أقلام حرة

صادق السامرائي: الرفق بالكلمات!!

"ضربة الكلمة أقوى من ضربة السيف"
الكلمة ليست مجرد أحرف تكتب أو تنطق، بل هي أدات تخاطب وبناء وهدم، ويعتمد تأثيرها على قوة المعنى والأسلوب، ومما يستهجن إستخدام الكلمات السلبية والعنيفة التي تثير مشاعر الحزن واليأس والغضب، وتساهم في التفاعلات البينية الخسرانية.
و" الكلمة الطيبة صدقة"
فهل نجيد إستحضار أطيب الكلمات، أم ترانا نوسوس بأخبثها، وأكثرها إستحضارا للقنوط؟
عندما نتصفح المنشور في واجهاتنا الإعلامية بأنواعها، نكتشف هوسنا بمفردات الماضي، وتندر مفردات المضارع، وكأننا نبرر ونسوّغ ونساند ما هو قائم وندفع بالأجيال إلى الوراء، ونضع سدودا ومصدات بينها وبين الحاضر والمستقبل.
كان العرب يفعلون ثم يقولون، وإذا بهم في عصرهم الوثاب يقولون ولا يفعلون، فصارت أقوالهم أفعالهم، ولا قدرة لديهم أكبر من أضعف الإيمان.
ولهذا صار الكلام رخيصا وهذربات متلاطمة فوق السطور المرتعبة وبين الشفاه المتحيرة.
فلماذا كلامنا هباء منثور، وفعلنا مستتر مدثور؟
إن من أخطر معطيات التواصل السريع، والإرتهان بالشاشة المتوقدة بالروافد المعلوماتية، أنها أفقدت الكلمة قيمتها ودورها في صناعة الحياة الأفضل، فالكل يستطيع النقر على مفاتيح الكي بورد، وتبدو أمامه الكلمات واضحة وجميلة، وما تحمله من الأفكار والمعاني لا يعنيه، وبهذا يؤذي نفسه والآخرين.
علينا الرجوع إلى الكلمة وإحترامها والتعبير بها عمّا ينفعنا ويمنحنا قدرات التواصل والتفاعل الأصيل الخلاق مع زماننا ومكاننا، لنكون ونعبر عن جوهرنا الحضاري التليد.
و"الكلمة إذا خرجت من القلب وقعت في القلب، وإذا خرجت من اللسان لم تتجاوز الآذان"
و"الكلام الحسن درع"
***
د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم