هناك عمل وتحريك للاقتصاد في تركيا او ايران. وهكذا مع باقي الخضراوات والاغذية الاستهلاكية الاخرى التي تدخل في مجال الصناعة.

3- تراجع كبير في قطاع تربية الحيوانات (الدواجن والابقار والاغنام مثلاً): ولان المزارع سيتم غلقها، سيتم غلق مزارع الابقاء والاغنام ومشاريع الدواجن،وهذا يعني اننا سنستورد اغلب مشتقات الحليب من الالبان والاجبان من هذه الدول.

4- ارتفاع في درجات الحرارة وكثرة العواصف الترابية : حيث تسهم المياه الوفيرة في الحفاظ على عدم انجراف التربة عبر مسكها من خلال الغطاء النباتي مما سيقلل من حدة هذه العواصف. لا بل ان هذه العواصف ستدمر جزء مهم مما تبقى من زراعة وصناعة في البلاد.

5- كثرة السفر لأغراض سياحية : بحثاً عن اجواء معتدلة الحرارة، حيث سيضطر المواطن الميسور لقضاء اوقات العطلة والراحة في هذه الدول كونها تتمتع بأجواء مريحة في فصل الصيف وهذا يعني كذلك ان هناك قطاع كبير سينشط وهو قطاع السياحة وملحقاته ويعمل لديهم وان هناك مئات الملايين من الدولارات ستخرج خارج البلاد دون عودة.

في وقت يمتلك العراق بيئة مناسبة للسياحة (الدينية مثلاً) لو تم تطويرها لأصبح يستقبل سياح اجانب كما يذهب ابناءه للسياحة في الدول الاخرى.

6-المقايضة والمساومة بين الماء وموارد اخرى كالنفط والغاز والكهرباء: وهنا يدخل العامل الاهم وهو مساومة البلاد ما بين الماء ونفط العراق، حيث اننا لم نصل حتى الان الى هذا النوع من المساومة لكننا على بعد خطوات قليلة منها !.

7- ولكي اكون دقيق اكثر، السبب ليس بهذه الدول وهذا الموضوع لا يعتبر دعوة للحقد عليهم بل ان السبب بمن يقود دولتنا واضعافها بهذا الشكل التبعي المؤسف، أذ ان السياسة تتطلب جلب المصالح باي طريقة وهذه الدول تقوم بذلك لصالح شعوبها واقتصادها على اتم وجه.

***

شاكر عبد موسى الساعدي - كاتب وأعلامي

فنون التغلب على التحديات

الحياة تعتبر عن متاهات معقدة مليئة بالصعوبات والتحديات. ولكن إذا كان هناك شيء يجب أن نتذكره دائمًا، فهو أن التغلبعلى الصعوبات يمكن أن يشكل جزءًا أساسيًا من رحلتنا نحو النجاح والتطور الشخصي. في هذه المقالة، سنستكشف كيفيةمواجهة التحديات وكيفية تحقيق النجاح رغم كل الصعاب.

اولا: نفهم الصعوبات ومنشأها

تنوعت الصعوبات التي نواجهها في حياتنا من جوانب مختلفة. قد تكون ناجمة عن ظروف خارجية لا نستطيع التحكم فيها، أوتنشأ من صفات شخصية داخلية مثل الخوف أو عدم الثقة بالنفس.

ثانيا: مفاتيح التغلب على الصعوبات عن طريق

التفكير الإيجابي: قوة التفكير الإيجابي تكمن في رؤية النور في نهاية النفق والاستفادة من الصعوبات للتقدم وتطويرالذات.

التخطيط الجيد: يجب علينا وضع خطة تفصيلية لتحقيق أهدافنا والتعامل مع الصعوبات بحذر وتنظيم.

بناء العلاقات: الدعم الاجتماعي يمكن أن يكون عاملًا حاسمًا في تحقيق النجاح، فلنخلق علاقات مميزة وداعمة معالآخرين.

ثالثا: الحصول على القوة من التحديات

الصعوبات ليست عقبات تحول دون تحقيق أهدافنا، بل هي فرص للتقدم والتطور. عندما نتعلم الدروس من التحديات ونتعاملمعها بروح إيجابية، يمكن أن تصبح هذه التجارب الصعبة مفتاحًا لنجاحنا وتحقيق أهدافنا.

واخيرا

النجاح يأتي لأولئك الذين يتعاملون مع التحديات بسهولة ويستفيدون منها ليزيدوا في تطوير ذواتهم. عندما نستخدم التفكيرالإيجابي والتخطيط الجيد ونبني العلاقات الداعمة، يمكن للصعوبات أن تكون منصة لنجاحنا ومحركًا لتقدمنا نحو الافضل. فلنتعلم دائمًا كيف نتحدى الصعاب ونحقق النجاح في رحلتنا الشخصية.

***

بقلم: فاطمة العيسى

وهذه بعض الأبيات من شعره:

"فلو لم يكن في كفه غير نفسه

لجاد بها، فليتقِ الله سائله"

*

"رأى الله بالإحسان ما فعلا بكم

فأبلاهما خير البلاء الذي يبلو"

*

"فقالت أم كعب لا تزرني

فلا والله ما لك من مزار"

*

"محسّدون على ما كان من نعمٍ

لا ينزع الله منهم ما به حُسدوا"

*

"فتالله قد علمت سراة بني

ذبيان عام الحبس والأصر"

*

"بدا لي أن الله حق فزادني

إلى الحق تقوى الله كما كان باديا"

*

"فمهلا، آل عبد الله، عُدّوا

مخازيَ لا يدبُ لها الضرّاءُ"

***

العرب عرفوا كلمة (الله) قبل الإسلام بزمن بعيد، وتكرر لفظ الجلالة في أشعار الجاهلية، ومنهم زهير بن أبي سلمى (530 - 627) ميلادية .

كما أن إسم والد النبي (عبد الله)، الذي توفى قبل ولادة النبي، وهناك الكثير من الإقترابات التي تؤكد ذلك.

وهذه إشارات واضحة على أنهم كانوا على دراية  بكلمة (الله)، والديانات التوحيدية كانت منتشرة في المنطقة، وإتخذوا الآلهة لتقربهم زلفى إلى (الله).

فكلمة (الله) ليست مخترعا جاء مع الدعوة للإسلام، وإنما متداولة عند العرب ومعروفة لديهم، وربما تكون موجودة في الحضارات القديمة، ومنها وصلت إليهم، فأصلها من الصعب إثباته لقلة البحوث، غير أن الشواهد الشعرية تؤكد المعرفة العميقة بالكلمة ومعانيها التوحيدية عند العرب.

البعض يرى أن أصلها من الإله فحذفوا الهمزة وأدغموا اللام في اللام، فصارتا لاما واحدة مشددة مفخمة "الله".

فالعرب كانت تخشى الله وتتقيه فيما تقول وتفعل، وتقسم به، وتحسبه إذا أعطى أغدق وهو الحق الساطع المبين، وسموا به إنتسابا إليه، فهم تحت رحمته وقدرته، ومجموعهم عبيد الله، ومفردهم عبد الله.

الله الواحد الأحد الصمد وبأسمائه الحسنى، ربما كانوا يتقربون إليه ويتعبدون في كعبته وبيته العتيق.

فهل مَن بنى الكعبة عرَّفهم به؟!!

***

د. صادق السامرائي

لم تعد زيارة الأمام الحسين تخص طائفة.. نعم، كانت تخص طائفة يوم شعر الطاغية ان الزيارة الأربعينية صارت خطرا عليه، اما الآن فانها اصبحت تخص كل الطوائف والأديان والأقوام، وصارت اربعينيته، برغم انها اكبر تجمع ديني عالمي، أشبه بمؤتمر انساني عالمي للتلاقي الفكري والتواصل المعرفي والتلاحم الاجتماعي بين المسلمين من مختلف دول العالم، تسود ملاينها مشاعر المحبة والأخاء والأنسانية، ويوحدهم شعور نبيل وعظيم هو ادراكهم أن هدف ثورة الحسين هو تحرير الأنسان من الظلم والطغيان وان يعيش بكرامة في نظام قائم على العدالة الأجتماعية.

ليس هذا فقط، بل أن زيارة الأربعين وفرت، في سنواتها الأخيرة، فرصة استثنائية لأكتساب ثقافات وافكار جديدة من مجتمعات اخرى لديها ثقافات اخرى. وان الأجواء السيكولوجية للمناسبة اشاعت بين المشاركين روح التفاهم والتسامح والتعايش السلمي ونبذ الكراهية والطائفية والتعامل مع الناس بالتساوي.

وما يدهشك ان ثورات عظيمة في التاريخ، باتت الآن منسية، فيما ثورة الحسين تتجدد وتبقى خالدة رغم ان القائم بها كان رجلا واحدا، وانه مضى عليها اكثر من الف عام.. والسبب هو ان موت الضمائر وتهرؤ الاخلاق والزيف الديني هي التي تشطر الناس الى قسمين:حكّام يستبدون بالسلطة والثروة، وجماهير مغلوب على امرها.. فتغدو القضية صراعا ازليا لا يحدها زمان ولا مكان، ولا صنف من الحكّام او الشعوب.ومن هنا كان استشهاد الحسين يمثل موقفا متفردا لقضية انسانية .. عالمية مطلقة، مادامت هنالك سلطة فيها:حاكم ومحكوم، وظالم ومظلوم، وحق وباطل.. ما يعني أن زيارة الأربعين تكتنز قيماً ومبادئ اجتماعية ودينية وثقافية وسياسية ينبغي ان يوليها الأعلام العراقي اهتمامه بالتركيز عليها وتغليبها على الأنفعالات المبالغ بها بضرب الزنجيل وتلطيخ الرأس والوجه بالطين، التي ادانها الشيخ احمد الوائلي وخاطب الشباب أن (تادبوا بأداب الحسين، تخلقوا باخلاقه) ودعاهم الى ان يحملوا فكر الحسين. ومن جميل ما حصل في السنوات الأخيرة من شباب نقيض هؤلاء انهم نصبوا في طرق المشاة الخارجية من بابل والنجف الأشرف وبغداد الى كربلاء المقدسة سرادق ثقافية تعرض فيها الكتب والكراسات بعناوين ذات اهتمام الناس، وتحت شعار: "طالع ساعة واحصل هدية كتاب"، في تجربة متطورة لاقت اعجاباً وتفاعلاً من الشباب على وجه التحديد.

وقضية اخرى لم ينتبه لها كثيرون، ان ثورة الامام الحسين تنفرد بتعدد النظريات التي تفسر اسبابها، والشائع منها تمنحها هوية سياسية او اسلامية فيما الهوية الحقيقية لها انها ثورة اخلاقية. فلو كانت سياسية فان هدف القائم بالثورة يكون الوصول الى السلطة فيما الحسين كان يعرف انه مقتولا.ولو كانت اسلامية لما تعاطف معها مسيحيون وقادة غير اسلاميين بينهم غاندي، فضلا عن ان الحاكم (الخليفة) كان يحتاج الى الدين لبقائه في السلطة، وتلك قضية كانت غائبة عن الأعلام العراقي لسنين.

ودرس آخر نتعلمه.. يتعلق بـ (المبدأ)، فقد كان بامكان الحسين ان ينجو وأهله واصحابه بمجرد ان ينطق كلمة واحدة:(البيعة).. لكنه كان صاحب مبدأ: (خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدّي) والاصلاح مسألة اخلاقية، ولأنه وجد أن الحق ضاع: (ألا ترون أن الحق لا يعمل به)، ولأن الفساد قد تفشى وشاعت الرذيلة.. وكلها مسائل اخلاقية.

وكان عليه ان يختار بين: ان يوقظ الضمائر ويحيّ الاخلاق، أو ان يميتها ويبقى حيا.. فاختار الموت.. وتقصّد أن يكون بتلك التراجيديا الفجائعية ليكون المشهد قضية انسانية أزليه بين خصمين:سلطان جائر.. وجموع مغلوب على امرها، ورسالة واضحة المعالم الى كل الطغاة للكف عن أساليبهم في انتهاك حقوق الأمة، و أخرى للفقراء والمظلومين والمستلبين.. ان لا يأس مع من يقتدي بقيم الحسين، ويدرك أن هدف ثورته هو تحرير الأنسان من الظلم والطغيان وان يعيش بكرامة في نظام قائم على العدالة الأجتماعية.. ويتباهى ان الأربعينية صارت الآن اكبر تظاهرة دينية بهوية انسانية.. كربلائية.. عراقية!

***

د . قاسم حسين صالح

كنا في مناسبة اجتماعية  عندما تجاذبنا أطراف الحديث عن فعل الخير ومساعدة الفقراء والمساكين وحدثني أخ كريم  عن مجموعة أسسوها في الواتساب من الأصدقاء  لمساعدة الأرامل  يقدم كل عضو مبلغا من المال شهريا ويوجه لأرملة من الأرامل  و داوموا على هذا العمل منذ سنة 2018، هذه مقدمة لسؤال ماذا نستفيد من فعل الخير؟ ليس من الناحية الاجر والثواب فهذا الأمر مفروغ منه، بل هناك استفادة على مستوى الصحة العقلية والنفسية والجسدية فالذي يعاني من الاكتئاب علاجه الانخراط في عمل الخير، فلو كنت طبيبا متقاعدا تعيش الوحدة والعزلة وتشعر بفقدان المعنى، انخرط في أعمال الخير عالج مريضا فقيرا في بيته، تصدق ببعض المال، اكفل ارملة، ساعد محتاجا وستكتشف أن اكتئابك صار من الماضي والدراسات العلمية الغربية اكدت على ذالك

" وهذا ما أكده كتاب “خمسة تأثيرات جانبية للرفق” The Five Side Effects of Kindness  لـ”ديفيد هاميلتون” David Hamilton  في أن الأدلة العلمية أثبتت أن اللطف يغير الدماغ، ويؤثر على القلب والجهاز المناعي، وقد يكون ترياقًا للاكتئاب، وأننا كبشر مؤهلون وراثيا لنكون طيبين، وأن الرفق وفعل الخير اليومي له تاثيرات في جميع أنحاء أنظمتنا العصبية.

وفي دراسة قامت بها جامعة “أوهايو” الأمريكية تم تشجع الذين يعانون من الاكتئاب والقلق للإنخراط في أعمال الخير والأنشطة الاجتماعية، وحققت تلك المشاركة نتائح إيجابية، لذا اعتبروا أن فعل الخير قد يكون أكثر فعالية من تقنيات العلاج السلوكي السائدة، أما الذين يعانون الاكتئاب، فإن فعل الخير صرفهم عن التفكير في ذواتهم، وصرف انتباههم عما يعانونه من القلق والتوتر، وهو ما ساهم في تحسين صحيتهم النفسية والبدنية.

ومن الكتب الطريفة في هذا الشأن كتاب “تأثير الأرانب” The Rabbit Effect للبرفيسور ” كيلي هارديج” Kelli Harding

وهي طبيبة وباحثة أمريكية بدأت تجارب على الأرانب عام 1978 للبحث عن العلاقة بين ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم وصحة القلب، لكنها لاحظ أن الأرانب التي كانت تعاملها بلطف وعطف، كانت ذات صحة جيدة، وانطلقت ” هاردينج” من تلك الملاحظة للبحث عن التأثيرات الفيسولوجية والصحية لفعل الخير والعطف، وتقول ” كانت الأرانب مجرد بداية لقصة أكبر بكثير” ففعل الخير واللطف والعطف يجعل الإنسان أكثر أمنا وسعادة، وتلك من العوامل التي تبدو خفية لتحقيق الصحة، وربما هذا ما يؤكد أن جزءا من علاجات الإنسان القادمة قد تأتي من عالم الاجتماع، وليس من الصيدلية أو عيادة الطبيب.(1)"

لهذا انصحك أخي العزيز يا من تعاني من الاكتئاب بادر إلى فعل الخير و سارع في مساعدة غيرك إذا اردت ان يعينك الله و يسعدك فإذا أردت أن تَسْعَد أسعِد ..

وفي السنة النبوية الشريفة وردت أحاديث كثيرة تحث على فعل الخير منها :.

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من نفَّس عن مسلم كُربةً من كرب الدنيا نفس الله عنه كربةً من كرب يوم القيامة، ومن يسَّر على معسر يسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه).

وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (داووا مرضاكم بالصدقة). حسنه الألباني في صحيح الجامع

وهذا الحديث يؤكد ما وصلت إليه الدراسات الحديثة بأن فعل الخير يعالج كثيرا من الأمراض النفسية والعضوية...

***

الكاتب الكاتب والباحث في التنمية البشرية

شدري معمر علي

...........................

المرجع:

1- مصطفى عاشور، هل تستفيد من فعل الخير، إسلام أون لاين .

أصبح أحد أشهر فلاسفة العصر الحديث، ولا تزال كتبه تثير شهية دور النشر، الفرنسي إدغار موران والذي احتفل بعيد ميلاده "الثاني بعد المئة" قبل ما يقارب الشهرين، يرى أن الأزمة التي يمر بها العالم، أزمة شاملة، بل هو يراها أزمة فكر، ولهذا يطلق صرخته "لنستيقظ"، فنحن نيام وأول شروط اليقظة الاهتمام بالمؤسسات التربوية، وتقوية النقد والنقد الذاتي. وتشذيب مخالب البيروقراطية .

قبل أشهر أصدرت إحدى دور النشر السعودية، اتمنى ان ينتبه جنابك جيدا، قلت دار نشر سعودية تنشر لماركس ونيتشه وشوبنهاور وسارتر من دون ان يقتحمها رقيب، مثلما تفعل اجهزتنا الامنية وهي تقتحم شارع المتنبي بدعوى تقويم اخلاق القراء، آخر كتب موران بعنوان "مع ماركس وضد ماركس"، وفيه يحاول موران رد الاعتبار للألماني الذي مات معدماً، في هذا الكتاب يقرر موران الخوض في عالم شديد الغرابة والغموض، شديد التعقيد، ويحمل الكثير من المفارقات والسخرية السوداء، في صفحات كثيرة نجد موران لا يزال يحمل مشاعر دافئة تجاه كارل ماركس، يصرح دائماً بأنه كان ماركسياً، قبل أن يعتنق الماركسية، فهو لم يتوقف يوماً من التفكير والحوار مع ماركس الحقيقي، وليس ماركس الذي تريد له الأحزاب السياسية أن يعيش تحت أنقاض الماركسية .. وهو يرى أن تجربة الأنظمة الشمولية، التي فُرضت باسمه، أدت إلى تفاقم الانهيار الذي أصاب الأنظمة الشيوعية.

في بداياتي كنت متلهفاً لقراءة ماركس وكتابه كتاب رأس المال وحين حصلت على نسخة منه بترجمة السوري انطوان حمصي لم أستطع قراءة الجزء الأول وحاولت أن أجد ضالتي في كتاب الفيلسوف البنيوي لوي ألتوسير "قراءة رأس المال" فوجدته، يقول "إن القراءة الحقيقية التي يمكنها أن تكشف عن رأس المال هي القراءة الفلسفية، فقد قُرئ الكتاب من قبل علماء الاقتصاد والمؤرخين، ولكنه لم يُقرأ من قبل فلاسفة، يكشفون عن جوهره الحقيقي" .

يروي لنا الكاتب الراحل خالد القشطيني حادثة طريفة عن عمه المرحوم ناجي القشطيني الذي كان رقيبا في بغداد في بداية الخمسينيات، فقد أحضر صاحب المكتبة العصرية نسخة من راس المال لإجازته، فقرر الرقيب أن يأخذ نسخة الكتاب معه للبيت ليقرأه ومرت أشهر ولم يحصل صاحب المكتبة على جواب فاضطر إلى أن يراجع الرقيب.

* أستاذ ناجي هذا الكتاب فاتت عليه مدة طويلة، إما توافقون عليه حتى نوزعه وإما تمنعوه حتى نرجعه للناشر في بيروت.

- أي كتاب تقصد؟

* هذا اللي كتبه واحد شيوعي، يقولون عليه رأس المال؟

- تذكرت هذا أخذته للبيت، كل يوم أقرأ منه صفحة صفحتين فلا أفهم شيئاً، هو يعني إذا أنا ما أقدر أفهمه، الناس شلون راح تفتهمه؟ روح أخي، وزِّع هذا كتاب.

***

علي حسين

يُقال ان الاشياء لا تتسم بالعالمية، ما لم تلامس سكان العالم كلهم، وتعبر فوق ألوانهم وأشكالهم وما يعتنقون من مذهب وما يعتقدون به من افكار، فكل شيء يمكنه ان يجمع الناس بهذه الكيفية يسمى عالمي، فالموسيقى هي لغة عالمية، ليست بحاجة الى ترجمة لتصل الى وجدان الناس، كذلك مقطوعات الأدب العالمي، سُميت عالمية لانها تعبر عن الانسان وما يحمله من هموم، و ما يروم اليه في كل زمان ومكان و بما يحمله من انسانية، من الشرق او الغرب، فهي القاسم المشترك بين البشر.

كذلك الأمام الحسين (عليه السلام) لم يكن رمزاً أسلاميا، او عربياً او يمثل مذهباً يوما ما، بل كان مشروعاً للأنسانية منذ البداية، فقد أُختير له هذا الدور ليلعبه، وهذه المكانة ليشغلها وهذا المقام ليعتليه بلا منافس منذ اليوم الاول لولادته.

والدليل على ذلك لا يذكر لنا التأريخ بشكل واضح عزاء يتجدد بهذه الحرارة بعد الاف سنة لرجل عاش في هذا الكون، الأ للأمام الحسين، لذلك لم تعد أطروحة الأباء والثورة على الطغاة وصور البطولة والشجاعة التي سطرها الأمام الحسين وآله وصحبة، تفي لشرح او تعليل ما يحدث كل عام على طريق كربلاء.

من مشاهد البذل والعطاء في طريق الزيارة الاربعينة للأمام الحسين، فّلم يعد الأمر طقسأ دينياً او أحياء لشعيرة مذهبية، بل أصبحت ظاهرة أنسانية ونقطة جذب للبشر من مختلف انحاء العالم، فهو حدث عالمي، يتجدد وينمو ويفور بشكل متصاعد كل عام، نفهم من ذلك أن الحسين عالمي الوجود، يوجه رسائل للعالم من خلال المسيرة تحمل مدلاليل أهمها؛ ان البقاء للفضيلة لا للرذيلة، ان البقاء للأباء لا للخذلان والميعة، ان البقاء للعفة لا للتهتك والعري، ان البقاء للفطرة السليمة لا للشذوذ والمثلية، الذي يتجه العالم الغربي بهذه الموجه نحو الهاوية.

فالزيارة الحسينية هي بوصلة الانسانية الصحيحة، والحدث العالمي، الاكثر أحقية بتلسيط الضوء الأعلامي العالمي عليه، بدل من تسليط الضوء على احداث أخرى وشغل منصات الأعلام بمشاهد سطحية، ومهرجانات العُري، بل الأسوأ هو محاولة البعض الى تشويه هذا المسير من خلال، نشر ونقل مشاهدات سلبية، لا تمثل هذا الرّكب.

تتمثل عالمية الحدث في عدة نقاط اهمها:

- إنه التجمع البشري الأكبر عالمياً.

- إنه التجمع البشري الأكبر الذي لاينفق به الناس من أجل المأكل او المشرب او المبيت!

وهو بذلك يتعدى ميزانية الدول المجاورة

- إنه التجمع البشري الأكبر عالميا،الذي يكون بأنسيابية عالية في مدينة تعد صغيرة نسبياً، ومع ذلك تستوعبهم بنهاها التحتية وتكاد تخلو من الحوادث .

كل ما تقدم تنفرد به الزيارة الاربعينة بشكل عالمي، فلا يوجد حدث في العالم يتم بهذه الطريقة مطلقا.

لم يعد الجانب المادي وما يقدمه الفرد العراقي في سبيل احياء هذه الشعيرة، هو محور الدراسة كيف؟ ولماذا؟ ومن أجل من؟

بل هناك جانب روحي معنوي هو من يقود هذه الجموع المليونية ويحملها على المسير على الاقدام مئات الكيلومترات تحت حرارة الشمس وفي الجانب الأخر من الطريق الالاف التي تقوم بالخدمة بشكل جنونّي لأظهار الزيارة الاربعينة بهذا الشكل للعالم.

بادرت هذا العام وبشكل مسبوق المؤسسات الأعلامية العراقية متمثلة بهيأة الاعلام والأتصالأت العراقية التي ارسلت بدورها دعوات رسمية لعدد كبير من الصحفيين والاعلاميين العرب والقنوات الأجنبية، لتغطية هذا الحدث من على ارض الواقع، كذلك عقدت مؤتمراً ضم العديد من المحللين السياسيين، للنظر في الزيارة الاربعينة كونها الحدث المجتمعي الأبرز وإعادة دراسة المجتمع العراقي وفق الرؤية الاربعينة الحسينية.

وقد يسأل سائل ماذا قدمت لكم هذه الزيارة، في عالم يعاني شح بالموارد، وندرة بالغذاء ونقص بالمياه الصالحة للشرب، وتوجه عالمي لإقصاء البشرية للوصول الى المليار الذهبي!

اولا/ في ظل عالم يُسوق للجوع و(لتصنيع اللحوم في المعامل) بحجة أنها الأفضل والأرخص وبحجة أن الأنسان لا يمكنه استهلاك اللحوم الى ما لا نهاية، يطبخ خدمة الحسين اجود انواع اللحوم (الطبيعية) على مبدأ الوفرة وليس الندرة!

ثانيا/ في الوقت الذي يسوق الأعلام الاصفر موجة الكراهية والعنصرية بين المسلمين وغير المسلمين في العالم، يفتح الناس في العراق بيوتهم للغرباء للمبيت والراحة بل ويقومون على خدمتهم، وتزداد مشاهد الالفة والمحبة بين الناس بشكل لا يمكن فهمه او تفسيره، على الرغم من اختلاف الوانهم، وجنسياتهم فتجعمهم الأنسانية.

ثالثا/ في الوقت الذي باتت دول العالم بفرض أجناداتها المسمومة من نشر الشذوذ بين الاطفال بالمدارس وحثهم على تغيير (اجناسهم) رغم انها دول تدعي الحضارة والحرية والديمقراطية، الا انها تسير بالضد من الفطرة الانسانية السليمة، يشهد المسير الحسيني صوراً للزائرين بكل وقار وحشمة وحرية بدون أي تعدي على حرياتهم الشخصية.

لذلك ستستمر المسيرة الحسينية وشعيرة الزيارة الاربعينة، عاماً بعد عام، وستصبح طقساً من طقوس الانسانية. هكذا أرى وهكذا ستكون.

***

رسل جمال

صناديق الأقتراع ليست معيارا حقيقيا للديموقراطية في الكثير من البلدان، التي يتوجه الناخبين فيها الى صنادق الأقتراع بشكل دوري. فتعديل الفترة الزمنية للحكم من 4 الى 7 سنوات من قبل الحزب الحاكم أو زعيمه في بلد ما بتغيير فقرات دستورية، لا تمت للديموقراطية بصلة. والتعديلات الدستورية لزيادة الفترة الرئاسية من فترتين الى ثلاث أو أربع أو أكثر، تعتبر من الضربات القاسية لمفهوم الديموقراطية وممارستها. ووجود حزب أو حزبين فقط يتصارعان أنتخابيا في بلد ما، هو الآخر بعيد عن المنافسة الديموقراطية، إذ من غير الممكن أن يكون حزبان فقط يمثلان جميع الطبقات الأجتماعية في بلد تعداد سكّانه مئات الملايين، والأزدواجية في تقييم أنقلاب على الشرعية في بلدان مختلفة تبعا لمواقف دول معينة تجاه أنظمة معينة، هي تحريف لمفهوم الديموقراطية معنى وممارسة.

لو لم تحتل الولايات المتحدة العراق وتغيّر نظام الحكم فيه، لكان النظام البعثي الفاشي لازال يحكم البلد، ولكان التوريث هو نمط نظام الحكم فيه، وهذا ما أثبته واقع المعارضة العراقية الضعيف والمتصارع والمتشرذم وولاءات أحزابه الخارجية، وهذا الأمر أي عدم أستطاعة المعارضة العراقية من أسقاط نظام البعث الدموي، كانت تتحدث به أقطاب المعارضة ورجالاتها قبل الأحتلال، وبعضهم يقولها لليوم! وهذه السياسة أي سياسة التوريث نجحت  في سوريا، وكانت في طريقها للنجاح في مصر وليبيا لحدود معيّنة، على الرغم من عدم ممارسة تلك الأنظمة لجرائم كبيرة كجرائم البعث العراقي تجاه شعبه وشعوب المنطقة.

الغابون الغنية بالنفط والعديد من المعادن، حكمها ثلاثة رؤساء أوّلهم الدكتاتور ليون مبا 1961 – 1967، ليخلفه بعد موته الرئيس عمر بونغو 1967 -2009، ليرث السلطة بعد 42 عاما من حكمه أبنه علي بونغو سنوات 2009 – 2013 . الوريث وللتغيّرات الكبيرة في العالم بعد أنهيار الأتحاد السوفيتي، وبضغط من فرنسا والغرب أعتمد النظام "الديموقراطي" ففاز في أوّل وثاني أنتخابات بالبلاد وهذا أمر مفروغ منه في ديموقراطيات الموز إن جاز التعبير، وعلى الرغم من أصابته بجلطة دماغية قبل بضع سنوات الا أنه رشّح نفسه لولاية ثالثة جديدة وفاز بها. ولو ترك على بونغو حاكما للبلاد، لكان أبنه نور الدين بونغو رئيسا للبلاد بعد وفاته.

النظام " الديموقراطي" بالعراق لا يختلف كثيرا عن " ديموقراطية" الغابون، صحيح أن لا هناك توريث شخصي في الحكم الا في كوردستان العراق، الا أننا نجد توريث حزبي. فديموقراطية الموز بالعراق، لا يترشح منها قادة منتخبون ديموقراطيا، كون الديموقراطية عندنا معلّبة وجاهزة للأستهلاك المحلي. فصناديق الأقتراع تفرز قادة شيعة وسنّة وكورد في كل دورة أنتخابية، على الرغم من فشل هؤلاء القادة ومعهم أحزابهم في حل مشاكل البلاد، بل ولنكون منصفين في وصفنا، فأنّهم السبب الرئيس في تعميق مشاكل البلاد.

