أقلام حرة
صادق السامرائي: الوضوح والجرأة العقلية!!
![](/images/1/sadiq_alsamarai2.jpg#joomlaImage://local-images/1/sadiq_alsamarai2.jpg?width=&height=)
السائد في كتاباتنا الغموض، فالخوف سلطان، يجعل الأقلام ترتعش وتتغافل وتتمسك بالهوان، وكأن ما تقوم به نوع من التحايل والإدمان.
ألفاظ غامضة وجبن عقلي، وإمعان بالهروبية والرمزية، والتعبيرات اللا واقعية، الخالية من هموم الجماهير وتطلعاتهم اليومية.
القارئ يبحث عن الواضح المبين، يريد مَن يقدم له المعلومة الطازجة العارية بلا أغلفة وأقنعة وتزويقات لفظية لا فائدة منها.
الكتابة بالعربية أبحرت في جميع المشارب وأبعد، وعلى كتابها أن يتعلموا مهارات التعبير الواضح المعاصر اللازم لإستنهاض الطاقات الكامنة في الإنسان، لا تكميمها وإخمادها، وتدويخ القارئ بما لا تحمد عقباه.
ما فائدة مئات المنشورات اليومية في المواقع ووسائل الإعلام المتنوعة؟
لماذا تزداد الكتابة ويتنامى القهر والظلم وحرمان المواطنين من أبسط الحقوق؟
ألا تساءلنا وفكرنا؟
الأمم والشعوب بنخبها، وهذا يعني أن نخب الأمة مصابة بعاهات عليها أن تراها وتعالجها وتتجاوزها!!
كتابات غثيثة، كأننا نكتبها لأنفسنا، ونتجاهل أنها للقارئ وليست لنا!!
إنتهى زمن الكتابات المعقدة والنصوص القابلة للتأويل، ذلك إبداع بائد، فأبعدونا عن هذيانات تحليل النص، والنظر في باطنه وإهمال ظاهره، فالوضوح في عرف البائدين مباشرة سمجة، والغموض إبداع أصيل، وهل يتفق القارئ مع هذه الرؤية الصومعية؟
أمثال هذه الكتابات قضت على معاني الحياة، وصارت في كتب متأهبة للقفز إلى سوح النفايات!!
فهل نكتب لنكون؟!!
"إن الشجاعة في القلوب كثيرة.... ووجدتُ شجعان العقول قليلا"!!
***
د. صادق السامرائي