أقلام حرة
صادق السامرائي: الشجر يستنزل المطر!!
العلاقة بين الأشحار والأمطار ذات قوانين فيزيائية خفية، فالسماء تستجيب لنداءات الشجر، وعندما تكون الأرض قاحلة، تنعدم العلاقة المطرية بين السماء والثرى، وحالما يتم إستصلاح الصحارى وتحويلها إلى واحات خضراء سينهمر المطر ويساهم في الإرواء.
تلك معادلة بيئية متعارف عليها عبر الأجيال، فالطبيعة تحكمنا وتساهم في إدامة بقائنا، وتوهمنا بقدرتنا على الإنتصار عليها يتسبب بتداعيات ضارة بوجودنا.
أي إعتداء على البيئة الجغرافية تترتب عليه نتائج لا تخطر على بال، ذات مآلات صعبة.
من واجب المخلوقات إحترام قوانين الطبيعة، لتكون ذات عطاءات متنامية ومساهمات متجددة في إثراء مدينة الوجود، وتحقيق التواصل المتعافي من صولات النكبات الشنعاء.
عصرنا آلي الطباع، وبما أبدعه العقل صرنا نتكبر على الطبيعة ونتحداها، ونسعى لتغيير إيقاعاتها وتمرير رغباتنا الأنانية المدمرة لنا، فالطبيعة رؤيتها شاملة ورؤيتنا ضيقة قاصرة، وكأننا نطعن ذاتنا وموضوعنا بإختيارنا دون تبصر، وإدراك لما يترتب عليه فعلنا من أخطار جسيمة.
فيضانات مرعبة، هزات أرضية مدمرة، أعاصير شديدة، وتفاعلات غاضبة بين السماء والأرض، تتناسب طرديا مع ما يكنزه خلقها من مشاعر وتطلعات.
الأنانية العمياء وعدم المشاركة في الخيرات والموارد من أفظع أعداء الطبيعة، ومن منغصات الدوران، ومحفزات العدوان الأرضي على ما فوق التراب.
التجربة مع الطبيعة فوق الجبال وبينها وفي السهول تعلمنا، أن هناك لغة خفية بين السماء والأرض، وأن للزرع نداءات تسمعها السماء وتستجيب لها.
فالصحارى تأنس بتصحرها وترفض نزول المطر، والمرابع تأنس بعشبها فتستدعي الغيوم فيهطل المطر.
فهل تصلي الأشجار مثلما يصلي البشر صلاة الإستسقاء؟!!
شجرٌ نادى سماءً إمْطري
نزلَ الماءُ عليها كالوَري
لغةُ الزرعِ خفيٌّ صَوتُها
تدركُ المنطوقَ قلبُ الأقدرِ
لمُروجٍ من نباتٍ يانعٍ
وفدَ الغيمُ قتيمَ المنظرِ
***
د. صادق السامرائي