عشرات الدورات الأنتخابية المحليّة والبرلمانية منها والرئاسية عند وجود ضرورة عند زعماء المحاصصة لأجرائها مستقبلا، لا تنتج نظام حكم وطني يأخذ على عاتقه بناء عراق جديد. ولأننا جرّبنا حكم العسكر لعقود طويلة، وكانت نتائجها كارثية على مستقبل شعبنا ووطننا، فعلينا أن نرفض تجربة الغابون وغيرها من البلدان في أنقلاباتهم العسكرية لتغيير شكل السلطة. فنحن بالعراق اليوم لسنا بحاجة لأصلاح أو تغيير شكل السلطة، التي فشلت الأنتخابات السابقة والقادمة في تغييرها، بل نحن بحاجة الى تغيير شكل النظم السياسي بالبلاد، وهذا التغيير بحاجة الى حراك جماهيري واسع على غرار أنتفاضة تشرين، والى قوى سياسية جماهيرية نابعة من رحم المعاناة لتتقدم جماهير شعبنا المكتوية بسياسات المحاصصة التي نهبت البلاد والعباد. الجماهير اليوم يائسة تقريبا من تحسّن أوضاعها وأوضاع البلد، لذا نرى غالبيتها  لا تفّكر الّا بلقمة عيشها ، لكن أحساسها بالظلم والتهميش موجود في دواخلها، وعلى القوى الديموقراطية بالبلاد أن تصطف الى جانب شعبها وتبتعد عن المناكفات فيما بينها، لتعمّق هذا الأحساس عند الناس وتدفهم للأنفجار في وجه منظومة الفساد.

تستطيع العربة الخربة أن تسير أذا وضعت في أعلى طريق منحدر (مثل روسي). 

أستطاعت عربة المحاصصة أن تدمّر كل ما هو أمامها، فلنعمل على أن لا تستمر بالصعود لتصل الى أعلى المنحدر، لأنّ حينها يكون العراق أثرا بعد عين.

***

زكي رضا - الدنمارك

تتصاعد الانقلابات المتتالية في القارة الافريقية فبعد إعلان مجموعة من الضباط في الجيش الغابوني الاستيلاء على السلطة وإلغاء نتائج الانتخابات بعد دقائق فحسب من إعلان فوز علي بونغو بولاية رئاسة ثالثة، وصل عدد الانقلابات التي شهدتها منطقة غرب ووسط أفريقيا منذ 2020 إلى ثمانية. تأتي هذه "العدوى الانقلابية" بعد أن قطعت المنطقة شوطا خلال العقد الماضي للتخلص من سمعتها "كحزام للانقلابات" وتتساقط الحكومات الموالية لفرنسا في غرب ووسط أفريقيا الواحدة تلو الأخرى وتعرضت دبلوماسيتها خلال السنوات الماضية لمجموعة من الإخفاقات أظهرت تراجعا مطردا للنفوذ الفرنسي على عدة أصعدة وأعطى المجلس العسكري في النيجر الخميس تعليماته للشرطة بطرد السفير الفرنسي في نيامي. وبعدما منح العسكريون الانقلابيون مهلة 48 ساعة للمسؤول الدبلوماسي الفرنسي لمغادرة البلاد ويظهر من خلال دعوات تلك الانقلابات بخروج القوات الفرنسية من بلدانهم ولعل أكبر صدمة تلقتها باريس في السنوات الأخيرة هي من قبل الدول الاوروبية وامريكا، وكانت في سبتمبر/ أيلول 2021، حين ألغت أستراليا وبشكل مفاجئ "صفقة القرن" المتعلقة بشراء غواصات فرنسية بقيمة 56 مليار يورو، بعدما فضّلت كانبيرا غوّاصات أمريكية تعمل بمحركات نووية في إطار سمي باتفاق "أوكوس" بين أستراليا والولايات المتحدة وبريطانيا. الخطوة الأسترالية أحدثت صدمة لدى دوائر صنع القرار في باريس التي رأت أن فرنسا تلقت طعنة في الظهر مس هيبتها كدولة كبيرة. بعدها تأزمت العلاقات بين باريس وبرلين في سياق الحرب في أوكرانيا. ففي الوقت الذي تسعى فيه باريس لبناء استقلالية عسكرية وأمنية أوروبية، بلورت برلين رؤيتها الخاصة واختارت التزود بالسلاح الأمريكي بالدرجة الأولى في إطار حزمة مائة مليار يورو لتحديث الجيش الألماني. والخلافات بين البلدين تشمل أيضا مجالات استراتيجية أخرى كالطاقة على سبيل المثال لا الحصر.، في تطور اخر ملحوظ يشير بتغيير سريع تتضح ملامحه يوما بعد يوم في مفردات وقواعد اللعبة بتلك المنطقة من العالم. إعصار الانقلابات اجتاح تسع دول أفريقية خلال السنوات الثلاث الأخيرة،  وتتعزز المؤشرات التي تفيد بأن كل الانقلابيون قد يسلكون نفس الطريق الذي سلكه قبلهم أقرانهم في مالي وبوركينا فاسو، الذين استبدلوا حليفهم الفرنسي التقليدي، وجاءوا بحليف جديد هو روسيا التي يتعاظم نفوذها في أفريقيا بشكل كبير منذ سنوات. آخر هذه الانقلابات هي في  الغابون وتم تعيين القائد النافذ في الحرس الجمهوري الجنرال بريس أوليغي انغينا "بالإجماع رئيسا للجنة انتقال واستعادة المؤسسات ورئيسا للمرحلة الانتقالية وأن المظاهرات التي خرجت في الشارع تأييدا للانقلاب، ربما برهنت على أن هناك سخطا على سياسات النظام السابق ورفضا لاستئثار طبقة معينة بثروات البلد العضو في منظمة أوبك وسابع أكبر الدول الأفريقية إنتاجا للنفط، وسط اتهامات لبونغو بالمحاباة والمحسوبية، والغابون التي كانت مستعمرة فرنسية حتى عام 1960، ظلت تحت حكم بونغو وعائلته حليفا قويا لباريس، التي تعتبر من اغنى تلك البلدان وهو من أول منتجي الذهب الأسود في أفريقيا  وتعد إحدى الدول الأفريقية الأكثر ثراءً لناحية الناتج الإجمالي المحلي للفرد الواحد (8,820 دولاراً عام 2022)، بفضل النفط والخشب والمنغنيز، وعدد سكانه المنخفض (2,3 مليون نسمة  ويعيش فرد واحد من أصل كل ثلاثة تحت خط الفقر؛ وفق أرقام أُعلنت أواخر عام 2022، وفق البنك الدولي وتحتلّ الغابات 88 في المائة من مساحته البالغة 268 ألف كيلومتر مربع  واشتهرت نبتة الإيبولا التي تحتوي على مواد المؤثّرات العقلية، لمعالجة مدمني المخدرات أو مساعدة ضحايا اضطراب ما بعد الصدمة وتأتي من التصدير غير القانوني وهي شجيرة مستوطنة في الغابات الاستوائية في وسط أفريقيا. وتُستخدم في الغابون على شكل مسحوق لحاء يُستخرج من جذوعها، في احتفالات «بويتي»، وهي طقوس تقليدية، وقد اعلنت مجموعة من ضباط الجيش استيلاءهم على السلطة في البلاد، وإلغاء نتائج الانتخابات الرسمية الأخيرة، التي فاز فيها الرئيس علي عمر بونغو أونديمبا بولاية ثالثة  والذي اصبح اسم والده عمر بونغو بعد اعتناقه الإسلام  وهو الضابط السابق، الذي عمل مع الفرنسيين في أثناء مرحلة الاستعمار الفرنسي في أفريقيا وعملت فرنسا على إعداده بتأنٍ لسنوات شبكات «فرنسا الأفريقية». وفي عام 1967 أصبح رئيساً جديداً لدولة الغابون والذي قاد السلطة منذ 14 عاما في هذا البلد  . وقد انتخب علي عمر بونغو لأول مرة في عام 2009 بعد وفاة والده عمر بونغو أونديمبا، الذي حكم البلاد لمدة 41 عاما.، هذه القارة التي تضم من بين ترابها المئات من الطاقات المتنوعة التي وهبها الله لها دون أن تستفيد منها شعوبها التي تعيش حالة من الفقر الشديد وتنتفع من خيراتها دول اخرى وشعوب اخرى، والانقلاب يعني أن موجة الانقلابات مستمرة وان الحقبة الاستعمارية انتهت او تتجة الى النهاية وتحل محلها الحكومات العسكرية، والى انقلاب جديد في بلد أفريقي جديد.

***

عبد الخالق الفلاح - باحث واعلامي

تعبير آخر زمان يتكرر عبر الأجيال، يُذكر أن المسلمين توهموا بأنهم يعيشونه، والقارعة واقعة لا محالة، عندما إحتل هولاكو بغداد وأسقط الخلافة فيها.

وبين فترة وأخرى تنطلق أوهام آخر زمان، وفي الوقت الحاضر هناك أبواق راتعة في مستنقعات البهتان، تترنم بأوهامها التي تحسبها من علم اليقين، وتبرر ما يحصل من المآثم القبيحة والملمات الفظيعة على أنها علامات آخر الزمان.

وهذه الحالة تكاد تكون في أديان عديدة، والحقيقة أن الحياة دائرة مفرغة، لا يمكن معرفة بدايتها ولا نهايتها، فالأزل والأبد لا ينفصلان عن بعضهما، والقول بأن الدوران سيتوقف، وشعلة الحياة ستخمد، أشبه بأضغاث أحلام.

من المؤكد بتوفر المعلومات الأوسع عن الكون، أن الأرض، وربما المجموعة الشمسية بأسرها، قد تصبح فريسة لثقب أسود، وعندها ستنتفي، وتتحول إلى غبار كوني، تتلقفها كواكب لا تعد ولا تحصى، وقد يتكوّن منها فيها ما يتكوّن، أو تنمحق ولا يكون لها أثر.

أما القول بقيامة القيامة بأساليب واهية، فهو متاجرة بالبشر وأخذهم إلى ميادين سقر المطلوبة، لتأمين وجود الآخرين متسلطين عليهم ومصادرين لمصيرهم.

ويوم قيام الساعة، لا يعرف آخرا ولا أولا، إنها حالة مباغتة، وإحتماليات حصولها واردة، ونسبة ذلك مجهولة، لمحدودية معارفنا، لكنها تحصل بهجمة كونية إفتراسية، أو عندما تنظفئ الشمس، والأرض تتعب من الدوران، أو تتباطأ قليلا.

لكن البعض يبقى يتحدث عن آخر أيام الدنيا، ولابد من الفظائع لتأكيد أنها النهاية، التي تستدعي مَن يقوّم السلوك البشري، والأديان على مدى قرون عجزت عن تهذيب البشر، بل حولته إلى وحش كاسر بإسم الدين.

فالدنيا بلا أول ولا آخر!!

ومرّغ الناس بالأليم وحدّثها عن النعيم!!!

***

د. صادق السامرائي

مفردات هذا الجزء: هسه-هِطَر-هف –هللو – هِمَش-هوسة-هياته -هيوا - ورقة - وسادة -وياي:

 أبدأ بتكرار التعليق الذي كتبته ردا على عدد من تعليقات الأصدقاء والصديقات حول وجود بعض الكلمات في المنشور السابق في لهجات بعضهم العربية فهو ينطبق أيضا على كلمات هذه الحلقة من المفردات فأقول: لا شك في وجود بعض الكلمات التي أوردتُها في هذه المنشورات في اللهجات العربية الأخرى، لأن اللغة الأصل أي اللغة العربية الفصحى ولهجات القبائل العربية واحدة ولكنها تتنوع من إقليم إلى آخر، فما قد نجده في العراق قد نجده في المغرب الأقصى ومصر، ولا نجده في غيرهما. وما نجده في الجزائر واليمن قد لا نجده في اللهجة العراقية...وما كتبته من كلمات جاء من خلال معرفتي بلهجتي العراقية وليس بجميع اللهجات العربية الأخرى فكلمات مثل ملخ، أثرم، دحس، مسودن، يهرت، دحس، مزهلل ...إلخ، لا وجود لها في اللغة العربية المكتوبة الفصيحة المعاصرة ولا أستطيع الجزم بأنها موجودة في لهجة عربية معينة أخرى. وكلمات مثل بسط ومبسوط قد يكون لها معنى معاكس لمعناها العراقي (ضربه ومده أرضا) فهي في الشام ومصر تعني (جعله مبسوطا أي مرتاحا وسعيدا وراضيا). ومع ذلك فسيكون مفيدا جدا لو ذكرتم بالتحديد الكلمات المشتركة والموجودة في لهجتكم مع ذكر اسم البلد والمدينة ولكم جزيل الشكر سلفا.

كما يسرني أن أطلع على تعليقاتكم بخصوص الكلمات التي كتبتها بصيغة احتمالية أو متسائلة وغير قطعية انطلاقا من لهجاتكم أنتم وهل توجد فيها هذه الكلمات بهذا المعنى أم بغيره.

سيكون ترتيب الفقرات كالآتي: رقم الفقرة ثم الكلمة كما تلفظ في اللهجة العراقية ثم علامة مساواة وبعدها لفظ الكلمة في اللهجة المندائية بين قوسين ثم معنى الكلمة في المندائية فمعناها في العراقية فرأيي الشخصي بهذا التخريج مع التوثيق المعجمي. ولكم الشكر مقدما:

257- هسه =(هشتا) الآن، في هذا الوقت. وهذا اللفظ هو اختزال مشهور لعبارة " هذه الساعة" وتلفظ أحيانا في بغداد "هسَّ أو هسع" وفي مدن ومناطق أخرى "هسَّ / هسه". والمؤلف على علم بهذا التخريج ولكنه يصرُّ على رفضه ويقول (ولذلك ليس من المقبول ربط اللفظ بـ "هالساعة" بمعنى هذه الساعة! وهذا نوع من العناد الذي لا علاقة له برصانة الباحث العلمي المعجمي واللغوي عموما، فهذا النوع من الاختزالات موجود في جميع اللهجات العربية ففي اللهجات الشامية نسمع (هلق) التي تعني هذا الوقت، وفي مصر نسمع (دي الوقتِ)، وفي الجزائر نسمع (ضُروَّك - دورك) وتعني في هذا الوقت.

260- هِطَر =(هطر) تعني في المندائية ضرب. وفي العامية تعني ضربه أيضا. وفي اللغة العربية تعني الضرب بخشبة نقرأ في لسان العرب وفي المحيط (هَطَرَ الكلبَ يَهْطِرُهُ: قَتَلَهُ بالخَشَبَةِ، أو هو مُطْلَقُ الضَّرْبِ). وفي معجم المعاني (هطر الكلب: ضربه. 2- هطر الكلب: قتله بالخشبة).

261-هف =(هف) وتعني في المندائية يفرك، يصقل، يحك. وفي العامية لها معنى هطر أي ضرب بشكل مباغت وسريع. ومن معاني هفَّ في اللغة العربية الخفة والحركة السريعة فيقال (هفَّ الشَّخصُ: أسرع في سيره). هَفَّ الضَّوْءُ: لَمَعَ. هَفَّ الريحُ هَفًّا وهفِيفًا: هبّت فَسُمِع صوتُ هبوبها. هَفَّ الشيءُ هَفِيفا: خَفَّ وزنُه.

266-هللو =(إلو) وتعني في المندائية إذا لم. وفي العامية تأتي لتعني التعجب والاستغراب ويضرب لها المؤلف مثلا في قولهم (هللو، هذا منو؟). وهذا تخريج مضحك حقا فالكلمة تقال للتحية في العامية العراقية الحديثة نقلا عن (هللو) الإنكليزية (HELLO) وهي كثيرة الاستعمال وفي تعبيرات مختلفة وقصيرة قد تفيد إضافة الى التحية السخرية والتعجب والاستغراب حسب سياق الجملة.

