أقلام حرة

أقلام حرة

صادق السامرائينستهجن التطرف والغلو وإدعاء إمتلاك الحقيقة المطلقة، وما يترتب عليها من تداعيات سلوكية مريرة، وحقيقتنا أن الغلو طبعنا، وبما أن الإناء ينضح بما فيه، فمجتمعاتنا تتوالد فيها الإتجاهات المتطرفة في كل شيئ، والتطرف الديني أحدها.

لو تفحصتم سلوك المفكرين والفلاسفة والمثقفين ومَن في السلطة، لتبين مدى التطرف الفاعل فيهم، فهل وجدتم مفكرا يقبل برأي مفكر غيره، وعرفتم فيلسوفا رضي بغير مشروعه، أو كاتبا لم يتمسك برأيه حد الإفراط في الغلو، وهل عرفتم مثقفا قبل نقدا ولم يعتبره عدوانا عليه؟؟!!

في هذه النماذج أمثلة لا تعد ولا تحصى، ومن النادر أن تجد مَن لا يغالي ولا يتطرف!!

أحزابنا بأنواعها ومسمياتها وشعاراتها وأهدافها، ذات درجات متفاوتة من التطرف، فتتقاتل وتتماحق، وتتشابه في مساعيها الإستحواذية على إرادة البلاد والعباد.

فلا يوجد عندنا حزب أو تنظيم غير متطرف، وجميعها تقوم بذات السلوك عندما تتوفر لها الفرصة والقدرة، وهو المحق والإقتلاع والإجتثاث، ولا تتفاعل بإيجابية مع بعضها.

ولكي تتنزه عن المآثم والخطايا تتهم الآخر البعيد، بأنه المتسبب بما يحصل لها وفي ديارها، وتجرّد نفسها من المسؤولية، وتتوهم بأنها بألف خير، لأنها لا تزال متمسكة بكرسي الحكم.

فلينظر كل منا إلى نفسه ويقيس مقدار التطرف الفاعل فيه، وسيدرك بأن العلة فينا، وتصيبنا بالنكد والقهر والعناء الشديد.

هذا الغلو يتسبب بصناعة المجاميع المتنافرة، وتخلخل التماسك الوطني، وخلق فجوات تدعو القوى الأخرى للنفاذ منها والإحلال فيها، وتجدها فرصة ثمينة لتدعيم القوى التي تؤمِّن ديمومة الفجوات، للإبتزاز ووضع اليد على ثروات البلاد والعباد.

فالعيب الحقيقي فينا جميعا، والعلة علتنا، والطبيب منا، ولن يداوينا طبيب من غير مجتمعنا.

فهل لدينا القدرة على مواجهة أنفسنا؟!!

 

د. صادق السامرائي

 

 

 

 

شاكر فريد حسنتبدو الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في لبنان سائرة وماضية نحو المزيد من التعقيد، بحيث أصبحت الأسئلة الصعبة حول المستقبل المنظور والاستقرار في البلاد وانتشال الدولة اللبنانية من أزمة بدأت مع انتشار وباء الكورونا وأضيفت إليها أزمة مالية خانقة على ضوء التجاذبات والصراعات السياسية، وتعمقت أكثر مع أزمة قرداحي التي افتعلتها السعودية.

فلبنان دخل في أزمة اقتصادية عميقة تهدد استقراره منذ الحرب الأهلية المدمرة، وصار الفقر مصير الفئات والشرائح الاجتماعية العمالية الكادحة المنسحقة، وممن يعتمدون على مدخراتهم من العملة الصعبة.

ونتيجة لتردي الأوضاع الاقتصادية وانتشار البطالة، اضطر الكثيرون من المثقفين والأكاديميين والمواطنين مغادرة الوطن اللبناني بحثًا عن عمل ومستقبل أفضل وعيش كريم.

وردًا على تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية خرج اللبنانيون للشوارع للتظاهر احتجاجًا على سياسة الحكومة على مدى شهور عدة، تعبيرًا عن غضبهم وسخطهم على التراجع غير المسبوق في قيمة العملة اللبنانية، ولجاوا إلى إغلاق الشوارع والطرقات في عدد من المدن اللبنانية.

وينحو اللبنانيون باللائمة في الوضع الكارثي الذي آل إليه الاقتصاد اللبناني على عقود من الفساد السياسي والإداري وتوسع رقعة البطالة، فضلًا عن لجوء الحكومات اللبنانية المتعاقبة إلى وضع ضوابط للتحكم في رأس المال.

لن تقوم قائمة للبنان إلا إذا توحد الشعب اللبناني كله تحت راية وطنية واحدة وألغوا بقوتهم وبحقهم المقدس للتطور حكم ملوك الطوائف، وبناء نظام وطني على أسس ديمقراطية وليس على أساس المحاصصة الطائفية من خلال انتخابات حرة ونسبية، فهذا هو الطريق والسبيل للخروج من كل الأزمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي يمر بها لبنان، هذا البلد الذي يملك كل المقومات الوجودية والطبيعية  من مياه وطاقة وجمال طبيعي ساحر وخلّاب، وينبغي فصل الدين عن الدولة، فالدولة السياسية المعاصرة الحديثة لا يمكن ان تكون إلا دولة مدنية ديمقراطية تعددية وحضارية، وهذا ليس غريبًا على شعب مثقف وحضاري كالشعب اللبناني الذي أنجب العلماء والمثقفين التنويريين والمفكرين النهضويين والأدباء والشعراء المجيدين، فما يجري في لبنان هو أزمة نظام بالأساس.

 

بقلم: شاكر فريد حسن

 

 

محمد سعد عبداللطيفانتهت قمة الكبار الإفتراضية بين الرئيس الروسي بوتين. والٱمريكي بايدن /يوم 17من ديسمبر الجاري. بإنذارات شديدة اللهجة لينذر بحرب عالمية ثالثة إرتفع سقف الطلبات الروسية للولايات المتحدة والغرب . قائلا هي التي جاءت بصواريخها الي اعتاب بيوتنا؟ هل بدٱت الحرب بعد ٱنتهاء القمة بتبادل الإنذارات؟ وما هو موقف دول عربية من هذا الصراع التي جاءت في سياق الإنذار الروسي علي الولايات المتحدة الإبتعاد عن هيمنتها في الشرق الٱوسط ووسط أسيا وكوريا الجنوبية واليابان. !! هل دور العولمة و القطب الآحادي والهيمنة علي العالم انتهي في ظل وباء حصد ملايين البشر والتغييرات المناخية التي تهدد الكرة الٱرضية . هل يتشكل عالم جديد،من عدة ٱقطاب . لتصبح ٱمريكا قطب منه فقط .كما طالبت روسيا .هل تنصاع ٱوروبا العجوزة والناتو للتهديد الروسي الذي لم يستطيع الإتحاد السوفيتي ٱن يفعله من قبل في ٱزمات عالمية علي مدار الحرب الباردة .ماذا لو تم رفض التهديد من قبل امريكا والغرب من بوتين ؟ في اول تصريح غربي انها حالة هسترية من روسيا . هل البداية من اوكرانيا الشرارة التي تشعل الحرب رغم رفض الجانب الروسي ٱن يكون البداية من الحدود الجغرافية لروسيا .وٱن تكون المواجهة

بالقرب من السواحل الٱمريكية بطريقة تفجير غواصة تحمل 100طن من المواد النووية في خليج المكسيك تسبب توسنامي يضرب المدن الشرقية الٱمريكية والٱوروبية تسبب في غرق المدن شرق امريكا وتجعلها مدن غير آهلة بالسكان .من يبدأ ٱولا : سيكون في زمامة الٱمور موقف المانيا من التهديد .مازال غامض رغم اعتماد المانيا علي الغاز الروسي .الرابح الصين في العملية بعد مطلب الرئيس بايدن علي روسيا عدم مساعدة الصين في حربها الإقتصادية مع ٱمريكا حروب بالوكالة وخفية هل يشهد بداية هذا العام مواجهات بين القطبين الكبار في غياب دور الٱمم المتحدة في الحفاظ علي السلم العالمي والتهديد بفناء الكرة الٱرضية التي تتعرض بالفعل لفناء من جراء المتغيرات المناخية ووباء كورونا .ماهي الضمانات الروسية الٱمنية في الحالة الإوكرانية من عدم دخولها حلف الناتو . ليظهر شريك ٱخر لروسيا في الصراع ويعلن استقبالة علي اراضية الصواريخ النووية في بيلاروسيا . وقد ظهر موقف بيلاروسيا في الٱزمة الٱخيرة في الضغط علي الإتحاد الٱوروبي باستقبال العالقيين من المهاجريين غير الشرعيين علي اراضيه . علي الجانب الٱمريكي بشٱن الضمانات الٱمنية بقسوتها ونطاقها الواسع علي نحو غير مسبوق ولهجتها في الحد من وجودها العسكري في اليابان ووسط اسيا والشرق الٱوسط وجنوب شرق اسيا. هل تجتاح الصين تايوان وتتحالف مع روسيافي ضرب الأقتصاد الأمريكي الذي يعاني الأن من أزامات ؟

الإتحاد الٱوروبي وحلف الناتو رفض الإقتراحات الروسية بعتبرها مطالب مستحيل تنفيذها .روسيا تنتظر الجانب الأمريكي وانجلترا مازالت روسيا تنتظر الرد . هل لو جاء الرد بالرفض هل سيطلق الرئيس الروسي الرصاصة الٱولي في الرٱس علي الغرب وامريكا لتشتعل حرب لا يعلم ضحاياها إلا الله سيناريو المواجهة هل تغرق روسيا سفينة لٱمريكا اولحليف لها ٱو تنطلق في اجتياح روسي لاوكرانيا. في غياب دور ٱممي لتبريد هذا الصراع هل كانت إسرائيل تقرٱ المشهد السياسي جيدا بتكوين حليف لها من العرب في المنطقة في حالة تقليص الدور الٱمريكي في الشرق الآوسط والٱن تلعب دور ٱخر في التقارب العربي بٱسم الدين الديانات الإبراهيمية وٱخيرا دق ناقوس الخطر لينذر بحرب سوف تٱكل الٱخضر واليابس !!

 

محمد سعد عبد اللطيف

كاتب مصري وباحث في الجغرافيا السياسية "

 

  

 

حميد طولستكم هو مؤسف أن يبخل بعض أصدقائك بالتعليق على ما تنشر على مواقع «النت » وصفحات الفيسبوك من قيم الإبداعات ونير الانتاجات، في الوقت الذي تتلقى فيه الالآف منها من قراء غرباء، إنه والله لأمر محير يدفع للاستغراب والتساؤل عما يمنع الأصدقاء والمعارف من القيام بذلك الفعل البسيط الذي يشع الكاتب ويزيد من إبداعه، أهو الغرور الذي يتلبس بعضهم ؟ أم هو الترفع والتعالي ؟ أم هو الاعتقاد  بأن ما تكتبه غير جدير بالتعليق، وأن مكتوباتك مجرد سفاسف وتراهات لا ترقى لسعة علمهم وعلو مقامهم، فلا يتواضعون للتعليق . 

على كل حال،لا تقلق أيها الفاضل، وألجم قلمك عن معاتبة أي كان على إستطابته البخل بتعليقه على ابداعاتك، مادام شحه ذلك لا يستحضر عنصر الإحقتار لها ولك، وسامِح خطأه في حقك، وتقبَّلْ نفسك كما أنت، وإقتنع بذاتك، المِفتاح السحري الذي يحقِّق أعلى درجات الرضا وقَبول هذا العالم الذي لا مكان فيه للأخلاق، ولا فسحة للقيم الجمال، ولا فرصة لأحلام القلوب، عالم مكدس بأفكار ميتة وأخرى قاتلة، عالم لا تُطلق فيه الرصاصة إلا لقتل الحب والوئام، ولا تُرفع به الفؤوس إلا لإجتثات الأشجارة الوارفة الظليلة ودفن الأنوار الساطعة وقتل العقول النيرة، عالم لا تقدمُ فيه المواعظ إلا لتبرير الارتداد والانحطاط والجمود، و لا تُلقى فيه الخطب إلا لشرعنة الاستبداد وأعراف الهيمنة والظلم.

وإذا كنت مثلي لا تتقبل النفاق والمداهنة، وترفض التحريف والانتهازية كجدلية لابد منها عند العديد ممن نعاشهم في مجتمعنا المتخلف، وكنت من أصاحب الفكر الحقيقي والرؤى الخلاقة وتحمل في دواخلك مشاريع التعايش السلمي، وتؤمن بالموضوعية، وترفض التطرف والغلو في كل شيء.. فاستعذ وتهيئ لحرب دروس يشنها عليك القريب  قبل البعيد، الصديق قبل العدو، المتدين فبل الماركسي واللبرالي والمتطرف والجاهل، واصبر على كراهية ومعاداة الضعيف المستبد، وتحمل استغلال الانتهازي اللئيم، وتجلد على ظلم ذوي القربى، وعلى ناكري الجميل، وإذا لم تستطع لذلك تحملا، فاسكب مداد محبرتك، واكسر أقلامك وهشم حاسوبك،و اهجر عالم الكتابة، والأفضل أن تحزم أمتعتك وترحل إلى أرض خلاء، ليس فيها وسائل أتصال، لأنك لن تستطيع أن تعيش بين بشر لايقدرون أقلاما قد تكون في لسانها شيء من الحكم ، التي قال فيها سبحانه و تعالى في سورة البقرة الآية الكريمة (269) " يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ " واحمد الله على نعمة الرضا عن الذَّات !!!!

 

حميد طولست

 

المسلمون لا يتفرقون مهما اختلفوا ولكن الحكام والحكومات والسياسية هي من تلعب لعبتها الخبيثة في تفرقة المسلمين بالذات، والمسلمون بالذات لانهم يحملون عقيدة رصينة لا يمكن ان تنتهي امام ما يستجد من افكار منذ 1400 سنة والى الان

الحكام الذين يشنون الحروب على المسلمين مع تعبئة عقول شعوبهم بالاكاذيب مع الترهيب والاستخبارات والاعتقالات والاغتيالات والتغييب في السجون تجعل هذه الشعوب راضخة او مخدوعة بعض الشيء بما تمليه عليهم وسائلهم الاعلامية الحكومية، ولكن واقعا لو التقى اي مسلم مع اي مسلم ومن اي بلد فان العاطفة تاخذهما مع بعض دون النظر الى المذهب،

اليوم بعض حكام الخليج هم من يمارسون هذا الدور اضافة الى بعض المؤسسات الدينية في الوطن العربي عندما تضخ بخطباء ينفثون السموم من على المنابر، هذه الكراهية والتفرقة هي التي تديم بقاء الحكام على الكراسي لذا يعملون جاهدين على تغذيتها، نعم الدور الرئيسي لامريكا والصهيونية في اخضاع واذلال هؤلاء الحكام والشواهد كثيرة ومنها على سبيل المثال شعب الجزائر العريق الذي تعرض الى عمل ارهابي منظم في التسعينيات ومن ثم تم القضاء عليه هذا الارهاب جاء بفضل امريكا وقضي عليه بفضل امريكا عندما اجتمع السفير الامريكي ومعه ثلاثة من استخباراتهم الموغلة بالقتل والاجرام (سي اي ايه) بالرئيس الجزائري الراحل بوتفليقة بحضور وزير خارجيته علي بن فليس، وقالوا له صراحة هل تريد ان ينتهي الارهاب ؟ قال نعم، فاجاب السفير الامريكي وافق على هذه الشروط وهي ايداع عائداتكم النفطية في امريكا والغازية في فرنسا وعدم دعم المقاومة الفلسطينية ومعاداة ايران وحزب الله، وافق بوتفليقة لاجل ايقاف نزيف الدم في بلده قالوا له سنبلغ فرنسا والكيان الصهيوني والسعودية بذلك لانهم هم من يمولون الارهاب، لاحظوا ليست امريكا معهم لكنها كلها بادارتهم، وبالفعل طلبوا من الجزائر ارسال مبعوث لملك السعودية وابلاغه بما اتفقوا عليه والمهم تمت الموافقة وقامت امريكا بتزويد الجيش الجزائري بالسلاح والمعلومات عن مواقع الارهاب وانتهى الارهاب .

اليوم امريكا والكيان الصهيوني عملوا من ايران عدوة المسلمين بينما واقع الحال ان عدو المسلمين من يقتل المسلمين وهم بعض حكام الخليج وما حرب اليمن عنكم ببعيدة.

وفي العراق الى الان يوجد ارهابيين خليجيين في معتقلاتهم، وفي سوريا ولبنان لهم بصماتهم، وحتى ليبيا تنزف دما بسبب حكام مسلمين عرب وغير عرب، هؤلاء من يعملون على تفرقة المسلمين بينما واقعا كل الشعوب ترفض اعداء الاسلام واولهم الكيان الصهيوني، وما قام به بعض اللاعبين العرب المسلمين بخذف علم الكيان الصهيوني من فانيلتهم التي عملتها حكومة قطر، لاحظوا الحكام يتذللون لاعداء الاسلام والشعوب تذل اعداء الاسلام .

هنالك شبه صحوة عند الشعوب الغربية في الاونة الاخيرة عندما اطلعوا على ما يجري في العالم بحقائقها الموثقة الا ان حكوماتهم تعرف من اين يؤكل الكتف لذا فان اصواتهم لا تؤثر على صانعي القرار، ايام حكم بوش الارهابي اكثر من مليون اوربي تظاهروا ضد الحرب على العراق، ثم ماذا؟ لا شيء، واخيرا اعترفوا بخطا الحرب وما سببت من ماسي حتى ان (المرحوم) كولن باول احس  بالعار الذي لحقه عندما وقف يخطب كذبا في مجلس الامن قبل 2003 لغرض تأليب العالم لحرب العراق،واعترف بعاره، ومن ثم ماذا؟ لا شيء

الصحوة الاسلامية ستاخذ طريقها لدحر اعداء الاسلام واولهم حكامهم العملاء، والعاقل من الحكام هو من يتراجع عن خططه الارهابية لتفرقة المسلمين قبل فوات الاوان .

 

سامي جواد كاظم

 

 

 

 

 

رغم تعدد السلطات واستقلالها عن بعضها في العراق، لكن الواقع يثبت أن المحكمة الاتحادية والتي تشكلت بموجب قانون المحكمة الاتحادية رقم (3) لسنة 2005 أعلى سلطة في البلاد

هي تقوم بمهام قانونية وسياسية، وبالتالي هي لاتبت بالقضايا بغض النظر عن التبعات، ما يجعلها تأخذ بعين الاعتبار "المصلحة العامة للبلاد" وتعمل على تحقيق التوازن حفاظاً على الاستقرار...

بعد قرابة الشهرين من إجراء الانتخابات البرلمانية في العاشر من تشرين، فان الخلافات والشكاوى مازالت تتسيد المشهد، من قبيل التشكيك بنزاهتها أو طعون واعتراضات قدمت، على نتائج الانتخابات بعد ان وصلت إلى المحكمة الاتحادية، وهي المرحلة الأخيرة التي يتم البت فيها بشكل نهائي

المعترضون على نتائج الانتخابات رغم أنهم المتضرر الأكبر، إلا أنهم لا يمكنهم الذهاب نحو إلغاءها، لخطورة هذا الخيار على الوضع العام بكل تفاصيله، رغم أن مبررات ذلك حاضرة وبقوة.. إلا أن القوى السياسية المعترضة، تدرك خطورة الوضع وأي محاولة لإلغاء الانتخابات، ستكون لها انعكاسات سلبية في المشهد العراقي عموماً.

على الرغم من أن بعض الاعتراضات خطيرة وجدية، لاسيما الاعتراضات التي تستند إلى تقرير الشركة الألمانية الفاحصة، والتي أقرت بوجود ثغرات كبيرة في العملية الانتخابية، إلا أن الذهاب إلى إلغاء الانتخابات او حل مجلس النواب يبدو بعيداً، ومجرد ورقة ضغط تستخدمها الأطراف السياسية، كوسيلة لترويض خصومها..

المحكمة الاتحادية تتعرض لضغوط كبيرة، من قبل القوى السياسية، سواءً الفائزة لتمرير نتائج الانتخابات، او المعترضة لإيجاد حلول للازمة الناتجة عن الانتخابات، والتي في الأعم الأغلب غايتها الوصول، لتفاهمات مقبولة تحفظ حقوقها.. لذلك سوف لن تبت  المحكمة في قضية المصادقة على نتائج الانتخابات، ما لم تصل هذه القوى التفاهمات المطلوبة، توجها لمشتركات في تشكيل الحكومة القادمة.

يتوقع كما يرى محللون أن المحكمة الاتحادية والتي ستكون قراراتها، تأسيسية مستقبلية وليس بأثر رجعي، منعها استخدام الأجهزة الالكترونية مستقبلا، وهو إجراء عملت عليه المحكمة الاتحادية الكورية في انتخابات 2016، وبذلك تكون قد أنصفت القوى المعترضة، وطمأنت القوى الفائزة.. إضافة إلى عدم اعتبار الفائزات من دون كوتا (الفائزات بصوتهن) جزءاً من الكوتا وبالتالي، ستفوز ما يقارب 7 نساء أخريات بالكوتا.. لذلك المحكمة الاتحادية تبحث عن مخرجات تكون أقل ضرراً، إن لم يكون مقبولاً بعض الشيء من قبل القوى الفائزة أو المعترضة، والسير نحو طمأنة الشارع والدفع باتجاه الاستقرار والسلم الاجتماعي في البلاد.

 

محمد حسن الساعدي

ش

ميلاد عمر المزوغيلقد نجح تنظيم الاخوان في تعطيل العملية الانتخابية وبالأخص الرئاسية، وأدوا احلام الجماهير التي كانت تتطلع الى مستقبل زاهر وابعاد شبح الحرب والفقر والعوز.

في ذكرى الاستقلال والذي جاء نتيجة تضحيات على مدى عقود، بأكثر من نصف تعداد سكانه، صاحبها تضحيات سياسية لان تظل ليبيا دولة موحدة، كان الشعب يأمل في التخلص من الزمرة الحاكمة الفاسدة، الذين ينفذون اجندات خارجية هدفها وضع الدولة تحت الوصاية ولان تكون جزءا من هذا المحور او ذاك ونهب خيراتها، أو العودة الى عباءة الحكم العثماني الذي جثم على وطننا لأكثر من اربعة قرون ،ساهم في تأخرنا عن الركب الذي احدث تغييرا في مختلف نواحي الحياة والتي ساهمت في رقي البشرية.   

