أقلام حرة

صادق السامرائي: المصطلحات!!

مناهج إبتكار المصطلحات ونشرها في أرجاء مجتمعاتنا آلية مغرضة تهدف للدمار والتصارع المبيد، وقد بدأ المشروع منذ منتصف القرن التاسع عشر، وبلغ ذروته بعد الحرب العالمية الأولى وتواصل حتى اليوم.

وقد وفر تبريرات سهلة للمفكرين والكتاب الذين ساهموا بترسيخها وتعزيز النظر بواسطتها، فصار لكل سؤال جواب جاهز وتعليل بارز، ولهذا ما إختلفت أجوبة المفكرين والنخب المعرفية، وتمترست في أوعية لماذا، وأجوبتها التي تمليها المصطلحات المتداولة.

وبموجبها، تخندقت مجتمعاتنا في حفر زمنية لا تستطيع مغادرتها، فلو تفحصت ما يُنشر بيوم واحد في أي موقع أو واجهة إعلامية، فستجد النسبة العظمى تتحدث عن الماضيات المأسورات في فترات زمنية سلبية الأبعاد.

بينما لو قرأت ما تنشره مجتمعات الدنيا في عام واحد فلن تجد إلا ما ندر عن الماضيات، ونحن في وعينا الجمعي نلغي عشرات القرون ونفسر ما يحصل في ديارنا اليوم، وفقا لما جرى منذ أكثر من أربعة عشر قرنا.

بينما الواقع المعاصر يفند الإدعاءات، فالأمور بخواتمها، وما نراه يبرهن على صوابية الأحداث رغم مآسيها وقسوتها.

السطوع الحضاري بدأ بعدها، والدين إنتشر وتنامى بعدها، والأمة حية وحاضرة في عصرها، وما يُراد من نشر المصطلحات هو التثبيط، وتنمية مشاعر الضعف وتأمين التبعية والخنوع للآخرين الطامعين بوجودنا.

عصرنا ملكٌ لنا يا أمتي

فاستعيدي مجد روح العزة

واستفيقي من سباتٍ جاثمٍ

قد نهانا عن مدار القدرة

وابشري إنا استعدنا ذاتنا

وبدأنا ببناء الفكرة

***

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم