أقلام حرة

ضياء محسن الاسدي: التدبر والتفكر الحر السبيل لفهم الإسلام

ان الله تعالى خلق الإنسان وجعل فيه العقل للتدبر والتدبر والتفكر والتميز به في حياته اليومية عليه أن يجعله الوسيلة أو الأداة المدركة للوصول إلى معرفة الله الخالق والسبيل إلى طاعته ومعرفة شرائعه وسننه الكونية والحياتية بالبحث والتقصي والدراسة عن طريق التدبر لمنهاج شريعته ومعتقداته بعيدا عن الإملاءات الخارجية إلا إذا عجز عن ذلك في الأخذ من المنهل الصحيح الصافي المطابق للعقل والوجود البشري في زماننا هذا من رجال دين ومفكرين ومتدبرين الذين لهم البصمة الواضحة في شرح الآيات القرآنية بالتدبر بها بأفكارهم الواقعية التي تأخذ بعقولنا المتفتحة ضمن الاختصاصات العلمية والدينية لنصل بفكرهم وجهدهم الرائع وتعبهم المضني مع استخدام عقولنا وتدبرنا لمعرفة مبادئ ديننا الإسلامي الحنيف المحمدي من الماضين رحمهم الله والموجودين على الساحة الآن الذين يكافحون في إعادة التدبر القرآني الصحيح والتصدي للفكر المنحرف الذي أساء للدين والعقيدة لطرحة للأجيال الجديدة (كذلك بين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون) البقرة 219وكذلك (أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب) الزمر 18في زمن احتدم النقاش والصراع على أثبات الوجود في الساحة الفكرية والدينية والعقائدية بين التيار الديني الأصولي السلفي المتزمت والتيار الديني الفكري المجدد البعيد عن ما قاله السابقون بحصر تفسير الآيات القرآنية وشرحها وأخذ أصول العقيدة وفق معاييرهم لتنطبق عليهم الآية الكريمة (وإذا قيل لهم أتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آبائنا أولوا كان آبائهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون) البقرة 170على العكس من الرعيل الجديد من المتدبرين في زمن الحداثة الفكرية واستخدام العقل السليم المساهم في دعم الآيات الكونية للقرآن وبيان وجودها بعد ما كانت مجرد أنباء مذكورة بين دفتي القرآن الكريم علما أن الله تعالى وآياته البينات تحث المؤمن والمسلم الواعي المفكر الذي يسعى في تطوير كيفية فهم الآيات ومرادها من خلال استخدام عقله وفكره الذي سوف يحاسبه الله يوم القيامة ويكون الناطق والشاهد عليه في تلبية مراد السماء لكي لا يكون من أصحاب السعير (وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا من أصحاب السعير) الملك 10 و(أن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون) الأنفال 22.كما أن الله تعالى أرسل رسله ورسالاته إلى أشخاصا وأقواما على مر الزمن وليس إلى نخبة معينة ليكونوا بدلاء عن الإنسان ذاته كونها واضحة وبينة الفهم والإدراك للعقل متدرجة في قوانينها بدون وسيط من راهب أو حبر أو كاهن أو أي رجل دين خصه الله لبني البشر في شرح آياته وشريعته ولم يجعلهم قوامين أو أربابا على الناس من دون الله لتوضيح وفهم التعاليم (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح بن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون) التوبة 31 أن الله تعالى كفل للناس حصرا فهم الرسالات والعقيدة وتعاليمها (أنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون) الزخرف 3 وكذلك (ليدبروا آياته وليتذكر أولوا  الألباب) ص29 لأن القرآن سيكون عليهم حجة يوم القيامة بعدما يختم على أفواههم وقلوبهم وسمعهم (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوبهم أقفالها) محمد 24 لذا على كل مؤمن بالله تعالى أن يتدبر ويتفكر بالمنهاج الرباني (القرآن) وشرائعه وسننه التي نزلت له خصيصا كإنسان بعيدا عن إتباع الغير والسير ورائهم كالأعمى وعديم البصيرة مجرد الإتباع بدائرة من القدسية الخاصة والأخذ كل ما يقولوه بدون تفكر وتمعن وتعب وبحث ودراسة متبعين  رجال دين امتهنوا الفقه والفتوى السلفية التي مضى عليها قرون بدون تجديد للعقلية القديمة النمطية.

***

ضياء محسن الاسدي

 

في المثقف اليوم