أقلام حرة

أقلام حرة

‏كيف للوهم أن يقتل صاحبة. كثير من الناس عندما يدخلون في مراحل متقدمة من العمر. يموتون بالوهم والخوف ويصابون بأمراض مستعصية وامراض نفسية من المصير المحتوم الموت،كذلك الدول تستكان لدول كبري وتعيش تحت هيمنتها وسلطتها،نتيجة الخوف بالهزيمة الداخلية.،عندما تولي ترامب الحكم هدد حكام الخليج وجمع 460 مليار دولار وقال نحن نحمي كراسي الحكم. واقلعت طائرة ترامب من مطار الرياض الي تل آبيب واتجه إلي حائط المبكي وارتداء قبعة اليهود وقام بالصلاة والولاء لإسرائيل بأموال العرب.. كيف ننتظر من حكام العرب..؟ من جراء الأحداث الجارية في غزة فلا يستطيع حاكم عربي يقول لا ويتحدي الوجود الأجنبي في البحر المتوسط وهم يعلمون أن الأمريكان يحمون عروشهم. من يستطيع ويمنع تموين هذة الاساطيل البحرية من الموانئ العربية والقواعد الأجنبية علي ديار العرب والمسلمين،22 دولة عربية و58دولة إسلامية لم يستطيعوا أن يتحدوا الغرب في موقف انساني لشعب عربي مسلم. يقتل ويهجر عبر قرن. لذلك في اعتقادي الشخصي ومن حوارات مع شخصيات عربية مختلفة من ساسة وَكُتَّابٍ وصحفيين، اكتشف أنهم لا يعرفون شىء عن الفلسفة والتاريخ، ‏فالفلسفة كما عرفها الفيلسوف الألماني" فرويد نيتشة " هي ظل المعرفة والمعرفة هي ظل العلم والعلم هو الحقيقة والمنقذ…

والخرافات هي ظل الجهل والجهل هو ظل التخلف والتخلف هو عين الفقر والبؤس والشر والنفاق..!! بعد يوم من أحداث غزة أعلنت أمريكا ودول أوروبية مساندتها للإسرائيل قام رؤساء الغرب بزيارات مكوكية الي إسرائيل الرئيس الأمريكي "جو بايدن "يتحدي العرب والمسلمين هو ووزير خارجيتة اليهودي ويعلن للعالم بايدن انة " صهيوني". ولم يستحي زعيم عربي من مقولة بايدن. في مؤتمر صحفي من تل آبيب: (لو لم تكن هناك إسرائيل في الوجود لعملنا على إقامتها) والله لقد سئمنا من الوجوة الكلحة من زعماء العرب والمسلمين..

كذلك المستشار الألماني. وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا. يعلنون مساعدتهم ودعمهم لإسرائيل..، واليوم الثلاثاء الرئيس الفرنسي" ماكرون " في زيارة سريعة الي تل آبيب لدعم إسرائيل في المجازر التي ترتكبها أمام شاشات التلفزة العالمية ويتحدي الغرب العرب والمسلمين الذي يدعي الحريات.. وتجرم الدول الغربية رفع العلم الفلسطيني في المظاهرات حتي رفع الاعلام...،، ونحن خارج نطاق الخدمة في موقف واحد لمناصرة أهالي غزة.. هذة القصة منذ 5000 عام وهي تحاكي الواقع العربي .

كان لسقراط جار طبيب، استنكر على الملك تسمية سقراط بالطبيب الأول، فسأله الملك عن طريقة يثبت فيها أنه أكفأ من سقراط حتى يقوم بنقل اللقب إليه. ‏فقال الطبيب: ‏سأسقيه السم، ويسقيني، ومن يعالج نفسه يكون صاحب اللقب...!

‏وافق سقراط وحدد الملك موعد ‏النزال بعد أربعين يوما...، ‏أحضر سقراط ثلاثة من الرجال الأشداء، وأمرهم بسكب الماء في أوعية، ودقه كل يوم على مسمع الطبيب...، ‏وفي يوم الواقعة، شرب سقراط سم جاره الطبيب، فاصفر لونه وأصابته الحمى، ولكنه عالج نفسه بعد ساعة، ثم ناول سقراط خصمه قارورة السم، التي ظل الرجال يدقونه أربعين ‏يومًا على مسامعه، فلما شربه خر ميتًا..! ‏عندها قال سقراط للملك: ‏لم أسقيه إلا مَاءً عَذبًا، وسأشرب منه أمامك!

‏أنا لم أقتله يا سيدي الملك، لقد قتله وهمه وخوفه علميًّا، تبلغ سرعة الغزال 90 كلم في الساعة، بينما تبلغ سرعة الأسد 58 كلم في الساعة. ‏ومع ذلك تقع الغزلان فريسة للأسود..!

لا شيء يفسر ‏هذا سوى الخوف، الأسود لا تفترس إلا الغزلان التي تمكن منها الخوف..!

‏العبرة مما سبق:

‏"المهزوم من الداخل لا ينتصر مهما كان لديه من الأسباب.. والمنتصر من الداخل سينتصر فعلًا مهما طال الزمن..!!

***

محمد سعد عبد اللطيف

كاتب وباحث مصري متخصص في علم الجغرافيا السياسية

ابادة جماعية يشهدها القطاع، والاعراب يتفرجون ولا يستطيعون ايصال المؤن الى مليوني ساكن بقطاع غزة، هم اصلهم نازحون الى القطاع بفعل التهجير القصري من المناطق المجاورة العام 1948 وما بعده، اكتفوا كالعادة بعبارات التنديد والاستنكار والاستهجان، ولأن الدول العربية مجتمعة لا تملك قرارها، فهي تذهب حيث يريد الغرب الذي كان يستعمرها، بمعنى انه استقلال شكلي ليس الا، فغالبية الدول العربية وبالأخص الخليجية لا تزال تحتفظ بقواعد وقوات اجنبية(اول قاعدة عسكرية في الخليج تحتضنها البحرين انشات العام 1971م، اما الكويت فإنها تضم اكبر عدد من الجنود في الخليج، الامارات يوجد بها أكبر عدد من القواعد لدول مختلفة، حيث يوجد بها قواعد لأمريكا وفرنسا وأستراليا. ووفقا لتقرير نشرته مجلة نيوزويك الأمريكية ، فإن عدد الجنود الأمريكيين والمدنيين العاملين لمصلحة الدفاع الأمريكية في الكويت: 16.592، والإمارات: 4.240، والبحرين: 9.335، والسعودية: 850، وعُمان: 32، فيما أعلنت قطر أنها تستضيف أكثر من 10 آلاف جندي أمريكي.)، ترى مما الخوف؟ أ ليست غالبية دولنا والكيان الصهيوني تحت الحماية الامريكية؟ لماذا الانفاق على شراء الاسلحة المختلفة والذخائر المتعددة والتي تكلف خزائن شعوبنا الاموال الطائلة، ويكون ذلك على حساب معيشة شعوبنا ورفاهيتها، لماذا لم يقوموا مجتمعين او فرادى بإنشاء مصانع الاسلحة والذخائر للحفاظ على استقلالنا الذي قدم من اجله اباءنا واجدادنا ارواحهم فداء للوطن، ناهيك عن مصانع الصناعات الغذائية التي تبعد عنا ذل الاستجداء؟.

غالبية حكام الغرب يقفون الى جانب الكيان الصهيوني وبالأخص بريطانيا وفرنسا والمانيا التي تدعي التحضر والحفاظ على حقوق الانسان .

حتى الان اكثر من 2000 من اطفال غزة (ملائكة الارض) تم استهدافهم من قبل الصهاينة اضافة الى الاعداد الهائلة من النساء وكبار السن، المستوطنون الصهاينة ليسوا مدنيين وان ارتدوا اللباس المدني، لانهم يحملون في صدورهم الروج الاجرامية الانتقامية ضد شعب اعزل من السلاح حكم عليه العالم وعلى مدى ثمانية عقود بان يعيش حياة الذل والمهانة ، الشعب الذي عبر الى القرن 21 ولم ينل استقلاله، يتلذذ العالم بمآسيه.

لماذا الكيان الصهيوني وحده فوق القانون الدولي؟ لم يعاقب يوما على ما يقوم به من انتهاك لحقوق الإنسان، والرئيس الامريكي يتبنى الرواية الصهيونية بشان قصف المشافي، الغرب مجتمعا يمد الكيان المغتصب بشتى انواع الاسلحة والذخائر والحجة ضرب حماس التي تحاول ان تدافع عن شعبها المكبل بالحصار الجائر على مدى 17 سنة.

لقد كشفت حرب غزة او ما نطلق عليه (طوفان الاقصى) مدى عمالة الحكام العرب وخوفهم على عروشهم، وكذلك مدى الكره الدفين الحاقد لشعوب منطقتنا، منذ ان اسقط الغرب الاتحاد السوفييتي يسعون وبكل السبل الى تفتي الوطن العربي الذي قاموا بتفتيته، يريدون تشكيل اوسط جديد (سايكس- بيكو جديد) بما يتماشى ومصالحهم، .

عذرا يا اهل غزة لقد تأخرت الجيوش العربية المسيسةالمؤدلجة (التي وللأسف سارعت وفي لمح البصر في اسقاط انظمة الحكم بكل من العراق وليبيا واليمن ولاتزال شعوبها تعاني ويلات التدخل)، لكن الشعوب حتما ستهب للنجدة.

***

ميلاد عمر المزوغي

الفقهاء هم قادة الأمة الحقيقيون على مدى العصور، وبموجب رؤاهم  تتخذ القرارات من قبل الخليفة أو السلطان، فهم الذين يقررون وتتحمل الكراسي المسؤولية، ولا يوجد كرسي أيا كانت طبيعته وشخصيته، لم ينقاد للفقهاء ويترجم رؤاهم بقرارات حتى صاروا هم القادة الفاعلون، والكرسي الأول رمز وحسب.

وعندما ظهر مفهوم المثقف خصوصا في القرن العشرين، برزت مشكلة الصراع بين الحالتين، وهذا تفسير لميل الفقهاء لنشر الجهل والأمية بأنواعها  لعزل المجتمع عن المثقفين، والحفاظ على دورهم الإستعبادي للناس بإسم الدين، الذي يستثمرونه لتأجيج العواطف والإنفعالات وتعطيل العقول.

فالواقع يشير إلى الصراع بين المثقفين والفقهاء، وهذه حالة لا يمكن إغفالها.

فالمثقف يُسحَق ويُتهم في الزمن الذي تتعمم فيه الكراسي، ويصبح  خائفا مرعوبا، من فتاواهم، التي  تدعو لمحق وجوده ودوره بآليات يجيدونها، ولهذا فأخطر ما تواجه الشعوب أن تتسلط عليها القوى المؤدينة المقلدة لعمائم لا تفهم سوى الهيمنة والإستبداد بإسم الدين، الذي تراه على هواها ومصالحها الفردية والفئوية.

الفقهاء في الكراسي لا يعترفون بوطن ولا بحقوق مواطنين، ولا بوطني، أيا كان نوعه وكل شيئ في عرفهم مشاع.

وفي هذا الواقع الإلغائي، فقد المثقف دوره وصوته، وما عاد قادرا على التأثير في العقول، وبناء الآراء لصالح الوطن والمواطن، لأن الإرادة الفقهية تعطل العقول وتؤهل الناس للسمع والطاعة، ومَن يحيد عن التبعية والخنوع، هو من الكفرة والزنادقة، ومعادي للدين وصوره المقدسة اللازمة للهيمنة على إرادة الوعي الجمعي.

ويبدو أنها مرحلة حرجة، وسينتصر فيها المثقف على الفقيه، لأن العصر تغير وما عاد قادرا على قبول الآراء الخارجة عن مكانها وزمانها، فالدين رسالة حياة متفاعلة مع تموجات نهر البشرية الجاري بتوثب متسارع.

وعليه يجب على المثقفين الثبات والتمسك بالرأي الحر الصالح لبناء الحياة الحرة الكريمة.

فهل لدينا القدرة على المجابهة والتغيير؟

وهل أنه الأفيون والمثقف كالمأفون؟!!

***

د. صادق السامرائي

يروى أن في أحد الأيام سطت مجموعة (حرامية) على بيت من بيوتات بغداد، وكان خاليا من أهله، وبعد أن شرع أفراد العصابة برزم ماسرقوه، وأثناء مرورهم بالمطبخ وهم خارجون، رأى رئيسهم صحنا فيه مسحوق أبيض، وبدافع الفضول مد سبابته وأخذ (لطعة) منه، ليتبين له أنه "ملح الطعام"، فما كان منه إلا أن يقول لأصحابه: (رجعوا المسروقات جميعها) ففوجئوا بطلبه هذا وسألوه: (ليش عمي؟) أجابهم: (تمالحنا ويه أهل الدار).

هذا ما كان من السراق قديما، فأين منهم سراق اليوم في عراق المقدسات، عراق الأئمة الذين يشد العراقيون اليوم الرحال للذهاب الى زيارتهم مشيا على الأقدام؟ ومايلفت الانتباه، انشغال بعض السراق المشهود بسرقاتهم رسميا، بأداء طقوس مذاهبهم من نذور وزيارات ومناقب، بكل ماأوتوا من تمثيل وتصنع ورياء، متناسين أن الرقيب والحسيب لاتأخذه سنة ولانوم ولاغفلة عما يفعلون.

والغريب أن أغلبهم يدعي الزهد والعفة والأمانة والشرف، في حين أن أعمالهم المنكرة يشهد لها تاريخهم الأسود في السرقات والرشاوى والتحايل والموبقات، بما يفند كل القيم والمثل والخصال الحميدة والأخلاق الرفيعة، لاسيما من هو بتماس مع المال العام في دوائر الدولة ومؤسساتها، أو المال الخاص في أخريات، الأمر الذي يذكرني بسؤال وجواب دار بين اثنين.

إن الخط البياني لأغلب سراقنا بات يرتفع اطرادا مع مناصبهم ودرجاتهم الوظيفية، بشكل كشف كل ألاعيبهم وبهلوانياتهم التي يخفون بها سرقاتهم، حتى صار لعبهم (عالمكشوف) دون مبالاة لنظرة المجتمع إليهم او لما يلوث سمعتهم، وأضحى ديدنهم الولوغ بالسرقات، والبلوغ فيها حدا بعيدا عن معاني الغيرة والشهامة التي يتحلى بها قطاع الطرق و (المسلبجية). فلقد تحصن سراق العراق اليوم بأكثر من حصن وستر وغطاء، وتنوع التخفي خلفها على مستويات عليا في السلم الوظيفي للدولة، ويبدو أنهم (شدوا حيلهم) ليوم مثل هذا، فالمال المسروق استحال الى أملاك وعقارات انتشرت في دول عديدة، كما أن بنوك العديد من دول العالم، أضحت رهينة أرصدتهم وأسهمهم وسنداتهم المالية، وقطعا أولى هذه الدول هي التي نطلق عليها الشقيقة.

اليوم، لو أردنا المقارنة والمقاربة بين مبدأ رئيس الـ (حرامية) في حكايتي آنفا، وبين سراق الـ (عراق الجديد) لرأينا العجب العجاب في طرق سرقتهم المال العام والخاص، ماغلا ثمنه ومارخص، وماخف وزنه وماثقل، على حد سواء، والأمثلة على هذا لاتحصى في مقال ولاتحصر في مقام. فشملت لقمة المواطن البطاقة التموينية، ومفرداتها التي لايستقر بها قرار في وزارة التجارة، مرورا بالابتزازات المتفشية في تعامل موظفي مؤسسات البلد دون استثناء مع المواطن المسكين، كذلك قطاع النفط والنقل والصحة والتربية والزراعة، حيث المشاريع الوهمية والمقاولات الفضائية. ولن يقف تعدادنا للسرقات عند رقم معين ولاينتهي بآخرها وأكبرها، وهي موازنة البلد التي انزلقت في بطون أشخاص معينين. والقائمة تطول في استذكار ما يشيب له الرضيع، من أفانين سراق العراق الجديد.

***

علي علي 

قرأتُ..

قرَأتُ في كِتابِ العُصورْ

الحَق ُ سَيّدُ الأشياء ْ

ولكن

لا تجعَلوهُ يَغيبْ،

ونحوَ الشّمس ِ

استحِثوا المَسيرْ

استحِثوا المَسيرْ.

جَدّي هنا

زرَع َ الدّوارَه،

أخي هنا

نَصَبَ شتلاتِهِ وغِراسَه،

شعبي...

بالأهازيجِ، والصّبر، والرجولةِ، والمُروءَة،

يتلو على الدّنيا

ميثاقا وإصرارا...

حثوا الخطى

يا إخوتي

غدًا سَوفَ يَطلعُ النهارْ،

حثوا الخطى

فالشمسُ بانتِظارْ

الشمسُ بانتِظارْ.

2018

***

.......................

لا يوجد أدنى شك أن الحرب الإعلامية التي واجهتها وتواجهها أمتنا اليوم وبالخصوص شعب فلسطين، والمقاومة إنما هي بروفا وتمرين لما ستواجهه المقاومة في معارك التحرير القادمة، إذ أن الشعب العربي في فلسطين سوف يواجَه بأقسى أنواع الأسلحة وأكثرها فتكا، إلى جانب أنه سوف يواجه أكثر أشكال النفاق، والكذب، والأفلام المصورة في مصانع الكذب والنفاق في دولة الإحتلال ولدى دوائر العمل الأيديولوجي والإعلامي في الغرب، إذ أن تاريخ ألمانيا النازية، وتاريخ أمريكا يثبتان ذلك والأمثلة على تزوير الحقائق كثيرة جدا نذكر منها كذبة كولن باول في الخامس من شباط عام 2003 أمام مجلس الأمن، وأمام وسائل الإعلام عن إمتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل.. والمثال الكبيرأمامنا ما قامت بنشره وسائل الإعلام الصهيونية والغربية في يومي الثامن والتاسع من أكتوبر. إنّ ماكينة الإعلام الأمريكية، التي استفادت من تجربة ألمانيا النازية بزعامة غوبلز، بل أنها استقبلت أعدادا كثيرة من الذين عملوا في أجهزة القمع النازية وفي دوائر الإعلام هناك، حيث أن الأمر لم يتوقف عند السمعة والمعرفة عن بعد بل أن واشنطن استدعت أعدادا عديدة ممن عملوا في اجهزة ألمانيا النازية، استدعتهم للعمل في أمريكا بإختصاصاتهم وبما يملكون من مهارات وخبرة.. إذا كانت ألمانيا النازية بواسطة جهاز إس إس وهو جهاز الإستخبارات النازية، ومكاتب غوبلز كانت تقوم بتزوير الحقائق بواسطة أجهزة الإعلام اوتقوم بشراء بعض العناصر هنا وهناك، أو إجبارهم على تزوير الحقائق، فاليوم أجهزة الإستخبارات الأمريكية والصهيونية يقومان بالأمر ذاته نذكر على سبيل

SAYANIM المثال دخول تنظيم سايانيم –

هذا التنظيم السري، الذي يتم زرعه في كافة الدول غربية كانت أوشرقية، صديقة كانت أو معادية لكي يصبح عمل الموساد أكثر سهولة، بل أكثر إنتشارا، هذا إلى جانب نشاط الوكالة اليهودية المنتشرة في كافة أنحاء العالم. من هنا رأينا كيف أن كافة العاملين في وسائل الإعلام أو لنقل أكثرهم بعواصم العالم، بغض النظر عن قرارات الأمم المتحدة تجاه حقوق الشعب الفلسطيني، رأينا هذه المؤسسات تقف إلى جانب المعتدين الصهاينة. هذا ليس صدفة وليس ناتجا عن فسحة في حرية التعبير. بل يمكن أن نسميه موقفا عملانيا من قبل اللوبي الصهيوني. وأخيرا أقول لو أنّ أغنياء العرب حرصوا على العرب كما أغنياء اليهود حريصون على الصهاينة لكانت أمتنا العربية بألف خير.

***

إسماعيل مكارم – أكاديمي سوري

نشرت صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية تقريرا بعنوان “الجامعات الأمريكية تخسر الملايين بعد سحب الجهات المانحة التمويل بسبب موقفها من حماس, تحدثت فيه عن إقدام العديد من المتبرعين الأثرياء على سحب ملايين الدولارات من التبرعات المخطط له لمعاقبة الجامعات الأمريكية على ردودها على الهجوم الذي نفذته حماس على إسرائيل، وموقفها من حرية التعبير والمسؤوليات العامة لإدارة الجامعات والأكاديميين, ودعت المتبرعون، الذين لا تشير الصحيفة بشكل صريح إلى موقفهم الداعم لإسرائيل وخلفيتهم، إلى إدانة أقوى لحماس ومعاداة السامية من قبل الجامعات، واتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد الطلاب المحتجين ضد إسرائيل. كما هددت شركات المحاماة والاستثمار بإلغاء عروض العمل التي قدمتها للطلاب، أو عدم توظيف المتظاهرين عند تخرجهم, وأفادت صحيفة "فايننشال تايمز" بأن رعاة الجامعات الأمريكية بدأوا بسحب دعمهم المالي من الجامعات بسبب عدم توجيههم الانتقادات الكافية لتصرفات حركة "حماس" الفلسطينية, وأشارت الصحيفة إلى أن جامعات مثل هارفارد وستانفورد وبنسلفانيا قد تخسر التمويل.وعلى خلفية هذه المخاطر، أصدرت جامعة بنسلفانيا بيانا انتقدت فيه بشدة "هجمات حماس الإرهابية على إسرائيل

والمعروف ان اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة يعمل على اعادة صياغة الوعي الامريكي والدولي عبر الرشاوى للسياسيين والتشريعيين والاكاديميين والمؤسسات التي يتبوؤن فيه مناصب رفيعة (النخبة) وتهتم بالمناهج ، الابحاث، و التقارير الاكاديمية والتشريعية والامنية والسياسية والاعلامية كلها تطعم الكلمات والجمل وما بين الاسطر بالرواية الصهيونية,,,,, ربما ، نجحوا في ذلك الى حد بعيد،، ولكنهم ليسوا اكبر من التاريخ، ولا من الشعوب، خاصة فئة القيادات الطلابية والطلاب في الجامعات في عصر الانفتاح المعلوماتي والذكاء الصناعي،، الذي يستخدمونه لصناعة رواية الشر والتزييف، ولكنه في نفس الوقت، عصر الحقيقة التي يرنو ورائها الكثيرية في عصر الزيف والبروبوجندا وصناعتها بـ ’’ ذكاء’’ و خبث و دهاء ، لا نعلم اهو من عالم البشر أم الحيوان أم ما وراء الفضاء, في المقابل دافع آخرون – بمن في ذلك المدافعون عن حرية التعبير وجامعة نورث كارولينا ويلمنغتون – عن المبادئ التي تم وضعها في تقرير كالفن لعام 1967 لجامعة شيكاغو، والتي تقضي بأنه يجب على الكليات أن تلتزم بالحرية الأكاديمية وتصر على “الحياد المؤسسي فيما يتعلق بالأمور السياسية والاجتماعية.

