نصوص أدبية

جاسم الخالدي: اللسان الذي لا أنطق به

ليس عندي

ما أنفقه على صمتي،

صمتي

كبرَ حتى صار له لسان

يسلُق به المارّين،

ويَصمني بما ليس عندي،

يكفرُ بالنِّعَم،

وينسى أنّي

احتضنته

مذ كان غَضًّا

لا يعرف غير العويل،

يبكي

لسببٍ أو من دون سبب،

تحمّلته،

ولمّا اشتدَّ عوده،

سلقني بكلماته،

وأورثني وجعًا

يمتدُّ من حنجرتي

إلى ظلّي،

حتى صرتُ غريباً

في بيتي،

يأمرني أن أخرس

حين أودُّ الكلام،

ويُطلقني في الطرقات

حين أودُّ الاختباء،

فعرفتُ

أنني لم أُربِّ صمتي،

بل ربّاني هو،

حتى صرتُ أنا

صوتَه العالي،

وصمتُهُ يبتلعني

كأنّي لا شيء سوى صدى

في حنجرة لا تُسمَع.

***

د. جاسم الخالدي

في نصوص اليوم