ترجمات أدبية
رودي فرانسيسكو: اريد ان اكتب قصيدة
بقلم: رودي فرانسيسكو
ترجمة: عادل صالح الزبيدي
***
اريد ان اكتب قصيدة
لكنني اريد ان اقول ما تفكرون فيه.
اريد ان ارتق الثقوب حين يبدأ زورقكم بالغرق.
اريد ان اكتب تلك القصيدة "الفريدة من نوعها،"
تلك القصيدة التي "تحرر عقلك،"
تلك القصيدة التي يقال عنها "يعجبني كيف ابتدعت تلك القافية،"
تلك القصيدة التي يقال عنها "يعجبني ذلك البيت الأخير،"
تلك القصيدة التي يقال عنها "أ يمكن ان اسمعها مرة اخرى؟
(اي ان كنت لا تمانع.)
اريد ان اكتب تلك القصيدة التي يقال عنها "تمس شغاف القلب، اعتقد انني اعرفه،"
تلك القصيدة التي يقال عنها "هذه محكمة جدا! عليّ ان اجد جميع اصدقائي كي استطيع ان اريهم."
اريد ان اكتب عن كل شيء اردت دوما ان اكونه.
اريد ان اكتب قصيدة جميلة الى حد قد يجعل والديّ يبدآن التوافق الفعلي.
اريد ان اكتب قصيدة عنكم، عني، عنا، عن كل شيء من السيارات الى القطارات الى ركوب الحافلة والشاحنة والثقة بالأخطاء ووجع القلب.
اريد ان اتحدث عن الوقت حين تعلمت السياقة اول مرة وكنت اخاف جدا من ان ارفع قدمي عن الفرامل.
اريد ان اتحدث عن المعارك، عن الحروب، عن الانتصارات والخسائر، عن التطهير العرقي، الابادة الجماعية، عن القوانين التي تخترقها الصلبان المحترقة التي احرقت الكنائس.
اريد ان اكتب قصيدتين لكل شخص قيل له يوما انه عديم القيمة.
اريد لاستعاراتي وتشبيهاتي ان تفصل المحيطات والأنهار والبحار.
اريد ان اكتب قصائد حب حلوة الى درجة تجعل الحبر على الورقة يجتذب النحل.
اريد ان اقول ما لا يقال.
اريد ان اواجه كل شيء في عالمنا المحطم.
اريد ان اكون الشخص الذي ينفذ ضغطات البطن حالما يبدأ مجتمعنا بالاختناق.
اريد لكلماتي الملهمة ان تلهم شخصا آخر ليصبح ملهِما.
اريد لكلماتي المحفزة ان تحفز شخصا آخر ليصبح محفِزا.
اريد لعباراتي ان تُنشر وتُوثق وتُقتبس.
اريد ان يقرأ الناس اعمالي بعد عشر سنوات من الآن وان يقول عنها النقاد "كان ذلك جميلا، لكنه لا يكاد يعادل جودته حين كتبه اول مرة."
اريد الأزواج ان يشكروا قصائدي من اجل القلب الذي سرقوه.
ارفض ان اموت مجرد شاغلا للأرض، نكرة،
انسانا آخر بعدُ هناك بلا وجه ولا اسم.
ارفض ان اكون مجرد انسان ما آخر.
اريد ان امشي لقرون، وان اترك طبعات قدمي على الرمل كي يراها العالم.
اريد ان تحرق جثتي لتتحول الى رماد من شعر وقواف.
انني اشعر كأن يوما ما سيحبونني.
لا اشاطر الآخرين عواطفي في الغالب.
سيسمح لي الشعر ان اموت وانا ابوح بكل مشاعري.
لم يروني قط حين أتيت، لكنني ساتأكد من انهم سيحزنون.
حين اغادر.
***
......................
* رودي فرانسيسكو: شاعر اميركي من اصل بليزي (هندوراس البريطانية سابقا) من مواليد سان دييغو بولاية كاليفورنيا لعام 1982. يعد فرانسيسكو احد ابرز شعراء ما يعرف بشعر الكلمة المنطوقة التي شارك وفاز بالعديد من مسابقاته التي تسمى SLAM محليا وعالميا. اسس واصبح مدربا لفريق مدينته سان دييغو لهذا النوع من الشعر وفاز فريقه بالمركز الأول في منافسات عام 2017. نشر الأعمال الشعرية الآتية: "تحمل العواقب" 2013 ؛ "خدش" 2014 ؛ "لا جاذبية" 2015 ؛ "لا جاذبية 2" 2016 ؛ "هيليوم" 2017 ؛ "سأحلق بعيدا" 2020 ؛ و "اعذروني وانا اقبل السماء" 2023.