وأفادت صحيفة "فايننشال تايمز" بأن رعاة الجامعات الأمريكية بدأوا بسحب دعمهم المالي من الجامعات بسبب عدم توجيههم الانتقادات الكافية لتصرفات حركة "حماس" الفلسطينية.وأشارت الصحيفة إلى أن جامعات مثل هارفارد وستانفورد وبنسلفانيا قد تخسر التمويل.

وعلى خلفية هذه المخاطر، أصدرت جامعة بنسلفانيا بيانا انتقدت فيه بشدة "هجمات حماس الإرهابية على إسرائيل, واستقال الملياردير الإسرائيلي، عيدان عوفر، من منصبه في المجلس التنفيذي لجامعة هارفارد أيضا. منذ العملية العسكرية التي شنتها حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول، أظهرت إدارة الرئيس الأمريكي بايدن دعما لا يتزعزع ولا لبس فيه لإسرائيل. دعم لاقى ردود فعل غاضبة في بعض الأوساط الامريكية وصراع القى بظلاله على الحرم الجامعي في جامعة هارفرد، وبدأ ينتقل الى جامعات اخرى.

***

نهاد الحديثي

لقد لخص الكاتب المصري مصطفى بكري حقيقة ما يجري حاليا في الشرق الأوسط الملتهب، ان الموضوع أعمق مما نشاهده على الشاشات من غطرسة وجنون صهيوني ضد الاطفال والنساء والمدنيين في قطاع غزة، مع تاييد خبيث من قادة دول أوربا، التي تدعي كذبا انها بلدان تدافع عن الإنسانية والحقوق، وهذا الإصرار الصهيوني على سحق ارض غزة ليس سببه كرامة بني صهيون، التي مرغوا انفها الفلسطينيين بالوحل في مطلع شهر اكتوبر، بل القضية ترتبط باهداف شيطانية خبيثة، ولا ينفذها الا سفاح حقير مثل نتنياهو مع دعم غربي غير محدود.

قال الكاتب الصحفي مصطفى بكري عضو  مجلس النواب المصري: "إن المخطط أكبر من غزة، فلماذا يأتى الأمريكان والبريطانيون والفرنسيون والألمان والإيطاليين، كل ببوارجه العسكرية قبالة ساحل غزة، القضية أن هناك قناة تنشأ منذ نوفمبر الماضي، قناة بن غوريون التي تنطلق من إيلات إلى غزة ذهابا وإيابا، هذه القناة تنتهي فى 3 سنوات، وستكون مشكلة حقيقية لقناة السويس ويقدر لها 6 مليارات دولار سنويا، أن هذا الطريق الذي ينطلق من الهند مارا بالخليج ثم الكيان الصهيوني ثم أوروبا في مواجهة طريق الحرير، مقدر لها 6 مليارات دولار سنويا للإضرار بقناة السويس، المخطط الان هو تفريغ غزة وبكل وضوح، الغزو البري سيكون في غضون أيام قليلة، وهم يدركون ضرورة تلك الخطوة للتخلص من حماس".

الأردن وخيانة الاخوة العرب

نقل موقع "خبرني" عن خبير اقتصادي أن المشروع الصهيوني الخاص ببناء "قناة بن غوريون" الموازية لقناة السويس، سيضع الأردن في موقف حرج. وأشار إلى أن الإعلان الصهيوني بشأن بدء العمل في قناة بن غوريون، المنافسة لقناة السويس، أثار جدلا واسعا وتساؤلات كثيرة، خصوصا بالنسبة للأردن، إذ ستكون القناة الصهيونية المزمع البدء بها قريبة من الحدود البحرية الأردنية.

وأفاد في هذا السياق الخبير الاقتصادي الأردني حسام عايش بأن افتتاح هذه القناة سيكون أمرا محرجا للدولة الأردنية، وذلك كونه باعتبارات المصلحة سيكون أفضل للأردن، غير انه باعتبارات سياسية وعربية فسيكون له كلفة عالية على الأردن، متوقعا أن لا يستخدم الأردن القناة -في المرحلة الأولى على الأقل- تجنبا للإحراج مع مصر.

ورأى الخبير في تصريحه أن "المشروع ربما يكون سيكون له مخاطر عالية على الأمن القومي العربي والأردن"، لافتا إلى أن المملكة الاردنية ستجد نفسها "أمام حالة مستفزة من النشاط الصهيوني في منطقة قريبة من حدوده البحرية، وربما يعطل مشاريع أردنية مثل مشروع ناقل البحرين".

الواقع يقول ان الاردن ستهرول خلف مصالحها التي ستكون عبر الانضمام للمشاريع الاقتصادية الصهيونية، والتي هي ستكون تحت مظلة مثلث الشيطان (امريكا وبريطانيا وفرنسا)، وربما يكون مشروع قناة بن غوريون مقدمة لمشاريع اقتصادية صهيونية أكبر، مثل مد أنابيب عبر الاردن أو طريق محاذي للأردن، وذلك لمد أوروبا بالنفط والغاز.

قناة بن غوريون

قبل عامين تحدثت تقارير عبرية أن السلطات الصهيونية تخطط لإنشاء قناة تربط البحرين الأحمر والمتوسط، فيما أوضح مهندسون صهاينة أن قناة تربط بين البحر الأحمر والبحر المتوسط، وستكون منافسة لقناة السويس، وذلك لأن المسافة بين إيلات والبحر المتوسط ليست طويلة، وهي بالضبط ذاتها في قناة السويس. واذا قام الكيان الصهيوني ببناء القناة من إيلات على البحر الأحمر إلى البحر المتوسط، فإنها ستقلص المسافة التي تمر بها السفن عبر قناة السويس إلى البحر المتوسط.

وجرى التوضيح في هذا السياق من قبل هذه المصادر بأن القناة الصهيونية لن تبني على شاكلة قناة السويس، الممر البحري الذي تبحر عبره السفن من اتجاه إلى آخر، وفي اليوم الثاني في الاتجاه المعاكس.

 بل سيقوم الكيان الصهيوني بحفر قناتين مستقلتين، واحدة من البحر الأحمر إلى البحر المتوسط، والثانية من البحر المتوسط إلى البحر الأحمر. وبالتالي لن تتأخر أي سفينة، في حين تستغرق السفن في قناة السويس فترة أسبوعين للمرور، وتشير المصادر ذاتها إلى وجود ميزة أخرى تتمثل في طبيعة الأرض، حيث إنها صخرية وصلبة، وتتحمل أي ضغط دون أي تأثير على عكس قناة السويس، حيث طبيعة الارض رملية وتحتاج الى متابعة مستمرة.

وستكون القناة بعمق 50 مترًا، أي زيادة عن قناة السويس 10 أمتار، وتستطيع سفينة بطول 300 متر وعرض 110 أمتار، وهي أكبر قياس السفن في العالم من العبور في القناة.

وسيتفق الكيان الصهيوني مع 3 مصارف أمريكية لإقراضها الـ14 مليار بفائدة 1 في المئة على أن تردَّها على مدى 30 سنة. وهكذا يكون الصهاينة قد بنوا القناة من قروض أمريكية بفائدة بسيطة، بينما هي تستفيد بقيمة 4 مليارات وأكثر في السنة.

اعتراض خجول من مصر

وقد اعترضت مصر بشدة على هذا الأمر، مهددة بقطع العلاقة مع الكيان الصهيوني، فلم تكترث "تل ابيب"، معتبرة أن العلاقات الدبلوماسية مع مصر شبه مقطوعة. كذلك لم تكترث للتهديد العسكري. والواضح ان الكيان الصهيوني قد قرر التخلي عن مصر حتى لو ألغت مصر كامب ديفيد، لأن الصهاينة واثقين  أنه إذا قررت مصر إلغاء كامب ديفيد، فلن تستطيع استعادة سيناء؛ لأن القوة العسكرية الصهيونية قادرة على ضرب الجيش المصري في حال تجاوزه قناة السويس.

وهي ستحاول حاليا بكل قدرتها على تفريغ غزة من سكانها، حتى تحقق مشروعها الكبير المتمثل بقناة مائية ستغير شكل الاقتصاد العالمي.

***

الكاتب: اسعد عبد الله عبدعلي

سؤال تفرضه الأحداث الجارية، وتؤكده الأيام المشحونة بالتطورات.

يبدو أن الإعلام العربي يعاني من عثرات كثيرة، وغير قادر على إيصال الحقائق بأساليب مؤثرة، كما يفعل الإعلام الغربي الذي يصنّع الآراء على هواه.

ومن الواضح أن الأمة تقتل رموزها بأنواعهم وتمسح بهم الأرض، وهي سياسة منتشرة ومؤزرة من القوى المناهضة لوجودها.

فلا يوجد في مجتمعاتنا رموز فاعلة في ميادين الحياة.

ذات مرة قال لي أستاذي، المجتمعات تصنع رموزها ومجتمعنا يقتلهم!!

لو تفحصتم المحطات الإعلامية لوجدتم لكل منها رموزه المؤثرة في الأوساط الجماهيرية، وعندنا الإعلام سائب خائب، ومؤدلج بالأكاذيب والأباطيل، التي ينكرها المستمع والمشاهد والقارئ باللغة العربية، ويهزأ منها الآخرون.

إعلامنا كأفكارنا خارج العصر!!

إعلام هرج مرج، ولكل فاسد سوق إعلامية تبرر خطاياه وتقدس نواياه، وقل ما شئت بلسان النفاق والمراءات والتبويق الكرسوي المنان.

وأصبحت " من أين لك هذا" نكتة سمجة، بسبب الإعلام الهزيل المتواطئ مع هذا وذاك!!

بين إعلامنا وإعلامهم مسافة كبيرة، رغم توفر الخبرات والكفاءات والقدرات الشخصية والمواهب، غير أن روح التماحق سائدة، والغيرة الوطنية والإنسانية غائبة، والشجاعة ذات ثمن باهض، فالخوف سلطان رهيب.

العالم يديره الإعلام والدول بإعلامها، وأعلامها، وما عندنا منها ما يعين على المواجهة المقتدرة، ولهذا تهون إنجازاتنا، وتتدهور أحوالنا، وتهيمن على الدنيا الرؤى والتصورات المسوّقة عنا، وهي أكاذيب، ونحن لا نمتلك مهارات تفنيدها، وتسويق الصورة التي تعزنا، وبهذا فالهزائم ديدننا والعمائم تستعبدنا والجهل إمامنا، ودع الحياة واسعى لما بعد الموت يا بشر!!

فهل من صحوة إعلامية؟!!

***

د. صادق السامرائي

في أولى خطواتي مع قراءة الكتب، كنتُ مغرماً بكتب من نوعيّة "كيف تصبح مليونيراً"، و"دع القلق وابدأ الحياة" وكانت كتب الأمريكي ديل كارنيجي، في تلك الأيام تعد الأكثر مبيعاً، حتى أن العديد من دور النشر تعيد طباعتها باستمرار،

وكنت وأنا الصبي الصغير أسأل بيني وبين نفسي: هل يمكن لكتاب أن يجعل منك مليونيراً؟ وحين سألت قريبي صاحب المكتبة ذات يوم عن الكتاب، قال لي بلهجة ساخرة: هذه كتب بلا منفعة، هدفها المال، لكن بعد مرور سنين طويلة وحفظي لفقرات كاملة من كتاب "كيف تصبح مليونيراً" ما زلت أنتمي إلى طائفة الذين يتبخر منهم الراتب في أول أيام الشهر. وهناك أيضا الكتب التي ترشد القرّاء كيف يؤثرون في الناس. فإذا كان المرء على موهبة مثل أحمد الجبوري "أبو مازن" أسعفته في سعيه وسهّلت أمامه سبل الإقناع، بدليل أنه عام 2018 كان عراب بورصة شراء منصب رئيس البرلمان للسيد محمد الحلبوسي، ثم نجده عام 2023، يطالب بطرد الحلبوسي من قبة البرلمان! ولهذا فهو أشطر من "جنابي" الذي أمضى حياته يكتب ويكتب، ولايستطيع أن يقنع عشرة مغرمين بالنائبة عالية نصيف بأن يحاولوا إقناعها بأن تصمت لمدة 24 ساعة .

يضع أهل العلم والمال أحياناً كتباً عن تجربتهم المهنية. ويقدمون لنا ما يعتقدون أنها أفضل النماذج لتعليم الناس كيف يعيشون حياتهم بجدّ واجتهاد. قبل سنوات أصدر بيل غيتس مؤسس شركة مايكروسوفت كتابه "الطريق إلى الأمام"، ويروي لنا أنه عندما ذاعت شهرته وتضخمت ثروته فكّر طويلاً ثم قال لزوجته لا بدّ من عمل يخلّصنا من عبء هذه الثروة، فقّرر تخصيص جزء كبير من ثروته لمساعدة المحتاجين حول العالم، لا لون ولا طائفة ولا هوية دينية للذين يتلقون المساعدات .

يكتب بيل غيتس أنه قرأ في صباه رواية البؤساء لفكتور هيجو التي وجد فيها لوحة ناصعة للتعاطف مع المظلومين والمساكين.

ستقولون، لقد صدّعتَ رؤوسنا بأحاديثك عن الكتب. ماذا أفعل ياسادة وأنا أجد الكثير من شطار الديمقراطية العراقية تحولوا بين ليلة وضحاها إلى أصحاب مليارات، ودخلوا قائمة كبار الأغنياء؟.. هل شاهدت بيوت الصفيح التي تسكنها آلاف العوائل العراقية في بلد ميزانيته أكثر من مائة مليار دولار سنوياً؟، إن لم تشاهدها أتمنى عليك أن تشاهد قصر محمد الحلبوسي.. ولا تسأله؛ من أين لك هذا؟

لم يُقبِل الفرنسيون على بؤساء فكتور هيجو حال صدورها، فالحياة كانت تعجّ بالبائسين، لكن بعد عقود تتجاوز مبيعاتها المئة مليون نسخة، كتب هيجو إلى إمبراطور فرنسا أن "الحقائق التي تقدم لجلالتكم ما هي إلا أكاذيب يحاول المحيطون بك أن ينشروها على أنها حقائق". يحزنني ايها القارئ العزيز أن أخبرك أنّ معظم سياسيينا يعتقدون أنّ الفقر عقاب للعراقيين لأنهم لايسبّحون بحمد الديمقراطية .

***

علي حسين

عندما يفقد الإنسان قيمته في حيزه الجغرافي فكل شيئ يتجرد من قيمته، وما هو عليه في بقعته الوطنية، يتصف به في أي مكان آخر في الدنيا.

وما تفعله كراسي المكان بمواطنيها يواجهونه في الأماكن الأخرى، فحال البشر في بلاده يرسم حاله في جميع البلدان!!

قد لا يتفق الكثيرون مع الطرح، لكن الواقع بجوهره يؤكده.

ومن أخطر ما يقوم به المثقفون أنهم ينطلقون في إبداع التبعية والدونية، ويسقطون مآلاته النفسية على ما ينتجونه في نصوصهم المتنوعة، وهم يقدمون خدمة طيبة للطامعين بوجودهم، ولا يشعرون بما يقدمون عليه من تفاعلات ذات آثار سلبية على مجتمعاتهم.

وتجدهم لتأكيد صلاحية وقيمة ما ينتجون يعتمدون على المصادر الأجنبية والنظريات الغربية، فالنص المعرفي والإبداعي يُرى بعيون أخرى عندما يكون مستندا على مصادر الآخرين، وربما يهمل عندما تكون مصادره عربية بحتة.

وفي الكثير مما نقرأه تبدو نوازع سلوك العالة، أي الإعتياش على غيرنا، وكأننا نعبر عن حالنا الذي نعتمد فيه على كل شيئ مستورد، فنستورد طعامنا ودواءنا وسلاحنا ومعظم حاجاتنا الأخرى، وعلى هذا المنوال يكون إبداعنا منسوخا أو مستوردا.

ومن الغريب أنك تصبح منبوذا أو مستصغرا عندما تعتز بأمتك ورموزها، فالخوف من نقد الأجنبي يهيمن على وعي المثقفين فمَن أنتَ لتنتقد أو تواجه فلان الفلاني الذي يقول كذا وكذا، ونتخذ طروحاته رأس مال، وهي معبرة عن عالمه الذي يعيش فيه.

وما أكثر الذين يعتبرون أقوال الأجانب فصل الرأي والمقال.

وترى ضياع الأنفة (العزة والحمية) بأنواعها فيما يُنشر، وكأننا بلا تراث معرفي إبداعي أصيل، وعلينا أن نعتاش على غيرنا ونهرول خلفهم، ونؤمن بأن ما ينتجونه روائع الزمان، ومنطلق الوصول إلى آفاق الروعة والجمال.

وما أكثر المبوقين للكراسي، المسوغين لمظالمها وقرارتها المأساوية التي تتسبب بإلحاق الأذى بالوطن والمواطنين.

وبموجب ما تقدم يكون المثقف مكتفا ومأسورا في خنادق ذاتية وموضوعية، ولا يعبر عن الحقيقة، بل يترجم مجرى التيار الذي يحسب نفسه أحد أمواجه المتأهبة للغياب!!

***

د. صادق السامرائي

لم تخلُ قضية مهرجان "سرقة القرن" بطولة نور زهير من بعض الفكاهة والسذاجة إن لم نقل "مضحكات"، فهي فاقت كثيراً ما عاناه عمنا المتنبي حين وصف هذا النوع بأنه ضحك كالبكاء.. ومن هذه المضحكات ما خرجت علينا به هيئة النزاهة وهي تزف للعراقيين البشرى،

فالسيد المستشار والنائب السابق هيثم الجبوري أعاد مشكوراً إلى خزينة الدولة مبلغ وقدره تسعة مليارات من الدنانير. هل انتهى الخبر؟ لا ياسادة فقد احتفظ السيد هيثم الجبوري لنفسه بتسعة مليارات أخرى مكافأة له على الخدمات التي قدمها إلى الشعب العراقي.

ومثل فيلم ميلودرامي طويل لم يهتم أحد بالحبكة ولا بتفاصيل الشخصيات ولا بالمكان والزمان، ولا بأي شيء سوى أن يظهر مسؤولو النزاهة، ليقولوا لنا إن الله كان رفيقاً بالعراقيين، ولم تختف الثمانية عشر مليار التي سرقها هيثم الجبوري، ولهذا كان لابد أن نوجه له الشكر والامتنان للنائب السارق، اقصد السابق، لأنه قرر أن يعيد نصف المبلغ المنهوب علنا.

ولأن الحكاية لم تنته، فإن الفصل الأكثر فكاهةً فيها هو غياب نور زهير ولا أحد يعرف أين يقضي الملياردير العراقي أوقات فراغه، بعد أن أعاد ما يقارب من خمسة بالمئة من المليارين ونصف مليار دولار التي لفلفها في وضح النهار، ولأن الدولة مهتمة بتساؤلات الناس فقد طمأنتنا بأن الوضع تحت السيطرة.

ليس من دواعي المقارنة أن نقول لو أنّ هذه سرقة هيثم الجبوري جرت في بلد آخر، لما بقي مسؤول في منصبه.. فما جرى هو فضيحة سياسية، ففي بلدان العالم المتحضرة، سنجد الإعلام يسخر من المسؤول الذي يحاول أن يتهرب من دفع الضريبة وكم مرة قرأنا كيف تسنى للإعلام في دول العالم، أن يتسلى بأسرار كبار رجال الدولة، لأنهم وقعوا في أخطاء بسيطة.

ما أدهشني وأحزنني في قضية سرقة القرن ومليارات هيثم الجبوري، أنّ القانون الذي يفترض أنه وضع من أجل الجميع، وعلى كل فرد واجب تنفيذه، يلاحق موظفين صغار، ويترك الحيتان يسرحون ويمرحون، ويتربعون على أنفاس الناس.

فيلم "سرقة القرن" لم ينته بعد لأنه أظهر لنا أن أنصار دولة الفشل والمحسوبية أكثر مما نتوقع، وظهر أيضا أن أساطير السادة المسؤولين عن أنفسهم تجاوزت الحد المعقول، وأن مفهوم السيطرة على البلاد والعباد، سيكون بديلاً لمشروع الإصلاح وتقديم الخدمات، وأن حل مشاكل العراق يكمن في اعتقال صحفيين لانهم يوجهون انتقاد لسياسي كبير او مسؤول بارز، والمهم أن البعض يريد لنا أن نعيش عصر المال السائب، لأنهم يعتقدون أنّ التغيير الذي حصل عام 2003، قام من أجل ان يتمتع هيثم الجبوري بمليارات العراق .

***

علي حسين

أتعجب من إرادة البذرة الصغيرة الساكنة الجافة وما تختزنه من حلم التحول إلى شجرة وبستان، وهي ميتة ويمكنها أن تؤكل أو تسحق، لكنها ما أن تأوي إلى التراب وتسقيها السماء، حتى تتمخض عن نبتتة ذات تسامق وإنطلاق للعلاء.

وكلما تساءلت عن البذور الكامنة في أعماق المخلوقات وآليات إنباتها، أقف متحيرا أمام صيرورات كونية عُظمى كامنة في كينوناتٍ صُغرى.

فما أكثر البذور الحائرة في أعماقنا، وما أجهلنا وعجزنا وعدم قدرتنا على توفير الظروف الموائمة لإنباتها وإنبثاق ما فيها من العطاءات والتطلعات الحيوية.

وعندما أعود للإسلام وكيف أنه تمكن من إطلاق ما في الأعماق العربية بقدحة فكرة وتحفيز إرادة، وتعليم مهارة الإنبات والرعاية والإستثمار في طاقات الدنيا الذاتية والموضوعية، وكيف تمكن من جني أثمار الأشجار المتسامقة في أعماق البشر، أجدني أدرك أن الإنسان يمكنه أن يكون حجرا أو شهابا ثاقبا يخترق الحواجز والمصدات ويصل إلى مبتغاه الذي يحدده ما فيه.

وما نسميه بثورة الإسلام في عصر النبوة وما حولها، إنما يعني هذا التحول الإنمائي التفاعلي المثمر الذي أنتجته مكتشفات وآليات الإنبات والرعاية، وتوفير الظروف اللازمة لإنطلاق أشجار الوجود الإنساني الوارفة الطيبة، ومشاركتها في صناعة المروج النضيرة الباهية.

