نصوص أدبية
جاسم الخالدي: نبض الضوء
كيف لو جفَّت الريحُ
قبل أن تَلمسَ عبيرَكِ؟
كيف لو أُطفئتِ النوافذُ،
وصمتتِ الشوارعُ
عن حكاياتِ خطاكِ؟
*
ماذا لو نسيتِ
كيف تُعيدين ترتيبَ الريح؟
أو كيف تفتحين أبوابَ الصباحِ
بمجردِ التفاتةٍ؟
*
ماذا لو كان للوردِ
أيدٍ تمتدُّ
لتتعلمَ منكِ
فنَّ أن يزهرَ دون صخبٍ؟
*
يا امرأةً
تَفتحُ الزهرَ
بلمسةِ يديها،
تُعيدُ للمطرِ ذاكرته
حين ينسى الطريق.
*
لو اختبأتِ خلفَ غيمِ الغياب،
ماذا أقولُ للنهارِ
الذي لا يعرفُ غير دفءِ وجهِك؟
وماذا أتركُ للشعرِ
إذا ضاعَ من الحروفِ وهجُ حضورِك؟
*
أنتِ النسيمُ
الذي يلتقطُ أنفاسَ المساء،
والظلُّ الذي
يُعيدُ للشمسِ توازنها.
*
علِّميني
كيف أرتّبُ الوقتَ
بينَ انتظارِكِ وإطلالتِك،
وكيف أكتبُ حُباً
لا يذوبُ في غيابك،
بل يشتعلُ أكثرَ
مع كلِّ ارتعاشةٍ في قلبي.
*
يا امرأةً
حين تغيبُ
يصبحُ العالمُ
قصيدةً لم تُكتب،
وحين تأتي
تصبحُ القصائدُ
كلُّها أنتِ.
*
يا امرأةً
حين تحضرُ
تكتملُ الأشياءُ
وتتلاشى الأسئلةُ،
وحين تغيبُ
يصبحُ الوقتُ رماداً
يُثيرُ الحنينَ دون أن يُجيب.
*
علِّميني
كيف أكتبُ حباً
لا يشبهُ قصائدَ العاشقين،
ولا يلتقطُ ظلالَ الماضي
بل يصنعُ ضوءاً جديداً
بينَ كلِّ نبضةٍ ونبضة.
***
جاسم الخالدي