نصوص أدبية

ليث الصندوق: من داخل النفق

لا أملَ في العثور على مخرجٍ من النفق

لا أملَ في ومضة راكدةٍ من نهارٍ سابق

أطرقُ جثثَ الصمتِ المتحجّر

فأسمعُ الزمن الجريحَ يقول:

لا أحدَ هناك،

أنتَ وخوفكَ وحدُكُما

محبوسان داخلَ بعضِكما

**

أسمعُ جَلَبةً لأناسٍ خارجَ النفق

أنهم يستنفِرونَ عضلاتِهم بالصُراخ لفتحِ ثغرةٍ

وإدخال شُحنةٍ متفجّرةٍ من الحرية

كأنّ حُريّتَهم فاضت عن حاجتهم

وجاءوا يقتسمونها معي

أنهم يُدينون صمتَ الأحجار المريب

ويدعون لتفجير أنفاق العالم

وتحرير قاطرات السكك الحديد

أنهم يُطالبون بنُظمٍ سياسية تقودُها الجرّافاتُ

وثاقباتُ الصخورِ

وأصابعُ الديناميتِ

يركضون، ويقفزون ممزّقين الفراغ

أميّزُ في هتافاتهم النارَ التي طَبَخوا عليها حناجرهم

هتافاتُهم تبلغُني مُجعّدةً

إلا أنها غاضبةٌ ومحتقنة ومجنونة

هتافاتٌ تُفجّرُ ترساناتِ الأمل

لكنها ما إن تُلامسُ الحجارةَ الباردة

حتى تتجمّدَ

وتفقدَ القدرةَ على النطق

تلك هي ضالة الثورات الصوتية

أنها تُشعركَ بالشِبَع

لكنها لا تضعُ بين يديكَ رغيفاً

***

شعر: ليث الصندوق

 

في نصوص اليوم