لقد أطلق الإسلام الشوق الفياض في الأعماق نحو وجود إنساني جديد، يضع البشرية في وعاءٍ عولمي ذي إتساع وقدرات إستيعاب وإمتزاج، فالإسلام هو الذي أوجد فكرة العولمة، لأنه جاء للعالمين، ووضع البشرية على بساط المساواة ولا فرق بينهم إلا بالتقوى، ولا يمكن لأحد أن يجزم بذلك إلا خالقهم العظيم، الواحد الأحد العزيز الحكيم.

فما فينا من الأشواق التخلقية تحدد هوية وجودنا وعنوان كينونتنا، وما دمنا تناسينا بأن الإنتصار يتحقق بطاقة المحتوى وليس بقدرات الهوى، فأننا وفرنا للعجز فرصا ومنحناه مهارات لتأكيد دوره وسلطته وقدرته على إبادتنا وتدمير كياننا وتفريق شأننا.

فكيف تحوّل المسلم من سهم ناشب وهدير صاخب، ونجم ثاقب، إلى وجودٍ شاحب، وتناحر دائب، ولقمة بفم وحش ساغب؟!

المسلم الذي أغفل بذور أعماقه، وإشترى الضلالة بالهدى، فترعرعت في دنياه بذور الأشواك والحنظل، وتنامت أشجار الكراهية والبغضاء، فنسي جوهر دينه وجمان قرآنه، فانحنى وتآكل، وإدّعى فتقاتل، وأوّل فتجاهل، وتغافل فتحامل، وخنع فتضاءل، وأذعن لغير الله فتخاذل، وصار إلهه هواه فتهازل، وبالفرقة والشحناء تواصل.

"يا أيها الإنسان ما غرّك بربك الكريم"؟!

ألا تساءل؟!!

***

د. صادق السامرائي

حقوق الإنسان، ونشر الديمقراطية عبارات تفتخر بها الولايات المتحدة الأمريكية ويرددها المسؤولون كل صباح ومساء، وهي أعجوبتهم التي يظهرونها كلما ضاق صدرهم ببعض الأنظمة. فهم يدافعون عن أوكرانيا ضد الغزو الروسي، ويتباكون على حقوق الإنسان في مصر، ويلوحون بتهديد الخليج في كل شاردة وواردة، فالديمقراطية هي مشروعهم الذي أراد السيد أوباما أن يرسخ من خلاله حكم أحزاب الإسلام السياسي في العراق. ولعل ما فعلته إدارة أوباما بالعراق ومصر وليبيا وسوريا أثبت بالدليل أن هذه الإدارة أرادت أن نبقى شعوباً تتربع على قمة الحرب الطائفية بامتياز، وأصرت على السماح لأحزاب الإسلام السياسي بالتحكم برقابنا .

للأسف مهما حاول البعض أن يخفف من وطأة ما يحدث في فلسطين، ومهما حاول أصحاب النظريات المتوازنة أن يؤكدوا بأن السيد بايدن مشغول البال بالمسألة الإنسانية في غزة.. ينسون أن بايدن نفسه كان يروج لمشروع تقسيم العراق إلى ثلاث دويلات. وكانت السيناريوهات التي وضعها باراك أوباما آنذاك وهو يطلق الرصاصة الأخيرة على العراق، بعد أن قرر تسليم مفاتيح هذه البلاد إلى حزب الدعوة حصراً عام 2013 ، حيث سعى الرئيس الامريكي آنذاك وإدارته إلى وضع العراق على مضمار الاحتراب الطائفي، لا نزال نتذكر هيلاري كلنتون وزيرة الخارجية الأمريكية وهي تحاول أن تطمئن رجل الأخوان القوي في مصر آنذاك "خيرت الشاطر" من أن الحكم لن يخرج من عباءة أحزاب الإسلام السياسي، وهكذا أرادت أمريكا أن تظل البلدان العربية مكبلة بأحزاب تعشق الماضي وتكره المستقبل، ولعل في ما نشر من رسائل هيلاري كلنتون ومراسلاتها ما يثبت تورط إدارة أوباما بفتح الباب أمام الأحزاب الطائفية.. لقد اعتقد البعض واهماً أن "إدارة بايدن ستنتصر للشعوب العربية، لكنه رفع في إسرائيل شعار "أنا صهيوني قبل أن أكون أمريكياً".

أمن إسرائيل واستقرارها. هذا هو شغل الإدارة الأمريكية منذ عشرات السنين، لقد صنع الغرب إسرائيل ليكفر عن ذنبه في مطاردة اليهود، لكنه أراد من الشعب الفلسطيني أن يسدد الدين بدلا منه، صنع الغرب إسرائيل على طريقة أفلام الكاوبوي الهوليودية. تدمير القرى، نسف البيوت، طرد السكان، اغتيال الأشخاص، تاريخ من الرعب. توجه بايدن بخطاب أعلن فيه "إن دعم الولايات المتحدة لإسرائيل ثابت كالصخر".

تغيب شعارات حقوق الإنسان ومطولات الديمقراطية والحرية. ويصبح القانون الوحيد: ما تصل إليه القاذفات الإسرائيلية فهو حق لك. حديقة حيوانات بلا قواعد حتى، الموت فيها مجاني، وكذلك الشعارات. تفشل أمريكا في اختبار إنساني ولا تعلن فشلها. تنهار مدونات الحرية ويموت أطفال فلسطين، بينما صورة بايدن زائغ النظرات تحتل الشاشات وهو يعلن أن إسرائيل "مسكينة".

***

علي حسين

السبب الحقيقي لانسحاب السوداني من الصورة الجماعية لمؤتمر القاهرة لم يكن سبباً مبدئيا، والحكومة العراقية لم تعلن الانسحاب رسميا من مؤتمر السيسي! متى تلجأ بغداد للقرار الوحيد الذي يؤذي بايدن انتخابياً وقد يضطره للضغط على قتلة الأطفال الفلسطينيين؟

قلت يوم أمس في المنشور الذي أشدت فيه بكلمة السوداني في المؤتمر وانسحابه من الصورة التذكارية مع المشاركين في المؤتمر فقد ظننتُ أن السبب يتعلق بالأمور المبدئية وإنه ربما يكون انسحب احتجاجا على كلمات الوفود الغربية، قلتُ "كان من الأفضل أن يرفض العراق حضور هذه القمة التلفيقية الإعلامية أصلاً ويصدر بياناً يوضح به موقفه المناهض للعدوان الصهيوني الإجرامي"! لا سيما وأن هذا الموقف الجريء كان قد اتخذ من قبل الحكومتين الجزائرية والتونسية.

إن انسحاب الوفد العراقي من المؤتمر لم يتأكد بشكل رسمي حتى الآن، وإنه هدد فقط بالانسحاب إذا حضر ممثل عن دولة الكيان الصهيوني. أما عدم مشاركته في الصورة الجماعية فقط تبين أنه جاء احتجاجا على ترتيب الوقوف حيث طلب منه المنضمون المصريون أن يقف خلف أمير قطر كما ذكرت وكالة شفق للأنباء. وعلى هذا فالانسحاب لا يعني شيئا ولا يستحق الإشادة قطعا.

كما نقلت الأخبار قيام مجموعات مسلحة بإطلاق عدة صواريخ وطائرات مسيرة صغيرة على القواعد الأميركية أو التي تضم عسكريين أميركيين في العراق وهذا ضحك على الذقون لن يؤدي إلى شيء. أما الإجراء الحقيقي المؤذي لبايدن وحكومته وطموحاته الانتخابية فهو المطالبة الفورية بخروج القوات الأميركية والحليفة لها من العراق بموجب قرار مجلس النواب العراقي بتاريخ 5 كانون الثاني يناير 2020، ومطالبة السفارة الأميركية بإخلاء مبناها من القوات الخاصة والأسلحة الثقيلة فيها فورا وحتى الانتقال إلى مبنى آخر لا يزيد على حجم السفارة العراقية في واشنطن عملا بمبدأ التعامل بالمثل!

هذه الإجراءات على محدوديتها وتواضعها هي الرد المعقول على الهمجية والوحشية الصهيونية الأميركية في فلسطين وإلا سيلعن التأريخ كل من كان بمقدوره القيام بها ولكن رفض وتردد جبنا وحرصا على بقائه في الحكم كذيل تابع وقمئ!

فلنتذكر أن كولومبيا ليست دولة عربية ولا إسلامية ولكن رئيسها غوستافو بيترو هدد بتعليق العلاقات مع الكيان الصهيوني رفضا كما قال للإبادة الجماعية في فلسطين.

***

علاء اللامي

...........................

* خبر انسحاب السوادني من الصورة الجماعية: السوداني ينسحب محتجا من التقاط صورة مؤتمر القاهرة بسبب "ترتيب وقوفه"

https://shafaq.com/ar/%D8%B3%DB%8C%D8%A7%D8%B3%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%8A%D9%86%D8%B3%D8%AD%D8%A8-%D9%85%D8%AD%D8%AA%D8%AC%D8%A7-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%82%D8%A7%D8%B7-%D8%B5%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D9%85-%D8%AA%D9%85%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D9%87%D8%B1%D8%A9-%D8%A8%D8%B3%D8%A8%D8%A8-%D8%AA%D8%B1%D8%AA%D9%8A%D8%A8-%D9%88%D9%82%D9%88%D9%81%D9%87

من أشد المفاراقات تأثيراً بالنسبة لضحايا مجزرة غزة أن أهل هذه المدينة الاستثنائية التي تضم في الغالب مخيمات اللاجئين الفلسطينين منذ نكبة فلسطين عام ثمانية واربعين (أكثر من 90% من سكانها) ممن يمتلكوا إلى جانب بطاقات التموين التي تصدرها الأنوروا، هويّاتٍ فلسطينية.. فإن وجودهم متجذر في المكان.

غير أن الإسرائيليين بوجودهم الطارئ هم من حملة الجنسيات المزدوجة الذين لا ينتمون إلى غزة أو فلسطين برمتها، فها هم يبحثون في أتون حرب القطاع عن ملاذاتهم خارج المكان الذي تحوّل إلى حطام ومقبرة لأهل غزة، بفعل القصف الإسرائيلي الجنوني القائم على الانتقام بعد هزيمة الاحتلال في عملية طوفان الأقصى.

فهم غرباء، لا بل ويشكلون جزءاً من نكبة فلسطين كونهم يمثلون الاحتلال في أبغض صوره فيما لا يؤمنوا بقضية من شأنها لو وجدت؛ أن تحرضهم على الثبات في الأرض المحروقة؛ إلا أنهم ما أن وُضِعُوا على محك الأزمة حتى وجدوا ملاذاتهم الآمنة في بلدانهم الأصلية.

جاء ذلك خلافاً للفلسطينيين الذين يدافعون عن أرضهم المحتلة وظلوا متمسكين بها في تحدٍ أسطوري لكل الضغوطات التي ما زالت تمارس عليهم للهروب القسري إلى سيناء.. وشعارهم الثبات ف"المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين".

وهذا بحد ذاته يفسر أمرين لهما علاقة بأولئك القابضين على جمر النكبة ممن دمرت بيوتهم على رؤوسهم فلم يجدوا في غزة إلى ملاذهم الوحيد.

وكان بوسع عدسات الرصد اكتشاف ما ذهبنا إلى وصفه في عيون أطفال غزة المفزوعين والمسكونة بملامح الإرادة الكامنة لجيل فلسطيني قادم ستناط به مهمة التحرير.

وكما يبدو فإن جيش الاحتلال يعي خطورة أطفال غزة الذين باتوا يشكلون بالنسبة للكيان الإسرائيلي الخطر المستقبلي الداهم، لذلك تم استهدافهم الممنهج بقسوة، في مسعًى للقضاء على جيل كامل من الأزاهير القابضة على جمر الاحتلال، فمنهم من قضى وترك غصة الألم والفراق في نفوس والديه، ومنهم من جلس على الركام يبكي الأبوين والإخوة الذين قضى عليهم القصف، ولكلٍ قصةٌ دامية وذكرى لا تموت بالتقادم في حرب وجودية لا تبقي ولا تذر.

فقد وثقت عدسات المدونين عبر الفضاء الرقمي، مشاهد من الصبر الاستثنائي لأطفال لم تفلح مشاهد الموت والرعب في كسرهم أو التقليل من صمودهم وهم يرسمون الوجع الفلسطينيين في سردية فلسطينية شرعوا في كتابة سطورها الأولى لمرحلة جديدة من المقاومة.

فها هي ابنة أحد الشهداء تتحدث وهي تمرر يديها على خصلات شعرها قائلة: "يظنون أنهم كسبوا شيئا بقتل أبي، لقد طلب الشهادة ونالها.. وأقول لهم نحن أقوى منكم".

إنها عبارة مزلزلة ستحدث وقعها في العقل الإسرائيلي الممنهج على الأساطير التوراتية حينما يكتشف بأن الواقع سيكون مريراً على المخابيل في قادم الأيام.

وفي مشهد آخر يواسي طفل غزي والده المصاب، رافعاً لمعنوياته مردداً: "ما تخافش يا بابا…أنا بخير خليك قوي".

وفي مشهد آخر يتعلق طفل بجثامين أشقائه الذين قتلهم القصف، ويتجرع دمعه وألمه معرباً عن طلب وحيد:

"أريد فقط أن أقبلهم"، لتنتهي بذلك قصة بيت كان يضج بالحياة، فتتحول غزة المنكوبة إلى حاضنتهم التي لا بديل لها.

ثم تأتي حكاية الطفل الذي كان يودع شقيقه المسجى أمامه ليقرأ عليه الشهادتين أو ذلك الذي قال لشقيقة برجاء: "أريد شعرة من رأسه كيلا أنساه" فيردد الشباب من حوله:

"شد حالك يا بطل كي تقاتل العدو الإسرائيلي الذي جنى عليكم".

هؤلاء هم أصحاب الأرض المنتهكةويمثلون الضحية.. ومن هنا أيضاً يأتي وقود المقاومة الذي لا ينضب في معركة المصير والوجود.

في الجهة المقابلة كان الإسرائيليون يهربوا من الأرض المحروقة في غزة إلى بلدانهم الأصلية وقد تبخرت "إسرائيل" من رؤوسهم شكلاً ومضمونا"، كما حدث مع الأسيرتين اللتين أطلقت حماس سراحهما مؤخراً بوساطة قطرية، من منطلق إنساني محض، بذريعة أن حماس قد تتفاوض مع دول العالم ممن لديهم أسرى من ذوي الجنسيات المزدوجة، مقابل الإفراج عن المعونات التي تكدست شاحناتها خلف معبر رفح! فيما أجلت الحديث عن الأسرى من العسكريين الذين يمثلون جوهر عملية طوفان الأقصى؛ لأنها جاءت رداً على ما يلي:

أولاً:-ممارسات الاحتلال الدموية بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية وانتهاكات رعاع المستوطنين الذين عاثوا فساداً في الأقصى تحت حماية جيش الاحتلال وبتحريض من حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة التي تقود حرب الإبادة ضد غزة.

ثانياً:- المطالبة بتبادل الأسرى وتصفير السجون الإسرائيلية من الأسرى الفلسطينيين التي اكتظت بهم، وقد تحولت اليوم إلى ما يشبه سجن أبو غريب الأمريكي في العراق.. على أن يتم ذلك بعد توقف القصف الإسرائيلي الهمجي على غزة وإنهاء الحرب، حيث تتمركز حولهم أية مفاوضات رسمية مقبلة مع الاحتلال بوساطات دولية وعلى الأرجح تكون تحت المظلة القطرية.

ففي سياق المفاوضات الجارية بشأن الأسرى المدنيين، قال المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري إن "الحوار القطري بشأن إطلاق سراح الرهائن سيستمر مع - ما يسمى- إسرائيل وحماس، ونأمل أن تؤدي هذه الجهود إلى الإفراج عن كل الرهائن المدنيين من كل الجنسيات، بهدف تخفيف حدة الأزمة الحالية واستعادة السلام".

مقابل ذلك نجحت الجهود المصرية القطرية نسبياً في إدخال شاحنات المساعدات الإنسانية التي بدأت بعبور معبر رفح الحدودي بشمال سيناء والدخول إلى قطاع غزة، وعددها -فقط- عشرون شاحنة تشمل أغذية وأدوية رغم أنه لا يتناسب مع حجم الكارثة.

من جهتها أكدت حركة حماس أنها تعمل مع "جميع الوسطاء" من أجل "إغلاق ملف (الأسرى) المدنيين في حال توفرت الظروف الأمنية المناسبة"، لكنها لم تعلن عن تفاصيل مطالبها.

بقي أن نعلم بأنه قُتل 4137 شخصًا في قطاع غزة منذ بدء الهجوم، معظمهم مدنيون، وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة التابعة لحركة حماس صدرت الجمعة.

أما في الجانب الإسرائيلي، فقد قُتل أكثر من 1400 شخص معظمهم مدنيون قضوا طعناً أو حرقاً أو بالرصاص في اليوم الأول لهجوم حماس ضمن طوفان الأقصى، حسب السلطات الإسرائيلية.

وادّعى الجيش الإسرائيلي كدأبه ودون تقديم الدليل في أن 1500 من مقاتلي حماس قتلوا في الهجوم المضاد لاستعادة السيطرة على المناطق التي دخل اليها عناصر حماس.

ولو كان هذا الادعاء صحيحاً لعرض الإسرائيليون صور لأكوام من جثث الضحايا ما يثبت بأن الأمر لا يخرج عن نطاق الدعاية الإسرائيلية بغية رفع الروح المعنوية لجيش الاحتلال المهزوز.

لأن الخبراء العسكريين يقدرون بأن مقاتلي حماس في العمق الإسرائيلي تحولوا إلى خلايا نائمة سيكون من شأنها مشاغلة جيش الاحتلال من الخلف أثناء الهجوم الإسرائيلي البري الموعود على غزة، والذي تنتظره المقاومة بفارغ الصبر؛ لمواجهته من خلال حرب الشوارع والأنفاق.

ويبدو أن الهجوم البري بات أمراً محتوماً ومطلباً غربياً بقيادة أمريكية، تجلى ذلك بعد فشل قمة بايدن الرباعية في الأردن وإعطاء الضوء الأخضر لنتنياهو من قبل بايدن لتنفيذ الهجوم الموعود، أعقب ذلك فشل مؤتمر "مصر للسلام" الأخير؛ حيث غادرت قطر والجزائر المؤتمر الذي بدا منقوصاً وغير فاعل. فالعرب لم يتعلموا بعد من دروس "طوفان الأقصى" في أن المفاوضات بدون قوة مساندة لن يكتب لها النجاح.

لذلك بنت المقاومة مشروع المقاومة القائم على القوة والإرادة التي لا تلين، وقد أورثت هذه الطاقة لأطفال غزة متجلية في نظراتهم المسكونة بروح المقاومة.

وهذا بحد ذاته ما يرعب الإسرائيليين الذين حاولوا إسكاتها بالحديد والنار فخابت مساعيهم وقد أصيبوا من جراء ذلك برهاب المستقبل المجهول.

***

بقلم بكر السباتين

22 أكتوبر 2023

مؤتمر القاهرة "للسلام".. تثبيت للحالة الأخلاقية الواطئة للعالم والخطرة على الضعفاء فيه.

- اسم المؤتمر يذكرني بمقولة الأبنودي الخالدة: "ملعون أبوها الحمامة أمّ غصن زتون.. معمولة لَجل الضحايا یصدگوا الجلاد"

- كندا، قبرص، اليابان، اليونان وفرنسا وألمانيا وبريطانيا (موقفهم حقير بشكل خاص، وكأننا نستمع الى ممثل اسرائيل في المؤتمر) كلها تحدثت عن "إرهاب حماس" و"حق اسرائيل بالدفاع عن نفسها"..

- لم يتطرق أحد الى "إرهاب اسرائيل" و"حق الفلسطينيين بالمقاومة والدفاع عن انفسهم".. وإن كانت كلمة السوداني قد اقتربت من ذلك. وبالتالي فأن انصار اسرائيل قد نصروها، بينما اكتفى عموم انصار فلسطين (إن صح التعبير) بموقف اقرب الى منظمات المجتمع المدني الهزيلة.

- افضل كلمة في المؤتمر للسوداني، وهي مفاجئة بالنسبة لشخص كان قبل اسابيع يعبر عن خجله من اختطاف الجاسوسة الاسرائيلية في بغداد، دون ان يقلقه كيف دخلتها وماذا تفعل فيها.

- المواقف الفعلية للسوداني التي تصب في دفع العراق الى الحضن الامريكي الاسريلي وتكبيله بقيوده، هي الأهم والأدل على حقيقته إلا اذا حصل تغير فيها. وسوف نرى ان كان هناك اي تحول في سياسته المدمرة في الايام القادمة، ام ان كلمته كانت من أجل "شحن شعبية" سوف تستغل لتمرير موقف اشد انبطاحا، أم أنها بسبب الضغوط عليه، وربما قلقا على شعبيته من المنافسة، يعود لمبادرات مقتدى الصدر.

- موقف البرازيل تافه، ومستغرب ومخيب للآمال من برازيل "لولا"

- عباس: "عدوانا غاشما من آلة الحرب الاسرائيلية" و"منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني". (قواتك شاركت في قمع الفلسطينيين بالتنسيق مع "الة الحرب الاسرائيلية" وبنفس طرقها ضد المحتجين في الضفة. القول بأنكم الممثل الوحيد ليس إلا لأنكم خسرتم الانتخابات لأن الشعب الفلسطيني لا يريد ان يحكمه عملاء عدوه).

- لم يقم أحد بإدانة أو حتى بالأسف على موقف اميركا وفرنسا وبريطانيا واليابان بمنع قرار وقف اطلاق النار الروسي في مجلس الأمن. المجاملات اهم من مصير وحياة الفلسطينيين لدى الحاضرين.

- عبارات مثيرة للاهتمام في المؤتمر:

بريطانيا: نحن جميعا نتفق على إرهاب حماس. حماس كانت دائما ضد السلام (كذب فاضح ونفاق مقزز- اسرائيل نقضت اتفاق سلام سابق مع حماس قبل سنين طويلة).

السيسي (وليس مصر!): ان لا يكون الحل "على حسابنا" (يعني اذا اعطوه تعويض عن "حسابه" مو مشكلة في التهجير).

المانيا: "في هذه الغرفة لا نتحدث بلغة الإرهاب" (إنكم لا تتحدثون إلا بلغة الإرهاب ودفاعا عن الإرهاب، ولا تدينون إلا الجزء المقاوم من الفلسطينيين!).

