نصوص أدبية

عادل الحنظل: قصص قصيرة جدا (7): ذهَبتَ بَعيداً

ليسَ في وطَني حِدأةٌ تُغنّي، اللصوصُ الأوفياء، لدينِ السَرِقة، جعَلوها تَجوع، في بَلدِ الفِئران.

2

أخفى خَلفَ عَينَيه، سِرّهُ المُقدّس، بينَ جَفنَيه، في كلّ رَمشَة، يَقطُرُ الوَرَع، واختلاسُ النَظر، الى غَنيمةٍ عَمياء.

3

أُصِبتُ بعَمى الأشكال، رأسُ شاة، بجِسمِ ضَبع، جميعُ ثيرانِ الوطَن بلا قرون، عدا الحَمير.

4

ما الذي رأَيتَ، لمّا نَظَرتَ خلفَ كتِفِك، أشياؤُكَ الجَميلةُ لن تَلحَقَ بك، فادّخرْ شَهقاتِكَ، لمَوسمٍ آخر.

5

ذهَبتَ بَعيداً، لم تَحسبْ من قَبل، خُطواتِكَ بعدَ الأفُق، فصِرتَ في المَغيب، تَحسدُ الشُروق.

6

أسلحَتي الكثيرة، لمّا أُرغَمُ على استِخدامِها، في رمَقي الأخير، تقتُلنُي.

7

حينَ انكَفَأتَ على وجهِك، على طريقٍ مُستَوية، كانَ لعَينيكَ رأيٌ آخر، أفصَحَتْ عنهُ، لغيرِك.

8

تَمنّيتُ لو أنّ الحُبَّ أرحَبَ مما كان، لم يَحتملْ كلّ انفِراجي فيه، فانفَجَر.

9

ما كُتبَ عليكَ أيّها الجَبين، لم يتركْ فيكَ موضِعاً صَغيراً، يدومُ ابتهاجي فيه، كقِصّةٍ تُروى.

10

لا تَسَلني عن احمرارِ عَينَيّ، ذلكَ أدنى النَزف، من قلبٍ، يَسحَلُ الخَفَقان.

11

ما تراهُ من رَعشةِ يدي، ليسَ إلّا انتقاماً، من أفكارٍ، رسَوتُ بها، على شاطئٍ، ليسَ لي.

12

أحسدُ الصَقر، ليسَ مثلي، لا أحدَ يَسرقُ منهُ الفرائس، بحيلةٍ صَغيرة، وينجو.

13

لم أحرقْ جَميعَ السفُن، خلفي، فقد عبرتُ على خشَبَة، ضلّت المسار.

14

أغمَضَ عينيه، أطفأ الشَمس، يخشى أشباحَ اليقَظَة، أشباحُ الظَلام، بلا أجنحَةٍ، أو أسنان.

15

حينَ قَرَعَتْ أجراسُ الكنائس، موسيقى بيتهوفن، سَمعتُ عَزْفَ العودِ في المآذِن، هذا ما قلتُهُ، تحتَ التعذيب، بتهمةِ الفَرَح.

عادل الحنظل

في نصوص اليوم