ترجمات أدبية

النجاة وقصص أخرى / ترجمة: محمد غنيم

بقلم: أدولفو بيوي كاساريس

ترجمة: د. محمد عبد الحليم غنيم

***

النجاة

هذه قصة عن الأزمنة والممالك القديمة. كان النحات يتجول مع الطاغية في حدائق القصر. بعيدا عن المتاهة المخصصة للأجانب المرموقين، في نهاية ممشى الفلاسفة المقطوعة رؤوسهم، قدم النحات عمله الأخير: حورية ماء كانت بمثابة نافورة. بينما كان يتحدث بتفاصيل تقنية ويستمتع بنشوة النجاح، لاحظ الفنان على الوجه الجميل لراعيه ظلًا مهددًا. فهم السبب. "كيف لمخلوق تافه" -دون شك كان الطاغية يفكر- "أن يكون قادرًا على ما لا أستطيع فعله، أنا راعي الشعوب؟". ثم طار طائر كان يشرب من النافورة مبتهجًا في الهواء، فجاءت إلى ذهن النحات الفكرة التي ستنقذه. قال مشيرًا إلى الطائر: "بغض النظر عن مدى تواضعه، يجب أن نعترف بأنه يطير أفضل منا".

بورتريه

أعرف فتاة كريمة وشجاعة، دائمًا مستعدة للتضحية، لتفقد كل شيء، حتى حياتها، ثم تتراجع، وتستعيد جزءًا مما أعطته بسخاء، لتُعلي مثالها، لتُعاقب ضعف الآخرين، ولتستعيد حتى آخر سنت.

بعد العملية

بعد ثلاثة ايام من إجراء العملية أعلن المريض: مهما كانت النتائج، تبدو لي العلاجات الحالية أدنى بكثير من تلك التي استخدمها السحرة، الذين كانوا يعالجونني بالتعاويذ والرقصات".

النمور

يأسف النمر المتخم لأنه لا يستطيع العثور على حلاق ليقص شاربه.

***

........................

المؤلف: أدولفو بيوي كاساريس/ Adolfo Bioy Casares (بوينس آيرس، 1914 - 1999) كاتب أرجنتيني بارز في مجال القص، وصحفي، ومؤرخ، ومترجم. عُرف بصداقة وثيقة وتعاون مستمر مع مواطنه خورخي لويس بورخيس.اشتهر بروايته القصيرة اختراع موريال التي تمثل بداية نضجه الأدبي. كتب بورخيس مقدمة الرواية، حيث أشار إلى غياب الرواد في الخيال العلمي في الأدب الإسباني، مقدمًا بيواي كاساريس كمؤسس لنوع جديد.

 

في نصوص اليوم