أقلام ثقافية
جاسم الخالدي: بين الورق والشاشة

سألتني حفيدتي، بعيونٍ تتساءل: لماذا تكتب على الورق؟، لماذا هذا الجهد الفائض؟، ألم يكفِك الحاسوب؟، ألم يحقق لك السرعة؟
افتحه، واكتب ما يتبدى لك، فالكلمات لن تنتظر، سابق الزمن قبل أن تفر منك.
لكن مهما بلغت من السرعة لن تلحق بالذكاء الاصطناعي، الذي يتقن الدور.. يؤدي دور العاشق الشاعر، قبل أن يرتد إليك طرفك.
وما نفع الكلمات إذا كانت تُكتب بلا جهد؟.. أين حروف الليل،
التي تطلب منها الصبر.. وأين تلك اللحظات التي تُنسج فيها القصيدة من خيوط الفكر والتأمل؟
قلت لها: ورقةٌ بيضاء أعظم من ألف شاشة، حيث يتجسد الألم
وتبكي الكلمات قبل أن تجف.
ورغم أن الحاسوب قد يسبقني، لكن هناك لحظة لا يمكنه الوصول إليها.. لحظةٌ، عندما تتساقط الحروف على الورق كأنها المطر الذي يعيد الحياة.
***
د. جاسم الخالدي