271-هِمَش =(همشا) وتعني خمسة في المندائية. ويقول المؤلف "ويقصد بها في العامية خطف الشيء من مكانه بالقوة أو بالغفلة ولا يكون هذا الخطف إلا باليد من خلال فتح الأصابع الخمسة". وهذا تخريج ضعيف وكاريكاتيري. والكلمة عربية ونقرأ في (المعجم: الرائد، والمعجم الوسيط...الهَمِشُ: السَّرِيعُ العمل بأَصابعه، هَامَشَهُ في كذا: عاجَلَه فيه).

281- هوسة =(هوشا) اضطراب، معاناة، ألم. لا علاقة للكلمة في العامية العراقية بهذه المعاني، بل من معانيها "الفوضى"، أما كمصطلح فهي تعني نوعا من الأراجيز الحربية التي يرتجلها المقاتل العشائري أو المُهوال (الشخص التي يتولى ارتجال وإلقاء الأراجيز بنبرة حماسية) للشحن العاطفي والتحميس والتجييش وهي من تقاليد القبائل القحطانية في العراق خاصة. وقد تكون لها علاقة بمفردة "الهوس" التي من معانيها (حالة من الانفعال أو ارتفاع المزاج بشكل غير طبيعي، والإثارة).

289- هياته = (هانتا) ذلك تلك...وتستعمل في العامية كاسم إشارة. وهذا تخريج ضعيف والأغلب أن هذه اللفظة هي إدغام لعبارة " ها هو" بطريقة أسهل على اللسان وهي بعيدة عن "هانتا" المندائية وأقرب إلى اسم الإشارة هاته. التي يعرفها معجم المعاني كالآتي: هَاتِه: كلمة أصلها اسم الإشارة (هَاتِهِ) وجذعها (هاته). ومن الاختزالات الجميلة في اللهجة التونسية العربية يقولون "هاكه هوا" ويقصدون "هكذا هو الأمر"، ومن اختزالات اللهجة الجزائرية يقولون "كيراكم" ويعني "كيف أراكم؟ أو كيف أنتم"، وأحيانا يقولون (وشراكم؟) وهي عبارة مدغمة (وأي شيء أراكم؟) أي كيف حالكم؟!

291- هيوا = ويستنبط المؤلف من الكلمة السابقة في المندائية (هِيو =(هيوا) وتعني في المندائية حيوان بهيمة وفي العامية يوصف بها عدم الانضباط والتصرف غير اللائق)، يستنبط منها اسم رقصة عراقية جنوبية هي رقصة الهيوة وهي رقصة ذات جذور أفريقية يرقصها السمر العراقيون ذوو الأصول الأفريقية في البصرة وبعض دول الخليج. ونقرأ لأحد العارفين بهذه الرقصة "يبدأ تشكيل الهيوة من (الميدان) بعد ان تعلق في احدى جهاته راية، تسمى (الشنيار) ثم يتوزع الجالسون فيها بينما يترك الوسط فارغاً لممارسة الرقصة. ومن الآلات الموسيقية الأفريقية التي لا تزال تستعمل حتى الآن في هذه الرقصة: المسوندو وهي آلة ايقاعية مخروطية الشكل. وآلة الجكانكا: وهي آلة ايقاعية تشبه آلة المسوندو من حيث الشكل الخارجي والفتحات والجلد وطريقة الضرب ولكنها أصغر منها حجما/ مدونة على النت باسم (سماعي)". فما علاقة هذه الرقصة الأفريقية بالمندائيين؟

296- ورقة =(يورقا) في المندائية أخضر. يقول المؤلف (إن اللغة العربية أخذت هذه التسمية التي هي صفة لون الورقة من المندائية وعممتها تسمية لورقة النبات وورقة الكتابة) ويربط بينها وبين اللون الأخضر ومرض اليرقان. وهذا تخريج عشوائي آخر، ولا دليل عليه والكلمة موجودة في جميع المعاجم العربية القديمة والحديثة فربما كان العكس هو الذي حدث أو أنها لفظة مشتركة بين عدة لغات جزيرية "سامية". نقرأ في لسان العرب (الوَرَقُ: وَرَقُ الشجرة والشوك. من أَوْراق الشجر والكِتاب، الواحدة وَرَقةٌ)، وفي المقاييس نقرأ (الواو والراء والقاف: أصلانِ يدلُّ أحدُهما على خيرٍ ومال، وأصله وَرَق الشَّجر).

297- وسادة =(بيسادا). وتعني وسادة. وهو ذات المعنى لهذه الكلمة في المعاجم العربية وبلفظها نفسه (وسادة) وليس باللفظ المندائي البعيد "بيسادا"! نقرأ في معجم المعاني: الوِسادة بكسر الواو، جمع وسائد، المخدة = ما يوضع تحت الرأس عند النوم. وَسادة: (اسم) الجمع: وِسادات ووَسائدُ و ِساد؛ وَسادة / وُسادة / وِسادة. مِخَدّة، ما يُوضع تحت الرَّأس عند النَّوْم وسائدُ من صوف/ قطن. وفي لسان العرب نقرأ (الوِساد والوِسادَةُ: المِخَدَّةُ، والجمع وسائِدُ وَوُسُدٌ. الوِسادُ المِتَّكَأُ وقد تَوَسَّد ووَسَّدَه إِياه فَتَوسَّد إِذا جعَله تحت رأْسه، قال أَبو ذؤيب:

 فكُنْتُ ذَنُوبَ البِئْرِ لَمَّا تَوَشَّلَتْ .........وسُرْبِلْت أَكْفاني، ووُسِّدْتُ ساعد

301- وياي =(لوا) يرافق يذهب مع، يلازم. تخريج خاطئ تماما، لفظاً ومعنى. فاللفظة عربية فصيحة تلفظ دون همز في اللهجة العراقية واللهجات الخليجية وهي "وإياي/ وإياكم، وإيانا" وهي ضمير نصب منفصل للمفرد المتكلم بنوعيه مسبوق بواو المعية. ثم أن اللفظة المندائية (لوا) بعيدة عن العربية.

***

علاء اللامي

.......................

* للاطلاع على الأجزاء السابقة من الدراسة: لهجة عراقية اللامي

*مختصرات المراجع والمعاجم التي ورد بعضها في فقرات المعجم أعلاه:

اللسان: لسان العرب لابن منظور

التاج: تاج العروس في جواهر القاموس للزبيدي

المصباح: المصباح المنير لأحمد بن محمد بن علي الفيومي.

المقاييس: مقاييس اللغة لأحمد بن فارس القزويني الرازي

الجمهرة: جمهرة اللغة لابن دريد الأزدي

الصحاح: الصحاح في اللغة ويعرف أيضا بـ (تاج اللغة وصحاح العربية) لابن حماد الجوهري.

العباب: العباب الزاخر واللباب الفاخر للحسن بن محمد الصغاني

القاموس: القاموس المحيط للفيروزآبادي

المختار: مختار الصحاح لمحمد بن أبي بكر بن عبد القادر الرازي وهو معجم مختارات من معجم الصحاح في اللغة للجوهري.

الوسيط: المعجم الوسيط تأليف نخبة من اللغويين بمجمع اللغة العربية بالقاهرة الرائد: معجم ألفه اللبناني جبران مسعود.

الغني: معجم الغني الزاهر، ألفه المغربي الدكتور عبد الغني أبو العزم.

المعاصر: سلسلة المعجم العربي المعاصر للعراقي هادي العلوي

المعاصرة: معجم اللغة العربية المعاصرة للمصري أحمد مختار عمر

***

علاء اللامي

 

كان الإعلام ومازال سلاحاً ضد الظلم والاستبداد فمن خلاله تُكشف الحقائق ويظهر المستور ويزداد الوعي، وله دور كبير في نشر الثقافة والترفيه، ومن خلاله يتم تبادل الأخبار والمعلومات في جميع المجالات السياسية والثقافية والاجتماعية. وللإعلام دور مهم في تغيير أنظمة استبدادية من خلال كشف فساد تلك الأنظمة ، فهو ينقل الوقائع بموضوعية دون تزييف أو تحريف أو تسويف أو استغلال فيكشف مكامن الفساد ويقترح السبل المناسبة لمعالجتها ، ويطلق على الإعلام بالسلطة الرابعة لما لها من أهمية في محاسبة كل المتخاذلين في خدمة البلاد وبذلك يكون لوسائل الإتصال والإعلام الحق في محاسبة الدول والحكومات من أجل أن تنعم الشعوب بالسلام والعدالة والحياة الكريمة. وتتجلى أهمية الإعلام ووسائله أيضا في أنه أقوى سلطة تؤثر على الشعوب وكما يقول مالكوم إكس: وسائل الإعلام هي الكيان الأقوى على وجه الأرض، لديها القدرة على جعل الأبرياء مذنبين وجعل المذنبون أبرياء، وهذه هي القوة، لأنها تتحكم في عقول الجماهير، لذلك من الضروري إلتزام معايير وقيم وقوانين تنظم العمل الإعلامي بكل وسائله حتى لا يسوغ للبعض استعماله بطرق ملتوية وغير أخلاقية، ومن هنا فأن أهم ما يتميز به العمل الإعلامي الصحيح هو التزامه بالقيم والمبادئ التي تحدد سيره إلى الأمام ومن بين هذه الأمور المتبعة في العمل الإعلامي هو المصداقية في نقل الأخبار والأحداث بكل مهنية وموضوعية ويشمل ذلك كل وسائل الإتصال كالصحف والمجلات والقنوات التلفزيونية ... وغيرها، فالالتزام بالمصداقية مهم جداً من أجل كسب ثقة الجمهور المتلقي للأخبار ، وكذلك الحال في نقل الصور وعرضها في وسائل الإتصال بحيث تكون الصورة دقيقة وصحيحة دون استقطاع جزء وترك الجزء الآخر أو حتى التلاعب بالصورة و إخفاء الحقيقة خاصة مع ظهور برامج لتزييف الصور والتلاعب بمصداقيتها . ومن أخلاقيات العمل الإعلامي أيضاً هو حماية الخصوصية وعدم التعدي عليها وكذلك إحترام الكرامة الإنسانية وذكر مصادر الأخبار وتحري الدقة في نقل الأخبار والمعلومات. وفي الختام من الضروري الإلتزام بأخلاقيات كل المهن وليس فقط العمل الصحفي فكل عمل وله أخلاقياته التي تجعل منه عملاً أصلياً وغير محرف أو زائف.

***

الكاتبة: سراب سعدي

هل تتغير عندما تتجاوز الأربعين أو الخمسين...؟!

نعم أنا أتغير..، هذا ما قاله لي رجل من قريتنا. شارف على ال80 عاما من العمر، فسألته: ما الذي تغير لديك...؟، يقول: فبعد أن كنت أحب أشقائي وزوجتي وأولادي وأصدقائي فقط، بدأت الآن أحب نفسي معهم...

فقد أدركت للتو أنني لست مثل“ أطلس ”في أساطير اليونان، والعالم لا يقف على ظهري. ولم يتوقف...!

نعم، أنا أتغير.

لقد توقفت منذ مدة عن مساومة بائع السمك والفواكه والخضار والجزار، في النهاية، لن تزيدني بعض القروش غنى، لكنها قد تساعد ذلك البائع المسكين على توفير مستلزمات الحياة والغلاء الفاحش وجنون الأسعار ومستلزمات المدرسة لأبنائه...!

صرت أدفع لسائق التوكوتك والسيارة الأجرة من دون انتظار الباقي. فقد تضع المبالغ الإضافية ابتسامة على وجهه. على أي حال إنه يكد من أجل لقمة العيش أكثر مما أفعل أنا اليوم...!

لقد تعلمت عدم انتقاد الناس حتى عندما أدرك أنهم على خطأ. فبالتالي لم يعد يهمني إصلاح الناس وجعل الجميع مثاليين. إن السلام مع الكل أفضل من الكمال الوهمي...!

صرت أمارس فن المجاملات بسخاء وحرية بلا نفاق. إذ تعلمت بالخبرة أن ذلك يحسن المزاج ليس فقط لمن يتلقى المجاملة، ولكن خصوصا بالنسبة لي أيضا...،

تعلمت ألا أنزعج عن تجعد يحدث على الجلباب او قميصي او اتساخ فية. او انزعج أمام المرايا من تجاعيد الوجة وشيبة الشعر...! بالتالي إن قوة الشخصية أهم بكثير من المظاهر...!

تذكرت انا  الفلاح الفصيح المثقف في قريتنا الشيخ صالح ابو قورة... قال لي يوما... يقابل الإنسان علي مظهرة. ثم يودع علي عقليتة...!

قال:- صرت أبتعد بهدوء عن الناس الذين لا يقدروني. فبالتالي قد لا يعرفون قيمتي، لكنني أنا أعرف جيدا من أنا...!

لذلك سمحت لك أن تقترب وتجلس وتحاورني. لمعرفة قيمة من يقدرني.!! وأصبحت لا أهتم لمن يخذلني فأنا أعلم أن الله يصرفهم عني لأنهم لا يستحقون أن يكونوا في دائرة أهل الفضل بل وانهم طردوا من باب الإحسان وتولوا معرضين...!

هل تغير الوضع في المجتمع الريفي والفوضي تجعلك عصبي...؟!

قال؛- لقد صرت باردا كالثلج عندما أواجه أحدهم يستفزني بعدوانية كي يدخلني في جدل عقيم على أي حال، في النهاية، لن يبقى من كل الجدالات شيء، وأنا لم أعد أتحمل...!!

نعم، لقد تغيرت...!

إنني أعمل كل ما يجعلني أشعر بالسعادة. وأن أستمتع بحياتي... فالعمر يمضي... والقطار سريع وانتظر القطار في المحطة القادمة...!!

المال والبنون زينة الحياة... كما أخبرنا القرآن الكريم.،

قال:- أولادي جزء من حياتي وليس كل حياتي... وأن أستمتع بعلاقتي مع الله... وأكثر من طاعاتي... لم بتبقي من العمر الكثير

قريبا سوف يذيع المذياع في القرية عن موعد جنازتي. وسوف يسأل رجل عابر من مات. ثم يسأل آخر من القارئ في السرادق المقام، ويشربون الناس القهوة. ويخرجون من السرادق ولا يذكرني أحد في اليوم التالي...!! فبعد موتي... كم من سيذكروني؟ ولمتى...؟؟

وبالتالي فهمت بأني أنا المسؤول عن سعادتي في الدنيا والآخرة...!!

***

محمد سعد عبد اللطيف - كاتب وباحث مصري

في الجغرافيا السياسية

لقد رفدت المؤسسات التعليمية روافد علمية وفكرية روافد معطاءة وقامات أدبية للمجتمع العراقي أستطاع العراق على أثره أن يثبت أقدامه بين دول العالم وأن يرتقي سلم العلم والرقي والثقافة والفن على مر الزمن من خلال ما تمتعت هذه المؤسسات باستقلالية كاملة الاحترام لكوادرها ومنهاجها وطرق تدريسها الراقي بعيدا عن هيمنة المؤثرات الخارجية كان المعلم يمتلك كل مصادر القوة والدعم المادي والمعنوي من الوزارة والمجتمع والحكومة وكذلك الهيبة والخوف والاحترام من الطلاب وهذا يفرض بدوره شخصية المعلم وتأثيره العلمي والأخلاقي على المجتمع أولا وعلى الطالب ثانيا أما الآن فقد سُلبت منه كل هذه المقومات التي كان يتمتع ويتحصن بها المعلم أثناء أداء عمله الوظيفي التربوي لهذا لم يعد للمعلم القدرة على العطاء العلمي .

