أقلام حرة

صادق السامرائي: الأمل واللا أمل!!

الأمة مرت بفترات أقسى مما هي عليه أضعاف المرات، وتمكنت من تجاوزها والإنطلاق في مسيرتها المعبرة عن رسالتها الإنسانية.

فأعظم الخطوب التي فجعت بها الأمة، ما أصاب بغداد سنة 1258 عندما سقطت دولة بني العباس، وأبيدت بغداد عن بكرة أبيها، وتوهم الناس بأنها القيامة، وإذا بالأمة تنجب قائدا أعاد لها كرامتها وإنتصر على الفلول الغازية في معركة عين جالوت (3\9\1260)، وكان ذلك القائد قطز (1221 - 1260) الذي قتلوه بعد أن إنتصر وأطلق مجد الأمة.

والأمة أنجبت صلاح الدين الأيوبي (1138 - 1193) وغيره من القادة الذين رفعوا رايات وجودها السامي إلى عنان الحياة المشرقة الأبية الرائدة.

الأمة لا تستكين وفيها من الطاقات الحضارية ما لا يُضاهى، والعلة المعاصرة في قادتها الذين قطعوا حبل الوصل ويتمتعون بأمية تأريخية وحضارية مفزعة، وأكثرهم يميلون للتبعية والخنوع ويتعبدون في محراب السلطة والكرسي الذي يمثل لهم كل شيئ.

فما دامت القيادات محجوبة الرؤية ومتحجرة في الكراسي، فأنها تشيع مشاعر اللا أمل بآليات تكرار المآسي والإنتكاسات والإنكسارات المصطنعة لتبرير القنوط والتخاذل والإستسلام.

"وأعدوا لهم ما إستطعتم من قوة...."

فهل أعد القادة ما تستوجبه المنازلات؟

فالواضح المبين لكل مواطن أن القِوى الأخرى متفوقة جويا، فلماذا لا توجد قدرات دفاع جوي مناسبة تتصدى لها؟

إغفال ذلك تهاون وخنوع وتأكيد على أن الهزيمة مقيمة، والنصر يعني المزيد من الضحايا والخسائر الجسام، والبقاء الموجوع المضرج بالدماء.

وهناك العديد من الأمثلة المحزنة التي تقدم مجتمعاتنا قرابين للمعتدين.

أمة تحيا بشعبٍ واعدِ

لا انتصارٌ دون عزمٍ قائدِ

كلما عانت شديدا قاصما

أنجبت فردا حفيد الماجدِ

***

د-صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم