أقلام ثقافية

توفيق التونچي: وضوح الرؤية

"أدركت أنني كنت أرى أشياءً ستختفي سريعًا، كنت أحس بذلك؛ بعد خمس سنوات فقط لم أعد قادرا على التقاط تلك الصور".

المصور الفنان فرانسيسكو كاتالا روكا  فالس، تاراغونا، من مواليد  19 اذار، مارس 1922 - برشلونة، ووفاه الاجل  5 مارس  1998 "وضوح الرؤية" تحت هذا العنوانً نزور اليوم معرضا لهذا  للمصور الإسباني ومع مرور مائة عام على ولادته والذي يعتبر واحد من اهم الشخصيات الرئيسية في مجال التصوير الوثائقي الإنساني في إسبانيا للفترة ما بعد الحرب؛ يعتبر كذلكً أب الجيل الذي جدد اللغة الفوتوغرافية ومرجع للأجيال القادمة. العرض يشمل مئات الصور التي التقطها هذا المصور المبدع. العرض يمكن مشاهدته على قاعة مركز المعارض في مدينة ابن المدينة الساحلية البديعة الجمال والواقعة على ساحل الشمس في الأندلس.1018 Roca

 كان المصور روكا على دراية بالتصوير الفني الطليعي والاتجاهات التجريبية التي سبقت الحرب الإسبانية الأهلية، وكان مهتمًا بالبحث عن لغة جمالية معبرة يهيمن فيها الشكل على المحتوى، واختار في فترة ما بعد الحرب التصوير الفوتوغرافي الوثائقي الإنساني الذي من شأنه أن يأخذ في الاعتبار المحتوى، ويعكس الواقع الذي أحاط به فوق أي تجربة فنية. أسلوبه الذي ترسخ جذوره في الخمسينيات، يتميز برؤيته الخاصة التي تتجلى في التعامل مع وضع الكاميرا بصورة دقيقة كي يتجنب المواجهة المباشرة، واستخدام الزوايا العالية والمنخفضة، وإتقان الضوء والظل والنور، والبحث عن التوازن وإدخال الديناميكية، وكذلك في حبه الكبير وتعاطفه مع ما يصوره بالاسود والأبيض الذي يعتبر ملكا متوجا عليه. وقد أدى ذلك إلى توثيق أعمال بارزة مثل تلك التي أنجزها في العاصمة مدريد ومسقط رأسه في مدينة برشلونة، وقد نشر كتابين عام 1954. 1019 Roca

نجد في صوره توثيقا للحياة للمدينة وإنسانها، وثقافتها، وتقاليدها، وشخصياتها، وأساليب حياتها، ومصاعبها، وأحلامها أيضًا؛ ديناميكية تخبرنا عن التغيرات المتسارعة التي طرأت على وطنه وعبر الزمن على الاقتصاد والهندسة المعمارية لبلد بدأ يتعافى ببطء من ويلات الحرب الأهلية. وهكذا نجد صوراً تظهر فيها وسائل النقل مثل العربات والعربات والبغال، مع الحافلات ذات الطابقين والسيارات الفاخرة؛ الباعة الجوالون، صبية، ماسحو الأحذية، تجار الخردة، والأشخاص المتهورين الذين يستعرضون أجسامهم أو يستحمون على الشواطئ؛ كما نرى الفقر في الأحياء الفقيرة مع ثراء التصميمات الداخلية لبعض المنازل والبرجوازية الأنيقة التي تذهب إلى المدرسة الثانوية؛ صخب وضجيج بعض الشوارع مع الفراغ والوحدة في شوارع أخرى. 1020 Roca

يعد المصور روكا من أبرز المؤيدين والمبتكرين في مجال اهتمامه وممارسته للتصوير الفوتوغرافي الملون. التقط أول صورة ملونة في مستشفى كلينيك في برشلونة خلال تعاونه مع عالم الطب الشرعي سالا فاسكيز، في عام 1941، باستخدام إجراء ثلاثي الألوان للفنون التصوير. في عام 1958، بدأ باستخدام الشرائح الملونة، وفي عام 1965، بدأ البحث في مجال الألوان في مختبره، وهو العام نفسه الذي بدأ فيه المصور الأمريكي ويليام إيجليستون استخدام الفيلم السلبي الملون. منذ عام 1973 ركز عمله وأبحاثه على التصوير الفوتوغرافي الملون، والذي يعتبره لغة جديدة وشكلاً ضروريًا وطبيعيًا.

 المعرض سفر عبر التاريخ والإنسان في مملكة إسبانيا جديرة بالزيارة والتأمل.1021 Roca

 أعماله الفنية:

خلال مسيرته المهنية، قام كاتالا روكا بإخراج عدد كبير من الأفلام الوثائقية. ومن بين أفلامه، فيلم La ciudad condal en otoño (1951)، الذي حاز على جائزتين في Premi Ciutat de Barcelona، الأولى في فئة الفيلم والثانية في فئة التصوير الفوتوغرافي، وPiedras vivas (1952)، وهو فيلم وثائقي عن Sagrada Familia حاز على جائزة Ciutat de Barcelona Film والجائزة الأولى في مهرجان أنكونا السينمائي بإيطاليا. كما قام أيضًا بإخراج سلسلة من الأفلام الوثائقية السياحية لبرنامج التعرف على إسبانيا (1966) على التلفزيون الإسباني. بتكليف من مالك المعرض إيمي مايخت، قام بإخراج الفيلم الوثائقي Miró-Artigas. 1970. سيراميك الجدران وميرو-أوساكا، 1970. الرسم على الجدران. هذه جدارية عملاقة رسمها ميرو وأرتيجاس لمعرض أوساكا الدولي عام 1970. كما رسم ميرو أيضًا لوحة 73. Toiles brulées (1973)، التي تدور حول خيبة أمل الفنان في سلسلة من اللوحات المحروقة.

***

د. توفيق رفيق التونچي

في المثقف اليوم