يتحدث الفاسدون في بلدي على مدى 11سنة، ان لديهم استراتيجية، وانهم سيصنعون المستقبل ،لانهم شجعان(وطنيون) كما يقولون، ربما اخذوا المقولة عن الراحل عرفات عندما تعانق مع بيريز، الشجاعة تستوجب القوة الذاتية وعدم الاتكاء على الغير(ستيفاني وغيرها)، ومن دونها تفقد كل شيء وهكذا افتقدنا فلسطين التي منحوها لنا على الورق، وللأسف نفتقد ليبيا بفعل المجرمين، نريد التغيير ويريدون التدوير ليس الا.

ازمات متفاقمة مفتعلة تشمل مختلف نواحي الحياة من كهرباء ووقود وسيولة، وارتفاع اسعار المواد الغذائية، وتعويم العملة المحلية، ونهب الرسوم المجباة وصرفها فيما لا يعني على المجاميع المسلحة التي تحميهم من السقوط.

 للأسف الشديد مجلس النواب المتشظي بعد ان دخل سوق النخاسة، ومجلس الدولة الاخواني الذي احياه المجتمع الدولي بعد ان لفظه الشعب في انتخابات العام 2014 ومفوضية الانتخابات  التي اصبحت احد اطراف الصراع وعدم تقيدها بالقوانين الانتخابية، كل منهم يلقي بالمسؤولية علي الأخر ويتهربون من الإعلان الرسمي عن تأجيل الانتخابات ..

ندرك ان الخروج في الميادين والساحات في ظل الحكم الميليشياوي له عواقب وخيمة، ولاتزال احداث غرغور التي افضت الى مقتل ما يقارب الخمسين متظاهرا في الذاكرة، كما جرت العديد من المجازر بحق الشعب في عديد المناطق الغربية وبالأخص القره بوللي والعجيلات وصبراته.

المؤكد ان الشعب الليبي يرغب في إجراء الانتخابات للتخلص من هؤلاء جميعهم ... لان مصالحهم فوق كل اعتبار ومن مصلحتهم تأجيلها للبقاء في السلطة أطول فترة ممكنة ... الشعب مطالب بالخروج علي كل الأجسام الفاسدة....لكن الامور لن تستقيم الا  بالنهوض من حالة السبات التي طالت، بالتظاهر السلمي والضغط على الطغاة وجذب انتباه المجتمع الدولي الذي نشك في مواقفه المخزية غير الآبه بمعاناة الشعب، المتماهي مع  جرائم الذين يجلسون على كرسي السلطة، من اجل التسريع بعملية الانتخابات الرئاسية وليكون صندوق الاقتراع هو الحكم والفيصل. وعدم التمديد لحكومة الدبيبة التي اهدرت الاموال اكثر من غيرها في فترة وجيزة.

أما عن التوافق بين رموز الحكم او ما يطلق عليه مراكز القوى، او تشكيل (مجلس المتقدمين للانتخابات الرئاسية)،فإنه لن يفضي الى نتائج ملموسة في صالح الشعب،ولنا في النظام السياسي السائد في كل من لبنان والعراق خير دليل على تعثر الاصلاح واستتباب الامن.

 

ميلاد عمر المزوغي

 

قاسم محمد الكفائيبمجهود سريع حاولتُ معرفة أصعب المباحثات التي مرّت على الإدارة الأمريكية حول قضايا مختَلَفٍ عليها مع الدول الأخرى خلال النصف قرن المنصرم، فلم أجد بالبحث المتواضع ما هو أصعب من مباحثاتها مع حكومات إيران المتعاقبة منذ قيام الثورة الإيرانية عام 1979بقيادة الإمام الخميني في أمور كثيرة إبتداءً من إحتجاز موظفي السفارة الأمريكية في طهران واعتبارها وكرا للتجسس، ثم تلتها المباحثات 5+1 بخصوص الإتفاق النووي الإيراني منذ العام 2015 ومازالت تترنح في العاصمة النمساوية، فكانت نهاية الجولات الإتفاقية التي وقعتها حكومة أوباما وألغاها الرئيس ترامب بأسلوب وقح خارج بنود الإتفاقيات الدولية وضربٍ لكل معاني الإلتزام

والدبلوماسية. لقد مرّت المباحثات التي تتعلق بالنووي الإيراني بمنعطفات متباينة تعقدت فيها طروحاتُ المتباحثين، وتراوحت الأفكار واختلفت الى حد اليأس كان فيها الفريق الأمريكي ما بين ورطة الإنسحاب من المباحثات، أو التنازل بقبول ما يمليه عليه المفاوضُ الإيراني على طاولة النقاش الذي تأرّقت فيه عيونُ الفريق الأمريكي وكانت النتيجة قبوله ببنود هذه الإتفاقية المبرمة في عهد إدارة الرئيس أوباما كما أشرنا سلفا.

فسقوط المفاوضُ الأمريكي في وحل تفاهماتِه مع الجانب الإيراني دليل على شعوره بهزيمة مواقفه، وأنه كما ثبُتَ لا يستطيع الصمود بحكم المنطق أمام الحق الطبيعي لإيران، الدولة المستقلة، ذات سيادة بتخصيب اليورانيوم للأغراض السلمية، كذلك تشجيع حكومات الدول النامية لمخالفة القرارات الأمريكية المجحفة عندما تصبر وتقرر وتتوحد. بعيدا عن التصريحات الإعلامية المتضاربة بشأن الإتفاق النووي للفريقين 5+1 فإن المنزعج الحقيقي منها هو الجانب الإسرائيلي الذي يهدد ويتوعد منذ سنوات مضت في كل مناسبة بتدمير المنشآت النووية الإيرانية فوق وتحت الإرض دون أن يلتفت اليه فريقٌ أوروبي مفاوض يسعى للحصول على أفضل النتائج، حتى الجانب الأمريكي فإنه في الآونة الأخيرة لم يبدِ كثيرا أيَّ اهتمامٍ أو حرصٍ على هاجس الجانب الإسرائيلي الذي تُسمع دقاتُ قلبه في فينا ولندن وعواصم دول الإتحاد الأوروبي حين تبدأ المباحثات وحين تنتهي، فهو يتمنى فشلها وعدم التوصل لأي اتفاق. هذا التهديد الإسرائيلي الذي دام لعقود لم يكن جادا كما يراه الخبراءُ الإستراتيجيون وأنه لا يتعدى أكثر من حرب ناعمة تحاول فيها الماكنة الإعلامية الصهيونية إرباك المفاوض الرسمي الإيراني وتعزيز حركة المفاوض الأوروبي في فينا، (زيارة الأمير طحنون الإخيرة الى طهران أثارت الشكوك بإتجاه آخر غير مسبوق، فقد يلجأ سلاح الطيران الإسرائيلي بضرب أهدافٍ في الداخل الإيراني والدليل أن الزيارة جاءت بأسلوب براءة ذمة وتطمين خاطر كونها زيارة تجسسية ليس إلا). ما تحلم به الحكومة الإسرائيلية ومنذ تسعينيات القرن المنصرم قصف المواقع النووية الإيرانية وتدميرها بغرض الظهور أمام دول العالم وحلفائها العرب (المتصهينين) بمظهر المتفوق، والمُدافع عن النفس أمام الخطر الإيراني القادم. لكن هذا لم يتحقق جرّاء السلوك المنضبط والعميق الذي شهدناه بالجانب الإيراني في معالجة كل قضاياه التي واجهته إبتداء من الحصار الإقتصادي الأمريكي الخانق عام 1980 الذي يتضاعف بين حين وآخر، أو الحرب المفروضة التي شنها صدام حسين، كذلك الملف النووي الذي أرَّق إسرائيل وأمريكا ودول الإتحاد الأوروبي بينما هي تسعى لمنع إيران من تخصيب مادة اليورانيوم للإستخدام السلمي. لقد وقفت حكوماتُ طهران بحق بصلابة وتحدٍ غير مسبوقين أمام هذا السلوك المتجبر الغير إنساني، فهي بموقع الدفاع عن مصالح البلاد، وإن تضررت كثيرا جرّاء هذه المواقف.

