أقلام حرة

صادق السامرائي: إبن كثير والتأريخ المثير!!

إبن كثير (701 – 774) هجرية، (1301 - 1373) ميلادية . يتحدث عن نكبة البرامكة (188) هجرية، في زمن هارون الرشيد (149 - 193) هجرية، (766 - 809) ميلادية.

أي أنه كتب عنها بعد أكثر من خمسة قرون ونصف، في كتابه "البداية والنهاية" (768) ميلادية، المؤلّف من (21) جزء، وهو تسجيل لتأريخ البشرية منذ بداية الخلق وحتى عصره، ولا توجد مصادر معتمدة وأدلة واضحة على ما جاء فيه، وإنما تدوين لمعارف متناقلة عبر الأجيال، ورغم عظمة الإنجاز وفخامته، لكن التعويل المطلق عليه ربما ليس بصحيح.

فالكتاب  تحول إلى مصدر أساسي للتأريخ، إذ يدوّن معظم الأحداث التي حصلت في مسيرة البشرية، والمؤرخون يستندون عليه فيما يذكرونه، عن التطورات والحوادث الحاصلة عبر العصور، فكأن ما في الكتاب مسك الختام، وأصل كل شيئ يتصل بالتأريخ.

فهل أن جميع ما في الكتاب صحيح؟!

وما هو الدليل على صحته؟

سينزعج المؤرخون من هذا التساؤل، لكنه يفرض حضوره ويريد جوابا، فهل بُعقل أن ما كُتب عن حادثة ما بعد أكثر من خمسة قرون، يحمل صوابية مطلقة؟

لسنا بصدد الغوص في نكبة البرامكة، لكنها جاءت كمثل للبحث والتدقيق فيما لدينا من تصورات وتفاعلات مع ماضٍ بعيد، نراه بغير عيونه.

من أين جاء بالكم الهائل من المعلومات الموضوعة في الكتاب؟

هل هو الإلهام والوحي؟

وتلك ظاهرة تناولها القلة من أساطين المعارف والفكر في مسيرة الأمة.

يُقال أنه كان ينقل عن العلماء الموثوقين ويتحرى الدقة في تدويناته، فهل ذلك يكفي للبرهنة على تمام صحة ما ورد في كتابه؟

ترى هل يكفي عمر الإنسان لإنجاز هكذا موسوعة معرفية بأسانيد متواترة؟!!

تتحير لو قرأت، وبمنظار العقل رأيت!!

***

د. صادق السامرائي

...................

*هذا المقال ليس تحاملا على التأريخ، كما قد يتوهم البعض.

 

في المثقف اليوم