أقلام حرة
صادق السامرائي: النخب والعجب!!

الأمة فيها مفكرون وفلاسفة مبدعون متنوعون غارقون بنشاطات ضعيفة الجدوى.
مشاريع ورؤى وإبداعات خالية من روح التواصل مع الحياة، ومحلقة في فضاءات التهيؤات، وكل يحسب ما قدمه للحق وارث.
وبعبارة أخرى يعبّرون عن التطرف والغلو، ويرون أنهم يمتلكون الحقيقة المطلقة على مقاساتهم التي تنسف ما عداها.
أنظروا إلى مفكرينا، فلن تجدوا مَن يحيد عن التمسك بأن طريقي هو الطريق وغيري لا طريق، مشروعي هو المشروع وغيره لا مشروع، وكل يبني منطلقاته على ما يعرف ولا يستطيع التفاعل مع غيره لكي يتوسع ويرى أوضح.
أحد المفكرين والمثقفين المعروفين، يرى أن إبن رشد هو حلاّل مشاكل الأمة، بعد عدة قرون على وفاته (1126 - 1198)، وهو الذي عجز عن التفاعل الإيجابي مع عصره، وتحول إلى حالة منبوذة من قبل الفقهاء الذين كان سيّدهم، وآخرون يرون أن العلة في طبقات العقل العربي ويسمونها كما يحلو لهم، وطروحات عديدة أخرى نجم عنها عشرات ومئات الكتب، وما بعثت الأمة ولا أخرجتها من محنها المصفودة بها، وهي التي إمتلكت أدوات الصيرورة الحضارية المعاصرة.
فبها ثروات عقلية ومادية صالحة للإنطلاق الأصيل، وهذا يشير إلى أن العيب في نخب الأمة الذين تورطوا في زاوية حادة مكونة من ضلعي الدين والتراث، وقدموا ذات الطروحات المكررة المتداولة عبر الأجيال المخمّدة الموؤدة في ذاتها وموضوعها.
إن الخروج من هذا المأزق المصنّع في مختبرات الآخرين والذين يفعّلونه بمخالبهم وأنيابهم، يتطلب التحرر من قبضة المناهج التي رسختها النخب في الوعي الجمعي.
فالأمة متوثبة ومنطلقة لمستقبل أفضل، وهي ليست منحطة أو منكسرة، إنها أمة حية، وعلى قياداتها أن تؤمن بقوتها وقدرتها على المواكبة والمسابقة، والتعبير عن جوهرها الذي لابد له أن يسطع وينتصر على المعوقات والمصدات، ويفند الحروب النفسية الشرسة الغاشمة ويهزمها!!
أمة تحيا وشعب خالدُ
وشبابٌ لذراها صاعدُ
أيها المكبوت فيها إنطلقْ
وتحدّى أنت فيها القائدُ
يا ربوع العُرب يا روح الورى
ثورةٌ تُذكى وعزمٌ واعدُ
***
د. صادق السامرائي