أقلام ثقافية
عبد القادر رالة: محمد صالح الصديق
الرافضون عبر التاريخ أول كتاب قرأته لهذا الكاتب الموسوعي المتميز محمد صالح الصديق، وما لبث صديقي أن أعارني الجزء الثاني من الكتاب، وكان ذلك في بداية التسعينات، في بداية علاقتي بالكتاب والمطالعة، ولم أكن أعرف الكاتب معرفة جيدة، ليس معرفة اللقاء وإنما معرفة القراءة، وتتبع ما يكتب حوله!.. وما كنتُ أعرف من الكتاب الجزائريين الكبار الطاهر وطار، محمد ديب، رضا حوحو، مالك بن نبي ورشيد بوجدرة...
وفيما بعد أتيحت لي الفرص بأن أقرأ بعض إنتاجه الأخر ـ، وعلمتُ أنه من أكثر الكتاب الجزائريين تأليفا، وميدان تأليفه واسع متنوع ـ، في الأدب والثقافة والتاريخ والتراجم والفكر والحضارة ..
ومؤلفاته فاقت الثمانين كتابا ـ وطُبعت أكثر من مرة، وتلقى القبول من جمهور عريض من القراء في الجزائر، والوطن العربي..
وهو من أنشط الكتاب، ومن أكثرهم همة وتواضعا وحبا للوطن..
أول كتبه كان مقاصد القرآن الكريم، ألفه سنة 1956، وكان يبلغ من العمر تسعة وعشرون سنة...
فهو من أهم الكتاب الجزائريين وأكثرهم إنتاجا، وحتى اليوم ورغم تقدمه في السن، وهو من أهم رجال جمعية العلماء المسلمين، كما أنه مجاهد، وقد تعرض للأذى من طرف السلطات الاستعمارية.
وُلد بمدينة صغيرة من تيزي وزو اسمها بني عباس. حفظ القرآن الكريم وهو طفل صغير على يد والده، ولما بلغ من العمر اثنا وعشرون سنة ارتحل الى جامع الزيتونة بمدينة تونس الشقيقة.
وفي صحف تونس ومجلاتها نشر كتاباته الأولى ..
وبعد أن عاد الى أرض الوطن التحق بالثورة الجزائرية سنة 1957، وبعد الاستقلال زواج بين التعليم والكتابة، كما قدم وأنتج الكثير من الحصص الإذاعية والتلفزيونية التي نالت قبولا واستحسانا بين المشاهدين...
***
بقلم عبد القادر رالة