أقلام حرة
صادق السامرائي: الإبداع والحاجة!!

الإبداع: إنشاء على غير مِثال
حسب نظرية تدرج الحاجات في هرم "إبراهام ماسلو" (1908 - 1970)، الإبداع يأتي في المراتب العليا أي تحقيق الذات، بعد إرضاء الحاجات الأساسية.
وفي بعض المجتمعات العاجزة عن تلبية الحاجات البايولوجية والأمان، تجد نخبها منشغلة بالإبداع بأنواعه، وفي ذات الوقت تتشكى من فقدان دور ما تكتبه في المجتمع.
فهل وجدتم جائعا يقرأ؟
هل وجدتم خائفا مذعورا يهتم بشعر؟
لا بد من الموضوعية وفهم ما يعتمل في أعماق المواطنين، فهل يصح في الأفهام القول بأن الشعب لا يقرأ، وأنه جاهل، ونجتهد في التوصيفات المجحفة، ونحسب أننا نقوم بعمل جاد؟
المجتمع ربما لا يحتاج للشعر والقصة والرواية، إنه بحاجة للماء والكهرباء والرعاية الصحية والمدرسة المعاصرة والبناء والإعمار وتأمين حقوقه والإعتراف بقيمته.
الصين بعد المجاعة التي ضربتها (1959 - 1961)، أدركت أن الجائع لا يصنع، فاهتمت بالأمن الغذائي، فشبعت الأجيال وأمنت فأبدعت.
"....وهذا البلد الأمين الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف"
فإرضاء الحاجات الأساسية لها الأولوية، وبعدها سيبحث الإنسان عما يحقق ذاته .
المبدعون في خيالاتهم يسبحون، فلا قيمة لما ينتجون، وكأنهم لأنفسهم يسطرون، فالإبداع كأنه تأكيد لما هو قائم، وتعبير عن " ليس في الإمكان خير مما كان"!!
و" الدنيا وين والأقلام وين"!!
فهل "وافق شن طبقه"؟!!
***
د. صادق السامرائي