أقلام حرة

صادق السامرائي: أمة أضاعت أنوارها!!

منذ مطلع القرن العشرين، والمطلوب من الأقلام أن تنعى الأمة، وتكتب عنها بسلبية وإحباطية مفرطة، لتأمين التبعية والخنوع والإستسلام لإرادات الآخرين، حتى صارت تتوسل بأعدائها لحمايتها من شرور بعضها.

وعلى مدى العقود القاسيات، ظهر فيها مفكرون وفلاسفة ومبدعون، يسيرون على ذات الخطى الممعنة بوصف الأمة بأبشع الأوصاف، وتبرير ما يدور في ربوعها من تداعيات، ولن تجد فيها ما يدعو للتفاؤل ويبشر بخير.

وإياك أن تكتب عن إيجابياتها، وطاقاتها المكبوتة، فسيتصدى لك أعوان التثبيط والتنكيل بها، وتمريغها في أوحال اليأس والقنوط.

فالكتابات والدعوات المعززة لوجود الأمة يتم إغفالها، وتعويق تسويقها أو إنتشارها.

ويبدو أن معظم رموزها ضحايا للعدوان النفسي المتواصل، وفقا لآليات التدمير الذاتي والموضوعي للهدف بقدراته الكامنة فيه، فطاقات الأمة الإيجابية تتحول إلى سلبية، وتدميرية فادحة الخسائر والأضرار.

فإذا قلت أن الأمة بخير، قالوا أنها أمة الأشرار والدمار، فلماذا تغفل ذلك؟

وعندما تتحدث عن تأريخها، يجابهونك بمساوئ الفترات التي ظهر فيها الفساد وتشرعن وتديّن.

وأكثرهم يتجاهلون مقارنة واقع الأمة مع الأمم الأخرى في حينها، ويحسبون ما وردهم عن الأمة خاص بها وحسب، وكأن الأمم الأخرى سامية القيم  راقية السلوك!!

ما حصل في ربوع الأمة لا يختلف كثيرا عما جرى في الأمم الأخرى القائمة حولها، مع فوارق معروفة.

وبرغم الإدعاء بأن الإسلام شرعها ودستورها، فمعظمها عبرت عن سلوك السلطة والدولة، وإتخذت من العقائد بأنواعها ذرائع للقبض على مصير البشر، وتذعينهم بالسمع والطاعة.

هذه النزعة المضادة للحياة لا تزال فاعلة ومؤثرة في واقعنا، ويرقص على أنغامها المبدعون والمفكرون والمؤرخون، وجميعهم يسعون إلى تبرير أسوأ الأحوال!!

"وفي الليلة الظلماء يُفتقد البدر"

***

د. صادق السامرائي

في المثقف اليوم