تسعى الإدارة الأمريكية ومازالت الهيمنة على الدول النامية مستغلة الظروف الرخوة التي تحيط بها وتعتبرها أسبابا لتكبيدها كل طاقاتها وحريتها وكرامتها، لكن إيران امتلكت الوعي قبل أن تبدأ أولى خطوات الصراع، فكما تشير الوقائع أن الفريق الإيراني يمتلك السطوة في هذه المباحثات الأخيرة كصاحب حق مسلوب ومُتجاوّزٍ عليه. أما إسرائيل فهي في وضع لا يُحسَد عليه بعد إن خسِرت عنفوانهَا الذي عاشته في زمن ترامب حين شعرت بانهيار مواقعها التي بنتها عبر مراحل من عمر كيانها. إن نجاح إيران بجميع قضاياها هو تحصيل حاصل وبفضل وقوف حلفائها معها، والرأي العام كذلك. أما حلفاء أمريكا وإسرائيل فقد شعروا بالندم لمواقفهم المغلوطة التي ارتكبوها بحق إيران، وتيقنوا أنهم في نهاية نفق مظلم أحسَّت فيه إسرائيل هي ذاتها بحاجة لمن يحميها، وقد يستعيد بعضُ هؤلاء المتصهينين قواه لتصحيح مواقفه، فيستعيد اعتبارَه بين المُعتبَرين.

 

قاسم الكفائي

 

 

عبد الرضا حمد جاسممقدمة: 

أولاً: اعيد الأسئلة التي اشرتُ اليها في السابقة للأهمية وهي:

س1ـ لماذا لا نتذكر من الماضي سوى آلامنا؟

س 2 ـ لماذا نرتاح للبكاء ونستغرب الفرح؟

ثانياً:  لماذا لا نصنع المسرات؟ هل من الانصاف الطلب من الذي لا يعرف المسرات ولم يتعود عليها ان يصنعها؟؟ كيف لكيان او شخص ان يصنع شيء لا يعرفه ولا يعرف عنه شيء ولم يتدرب على طريقة صنعه و لا يعرف طريقة تصنيعه ولا يمتلك المكائن والأدوات اللازمة للتصنيع ولا يعرف مواصفات المواد الأولية ولا يعرف مواصفات المنتج" المسرات" المطلوب؟  هذا الطلب مُحير و له معاني كثيرة.

اليوم ابدأ بالسؤال رقم (3)

س 3 ـ لماذا ندمن على القهر ونتلذذ بالأحزان ولا نصنع المسّرات؟

ج: قبل كل شيء : هل اجبتَ انت شخصياً على هذا السؤال المعقد  قبل طرحه للعامة بوصفك بروفيسور في علم النفس ورئيس الجمعية النفسية العراقية التي اكيد تهتم بالحالة النفسية؟ هل اوضحته للناس البسطاء او حتى المتعلمين من غير المختصين؟ هل بينت للناس أسباب ذلك الإدمان وذلك التلذذ كما تتصور  وتفضلت بطرح الموضوع للمناقشة العامة في الصحافة و الفضائيات؟  هل أجريت بحوث وتوصلت الى نتائج واقترحت حلول بدل ان تطرح السؤال بهذه الصيغة "التأييسية" ؟ 

 

الجواب كما المعتاد كلا طبعاً!!! كما أتصور لأنك/أنكم ما تفرغتم يوماً لمعالجة حالة نفسية شخصية او مجتمعية و شرحتم ابعادها و أسبابها ونتائجها وانما وكما أتصور ايضاً وقد أكون على خطأ، اكتفيتم بجلد المريض/ المُرضى واتهامه/ اتهامهم والغير بالتسبب بما هو/هم فيه وفي احسن الأحوال تريدون ان يأتي المريض / المرضى اليكم يتوسل العلاج... وحتى لو حصلت مثل هذه الحالة ستكتفون بالنظر اليه/ اليهم بأنه حالة/ حالات ميؤوس منها ولا تُقدموا له/لهم سوى "المخدرات الكلامية او الدوائية" وتتفاخرون بإنجازاتكم المتواضعة الغير علمية تلك... وأكثر ما تقومون به هو اقتراح الى السلطات التي تدينوها و تحملوها كل مشاكل المجتمع التي انتم تقولون عنها ان جذورها تعود الى اكثر من 1300 عام أي من عصر الامويين والعباسيين وتضعون كل تلك الأمور على ""أحزاب الإسلام السياسي" بشكل يتنافى مع قولكم هذا وهم غير بريئين من ذلك لأسباب كثيرة. منها عدم استشارتكم و احراجكم اما المجتمع.

انا لا ادافع عما تطلقون عليها "أحزاب الإسلام السياسي"...لأني على الجانب الأخر في الحياة السياسية منهم لكن يجب ان تعرف ان الإسلام  سياسي منذ لحظة الوحي الأولى وهو ربما اول دين اقام دولة بتلك السعة مساحةً و أدارة و رعاية اجتماعية و تنوع...الاسلام سياسي لأنه ربط موضوع السماء مع موضوع الرعاية الاجتماعية وتشكيل هياكل الدول وسار عليه لليوم وكل الدول الإسلامية تجد في دساتيرها ان مصدر التشريع فيها هو الإسلام فيجب النظر بدقة للموضوع .

 

أساتذة علم النفس يتهجمون على حال المجتمع العراقي ويتهمون افراده ويبرؤون أنفسهم...هل قدمتم شيء نافع او علاج شافي او مُهدئ غير اقتراح متكرر لا تتعدى المطالبة بتشكيل لجان من بينكم وما أكثر الاقتراحات التي على هذه الشاكلة في مقالاتكم و ندواتكم  والمفروض انكم خبرتم مثل تلك اللجان...لكن أعتقد أن المطلوب هو ما وراء تلك اللجان والعيب في الحكومات التي لم تستجب لاقتراحاتكم وتلزمكم بتحمل كامل المسؤولية حتى تظهر نتائج تلك اللجان التي ربما لا تختلف عن نتائج بقية اللجان التي شُكلت و تتشكل لدراسة أمور أخرى.

 لا أحد فكر في ان يجيب على هذا السؤال و الأسئلة الأخرى و يشرح الحال للمجتمع "المريض" وانما أكتفوا ويكتفون فقط بتحميل "المريض" تبعات مرضه واتهامه بمثل هذه الصيغ من الأسئلة بأنه هو المذنب..هو المسؤول عن مرضه وعيوبه. 

لا نصنع المسرات... لأن المجتمع و الفرد أساساً لا يعرف المسرات كما يفهم من هذا السؤال... ويمكن ان يُرد على هذا السؤال بالجواب التالي: نحن لا نملك العناصر الأساسية او المواد الأولية اللازمة لصناعة المسرات ولم نتدرب على كيفية تصنيعها و لا نعرف اين موقع تلك المواد لنبادر الى جلبها ولا نعرف نسب خلط تلك المواد لننتج مسرات بالمواصفات المطلوبة ...فهل من الانصاف الطلب من كيان او شخص ان يصنع شيء لا يعرف عنه شيء او لا يعرف طريقة تصنيعه ولا يمتلك المكائن والأدوات اللازمة للتصنيع ولا يعرف مواصفات المواد الأولية ولا يعرف مواصفات المنتج" المسرات" المطلوبة؟  انها واقولها بشكل مباشر مسؤوليتك ومسؤوليتكم انتم علماء النفس وليس مسؤولية الحكومات و السياسيين و رجال الدين ولا مسؤولية الصحافة...واول واجب عليكم هو منع الحديث ال "تيئيسي" لوسائل اعلام تبحث عن اليأس لتصنيعه ومنحة ماركة تحت اسم هذا المتخصص او ذاك ثم نشره على أوسع نطاق.

