أقلام حرة
طوفان الاقصى.. يتمدد ويحاصر الصهاينة
الغزاويون تجاوزوا المائة يوم من الحرب، الصهاينة وامريكا ومن والاهم يدكون القطاع بمختلف انواع الاسلحة، لم يسلم المدنيون في منازلهم وفي الطرقات التي يسلكونها طلبا للماء كما في دور اللجوء والمشافي والمعابد وكذلك مقرات الامم المتحدة لغوث اللاجئين.
أي نوع من البشر هؤلاء الذين يطاردون شعبا صغيرا اعزل من السلاح محاصر منذ ثلاثة عقود في مساحة لا تتعدى الـ360 كيلومتر مربع، وقد خذلهم ابناء عمومتهم، تركوهم لوحدهم يشقون طريقهم بصعوبة.
الشعوب العربية كانت تجمعها وحدة اللغة والدين فلم تقف الحواجز الطبيعية والسياسية في طريقهم، رغم قلة الامكانيات الا انها شاركت في حرب الــ1948 بفاعلية، حيث تطوع العديد من مختلف دولها منهم من استشهد وبعض الذين كتبت لهم الحياة اثروا البقاء بفلسطين والدول المجاورة .
في هذه الحرب البشعة المدمرة المتواصلة، فان الانظمة العربية بمجملها لم تحرك ساكنة، سمحت لرعاياها بتسيير مظاهرات خجولة كنوع من امتصاص غضبهم، سرعان ما خفتت، لان المواطن لم يقو على الايفاء بالأشياء الاساسية للعيش الكريم، وبالتالي نجده يتجه الى العمل لتامين حاجياته.
طوفان الاقصى مع مرور الوقت يتمدد، بفعل القوى الحية من ابناء الامة العربية فاليمنيون لم يتوقفوا يوما لنصرة غزة، فاعلنوها حربا ضد الصهاينة ومن يقف معهم باستهداف سفنهم ليشمل البحر الاحمر وبحر العرب والمحيط الهندي.
بلاد ما بين النهرين، حيث ان الفصائل العراقية وغالبيتها تحظى باعتراف الحكومة تستهدف القواعد والقوات الامريكية التي تتواجد بتشريع من الحكومة ولكن هل هناك لزوم لوجود هذه القوات بالعراق؟ العراق الطائفي الان من حقه ان يطالب برحيل الامريكان والقوى الغربية وبذلك تنتهي مشكلة وجودها بالعراق .
اما في الشأن السوري فبإمكان الحكومة السورية تشكيل مجموعات مسلحة لتهديد القوات الامريكية المتواجدة على اراضيها دون تفويض من الامم المتحدة وهي في هذه الحالة تعتبر احتلال وجبت مقاومتها ومن ثم التخلص من الامريكان والغرب .من جانبها المقاومة الاسلامية في لبنان اخذت على عاتقها توجيه ضربات دقيقة وفاعلة واشغال جزء من قوات العدو لئلا ينفرد بغزة وتخفيف وطأة الحرب عن سكان القطاع.
لقد استفادت الفصائل المسلحة من التكنولوجية الحديثة في مجالات التصنيع الحربي وحاولت الاعتماد على النفس فنجدها تقوم بتطوير الصواريخ الى مدايات مختلفة طالت العدو، كذلك تصنيع وتطوير الطيران المسيّر واثبتت جدواها. لقد حققت الفصائل تطورا علميا بإمكانيات محدودة ما لم تحققه الانظمة العربية التي تمتلك الاموال الطائلة، لكنها تفتقر الى الرؤية الوطنية ومقارعة الاعداء وتحقيق الاستقلال التام عمن كانوا سببا في تمزيق الامة وتشرذمها، وللأسف الشديد فان الانظمة العربية تسعى الى ارضاء مستعمريها لأجل البقاء في السلطة. الطوفان يتمدد ويحاصر الصهاينة من مختلف الجهات.
هنيئا للوطنيين في كافة بقاع بلداننا العربية حيث يقدمون كل ما من شانه استعادة كرامة امتهنت، ولن تضيع حقوقا وراءها مطالبين ايديهم على الزناد ويسعون الى الاستفادة من النهضة العلمية.
***
ميلاد عمر المزوغي