نصوص أدبية

سُوف عبيد: سَنةٌ أولى بيروت

علاءُ الدّين… مصباحُه… ما أضاءَ

وما لاحَ الصّباحُ

علاء الدّين على بساط الرّيح

يشُقّ السّماءَ السّابعةَ قُرفُصاءَ

ويُسبّح بالياقوتْ

*

صلاحُ الدّين…

ما أوقفَ حملاتِ الإفرنج

ها هي جحافل

فوجًا بعد فوج

تتفسّحُ من ـ الدّار البيضاء ـ

إلى ـ الدّار الخضراء ـ

ومن سِيناء … إلى بيروتْ

*

زرقاءُ اليمامة…

عينُها الزّرقاء

غَضّت طرفًا عن الأعداء

وبِطَرفٍ غمزَتْ

هيَ تلكَ التي تتمشّى على حافة المَسبح

بشُورتِ الجِينِزْ

والنظارة السوداء

تتمتّعُ بالصّيف قبل أن يفوتْ

*

الحلاّجُ

جُبّتُه خاويةٌ ما اِحترقتْ

معروضةٌ في الواجهات

مُطرّزةٌ بالخّز والقَزّ

مُوضةُ هذا العام

تتزيّنُ بها السّائحاتُ في السّهراتِ

*

ثورةُ الزّنج .. هل وقعتْ !

كذِبَ المُؤرّخونَ …وإن صَدقُوا

ألمْ تر العبيدَ والعمّال والفلاّحةَ

يزدحمُون في الطّرقاتِ… في القطاراتِ

ليلحقُوا بالقوتْ

بعضُهم يقتاتُ

بعضهم يمُوتْ!

*

طارقُ بنُ زياد …هل فتحَ الأندلسَ !

ها هُو في التّلفزيون

مَزهُوّ بالنّياشين اللمّاعةِ

أمامَهُ الجنودُ في سَلامٍ

يمينٌ شِمال

واحدٌ إثنان / واحدٌ إثنان

كلّ حَربٍ بخُسران

كلّ حاكم بطغيان

السّجنُ أمامكم والرّصاصُ وراءكم

ويَقرأ : فبأيّ آلاءِ ربّكُما تُكذّبان

*

إخوانُ الصّفاءِ … رسائلُهم…. مَا وصلتْ

الطّرُقُ اِنقطعتْ

المدائنُ سَقطتْ

كالبُنيان المَشقُوق…

بعضُه يُسقِط بعضَه

زمنَ المِلل والنّحل

زمنَ الطوائف والعشائِر

والجواري والدّولار…

فالعنكبوتُ في كل البُيوتْ

مِن غرناطةَ…إلى بيروتْ !

***

سوف عبيد – تونس

1983

 

في نصوص اليوم