كيف نصنع المسرات؟ ونحن كما تصفنا في التالي: في مقالتك : [ما افسدته أحزاب الأسلام السياسي في الشخصية العراقية (1) بتاريخ 21.06.2016 الرابط

www.almothaqaf.com/index.php?option=com_content&view=article&id=906927&catid=279&Itemid=786

 [وبدءا نشير الى ان النظريات التقليدية في علم نفس الشخصية التي تؤكد على ثبات سلوك الفرد واتساقه عبر الزمن وعبر المواقف، لا تنطبق على الشخصية العراقية، وان هذه النظريات التي ما تزال معتمدة بالمناهج الجامعية تجاهلت تأثير (السلطة) في الشخصية، وأن متابعتنا لتحولات الشخصية العراقية عبر ثلاثة عقود ونصف من الزمن يقدم اضافة معرفية نصوغها بما يشبه النظرية، هي:(ان الشخصية تتغير عبر الزمن وعبر المواقف وان النظام السياسي له الدور الرئيس في هذا التغيير] انتهى. [ هذه شبه نظرية جديدة].

السؤال هنا هل يرغب او رغب النظام السياسي السابق و الحالي في ان "نصنع المسرات"؟ ثم ما هو رأيك بما شاهدته انت  في ساحات / تشرين 2019 من علامات "الفرح و المسرات" ونشوة الفرح والانتصار التي حضرتها انت شخصياً وربما ساهمت فيها وما تناقلته القنوات الفضائية التي ربما استضافتك وعلقت على ما جرى؟

وانت عالم نفس: هل يستطيع الانسان ان يتجاوز تأثير عقود من الحروب و القمع والاذلال و الخوف ويقلعها من لاوعيه الجمعي

وانت من كتب التالي في مقالتك : [ اللاوعي الجمعي و العقد النفسية في الشخصية العراقية]  بتاريخ 03.05.2013   الرابط

https://www.almothaqaf.com/index.php?option=com_content&view=article&id=74141&catid=160&Itemid=599

[أسهم اللاوعي الجمعي في تكوين عقدا نفسية في الشخصية العراقية، عملت الحروب والأزمات والتناحر بين الجماعات والتدخل العسكري الطائفي لتركيا وايران على ان تجعلها صلدة أشبه بالكونكريت. ونقصد بالعقد النفسية هنا، حالة عصابية من خصائصها :شعور صاحبها، بالقلق والخوف من الآخر، والضعف او العجز، وسوء التوافق مع نفسه ومع الآخرين، واللاواقعية في تقييم الأمور، وصعوبة ايجاد حلول عقلانية لمشكلاته، والميل الى الاستمرار على هذا السلوك برغم ادراكه انه يتعبه.وعلى وفق النظرية التطورية Evolutionaryفان المورّثات " الجينات" السلوكية تخضع لقانون الانتخاب الطبيعي فتعمل – عبر التاريخ التطوري للانسان -على تقوية مورّثات "جينات" سلوكية معينة واضعاف مورّثات اخرى (مقارب لقانون دارون :البقاء للأصلح). وهذا يعني أن الأحداث التي عاشها الانسان عبرتاريخه التطوري تدخلت في عمل المورّثات "الجينات " بثلاث صيغ : تقوية مورّثات معينة، واضعاف أخرى، ودثر أخرى .وتأسيسا على ذلك فاننا – أبناء هذا الجيل من العراقيين – لسنا فقط نتاج تكويننا البيولوجي الخالص، انما ايضا نتاج ما صنعته الأحداث من تأثير في مورّثات " جينات " أسلافنا العراقيين . ولك أن تقول : ان " جيناتنا " الحالية مشّفرة أو مسجّل عليها الأحداث التي عاشها أجدادنا في لاوعينا الجمعي، وأننا نقرأ عناوين هذه الأحداث ونرى صورا منها عبر سلوكنا وتصرفاتنا. ولك أن تقرأ تاريخ الخلافتين الأموية والعباسية ثم العثمانية والدماء التي أريقت على أرض العراق في عنف شرس تحز فيه الرؤوس وتدوس حوافر الخيل جثث القتلى، نجم عنها توريث الحقد والكراهية عبر الأجيال.بهذا المعنى فان الموروث الثقافي يعدّ من أهم عوامل تكوين الشخصية .ونعني بالثقافة: القيم الدينية والأخلاقية والاتجاهات والمعتقدات والمعايير والفنون والآداب والعلوم..وكل ما ينتجه المجتمع وينتقل عبر اجياله، وأنها "الثقافة "عملت على تكوين " مركز سيطرة" على مستوى الوعي واللاوعي الجمعي داخل الفرد يتحكم بتوجيه سلوكه نحو أهداف محددة، وأن الاختلاف بين الأفراد، في سلوكهم وتعاملهم مع الناس والأحداث، يعود في واحد من أهم أسبابه الى مركز السيطرة الثقافي هذا] انتهى.

السؤال هنا: اليس من المفروض بعلماء النفس معالجة تلك الكتل الكونكريتية من العقد النفسية التي تقول ان اللاوعي الجمعي اسهم في تكوينها.؟...دلني على مقالة لك او منشور تضمن توجيهاً للشباب للنظر الى تلك الكتل الكونكريتية و العمل على تكسيرها/ تفتيتها وهل قدمت  للشباب العراقي وهم الغالبية في المجتمع العراقي من خلال تجاربك وبحوثك المواد التي تساعدهم على تفتيت تلك الكتل؟

في ص74 من كراسة الجيب التي أصدرها الراحل علي الوردي تحت عنوان: [ شخصية الفرد العراقي...]/1901 كتب التالي: [وقد يسأل سائل: ما هو العلاج الذي ترتأيه لهذا الداء؟] ثم يكمل الوردي: [ إننا ما دمنا قد عرفنا الأسباب التي تؤدي اليه فقد اتضح إذن وصف العلاج له] انتهى

العجيب ان الراحل الوردي لم يتوصل الى داء و لم يصف علاج في كل ما كتب تقريباً واكتفى بطرح ما تصور انها علل دون ان يبادر إلا مرة واحدة بطرح العلاج وهو الذي ورد في نفس الصفحة اعلاه ثم انزوى تحت قول له: [عالم الاجتماع يُشخص و الحلول على من يستطيع]...وهو ربما على بعض حق لأنه ليس عالم نفس او طبيب نفساني...لكن الأجيال من بعد الوردي ساروا على نهجه يتكلمون و يكتبون عن "الأدواء" ولا يصفون دواء...ولم يفكروا في أن يجربوا و ينتظرون اللجان وهم سبق ان "تلنجنوا" ولم يقدموا شيء وهم متأكدين من مصير كل تلك اللجان.

لماذا ندمن على القهر؟!... القهر أيها السيد المحترم فيه معنى الاذلال فهل نحن مدمنين ذل واذلال؟ وفيه من معاني الانهزام والانكسار...فهل ينطبق على ما ورد في مقالتك:

تظاهرات الشباب.. دراسة تحليلية من منظور علم النفس والاجتماع السياسي بتاريخ 14.10.2019 الرابط (1)

https://www.almothaqaf.com/index.php?option=com_content&view=article&id=940448&catid=321&Itemid=1240

[في الثلاثاء، الأول من تشرين أول/اكتوبر 2019 انطلقت في المحافظات الوسطى والجنوبية تظاهرات كانت الغالبية المطلقة فيها شباب دون سن الثلاثين سنة، فاجأت السلطة والشعب والمحللين السياسيين الذين كانوا على يقين بأن الأحباط اوصل العراقيين الى الياس والعجز من اصلاح الحال. وأكدت الأحداث ان هذا الحراك كان عفويا، إذ لم يُعلن أيّ حزب أو زعيم سياسي أو ديني دعمه له، واعتبر سابقةً ما حدثت في تاريخ العراق السياسي..من حيث زخمه وحجمه وما احدثه من رعب في السلطة اضطرها الى استخدام القوة المفرطة التي ادانها الرأي العام العالمي] انتهى.

