أقلام حرة
صادق السامرائي: تزاوج الحضارات!!

العباسيون أفلحوا عندما زاوجوا مسيرتهم بالحضارة الشرقية، فكانت تفاعلاتهم ذات إنارات ساطعة في دجى البشرية، وكانت الشراكة بينهما ذات قدرة متميزة وطاقات إبداعية لا تضاهى.
تخيلوا ماذا سيحصل في الدنيا، لو أن دول الأمة تفاعلت بإيجابية مع الحضارات الإقليمية المحيطة بها، وأسست إتحادا تفاعليا معاصرا.
بالتأكيد ستزداد مناعتها وتتأكد قوتها وتفرض إرادتها، فهذه مراكز حضارية ذات تأريخ طويل وعريق ومتميز بعطاءاته وتنويراته المعرفية.
لو تفاعلت أو تحالفت دولنا مع جاراتها، لما وصلت أحوال المنطقة إلى ما هي عليه.
وبرغم نوايا حلف بغداد (24\2\1955) المعلنة، لكنه كان خطوة يمكن البناء عليها وتطويعها وتحويلها إلى إرادة ذات قيمة اقتداريه، وكان من الممكن إخراج بريطانيا منه، وضم باقي الدول العربية إليه.
وبرغم كل ما يُقال ويُطرح من آراء، فأن الحقائق التأريخية تؤكد أن لابد من تحالف دول المنطقة أو إتحادها لتأمين مصالح دول الأمة، فلا يصح أن يكون الضعف عنوانا ودول الأمة (22) ودول الإسلام أكثر من (57) دولة، فإتحادها يؤلف أكبر قوة في الدنيا لا تستطيع مواجهتها أية قوة مهما تمادت في جبروتها وطغيانها.
فهل سنعيد الحياة لوجودنا الحضاري؟!!
بلادُ العُرب يا وطنَ المآسي
ألا تبّت أفاعيلُ الكراسي
تعالوا نحوَ مُذكيةِ اتْحادٍ
بلا خوفٍ ولا وجعِ التباسِ
حياةٌ ذاتُ يأسٍ أو خيابٍ
بها دولٌ وأجيالٌ تقاسي
***
د. صادق السامرائي