المانيا: "السلام يعني هزيمة حماس" (لكي نفهم ما تعنيه المانيا بـ "السلام").

***

صائب خليل

تكشفت الحقائق عن المجرمين الكبار في العالم، وهو يدعمون القاتل من دون اي حياء! فها هو الرئيس الامريكي لا يكف عن التعبير عن مدى سفالته! وهو بهذا العمر الكبير، ويدعم بقوة عصابة تل ابيب، ويفتح خزينة البيت الأبيض للصهاينة، ويسألهم عن احتياجاتهم للصواريخ : "اي كمية ترغبون بها ستكون جاهزة"، لضرب الشعب الفلسطيني، ويساعدهم في أعمال القتل والجريمة، ويشاركه الدور العفن رئيس الوزراء البريطاني وهو ياتي ويقدم الدعم اللامحدود للمجرمين الصهاينة، ويشد من ازرهم ويدعوهم للإكثار من القتل بحق اهل غزة، وتبعتهم حكومات اوربية وامريكية تساند الصهاينة، مع انهم يطلقون على انفسهم العالم المتمدن الراقي صاحب القيم الانسانية، لكن مع فلسطين ينكشف الوهم الغربي، ويتضح انهم مجرد حكومات مجرمة قذرة. الايام مستمرة محملة بالصواريخ لتسقط على رؤوس اهل غزة، والحكومات العربية بعضها صامت، وبعضها قلق ويستنكر.

هلع دول التطبيع

في الفترة الاخيرة بدات الدول العربية تتفاخر بإعلان التطبيع مع الصهاينة، واخرها كانت البحرين والامارات، لكن الأحداث الاخيرة لم تكن بالحسبان، حيث اعادت تأجيج مشاعر الجماهير ضد الصهاينة، وتوحيد الامة مع الحق الفلسطيني، واشاعة عدم الرضا على الصلح والتطبيع مع الكيان الصهيوني المجرم، مما اوقعها في حيرة من امرها، بين ما تخطط له وبين ما يريد الشعب، وهذا حال أهل مصر والمغرب والأردن والبحرين والسعودية والإمارات، انها ما تزال تعيش الصدمة، ولا تعرف ما تفعل لتسكت شعوبها، التي تطالب بمواقف مع الحق الفلسطيني المغتصب.

حرب غزة احدثت عاصفة في مكاتب حكومات دولة التطبيع، لذلك هي تحاول ان تمسك العصا من الوسط، وتدعو للتهدئة، والى ايقاف الحرب، والى السماح بمساعدات للمدنيين، كي تسكت شعوبها وتظهر بمظهر الدولة المهتمة بالحدث من جانب إنساني، وهذا جل ما استطاعت ان تفعله.

صمت او حالة خرس

دول اخرى لجئت للصمت المطبق او لنقل حالة الخرس كي لا تسجل عليها مواقف، مثل بعض دول إفريقيا وآسيا، التي تعتقد السلامة في الصمت، ويكفيها مشاكلها، مع ان ما يحصل لأهل غزة ممكن أن يحدث لهم لاحقا، والكلام والبيانات ممكن ان يكون نوع من المساندة السياسية المعنوية، والتي تعودنا على خرسها، كي تضمن سلامتها.

وهذا موقف جبان جدا، ان الحياد في هكذا احداث ومحن هو تصرف يمنع الانحياز للباطل، ولكنه للأسف الشديد (خذلان) الحق! اني احدثكم عن ابشع اشكال النفاق.

دول العهر الداعمة للصهاينة

كالعادة تصدر مشهد العهر السياسي قادة امريكا وبريطانيا وتبعهم الاسبان والالمان وباقي أوروبا، الا روسيا حيث شددت على أهمية إيقاف الحرب وحماية المدنيين، لكن باقي أوروبا مع القتل الصهيوني المبرمج! هل تتخيل معي ان الحضارة الاوربية انتجت هكذا قيم متوحشة تدعم الظالم وتصفق له، وعجيب امر الحكومات الأوروبية التي صدعت رؤوسنا بحقوق الإنسان وحقوق الطفل والنساء، وها هي تدعم قتل الأطفال في غزة وتعتبر قتلهم مبرر ومن حق عصابة تل ابيب قتل الأطفال! لا تتفاجئ هذه حقيقة الحضارة الاوربية.

لقد صدم العالم وهو يشاهد تصرفات وتصريحات الرئيس الامريكي بايدن، الدعم المطلق للصهاينة، والسعي لمنحهم المال والسلاح بل والدخل العسكري اذا تطلب الامر، وتم ارسال حاملة طائرات لتمثل تهديد حقيقي لمحور المقاومة لمنعه من المشاركة في الحرب.

وكان الموقف البريطاني والكندي والاسترالي، موقف همجي نازي وقومي،  ويهرول وراء راعي البقر الامريكي بايدن.

 اخيرا:

ننتظر أن تصحوا الضمائر العربية والغربية، وتحشد موقف كبير لحماية أهل غزة من العصابات الاجرامية الصهيونية، وأن يتم إيقاف الحرب فورا من دون شروط، وان يتم مساعدة من بقي حيا من أهل غزة الصامدة بوجه قوى الظلام العالمي، وان تفتح حدود غزة للمساعدات العاجلة، بعد أن دمر جيش الشيطان كل شيء.

***

الكاتب: اسعد عبدالله عبدعلي

يشهد المستقبل عادة أحداثا تكون على الأغلب مريبة، لاسيما حين يكون الحاضر مريبا هو الآخر، إذ لطالما تمخض الجبل فولد فأرا، ولطالما أتت الرياح بما لاتشتهي السفن، وقد قيل سابقا:

تطلك تريد تجيب حبله الليالي

جابت خبر ماجان يخطر ببالي

العراق على موعد مع انتخابات في مستقبله، وسواء أتشريعية كانت أم مبكرة! قريبة أم بعيدة! فهي في الحالين يشوبها لغط مافتئ الجميع عن تداوله في أحاديثهم، منهم المتفائل ومنهم المتوجس ريبة في إجرائها، ولايخفى أن نسبة المتفائلين متدنية عن الأخيرين، حيث يلوح شبح (سانت ليغو) بهيئته المرعبة، و(سانت ليغو) معروف بسوء الصيت والسلبية والعواقب الوخيمة على البلاد.

وقد شد المرشحون عزمهم بما أوتوا من قوة وبأس شديد، بالترويج عن مفاتنهم ومحاسنهم وبطولاتهم الموعودة، في حين يتوجب عليهم إدراك حقيقة، هي أصلا غير غائبة عن ذوي الألباب والأسوياء من الناس، تلك هي أن جمال الشكل وبهرج المظهر، لا يدخل ضمن شروط المتقدم للانتخابات، واتخاذه وسيلة للترويج والإعلان يعد ضحكا على ذقون الناخبين وخدعة لاتغتفر، وسيعيها الناخب إن عاجلا أم آجلا، وسيكون رده قاسيا بعد أن يُجبر على الدفاع عن حقوقه بأية وسيلة كانت.

لذا على المرشح المتسابق توخي مؤهلات أخرى غير ظاهرة، يلمسها الناخب بعد حين في يوميات حياته وتفاصيلها، وسيكون هذا بعد فوز من سيصطبغ إصبعه من أجله بنفسجا، تلك المؤهلات هي التي تشكل مقومات فوزه بالنتيجة النهائية. وقطعا لن يكون هذا بسهولة الإعلان والترويج والدعاية فحسب، إذ هو يتطلب -أول مايتطلب- الشفافية فيما يرد في الإعلان من تعريف وتوصيف، وأهم من هذا، المصداقية في الوعود والوفاء بها، وكذلك تنفيذ العهود وعدم نقضها.

في مستقبل عراقنا، ستتنوع أمام أعيننا وعلى مسامعنا أشكال الترويج وأنغام التدليل على الشخوص المرشحين، ويشمل البهرج الفتان هذا أعمال المرشح وأفعاله، الماضية منها والموعودة مستقبلا، فيما لو حقق أكبر أصوات تؤيده وتفضله على غيره من المرشحين. وهو أمر هين في زمننا هذا، إذ أن وسائل الإعلان والترويج اليوم باتت بمتناول يد المرشح، بكل أفانينها الصحفية والإذاعية والتلفزيونية إلكترونيا، وهذا مايروج سوقه، ويبيض صفحته وإن كانت سوداء -وهي عادة كذلك- ويزيد من مساحة ناخبيه عددا ورقما لصالحه.

أذكر طرفة لها مغزى أظنه قريبا كل القرب لما أروم الوصول إليه، إذ يحكى ان الأسمر قال للأبيض -في محاولة للانتقاص من جاذبية ذوي البشرة البيضاء-:

- كل الشعراء والمغنين يتغنون بالأسمر، ويتغزلون بمحاسنه، ويتشببون بخفة دمه، ويستعذبون ظرفه وحلاوته، أما الأبيض فلا أحد يذكر من محاسنه شيئا.

فرد عليه الأبيض:

- ذلك لأن الأبيض لايحتاج دعاية!

هي طرفة قد يتخذ منها ذوو البشرة السمراء مؤهلا، لاعتلاء منصة التفضيل على أقرانهم البيض، مقابل هذا يستند اليها الأبيض لتبرير اعتلاء الأول تلك المنصة، في حين أن أولوية التفضيل له حسب ظنه. وفي كلا الحالتين فالإثنان موهومان في تصورهما، إذ ان الأفضلية لاتقاس وفق مقياس ضيق، كالكارزما والبذلة الفاخرة والمحبس والمسبحة و(الجكسارة)، فهناك من هو أفضل بمقومات ومؤهلات أخرى، لاتمت الى المظهر والمنظر بصلة، بل يؤخذ الجوهر والمخبر بعين الاعتبار، وعليهما يعول وضع المرء في ميزان الأفضلية، وقد قيل في هذا:

عليك بالنفس فاستكمل فضائلها

فأنت بالنفس لا بالجسم إنسان

***

علي علي

قيمة الأقلام تتناسب طرديا مع قيمة الأوطان، فإذا كان الوطن مُستعبدا، فأقلامه مهما توهمت فهي عند قاع الحضيض، فما يمت للوطن بصلة هو مرآته!!

ربما ستستغربون من هذا الإستنتاج الذي تعبر عنه وسائل الإعلام والتواصل المستدام.

أنظروا قيمة أي وطن وأقلامه وإعلامه، ستدركون أن الكبير كبير بوطنه!!

عندما كتب زميلي بإسم مستعار لا يدل على وطنه، كان ما يكتبه ينتشر في المواقع وتتداوله وسائل التواصل، وتتجاوز القراءات عشرات ومئات الآلاف للمنشور، وما أن كتب بالإسم الدال على الوطن حتى تضاءلت المقروئية إلى بضعة مئات أو عشرات.

فما يرتبط بالوطن لا يتجاوز الميادين التي يُطرح فيها، ولا يفوز بتفاعلات تُذكر، وأقلامنا لا تنال إستحسان المواطنين، بينما ما يكتبه وينطقه أبناء أوطان أخرى يحوز متابعات مليونية أو ألفية.

وفي واقعنا ما يُكتب لايٌفرأ، وما يُصرّح به لا يُسمع، لأن الوعي الجمعي يأبى التبعية والخنوع، والإرتهان بالهذيان.

فالخانعون لا يُقرَأون!!

الطبع البشري يقرأ إبداع القوة والتحدي والإصرار، والتعبير عن العزة والإقتدار، ولهذا تتوطننا النصوص الغنية بالكينونة المِقدامة والمكابرة وتأكيد الذات العالية!!

وعندنا لا يوجد قلم قادر على الخروج من شرنقة ذاته وموضوعه، والتسرب إلى الدول الأخرى والإستحواذ على قرّائها، بينما نتسابق نحو إبداع الآخرين بأنواعهم.

ولو أجريتَ مسحا لمبيعات الكتب في شارع المتنبي، لوجدتَ الكتب العربية والأجنبية أكثر رواجا من كتب أهل البلد، ولا يمكن تفسيرها بغير أن أحوال البلاد تمثلها أقلامه، ولا يوجد في الدنيا مَن يَقرأ إبداعا معتقا في أوعية فقدان السيادة والكرامة والهيبة.

فهل من قدرة على التفنيد؟!!

***

د. صادق السامرائي

قبل الحديث عن تداعيات طوفان الأقصى في الضفة الغربية وسجون الاحتلال التي تتعرض لانتهاكات هستيرية، لا بد من تشغيل الساعة الرملية على الإيقاع الفلسطيني في زمن لا يعود إلى لوراء.

وقد أُفْرِغَ جزؤها العلوي من حبيبات الرمل بعد امتلاء السفليِّ منها بتفاصيل السردية الإسرائيلية الزائفة؛ وشروعها في احتساب وقت الهزيمة منذ نكبة فلسطين عام ثمانية وأربعين، وشهادتها على هزائمنا عبر مسيرة 75 عاماً خلت وعلى إيقاع الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين؛ ليأتي زمن المقاومة الذي صَفَّرَ هذه الساعة إيذاناً ببدء زمن المقاومة كخيار فلسطيني استراتيجي.

حدث هذا التغيير في السابع من أكتوبر الجاري إبّان عملية طوفان الأقصى المجيدة؛ ليعاد قلب الساعة الرملية من جديد حتى تعيد احتساب الوقت على إيقاع المقاومة والتحرير.

وللتذكير فإن الأقدار لا تتجاوب إلا مع صاحب الحق المبين، والإرادة الأقوى، والحقوق المشروعة، والتضحية التي تُبْذَلُ فيها الأرواحُ والدماءُ السخية المعبقة بالمسك.

فكانت المقاومة بحنكتها هي الخيار الاستراتيجي بعد فشل خيار أوسلو الموءود في مهده؛ لتحدثَ التغيير بهمة عالية واقتدار.

وها هو العدو الإسرائيلي بعد فشله الأمني وإصابته برهاب المستقبل يحاول قلب الساعة الرملية على هواه بممارساته الجنونية وهو فاقد السيطرة.. فيقصف غزة بلا هوادة، ويهدم بيوتها على رؤوس أبنائها، ويعتدي على السجناء الفلسطينيين بروح انتقامية.

ويحاول الاحتلال اختصار الوقت من خلال الاستعجال في تهويد الضفة الغربية والأقصى، وذلك بمصادرة الأراضي واقتحام المخيمات على نحو ما جرى في مخيم نور شمس بطول كرم، ومن ثم التلويح باقتحام يائس لغزة بدعم أمريكي؛ لكن الخيبة ستكون حصادهم إذْ أنّ المقاومة تنتظر تنفيذ المرحلة الثانية من طوفان الأقصى القائمة على المواجهة المباشرة وصد العدوان المرتقب من خلال حرب الشوارع والأنفاق.

ورحم الله الشهداء الذين أحدثوا بدمائهم الزكية فرقاً في معركة الرأي العام الذي بدأ يتحول لصالح الفلسطينيين خلافاً للحكومات الغربية، التي غرست كيان الفصل العنصري الإسرائيلي في قلب الوطن العربي لخدمة مصالحها. إذْ هبت تلك الدول ذات التاريخ الاستعماري القذر لنجدة الاحتلال الإسرائيلي، وعلى رأسها بريطانيا صاحبة وعد بلفور، وأمريكا التي أرسلت بوارجها البحرية وحاملة الطائرات جيريلارد فورد بغية قيادة الحرب الشعواء على غزة القابضة على الجمر.

حدثت هذه التداعيات بعدما عزم الفلسطينيون على التحرر من نير الاحتلال الغاشم من خلال صناعة أقدارهم بايديهم.. وتشغيل الساعة الرملية على إيقاع المقاومة المتنامية التي صنعت قدراتها بنفسها.

دعونا نركز الحديث هنا وفي إطار وحدة الساحات على جرائم الاحتلال في الضفة الغربية المحتلة، وقد استنسخوا تجربة الأمريكيين في سجن أبو غريب إبّان الاحتلال الأمريكي للعراق.

ولنبدأ بتسريع الاحتلال لوتيرة التهويد بدءاً بمصادرة الأراضي وسحب مسؤولية السلطة الفلسطينية عن الآثار الفلسطينية المنهوبة، من خلال المشروع التهويدي الذي صادقت عليه حكومة بنيامين نتنياهو، للسيطرة على المواقع الأثرية بالضفة، حيث رصدت لذلك ميزانية أولية بقيمة 34 مليون دولار توطئة لتثبيت الرواية الإسرائيلية المزورة.

ثم محاولة كسر شكيمة المقاومة في الأقصى الذي يتهدده المستوطنون لتهويده، إلى جانب مدن الضفة الغربية مثل جنين ومخيمها ونابلس والخليل وطول كرم ومخيمها نور شمس.

ومقابل الطغيان الإسرائيلي كانت المقاومة تواجه الاحتلال من باب الحماية للفلسطينيين العزل، بروح معنوية عالية تليق بطوفان الأقصى من حيث الصمود، ومشاغلة جيش الاحتلال بالحديد والنار، ونصب الكمائن في مواجهات مفتوحة، وبالتالي تحمل أعباء فاتورة الدم الباهظة.

فقد اقتحمت قوات من الجيش الإسرائيلي مخيم نور شمس بطول كرم فجر الخميس الماضي، ودارت اشتباكات عنيفة بين عدد من المسلحين والقوات الإسرائيلية التي استخدمت جرافة كبيرة، وأحدثت دماراً في البنية التحتية بالمخيم.. نجم عن ذلك استشهاد 12 فلسطينياً من خلال استهداف بعضهم بطائرة مسيرة إسرائيلية، في حين قتل جندي إسرائيلي من وحدة المستعربين وأصيب آخرون في الاشتباكات.. دون تدخل أجهزة الأمن الفلسطيني التي تنسق أمنياً مع اجهزة المخابرات الإسرائيلية: أمان والموساد وشاباك.

ولا يفوتنا الحديث في سياق ذلك، عن التنكيل الإسرائيلي بالأسرى الفلسطينيين بعد طوفان الأقصى، والتعامل معهم بروح انتقامية.. تذكرنا بسجن أبو غريب الأمريكي في العراق.

ووفق ما قاله نادي الأسير الفلسطيني الأربعاء فإن إدارة سجون الاحتلال فرضت عزل إضافي على الأسرى منذ يوم السبت الماضي، "كجزء من سلسلة إجراءات انتقامية" بحقهم في إطار "جريمة العقاب الجماعي".

وقامت بإغلاق الأقسام في جميع السجون وسحب محطات التلفاز المتاحة للأسرى.. وزيادة أجهزة التشويش إلى جانب وقف زيارات عائلات الأسرى.

ناهيك عن إلغاء الزيارات التي كانت مقررة هذا الأسبوع.. أيضاً قطع الكهرباء والماء عن أقسام الأسرى بين فترة وأخرى.. وسحب المواد الغذائية في أقسام الأسرى.. وحرمانهم من الخروج إلى ساحة السجن.. والأنكى من كل ذلك، حرمان الأسرى المرضى من نقلهم إلى العيادات.

ثم التمييز بين الأسرى على الهوية الحزبية وإطلاق تهديدات مباشرة لأسرى حركة المقاومة الإسلامية "حماس" والجهاد الإسلامي.. والقيام بعمليات اقتحام لقوات القمع الإسرائيلية لسجون دامون والنقب وعوفر ومجدو.. والقيام بعزل بعض النشطاء من الأسرى ونقلهم إلى زنازين انفرادية، من بينهم ممثلة الأسيرات مرح باكير.. بالإضافة إلى نقل جماعي لأسرى غزة من سجن النقب إلى سجن نفحة.

فالاحتلال الإسرائيل يحاول استعادة ثقته بنفسه من خلال انتهاك حقوق السجناء والتضييق عليهم، والاجتياح المتكرر المباغت لمدن الضفة الغربية واعتقال المئات من الفلسطينيين.. ومشاغلة المقاومة اللبنانية في الجبهة الشمالية، تهيئة لمقامرة اجتياح غزة العصية على الاحتلال.. والتي ما زالت تقدم ضريبة التحرير من دماء الفلسطينيين الحاضنين لمقاومتهم في زمن لا يعود إلى الوراء.. وساعة رملية بدأت رحلتها على إيقاع المقاومة.

***

بقلم بكر السباتين

21 أكتوبر 2023

رحم الله شهداء فلسطين الابرار.. الميامين الاحرار واسكنهم الله جنة الفردوس جنة الخلد مع الانبياء والصديقين والشهداء والصالحين.. اخوتنا الفلسطينيون هم جدار الصد هم حماة العرب ضد العدو السفاح المتعجرف المسعور هب ليشعل على العرب التنور في هستيرية في جنون.. فاقام محرقة الهولوكوست الحديثة والحديثة جدا بالياتها الحربية الغير معهودة  التي اعتمد نتانياهو شارون في مبادئها على معادات العرب الفلسطينيين المسلمين والمسحيين والعرب جميعهم وهو الحالم وزبانيته بتهويد الاردن واقامة امبراطورية صهيونية من النيل الى الفرات..  واقام بحرب ابادة جماعية حرب عرقية تطهيرية بطريقة انتقامية بشعة لا مثيل لها في التاريخ الحديث.. نتانياهو شارون ينتقم من الفلسطينيين والعرب انتقاما فضيعا لا مثيل له.. وكانهم هم من قاموا بمحرقة اليهود وقتل ست ملايين يهودي!.. نعم نتانياهو ينتقم من العرب والفلسطينيين الابرياء ايا كان دينهم من محرقة اليهود في المانيا المحرقة التي قام النازيون بها فتعاونت كل من ألمانيا النازية وحلفائها والمتعاونون معهم على قتل اثنين من بين كل ثلاثة يهود أوربيين وذلك باستخدام ظروف قتل مميتة، ومعاملة وحشية، وإطلاق النار الجماعي والغاز القاتل وبالأخص مراكز القتل المصصمة لذلك. وهذا ما تفعله اسرائيل ونتانياهو شارون اليوم مع الفلسطينيين الابرياء العزل من قتل وتشريد وتجويع وحرق وضربهم بالفسفور الابيض في مراكز التجمع مثلما فعل النازيون مع اليهود.. ان نتانياهو شارون ينفذ الهولوكست حرفيا واكثر بل طور وتفنن وامعن في كيفية القتل والتعذيب النفسي والمادي والمعنوي حد الاسراف بانتقام فضيع وتشفي هستيري غير مسبوق ومفضوح مطبقا الهولوكست على الفلسطينين.. ان الهولوكست لمن لا يعرفها هي  عبارة عن الاضطهاد المنهجي الممنهج الذي ترعاه الدولة الالمانية بغرض قتل حوالي ستة مليون يهودي من قبل النظام النازي والمتعاونين معه. كان الهولوكوست عملية متطورة والتي حدثت في أرجاء أوروبا بين عام 1933 وحتى 1945

نعم نفذها الصهاينة بتاييد من الدول الغربية واماريكا وابريطانيا والمتطبعين العرب في اخوتنا الفلسطينيين العرب الاحرار،.. الابرياء انه الانتقام الابليسي الوحشي بلا هوادة ولا رحمة.. مات شارون وقام شارون في صورة نتانياهو وزبانيته اماريكا وابريطانيا والغرب وكل مؤيديه والمتطبعون معه.. الصهاينة المجرمون سافكوا الدماء نفذوا حرب العراق والبوسنة والهرسك ومذبحة صبرا وشاتيلا والدواعش في سوريا كل هذه الحروب دفعة واحدة في غزة كل هذه الجرائم نفذت في ظرف زمني قياسي بضعة ايام في غزة الابية غزة عاصمة الاحرار عاصمة الشهامة والاباء ارادوها ان تكون سبية محروقة ومحطمة.. ركام حطام .. اطفالها شبابها وشيوخها ونساءها اشلاء متناثرة.. واجساد محروقة متفحمة.. واصحاب العقال الانذال لم نسمع لهم لاسؤالا ولا جوابا ولا قرارا الا قرار التطبيع ووراء الصهاينة و الاسرايليين و امريكا يلهثون.. هم االخونة المؤيدون لاسرائيل وبني صهيون في افعالها الاجرامية التي فاقت وحشية التتار وهولاكو.. بسم الله الرحمان الرحيم "تبت يدا ابي لهب وتب ما اغنى عنه ماله وما كسب" صدق الله العظيم. هذا السفاح المسعور.. الضبع المجروح طفق يصرخ ويحرق ويدور فاقد العقل والصواب والرحمة و الرشاد.. قتلة الانبياء والمرسلين من اين سيكون لهم الرافة والرحمة والحنين هم المفسدون في الارض.. الاشرار المهلكون الحرث والنسل.. ويقولون هم ابناء الديار!.. الديار ديار العرب الفلسطينيين من يوم خلق الله الارض وما عليها.. ما ضاع حق وراءه طالب.. ان ينصركم الله يا اخوتنا الفلسطينيون فلا غالب لكم.. أقول لاصحاب العقال الخونة المتطبعون ولاردوغان سافك دماء الاكراد وما البوارج الحربية الامريكية والبريطانية الا تهديدا ووعيدا لكم ولكل العرب.. تمترسوا بكراسيكم لكن ضعفكم وخذلانكم لقضية الامة العربية سيكون سبب سقوطكم من كراسيكم الواهية.. ايها العرب انتم تعرفون ان نتايناهو شارون ظالم مسرف في وحشيته وظلمه.. اكثر من جانكيز خان  وهولاكو وبوش الظالم المتجبر.. نسي ان فوق كل ظالم جبار عنيد.. جبار قاهر قوي هو الله. قال الله تعالى في سورة الانعام الاية عدد 18 (وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ) صدق الله العظيم. نسال الله الواحد القهار ان يغل ايديهم في أعناقهم وان يدك اليات حربهم ويغشي بصيرتهم وبصرهم وان يطمس على اعينهم.. ونسال الله النصر المبين لاخوتنا الفلسطينيين حيثما كانوا في فلسطين.. اخوتنا الفلسطينيون هم جدار الصد هم حماة العرب.

***

الكاتبة فوزية بن حورية

المكالمة الهاتفية التي تلقاها الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون من نظيره الإيطالي اثارت جدلا لدى الراي العام المحلي، وبالأخص اهتمام النخبة المثقفة والطبقة السياسية في الجزائر، حسب ما ورد من رئاسة الجمهورية الجزائرية دون ذكر المزيد من التفاصيل، حيث تركت المكالمة الهاتفية تساؤلات الرأي العام الجزائري، وهو ما أشار إليه المحلل سعيد بودينار ضابط سامي متقاعد، من أجل الإجابة على سؤال كيف لإيطاليا التي أبدت تعاطفها مع الكيان الصهيوني مثل باقي دول الاتحاد الأوروبي أن تتجرأ وتتصل بالجزائر في وقت لازالت المجازر ضد إخواننا في فلسطين تتزايد وتحصد أرواح المئات من الأبرياء؟ هو السؤال الذي طرحه المحلل سعيد بودينار، وقال أنه من المرجح أن مكالمة الرئيس الإيطالي تمت بإيعاز رؤساء عدة دول أوروبية فكرت أن تستثمر في العلاقات الطيبة بين البلدين للتقرب من الجزائر، وهنا يتساءل سعيد بودينار عن المغزى من المكالمة، معبرا عن وجهة نظره لما يحدث في الساحة، وفق تطورات الأحداث.

  فإيقاف الحرب في فلسطين والاعتداءات الهمجية على الأبرياء حسبه تبقى المحور الرئيسي للمكالمة، لاسيما والأوربيون يرون أن الجزائر هي الدولة الوحيدة التي تلقى صدى طيب وإيجابي من لدن جميع الفلسطينيين، إلى حد أنهم ألقوا بالقضية في أحضانها رغم بعد المسافة وتواجد عدة دول عربية وإسلامية على حدودها أو بمقربة منها وهي في حد ذاتها حالة فريدة من نوعها، ويستنتج المحلل أن هدف أوروبا إنقاذ كيان بني صهيون وإيقاف الحرب وجرّ جميع الأطراف الى الحوار مع إعطائها نكهة تفوّق الكيان الصهيوني لأن المفاوضات ستكون عسيرة ومذلة نظرا لخطورة وحجم الوثائق المتحصل عليها وأهمية مناصب بعض الأسرى، فأوروبا كما يضيف ترى أن الجزائر البلد الوحيد الذي يجد آذانا صاغية من الجانب الفلسطيني وتقبل على الأقل الالتزام بالسرية وإبقاء فحوى المفاوضات داخل القاعة، السؤال الذي طرحه سعيد بودينار هو معرفة من هو الطرف الأهم في المعادلة؟ وما هو رأيه؟، يجيب سعيد بودينار بالقول أن أمريكا هي الطرف الأهم في هذا التكتيك .

 وقد سارعت بإرسال بوارجها الحربية إلى المنطقة مما يدل أنها تدفع منذ البداية للتصعيد والاجتياح البرّي أمام رفض حكومة نتانياهو المتأكدة لحد الآن من الفشل الذريع عكس حكومة بايدن التي ترى أنها مستفيدة في كلتا الحالتين، ففي حالة نجاح الهجوم البري تكون ضربة قاضية الفلسطينيين وجميع دول المنطقة وبهذه الضربة تطوي ملف الشرق الأوسط نهائيا، أما إذا فشل الهجوم فتتخلص من الوجوه القديمة للكيان وتفتح صفحة أخرى مع وجوه جديدة تتقبل المشروع الأمريكي بأكثر مرونة وبعدها تتفرغ بلد العم سام التنين الصيني، بالنسبة للجزائر يطرح المحلل عدة تساؤلات لمعرفة احتمال اصطدام المساعي الجزائرية بالرفض الأمريكي ومعرفة تداعياته؟، إلا أنه نوّه بجهود الدولة الجزائرية في لم شمل الشعب الفلسطيني من خلال جمع جميع الفصائل الفلسطينية حول طاولة واحدة، ما استخلصه سعيد بودينار هو أن الأيام القادمة وحدها تكشف الحقائق الخفية في ظل احتمال ردود أفعال سلبية من طرف بعض الدول مثل مصر والسعودية التي تشعر بتقويض دورها الإقليمي أو الإمارات التي لا تتردد في اتخاذ موقف عدائي من الجزائر.

***

 قراءة علجية عيش

ليس حقداً ولا حسداً بل منهج علمي في مواجهة "سوالف مقهى"!

كنت قد نشرت بعض مسودات المعجم الذي أعمل عليه منذ فترة في سلسلة من المقالات على مواقع الصحف التي أنشر فيها تجاوز عددها عشر مقالات، وقد رد السيد قيس مغشغش السعدي على ما كتبت بمقالة نشرها على واحد من تلك المواقع ركز فيها على الآتي:

1- حكمَ السيد السعدي بأنني كتبت ما كتب دون أن أقرأ مقدمة معجمه وكأنه كان يجلس بجانبي حين كتبتُ ما كتبت، حيث قال: " كنت أتمنى لو أنه قرأ تقديم الكتاب وغالبا ما لا تقرأ المقدمات مع أنها في مثل هذه الأعمال مهمة لأنها توضح الأبعاد والطريقة المعتمدة وحدود الكتاب". وأعتقد أن الرجل تعجل الحكم، فمقدمة معجمي هذا توضح انه على خطأ، وأنني فككت المقدمة التي كتبها هو تفكيكا نقديا مفصلا رغم صعوبة ذلك بسبب ركاكة لغته العربية التي كتب بها، والتي تقارب أحيانا لغة المقهى الشعبية العامية. وقد ضربت عليها العديد من الأمثلة وتركتها كما هي بأخطائها اللغوية والأسلوبية الفادحة. وقد امتدت محاولتي النقدية في مقدمة المعجم الذي أوشك على الانتهاء منه على أكثر من مائة وعشرين صفحة تقريبا، نشرت بعض مسوداتها في المقالات الأولى من سلسلة المقالات المذكورة.

2- يتهمني السيد السعدي بأنني كتبت ما كتبت مدفوعا بالحقد والحسد فيكتب: "القراءة الصحيحة حين تكون بعيون ناقدة، أما إن كانت بعيون حاسدة أو حاقدة، فستؤثر على الرؤية بكل تأكيد)، ثم يضرب مثالا على ما كتبت بالتخريج الذي أكدته لكلمة "مسودن"، فيقول (وبعض المساعي لحرف ما هو قيم في التخريج نراه يقع ضمن ذلك ومنه أن المفردة العامية (امسودن) لا يمكن أن تكون مثلما عرض اللامي، بل هي قطعا من فعل (شدن) المندائي والذي يرد بالمعنى نفسه (جن) ومنه (امشُدن) بمعنى (امسودن)، حتى أن المرحوم جلال الحنفي توقف عندها ولم يبت بل قال: (أحسبها) من الإصابة بالسويداء". ولن أرد على هذا الاتهام ففي النزول إلى هذا المستوى من التفكير المهموم بالحسد والحقد إساءة لعقلي وعقل القارئ! ولكني سأكتفي بأن أعيد ما كتبته بخصوص كلمة "مسودن للتذكير بالفرق بين التخريج العلمي الرصين و"سوالف المقاهي" الساذجة: " إمسوُدَن = (شدن) يُجن في المندائية. ويعترض المؤلف على تخريج للشيخ جلال الحنفي الذي قال فيه أن كلمة مسودن أي مجنون ربما جاءت من الإصابة بالسوداء ويصفه بأنه تخريج بعيد! والحقيقة أن السوداء لا تعني هنا عكس البيضاء، بل تعني في اللغة العربية "مرض نفساني يؤدي إلى فساد الفكر في حزن هي متلازمة اكتئابية محددة تتمثل بحالة مزاجية سوداوية ودرجة من الحزن العميق والأسى وفقدان الأمل أي المنخوليا الاكتئابية" والكلمة في العامية أقرب إلى السودة أو السوداء بهذا المعنى منها إلى "شدن/ إمشدَّن "المندائية" كما يقول المنطق والتحليل اللغوي مع أن الكلمة قد تكون مشتركة بين الجزيريات "الساميات" مع إبدال السين العربية إلى شين، أو العكس". ويلاحظ القارئ هنا إننا أشرت إشارة خاطفة لتخريج الحنفي ولم أتوقف عنده بل توسعت في التخريج المقارب لما قاله وأتيت بمعلومات من مصادر أخرى ثم أن الحنفي وغيره لا يمثل الحقيقة المطلقة، وليس مقدسا ومعصوما في مجال البحث وقد خطأته وخطأتُ غيره في عدة تخاريج.

3- يعلق السعدي على بعض التخاريج التي رددت بها على تخاريجه لكلمات مثل "جلاق" و "ذاب جرش" بالقول: "ودليلنا في أن هذه المفردات ليست عربية هو عدم استخدامها في غير العراق". وهذا تفسير سطحي سبق وأن رددنا عليه وقلنا؛ إذا كان المقياس هو عدم وجود كلمة عراقية ما في لهجات عربية غير عراقية فيمكن القول بأن عشرات الآلاف من الكلمات العراقية موجودة في اللهجات العربية، وهذه الكلمات غير الموجودة تمثل الاستثناءات القليلة، وهذا الواقع يؤكد عروبة اللهجة العراقية أصلا ومسارا تأريخيا. وثانيا، فإن لم ننكر وجود الرواسب اللغوية من اللغات الرافدانية العراقية القديمة وهذه بطبيعتها غير موجودة غالباً في اللهجات العربية خارج العراق، ربما مع بعض الاستثناءات الآرامية والكنعانية ذات الأصل الأكدي. وبخصوص كلمة "ذاب جرش" فاعتراضنا كان على جهل السعدي بمعناها الحقيقي كمصطلح خاص من البيئة العشائرية العربية العراقية، فهي لا تعني التجذر في العشيرة كما قلنا بل تعني عكسها تماما أي، لجوء شخص يهرب من عشيرته لسبب ما ويلتجئ إلى عشيرة أخرى ويعيش في حمايتها على سبيل "الدخالة". ووعموما فالجهل بالشيء ليس حجة كما يقال، وكان حريا السعدي أن يشكر من كشف له جهله بهذه المعلومة وبيَّنَ له معناها الصحيح.

4- يخصص السعدي نصف مقالته تقريبا لتبرير أخطائه الفادحة وفقر بضاعته اللغوية غير العلمية، فيقتبس العديد من الفقرات من مقدمة معجمه لتأكيد أنه كان يقترح تلك التخاريج ولا يجزم ببعضها، وإنه سبق: "على أنني أستميح القارئ الكريم عن أي خطأ أو ربما تخريج غير دقيق. فربما اجتهدت في مرجعية بعض الألفاظ بحكم عدم معرفة أساس ومرجعية لذلك اللفظ فذهبت الى الأقرب. فإن تبين لهم غير ذلك، فإن من مهام الباحث التحفيز في البحث الذي ربما لا يتم البت في بعض جوانبه ولا يتفق فيها على مرجع. وحيث أن من يؤلف يرتجي الشكر والثناء على الجهد الذي قام به، فإن حسب من يـُقدم على الأعمال القاموسية والمرجعية أن ينجو من الخطأ ويتجنب النقد ويقبل بالرضا، وهذا حسبنا". والواقع فإن هذه اللهجة الاعتذارية تكون مقبولة من شخص يتحمل مسؤولية أخطائه ويعترف بها بشجاعة لا أن يصر عليها ويتهم من يكشفها له ويوثقها بدقة بأنه حاقد حاسد! ثم إن الأمر لا يتعلق بمجموعة صغيرة من التخريجات الخاطئة بل إن أكثر من تسعين بالمائة من تلك التخريجات خاطئة وإن المنهجية التي اختطها المؤلف كانت عشوائية ولا حظ لها من العلمية وقد دللنا على ذلك تفصيلا! ولا أدري على ماذا أحسد السيد السعدي يا حسرة وقد عانيت الأمرين من قراءة وتفكيك أخطائه التي لا تليق بباحث رصين والتي قاربت السخرية من عقل القارئ بافتعالها وشعرت بالخجل من قلة أمانتها وانعدام نزاهتها البحثية؟!

إنني أوشك هذه الأيام على إتمام تأليف معجمي الجوابي رداً على معجم السيد السعدي، وقد بلغ عدد فقراته تسعمائة وست عشرة فقرة، تحتوي على مئات التخاريج الموثقة توثيقاً علمياً وتأليفياً دقيقاً، وسيصدر المعجم الذي يحمل اسم "معجم اللهجة العراقية: الجذور العربية الفصحى والرواسب الرافدانية" خلال الأشهر القادمة بحر العام الجاري أو بداية العام القادم، وسأترك الحكم على ما ورد فيه للمتخصصين المعجميين واللغويين وعامة القراء العراقيين والعرب والناطقين بالعربية، وآمل أن يحظى باهتمام السيد السعدي فيخصص له مقالة أخرى أكثر شمولا وهدوءاً.

***

علاء اللامي

............................

* رابط مقالة السيد السعدي: المفردات العراقية بين العربية والمندائية

https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=800967

جماهير الأمة إرادتها متظافرة، والكراسي القابضة على مصيرها إرادتها متنافرة ومتصارعة، فكل كرسي يسعى لتدمير الآخر وتمرير إرادة كفيله.

الشعب العربي يتظاهر متكاتفا مع الشعب الفلسطيني في غزة، والكراسي يقال أنها تعمل بصمت وتريد أن توقف مجزرة القرن وتمنع تفريغ القطاع من البشر.

لكن الخطة المؤيَّدة من القوى الكبرى أعطت الضوء الأخضر لتنفيذها، والعمل يجري على إنجازها في الوقت المناسب وبأقسى وأفظع الأساليب، لأن التوصيف الذي ظهر يعني إستحقاقا أكثر من الموت.

ترى هل ستنفع أصوات الحناجر أمام أصوات الإنفجارات؟

أثبتت الأحداث في دول الأمة أن التظاهرات لا فائدة كبيرة ترتجى منها مهما كانت صادقة وأصيلة، لأنها يمكن إخمادها بأساليب متنوعة، وقتل الآلاف بدم بارد، وإلقاء اللوم على طرف ثالث أو مجهول.

المظاهرات في هذا الوقت لسان حال الأمة وصوت ضميرها ومرآة جوهرها، غير أنها مقبوض عليها من قبل الكراسي فإرادتها هي العليا.

أما إرادة الجماهير فهي كاللهيب الذي يتم إخماده بآلة إطفاء الحرائق وكما تشتهي الكراسي؟

اليوم 13\10\2023 نزل أبناء الأمة في عدد من دولها إلى الشوارع والميادين،  لمنع الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني في غزة، وما أوقفت المظاهرات غارة واحدة،  ولا حركت ضمير الدول الكبرى، المصرة على حق هذه القوة أن تسحق وجود الفلسطينين وتمحقهم، والكراسي تمارس التعقل والهدوء وتمعن بالتفرج والترقب، حتى كراسي الضفة الغربية تبدو وكأن الأمر لا يعنيها، وأبناء الشعب يبادون كأنهم ليسوا بشرا.

المساندة الحقيقية أن تقف الكراسي وقفة رجل واحد، وتتحدى وتناصر بالفعل المقدام، لا أن تمعن بالخطابات، والكلام الخالي من الفعل الجاد الوثوب.

فالقوة لا تردعها غير القوة، والقوة لا تهمها التظاهرات والأصوات المنددة والمستنكرة، القوة تريد قوة تواجهها.

فلا يفل الحديد إلا الحديد!!

***

د. صادق السامرائي

يا موطن العربي من الأدنى إلى الأعلى.. ألم تعلم.. ألم تسمع بما حل في غزة والأقصى.. يا نشامة الأردن.. يا أحرار سوريا.. يا أهل العراق.. يا أسود الرافدين.. يا أهل الجزائر يا بلد المليون شهيد.. يا أهل ليبيا يا أحفاد المختار.. يا أهل المغرب يا أسود الأطلس.. يا رجال تونس الخضراء.. يا أهلنا في الخليج شعب النخوة والأصالة.. يا صقور مصر يا أبطال الكنانة.. يا شعب اليمن يا نبع الرجولة.

إلى كل الدول العربية لا أحد يجيب.. يا من نشدناكم يا أهل الإسلام والرحم والعروبة.. أفيقوا.. دموعي تشق الخد من شدة الأسى.. وعيني جفاها النوم والبال ما صفا.. وقلبي بنار القهر والظلم يكتوي.. فقد جاوز الأعداء في قهرنا المدى.. وأنظر حولي صار الحال مؤسفا لمن ضيعوا أمجادنا كلها سدى.. فأسأل نفسي وهي لا تجيبني متي يستفيق العرب من سكرهم متي؟.. ظللنا قرونا نملك الأرض كلها ونتمتلك الشرق العظيم وما حوى.. ودانت لنا طوعا وكرها ملوكها.. وصرنا نٌساق اليوم من أرذل الورى.

فمن لي بجيش مثل جيش أسامة أذيق به أعداءنا الذل والردى.. ومن لي بسيف مثل سيف ابن طالب.. ـدق به في الحال أدمغة العدا.. ولكن عزائي أن للبغي مدة وأن هلاك القوم في الذكر قد أتى.

أفيقوا بني الإسلام.. هبوا حمية لأرض إليها سيد الناس قد سرى.. أفيقوا يا عرب غزة تستباح.. هنا في غزة.. من كنت أحب.. يرقدون الان بالحفر.. الى متى سنبقى صابرين.. يا مسلمين أصنعوا ما شئتم فلن تعيدوا لي من أحب.. ذنبهم في رقابكم.. أدعوا الله أن ينزل المطر.. عله يغسل شيئا من عاركم..

أين أمتنا منك الأن يا ( محمد.. يا خير الأنام ) ؟ ندق على أعتاب شفاعتك فى الدنيا قبل الأخرة ونسألك دُعاءً يرفع كروباً غاصت بها أقدامنا... تهرول الأيام فوق أجسادنا وتسحق فى خطاها كرامتنا وقدرتنا على حماية حرمة الدماء المنهمرة... تُضرِم الأحقاد نيرانها الموقدة منذ قرون بشعوبنا العربية وتقذف "ديننا " الحنيف بألسنة اللهب الكافر وتعبث بوحدتنا الوطنية محاولة إحداث صدع ينزع الصليب المقدس من أحضان الهلال الوضاء.

أفيقوا يا عرب قبل أن يدركنا النسيان، ولنتحد لاطمين الأعداء أو على الأقل لا نمنحهم متعة إيلامنا وإيذاء مشاعر عروبتنا، ولنشهق فى وجوهم شهقة صلاح الدين الأيوبي فنعيد أمجاداً مضت وهاجرت، فنحن بحاجة للكثير كى يمكننا استدعاؤها وردها إلى أحضاننا الخاوية من دفء الوحدة ولم الشمل.. !

أفيقوا يا عرب الموضوع خطير وإبادة غزة مجرد بداية لمشروعهم الخبيث , إذا لم ننتصر في هذه المعركة سوف يأتي الدور على كل الدول العربية وستصبح إسرائيل هي اليد الأولى في الشرق الأوسط.

الأقصى يصرخ مستنجداً لإيقاف الاعتداءات المتكررة عليه ,,, مللنا الخطابات والمسيرات ونريد لحظة صدق من أمتنا العربية والاسلامية,من القادة والعلماء والشيوخ,,, نريد وقفة جادة وصارمة لنصرة الأقصى من الدنس.

