نصوص أدبية
عبد الناصر عليوي: المـرياع
وكــيــفَ يــحرَّرُ الأقــنانُ جــيلاً
إذا خــلــقــوا عــبــيداَ بــالــولادةْ
*
وســيِّــدُهمْ لـــهُ حـــقٌ عــلــيهمْ
كــمــا ربُّ الــسماءِ لــه الــعبادةْ
*
إذا مـــا مـــاتَ يَــخْــلِفُهُ بَــنُــوهُ
كــأمْــتِــعَةٍ وأبْــنِــيَــةٍ مُــــشــادةْ
*
وهــمْ كــالعيرِ لــيسَ لــها قــرارٌ
تــمــصُّ دِمَــاءَها بَــطَرًا قُــرَادَةْ
*
وســـاروا كــالقطيعِ وراءَ كــبشٍ
خَــصِــيٍّ كــالــنِّعاجِ بـــلا إرادةْ
*
هو المرياعُ خلفَ الجَحْشِ يَمْشي
أمــامَ الــجمعِ بــاتَ لــهُ الــرّيادةْ
*
لـــهُ جـــرسٌ يُــجَلْجِلُ بــانتظامٍ
لــكي يــمضوا عــلى نهجِ القيادةْ
*
إذا مـــا شـــذَّ فَـــرْدٌ ذاتَ يــومٍ
تــلاحــقُهُ الــكلابُ بــلا هــوادةْ
*
لــيرجع طــائعاً مــن غــير كَرْهٍ
فــفــي الإقــناعِ تــمتلكُ الإجــادةْ
*
فــمن أوبــارهمْ صــنعوا فــراشاً
ومــن ريــشِ الــنّعامِ لــهُ وسادةْ
*
ومــن حــرمانهمْ يَــبْني قصوراً
عــلى أوجــاعهمْ يُــبدي جَــلادةْ
*
وإنْ بــذلــوا لـــهُ مــالاً ونــفساً
يُــؤَنِّــبْهُمْ ويــرغــبُ بــالــزّيادةْ
*
إذامــا شــاءَ خــاضَ بهمْ حروباً
نــتــائجُها الــكــوارثُ والإِبــادةْ
*
لــيسبحَ فــوقَ بــحرٍ مــن دمــاءٍ
ويــصنعَ مــن جــماجمِهمْ قِــلادةْ
*
هـــو الــسَّبَّاقُ يَــشْرِيهمْ بــبخْسٍ
فــفي الــتَّسْوِيقِ حاز على شهادةْ
*
وهـــمْ بــالعُـرْفِ لا هَـمٌّ لــديهمْ
ســوى تَفْخِيمُ أصــحابِ السعادةْ
*
بــعصرِ الــقبحِ باتَ الزَّيفُ نهجاً
وبــالــتّلْفِيقِ تُــصْــطَنَعُ الإشــادةْ
*
فــيا أهــلَ الــمودة، فانــصَحوهمْ
لــعلَّ تُــفِيدُ فــي النّصحِ الإعادةْ
*
فــمــا حصلَ الــتّقدمُ فــي مــكانٍ
وفــيه الــناسُ أهــونُ من جرادةْ
*
إذا لـــمْ يــصبح الإنــسانُ حــراً
فـــلا و طــنٌ يَــعِزُّ ولا ســيادةْ
*
عبد الناصر عليوي العبيدي