أن أسباب فشل التعليم في العراق وتراجع مستواه بعدما كان في مصافي الدول المتقدمة منها رفع غطاء الحماية عن المعلم وتقييد يده في السيطرة على الطالب في المدرسة والصف وهذا ما يسبب عدم قدرة المعلم في بسط شخصيته وإيصاله للمعلومة العلمية إلى ذهن الطالب وكذلك ترك الكوادر التدريسية والتعليمية فريسة للعقليات الجاهلة والمتخلفة والنفعية وفسح المجال لسطوة الأعراف الاجتماعية والعشائرية التي سببت انهيار المنظومة التعليمية في العراق وكذلك تدخل بعض الأحزاب في عمل قمة الهرم للصرح التعليمي إلى مستوى القواعد حتى وصل الحال في التدخل بالمناهج المدرسية وغيرها من الأمور ساهمت هذه العوامل في انحدار المستوى التعليمي إلى حد فقدان هيبة التعليم وتدني مستوى الطالب أخلاقيا وعلميا وتكبيل يد وعقلية الأستاذ والمعلم وسط هذا التخبط في الحلول والمراجعات القاصرة البعيدة عن العقليات العلمية والأكاديمية حيث وصل الحال إلى خوف الإدارات المدرسية من الأهالي وذوي الأمور والأشخاص أصحاب النفوذ لتدخلهم السافر وتهديدهم لكوادر التعليمية وخصوصا المعلم الحلقة الأضعف الذي فقد الحماية من قمة الهرم نزولا إلى أدارة المدارس التي أصبحت لا تؤمن الحماية الكافية لنفسها وكوادرها لذا علينا المطالبة برفع الحيف والأيادي عن هذه المؤسسة العريقة من براثن الجهلة وإطلاق يد المعلم وإعطائه الحرية في ممارسة مهنته ضمن حيز وضوابط معرفته وقدرته العلمية لإيصال المعلومة والمنهج بشكل صحيح لنستطيع انتشال واقعنا التعليمي قبل الانهيار التام الذي يسبب في تدمير المجتمع والأسرة.

***

ضياء محسن الاسدي

القدوس في اللغة تعني النزيه في ذاته؛ لذلك لايستقيم القول بأن الله مُقدساً، لأن ذلك يُرتب فاعلا خارجيا يُنزههُ أو يُقدسهُ وذلك غير مُتصَور في ذات الله تعالى؛ فالنزاهةُ في جذر دلالتها اللغوية تعني «البعد» عن القبائح وهو فعلٌ ذاتيٌ وليس فعلا خارجيا، أما المُقدس فأنه وصفٌ لمن يريد أو يُحتَمل منه الابتعاد عن النقائص؛ وذلك أمر لايمكن التحقق منه على الظاهر الا بمقدار ما يظهر من النفس في الفعل الخارجي، لذلك تجد أن التقديس اصطلاحا يأخذ منحى آخر يتعلق بالنوازع النفسية للفاعل الخارجي وهو المُريد أو المُحب حيث يجعل هذا المُحب من يُحبه مُقدسا مُنزها عن النقائص مبتعدا عنها رغم أنه يعرف ويُقر بأنه لايُزكي الأنفس الا الله حيث لايكفي ذلك،. مايظهر منها للعيان أو ماتسمع منه الآذان، وذلك قول رسول الله صل الله عليه وعلى آله « أن الله لاينظر إلى اجسامكم ولا إلى اشكالكم؛ ولكن ينظر إلى قلوبكم التي في الصدور» !! وهذا يؤشر إلى عدم إمكانية النظر إلى مافي القلوب الا من قبل الله تعالى، وعليه فإن فرضية الطُهر تبقى في الاحتمال بناءا على تعذر التحقق منها على الدقة، ةمن هنا فإن القداسة تبقى هدفالمن يريد أن يسير في الطريق المنظور من قبل الله تعالى وليس عنوانا أو مرتبةً أو وساما نضعه على صدر من نحب ارضاءً لذواتنا أو نكايةً لذوات الغير، لأنك ستجد أن عدد المقدسين بعدد المُريدين

من هو المقدس حقا؟

بناءً على ما تقدم فأن الله تعالى هو القدوس «البعيد» في ذاته عن النقائص؛ والمُقدس من كانت له صلة تعيينية مع الله «مبتعدا» بفعله المنظور من قبل الله عن النقائص، لذلك اجتباه القدوس حجةً على الخلق نبيا أو رسولا أو وصياً ..

***

فاضل الجاروش

"إما أن تكتب شيئا يستحق القراءة.. أو أن تفعل شيئا يستحق الكتابة"

أول سؤال يواجه الكاتب هو لمَن يكتب؟

والمتحدث عليه أن يعرف مَن يخاطب!!

هل نكتب لأنفسنا، لبعضنا، أم للناس؟

السائد في الكتابات المنشورة أن الكاتب يكتبها لنفسه، والقليل منها يبدو مكتوبا للنخب، وتندر الكتابة للناس!!

وفيها تكمن قلة المقروئية!!

فالعيب ليس بالقارئ، وإنما بالكاتب!!

هل يقرأ مَن يصطلي بنيران القهر والحرمان والآلام، كتابات عن الحب والغرام؟

الناس في مآزق إنسانية قاسية، وأقلامنا تتمنطق بما لا يقترب من الواقع وينكره تماما، وتتفاعل مع سرابات عذبة تعوّضه عن الحرمان من الماء الزلال.

كيف يَقرأ الناس ما لا يُقرأ؟

الكتابات المقروءة هي التي تعالج المشاكل، لا تفسرها وتحللها، بل تمنح وصفة ذات قيمة عملية للوصول إلى مستويات أفضل من الحياة.

"الناس تتقلى والكاتب يتفلى"!!

ما قيمة نصوص الغزل والغموض والإبهام والرموز المحشوة بما لا يلائم النفس والعقل والروح؟!!

على الأقلام أن تحترم القارئ، وتعزز قيمته وثقته بنفسه وبإرادته القادرة على صناعة الحياة.

كتاباتنا تبعد الناس عن القراءة، وتكرِّههم بالحياة، وتستنهض فيهم المشاعر السلبية، وتحيلهم إلى رماد!!

ترى، هل نجيد إستحضار الكلمة الطيبة؟

الأقلام تتساءل والرؤوس تتجاهل!!

***

د. صادق السامرائي

يمكن القول من موقع مراقب إن شيئاً جديداً يتطور على طول الحدود العراقية - السورية مع ازدياد التحركات العسكرية الأميركية والتعديلات والنشاط المستمر  لهذه القوات منذ 15 من تموز/ يوليو الماضي في غرب العراق وشرق سوريا، وشملت إحياء تشكيلات عسكرية مسلحة جنوب شرق سوريا لإنشاء حزام عشائري عربي على طول الحدود العراقية السورية، إلى جانب تسريبات إعلامية لتدريبات تجريها القوات الأمريكية لفصائل سورية معارضة في ريف إدلب. بخاصة مع انطلاق عمليات تموقع جديدة تتمدد بين الحدود التركية والحدود الأردنية، يمكن أن يكون له تأثير كبير على ميزان القوى في الشرق الأوسط، ولا سيما في منطقة "الهلال الخصيب" من إيران إلى العراق فسوريا ولبنان إلى الأردن والأراضي الفلسطينية، للعلم ان القوات الامريكية  تبدو غير كافية لشن عملية واسعة، حتى وإن استعانت بالمعارضة في إدلب إلى جانب العشائر العربية وقوات قسد، إذ لا يتعدى تعداد القوات الأمريكية 1500 جندي

ولكن تظهر فوراً إرادة مشتركة للمحور الجديد"  المقاومة" هي الاقوى بعد فتح طريق استراتيجي بين طهران ودمشق، وعملياً بين "الجمهورية الإسلامية" والبحر المتوسط، وكان واضحاً أن الهدف في دفع واشنطن لصدام حسين إلى شنّ حملة ميدانية على الأراضي الإيرانية للإطباق على قواته  وهذا ما تحقق ولكن انقلب السحر على الساحر،و أن نتيجة الحرب العراقية - الإيرانية لم تأتِ لمصلحة العراق بل كانت كفتها الاقوى لصالح إيران، واستمر نظام صدام في غبائه، ولم تمرّ سنتان إلا وتمّ استدراج القيادة البعثية العراقية إلى اجتياح الكويت، واستدراج المجرم صدام  حسين لابتلاع "المحافظة الـ 19" ومحاولة ضمها، وكان الاعتقاد السائد أن التحالف الدولي سيسقط النظام في بغداد عام 1991، فتدخل قوات الحشد الشعبي في المعركة، وتفتح الجسر إلى سوريا، إلا أن نهاية حرب الخليج الثانية بقيادة جورج بوش الأول لم تحسم لمصلحة إيران على رغم أنها أنهت التفوق العسكري للعراق، فسقطت المحاولة الثانية لإقامة الجسر لاقامة قاعدة للوقوف بوجه امريكا في المنطقة، أما المحاولة الثالثة ونجحت عند أقناع المعارضة العراقية في المنفى، والتحركات الايرانية لدفع امريكا باسقاط النظام البعثي بقيادة بوش الابن وفعلا سقط النظام، باجتياح العراق "للرد على هجمات 11 سبتمبر (أيلول) كما كانت تدعي واشنطن ". فعادت المعارضة العراقية من المنفى إلى بغداد وبدأت في استلام مقاليد الحكم، فبدأ الجسر الإيراني إلى سوريا يتحقق تدريجاً، وبات حقيقياً مع انسحاب إدارة الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما من العراق نهائياً في أواخر 2011 ضمن الاتفاق الاستراتيجي، فباتت القوافل والأسلحة ا تتنقل  الى بيروت الجنوبية على الطريق السريع، وباتت المنطقة "أرض للمقاومة " من حدود أفغانستان إلى شرق المتوسط.

تقوية " ارض المقاومة" وتوسيعها دفعت الولايات المتحدة الأمريكية الى التفكير في  سبيل في ايجاد البديل لاضعاف توسع المقاومة ما دفعتها من أجل ايجاد البديل ولم تكن إلا ان تكون  "الخلافة الداعشية" في بلاد النهرين وبادية الشام، واستمرت حملة "داعش" بقيادة واشنطن حوالى خمس سنوات استمر خلالها إغلاق الجسر أمام المحور الإيراني، حتى تم تدمير الخلافة عسكرياً بشكل كامل مع إخراج "الدواعش" من الموصل والرقة ومن المثلث السني في العراق وبادية الشام في سوريا، ومع سقوط "داعش" تراكضت كل القوى التي قاتلتها لتسيطر على مخلفاتها على الأرض، فسيطرت طبيعياً القوات الأميركية والحلفاء على أكبر المساحات استراتيجياً ولكن بشراكة مع القوى كافة العميلة لها دون الحشد الشعبي  والجيش السوري، وسيطرت قوات الكوردية على الجزء الشمالي للحدود المشتركة من ناحية العراق، كما سيطر الجيش العراقي و"الحشد الشعبي" على الأراضي العراقية التي انسحب منها "داعش" جنوب كردستان العراق حتى الحدود مع الأردن، وتقدمت "قوات سوريا الديمقراطية" على طول الحدود المشتركة جنوباً حتى نقطة البوكمال، أما في الجنوب فتموقعت القوات الأميركية وحلفاؤها انطلاقاً من قاعدة "التنف" وصولاً إلى الحدود الأردنية. ولكن تبقى الرغبة الأمريكية في ردع تركيا عن شرق الفرات والحد من اندفاعها للتفاهم مع النظام السوري وروسيا ضد قوات قسد (قوات سوريا الديموقراطية) لا يمكن إغفالها أو فصلها عن الوساطات والجهود الروسية والتحركات الإقليمية لإحداث تقارب بين النظام السوري وأنقرة والعواصم العربية، ما جعل من النشاط العسكري الأمريكي عملية معقدة، تحوي قدرا كبيرا من الاستعراض وقدرا قليلا من العمليات الفعلية على الأرض والتركيز على حماية آبار النفط التي تستغل خيراتها لصالحا، في محاولة للتعامل مع هذه الخارطة المعقدة التي تكاد تخنق النفوذ الأمريكي، وتطيح به في العراق وسوريا والإقليم وايضا التردد في العملية ضد قوات الحشد الشعبي .

***

عبد الخالق الفلاح – باحث واعلامي

ما أن يذهب الوضع السياسي والأمني في العراق، نحو الاستقرار والهدوء، حتى تظهر مرة أخرى شرارة التصعيد، بألوان مختلفة وأدوات ومفاعيل مختلفة، تظهر بصورة سريعة ومفاجئة، لتعبر عن غاياتها وأهدافها في ضرب هذا الاستقرار.. على الرغم من كل الجهود التي تقوم بها حكومة السوداني، لإثبات قدرتها على النجاح، وعبور المرحلة وسط التصعيد السياسي، إلا أن هناك من يسعى إلى قلب الطاولة وضرب هذا الاستقرار، ليعيد إلى الأذهان صورة الأجواء التي سادت، في حكومتي السادة عبد المهدي والكاظمي.

قد تبدوا الصورة قاتمة غامضة لا وضوح فيها، فمسألة حرق نسخة من القران الكريم، على يد عراقي مسيحي يسعى للحصول على الجنسية السويدية، والذي كان أحد العناصر الموجودة في العراق، وجزء من القوى التي كانت تقاتل ضد داعش، تحت مسمى اللواء السرياني، وكان قريباً من قيادات سياسية، ليبعث بذلك رسالة مفادها، أن هناك من يحرك الخيوط الداخلية، وفق ما يريد ووقت ما يشاء.. هذا ما أنعكس في طريقة تعاطيه وتعامله، مع هذا الملف الحساس والمهم، والذي يلامس مشاعر ملياري مسلم في العالم . قطع العلاقات مع السويد وطرد سفيرتها، كانت قرارات قوية اتخذتها حكومة السيد السوداني، واستدعاء القائم بأعمالها في ستوكهولم، كان قراراً صائباً يعبر عن موقف رسمي، ضد هذا التجاوز على مقدسات المسلمين، بالمقابل يمثل اختباراً خطيرا لقدرة حكومة السوداني، على الحد من تأثير مفاعيل السياسة الداخلية، والتي أخذت كثيراً بجوانب السياسة العراقية، تجاه مجمل القضايا الخارجية، على حسابها وأولوياتها، المتمثلة بمتابعة العلاقة الإقليمية والدولية المتوازنة بين العراق والعالم.

السيد مقتدى الصدر دخل على خط الأزمة، في محاولة لعودتهم إلى الحياة السياسية، فمنذ اعتزاله الذي فرضه على نفسه، كان ينتظر باحثاً عن فرصة، لإعادة شعبيته وجمهوره إلى الشارع، في استعراض للقوة ضد الائتلاف الحاكم، والذي أصبح حدث حرق نسخة القرآن الكريم هو الوسيلة.. لذلك فان ردود أفعال السياسيين ومنهم الصدر، لها علاقة بالسياسة الداخلية، بقدر ما لها علاقة بدعم قدسية القرآن الكريم، وهذا دفع الحكومة العراقية للرد على، اقتحام أتباع الصدر للسفارة السويدية، بقطع العلاقات الدبلوماسية معها وطرد السفيرة، ولوقف زخم الصدر، وحرمانه من الحصول على منافع سياسية، واستغلال هذا الحدث، حول من هو المدافع الأفضل عن الدين والقرآن.