أفيقوا يا عرب ولا تسمحوا لليهود ان يستبيحوا أقصانا ودعونا نتحرر من الجهل والضياع والاستعباد ,,دعونا نعود الى كتاب الله ليمنحنا القوة لمجابهة الأعداء ورفع الذل والهوان ,,فلن يخذلنا الله وهو من قال "إن تنصروا الله ينصركم".

لقد تشققت الحناجر من كثرة الكلام وحان الآن الحراك التام على الصعيد العربي وبالأخص الإسلامي حان الوقت لتدور الدائرة عليهم ولتضيق على أعناقهم حد التمزق، ولإنقاذ" غزة "من غيابات الجُب، حان وقت النصر.

أفيقوا وانهضوا يا عرب يا حكامًا مهزومين وشعوبًا مدجنةً يا أمة ضحكت من جهلها الأمم القدس عروسنا وزهرة مدائننا تستباح وغزة تحت النار تقصف بالمدافع وانتم لا تتحركون صامتون ونائمون كأهل الكهف سئمنا بياناتكم واجتماعاتكم وإدانا...

إن الثمن الذي تدفعه غزة لا يطيقه أحد والمعركة التي خاضتها خاضتها نيابة عن أمة كاملة اللهم بردا وسلاماً على غزة اللهم نستودعك أهلها في ودائعك ياالله، لاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم. وللحديث بقية.

***

د. محمود محمد علي

أستاذ ورئيس قسم الفلسفة بجامعة أسيوط

نحن نعرف والعالم أجمع يعرف أن الكيان الصهيوني هو صنيعة الامبريالية العالمية، والدول الأستعمارية وفي مقدمتها حينذاك بريطانيا.

وانطلاقا من وعد بلفور المشؤوم الذي اصدرته الحكومة البريطانية في دعم تأسيس وطن قومي لليهود على أرض فلسطين، حيث ارتكبت العصابات الصهيونية عشرات المجازر بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، وبحماية بريطانية ومن أبرز تلك العصابات الصهيونية، عصابة البالماخ، وعصابة الهاجاناه، وعصابة الأرجون، وهنا لا أريد التوسع في هذا الجانب (العصابات الصهيونية ومنشأها وجرائمها، وقياداتها، وما قامت به من جرائم) لأنه موضوع شائك، وبالأمكان أن يحصل القارئ الكريم على تلك المعلومات بسهولة من خلال الأنترنت، ولا حاجة الى البحث في المكتبات، وصعوبة الحصول على المصادر كما كان سابقا.

فالقضية الآن، وفي هذا الوقت العصيب بالذات هو ما يمر به شعبنا الأعزل في فلسطين وبالخصوص غزة، والحرب الظالمة عليها، وما تتعرض له من إبادة جماعية، ومجازر بربرية يندى لها جبين الأنسانية، وفي الوقت نفسه  يستصرخ أهلنا في غزة، شعبنا العربي وأمتنا الأسلامية، وكل أحرار العالم بمساعدتها ومد يد العون لها، لما يتعرضون له من قتل الأطفال والنساء والشيوخ والعجزة، واستخدام الصهاينة الأوغاد كل الأسلحة المحرمة دوليا في ضرب البني التحتية، فازدادت شدة عدوانيتهم في ضرب ما لا يجوز مسه في قوانين الحروب وقواعدها، من المستشفيات والمدارس ودور العبادة والمعالم التأريخية، ولكن نتيجة خوفهم ورعبهم، حاصوروا غزة، حيث أعلن وزير الدفاع الأسرائيلي يوآف غالانت، فأمر بفرض حصار شامل على قطاع غزة بقوله: (لا كهرباء، ولا طعام، ولا وقود) وتلفظ بكلمات بذيئة بحق الشعب الفلسطيني، ويُعتبر ما صرح به هو جريمة حرب .

فان ما يمر به اليوم أهلنا في غزة، هو أبشع جريمة بحق الأنسانية، وتجاوز كل الخطوط الحمر، وذلك باعطاء الرئيس الأمريكي بايدن والمنظومة الأوروبية الأستعمارية، الضوء الأخضر في مرأى ومسمع من العالم وبكل وقاحة، وبالمقابل مما تقوم به امريكا وقوى الشر العالمي من دعم للصهاينة جهارا نهارا، لم نرَ من الحكومات العربية و لا الأسلامية، اية ردّت فعل تردع بها هذا العدوان وجرائمه الوحشية، التي راح قادة الجريمة الصهاينة يتمادون في غيّهم الاجرامي .

مع العلم ان هذه الحرب التي يخوضها كل قوى الشر العالمي، وبكل شراستهم وعدوانيتهم ووحشيتهم وبكل إمكانياتهم التسليحية والتكنولوجية المتطورة والمتفوقة، وليشهد الله والتأريخ على ما أقول أن هذه الحرب يدور رحاها في غزة وبمقاومة ابطالها الشجعان في صد العدوان المتوحش الغاشم، انما هو دفاع مقدس عن الارض والعرض، وصمود المظلوم امام وحشية الظالم، وحرب الحق ضد الباطل، ودفاع عن الامة العربية والأسلامية، وانتصارها هو انتصار الأمة وانكسارها لا سامح الله هو انكسار الامة، وهي الحرب الفاصلة في الوجود اواللاوجود، فان لم نقف صفا واحدا، ومن منطلق الواجب القومي والديني والأنساني في مواجهة هذا الأجرام البربري وردعه باسرع وقت، وانقاذ اهلنا في غزة، إذ ان الوقت لا يحتمل اكثر من هذا، فلذا ينبغي علينا عدم التواني ومَضْيَعَت الوقت بالكلام الذي لا يسمن ولا يغني من جوع .

فالحرب على غزة هو حرب على الأمة بأجمعها، وانتصار المقاومة في غزة هو انتصار الأمة على أعدائها، وانتصار لقضيتنا الفلسطينية التي هي قضيتنا المركزية .. وهي معركة المصير . فالقوى الظالمة المتمثلة بمحور الشر الغربي (بريطانيا والمانية وفرنسا) وعلى رأسهم الشيطان الأكبر، قد فقدوا شعورهم بفقدانهم الكثير من مواقع هيمنتهم ومنافعهم، فراحوا يتخبطون بسياساتهم الهوجاء والحمقاء والرعناء، بسبب افلاسهم، بعد ان تفوقت الصين اقتصاديا وتجاريا وسياسيا وصناعيا، بالاضافة الى القوة الروسية العظمى التي استعادها الرئيس بوتين، بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، فاختلقوا

له حربا مع اوكراينيا، لرفضه وعدم انصياعه، وتصدّيه لمخططاتهم التأمرية هنا وهناك، وبالخصوص سوريا . وبعد فشلهم في الحرب الروسية الأوكراينية، وعدم تأثر روسيا في هذه الحرب، على الرغم من العقوبات التي فرضوها على روسيا، ودعمهم المطلق، ماديا ومعنويا، وبكل ما يعني الدعم اللوجستي للرئيس الاوكراييني، فكلها باءت بالفشل الذريع، والآن يقفون بكل وقاحة الى جانب حكام تل ابيب، للهروب من فشلهم، وتغطيته، فالتجِأوا الى ذريعة اخرى في دعمهم لهذا الكيان الغاصب المتهاوي الذي تلقى ضربة موجعة لم يتوقعوها من ثلة من المقاومين الأبطال الذين آمنوا بقضيتهم، وجاهدوا من اجل استرجاع ارضهم المغتصبة، وحقوقهم المسلوبة، نعم ان امريكا وقوى الشر العالمي، فان كانوا لا يدرون بالكيان الصهيوني المتهالك وذعره الشديد، وعدم قدرته على المواجهة، فهي مصيبة، وان كانوا يدرون فالمصيبة أعظم، ومع ذلك سارعوا الى انقاذه من الانهيار، لأن سقوطه يعني لهم، هو تحرر المنطقة كلها من هيمنتهم الاستعمارية .

فلذا يجب على الحكام العرب والحكومات الأسلامية الوقوف الجدّي والعملي، في ايقاف هذا العدوان الظالم على غزة والابادة الجماعية، وفك الحصار فورا، ومن ثم تقديم النتن ياهو ووزير دفاعه المجرم الى المحكمة الجنائية الدولية كمجرمي حرب وابادة جماعية، لينالا جزاءهما العادل ..

يقول المهاتما غاندي العظيم، والسياسي البارز والزعيم الروحي للهند في حركة استقلالها، فكان قائدا فذّا للساتياغراها وهي مقاومة الأستبداد من خلال العصيان المدني الشامل، واللاعنف، فيقول غاندي (اذا خُيّرتَ بين العنف و قبول الذل، فاختر العنف).

وكذلك يقول ميخائيل نعيمة أحد أدباء المهجر اللبنانيين البارزين " الحرب – لو يعلمون ـ لا تستعر نيرانها في اجواف المدافع، بل في قلوب الناس و أفكارهم ايضا " .

فعلى الشعوب العربية والأسلامية وكل القوى الخيرة في العالم ان تلطخ وجوه مجرمي الحرب ووجوه مَنْ يقف معهم بدماء اطفالنا وأمهاتنا وآبائنا وأخواتنا، فيا جماهير الحق ضد الباطل، ويا كل أحرار العالم أخرجوا الى الشوارع واطلقوا صرخاتكم بوجوه الظلمة لتكون صواعق حارقة تنطلق من حناجركم ومن عيونكم، فترعب الظلمة والمتجبرين، وأعدّوا لهم كل ما لا يتوقعوه، لتعطوهم درسا يتعلم منه كل جبار ظالم، وطاغية مستبد، فان الشعوب مهما طال أمد ظلمهم، فان للصبر حدود، وكلما ازداد الضغط فلابد من الانفجار المدوي، فيا ايتها الشعوب المظلومة، اقلبوا كل شئ في حياة الظلمة، اقلبوا ما هم عليه واقلبوا ما خلفهم ومن يمينهم ومن شمالهم ومن امامهم، ولا تعتدوا في غضبكم على طفل وامراة وشيخ عجوز ومريض، لأن قيم ومبادئ ثورة الحق ضد الباطل، لا وجود في قاموسها للروح الشريرة، ولا النزعة العدائية، فلا تفقدوا اعصابكم فتبتعدوا عن ثورة الحق ضد الباطل، وتصبحوا ظالمين من حيث لا تشعرون .

فتحية للمقاومين الابطال في فلسطين وغزة الصامدة وتحية لمحور المقاومة في مكان مكان، وبردا وسلاما على غزة، والخزي والعار للمجرمين القتلة ولكل من يقف معهم .

وتحية للجماهيرالثائرة في كل شوارع العالم، وهي ترفع صوتها عاليا منددة بالعدوان الصهيو- امريكي غربي، وتضامنا مع غزة .

***

الدكتور ابراهيم الخزعلي

19/10/2023

  

بعد قصف مستشفى المعمداني في حي الزيتون جنوب مدينة غزة وارتقاء 500 شهيد من المدنيين، ووفق حساب المتحدث باسم الإعلام الرقمي للجيش الإسرائيلي حنانيا نفتالي، تم الاعتراف بمسؤولية جيش الاحتلال الإسرائيلي عن الجريمة قائلاً:

"سلاح الجو الإسرائيلي يقصف قاعدة تابعة لحماس داخل مستشفى في غزة" ويقصد المستشفى المعمداني. وهي حقيقة دامغة لا ينطلي خلافها على الطفل الغرير في القماط..

إنه جيش الاحتلال نفسه الذي دمّر منذ السابع من أكتوبر الجاري ما يزيد عن ربع مباني غزة المأهولة بالسكان فوق رؤوس أصحابها، بأطنان من المتفجرات قد تكافئ لو قورنت بربع قنبلة نووية من الطراز الذي أسقط على هوريشيما في الحرب العالمية الثانية.

صحيح أن نتنياهو حاول لصق التهمة بالجهاد الإسلامي إلاّ أن الشواهد البصرية واعترافات الناجين من القصف، عبر الفضاء الرقمي، أكدت التهمة على جيش الاحتلال الذي كان قد أنذر إدارة المستشفى قبل قصفها.. إلى جانب ما قاله الخبراء المحايدون في هذا الشأن مثل شركة "تروي" التكنولوجية الدفاعية التركية التي قالت بأن صوت الانفجار وقوته، "تشير إلى أنها قد تكون ناتجة عن قنبلة إم كيه- 84 (MK-84) الأمريكية" وهي مواصفات تفتقر إليها صواريخ المقاومة.

وكان جو بايدن أمس الأول، قد أيّد رواية نتنياهو المزيفة موجهاً الاتهام إلى الجهاد الإسلامي أثناء زيارته لتل أبيب؛ لكنه تعرض لانتقادات عاصفة إزاء تصريحاته "المزيفة" من قبل بعض النواب الإمريكيين، كانت على رأسهم النائبة الديمقراطية من أصول فلسطينية رشيدة طليب، التي كَذَّبَتْ جو بايدن مؤكدة على أن تهمة القصف ثابتة على الإسرائيليين فتعرضت لضغوطات قد تؤدي إلى طردها من الكونغريس.

ويوم أمس الخميس أعاد جيش الاحتلال الإسرائيلي الكَرَّةَ من جديد بقصفه كنيسة الروم الأرثوذكس، وارتقاء عشرات الشهداء من جرّاء القصف الجنوني، إلى جانب مَنْ عَلِقوا تحت أنقاض قاعة الرعية في مبنى "وكلاء كنيسة القِديس برفيريوس" الأثرية، وجُلَّهُمْ كانوا من عائلات الرعية إلى جانب نازحين من شمال القطاع وجنوبه هرباً من غارات الاحتلال المتواصلة منذ أسبوعين.

ويدرك قادة الاحتلال الذين أعطوا الأمر لقصف هذا الملاذ الآمن بأنه يأوي داخل الكنيسة ومدرستها وسائر مرافقها قرابة 1000 شخص من الفلسطينيين.

وهذا يعني بأن النيّة الإسرائيلية كانت مبيّتة، وعن سابق إصرار وترصد؛ لإبادتهم عن بكرة أبيهم دون رحمة أو شفقة، تطبيقاً لسياسة التطهير العرقي التي يمارسها جيش الاحتلال بحق الفلسطينيين منذ 75 عاماً، وسعي هذا الذئب المتربص بجدّيّة لتحقيق ذلك، إمّا عن طريق القتل الجماعي الممنهج ومصادرة الأراضي والثروات كما هو جاري الآن، أو التهجير القسري كما حصل عام ثمانية وأربعين، والمزمع تنفيذه في غزة، من خلال ترحيل الفلسطينيين إلى سيناء بضغوطات أمريكية، ومن ثم تنفيذه في الضفة الغربية من خلال مؤامرة الوطن البديل في الإردن؛ إلّا أنها مساعي باءت بالفشل الذريع.

وينبغي العلم أن جيل النكبة الذي هُجِّرَ من أرضه آنذاك؛ يختلف عن جيل الأحفاد الراهن، حيث أن التجاوب الفلسطيني في غزة مع الترهيب الوحشي الإسرائيلي المدعوم أمريكياً، بوجود المقاومة المتفردة المعتمدة على نفسها، تَحَوَّلَ إلى الضدّ؛ لينعكسَ السحرُ على الساحر.. إذْ أن التهجير حصل على صعيد إسرائيلي من مستوطنات غلاف غزة حتى أفرغت نسبياً من المستوطنين.

هذا الجيل الفلسطيني الصامد، المتفوق بإرادته ووعيه وذكائه المشهود، أفشل مشروعيْ التهجير إلى سيناء والوطن البديل في الأردن على الرغم من أن فاتورة الدم النازف في غزة والضفة الغربية، باهظة الثمن، فالفلسطيني بات مدركاً بأن ضريبة التحرير لا بد وتكون مضاعفة بعد أن تُرِكَ وحيداً في مواجهة الخطوب.

فخيار المقاومة أنهى مهزلة أوسلو الموءودة، لا بل ترسّخ هذا الخيار عقائدياً في العقل الفلسطيني الذي برمجته التجارب المتعاقبة على الصمود الأسطوري، وبَذْل الروح رخيصةً في سبيل التَحَرُّرِ من نير الاحتلال الغاشم، ليرفرفَ العلمُ الفلسطينيُّ فوق رؤوس الجماهير المؤيدة للفلسطينيين في دول العالم وخاصة الغربيّ منها، خلافاً لمواقف حكوماتهم التي ساهمت في زرع الاحتلال الإسرائيلي في قلب الوطن العربي المغبون عام 1948.

ولعل من أهم مخرجات هذا الصمود، كان الالتفاف الجماهير حول المقاومة الموحدة في إطار غرفة عمليات مشتركة، وخاصة ما حققته كتائب القسام في عملية طوفان الأقصى الاستثنائية، من ضَرْبَةٍ موجعةٍ في العمق الإسرائيلي, ردّاً على الاعتداءات الإسرائيلية الهمجية على الفلسطينيين ومقدساتهم في عموم فلسطين المحتلة وسقوط الضحايا من جراء ذلك دون رادع.

وكان على جيش الاحتلال المهزوز والمصاب برهاب المقاومة، الاستنجاد بأمريكا من اجل استعادة معنوياته، ومن ثم قصف غزة بروح انتقامية توطئةً لهجوم شامل طال انتظاره، فيما ظلت المقاومة حماس تترقبه لتنفيذ المرحلة الثانية من طوفان الأقصى ومن ثم إنزال الهزيمة النكراء بجيش الاحتلال من خلال حرب الشوارع والأنفاق.

وقد حُذِّرَ الإسرائيليون من مغبة اقتحام غزة دون بيانات استخبارية واضحة.

ويبدو أن قادة الاحتلال أخذوا ذلك بالحسبان إلى جانب الانشغال بإعداد الجبهة الشمالية الملتهبة لمواجهة حزب الله في إطار وحدة الساحات؛ لذلك تأخرت العملية البرية رغم الإعلان عنها قبل ١٢ يوماً حتى أُخْضِعَتْ للتسويفات حيث أثبتت مدى الارتباك الذي أصاب جيش الاحتلال بجهوزيته المنقوصة.

إن صفة القتل تعتبر جزءاً من بنية العقل الصهيوني التي توارثها الإسرائيليون جيلاً بعد جيل، وهذا ليس نطقاً عن الهوى فالشواهد في غزة كثيرة.

الصحفي الإسرائيلي (جدعون ليفي) -هآريست- دخل إلى أعماق العقل الصهيوني معترفاً بأن هذا العقل محكوم إلى ثلاثة مبادئ:

- أسطورة أن "اليهود هم فقط شعب الله المختار" بينما شعوب العالم من الأغيار الذين وجدوا لخدمة كيان الاحتلال الإسرائيلي.

- أضف إلى ذلك "شعور اليهود بالاضطهاد" وفي أن ذنبهم مغفور من خلال الاختباء وارء شعار "العداء للسامية" وعلى هذا الساس تعامل معهم الغرب من خلال ازدواجية المعايير، فمنحوا من جراء ذلك الحق بالدفاع عن النفس فيما حُجِبَ ذلك عن الفلسطينيين.. أي أن الجاني حصل على رخصة القتل والتنكيل بالضحية دون رادع اخلاقي او قانوني.

لذلك اعتبرت الدول الغربية وعلى رأسها أمريكا بأن ما تقترف "إسرائيل" من جرائم في غزة هو دفاع عن النفس وأن روايتها المضللة مصدقة.

وتتذكرون في سياق ذلك كيف أن جو بايدن صدّق دعاية الإسرائيليين في أن حماس تقطع رؤوس الأطفال فتراجع عن ذلك مدعياً بأنه خُدِعَ من قِبَلِ ساسة "إسرائيل".

- وأخيراً أن الفلسطينيين "رعاع غير آدميين".. خلافاً للحقيقة التي لمسوها بايديهم في أن فلسطين قبل النكبة كانت درة المتوسط في التقدم والازدهار على كافة الصعد؛ لكن أكاذيب الصهيونية كما أشرنا آنفاً مدموغة بالصدق لمآرب تتعلق بضرورة الحفاظ على دولة "إسرائيل" التي زرعت في قلب الوطن العربي لحماية المصالح الغربية.

لذلك فالصهيونية التي اقيمت على الاساطير التوراتية جاءت لتزاوجَ بين الأوهام الدينية مع الطموحات القومية المفرغة من المقومات؛ ليجتمعَ على ذلك التيارُ الدينيُّ مع العلمانيةِ في بوتقةٍ غيرَ منسجمة، فتحملُ في جوهرِها أسبابَ نفوقِها.

ويتوافق ذلك مع ما قاله المفكر الإسرائيلي يعقوب شاريت -نجل رئيس الوزراء الإسرائيلي الثاني، موشيه شاريت- لصحيفة هآرتس:

لا بد من إعادة التفكير بـ"فكرة إسرائيل" في أنها وُلدت من رحم الكولونيالية، وبقي ملازمًا لها مثل ظلّها الذي يستحيل الافتراق عنه. وهذا هو ما تعيد إثباته يومًا، يومًا.

أما الكاتب الإسرائيلي جدعون ليفي فكتب في مقال بصحيفة "هآرتس" تحت عنوان "لا يمكن سجن مليوني إنسان دون دفع ثمن باهظ":

" أن الغطرسة الإسرائيلية تقف وراء اندلاع الحرب على جبهة غزة والكارثة الإنسانية التي يعيشها الفلسطينيون في القطاع".

وتابع، "الأسوأ ينتظرها من جديد. إن التهديدات بتدمير غزة ومحوها تثبت أمراً واحداً فقط، أننا لم نتعلم شيئا".

بقي أن نقول بأن القتل سمة متأصلة في العقل الإسرائيلي المؤدلج صهيونياً وليس اليهود الأرثوذوكس الرافضين لوجود "إسرائيل" مثل جماعة ناطوري كارتا أو الذين شاركوا -الأربعاء- في اقتحام مبنى الكونغرس الأمريكي للمطالبة بوقف عدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة وقد تبنوا شعار أن "إسرائيل" دولة تطهير عرقي فلا تمثلهم وأن أمريكا وطنهم.

***

بقلم: بكر السباتين

20 أكتوبر 2023

ما يريده الأقوياء يكون، وما يريده الضعفاء يهون، وذلك هو القانون!!

من عجائبنا إننا نبرر مصائبنا بإرادة الآخرين!!

الأمة أصبحت أكثر من عشرين دولة، إنها إرادة سايكس وبيكو.

العرب يتقاتلون مع بعضهم، إنها إرادة القوى الطامعة بهم!!

العرب في أرزأ الأحوال، إنها مخططات أعدائهم!!

