أقلام حرة

نايف عبوش: خرق القوانين المركزية للظواهر الكونية بالمعجزات.. إرادة الهية

بغض النظر عن الأطروحات الفلسفية وما يدور في فلكها من تفسيرات للقوانين المركزية في الكون والمعجزات.. والتي تظل مجرد وجهات نظر أصحابها صحت وأصابت، ام اخطأت التحليل..فانه لابد من القول بإن القوانين المركزية هي إرادة الله تعالى المحضة، التي اودعها في خلقه، على قاعدة (وَالشَّمسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) للتحكم في ظواهر الكون والطبيعة كما شاءت إرادته، لتكون معايير تضبط حركة تلك الظواهر، ولتكون من ثم، موضع تفكر ودراسة واهتمام واستطلاع من قبل الإنسان، لتحديد كيفية. الإنتفاع والإستفادة منها، في اطار قانون التسخير المركزي على قاعدة (الله الذي خلق السماوات والارض والأرض وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم وسخر لكم الفلك لتجري في البحر بأمره وسخر لكم الأنهار* وسخر لكم الشمس والقمر دآئبين وسخر لكم الليل والنهار* وآتاكم من كل ما سألتموه وإن تعدوا نعمت الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار)..

في حين أن المعجزة هي خرق الهي مقصود لقوانين الكون المركزية، لتعزيز اليقين الإنساني، بما فيهم الأنبياء والأولياء، بقدرة الخالق المطلقة على تجاوز القوانين في اللحظة متى شاء، على قاعدة (فعال لما يريد)..

وبالتالي فلا إرادة، ولاقدرة، لبشر في صنع المعجزة بتاتا..حيث ينحصر دوره في حصولها على مجرد الدعاء إلى الله تعالى بوقوعها وحسب، طلبا للنصرة، مثل طلب موسى إغراق فرعون بكل جبروته بالبحر (فَدَعَا رَبَّهُ أَنَّ هَٰؤُلَاءِ قَوْمٌ مُجْرِمُونَ • فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلًا إِنَّكُمْ مُتَّبَعُون • وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ )..أو التذكير بها لتعميق الإيمان (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)..

وهكذا يظل الكون والظواهر الكونية، كحركة الشمس والقمر والرياح، وغيرها خاضعة لإرادة الله تعالى، ومسخرة بقدرته، لخدمة الإنسان، للإنتفاع مما سخره الله تعالى له منها من خيرات وموارد، واعمار الأرض، وعدم الفساد فيها، وإفساد بيئتها بالتلوث، على قاعدة (وَلاَ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا)..

***

نايف عبوش

في المثقف اليوم