هل هذا هو تفسير إدمان القهر؟ أو هل هذه الهَّبة الشبابية كما الوصف الذي ورد تعني انهم مدمني قهر؟ 

هل تفضل أحد من علماء النفس من دارسي الحالة العراقية والمكثرين من الكتابة عنها وعليها ان سأل نفسه: كيف نقهر القهر؟ او هل تفضل على المجتمع و الشباب منه  بأطروحة له او محاضرة او مقالة او منشور او ندوة او فيديو تحت عنوان: أيها الشباب ...كيف نقهر القهر؟ أو تعالوا نناقش كيف نقهر القهر أو ليفكر كل واحد منا في كيف يقهر القهر في نفسه؟ لم أقرأ لأحد من المختصين أي موضوع تحت هذا العنوان او قريب منه.

لم أرى ولم أقرأ ولم أسمع عن عالم/ طبيب نفس في العالم "المتهم" بالعلم سأل مدمن مخدرات لماذا انت مدمن؟ لأنه يعرف انها ظاهرة واسبابها كثيرة بعضها شخصي/ خاص وبعضها جامع/عام ويعرف ان المدمن تعبان نفسياً من حالته ورافض لها لكنه غير قادر على مغادرتها حيث كما أتصور انه لا يوجد مدمن معجب بحالته وما وصل اليه...فعالم النفس او الطبيب النفساني لا يصرف وقته في هذا السؤال لأن هذا الشخص أدمن ووصل الى ما لا قابلية له للعودة الى ما كان ...فعلى الطبيب المعالج العمل على تخفيف الحال باتجاه محاولة النجاح التام وقدموا لذلك دراسات وبحوث واقتراح أساليب للعلاج وأقاموا مراكز متخصصة يقدمون فيها جرعات محددة تحت اشراف علمي و تحت انظار باحثين يراقبون تطور الحالة وبعد التعافي/ التحسن يبدأ السؤال لماذا ادمنت وكيف؟ ما هي الخطوة الأولى التي مشيتها في طريق الإدمان؟ ليستفيدوا منها في منع الغير من سلوكها ... هل سمعتم طبيب يسأل مصاب بالسرطان لماذا انت مصاب؟

السؤال الأصح كما أتصور هنا  ليس لماذا ندمن على القهر لأن في هذه الصيغة كما افهم "حالة إرادية" وكأننا بحثنا عن الإدمان وتوجهنا اليه برغبتنا...السؤال  الأصح هو: لماذا أدْمَنَا على القهر؟ أي ما هي العوامل التي أوصلت الشخص/ الانسان الحر الى حالة الإدمان وفي هذه الصيغة إشارة الى التشجيع على رفض إدمان القهر او وضع معرقلات في طريق فرض القهر لآن القهر يفرض ويمكن مقاومة الذي يُفرض.

القهر عاشته الأجيال وتعاملت معه مفروضاً مرفوضاً وصار جزء من تاريخها...ومن يتذوق الكأس مرة حتى ولو بالفرض يصعب في الغالب فراقها وحتى المصحات تحت اشراف مختصين نتائجها متعثرة...فكأس القهر كان "شاينا وقهوتنا" لعقود. تأتي الان وتضع اللوم علينا بقولك: لماذا ندمن على القهر؟

هنا في بلد المسرات / فرنسا و كل العالم المسمى بالعالم الأول عندما يحصل أي طارئ في مدرسة او معمل او دائرة مع إجراءات البوليس و القانون تدخل إجراءات العلاج النفسي وفرق الاخصائيين لتدارك ما حصل ومنع وصول تأثيره الى أعماق النفس البشرية وبالذات الأطفال.

عليك كمتخصص ان تتفرغ لهذا السؤال و تقيم خارطة طريق  لصنع المسرات بدل التلذذ بهذه الطروحات التي لا تقدم شيء ذو نفع و لا تتكل على السلطة او السلطات كما تقول انت.

 لماذا نتلذذ بالأحزان؟

 لا أحد يتمنى الحزن او يسعى اليه وما "نحن" فيه اليوم ليس وليد ما بعد الاحتلال... لا... هو نتيجة ما جرى للشعب العراقي خلال النصف الثاني من القرن العشرين وربما قبل ذلك من خلال الحكام ومستشاريهم واتباعهم واذاعاتهم وصحفهم فهو ليس وليد هذه الأيام وهذه الظروف وساهم في ذلك وبه بعض النخبة سواء راغبين طامعين بالمال و المواقع أو الخوف او اُرغموا على ان يكونوا الأدوات التنفيذية لذلك فلا حق لأحد وبالذات من هؤلاء ان يلوم الشعب او ينعته بنعوت في سبيل التكسب من هذه الجهة او تلك كما كان جاري، فَهُمْ على استعداد ان يبدلوا جلودهم وهذا جاري الآن كما في السابق وهذا الصنف هو اخطر من كل الأصناف الأخرى على الانسان العراقي ومن ثم على المجتمع العراقي.

 بعض النخبة أدمنوا على اشاعة الحزن وصاروا تجار سوق بيضاء وسوداء في تصنيع وتسويق هذه البضاعة الرخيصة وحسب الطلب... بدل أن يعودوا الى رشدهم ويعَّودوا الناس على صناعة المسرات، أصروا على استغلال الحال وضعف الأحوال وقاموا ببث الحزن بين الناس وعودوهم بالتدريج على صناعة الحزن وزراعته ليخدروهم به مما يسهل  السيطرة عليهم وتوجيههم كما يريدون .

مسار الحزن كمسار تعاطي المخدرات تبدأ بانتعاشه بسيطة وقتية غير مكلفة وربما مجانية لينتهي بدمار وضياع... والحزن يبدأ بدمعة او حسرة ليصل الى دموع و حسرات واهات وضياع. 

ادخل الى أي بيت عراقي حتى سكنة العشوائيات والذين ينبشون القمامة تجد انهم يرقصون ويهزئون و يصفقون ويغنون وحتى وهم يعملون نسائهم ورجالهم شبابهم وأطفالهم من الجنسين...لكن لا احد يلتقط وينشر مثل لحظات الفرح  القليلة هذه حتى ولو مع لقطات الحزن اللذيذ الذي يظهر هنا وهناك وتكفل مجاميع الصحف و الفضائيات في إشاعة الحزن من خلال ما تطلق عليهم "خبراء، محللون،، متخصصون" حيث تهيل عليهم "اكيال" الألقاب و العناوين لغرض توجيههم لإنتاج الحزن نقله و توزيعه. [ التفضل بالاطلاع على ج3 بخصوص الحزن ...لطفاً].

س4 ـ لماذا نُفْرِطْ بالثرثرة واللغو والاتكال على السلطة ونقتّر بالفعل الجاد والنزيه  والاعتماد على النفس؟

 

عبد الرضا حمد جاسم

 

دُجنّت الكلاب منذ نحو ١٥ ألف عام، مما يجعلها على الأرجح أقدم الحيوانات المستأنسة على سطح الكوكب، بعد ذلك قام البشر بتربية الكلاب وتعليمها لإكتساب سمات مرغوبة ومحدّدة، إذ قام الإنسان بتدريب الكلاب على الرفقة، الصيد والحراسة وهو يعني أن الكلاب المُدجنة يُمكن أن تستجيب بدرجة كبيرة لأوامر البشر وإيماءاتهم.