ربما مثل هذا الإجراء يهدد العلاقة مع حكومة تسمح بتدنيس القرآن الكريم، وقد يكون منحدراً زلقاً له عواقب وخيمة، على العلاقات الدولية العراقية، وربما ستجد الحكومة صعوبة في التخلص منه، حيث يحتمل حصول أحداث مماثلة، في وقت ما في دول أوربية أخرى ايضاً، وهذا الأمر سيضع السوداني باختبار صعب، في الحد من تأثير السياسة الداخلية، ولا سيما المنافسة بين السياسيين الشيعة، على أولويات السياسة الخارجية، المتمثلة في إدارة العلاقات الإقليمية والدولية المتوازنة.. كما أن رد الفعل العراقي، يعتبر أختباراً أيضاً حول قدرة حكومته، وبالتحديد القوى الأمنية في الوفاء بالتزاماتها القانونية، لحماية البعثات الدبلوماسية على النحو المنصوص عليه، في اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961.

***

محمد حسن الساعدي

قد تصاب بالذهول حينما تسمع اراء الكثير من النساء يعتبرن ان اغلب الأذى يأتي على يد امرأة اخرى!! فأي خذلان وقعت به تلك المراة أو هذه السيدة ليكون هذا رأيها،، كم أضطرت بعض النسوة للسكوت والصمت والتغاضي عن افتراءات صديقات لها او إظهار مكامن الغيرة الحارقة القاتلة التي تستعر في صدر أقرب المقربات، بعضهن تعترف بشجاعة ان مشاهدة النساء لبعض النساء وقد اصبحن اكثر شعبية ومقبولية والتصاقا بالمجتمع جعلها مصدر اثارة غير حميدة بل وغير منصفة، لكن في كلا الأحوال ومهما كانت الاراء وتعددت التحليلات فأن هذا السلوك غير السوي من هكذا نسوة تجاه نساء مثلهن كن إلى وقت قريب من (أشد المقربات والصديقات) مرد ذلك دون شك واساسه (للتربية) فكم من فتاة وقفت في وجه قريبة لها من أجل أن لاتتزوج!! وكم من زوجة حرضت زوجها على اخته أو امه!! وكم من تصرف فردي لفتاة دمر مستقبل عائلة كاملة،

اما الغيرة على نطاق أوسع وأشمل، غيرة العمل، غيرة المؤسسات فأنه الاذى فيه يكون أشمل وأكثر أعمام وتأثير، لأنه للاسف سيحرم المجتمع المحيط من الاستفادة من الطاقات والخبرات الخيرة في كل مجال ممكن ان تنمو فيه بذرة الخير لتصبح شجرة يستضل تحتها الجميع، نعم هناك (استثناءات) وهي كثيرة من حولنا، لأن المرض النفسي داخل البعض هو حالة شاذة ممكن ان تنتهي بالعلاج نعم، في حين ان الأغلب منهن يتمتعن بطيبة (بنات البلد) حسب الوصف العربي للمرأة الطيبة النبيلة التي تحمل بداخلها (أيثار وتضحية ونبل وأخلاق)

ان هذا التصرف يصدر من النساء المريضات نفسيا نعم أو من مجتمع الذكور الذي يريد أن تضل المراة مهمشة ويزيحها من مجال العمل والابداع.

ان العداوة ليست صفة بالنساء ولكنها تعتمد على التربية وصفاء الشخصية، ونقاء السريرة.

***

بقلم / تهاني الطرفي - استراليا

مميزات العامية العراقية: مقارنة بالمندائية واللغات واللهجات الجزيرية السامية الأخرى بل وحتى باللهجات العربية في بلاد الشام ومصر يمكن اعتبار العامية العراقية من أقرب العاميات إلى اللغة العربية الفصحى؛

فمن حيث حروفها فهي تستعمل جميع حروف الأبجدية العربية بما في ذلك الحروف الروادف الستة (الثاء، الخاء، الذال، الضاد، الظاء والغين) كما هي ودون تحريف أو إبدال لفظي كما يحدث لها في اللهجات العربية الأخرى، إضافة إلى الأصوات غير الموجودة بهيئة حروف في الأبجدية العربية الفصحى فهي موجودة في العامية العراقية أيضا؛ كالجيم الثلاثية أي الكاف المكشكشة (چ) والقاف الحميرية (الجيم غير المعطشة گ) والباء البابلية المثلثة (پ) في عدد من الكلمات الدخيلة (ذات الجذور غير العربية)  من قبيل (پردة  - پنكة – پاچة)؛ في حين أنَّ الأبجدية المندائية فقيرة جدا وعدد حروفها 22 حرفاً وبعض حروفها الموجودة في أبجديتها لا تلفظ كما هي كحرف الحاء الذي ينقلب إلى هاء، والعين  التي تنقلب إلى همزة، مثلما يحدث لهذين الحرفين الجزيريين "الساميين" على ألسنة الأجانب الأوروبيين وغيرهم.

ومن حيث معجميتها فاللهجة العامية العراقية تحتوي في معجمها المنطوق على نسبة كبيرة من المفردات العربية الفصيحة المنقرضة أو النادرة التداول ولكنها مُمعْجَمَة في المعاجم القديمة، ومن حيث غناها بالمفردات الكثيرة من رواسب اللغات الرافدانية القديمة واللغات من بلدان الجوار كالفارسية والتركية.

لقد ضمَّنت في كتابي السابق (الحضور الأكدي والآرامي والعربي الفصيح في لهجات العراق والشام) قويمساً يحتوي شبكة واسعة من المفردات العربية القديمة الحاضرة في اللهجة العراقية المعاصرة. ومن هذا القبيل أوردنا المفردات التالية التي لا ترد في أي من اللهجات العربية المعاصرة، بل ولا تستعمل في اللغة العربية المكتوبة الفصيحة "الوسيطة" بما في ذلك في العراق ولكنها موجودة في العامية العراقية؛ وسأدرج أدناه مفردات في قائمة قصيرة كمثال على ما ذكرته في كتابي سالف الذكر، وسأضع الكلمة كما تلفظ في العامية العراقية والعربية الفصحى، ثم معناها وأخيرا أذكر التوثيق المعجمي مع اسم المعجم أو الكتاب الذي ورد فيه:

برطيل = رشوة - البِرْطِيلُ: بكسر الباء الرشوة / المصباح

مدردحة / دردحة = المرأة التي طولها وعَرْضُها سواء. والجمع: درادِحُ/ الوسيط

أريحي = الْوَاسِع الْخلق النشيط إِلَى الْمَعْرُوف يرتاح للندى وَالسيف/ مختار القاموس

نازك =أثلها هادي العلوي في معجمه المعاصر من عشبة الناسك وهي عشبة شديد الخضرة كما يقول الرائد، أرض ناسكة: خضراء حديثة المطر.

دحس=أدخل اليد بين جلد الشاة وصفاقها للسلخ. والداحوس قرحة او بثرة تظهر بين الظُّفر واللحم/ مختار القاموس

برطم= البرطمة الانتفاخ غضبا. وتبرطم: تغضب من كلام

ملخ= الملخ جذب الشيء وامتلخه: انتزعه. وامتلخ سيفه: استله / مختار القاموس. وفي اللسان: المَلْخُ: قبضك على عضَلَة عضّاً وجذباً.

دفر= الدَّفْرُ: الدفع. دَفَرَ في عُنُقِهِ دَفْراً: دفع في صدره ومنعه؛ يمانية. ابن الأَعرابي: دفَرْتُه في قفاه دَفْراً أَي دفعته/ اللسان. وفي القرآن روي عن مجاهد في قوله تعالى: "يوم يُدَعُّونَ إِلى نار جهنم دَعّاً"؛ قال يُدْفَرونَ في أَقفيتهم دَفْراً أَي دفعاً/ اللسان

أثرم= الثَّرَمُ: انكِسارُ السِّنِّ من أَصلها، وقيل: انكِسار الثَّنِيَّة خاصَّة، ثَرِمَ، بالكسر، ثَرَماً وهو أَثْرَمُ والأُنْثَى ثَرْماء/ اللسان

أجلح= الجَلَح ذهابُ شَعْر مقدّم الرأس، ورجلٌ أجْلَح/ المقاييس. وفي اللسان؛ الجَلَحُ: ذهابُ الشعر من مُقَدَّم الرأْس، وهو انْحِسار الشعر عن جانبي الرأْس، وأَوّله النَّزَعُ ثم الجَلَحُ ثم الصَّلَعُ.

ثخين = ثَخِين. المكتنز اللُّحْمة والسَّدَى من جَوْدةِ نَسجه ثَخين/ المقاييس. وفي اللسان: ثَخُنَ الشيءُ ثُخونةً وثَخانةً وثِخَناً، فهو ثَخِينٌ: كثُفَ وغُلظ وصلُبَ.

ثول= الأثول: الحمق، المجنون، والبطيء الخير والعمل/ مختار القاموس

ثرب= الثَّرْبُ: شَحْم رَقِيقٌ يَغْشَى الكَرِشَ والأَمْعاءَ، وجمعُه ثُرُوبٌ. الشَّحْمُ الـمَبسُوط على الأَمْعاءِ والمَصارِينِ/ اللسان

خبن= خَبَنَ الثوبَ وغَيرَه يَخْبِنُه خَبْناً وخِباناً وخُباناً: قلَّصَه بالخياطة. قال الليث: خَبَنْتُ الثوبَ خَبْناً إذا رفعتَ ذُلْذُلَ الثوبِ فخِطْتَه/ اللسان

أهدل = وهَدَلْتُ الشيء أهْدِلُهُ هَدْلاً، إذا أرخيته وأرسلته إلى أسفل/ الصحاح. زفي المقاييس/ الهَدَل: اسْتِرخاء مِشْفَر البعيرِ وكلِّ شيءٍ. يقال منه هَدِلَ. أهْدِلُه، إذا أرسلتَه إلى أسفل.

ختل= ختله: خدعه، وختل للصيد: تخفى له/ مختار القاموس.

*وهناك المزيد من هذه المفردات يجدها القارئ في هذا المعجم اهتديت إليها خلال بحثي عن جذور بعض الكلمات العربية العراقية التي حاول السعدي "مندأتها" وزجها في معجمه المندائي. ومن هذه الكلمات أذكر الأمثلة التالية:

باگ = سرق وكنت قد بحثت عن جذرها في المعاجم العربية من قبل ولم أصل إلى نتيجة ولكنني سررت بوجودها بهذا المعنى في المعجم الوسيط وفيه نقرأ (وَيُقَال باقت بِهِ، وَباقَ فُلَاناً وَعَلِيهِ غدر بِهِ وَيُقَال باقوا عَلَيْهِ اجْتَمعُوا عَلَيْهِ فَقَتَلُوهُ ظلما، وَباق الشَّيْء سَرقه).

حْذاي = بجانبي وبالقرب مني. نقرأ في الصحاح في اللغة (قال ابن السكيت: حَذَوْتُهُ، أي قعدتُ بِحِذائِهِ)، وفي اللسان (ويقال: حُذ بحِذاء هذه الشجرة أَي صِرْ بحِذَائها).

مْزهلل= فعلها زهلل ويعني لمعَ وتألقَ وابيضَّ وانقشعت عنه العتمة ومزهلل مشتق منه (اسم مفعول)، ويعني أبيض وأملس ومطمئن القلب.. قال الشاعر الجاهلي تميم بن مقبل يصف ابتسامة حبيبته:

كأَنَّ ضَحْكَتَها يوماً إِذَا ابْتَسَمَتْ........ بَرْقٌ سَحَائِبُهُ غُرٌّ زَهَالِيلُ

وفي الصحاح (الزُهْلولُ: الأملسُ). وفي الوسيط (زهل: زهلاً ابيضَّ واملاس فَهُوَ زهل).

مسودن = مجنون، كما خرجها الشيخ جلال الحنفي، ربما جاءت من الإصابة بالسوداء التي تعني في اللغة العربية "مرض نفساني يؤدي إلى فساد الفكر في حزن هي متلازمة اكتئابية محددة تتمثل بحالة مزاجية سوداوية ودرجة من الحزن العميق والأسى وفقدان الأمل أي المنخوليا الاكتئابية" أقرب إلى السودة أو السوداء.

يصمد= تعني يكنز النقود ويخزنها، علاقتها التأثيلية والمعنوية واضحة بالفعل العربي صَمَدَ ونقرأ عنه في أحد معانيه في القاموس المحيط (صَمَدَ القارُورةَ ونحوها: سَدَّها بالسِّداد. وصِمَادٌ: سِدادُ القارورَةِ، أو عِفاصُها، وقد صَمَدَها).

باح = تعني لا يوجد. وللكلمة أساس في اللغة العربية وهي مستعملة في عاميات الجزيرة العربية ونقرأ في المحيط في اللغة (بَحْبَاحِ أي لم يَبْقَ‌ شَيءٌ (المحیط في اللغة/ ج2 - ص323). وفي "تاج العروس" نقرأ (بحباح مَبنيَّةً‌ على الكسر: كلمةٌ‌ تُنْبِئُ عن نَفَادِ الشَّيء وفَنَائِه، إِذا قيلَ‌ لنا: أَبقِيَ‌ عندكم شَيءٌ؟ قلنا: بَحْبَاحِ‌. أَي لم يَبْقَ‌.

بارية = حصير مصنوع من القصب. الكلمة أكدية تلفظ "بورو" وهي عربية أيضا وكثيرة الورود في النثر التراثي والفقهي رغم عدم تأثيلها في المعاجم القديمة. ذكرتُ مثالين على ورودها في التراث: نقرأ في "عقدة الصابرين" (فجعل يحمد الله ويثنى عليه حتى لم يكن له فراش إلا بارية).  في "البداية والنهاية لابن كثير" (وقعة درب الحجارة كانت لأصحاب الأمين، قتل فيها خلق من أصحاب طاهر، كان الرجل من العيَّارين والحرافشة من البغاددة يأتي عريانا ومعه بارية مقيرة ... (الأرجح هو أن العَيّار البغدادي المذكور كان يستعمل بارية مقيرة كزورق أو طوف على النهر / ع ل).

بخش =حفر، ثقب، خرق والكلمة عربية فصيحة وردت في معجم محيط المحيط (بَخَش: ثقب، نقب، خرق، حفر).

بَسَطَ = ضرب وصفع، وكلمة بسط بهذا المعنى أقرب لفظا ومعنى إلى العربية الفصحى بَسَطَ بمعنى مدَّ. يقال: بسطه أي مدَّهُ وطرحه أرضا بقرينة الضرب في السياق. ونقرأ في جمهرة اللغة للقالي (بَسَطْتُ الشيءَ أَبسُطه بَسْطاً، إذا مددته على الأرض. وتبسَّط الرجل على الأرض، إذا استلقى وامتدّ).

دغل = نباتات وأعشاب ضارة متشابكة وردت في اللسان بعدة معانٍ منها: "الدَّغَل: الشجر الكثير الملتفُّ، وقيل: هو اشتباك النبت وكثرته".

يهرت = تعني (يثرثر) نقرأ في معجم المعاني (تَهَارَتَ : تشدَّق وأَكثر من الكلام). وفي لسان العرب (يقال للخطيب من الرجال: أَهْرَتُ الشِّقْشِقةِ... وفي حديث رَجاء بن حَيْوة: لا تُحَدِّثْنا عن مُتهارِتٍ أَي مُتَشَدِّق مُتَكاثِر) وفي الوسيط نقرأ (ورجلٌ هَرِيتٌ: لا يكتُمُ سِرًّا ويتكلَّم بما هو مُستَقْبَح).

هرفي = وردت هذه الكلمة في كتاب طه باقر "من تراثنا اللغوي القديم" كمفردة أكدية، أي إنها أقدم من المندائية والآرامية بأكثر من ألف سنة، وتعني المبكر وهي عربية فصحى أيضاً. نقرأ في المعجم الوسيط (هرفَّت النَّخْلةُ: عجَّلت ثمرها. وهَرَّفَ القومُ إلى الصَّلاة: عَجَّلوا. والهَرْف: ما يُعجَّل من الثَّمر وغيره.

