نصوص أدبية

عبد الله الجميل: جذر عميق

أنا غريبٌ إذا هاجرتُ من وطني

وإن بقِيتُ سأحيا حاملاً كفني

*

جذري عميقٌ بأرضِ الرافدينِ هنا

لكن بتربتِهِ عاثَتْ يدُ الزمنِ

*

حتّى ورودي أرى الغِربانَ تسرِقُها

ولا فراشاتِ تأتي كي تُطمئِنَني

*

هذي البلادُ بِقَدْرِ الحبِّ تُهلكُنا

قد أورَثَتْنا سُلالاتٍ منَ الفتَنِ

*

زرعتُ بذرةَ خيرٍ في أزقّتِها

لكنّها أنبتَتْ غاباً من العفَنِ

*

ودجلةٌ ليسَ نهراً، مَحْضُ ساقيةٍ

بأمرِ أنقرةٍ يجري على المدنِ

*

لو أنّ قَزْماً أتاهُ اليومَ يعبُرُهُ

وكانَ قبلُ يُسمّى حاصدَ السفُنِ

*

كأنّها كرةٌ مملوءةٌ جُثثاً

شمسُ العراقِ وهذا الغيمُ كالكفَنِ

*

لا تحسبوا أنّني أقسو على وطني

لكنّها حسرةُ المحزونِ تخنقُني

*

إنْ مرّ يومٌ بخيرٍ قلتُ يا عجَباً

لا بُدّ يتبعُهُ يومٌ منَ المِحَنِ

*

حتّى البياضُ أرى فيهِ السوادَ ولا

أكادُ أعرِفُ قبري ذاكَ أم فنني

*

حتّى النخيلُ سهِرْتُ الليلَ أحرُسُهُ

وفي الصباحِ مشى عنّي يودِّعُني

***

د. عبد الله سرمد الجميل

 

في نصوص اليوم