نصوص أدبية
عادل الحنظل: خذلان
ق . ق . ج
خذلان
ركبتُ الطائرةَ ساعاتٍ قليلة، فابتعَدَتْ بلادي ألفَ عام، ليس سوى سرابِ الذكريات يكسرُ أعناقَ السنين.
**
مهزلة
في وطني، ينبشونَ في قمامةِ الزمن، أولئك الذين جاءت بهم عرَباتُ الآلهة، من باحاتِ المُدنِ الخلفية، يصحَبُهم ربٌّ اسمهُ إيراريكا.
**
أمل
قيلَ أن نطفةً تفجّرّتْ ليولدَ الكون، وتُخلَقَ المَجرّات، متى تتفجرُ نطفتي لأولدَ من جديد؟
**
حقيقة
إحمّرَّ جبينُ صاحبي من لسعةِ الخَمر، لَمَعَت في عينيهِ أضواءُ النسيان، فصارَ يهتفُ للوَطَن.
**
سقوط
تَكَوّمّتْ بجاني ككتلةِ شحمْ، كأنما أمطَرَتْ حولَها الدنيا لترسمَ في وجهِها قوسَ قزَح، ليس سوى أنفِها غريباً يطلُّ نحوي بلا لون.
**
وفاء
كان يسعَلُ كثيراً، كثيراً، فقد انحشَرَت في رئتيهِ ذكرى ميّتة، لا تُظهِرُها الأشعّة.
**
حكمة
ليس الكتابُ خيرَ صديقٍ في الغربة، بل الذكريات، تجعَلُ الوحدةَ أكثرَ جنوناً.
**
نفاق
رأىٰ دمعةَ طفلٍ جائع، على خدٍّ منكسر، وثيابٍ بالية، فرسمَ لوحةً باعَها بالملايين.
**
رسالة
إنهمك الرسّامُ بشرحِ فلسفةِ الألوانِ في لوحتهِ ، سألهُ أعمى يفترشُ الرَصيف، هل تُوضح لي حِكمَةَ الألوان أيها السيّد، لَعلّي أتخيّلُ ألوانَ الجوع.
**
حظ
يُشعرني الوطن بالغربة، لعنةُ مَنْ تلكَ ياترى.
**
تضحية
عاش طويلا ليدركَ أن احتفاظَهُ بإنسانيتهِ جَعَلهُ يحيى على حافّةِ الحياة.
**
خداع
غادر للذودِ عن المُقدسات، فعادَ حذاؤه ملفوفاً بِعَلَمْ.
**
ضياع
سيأتي عيد ميلادي مرّةً أخرى، ولم أعرف ماذا بعد.
**
جهل
يُراعي أن يرى غروب الشمس من شرفتهِ، كلّ يوم، ولم يسأل، حتى، متى تُشرق.
**
بُهتان
عندما يموتُ جميعُ البشر، ربما بقنبلة ذرية، سيَظهَرُ القمرُ كما اعتاد، بلا نزاعٍ على عيد، أو صيام.
**
مهزلة
أكونُ صريحاً معكم، كرهتُ الغربة، قرَضَتْ من سنيني العديد، وحين عُدت، أبقتني ذكرياتي فيها على قيدِ الحياة.
**
براءة
سأقابلُ الله ذات يوم، أعرفُ، لا حقَّ لي بسؤالهٍ عن شيئ، وأعرفُ أنّهُ لن يسأَلني أيضا.
**
نقيض
مثل العديدِ منكم، أفكّرُ أحيانا، عندما أضَعُ قدمي في الآخِرة، قد تقولُ الملائكةُ لي، حَدِّثنا عن الجَنّة؟
****
عادل الحنظل