إنَّ هذا النوع من الكلمات العربية الفصيحة والمنقرضة أو تلك النادرة الاستعمال في اللغة العربية المكتوبة المعاصرة يمثل الكثرة الكاثرة والغالبية الساحقة من كلمات اللهجة العراقية إلى جانب ما سماها العلامة طه باقر الرواسب من اللغات العراقية القديمة المنقرضة وهذا كله إنما يؤكد العلاقة العضوية الجذورية والقواعدية والمعجمية التي تجمع اللهجة العامية العراقية بأمها اللغة العربية الفصحى وتجعل من أية محاولة لتغريبها عن حاضنتها الحقيقية نكتة سمجة وثقيلة بالأدلة الملموسة والموثقة من المعاجم العربية القديمة والحديثة توثيقا لا نعتقد أن هناك من سيغامر مجددا بالعبث أو التشكيك بعروبة وسامية لهجة العراقيين العربية العريقة.

يذكر السعدي أن هدفه "ليس حصر المفردة في مجال ضيق ودفعها وحشرها في اللغة المندائية بمقدار ما وجدنا أن عدم وجود تخريج مرجعي للمفردة فإن تقاربها في اللفظ والمعنى والقدم مع ما ترد فيه في اللغة المندائية يسجل لصالح هذا التقارب وليس ضده طالما أن بيئة اللغة المندائية هي الجنوب العراقي وأن هذه اللغة مازالت تحفظ اللفظ لمئات المفردات والكلمات الشائعة في العامية المحكية بل أن تلك المفردات وما طمس منها كانت هي الفصيحة قبل شيوع استخدام اللغة العربية. ص 12"، وسوف نثبت عملياً وبالملموس أن هذا الكلام ليس دقيقا البتة، وربما يذكرنا بالمثل العربي القديم "يكاد المريب يقول خذوني"، وأن هدف الكاتب كان على وجه التحديد هو "حصر المفردة -العامية العراقية - في مجال ضيق ودفعها وحشرها في اللغة المندائية" بهدف تكثير المفردات العامية العراقية التي يزعم أنها مندائية لتحويل المندائية كما يقول صراحة إلى اللغة العراقية الفصحى، من خلال تقديم تخاريج عشوائية وبتعسف تأثيلي متهافت يصل إلى درجة مثيرة للسخرية أحيانا.

وأصارح القارئ إنني عانيت شخصياً من الشعور السيء بأن مؤلف هذا الكتاب يسخر من عقلي ومن عقل قارئه عموما حين يشتط به الأمر كثيرا فيزج بكلمات عربية عريقة وموجودة في جميع اللهجات العربية من المحيط إلى الخليج في معجمه المندائي وبتخاريج ما انزل الله بها من سلطان؛ عندها ينتابني الغضب لشعوري بأن الرجل يسخر من عقلي وعقول قرائه وذكائهم فأتوقف عن متابعة قراءة كتابه والرد على تخاريجه لفترة ثم أعود إلى العمل بعد أن تكون أعصابي قد هدأت وتطامنت وتغلب فيَّ الشعور بالمسؤولية النقدية وخيار عدم السكوت وضرورة الرد العلمي الموثق عليه وتفنيده وكشف مصادرته ونقاط ضعفه وجهل كاتبه الفاضح في ميدان اللغة وعلومها كعلم التأثيل المفرداتي الإيتمولوجيا، والفيلولولجيا "فقه اللغة المقارن"، والفونولوجيا (علم وظائف الأصوات اللغوية) والمورفونولوجيا (علم الأصوات الصرفية - التشكل)، أو في ميدان التأليف المعجمي وسياقاته وقواعده.

***

علاء اللامي

....................

* حذفتُ الهوامش التوثيقية من نسخة النشر كمقالة صحافية وأبقيت عليها في مقدمة الكتاب.

منذ عام 1990 والى ان غزت امريكا العراق واحتلته في عام 2003، رزح العراق تحت طائلة بنود الفصل السابع، حتى الوقت الحاضر، على الرغم من ان العراق كان قد أُخرِجَ من طائلة البند السابع في يونيو 2013 ورسميا بصورة تامة لجهة القانون الدولي في عام 2022، كما ورد في مقال اخر للكاتب فوزي الزبيدي، نشره المعهد في 21اب اغسطس من هذا العام. وبالتالي فقد العراق؛ الكثير من فرص التنمية والتطور، وبناء جيش قوي يحمي الامن الداخلي والحدود. ان الجزء الاكبر من هذه الفرص الضائعة، يتحملها الجانب الامريكي؛ بقصد امريكي، مخطط له مسبقا، وليس كما يدعون خطأ في السياسة وحساباتها، اضافة الى المحاصصة وسوء الادارة والفساد. معهد واشنطن وهو مؤسسة بحث استراتيجي امريكي، يضم عدد كبير من الباحثين، ويقدم الدراسات الى المؤسسات الامريكية صانعه السياسات والقرارات الدولية، اي انه يقدم اجابات اجرائية لجهة العمل في الميدان للأسئلة التي تولدها حرارة المواجهة المكشوفة او الخفية، في المناطق الساخنة. وفي المقدمة منها؛ الوضع في العراق، وما سوف يفضي او ينتهي إليه هذا الوضع في خاتمة المطاف. اتمنى ان تكون الخاتمة ايجابية بما يؤدي او يتم فيها بناء الاستقرار المستدام والامن والسلام والتنمية، وترسيخ مؤسسات قانونية؛ تتجذر فيها، الممارسة الديمقراطية، وعلى مساراتها، وبناء علاقات ندية متكافئة على اسس الشراكة والمنفعة المتبادلة، مع جميع الدول بما فيها امريكا وايران. معهد واشنطن، صدر عنه مؤخرا؛ دراسة عن الاوضاع في العراق؛ تضمنت عشرين فقرة. عند دراسة هذه الفقرات بتأن وبروية وبتمعن، نلاحظ؛ ان هذه الدراسة فيها الكثير من التناقضات، واخفاء حقائق موضوعية، وراء جميع الذي حصل ويحصل الى الآن في العراق. منها على سبيل المثال لا الحصر؛ حل الجيش العراقي، وتدمير بنيته التحتية، وبقية مؤسسات الدولة ذات الصلة، من قبل سلطة الاحتلال الامريكي؛ مما عرض العراق الى الانفلات الامني، والذي نتج عنه تغول القاعدة واخواتها، وتاليا بعد سنوات، ادت هذه الفوضى واضطراب الامن الى تغول داعش واخواتها التي احتلت ثلث اراضي الوطن في عام 2014. ان من تداعيات كل هذا الذي حصل للعراق؛ أن جعل من ارضه؛ مركزا للإرهاب. معهد  واشنطن في احد الفقرات التي تضمنتها دراسته؛ يقرر مطالبة الحكومة العراقية؛ بأن لا يكون العراق موطنا للإرهاب الذي يهدد الدول الاخرى؛ في وقت ان العراق في اوضاعه الحالية، والتي سببها امريكا وغيرها، والفساد وسوء ادارة القائمين على شؤونه؛ ليس بقادر على تهديد اضعف دولة في الجوار، لا في النية والهدف ولا في الامكانية والقدرة. هنا تناسى هذا المعهد ان من اوجد البيئة لتواجد الإرهاب على ارض الوطن هي امريكا وسياستها عندما احتلت البلد. في فقرة اخرى من هذه الدراسة تشير هذه الفقرة؛ ان على العراق ان يقوم بتفعيل الاتفاقية الاستراتيجية بين العراق وامريكا، والقضاء على الإرهاب وهو هنا أكد على الفصائل المؤيدة لإيران حسب رؤيته لها، كما ورد في المقال او الدراسة، والتبادل السلمي للسلطة عبر صناديق الاقتراع بلا ادنى عنف، وحقوق النساء؛ حسب، تقول الدراسة؛ الفقرة 32من القرار الاممي 2622الصادر في 2-2- ،2022 وابلاغ مجلس الامن الدولي عن اي نشاط ارهابي يهدد الدول الأخرى وايضا الامن الداخلي؛ بخلاف ذلك؛ لن يشهد البلد اي حركة اعمار واسعة وعميقة. ان هذه كأني بها تدفع الادارة الامريكية؛ لممارسة الضغط على الحكومة العراقية سواء الحالية او التي سوف تحل محلها في المقبل من الزمن؛ حتى تستجيب للطروحات الامريكية ان لم اقل الشروط الامريكية، التي تقوم امريكا بتقديمها بلغة ناعمة، إنما بحروف حمر. من الجهة الثانية تشير هذه الفقرات الى ان اخلال او عدم الالتزام من قبل الحكومة العراقية بالفقرات الواردة في اعلاه، وبالذات في الذي يخص الإرهاب او تهديد دول المنطقة بهذا الإرهاب؛ وهو يقصد هنا في هذه الدراسة، أو في هذا المقال، وفي هذه الفقرة بالذات؛ هو امن دولة الاحتلال الاسرائيلي؛ عبر توصيف المليشيات الموالية لإيران بالمنظمات الارهابية، كما ورد حرفيا، في احد فقرات هذه الدراسة (التي هي بالأساس مقال، لكن ومن وجهة النظر الشخصية المتواضعة؛ انها دراسة بكل ماتعني الدراسة من معاني محددة، وبما تحمل سطورها من معاني التقييم والإحاطة، والقراءة الاستباقية للمستقبل)؛ سوف يؤدي عدم التزام العراق بهذه الفقرات؛ الى تفعيل الفصل السابع مرة اخرى. ان هذا يعني ان البند السابع هو السيف المسلط على رقبة سيادة العراق وحكوماته. في جميع الفقرات تقريبا، ركز المعهد في دراسته هذه (مقال...)؛ على اهمية تفعيل الاتفاقية الاستراتيجية بين امريكا والعراق؛ كدولة حليفة لأمريكا. واذا نظرنا عميقا في الذي تحويه هذه الدراسة من فقرات، هي في جميعها؛ تريد من العراق ان يكون منطقة نفوذ امريكي موثوقا جدا، وغير قابل لتقلبات الاوضاع سواء الداخلية او الاقليمية او الدولية، اي ضبط ايقاع المشهد السياسي في الداخل العراقي، حاضرا ومستقبلا. هنا اقتبس، بما معناه وليس حرفيا، ما كتبه الدكتور جاسم يونس الحريري في مقال له، قبل ايام، نشره في صحيفة الراي اليوم "هنا قد كان للوكالة الامريكية للتنمية الدولية؛ دورا كبيرا في عمليات غسيل الدماغ لشباب والشابات، التي بدأت العمل في الوطن، في الأيام الاولى للاحتلال. من اهم وابرز ما قامت به، هذه للوكالة، وتقوم به حتى هذه اللحظة: اولا تقوية مجلس المحافظات بالدعم المالي، وحثها على اتخاذ القرارات بمعزل عن الحكومة المركزية في بغداد. ثانيا، نشر قيم الحداثة بالطريقة التي تفقد الاسرة العراقية، وحدتها الاسرية ونسيجها الاخلاقي، وليس الاستفادة منها في عصرنة القيم والتقاليد والتاريخ والمورثات، بما يتمشى مع روح الحداثة. ثالثا، اجبار الحكومات العراقية المتعاقبة على اعتماد اقتصاد السوق؛ مما ادى بالنتيجة؛ التأثير على الصناعة والزراعة تأثيرا كبيرا جدا؛ حتى بات العراق يعتمد كليا على واردات النفط؛ في توفير الرواتب وغيرها، اضافة الى تلبية حاجات الناس، حتى من الخضر والفواكه، اللتان كان العرق مكتفيا ذاتيا بها. رابعا، التشجيع على حرية الجسد؛ الذي كان من نتيجته؛ الحاق الاضرار البالغة بالقيم والتقاليد. خامسا، انتاج قيادات شابة، تؤمن بالموضة الامريكية، ومبتعدة كليا عن روح الوطن، تاريخا وقيما وحضارة." انتهى اقتباس معاني ما كتبه الدكتور جاسم يونس الحريري. في عدد من الفقرات الأخرى، التي تؤكد على؛.. وكي يصبح العراق دولة طبيعية ويندمج في المجتمع الدولي؛ عليه ان يقوم بالتالي؛ اولا ضبط مجلس الامن القومي في العراق؛ بما يتماشى مع ما ورد من فقرات في الاتفاقية الاستراتيجية بين البلدين، ثانيا؛ دمج المليشيات( البعض من فصائل الحشد الشعبي) مع كيانات الدولة كمنظمات مدنية او دمجها مع الجيش. ثالثا حل الخلافات المتبقية بين العراق ودولة الكويت، اي تصفير تلك الملفات، ملف الحدود، والمفقودين، والارشيف الكويتي. رابعا الابتعاد عن التعاون مع الصين، وتعزيز الشراكة والتعاون والتحالف مع امريكا، كحليف موثوق للعراق في الصراع الاقليمي. رابعا؛ حل الاشكالية المالية بين الدولتين والذي يعتبر شائكا ومعقدا؛ بما يؤدي الى تفكيك الخيوط المتشابكة والمعقدة؛ بما يفضي الى الشفافية والوضوح في حقل المال والاعمال بين الدولتين، وينهي غسيل الاموال. خامسا؛ خلق البيئة الملائمة، وتغيير القوانين السابقة التي جعلت من اقتصاد العراق، اقتصادا مغلقا؛ حتى يكون قانونيا مهيأ، لاستثمار الشركات الامريكية والاجنبية في العراق. سادسا؛ ان هذه العوامل والتي هي في حقيقتها شروط امريكية؛ من المهم ان يقوم السوداني بتنفيذها كحزمة واحدة؛ حتى يمكن في هذه الحالة او في هذه الاوضاع؛ ان يعود العراق كدولة طبيعية وهنا كما تقول الدراسة؛ ينتهي عمل الامم المتحدة، اي انهاء عمل بعثة الامم المتحدة يونامي، التي يشكل بقائها بالأشراف على عمل الحكومة العراقية، بطريقة او بأخرى؛ دليل على ان العراق لم يزل خاضع للوصاية الدولية كما تقول الدراسة، أو المقال. الحكومة العراقية سواء الحالية او حتى الحكومات التي سبقتها باستثناء حكومة الكاظمي؛ تتصرف مع امريكا وطروحاتها سواء السياسية او الاقتصادية بطريقة برغماتية. فهي وللأمانة في الكلمة؛ لا تريد ان يكون هناك وجودا عسكريا امريكيا، او غيره على ارض العراق مستقبلا، وان لا يكون العراق مقيدا امريكيا؛ في الإرادة السياسية او في غيرها في علاقته مع الدول الأخرى سواء العربية او في الاقليم او في الفضاءات الدولية. لكن من الجانب الثاني لم تعمل بجد على هذا الطريق؛ في ارساء دولة المؤسسات، وبناء اقتصاد قوي، وقاعدة اجتماعية صلبة، والقضاء بجدية على الفساد وسوء الإدارة. أذ، لم تزل الى الآن هذه الاوضاع تنخر في جسد العراق. يتحتم على الحكومة العراقية، العمل بجد ونشاط على بناء عراق قوي في الاقتصاد وفي السياسة وفي جميع الملفات؛ التي تقود حتما في هذه الحالة الى تأسيس قاعدة اجتماعية صلبة؛ داعمة لعراق قوي ومستقل وبسيادة غير مجروحة. هنا يصبح من السهولة بناء علاقات ندية ومتكافئة مع جميع دول المجتمع الدولي، ويصبح من السهولة ايضا في ظل التحولات الدولية الحالية، وفي الاستثمار العراقي لها بحرفية وهمة عالية؛ التخلص من تبعات القرارات الدولية المجحفة، التي تهدد بها امريكا حكومة العراق، ضمنيا، وبقفازات ملساء الملمس الخارجي، وخشنة في داخلها حين تدخل يد العراق فيها.