وتردني اليوم على لسان مفكرين ونخب بأن الواقع العربي هكذا، لأن فلان الفلاني قرره منذ عقود، وما رسمه يجري تنفيذه!!

وهذه الآليات الإقترابية تتكرر وتمرر على الأجيال، ويقودها المفكرون والفلاسفة ورموز الأمة بأنواعهم.

ترى هل وجدتم فوق التراب قويا لا يأكل ضعيفا؟

هل وجدتم أسدا يرحم ظبيا؟

إن القوة قانون الحياة المطلق، هي العدل والإنصاف والحرية والديمقراطية والكرامة، وتقرر ما يكون عليه حال الضحايا الأبرياء الذين تحسبهم أرقاما.

أنظروا ما يحصل اليوم، ووفقا لما نرى فأن إرادتهم ستتأكد وإرادتنا ستنمحق.

إنه ديدن سلوكي أدمنت عليه الأمة، ولا تعرف الخروج منه، إنها محبوسة في صندوقه، وغير قادرة على رؤية العالم خارجه، وفي حفرتها الأليمة تتكالب عليها مخالب وأنياب المفترسين الأشداء، وما عندها غير الأنين والصراخ والحداد، والتضرع إلى الله الذي ربما سيكون مع الأقوياء!!

في ديار الأمة وجيع فظيع، بتعاون الحكومات والقوى الفاعلة في المجتمعات، وتبريره جاهز ومعروف.

فالناس تباد بالخطف والقتل والقصف والعدوان الرهيب، وأحياء الأمة الذين ينتظرون مصيرهم المحتوم، يحتجون ويستنكرون ويتظاهرون ويتألمون ويصرخون ويمنعون الماعون، وعن الفعل يحجمون.

فما عندهم سوى أضعف الإيمان، وتحقيق إرادة الذل والهوان.

فما أروع إجتهاداتنا في رمي أسباب مآسينا التي نصنعها على أكتاف الآخرين، ونحملها لرب العالمين!!

و"الأقوياء بكل الأرض قد قضوا...أن لا تُراعى للضعيف حقوق"!!

***

د. صادق السامرائي

مرت قبل عدة اسابيع الذكرى الثانية والعشرين، لتفجير برجي التجارة العالمية والبنتاغون. إنما الأخطر من التفجيرين ما قامت به امريكا المحافظون الجدد، من غزو واحتلال، واجراءات امريكية كثيرة اخرى. في الصدد؛ هناك اسئلة لابد من طرحها: اولا، هل تم لأمريكا الاستفادة من غزو واحتلال العراق؟ وهل تغير المشهد السياسي والاقتصادي وما إليهما؛ لصالح اقامة انظمة ديمقراطية، ديمقراطية حقة، مع احداث تطورات بنوية في الاقتصاد والتجارة والتنمية، ووضع الاسس لبناء مجتمع مدني متطور؟ وهل تم لأمريكا ترسيخ زعامتها على الجغرافية الكونية؟ وهل وفرت الضمانة الامنية المستدامة لدولة الاحتلال الاسرائيلي؟ وهل استفادت امريكا من احتلالها العراق، وتدميره، واخراجه من معادلة التوازن الاقليمي؟ وهل نجحت استراتيجية رايس في ادارة بوش الابن في الفوضى الخلاقة؟ وهل نجحت في اعادة صياغة انظمة الدول العربية التي طالتها الاستراتيجية الامريكية في الفوضى الخلاقة؟ وهل تم لها؛ تعميق شراكاتها السابقة مع دول المنطقة العربية؟ وهل زادت ثقة شركاء امريكا الاقليميين في المنطقة العربية؟ كانت هذه السياسة الامريكية؛ من اهم واخطر الاسباب التي قادت الى أن تتراجع الهيمنة الامريكية في العالم، فقد بات في حكم المؤكد؛ ان المعمورة ذاهبة، الى عالم يتحكم فيه؛ قطبان متوازيان وبقيادات متعددة؛ هما امريكا والصين. كما ان اي من الدول العربية التي كانت فريسة الفوضى الخلاقة؛ التي اريد لها وكما يقول عنها المسؤولون الامريكيون في حينها بظروفها وبيئتها السياسية وما له صلة بهذا كله، زورا وكذبا وخداعا؛ ان تنتج مخرجات تقود الى التأسيس لأنظمة ديمقراطية على النهج الامريكي، او أي نهج او مسار ديمقراطي حتى وان كان مختلفا عن الديمقراطية الامريكية. ان الحقيقة والواقع الموضوعي، وكما هو جار الآن وقبل الآن؛ الى ان تتمزق الدول، وتدخل في اتون حروب اهلية؛ ادت الى ان تدفع شعوب تلك الدول العربية ثمنا باهضا، من امنها واقتصادها وسيادتها، وضياع عدة سنوات منها؛ في التشظي والحروب العبثية، والفقر والجوع، وفقدانها لجميع الفرص في التنمية والتطور. ان الادهى والامر من كل هذا الذي جرى؛ لم يقد في جميع هذه الحالات الى تغيير تلك الانظمة، بأنظمة ديمقراطية حقيقية وليس اغطية ديمقراطية، والمحتوى؛ أنظمة دكتاتورية اخرى بديلا عن التي تم اسقاطها؛ بطريقة مختلفة كليا عن نمطية الدكتاتورية المتعارف عليها في العقود السابقة. في اخرى ظل ذات النظام المتسلط على رقاب الشعب، وفي غيرهما من الدول العربية؛ تم اعادة انتاج ذات النظام بجميع ما فيه من حمولات سياسية؛ بوجوه وقوى واحزاب جديدة، وكأن الشعوب لم تثر على طغاتها. يجري في الوقت الحاضر، في الغرف المغلقة؛ تسوية الاوضاع في دول (الربيع العربي)؛ على هدي تلك القواعد والمعايير، في ايجاد الحلول لدول (الربيع العربي). ان تغيير هذه الانظمة عبر صناديق الاقتراع، ما هو الا ذر الرماد في عيون الشعوب، لأن قواعد هذه الانظمة البديلة، هي ذات القواعد التي كانت الانظمة المنهارة تحكم الشعوب وفق معاييرها. أن الحديث عن الديمقراطية؛ خديعة كبرى. أن هذه الديمقراطية ليس لها من الديمقراطية، الا الاسم، أما الجوهر فلا وجود له في حركتها الواقعية على الارض. ان هذه الديمقراطية؛ لعبة امريكية وغير امريكية؛ لخداع الناس بها. ان القوى السياسية هذه، سواء في ليبيا او في تونس او في غيرهما؛ التي سعت ووصلت الى السلطة بالانتخابات، والأخرى التي تسعى الى الآن للوصول الى السلطة عبر الانتخابات؛ ما هي الا انعكاس تام للنفوذ الامريكي والروسي والقوى الاقليمية،عربية واسلامية. ان الاوضاع في الدول العربية، موضوع وهدف التغيير، لم تتغير؛ التغيير فقط في الاشخاص والقوى والاحزاب، هذا اولا والتغير الثاني؛ تفتيت المجتمع وتوزيع ولاءاته بين القوى الدولية والاقليمية على حساب الولاء للوطن. ان هذا قاد الى انتاج دول ضعيفة وغير قادرة على ان تمسك زمام امرها بيد ابنائها على وجه الاستقلال الكامل؛ هذا هو الهدف النهائي، من تطبيقهما على ارض الواقع. من وجهة النظر المتواضعة؛ ان هذا الذي حدث ويستمر في الحدوث حتى النهاية؛ هو الهدف الختامي للفوضى الخلاقة. مع هذا، فأن امريكا تحاول بجهد كبير ان تظل ماسكة بخيوط هذه اللعبة والتي هي لعبتها اصلا، منذ البداية في تحريك الساحات وايقادها نار غضب الشعب فيها، من ظلم انظمتها ومصادرة عقول الناس في ظل تلك الانظمة؛ في استغلال رفض الشعوب لأنظمتها، لتحقيق اهدافها هي وليس لتحقيق طموح الشعوب في ازالة هذه الأنظمة؛ بأنظمة ديمقراطية اخرى بديلة؛ يحقق بها وبواسطتها؛ إرادته.. لكن الامر قد خرج عن سيطرتها في البعض من ساحات لعبة الفوضى الخلاقة هذه، لصالح القوى الدولية والاقليمية المنافسة لها بقوة في هذه الساحات، في ليبيا، في تونس، في اليمن، في سوريا، في العراق، وفي لبنان وان لم تصل له، الفوضى الخلاقة بطريقة مباشرة، من الباب الواسع كما في الدول سابقة الاشارة لها، لكنها وصلت له، بطريقة غير مباشرة، بالقفز من النوافذ المفتوحة دوما لكل من يريد القفز منها الى الداخل. ان جميع هذا الذي حدث وهو مستمر في الحدوث والوجود على ارض الواقع العربي؛ قد أكل كثيرا من الجرف الامريكي لصالح الجرف الروسي والصيني. دول المنطقة العربية وفي المقدمة من هذه الدول؛ المملكة العربية السعودية، وغيرها ولو بدرجة اقل كثيرا من السعودية؛ بدأت ليس الآن، بل منذ سنوات؛ لانعدام الثقة في الشريك الامريكي؛ ان لا تضع جميع حاجاتها في الزنبيل الامريكي، سواء في الاقتصاد والتجارة والمال والطاقة والسلاح وتوطين صناعته، بل وزعته على عدة زنابيل، روسية وصينية، والى مستوى ما هندية؛ في استثمار منتج وفعال لتنافس هذه القوى الدولية؛ لصالح المصالح الوطنية حصرا، وليس لغيرها كما يجري التمويه في وضع هذه المصالح مع مصالح اخرى (الشعب الفلسطيني) في الخطابات والبينات في حزمة واحدة.. هل يمكن القول ان امريكا قد ربحت من جولاتها هذه، لغرض السيادة والسيطرة على العالم، في خط شروعها عندما بدأت به قبل عقدين في احتلال العراق، وبعد اكثر من عقد، في الفوضى الخلاقة؟ من المبكر لوقته؛ تقييم الربح والخسارة الامريكية والاسرائيلية بصورة كلية الوجود والتجسيد، في جولات الحرب والصراع والتنافس. إنما بالإمكان الركون في التحليل والاستنتاج الى معطيات الواقع الموضوعي، في تحركاته المنتجة على الارض؛ ان امريكا قد خسرت هذه الجولات جزئيا، كما انها قد تربح جزئيا. هذا يعني ان السياسة الامريكية هذه؛ قد خسرت معركتها في السيادة على العالم، عاجلا او اجلا سوف تكون قطب من قطبين في النظام العالمي الاخذ في التشكل.

***

مزهر جبر الساعدي

بالرغم من أنه واقعاً لم تعد هناك حاجة، لوجود قوات قتالية أجنبية في العراق، إلا أن وجود "مستشارين" يشكلون جزء مهم من هذه القوات المتواجدة، الموجود، بادعاء حربها على الإرهاب، وبعد مرور اكثر من ست سنوات، على انتهاء الحملات العسكرية ضد داعش، الا أن العراقيين جميعاً لم يلمسوا موقفاً رسمياً ولو واحدا، لدعم بلدهم وفق المعاهدة الاستراتيجية، بين الولايات المتحدة والعراق، والتي شملت أبوابا متعددة ولم تقتصر على الجانب العسكري فقط .

رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، تحدث في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، عن توجهات العراق الجديدة، نحو أنهاء وجود التحالف الدولي بقيادة واشنطن، حين أكد أن القوات العراقية وبمختلف صنوفها القتالية، قادرة على مواجهة أي تحدي يهدد البلاد وشعبها، وأنها قادرة على بسط الأمن على كافة أراضيها بعد خروج القوات الأجنبية.

بالرغم من ذلك فقد ارتفعت أصوات هنا او هناك مؤخراً، تنادي ببقاء هذه القوات، لأنها تعتقد بأن الوجود الأمريكي أمر حيوي لاستقرار العراق، وأن هناك فجوات في داخل البنية الهيكلية للقوات الامنية، في حين يرى القادة الأمنيون، ان القوات الامنية قادرة على ضبط الأمن، وصد أي هجمة من أي تهديد ضد بلدهم..وأن وقت أي وجود عسكري أجنبي، سواءً مدربين أو مستشارين أو غيره قد انتهى تماماً.

بغض النظر عن وجود الجيوب المتبقية من عصابات داعش في العراق، الا أن العراق أصبح بلداً اكثر أستقراراً من الناحية الامنية، بالإضافة لتصاعد قدرة قواته الامنية، على التدخل في أي اشتباك عسكري مع هذه العصابات وحسمه بسرعة، ما يعني أن هذه القوات أمست قادرة على حفظ امنها وامن المواطن، ولا تحتاج لوجود أي دعم لها "أن وجد" بالإضافة الى تكبد العراق كلفا مالية، والتي ينبغي ان تصرف على جوانب اخرى تلامس حياة المواطن العراقي.

***

محمد حسن الساعدي

السؤال الذي يؤرق الأجيال المعاصرة: هل ندرك أننا في القرن الحادي والعشرين؟

المتابع لأحوال الأمة ونشاطاتها على كافة المستويات يكتشف أنها غريبة الأطوار في سلوكها السياسي والمعرفي والعسكري.

لو فحصنا المنشور والمطلوق إعلاميا، لتبين أنه يمتد على ظهر مسافة زمنية منذ القرن السابع الميلادي وحتى نهاية القرن العشرين، ولا يوجد ما يشير إلى أن الأمة في القرن الحادي والعشرين؟

بعض الدول غاطسة في رمال الغابرات وتريد أن تعيد ما حصل قبل عشرات القرون، وبعضها ذهبت إلى ما وراء العصور الظلماء التي آلمت البشرية، والسائد آليات وتصورات وعقليات القرن العشرين، الذي لا تزال بعض أجياله تريد الترسخ، وفرض نظرتها العتيقة على القرن المعاصر.

وبسبب ذلك هناك صراع خفي بين ما مضى وما إنقضى والحاضر الجديد، وسيكون الزمن وسيلته الأساسية للتحرر من هيمنة العتيق المبيد.

وتدخل في هذا المضمار مواضيع المقاومة التي تتمسك بآليات بالية، ما عادت تتوافق وما وصلت إليه البشرية من قدرات تدميرية، فهل أن السلاح يصنع النصر؟

الواقع يشير إلى أن أي مواجهة عسكرية بين طرفين تحقق خسارتهما، ولا يمكن لطرف الفوز على الآخر، وبهذا تجد الدول القوية تمارس سياسات أسود الغاب، فالأسود تهاجم أهدافها مجتمعة لتفوز بصيدها.

وأي دولة مهما كانت قوية ومتمكنة لا تستطيع القول بالإنتصار دون خسائر هائلة، فالحروب بأنواعها دمار لأطرافها وأثمان أي فوز باهضة جدا، وقد علمت الحرب العراقية الإيرانية البشرية دروسا كبيرة.

إن القرن الحادي والعشرين، قرن العقول المتوهجة الفاعلة في تسخير العلم للوصول إلى آفاق جديدة، وقد أدركت الأمة أن مستقبلها في العلم والبحث العلمي منذ بدايات القرن التاسع عشر، لكن فقهاءها إعتبروا العلم بدعة، فأذلوا الأمة وأوصلوها إلى حضيض زمانها، فتوسمت بالتبعية والخنوع والإنكسار ومشاعر الدونية تدثرها!!

فإلى متى سيبقى بعير وجودنا على تلال الغابرات؟!!

***

د. صادق السامرائي

قبل سنتين من اندلاع الحرب العالمية الثانية قصف الطيران النازي مدينة (غرنيكا) الإسبانية فأحدث ذلك القصف الرهيب مقتلة عظيمة، انكشف غبارها عن المئات من الضحايا  من النساء، والأطفال، والرجال، بلا رحمة ودونما تمييز.

وقد خلد الفنان التشكيلي الإسباني (بابلو بيكاسو) هذه المحرقة، في لوحة جدارية أخذت اسمها من اسم المدينة المنكوبة، ومن ثم أصبحت هذه اللوحة رمزا للرعب الذي يواجهه المدنيون أثناء الحروب.وإن الذي نشاهده في غزة اليوم، لا يقل بشاعة وهمجية عن ذلك الذي ألمحنا إليه آنفا،فها هي آلة الحرب والدمار الصهيونية المجنونة ،لا تكاد تتوقف عن تدمير البيوت فوق ساكنيها ،غير آبهة بطفولة بريئة ولا شيخوخة فانية، فالكل سواء، الرجال والنساء والبيضان والسودان، والذي يقاتل والذي لايقاتل...

ومن المضحكات المبكيات مشهد المسؤولين الأمريكيين والأوروبيين على شاشات الفضائيات، وهم يلوكون كلاما لايقوى على ترديده، إلا أولئك الذين أوتوا حظا وافرا من من الوقاحة والغباء.

فيُسألون مثلا عن موقفهم من المجازرالتي ترتكب ضد الأبرياء العزل في قطاع الغزة، والتي تنقل مباشرة بالصوت والصورة، فيجيبون جميعهم إجابة واحدة كأنهم تلاميذ في فصل دراسي :"من حق إسرائيل أن تدافع عن نفسها ضد منظمة حماس الإرهابية، التي قطعت رؤوس الأطفال واغتصبت النساء وذبحتهن"

ويُسألون عن الأساس الذي يعتمدون عليه في ترديدهم لهذه الإدعاءات، فيتوقفون للحظة ثم ينطلقون كما بدأوا بوجوه صفيقة، يلوكون أكاذيبهم الغبية.وإذا سُئلوا عن مدى احترام إسرائيل لمقتضيات قواعد القانون الدولي الإنساني وهي "تدافع عن نفسها"، هذه القواعد التي تقيد سلوك المتحاربين وتحمي المدنيين الذين لايشاركون في القتال، والذين توقفوا عن المشاركة فيه، كالأسرى والجرحى وكذلك تحظر المساس بالمنشآت المدنية، كالمدارس والمستشفيات ودور العبادة إلخ..عندها يبتسم أكثرهم ابتسامات بلهاء، ثم يجيبون إجابات تستفز حلم كل حليم، ويبسم لها ثغر الحزين مرارةً، كيف لا وهو يرى كل قواعد القانون الدولي الإنساني تتهاوى، وتدك من أساسها، مذ بَدَأتْ فِكْرَةً في (تذكار سولفرينو) مرورا باتفاقيات جنيف الأربعة، والبروتوكولان الإضافيان، وما تلا ذلك من إعلانات واتفاقيات، وصولا إلى إقرار النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية،التي تحركت على وجه السرعة بخصوص أكرانيا،بينما لم تحرك ساكنا بخصوص غزة!

ولكن إذا عرف السبب بطل العجب، فلو عدنا إلى تاريخ هؤلاء القوم لتجلت لنا حقيقة أمرهم، وأذابت شمس الحقيقة أكاذيبهم حول" قيم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان...."إلى آخرتلك المعزوفة السمجة التي لا يملون من التشدق بها.فخذ على سبيل المثال لا الحصر عزيزي القارئ ما سجله التاريخ، من أن هنود (السنيكا) كانوا يطلقون على (جورج واشنطن) هدام المدن،وذلك لهدمه ثمان وعشرين مدينة من أصل ثلاثين مدينة لهنود (السنيكا) من البحيرات الكبرى شمالا حتى نهر (الموهوك) في فترة لا تزيد عن خمس سنوات وهذا ما كرر فعله بمدن وقرى (الموهوك) و(الأونونداي).

هذا هو (جورج واشنطن) أبو الجمهورية الأمريكية وأول رئيس لها بعد الإستقلال عن الإمبراطورية البريطانية، وهو على رأس أولئك الذين يشار إليهم بالبنان باعتبارهم، "الآباء المؤسسين للقيم الأمريكية" ولعلها قيم الهدم والتدمير لا غير.

 في حديث له عن ألوان الإبادات التي اقترفها الأمريكيون في حق شعبه قال أحد نشطاء  هنود شعب (سو) :"هذه واحدة من الإبادات الكثيرة التي واجهناها وسيواجهها الفلسطينيون فإن جلادنا المقدس واحد"

حقا إن هذا الكلام لا يبتعد عن الحقيقة قيد أنملة ففي النصف الأول من القرن التاسع عشر الميلادي أصدر الكونجرس الأمريكي قانون بترحيل الهنود بالقوة من شرق نهر المسيسيبي إلى غربه،وبموجبه قام الأمريكيون بطرد الهنود من بيوتهم وأراضيهم في حال رفضهم ،وتم قتل الكثير منهم.

كما ذكر "جيمس موني" وهو أحد من كتب عن تلك المأساة وسأل من شارك فيها:لقد تم نشر الجيش في معظم مناطق الشيروكي ،وبدأ الجنود بتمشيط المدن والقرى والغابات والكهوف وضفاف الأنهار لاصطياد الناس وجمعهم في حصون،وكان هؤلاء يرون بأعينهم كيف تأكل النيران بيوتهم وحقولهم وقراهم على يد مستوطنين يزحفون وراء الجنود للسرقة والنهب واغتصاب أملاكهم بما في ذلك نبش قبورهم ،والإستيلاء على الذهب والفضة والأحجار الكريمة منها" (الإمبراطورية الأمريكية البداية...والنهاية) منصور عبد الحكيم.

وكان الأمريكيون في سلوكهم الوحشي هذا تجاه الهنود، لا يحسون بأدنى حرج، على اعتبار أن هؤلاء ليسوا سوى شياطين فرت إلى تلك القارة، فأرسل الرب في إثرهم القديسين، أي الأمريكيين ليطهروا الأرض منهم!!وهذا بالضبط ما يقوم به أذنابهم الصهاينة ضد الشعب الفلسطيني إذ إن إبادته تقربهم من إلاههم، الذي أمرهم بقتل كل طفل وامرأة ورجل من الكنعانيين.ومن ثم فليس من العجب في شيء أن يأمر الإحتلال سكان غزة بمغادرتهم بيوتهم وأراضيهم، فتلك (شِنْشِنَةُ أعْرِفُها مِنْ أَخْزَم).

وبعد كل هذا تطلع علينا الخارجية الأمريكية في كل عام، وبدون حياء، بتقرير عن حالة حقوق الإنسان في العالم، (زانية تحاضر في العفة)عجبي...

لَكَ يَوْمٌ ليتَ شِعْري فَمَتَى      بَلْ أراهُ قَدْ دَنا كَيْ نَحْمَدا

كانت هذه نفثة و"لابد لِلْمَصْدورِ أَنْ يَنْفُث"

***

محمد العربي حمودان

القول بالسلام وهْم، فالحرب حاجة نفسية ملحة تجبر البشر على التصارع، وهي قائمة بين المخلوقات، وبين أبناء النوع الواحد والأنواع المختلفة.

