أقلام حرة

صادق السامرائي: كيف ننهض؟!!

قرأت قولا مفاده أن العرب إنشغلوا في سؤال "كيف ننهض" وتعددت أجوبتهم وعبرت عن العلة والعاهة المستديمة.

والواقع أن العرب بنخبهم المفكرة إنشغلوا بسؤال: " لماذا لم ننهض"، وغاصوا في تبريرات وتأويلات لا قيمة لها، ولا أثر سوى الترسيخ وإستلطاف ما هو قائم، وخلاصتها أو إستنتاجها " أن ليس في الإمكان خير مما كان"، وهذه رؤية عطلت الجهود الإبداعية في مجتمعات الأمة.

لو أن النخب فعلا تساءلت " كيف ننهض"، لوضعت الخرائط اللازمة لتأمين مسيرة النهوض المعبرة عن جوهر الأمة.

لا يوجد في كتابات المفكرين على مدى القرن العشرين كلمة "كيف"، بل أن كلمة "لماذا" هي السائدة والمحركة لمشاريعهم، وهم في حقيقتهم نباشون قبور لا مفكرون.

وبسبب ذلك إستنقعت الأمة وما تحرر من ويلاتها المأساوية إلا مَن رحم ربي!!

المفكرون يرسخون ولا يعالجون، ويؤكدون الأحوال، ويخشون التقرب من أنظمة الحكم وإنتقاد الحكام، فالعلة في الرأس المنخور بالخطايا والآثام.

هل يوجد رأس عزيز كريم يحكم بلاده في دول الأمة؟

الرؤوس أعداء أبدانها!!

نعم مشكلة الأمة في رؤوسها الخانعة التابعة المعطلة للعقول والمؤكدة للتجهيل والتعضيل، وإستنزاف الطاقات وتبديدها بإلهاء المواطنين بالركض المرهق وراء توفير لقمة العيش.

ولهذا فكلمة " لماذا"، تفتح للنخب مساحات أوسع للكتابة والهذربة، بينما كلمة " كيف" تتطلب إعمالا مخلصا صادقا للعقل، ووضع الخرائط العملية للوصول إلى أهداف معلومة.

فالنخب أذيال الرؤوس المألوسة، وأبواق الكراسي المحروسة، ومنهجهم تبريري لتسويغ الجرائم وتأمين الفساد، والإمتهان والإستبداد!!

فأين " كيف" يا أمة " لماذا"؟!!

***

د. صادق السامرائي

في المثقف اليوم