نصوص أدبية

مجيدة محمدي: هروب

الذّاتُ الهاربةُ إلى الأمام…

أيَّ وجعٍ تحمل؟

*

تحملُ ثِقَلَ البداياتِ التي لم تُمنَحْ وقتَها،

وجعَ القراراتِ التي وُلِدَتْ قبل أن تنضجَ الشجاعة،

وصدى خطواتٍ عادتْ

من منتصفِ الحلم

خائبةً.

*

تحملُ ذاكرةً

تعضُّ من الداخل،

تفتحُ دفاترَها فجأةً

في أماكنَ لا تسمحُ بالبكاءِ،

وتُجيدُ اختيارَ أكثرِ اللحظاتِ ازدحامًا

لتسأل، متى نلتفتُ إلى أنفسِنا؟

*

الذّاتُ الهاربةُ إلى الأمام

تحملُ خوفًا متقنَ التخفّي،

يلبسُ قناعَ الاستعجال،

ويمشي واثقًا

كي لا يُفضَحَ ارتجافُه.

*

تحملُ قلبًا

أرهقتهُ محاولاتُ الفهم،

وأقنعَ نفسَه

أنّ الركضَ شكلٌ آخرُ

من أشكالِ الحكمة.

*

في صدرها

مرافئُ لم ترسُ،

ووعودٌ أُجِّلَتْ

حتى نسيتْ أسماءَها،

وأحلامٌ

تنامُ خفيفةً

كي لا تُوقظَ الخيبة.

*

تهربُ إلى الأمام

لأنّ الخلفَ

مكتظٌّ بمرآةٍ صادقة،

تسألُ بلا رحمة، من كنّا؟

ومتى خُنّا بطءَ قلوبِنا؟

*

أيَّ وجعٍ تحمل؟

تحملُ وجعَ من نجا

وجعَ من اختار الحركة

كي لا يتعلّم

كيف يُقيمُ في الألم.

***

مجيدة محمدي

في نصوص اليوم