نصوص أدبية
عبد الناصر عليوي: بدينِ سجاحَ لا يرضى حَصِيفٌ
ألا هُــزّي الــترائبَ والــمتونا
فــمِــثلُكِ مــا رأيــنا حَــيزَبونا
*
لــقد بــاتَ الجهادُ بهزِّ خَصْرٍ
نــدكُّ بــهِ حــصونَ الــمُعْتَدينا
*
يُكرّمُكِ الملوكُ فَصَرتِ رمزاً
كــــأُمٍ لــلــبــناتِ ولــلــبــنينا
*
دَعِــينا مِــن حَــلالٍ أو حــرامٍ
فــتــيهي بــالضّلالِ و رَفِّــهينا
*
لــقد أزرى بــنا التَّشْدِيدُ دَهْراً
حَـــرِيٌّ بــالــمُشَدِّدِ أنْ يــلــينا
*
إذا أمــسى الــعواهرُ داعياتٍ
فــفــتواهنَّ عــنــد الــرّاقِصِينا
*
شَــرِيــعَتُهمْ تُــحــدّدُها ســدومٌ
تــؤيّــدُها عــجــوزُ الــغابرينا
*
فــأخرجنا لــكمْ شــيخاً حــديثاً
بــمــظهرِهِ يَــســرُّ الــناظرينا
*
إذا مَــضغَ الحشيشَ أتاهُ وحيٌ
يُــحــدّثُكمْ حــديــثَ الــعارفينا
*
فــلــقّنّاهُ مــن أســفارِ مــوسى
لــيصبحَ شــيخكمْ عِجلاً سمينا
*
كــعجلِ الــسامريِّ لــه خُوَارٌ
يــــردّدُه شــمــالاً أو يــمــينا
*
يــثرثرُ كــي يُثيرَ لنا ضجيجا
ذبـــابٌ يــمــلأُ الــدنيا طــنينا
*
رَحَــىً قــد كــانَ لُهْوَتُها هواءً
لــجَعْجَعَةٍ سَــمِعْنا ولا طــحينا
*
لــقدْ زرعَ الــعدوُّ بــنا ذيــولاً
شــياطينا وقــدْ وضَعتْ قرونا
*
كــحــرباءٍ لــهــا جــلــدٌ بــهيٌّ
تــخــبئُ تــحــتَهُ حــقداً دفــينا
*
ســئمنا والــنفاقُ غــدا ســبيلاً
لــكــلِّ مُــخنثٍ أمــسى قَــطِينا
*
يُــدَاهــنُ كــلَّ ذي رأيٍ ســفيهٍ
يَــصِيرُ لــمَنْ يُــجاملهُ عجينا
*
فــلو دخــلوا بيومٍ جحرَ ضَبٍّ
رأيـــتَ كــبارَهُمْ مُــتَقاطرينا
*
يــحــبون الــسفاسفَ والــدنايا
كــجــعلانٍ تُــلاحقُ غــائطينا
*
بــديــنِ مــحمدٍ عــاثوا فَــسادا
ولــلأعداءِ مَــحْضُ مــروجينا
*
لــقد خُــلِقَ الــبغالُ لــتركبوها
لــها بــاتَ الــخلائقُ مُهْطِعينا
*
هــمُ الــخبراءُ فــي علمٍ ودينٍ
و بــاتوا فــي الــبلادِ مُفكِّرينا
*
عــلى الإعــلامِ أعــلامٌ كــبارٌ
فــصــاروا لــلكتابِ مُــفَسِّرِينا
*
وكــيفَ يُــفَسِّرُ الآيــاتِ رَهْطٌ
بــنُطقِ الــضادِ كــانوا مُلْحِنينا
*
فــــلا فِــقْــهٌ يُــؤَيِّــدُهُ دلــيــلٌ
ولا اســتنباطُهمْ أضــحى مبينا
*
ولا قــولُ الــرسولِ له اعتبارٌ
وبــاتوا في الصّحاحِ مُشكِّكينا
*
فــساروا بالكتابِ على هواهمْ
وصـــاروا لــلعبادِ مُــضللينا
*
خــراتــيتٌ يُــشــجعُها خــبيثٌ
لكي يغدو الخنا في الناسِ دينا
*
ولـــولا أنْ تَــبَــنْتهمْ عــجولٌ
رأيــتَ الــناسَ منهمْ ساخرينا
*
مــسيلمةُ الــكذوبِ إذا يُــبَاري
دعــاةَ الــسوءِ كــانوا السابقينا
*
تــراهمْ مُــمْسكينَ بكلِّ سُخْفٍ
وفــي الحسناتِ كانوا زاهدينا
*
لــمَ الــتّقليدُ في الأديانِ فرضٌ
وفــي باقي الأمورِ غدا مُشينا
*
إذا حَــدثَ انتخابُ جمالَ عنزٍ
لــفازَ الــتّيسُ دونَ مُــنَازِعينا
*
فــفي أمــرِ الــسياسةِ لا كــلامٌ
وإنْ دامَ الــبــلاءُ بــهمْ ســنينا
*
وإنْ ظــلَّ الــتخلفُ والــرزايا
كــطــاعونٍ يــحاصرُ مَــيّتينا
*
فــهلْ يــأتي التطورُ ذاتَ يومٍ
نــراهــمِ لــلوجوهِ مُــغَيِّرينا..؟
*
جــمعتمْ بــين تــوحيدٍ وشركٍ
وأصــنــامٍ وقــولِ الــصابئينا
*
فــلو كــلُّ الــعقائدِ صــالحاتٌ
لــمــا بــعثَ الإلــهُ الــمرسلينا
*
وأحــمــدُ كــان خــاتمهمْ نــبياً
أتـــى لــلناسِ طــراً أجــمعينا
*
لــينسخَ ســائرَ الأديــانِ حُكماً
ومــا كــتبَ الــبغاةُ مُــحرِّفِينا
*
بدينِ سجاحَ لايرضى حَصِيفٌ
ومــا خــطَّتْ أيــادي المُفْتَرِينا
*
كــفرتُ بــهِ ولــيسَ الكفرُ إثماً
إذامــا الــكفرُ نَــجّى المؤمنينا
*
كــكفرِكَ بــالطواغيتِ امتثـالاً
لــــقــولِ اللهِ ربِّ الــعــالــمينا
*
وآمــنــتمْ بــطــاغوتٍ وجــبتٍ
عــلــى الآثــارٍ كــنتمْ مُــقتدينا
*
ألا يـــا أيُّــهــا الــشــذاذُ إنِّــي
بَـــراءٌ حــيثُ كــنتمْ رائِــحينا
*
لــكــمْ ديـــنٌ تُــفضّلُهُ ســدومٌ
ونــحنُ بــديننا طــوعاً رضينا
***
عبد الناصر عليوي العبيدي