أقلام حرة

صادق السامرائي: نور الأنوار الإبداعية!!

الكلمة نور، والفكرة نور، تصنعان فضاءات أنوار في عبارات ذات حضور.

الكلمة الطيبة صدقة، والفكرة الراجحة بركة، والقول الصادق منار، والرأي الصائب مسار.

ما أغلى الكلمة، تحمل فكرة، تبني أجيال عطاء، تنبت براعم نماء.

نحن بلغتنا، وما يفرقنا عن مخلوقات الدنيا، لساننا الذي نتخاطب به، ونعبر عما يعترينا، ونبوح لأنفسنا ولمعيتنا، ونحوّلها لأبجديات نخط بها إبداعاتنا.

ونسعى بسفينة اللغة، نبحر في فضاءات الوجود، نطارد خيط حقيقة، وسراب دراية، وضباب معرفة، وهشيم يقين.

النور الساطع مجهول، الحندس الداجي المشؤوم معلوم، الناس ترحب بالأكاذيب والأضاليل والبهتان، وتخشى قول الحق، وتعادي الصادقين، فالكذب مشروع حياة أمين.

الغيب قائدنا، وأدعياء الدراية به، يتبعهم الجاهلون، ويحف بهم المغفلون، البائسون اليائسون المضمخون بالقنوط.

علاّم الغيوب واحد، ومن البشر ألف واحد وواحد.

الأنوار تعمي العيون، وتبلد البصائر، وتزعزع النفوس، وترتج لها الأرواح، وترتعب القلوب.

كنت أبحث عن حبة نور في بيدر عتمة، وعن يدٍ بيضاء تخرج من جيب الظلمة، لكن الأرض أجّت، والنيران على رؤوس الأعلام حطت، فغصتُ في رمال الغيبوبة، أطارد ذاتي المسلوبة.

بدأت الأيام كمشعل أمل، وعزم واعد، وإشراقٍ فياض لا يعرف الغروب، فدحرجها الدوران على سفوح المجهول، فأوت في كهف مغفول.

تأملتُ النور الباهر، والإبداع الزاهر، وارتويت من حُلمٍ عامر، وحلقت في أكوانٍ إلى العروش تسافر، فرأيت ما رأيت، وانكشف غطاء البصر، وتاه النظر!!

وقال الإبداع إلى أين المفر!!

فلماذا غابت المحبة وعمّ الخصام؟!!

***

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم