أقلام حرة

صادق السامرائي: أسماء نجلها ونتعبد في محرابها!!

ظاهرة سارية في مجتمعات الأمة، تحسب بعض الأفراد منزهين ومقدسين، وتذعن لرؤاهم وتقلدهم وتذوب في دنياهم، وهم كغيرهم من البشر، اجتهدوا في مجال معين وأطلقوا أفكارهم، والكثير منهم أقواله لا تتوافق مع أفعاله.

والسؤال المحير مفاده: لماذا لا نتفاعل معهم بحرية وعقل فاعل، ونرضخ لمسلماتهم ونجعلهم سادتنا ومستعبدينا؟

ما أكثر الأسماء التي تحجرت في وعينا الجمعي، وتحولنا إلى أصداء جامدة لمعطياتهم ومميزاتهم، وما عرفناهم بجوهرهم، وإتخذنا قشورهم قدوة لنا وتأثرنا بالقشور المسوقة المتألقة، وأغفلنا الجوهر الأصيل الداعي لحرية التفكير وإعمال العقل.

فهل نحن عقلاء أم سذج؟

لا يوجد في مجتمعات الدنيا، أغادير ومستنقعات آدمية، مثلما تنتشر في ربوعنا التأسنات العفنة التي أزرت بالأجيال، ودفعت بهم إلى حفر الويلات والتداعيات المريرة.

الدنيا نهر يجري عارم التيار، وعندنا بركة ماء راكدة تتكاثر فيها العظايا والبعوض وما فيها يأكل بعضه حتى النهاية المقرفة.

هذه الظاهرة تشخص عندما تقرأ عن أحدهم، وإذا بنا أمام حالة لا يمكن بلوغها، ونصفها بالنادرة فهي لن تتكرر وعلينا أن نتجمد في أحضانها ونندثر.

إعلامنا كيار وأفذاذ، وهذا لا يعني أن الأمة قد عقمت بعدهم ولن تلد مَن هم أحسن منهم، الأجيال عليها أن تتواصل مع السابقين وتطور أفكاهم وتنطلق منهم لا أن تموت فيهم.

هكذا الشعوب تمضي في سكة الحياة وتبني حاضرها وتتطلع لمستقبلها، فلماذا نميل نحو الإندحار في الماضيات، ونستلطف السكون والقنوط؟!!

***

د. صادق السامرائي

في المثقف اليوم