ولن تهدأ أوارها ما دامت الأرض تدور.

وما يسمى بالحروب العالمية، تفاعلات قائمة في الأرض منذ دهور غابرة ، فالحروب نشبت مع ظهور الدول والإمبراطوريات وما قبلها، وهي تعبيرات رمزية عن القوة التي تتمدد حتى تصل ذروة متسعها، فتنكمش لتدوسها قوة أخرى صاعدة لتموت بعد حين.

فالحرب سلوك لابد منه  لتتواصل الحياة، التي بدونها تتحول إلى ضجر.

لا فرق بين الحروب والأعاصير والعواصف التي تضرب الدنيا بين فينة وأخرى، فهذه دموية عدوانية وتلك طبيعية عنيفة!!

ومن المعروف أن العدوانية طاقة متنامية في أعماق البشر تبحث عن قادح يؤججها لتفتك بذاتها وبموضوعها، ولا توجد عدوانية لم تصل إلى نهايتها القاسية إن كانت فردية أو جماعية.

وعليه فأن الحرب العنيفة لابد من وقوعها لكي تعيد النصاب فوق التراب.

إنها حكمة الدوران، ومحنة الحياة في وعاء دوّار، مرعوب مصاب بالغثيان، وفي حيرة وخوف وإمتهان.

فالأرض كائن مذعور و يخشى الإفتراس، لأن الآفات الكونية لا تشبع، ويجتذبها السكون، وفي الدوران بعض أمان!!

***

د. صادق السامرائي

5\2\2023

 (وهب الأمير ما لا يملك)

المطلاع كانت هي الحدود العراقية الكويتية طوال التأريخ أي قبل استقلال الكويت وبعد استقلالها سواء خلال العهد الملكي في العراق قبل عام 1958 وايضاً بعدها، وحينما طالب عبد الكريم قاسم بالكويت وتوترت العلاقات بين البلدين صارت ثورة 1963 في شهر شباط وقتل عبد الكريم قاسم وتحسنت العلاقات بين البلدين وجاء عبد السلام عارف واصبح رئيساً للجمهورية واحمد حسن البكر رئيساً للوزراء وتصدقت الحكومة الكويتية بمبلغ 30 مليون دينار كويتي لحكومة احمد حسن البكر قبال تنازل الحكومة العراقية عن مسافة 76 كيلومتر طولاً (أي مئات الكيلومترات المربعة) للكويت على حساب مصلحة الشعب العراقي وخلاف ارادته ودون معرفته حيث (وهب الأمير ما لم يملك)، وانتقلت الحدود من المطلاع الى العبدلي ولم تكن هذه الحدود مثبتة بشكل رسمي على المستوى الدولي ولكنها ثبتت بعد احتلال صدام للكويت وخروجه منها بقرار مجلس الامن 833 ، وبعد انهيار نظام صدام بعد خسارته في الحرب احتلت الكويت مسافة اخرى بعد ان نسفت مباني الحدود العراقية في صفوان فأصبحت اراضي كويتية من دون حق وفضلاً عن ذلك احتلت الكويت اراضي عراقية باتجاه ام قصر ، كل هذه الاراضي التي تم الاستيلاء عليها من الكويت مخالفة للقرار 833 لأن هذا القرار يقر حدود عام 1963 (التي تتضمن الأراضي لمسافة ال 76 كيلومتر التي استولت عليها الكويت برشوة حكومة احمد حسن البكر)، وهنا اود ان الفت النظر الى قرار 833 لا يعترف بالحدود والاراضي التي استولت عليها الكويت سواء باتجاه صفوان او ام قصر في تسعينات القرن الماضي، فلذلك من مصلحتنا ان نتوجه لمحكمة العدل الدولية لترسيم الحدود البرية والبحرية بين البلدين طبقاً للقرار 833، ولكنا في كل الأحوال فقدنا مسافة ال76 كيلومتر بين المطلاع والعبدلي بشكل رسمي .

طبعاً لا يمكن رفع الامر الى المحاكم الدولية إلا باتفاق الطرفين العراق والكويت، وأقول انه من مصلحة البلدين الاتجاه الى محكمة العدل الدولية؛ بالنسبة للعراق حذراً من ضعاف النفوس من المفاوضين خوفاً من الخنوع للكويت (للأسف تعلمت الحكومة الكويتية منذ حكومة احمد حسن البكر انها تستطيع رشوة الفاسدين من السياسيين العراقيين وشراء ذممهم والأراضي العراقية بدراهم معدودة)، وبالنسبة للكويت خوفاً من المستقبل فالكويت هي الدولة الضعيفة امام العراق وليس من مصلحتها ان تبقي قضية الحدود غير محددة بشكل رسمي.

لقد كنت من اكثر المتعاطفين مع الشعب الكويتي حين احتلال صدام للكويت وهكذا كان اغلبية الشعب العراقي، وأني من هذا الموقع بعد حل الأمور العالقة بمشيئة الله، ادعو لبناء علاقات اخوية رصينة بين الشعبين الشقيقين ، إن اغلب العراقيين كانوا رافضين لسياسات صدام الهوجاء في احتلاله الكويت وكانوا يرفضون شراء البضائع المسروقة من الكويت لكونها بضائع مغتصبة من اشقائه الكويتيين؛ كما يجب ان نطوي صفحة الماضي ونفتح صفحة جديدة من اجل مصلحة الشعبين ومستقبل اخوي لمصلحة البلدين لتحقيق التقدم والازدهار لبلدينا ولكافة دول المنطقة ........

***

محمد  توفيق علاوي

16 أكتوبر 2023

بعد الإخفاق العسكري الاستخباري للاحتلال الإسرائيلي المجرم أثر هجمة عسكرية منظمة ودقيقة لحركة حماس في يوم السبت ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ أدت إلى إذلال القوة العسكرية والتكنولوجية والإعلامية لإسرائيل.

إن الخسائر التي تعرضت لها إسرائيل نتيجة هذه الحرب لا تعني إنها لا تريدها فهي تتمنى أي حجة لإعادة مكانتها من الداخل وفي الشرق الأوسط والعالم بعد المتغيرات الدولية والإقليمية التي عزلت إسرائيل في زاوية خطرة عرضتها للضعف.

أولا/ المشاكل الداخلية لإسرائيل: أن مفهوم “الدولة” الحامية للفرد “اليهودي” كفكر والحماية الاقتصادية والاجتماعية للمواطنين قد تصدعت وخرجت المئات في عدة مظاهرات مختلفة التوقيت ضد سياسات “الدولة” ونتنياهو، لذا هي بحاجة لهذه الحرب لتكون دعاية إعلامية بأنها الحامية الوحيدة للفرد اليهودي في العالم والتغطية على الفشل الاقتصادي للمدنيين.

ثانيا/ المتغيرات في الشرق الأوسط: أن العزلة التي تعرضت لها إسرائيل في الشرق الأوسط نتيجة مصالحة السعودية مع إيران برعاية الصين، ثم مصالحة إيران مع مصر، ثم دفعت أمريكا (سند إسرائيل) مليارات الدولارات المجمدة لإيران والاقتراب من حسم الاتفاقية النووية بين الغرب وإيران. كذلك عادت سوريا إلى الجامعة العربية، وتركيا تعيد علاقتها مع السعودية ومصر والإمارات، وتصدير الغاز الروسي إلى أوربا، بينما بقت إسرائيل مهمشة في ظل هذه المتغيرات، لذا حين اشتعلت الحرب من حماس جاء تصريح نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي: (أن حرب إسرائيل ستعيد صياغة الشرق الأوسط من الجديد).

ثالثا/ المتغيرات الدولية: أن الفشل الذي تعرض له الغرب في أوكرانيا يجد متنفس له في فلسطين حيث وجود فرصة لإعادة كرامة بايدن أمريكا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وايطاليا لدعم إسرائيل بحربها في فلسطين، ولان إسرائيل تعيش تحت خيمة أمريكا والأخيرة تفقد القيادة العالمية بعد الحرب في أوكرانيا والتحالفات الدولية الجديدة على أثرها، وتأسيس دول مجموعة بريكس المناهض لأمريكا وإسرائيل رغم تناقض مبادئ هذا التحالف بعد الحرب في فلسطين بدليل دول جنوب أفريقيا تؤيد حماس، والهند تؤيد إسرائيل، والإمارات تدين حماس، والسعودية تدعو لضبط النفس، إضافة إلى روسيا والصين تقفان على الحياد في الظاهر، لذا هذه الحرب فرصة من ذهب لإسرائيل والغرب لإعادة مكانتهم العالمية أو بأقل تقدير الحفاظ على ما تبقى من مصالحهم.

وعليه إسرائيل تتمنى هذه الحرب وجاءت لها بطبق من ذهب وفق الأدلة أعلاه ولا خيار لها إلا بتوسعة الحرب على مستوى الشرق الأوسط لأن الدول العربية التي أرست على التطبيع معها فقدت الثقة بها باتضاح ضعف آلة الدولة، ولأسباب أخرى أعلاه.

***

حسام عبد الحسين

عندما يكون محل التزام المدين التزام ببذل عناية ويدق الإثبات يستعين القضاء الانكلو امريكي، بقرينة تسهل من عملية الإثبات وتدعى هذه القرينة بقاعدة

The thing speaks it self

 ومعناها (ان الشيء يتحدث لذاته)

 وهي تطبق في حالة ان يكون العثور على سبب الحادثة أيسر على المدعى عليه منه على المدعي، ومن ثم ينتقل عبء الإثبات الذي هو حسب الاصل على عاتق المدعي إلى عاتق المدعى عليه.

ويتطلب العمل بهذه القرينة توفر شرطين:

اولهما: ان يخضع الشيء الذي تسبب في احداث الضرر لسيطرة المدعى عليه وحده. ثانيهما: ان تكون الحادثة مما لا تقع بحسب المجرى العادي للأمور إذا بذل المسيطر على الشيء العناية الواجبة.

والحكم التالي يوضح هذه المسألة:

في قضية ( 1863 Byrne V.Boadle ) المعروضة امام محاكم انكلترا والتي تتلخص وقائعها أنه حدثان سقط برميل من نافذة حانوت على راس أحد المارة واصابه بجراح فرفع دعوى بالتعويض، ولكنه لم يتمكن من اثبات خطأ صاحب الحانوت. ودفع صاحب الحانوت ان الخطأ لا يفترض.

 استعانت المحكمة بقرينة على الاهمال استنتجتها من واقع الحال وقالت ان واجب الاشخاص الذين يحتفظون ببراميل في مخازنهم ان يحرصوا على ان تظل ثابتة في أماكنها، فإذا تدحرجت البراميل نهض ذلك لأول وهلة دليلا على الاهمال .

إن برميلا ما لا يمكنه ان يسقط من نافذة مخزنه إذا لم يوجد ثمة اهمال، ولا يتصور ان يكلف المدعي بإحضار شهود من داخل المخزن لإثبات ما يدعيه.

ومن جهة أخرى تستند هذه القاعدة إلى ظاهر الأمور فلا تسري حيث يشير الظاهر إلى سبب آخر غير اهمال المدعى عليه، ولا تسري كذلك إذا عرف على وجه الدقة سبب الحادث .

وهذه القاعدة يمكن تطبيقها كلما كان محل الالتزام هو التزام ببذل عناية، سواء كان مصدر هذا الالتزام هو العقد أو الفعل الضار.

***
فارس

النائب الأسبق لرئيس هيئة النزاهة الإتحادية

هذا الصباح

أحس برهبة غريبة

أحس بألم قاتل يستوطن ذاتي

لغة التعبير تخونني

وملكة الإبداع تأبى إسعافي

فالبشاعة التي تحملها الصور الأتية من غزة.. تجعل أيام الله التي نعيشها آنيا كئيبة وحزينة ومن لا تَمسُّ هذه المشاهد القاسية شغاف مُهَجِهِم إنما هم صنف أخر غير البشر، قَست قلوبهم وتصلبت. وكأنها قُدّتْ من حجر.

شهداء يتساقطون كأوراق الشجر، وأطفال يُذْبحونَ بلا رحمة.

ماذا تبقى لهم؟؟

أتراهم.. هم بشرٌ.. وسكان غزة بهائم يجوز فيها الذبح والسلخ

ما الذي يجعل العالم أجمع يتفرج على ذل العرب.. ويطالبنا بإمساك الأعصاب.. وانتظار نهاية الغضب الصهيوني، وهذا عَادَةً ما يطلب من الضّعيف المغلوب على أمره.. الذي لا قدرة له ولا طوع.

 سننتظر أيها السادة نهاية غضب إسرائيل.. وسنواصل تقديم القرابين وسينهش اللئام من لحمنا.. ويغرفون من دمنا.. وتستمر مهزلة الاستسلام ما أبشع ضُعفنا!!

أين هم تجار القضية عبيدُ الشعارات من طينة "نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة" وهم يقمعون مسيرات التضامن مع أبناء غزة، عورتكم كُشفِت وتَخَرُّصَاتكم أصبحت حديث القاصي والداني.

غزة تستغيث ولا من مغيث

والقومُ لا في العِير ولا في النَّفير

يلغطون خلف شاشات الحواسيب والهواتف، يقولون ما لا يفعلون

وكان حريٌ بهم الصمت فهو خيرٌ

 ***

محمد محضار

"ليس للخاسر ما يخسره"

إبتكر النظام العربي مصطلحات جديدة خلال حرب الابادة على الشعب الفلسطيني: في غزة ..

" خفض التصعيد"

" ممرات إنسانية آمنة".

" العمل على إطلاق سراح الرهائن".

" منع توسع الصراع"

أي الاستفراد بغزة وهي الأهداف الإسرائيلية بصياغة عربية ملتوية...!!

كل ما يتعلق بنتائج الحرب وليست الأسباب.

أي اقتل لكن بلا افراط، ثم القضية بحث عن ممرات آمنة للتهجير أو المساعدة في الغذاء والدواء، وليس وقف الحرب...،

ما شاهدناه في عملية" طوفان القدس" يثبت بالدليل القاطع على أن كل العرب لو لا هذه النظم القمعية البوليسية التي عطلت فيه كل قدرات الحياة والطبيعة،

وشغلته بلقمة الخبز والمأوى والأمان كأي حيوان،

كانوا سيقومون بالأفعال نفسها بل وأكثر...

هدف الإحتلال تهجير سكان غزة وتحويلها الى انقاض وتسويتها بالأرض ودفن المقاومين في الانفاق. هذا هو المخطط الوحشي. الذي طلبة وزير خارجية أمريكا من العرب تفريغ غزة من السكان، قبل الاجتياح البري ..،

لكن لو قتلوا كل أطفال فلسطين،

لن يقتلوا كل الأطفال العرب في كل مكان الذين رضعوا القضية:

هؤلاء الجنرالات الحمقى، أو صبيان اسرائيل، كما تصفهم الصحافة الاسرائيلية، لا يعرفون غير لغة القوة التي حولت الفلسطيني من لاجئ في خيمة الى الحجارة ثم مقاوم في البندقية ثم الصواريخ والطائرات المسيرة وحرب السبرانو،

ومن يعرف، حتى لم تم مسح غزة،

ربما يظهر السلاح الكيمياوي والبيولوجي،

فليس للخاسر ما يخسره ومن الأنفع لاسرائيل بقاء ملامح حياة وأرض يتمسك بها الفلسطيني وبقايا عقل قبل أن ينتحر بها يوماً،

والأيام بيننا. كتب صديقي الروائي العراقي/حمزة حسن مقتطفات من كتاب

الروائي الاسرائيلي عاموس عوز الذي رشح مرات لجائزة نوبل والملقب من المتطرفين الاسرائيليين بـــ" اليهودي الخائن الذي يجب أن يُشنق"، قال قبل وفاته: " لا يمكننا أن نصبح أسرة سعيدة لأننا لسنا أسرة واحدة، لسنا سعداء ولسنا عائلة. نحن عائلتان تعيستان. علينا أن نقسم المنزل إلى شقتين صغيرتين مجاورتين“.

وأضاف ”لا جدوى من تخيل أنه بعد 100 عام من سفك الدماء والغضب والصراع، سيقفز اليهود والعرب إلى سرير شهر العسل ويشرعون في الحب وليس الحرب".

قال ان تهمة الخيانة وسام شرف فلا حل لنا غير التعايش وحل الدولتين، وعند وفاته كتبت ابنته على صفحتها تقول:

" توفي والدي قبل دقائق بسلام بين أسرته وأرجو تركه بسلام"،

لأنها تعرف أصوات المسعورين. الذين يحكمون إسرائيل من اليمين المتطرف ..!!

***

محمد سعد عبد اللطيف - كاتب وباحث مصري

بعض النصوص المنشورة خالية المعنى (فارغة)، فتبدو مرتبكة الأفكار ومضطربة الكلمات والعبارات، ومزعزعة للمشاعر والأحاسيس، ويطغى عليها التشويش والإبهام، وتمعن بالفراغية التي صارت عنوانا للإبداع المبتعد عن بساط الواقع وروح الإنسان.

ومع ذلك يسمى أصحابها بمسميات ويحملون عناوينا، ويتوهم القارئ بأنهم خلاصة المبدعين، وثمرة الإبداع الرصين.

فهل أن التعبير المضطرب يسمى إبداعا؟!!

وهل صب الأفكار المتنافرة، التي ربما توصل بينها أواصر خفية عندما تسكب على السطور، يليق بها تسمية إبداع؟

هذا ربما عدوان على الإبداع وإساءة ممعنة للفن والجمال والبيان الرائق البليغ، فلا يتجسد فيما يطرحونه حتى رؤية، الفن للفن، وإنما تعبيرات عبثية عن واقع تتيه فيه الأجيال، فيكون المنشور مرآة حالة بلا بوصلة.

وعندما تُسلط الأضواء على الأدب لأنه من روافد صيرورة الأمة الدافقة بالآليات اللازمة لصناعة حاضرها الأفضل، ومستقبلها الأجمل، تظهر مسؤولية الاديب وأهميته في القيام بدوره التنويري الإستنهاضي، المعبر عن إرادة الأمة ومنطلقات أوطانها التي تريد أن تكون وتتجدد.

والأديب عليه أن يرى بعيون العقل، ويتبصر أحوال واقعه، ويتمثله وينطلق منه لبناء الرؤية المتقدمة الآخذة بإرادات المجتمع إلى مواطن التوثب والتجلي الإبداعي، الذي يؤهل الطاقات ويعدها للبناء الحضاري المنيف.

إن الإتيان بما لا معنى له ولا جدوى منه، يبدد طاقات الأمة، ويهدر مكنونات مواكب الأجيال، ويدفع بها إلى الإندساس في خنادق اليأس والقنوط وإستلطاف التداعيات، وندب الذات وذرف دموع القهر والمقاساة.

فهل لنا أن نسلط أنوار العقل والنقد البناء على النصوص التي تفت من عضد وجودنا، وتفلح تراب كينونتنا، لتزرع فيه الأشواك والأدغال.

فحراثة أرضنا توجب علينا زراعتها بما يطعمنا، ويؤمّن حياتنا ويدفع عنا غائلة الجوع والقحط والبؤس؟

فهل لنا أن نكتب بمداد الحياة الحرة الكريمة؟!!

***

د. صادق السامرائي

30\9\2021

عندما كانت المتوحشة والمتوحشين والمتوحشون يستعمرون الدول الفقيرة وينهبون خيراتها ويعيثون فيها فساداً، كانت ثورة اكتوبر وشعبها وقادتها يدفعون تلك الشعوب للتحرر والثورة على من يستعبدهم وتقدم لهم المساعدات

يكفيها فخرا انه عندما كانت المتوحشة والمتوحشين والمتوحشون يصدرون للدول الفقيرة الفقر والمرض والجهل والفساد والافساد والجوع، كانت ثورة اكتوبر تقدم لهم الخبز والعلاج والمدارس والبناء

عندما كانت المتوحشة والمتوحشين والمتوحشون يغتصبون الاخلاق والنساء والآراء والأعراف، كانت ثورة اكتوبر تقدم لتلك الشعوب المقهورة القيم والا خلاق والشجاعة والقانون

عندما كانت المتوحشة والمتوحشين والمتوحشون يصدرون العري والخلاعة والميوعة وافساد الذوق، كانت ثورة اكتوبر تصدر لهم الموسيقى والباليه والمسرح والرياضة والشطرنج

يكفيها فخراً وشعبها وقادتها عندما كانت المتوحشة والمتوحشين والمتوحشون يغلقون دولهم بوجه الفقراء ولا يقبلونهم الا بصفة جواسيس او خدم او جنود للموت كانت تفتح بلدانها وقلوب شعبها للطلاب الفقراء لتنتج منهم اطباء ومهندسين ومعلمين واساتذة جامعه وخبراء

عندما كانت المتوحشة تجري تجاربها الطبية والعسكرية على الفقراء وتُبيدهم بالكيميائية والنووية والجرثومية، كانت ثورة اكتوبر تخطط لفتح الفضاء امام الناس لنصل اليوم الى ما وصلنا اليه في علم النت والاتصالات

عندما كانت المتوحشة والمتوحشين والمتوحشون تتفرج على تدمير أوربا وتساهم في ذلك والبعض يتفرج على تدمير أوربا وطحن شعوبها في الحرب والمحارق وتصم آذنها عن سماع اصوات المقهورين والمعذبين، كانت ثورة اكتوبر وشعبها وقادتها وجيشها تقدم التضحيات الكبيرة في سبيل كسر ابواب المحارق والسجون وكسر وتحطيم الاله النازية الفتاكة.

والحديث عن اكتوبر ثورة وشعبا وقيادة يطول، فتحية لشعبها وشهداءها وقادتها، لينين مفجرها وستالين حاميها وبانيها وقاهر النازية.

تحية لشعبها ولأرواح الشهداء وتحية لتلك الانهار القانية من الدماء الزكية التي سالت في سبيل البشرية.

تحية لعلمائها واطبائها وأدباءها وفتنانينها وجنودها الذين حموا بصدورهم بلدهم وانتزعوا بلدان الاخرين من تحت ارجل النازية وعمالها الذين حولوا المحراث الخشبي للمعتوه برتراند راسل الى لوناخود الفضائية ولمن اثروا الثقافة العالمية.

تحية لأكتوبر الذي لا يليق الا بها ولها وهو شهر السنة وكل السنوات...ولولاه لما تنعم الفقراء بالتأمين الصحي والضمان الاجتماعي وثمانية ساعات عمل والاجازة السنوية وغيرها الكثير

تحية لثورة اكتوبر

***

عبد الرضا حمد جاسم

في المثقف اليوم