أقلام ثقافية

عقيل العبود: لغة التجلي

السكون الذي يلف البحيرة الهادئة، كأنه يطوف بهذا الخيال. يمضي به نحو محطات الكون. هنالك حيث تنتصب الجبال، تسترق الأشجار لغة السمع إليها، بينما يتألق الأفق وفقا لمساحة ذلك الاتساع الممتد نحو السماء. لذلك عند المساء، من منتصف المسافة نحو الغروب تحديدا، تصبح الروح مثل زورق هائم في محيط عالم تسوده الأسرار، ولهذا يستكين العقل في جوف الصمت، ليستجيب إلى نداء ذلك السكون. الصمت هنا هو التحرر من ضجيج العالم المسكون بلغة الوهم والتناقض والاضطراب. ولذلك مع هذا النوع من التوزع يصبح للحياة لونا آخر، وصورة أخرى. أما النفس فتصبح أكثر استجابة لمثل هذا النوع من التناغم. حيث جميع المفردات تتحد في فضاء واحد. ترى هل هو محيط هذا العالم الذي يتجسد شامخا ليشرق في عمق هذا الكيان الغارق في المتاهات.  

***

عقيل العبود

في المثقف اليوم