أقلام حرة

ثامر الحاج امين: عبارات التوديع

يمتاز العراقيون بمهارة التعامل مع المفردة من حيث وضعها في المكان المناسب والمؤثر يضاف الى دقة دلالتها وصواب تشبيهها ، ومن بينها العبارات التي يطلقونها عند مغادرة من هو سيء الاخلاق والسلوك والذي اجبرت الظروف على معاشرته فيقولون وراءه (روحه بلا رده) تعبيرا عن شدة البغض له وثقله خلال وجوده بينهم ، وكذلك في التعبير عن فرحة الخلاص لمثل هكذا شخصية بقولهم (أذب وراه سبع حجارات) أما لماذا يرمي خلفه سبع حجارات فهو أمر يبين به زيادة التفاؤل بعدم اللقاء به مرة أخرى باعتبار الرقم سبعة مبارك في الثقافة الشعبية العراقية ، وحينما يغادر الشخص الثقيل يقال وراءه (دفعة مردي وعصاة كردي) وتستعير العبارة عصاة الكردي لقوتها ذلك ان الرجل الكردي يصعد بها جبال و ينزل سهول فينضرب بيه المثل على القوه . اما الرجل غير المرغوب بصحبته فعندما يعتذر عن مصاحبة الجماعة يقال له (خفة وراحة)، ومن أجل ان لا يلقى أمثال هؤلاء هذه العبارات الشامتة تقوم الكاتبة احلام مستغانمي بتوجيه النصيحة لمن أصبح وجوده ثقيلا وكريه اللقاء:
قل وداعا
حين تشعر ان المكان لم يعد مكانك
وان اللحظة ثقيلة وانت معهم
وللشعراء ايضا حصة في توديع الرجل السيء ، فبعد نكبة الفضل بن مروان على يد الخليفة المعتصم الذي جعله وزيرا لكنه استبد بالأمور وكان الفضل مذموم الاخلاق لذا شمت به الناس حتى قال بعضهم فيه مودعاً:

لتبك على الفضل بن مروان نفسه
فليس له باك من الناس يعرف
*
الى النار فليذهب ومن كان مثله
على أي شيء فاتنا منه نأسف

الكثيرون من الذين دخلوا حياتنا عنوة وعبثوا بمستقبل اجيالنا يستحقون مثل هذا التوديع او حتى لا يستحقون شرف الوداع .
***
ثامر الحاج امين

في المثقف اليوم