نصوص أدبية

أسامة محمد صالح: إلّا التي.. يا قدسُ

فعلوا العُجابَ لكي يظلَّ صغيرُنا

طفلًا بلا وزنٍ لخوضِ صِراعِ

*

فعلوا العُجابَ لكي يكونَ بوزنهِ

المأمولِ ذا حيَلٍ لطولِ جِماعِ

*

دون الزواجِ فوزنُه ذا لا يُؤَهْـ

ــــــهِلُهُ لوزرِ إعالةٍ ومَتاعِ!

*

فعلوا وفي أممٍ سوانا فعلُهمْ

يغدو جليًّا عند كلِّ نزاعِ

*

فيما تراه خنوثةً لم تَجْنِ ممْــ

ــــــما في الذّكورة غيرَ سدسِ ذراعِ

*

إلّا التي في قُدسِها تُسقى الرّجو

لةُ للطّفولةِ عندَ كلِّ رضاعِ

*

فشكى الأعاديْ طفلَها لرجولةٍ

فيهِ اسْتحالَ عبورُها بخداعِ

*

أو بالدّراهمِ والدّنانيرِ التي

فيها ترى ملكًا بهيئةِ راعِ

*

أو بالحصارِ وجيشِه ذاك الّذي

قهرَ الجيوشَ عدا فلولَ دِفاعِ

*

أو بالفجورِ جناحُهُ حريّةٌ

هبَطَت بهمْ من قمّةٍ للقاعِ

*

وبكىْ أعادينا بكاءَ ضباعِ

ففعالُ أصغرِنا فعالُ سباعِ

*

وغدا البكاءُ مهابةً جرّاءها

خاروا التّخاطبَ من وراء قناعِ

*

فبدتْ وجوهُ وفودِهمْ مثلَ الحجا

رِ شقوقُها تُؤوي رؤوسَ أفاعي

*

وغدت مهابتُنا سقامًا بينهمْ

يَسري إلى الأطرافِ عبرَ نُخاعِ

*

ولئن سألت الكِبْرَ فيهمْ لادّعوا

أنّ الذي عانوه محضُ صُداعِ

*

لمّا رأتْ سيفًا بيمناهُ بكتْ

عيناي عمرًا ميلُهُ لِوداعِ

*

وكأنني بالناصر الأمويّ آ

تٍ من غروبِ الشّمس تحت شراعِ

*

حتّى يمهّد للشروق على ترا

ــــــبٍ صاحَبَ الدّهرين دون شعاعِ

*

ولِمَنْ أرادَ نِزالَنا فالطّفلُ في

قدسٍ تتمُّ بضفّةٍ وقطاعِ

*

ولِمَنْ أرادَ سلامَنا فالطّفلُ منْ

يُملي الشروطَ وخِصمه لِسَماعِ

***

أسامة محمد صالح زامل

في نصوص اليوم