أقلام حرة
علي حسين: وزير دفاع بالعملة السويدية!!
منذ الأيام الأولى لهذه الزاوية حاولت مثل أيّ مواطن أن أفهم كيف يفكر السياسي العراقي،لكنني عجزت..أحياناً أسمع كلاماً منمقاً عن الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والحكم الرشيد. ثم راحت هذه الوعود تتناثر، ولم أعد أفهم لماذا يصرّ المسؤول العراقي على الاحتفاظ بجواز سفر دولة أخرى، ولا لماذا لا تعيش عوائل المسؤولين في العراق.
ثم رأينا قادة البلاد يتوزعون على بلدان العالم، إبراهيم الجعفري عاد إلى موطنه لندن ومعه رئيس الجمهورية فؤاد معصوم، ونائب رئيس الحمهورية خضير الخزاعي في كندا يتقاضى تقاعد لمسؤول سيادي، وأيهم السامرائي في أمريكا بعد أن " لفلف " المليار دولار.
لا أعرف ــ ربما لجهلي المستمر ــ معنى أن يكون وزير أو رئيس وزراء أو عضو برلمان، أو رئيس جمهورية مواطناً لدولة أخرى يحمل جواز سفرها، يتباهى به في مطارات العالم، كما لا أستوعب أن يحصل هؤلاء السادة على تقاعدٍ مجزٍ ومخصصات وهو لا يحترم الجنسية العراقية، وفي أي من البلدان سمعنا أو قرأنا أن رئيس الجمهورية يسكن في بلد آخر، ويتمنى أن يقضي بقية حياته فيه، ولعلكم تتذكرون حكاية المستر "بيكر مو الربيعي" وقد كتبتُ هنا قبل أعوام عن واحدة من مفاجآته المثيرة، حين اكتشفنا أن مستشار أمننا الوطني يحمل جواز سفر بريطانياً باسم "بيكر مو".
ولأننا نعيش عصر الفرهود فقد أخبرتنا الأنباء أن الشرطة السويدية، ألقت القبض على وزير الدفاع العراقي الأسبق نجاح الشمري في مطار أرلاندا في ستوكهولم بشبهة قيامه بـ"الاحتيال على المساعدات".
ماذا فعل السيد الشمري ؟، حسب الادعاء السويدي فقد كان السيد الوزير العراقي الذي يحمل جنسية مزدوجة، يدعى في السويد "نجاح العادلي" وقد أصبح مواطناً سويدياً في العام 2015. وأانه أثناء توليه الوزارة في العراق كان يحصل على مساعدات من السويد مثل دعم الدخل ومساعدة الأطفال والسكن في الوقت الذي كان يعيش فيه في العراق ويحصل على راتب كامل من الدولة العراقية، بينما أبلغ في السويد بأنه في إجازة مرضية لعدة سنوات.
هذه حكاية واحدة من عشرات الحكايات التي لا يريد الإعلام تسليط الضوء عليها للأسف، وهي عملية فساد منظمة، أبطالها يستغلون مناصبهم في الاستيلاء على رواتب تقاعدية ومخصصات وامتيازات من العراق ليتمتعون بها هم وعوائلهم في بلدان أخرى، وفي نفس الوقت يشكون الفقر في البلدان التي حصلوا منها على الجنسية ليحصلوا على مساعدات.
أيها السادة عندما يستسهل المسؤول الكبير، الضحك على مواطنيه، يصبح كل شيء آخر بسيطاً أو مبسطاً. كالسطو على المال العام وبثّ الفساد في الخراب الدولة.
***
علي حسين