أقلام ثقافية

نهاد الحديثي: ايقونة الشعر الخليجي والاغنية العراقية

تغنى بقصائده بعض من أبرز المطربين مثل طلال مداح ومحمد عبده وعبادي الجوهر وعبد المجيد عبد الله وخالد عبد الرحمن وعبد الله الرويشد وكاظم الساهر وصابر الرباعي وراشد الماجد، لقب بـ«مهندس الكلمة»، وأيقونة الشعر السعودي، والفنان والفيلسوف الذي لا يكل ولا يمل من إبهار جمهوره المتعطش له دائماً، ليبقى البدر مضيئاً منذ نحو نصف قرن، وكان من أبرز الشعراء في الجزيرة العربية، وساعد على انتشار قصائده تقديمها في أغنيات لحنها أبرز ملحني الخليج من أمثال طلال مداح وعبد الرب إدريس وسامي إحسان، هو أحد أبرز روّاد الحداثة الشعرية في الجزيرة العربية وله مجهودات كبيرة في وضع نصوص أدبية تجمع بين الغزل والفخر والرثاء والواقع الاجتماعي والسياسي للسعودية خصوصاً والعالم العربي عموماً

وصل شعر عبدالمحسن إلى الغناء العراقي في وقت متأخر نسبيا عن تجربته وعبر الفنان سعدون جابر الذي اختار له الموسيقار السعودي عبدالرب إدريس لحنا معبرا عن طبيعة الغناء الذي يمثله في ثمانينات القرن الماضي “أنا معك” فكانت المفاجأة العراقية مثيرة للاهتمام في لحن ونص سعوديين، واختار الفنان كاظم الساهر خمسة نصوص للشاعر الراحل، في أغنية “أنا معك” لسعدون جابر صنع عبدالمحسن من قصة الحضور والغياب في حضرة الحبيب حكاية “أنا معك/ هذا المهم/لا صرت اشوفك واسمعك” حتى يصل إلى لحظة الفراق، وعندما أراد الشاعر الراحل اكتشاف نصه من جديد في صوت عراقي كان لا بد من أن يكون كاظم الساهر حاضرا، ففي خمس أغان: “ناي”، “صور”، “الجريدة”، “ممكن توصلني” و”تحبني”، اختار الساهر قصائد بمثابة حكايات، وغير مفهوم إلى الآن لماذا وقع اختياره على الملحن السعودي الراحل محمد شفيق، دون أن يقوم هو بتلحينها؟ مع ذلك بقيت تلك الأغاني جزءا مهما من تجربة الفنان كاظم الساهر، من دون أن تأخذ المكانة التي أخذتها بقية ألحانه في الوجدان العربي، ولا يمكن أن نعزو ذلك إلى الأسباب الفنية وحدها

ولد الأمير بدر بن عبد المحسن في الثاني من أبريل (نيسان) 1949، وتوفي في الرابع من مايس الحالي، عن عمر ناهز 75 عاماً، منح وشاح الملك عبد العزيز عام 2019. وفي مارس (آذار) 2021 أعلنت هيئة الأدب والنشر والترجمة عزمها على جمع وطباعة الأعمال الأدبية الكاملة للأمير بدر تقديرا لإسهاماته في الحراك الإبداعي السعودي خلال خمسة عقود من الزمن. كما كُرّم في مارس آذار 2023 في ختام مهرجان القرين الثقافي في دولة الكويت في دورته الثامنة والعشرين باختياره شخصية المهرجان، وتولى سنة 1973 رئاسة الجمعية السعودية للثقافة والفنون، وعُين رئيسا لتنظيم الشعر بالسعودية، وتم تكليفه لعدة سنوات بكتابة الأوبريتات الافتتاحية لعدة مهرجانات محلية أبرزها مهرجان الجنادرية. وضمت خمسة دواوين هي: هام السحب، وشهد الحروف، ورسالة من بدوي، وما ينقش العصفور في تمرة العذق، ولوحة.. ربما قصيدة، صدرت أعماله الشعرية الكاملة تزامنا مع معرض الرياض الدولي للكتاب عام 2022، وهي «هام السحب، شهد الحروف، ما ينقش العصفور في تمرة العذق، لوحة ربما قصيدة، رسالة من بدوي»، بإشراف مؤسسة بدر بن عبد المحسن الحضارية، وبمبادرة من وزارة الثقافة، ممثلة في هيئة الأدب والنشر والترجمة، وتنفيذ شركة «المحترف السعودي»، التي تسهم بإشراف الهيئة، على ترجمة هذه الأعمال الشعرية إلى اللغتين الإنجليزية والفرنسية، من خلال لجان متخصصة، لنقل تجربة الأمير بدر بن عبد المحسن الشعرية إلى العالمية.

***

نهاد الحديثي

في المثقف اليوم