أقلام حرة
صادق السامرائي: الشعر والتأريخ!!

الشعر في حقيقته تسطير لمسيرة العرب منذ ما يسمى (العصر الجاهلي)، حتى أصبح ديوانهم الحاوي على مآثرهم ومثالبهم وقصص حياتهم في أزمنتها المتعاقبة.
فلكي تقرأ التأريخ بموضوعية لابد أن تطلع على ما كتبه الشعراء في الفترة المعينة.
وفي بلادنا برز عدد من الشعراء في القرن العشرين، وفي مقدمتهم معروف الرصافي، الزهاوي والجواهري، الذين رسموا صورة الحياة بأشعارهم، ويمكن القول بأن الجواهري خصوصا قد دوّن تأريخ القرن العشرين بشعره وصوّر الحياة العراقية والعربية والعالمية بأروع ما يمكن.
والرصافي برع في الكتابة عن معاناة الشعب ومواجهاته مع الحكومة وما عاناه منها، ولديه العديد من أبيات الشعر المتداولة:
"علمٌ ودستورٌ ومجلس "نائبٍ"...كلٌ عن المعنى الصحيح محرّف"
"لا يخدعنك هتاف القوم بالوطن...فالقوم في السر غير القوم في العلن"
ويستطيع الباحث الجاد أن يسطر ما دونه الشعراء عن أحوال زمانهم ويقدم للأجيال صورة تقريبية للواقع التأريخي آنذاك، وما دار من الأحداث في حينه.
أي دراسة تأريخية لا تطلع على مدونات الشعراء في الفترة التي تبحث فيها، لن تقدم صورة متكاملة عن الحياة بعواملها المتفاعلة.
إذ يمكن القول بأن معظم الشعر توثيقي ومعبر عن نبض الحياة الحقيقي، أكثر من الكتابات التأريخية البحتة، وفي كلا الحالتين هناك ما يؤكد المساومة والمتاجرة بالقلم.
وعندما نتساءل أين السياسة، فقول الرصافي يختصرها، ولازلنا على سكة ما قال نسير.
فأين السيادة، وإرادة تقرير المصير، والشعوب تنام على الحصير؟!!
***
د. صادق السامرائي