نصوص أدبية

فاطمة عبد الله: مرآة اللاعودة"

في محطاتنا الأخيرة

نجلس على ركام كلماتٍ لم تُقتل

نرتّق نسيج الندم بخيوط من دموعٍ جفّت

رسائلُ بلا توقيع

وصمتٌ يشلّ ذاكرتنا

أرجوحة معلّقة بين شبح الشكّ وهم اليقين.

*

كم قصيدة تئنّ

معلقة على حافة سطرٍ غادر

تسكن دفاتر مهترئة

تنتظر قارئاً صار بعيداً كأفقٍ احترق

*

نفتح نوافذ القلب على هزيمة حكاية

نسرق عبيرها من بقايا زمنٍ نسيناه:

زهرة ماتت قبل أن تُقطف

وفنجان يحترق بدفء غياب لم يُودّع

وصوتٌ تألم في دهاليز الغياب

لم يُكتب له الوصول.

*

رهانٌ على حب بلا أفق

عُلق في عنق الزمن كتعويذة باهتة

فانكسر بين أصابعنا

كما تنكسر المرآة على وجه لم يعد لنا.

*

لم نخسرهم

بل خسرنا ذواتنا التي كانت تكتبهم بلهفةٍ لا نعرفها الآن

لم يخدعنا أحد

بل صدقنا وهم الخلود في علاقاتٍ

رُسِمت بحبرٍ سري، ثم محيت بيد القدر العابثة.

*

أنا التي عبرت الأزمنة على أقدام الرسائل

وتسلّقت طرقاً موصدة بأملٍ أبكم .

أعود اليوم

لا لأبكي صفحاتٍ انهارت

بل لأعطيها اسماً أخيراً:

"الحكمة المؤجلة".

*

الخسارة، يا صديقي

لا تُشفى إلا حين نصيرها

حين نتحول إلى مرآتها

ونمضي… لا عودة.

***

بقلم فاطمة عبد الله

في نصوص اليوم