***

مزهر جبر الساعدي

هناك أناس مبدعون خاصة يسجّلون أسماءهم في صفحات الخلود ويمضون، تاركين وراءهم آثارًا طيبة لا تمحوها الأيام ولا تعاقب السنوات، آثارًا تستند إلى هموم عامة يشاركون فيها آخرين من أبناء شعوبهم. من هؤلاء يبرز رسام الكاريكاتير الفلسطيني المبدع ناجي العلي، ابن قرية الشجرة المهجّرة، الذي قضى برصاصة حمقاء أطلقها عليه موتور مأفون في لندن، في مثل هذا اليوم(29-8-2023)، قبل ستة وثلاثين عاما، فوضعت حدًّا لحياته القصيرة الغنية، ومكّنت كاتم الصوت من كتم صوته، بعد أن امضى سحابة عمره العملي في الصراخ: لا لكاتم الصوت.

لقد قيل الكثير عن ناجي العلي وسوف يقال الكثير، لأهميته في مسار المطالبة بالحق الفلسطيني بالعودة إلى البلدة والبيت، ويعرف الكثيرون ان هناك فيلمًا سينمائيًا يتحدث عن حياته ونضاله قام بأداء دوره فيه الفنان العربي المصري نور الشريف، وربّما يكفي للتدليل على أهمية العلي أن نذكّر بأن صحيفة يابانية اعتبرته، منذ سنوات بعيدة، من أوائل عشرة فناني كاريكاتير في العالم.

منذ رحيل ناجي القسري، قدّمنا العديد من المحاضرات والاحاديث الادبية، وطالما تحدثنا عن حنظلة ناجي العلي الذي ولد في العاشرة وقال عنه مبتدعه إنه لن يكبر إلا بعد عودته إلى بلدته الحبيبة السبية الشجرة، كما أن محبيه لن يروا وجهه إلا هناك، وبالفعل لم يرَ جمهوره وجهه إلا بعد نكسة 1967، بعد أن أدار وجهه مرّة واحدة ووحيدة.. لكن رافعًا أصبعه الوسطى لعالم افتقد ما افتقر إليه من أمن، امان واستقرار.

اتذكّر في هذه المناسبة المؤلمة أنني كنت في السبعينيات المتأخرة أتردّد على مقهى ومطعم الصداقة بإدارة الصديق الرائع مصطفى اسعيد، ابو نضال طابت ذكراه، من قرية رمانة، وحدث أنني دخلت الى المطعم ذات يوم فهرع نحوي شخص لا أعرفه مائة في المائة وراح يحتضنني، فاستغربت ولم أفق من استغرابي إلا عندما راح يحمد الله أنني نجوت، أنا ناجي...، من محاولة اغتيالي في لندن، وسألني مُحتضني يومها عن أحوالي فقلت له إنها على ما يرام وبرنجى.. وعال العال، وتوجّهنا إلى طاولة هناك تُطل على الشارع الرئيس في لناصرة.. وواصلنا الحديث وبيد كلّ منّا فنجان قهوة.. حتى اليوم على ما اعتقد ما زال ذلك الشخص المُحب الرائع يعتقد أنني ناجي العلي بشحمه ولحمه.. أنا راضٍ بأن يقترن اسمي باسم ناجي العلي ابن قرية الشجرة القريبة من قريتي المهجّرة سيرين، وهو راضٍ لأن ناجي العلي الذي احبه من جماع قلبه.. لم يمت.

كانت لنا في مطعم الصداقة، مجموعة من الاصدقاء، أذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر كلًا من المرحومين العظيمين محمد أبو حسين- أبو علي من رُمّانة، وأحمد حبيب الله- أبو هشام، من عين ماهل، طيب الله ذكراهما، كما أذكر الاخوة الاعزاء: عمر سعيد من كفر كنا، منصور طاطور من الرينة، سليمان أبو ارشيد وباسم داوود من دبورية، وليد ياسين من شفاعمرو، عفيف سالم من الناصرة- رحمه الله، إضافة إلى صاحب المكان ومديره مصطفى اسعيد،.. ليعذرني من لم اذكر اسمه من الاصدقاء والاحباء من ابناء تلك الفترة فهم كثر..، أقول كنّا نجلس في الاصباح المبكّرة، لنتصفح الصحف في مقدمتها صحيفة "الميثاق"، وكان أكثر ما يجذبنا إلى تلك الصحيفة أنها كانت تنشر على صفحتها الاخيرة كاريكاتيرًا يوميًا لحبيبنا الغائب الحاضر ناجي العلي، ضميرنا الحيّ ومُجسّد محبتَنا للبلد والولد. لقد كانت تلك من أجمل أيام العمر، فقد كانت العيون تفيض بالبِشر والامل، كلّما وقعت على الصفحة الاخيرة من صحيفة الميثاق، وما زلت أتذكّر عندما وقعت العيون على كاريكاتير يُمجّد قمر فلسطين ويقول إنه أجمل من قمر عين الحلوة، وعلى كاريكاتير آخر يُصوّر سفينة تقلّ مقاتلي فلسطين من بيروت إلى المنفى، وهناك مَن قذف نفسه منها إلى الماء رافضًا المغادرة وقائلًا: اشتقنا لك يا بيروت.

يومها قال محمد أبو علي وفي عينيه وميض حافل بالمحبّة والامل.. ما دام هناك مثل هذا الرجل في عالمنا، فإننا سنعود مهما طال الزمان.. وسوف ننعم في دافئات المُنى..

ستة وثلاثون عامًا مضت يا ناجينا مثلما يمضي لمح البصر.. ويكبر الحلم ويمتدّ النظر، ولا حق يضيع ووراءه مَن يطالب به.. على خطاك تمضي القوافل. فنم قرير العين.

***

ناجي ظاهر

هنالك مغالطات كثيرة حول التاريخ ومن يكتبه. وهل هو مكتوب بحيادية وبدون تزييف؟! .. حين نذكر كلمة التاريخ ستجول في خواطرنا السنوات التي عشناها قبل عشرين سنة على الأقل أو ما عاشه آباؤنا وأجدادنا أو حتى حياة أشخاص لم نعرفهم مضى على سيرتهم قرون!، وكما هو معروف أن من يكتب التاريخ هم علماء يطلق عليهم المؤرخون لديهم دراسات وبحوث وشواهد عن كل ما يكتبون عنه ولعل المصادر والوثائق هي ما يبحثون عنها من أجل إثراء معلوماتهم فهم يكتبون عن حياة وتاريخ أشخاص أو وقائع معينة وكذلك يكتبون عن الشعوب والثورات ويبدءون بتفسير التاريخ وفهمه مستندين في ذلك على مناهج سردية معينة أو أسس علمية من إظهار وتبيين الحقائق. ومن أشهر المؤرخين وأقدمهم هو هيرودوت والذي لقب بـ أبا التاريخ ويعتبر أول من كتب في التاريخ، وظهر بعده كتاب كثر منهم المؤرخ والعالم الصيني سيما تشيان، ومن أشهر المؤرخين العرب أبن خلدون الذي يعتبر من الأسماء المهمة في تطور علم التاريخ والفلسفة. ومن الأخطاء والاعتقادات الكثيرة عن التاريخ والتي تدعي أنه محرف أو غير متقن أو أنه يحتوي على الخرافات وأشياء لم تحصل لكنها دونت بصورة مشكوك فيها !، التاريخ يختلف عن الخرافات والأساطير التاريخ هو ناتج عن أحداث حدثت وكتبها أشخاص موثوقون كتبوا معلومات حصلت ومتأكدين منها من خلال دراسة الأشخاص والوقائع وجمع واستقصاء المعلومات ثم تدوين ما حصل، أما عن الحروب والمعارك فقيل أن من يكتب تاريخها هم المنتصرون فقط لكن ذلك غير صحيح لأن المعارك أحيانا تدون من خلال أشخاص حيادين ينقلون أدق التفاصيل من خلال أما معايشة الأحداث أو لقائهم لشخصيات كانوا في تلك المعارك والحروب والأخذ بنظر الاعتبار كل الأطراف ومن ثم تدون تاريخياً . وبكل تأكيد أن الباحث عن الحقيقة سيبحث عن مصادر كثيرة يستنبط من خلالها الحقائق وسيصل إلى كل ما يريد الوصول له. وفي النهاية وبالمختصر أن التاريخ هو القيام بدراسة تعتمد على حقائق الماضي وما حدث في السابق وكذلك أخذ نظرة شاملة عن الظروف التاريخية وتفسيرها فمنهج البحث التاريخي من أهم ما يمكن أن يتعلمه المؤرخون والباحثون ..

***

سراب سعدي

واختر قرينك واصطفيه تفاخرا

إن القرين إلى المقارن ينسب

منذ آلاف الأعوام ووادي الرافدين بساط أخضر، أطلق عليه أرض السواد لكثرة زرعه، وتنوع مايطرحه من ثمار على مدار السنة من دونما انقطاع، وماذاك إلا لتعدد مصادر المياه بين أمطار وأهوار ومياه جوفية، فضلا عن دجلته وفراته، الممتدين برشاقة يغدقان الجبال والهضاب والصحارى والسهول، بما جعل الله منه كل شيء حي، فيزدهر به الزرع ويرتوي الضرع.

وبذا من المفترض ان يكون خليفة الله في هذه الرقعة من الأرض، مخصوصا بالعيش الرغيد ومتنعما بالحياة المرفهة، ولكن واقع الحال يبعد كل البعد عن هذه الافتراضية، وسكان وادي الرافدين ينأون كل النأي عن الحد الأدنى من الهناء والدعة والطمأنينة، بل هم يعلّون كأس الفقر والفاقة والعوز علا، ويعبّون من قدح الضيم والظلم وشظف العيش عبّا، فيما ينهل سلاطينهم وحكامهم وأولو أمرهم من القدح المعلى، ويرفلون في النعيم والحرير والزبرجد والسندس. وكلنا يذكر الأيام الأولى لسقوط النظام بعد التاسع من نيسان عام 2003 وكيف بعث هذا الحدث في نفوس أغلبنا -وليس جميعنا- أملا كبيرا لتحول كبير في حياة العراقيين، لاسيما الذين جايلوا عقود السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات، والذين ذاق أغلبهم مرارة السياسة المتبعة آنذاك، والنهج الذي كان مفروضا عليهم رغما عن أنوفهم. فكانت أيامهم سائرة ككابوس في ليل بهيم، كانت الأرواح أبسط ما يخسره العراقيون فيها، فضلا عن الأبناء والأهلين والأصدقاء، حتى صار التغرب والترحال عنوان العراقيين في أسقاع المعمورة.

وها نحن اليوم تحت مظلة حكومة لم تأت عن طريق الإرث ولا القمع والفرض، كما كان في عهد النظام السابق، وقد كان مرجوا أن يكون اختيار رئيسها أعضاء المجلس التنفيذي، وفق وحدات قياس صارمة وضوابط حازمة، من دون الركون الى الفئوية والحزبية والمحسوبية، التي كانت السبب في تدني مستوى أداء الوزارات في الحكومات السابقة، وعادت بسلبيات ضيقت الخناق على أهل البيت العراقي بشرائحهم كافة، وياليت رئيس حكومتنا يقرأ بيتين أنشدهما ابن الرومي إذ يقول أولهما:

عليك بدارٍ لا يزول ظلالُها

ولا يتأذى أهلُها بمضيق

وقطعا هذا لن يتأتى يارئيس حكومتنا من الفراغ، او من الجلوس خلف عرش السلطة من دون النزول الى أرض واقع العراقيين، حيث العامل والعاطل عن العمل، والطالب والمعلم، والمرأة وكبار السن، والموظف والمتقاعد، والطفل والمريض وباقي شرائح المجتمع، فهم جميعا باتوا أمانة بعنقك وأعناق كل من يتسنم منصبا قياديا في البلد، والعمل على إنقاذهم والنهوض بهم لايتأتى بالكلام المعسول، والخطابات واللقاءات والاجتماعات والمؤتمرات التي أرهقت نفسك في إقامتها وحضورها مذ تسنمك زمام السلطة.

نعم يارئيس الوزراء، الكرة استقرت في ساحتك منذ عشرة شهور، وعليك التهديف والتصويب بدقة وذكاء، والمواطن ينتظر منك بذل الطاقة القصوى، والعمل الدؤوب وانتهاج سبل حدية وصارمة، مع من يتهاون في أداء واجبه بالشكل السليم، للحد من تداعي كثير من السلوكيات التي ظهرت عبر تراكم السنين الماضية من عمر العراقيين، بين حصار وحروب واحتلال، ولتتوج بهمّتك نيتك السليمة في خدمة البلد وتقديم ماهو أفضل له، فبالآمال والأمنيات والنيات الصافية وحدها، لاتُبنى لِبنة واحدة من صرح البلد، وأكمل لك قراءة البيت الثاني لابن الرومي حيث قال:

فما يبلغُ الراضي رضاهُ ببُلغة

ولا ينقعُ الصادي صداه بريق

***

علي علي

"إنما هذه المذاهب أسباب.. لجذب الدنيا إلى الرؤساء"!!

المذهب: طريقة، قصد، رأي، وجهة نظر، أو المعتقد الذي يُذهب إليه. والقمقم: وعاء يكون ضيقا في رأسه.

المذاهب أوجدتها التأويلات وهي ليست أربعة أو خمسة بل عشرات وربما مئات، وما بقي منها يخدم السلطات في أي زمان.

والتأويل ليس ملزما، ويمثل وجهة نظر لعقل ما توصل إليها، وفقا لما توفر لديه من أدلة وبراهين، قد تتغير مع الوقت.

ومثلها الفتاوى فهي وجهات نظر، وفقا لما لدى أصحابها من معرفة، وهي ليست ملزمة، ويتحمل العامل بها مسؤوليتها.

المذاهب ليست دين، فالإسلام هو الدين!!

فكيف يضيع الإسلام في المذهب، وينتصر التأويل على جوهر الدين؟

الأمة تمضي في طريق يزداد بعدا عن الدين، وكأن الزمن عدسة مقعرة تشتت المسلمين، وتحولهم إلى فرق وجماعات وفئات، كل منها تدّعي وفقا لتأويلاتها، بأنها تمثل الدين، وغيرها ضد الدين.

ويغذي أعداء الدين النعرات التدميرية ، ويوفرون الوسائل الكفيلة بالتعبير عن دين هذه الفئة ضد غيرها المتخندقة بما تراه دينا.

وفي الزمن الذي صار السلاح متطورا ومبذولا، أصبحت الفئات المتمرغة بتأويلاتها تحمل السلاح ضد بعضها!!

فأين نحن من الآيات التاليات: "إنما المؤمنون أخوة"الحجرات: 10

"وتعاونوا على البر والتقوى، ولا تعاونوا على الإثم والعدوان" المائدة:2

"واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا" آل عمران: 103

والحديث: "كلكم لآدم وآدم من تراب"

وهل لنا أن نتأمل قول أمية إبن أبي الصلت:

"إذا كان أصلي من تراب، فكلها...بلادي، وكل العالمين أقاربي"!!

***

د. صادق السامرائي

في المثقف اليوم