أقلام ثقافية

رياضة التزلج على الثلوج في خطر

ترجمة: بنيامين يوخنا دانيال

تنتشر رياضة التزلج على الثلوج في المناطق الجبلية التي تشهد تساقط كميات وافرة من الثلوج ولفترات زمنية مناسبة إلى جانب نشاطات ورياضات أخرى، مثل رياضة الزحافات الثلجية ورياضة تسلق الجبال الثلجية وركوب التلفريك والتخييم في المناطق الثلجية المرتفعة وركوب الزلاجات التي تجرها أيائل الرنة والهبوط بالمظلات وسط الثلوج وركوب الدراجات الثلجية وغيرها كثيرة .
و تمارس عادة في المنتجعات السياحية الشتوية التي تتوفر فيها عادة محطات ومسارات التزلج والخدمات والتسهيلات، بالإضافة إلى محال بيع الأدوات والمعدات الخاصة بهذه الهوايات والرياضات الشتوية (أحذية تزلج، العصي، الأبسة الواقية، الخوذ، القفازات، الأقنعة، النظارات الثلجية ... الخ) .
ومن هذه المنتجعات منتجع (ذي بالاس) الشتوي في غشتاد (سويسرا) ومنتجع (بامبورفو) في جبل (رودبي) في بلغاريا ومنتجع جبل الأولداغ في مدينة بورصا التركية ومنتجع (ميرانو) في إيطاليا ومنتجع (فاريا) في لبنان .
و قد لاقت هذه السياحة في السنوات الأخيرة عدة مشاكل وتحديات جراء تراجع التساقطات الثلجية في الكثير من المناطق التي تمارس فيها هذه السياحة وعلى نحو غير مسبوق، وذلك بسبب الأحتباس الحراري (الأحترار العالمي) الذي بات يشكل مشكلة كبيرة تهدد البيئة من جانب والأنسان من الجانب الآخر، وفي كثير من مناحي الحياة، وخصوصا الاقتصادية منها . فانحسرت على نحو ملحوظ، بسبب ارتفاع درجة الحرارة وقلة الثلوج المتساقطة .
فلو أخذنا فرنسا على سبيل المثال لوجدنا تراجعا في كثبانها الجليدية من (365) كلم 2 في الستينيات من القرن الماضي إلى (340) كلم 2 في الثمانينيات منه . وهي مستمرة بالتراجع لحد يومنا هذا بحسب احدى الدراسات البيئية الوطنية .
أما في النمسا فقد سجلت (97 %) من الكثبان الثلجية انحسارا يتراوح بين (17) و(30) م بالمقارنة بما كانت عليه عام 2010 وفقا لدراسة نشرت في نيسان 2012 . وكان تأثير قلة تساقط الثلوج واضحا على قطاع السياحة النمساوي في الأشهر الأربعة الأولى من شتاء 2011 الذي خسر فيه نحو (9.37) ملايين ليلة سياحية أي (2.2 %) بالمقارنة مع نفس الفترة من العام الذي سبقه . ثم استعاد عافيته بتساقط الثلوج، واستقباله السياح من هواة التزلج على الثلج والرياضات الشتوية الأخرى في شباط 2012 ليسجل زيادة بنسبة (11.76 %) في عدد الليالي السياحية بالمقارنة مع الشهر المماثل من العام السابق .
أما سويسرا الزاخرة بمناطق التزلج على الثلوج مثل (بيتنبرغ، يونغفرو، بيزل، ديابليريتس، زيرمان، ساس في، غاشتاد، كران مونتانا، ليوكيرباد، انترلاكن، هابكريت، وبونغزو) فقد شهدت الغاء بطولة التزلج فيها 2012 لعدم بلوغ الثلوج السمك المطلوب، وقلة الغطاء الثلجي وعدم توفر المستلزمات والموارد الطبيعية اللازمة لاقامة مثل هذه الفعالية الرياضية . وتشير نتائج احدى الدراسات العلمية إلى احتمال زوال الكتل الجليدية المتجمدة فيها بنهاية عام 2100 . الأمر الذي سينعكس سلبا على هذه الرياضة التي تشتهر بها البلاد منذ القدم .
و كان قطاع السياحة السويسري قد عانى خلال الفترة 2001 – 2003 من قلة العائدات السياحية وانخفاض الأرباح بنسبة (8) في المائة بسبب تراجع السياحة الشتوية بصورة عامة، وانحسار الأنشطة الرياضية المرتبطة بها على نحو بين، ولعوامل اقتصادية أثرت سلبا على السياحة الداخلية .
أما في لبنان فقد كان عام 2012 متميزا بالنسبة لهواة التزلج على الثلج حيث سقطت الثلوج بغزارة في فاريا والرز واللقلوق وميروبان من السفح الغربي لسلسلة جبال لبنان الغربية من كانون الأول 2012 وحتى أيار 2012 بعكس سنوات عديدة سابقة، انحسرت فيها هذه الهواية بسبب قلة الثلوج (خصوصا 2010)، بل وانتشرت لتشمل السفح الشرقي المطل على سهل البقاع أيضا، وإن على نحو محدود لافتقارها إلى الخدمات والتسهيلات الضرورية لممارسة مثل هذه الهواية، هواية التزلج على الثلوج التي تمارس على نطاق واسع .
***
...................
عن (مقالات في السياحة الرياضية) للباحث، مطبعة بيشوا، أربيل – العراق 2012

في المثقف اليوم