على الرغم من كلّ السنين الّتي قضاها الإنسان في مصاحبة الكلاب إلّا أن بعضهم أصبح بلا مأوى لإستغناء البشر عن وجودهم المهم وتمت الإستعاضة عنهم بالأجهزة الإلكترونيّة والمُصاحِبات الأخرى فأصبحت الكلاب الّتي بلا مأوى تُدعى "الضالّة" أو "السائبة" ورغم الوصف الواضح إلّا أن معناه الدقيق بأنّها ضلّت طريق صاحبها الإنسان أو إنقطعت عنها حبال الوصل.

أثبتت الدراسات الّتي أجرتها "أنينديتا بادرا" أستاذة العلوم البيولوجيّة في مختبر السلوك والبيئة - المعهد الهندي لتعليم العلوم والبحث العلمي – إنّ الكلاب حتّى وإن كانت ضالّة فهي أفضل صديق حيواني للإنسان لأنّها تستطيع فهم تعابير الشخصيّة البشريّة.

تُعد الكلاب الضالّة سمة شائعة في المدن في جميع أنحاء العالم وخاصّة في العديد من البلدان النامية، أحياناً يؤدي النزاع بين الكلاب الضالّة والبشر إلى حدوث العديد من المشكلات أو حتّى الإصابات ولكن هذا الأمر ليس بمبرّر لما تتخذه الحكومات أو بعض الأفراد من تصرّفات وحشيّة للتخلص من الكلاب الضالّة عبر قتلهم أو صيدهم بطرقٍ شنيعة، إلّا أنّه ليس بالأمر الغريب فهذه التصرّفات يستعملها الإنسان لمواجهة إنسان آخر لعدّة أسباب فهل سيمتنع عن فعلها لصديقه الحيوان؟.

كانت ولا زالت الحلول بسيطة ورحيمة للمحافظة على الأمن المجتمعي وحماية الكلاب الضالّة في نفس الوقت بتخصيص ملاجئ متفرقة يُديرها مختصون للعثور على الكلاب الضالّة وإيصالها بطرقٍ آمنة إلى الملاجئ ثمّ تبدأ عملية الاهتمام والتدريب لإعادة الصلة المفقودة وإعادة ربط الإنسان بصديقه القديم.

 

طيبة وليد – العراق

 

صادق السامرائيالذين يلهجون بمصطلح التجديد يهدفون إلى ترقيد الأمة، أي تنويمها ودسها في ظلمات ماضيها ودفنها حية، بدعاوى أنها غير قادرة على الحياة الحرة الكريمة، والعلة فيها وبدينها بالذات.

وهذه طروحات فارغة، ومحاولات بائسة للنيل منها، بنشر مفاهيم التدمير الشامل، التي هي أشد فتكا من أي الأسلحة التي إبتكرها البشر.

والتجديد من ضمن تلك المفاهيم الهادفة لقتل الأمة وتمزيقها والنيل من وجودها ومحقها.

فلو نظرنا إلى طروحات دعاة التجديد لوجدناها معتقلة في الدين، وعلى الأمة إعمال العقل في النص الديني.

ولا تجد عندهم منهجا أخر يمنح أملا، ويفتح أبوابا لحياة أرقى وأجمل، وبطرحهم المتكرر يثيرون حفيظة المعنيين بالدين، والذين يشعرون بأن الدين في خطر بسبب ذلك.

فتنشأ فرق وجماعات توهم الآخرين بأنها تحمي الدين من أعدائه الداعين للنيل منه بإسم التجديد.

فأصبحت كلمة تجديد عدوانا على المنتمين للدين المعني، لأن الإيمان ليس عقليا، وعندما يسمعها المؤمن أو المعتقد أو المنتمي للدين يضطرب ويتخبط، ويكون آيلا للسقوط في أحضان أي حركة أو مجموعة أو جماعة أو حزب أو فئة تواجه هذه الدعوات، وتعلن أنها تحمي الدين وتذود عنه ضد أعدائه المسخرين للقضاء عليه، وبرهانهم على ذلك ما يذهب إليه القائلون بالتجديد.

ويحسبونهم كفرة وزنادقة، وهم المؤمنون الصادقون، وبهذا يتوفر لتجار الدين الأرضية الخصبة لتسويق رغباتهم وتمرير أضاليلهم وأوهامهم.

فيتمكنون من إستعباد الناس بإسم الدين، وتحويلهم إلى أرقام يفعلون بها ما يشاؤون، وبهذا يكون للتجديد فضل كبير، ودور فعال في صناعة التطرف والفرقة بين أبناء الأمة الواحدة، ويجعلون الدين عدوا للدين!!

فهل من قدرة على إعمال العقل في العلم والإبتكار لكي تخرج الأمّة من هذه الغُمّة؟!!

 

د. صادق السامرائي

 

 

حشاني زغيديبين الميدان الذي هو ساحة المعركة، وساحة تدافع المشاريع وساحة سباق العطاء، فالميدان هو سيد المواقف، لرسم الأفكار والخطط والمشاريع، وبين واقع الديكور والبهارج واستعراض الأزياء في مواكب الأعراس .

أقول لأصحاب المشاريع : ليخدعنكم المظاهر البراقة الكاذبة المزينة بالمساحيق، أقول لأصحابنا أضربوا لكم المواعيد في ورشات العمل، أضربوا لكم المواعيد في الميدان بتمريغ الأرجل في الوحل والطين .

ما يدفعني لكتابة هذه لأسطر من الأفكار لأعتقادي أن دور المثقف هو المشاركة في معالم التحول ببدل الوسع مع الخييرين بإيقاظ الإهتمام بالأدوار الواجب القيام بها وهو دور لا يقل أهمية عن دور الفرق النشطة المنفذة للمشاريع، فالمسؤولية عند القادة الناجحين تكليف وليست تشريف، فما يجب فهمه أن المسؤولية تفرض أن يكون القائد والد الجميع، يجمع ولا يفرق، معياره في التعامل تقريب الأصلح، تقريب الأكفأ، تقديم صاحب الخبرة الطويلة، همه الوحيد نجاح مشروعه، همه تحقيق أهدافه ولو اصطدم العمل مع أصحاب المصالح من المنتفعين وهم كثر حول القائد، فما يجب معرفته ووضعه في الحسبان، وجوب تحصين المشروع بالبطانة الصالحة، البطانة الناصحة المخلصة، التي تكون عونا في المشروع،و تكون عونا للقائد في تجسيد مشروعه .

ويظل الميدان هو الحكم الوحيد لنجاح القائد، ويظل الملموس هو المعيار الذي يؤشر على النجاح والفشل، فالقائد الناجح هو الذي ينزل المشاريع في الميدان، تخطيطا وتنفيذا وتقويما، تصنع المشاريع في مخبره، يرعاها بتفقده وتوجيهه .

ما نراه من ناجح في المشاريع بشتى أنواعها، فهو ثمرة عمل متكامل، تشترك فيه جميع الجهود القائد فضل المحرك، فما ينسب للقائد إنما هي تراكم جهود غيره من الموظفين والمواطنين النشطين في الميدان كلا حسب موقعه ومهامه وواجباته، فدور القائد الناجح هو تفعيل كل الموارد بالتعزيز والتشجيع وعرفان فضل كل العضو في محيطه.

وفي الأخير من المهم في لإدارة المشاريع العامة الخدمية، أن توسيع دائرة المشاركة لها أهمية في إنجاح المبادرات والمشاريع المسؤول الذي يشارك غيره، ويستمع ويصغي، ويتقبل النصح والتوجيه، والذي يتقن فن الإنصات، والذي يوسع دائرة مشورته لوجهات نظر غيره من المختصين وكفاءات وأصحاب الرأي من النخب سيكون النجاح حليفه.

 

الأستاذ حشاني زغيدي

 

في المثقف اليوم