قراءات نقدية

عدنان عويّد: دراسة نقديّة لقصيدة "عيناك" للشاعر توفيق أحمد

توفيق أحمد أديب وشاعر من سوريا – منطقة الغاب في حماة، من مواليد (1961)، يحمل إجازة في الحقوق، وقد عمل مسؤولاً للشؤون الثقافيّة في اتحاد الصحفيين، ومعاونا للمدير العام للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، ومديرا للتلفزيون العربي السوري ومديرا للإذاعات السوريّة. له تسعة دواوين منها (لو تعرفين) (وأكسر الوقت وأمشي) (نشيد لم يكتمل) (لاهدنة للماء) (جبال الريح). شارك في الكثير من المهرجانات في معظم الدول العربية لدورات متتالية عمل مؤخراً نائباً لرئيس اتحاد الكتاب العرب في سوريا ورئيس تحرير جريدة الأسبوع الأدبي.

أحمد توفيق شاعر كبير متمرس في مهنته، لا مس شعر الحداثة في سياق شعر التفعيلة وشعر النثر، إلا أن دخوله في عالمهما لم يؤثر عليه كثيراً ويجعله يلقي عباءة الشعر التقليدي بعيداً، وبناءً على هذا الموقف الحداثي من الشعر، لم يعد الشعر عنده تعبيراً عن أشواق ورغبات وأحلام ذاتيّة تصب في خانة الأنا لتشبع غرورها أملاً في الشهرة أو الحضور في الساحة الأدبيّة، بل أصبح الشعر عنده إضافة لكونه تعبيراً عن الذات، فهو قضيّة تحمل هم الوطن والأمة والإنسانيّة. ويأتي الحب عنده في كل دلالاته موقفاً فكريّاً وفلسفيّا وصوفيّاً، رغم أنه لم يتخل نهائيّاً عن السباحة نحو جسد المرأة في شعره الذي غالباً ما يغلف رغباته هنا بأقنعة اللغة وبيانها فتمر على المتلقي عابرة (كمزنة) صيف.

في قصيدته "عيناك" يأتي بوح الشاعر "توفيق أحمد" ليعبر عن حالة من الوجد والتوحد الصوفي في عشقه وارتباطه بحبيبته حيث راح يتساءل مستغرباً هل تستطيع عينا حبيبته فعلاً أن ترفضا تحرره من النظر إليها، وهو الذي هام في عشقها لدرجة الوله قائلاً:

(كيف عيناكِ تَرْفُضانِ انعتاقي

إنه العشقُ فتنةُ الخَلاَّق)

هذا العشق الذي زاد من توهجه وهيام روح الشاعر فيه زرقة عيني حبيبته التي تبدت أمامه كزرقة السماء في صفائها وهي تشعره بأن هناك نوراً يتدفق من عين حبيبته ليتخيل في طريقه إلى التيه أمام روحه وعقله عوالم أخرى مجهولة يتخيلها من خارج عالمه المحسوس حيث يقول:

(زُرْقَةٌ تَسْبَحُ السَّماوات فيها

وانطلاقٌ للضوءِ تِلْوَ انطلاق

عَالَمٌ بعضُهُ الوصولُ إلى التِّيهِ

ودنيا مجهولةُ الأَعْمَاْقِ)

في هذا العالم المجهول اللامتناهي في أعماقه الذي نقلته عينا حبيبته الزرقاوان الجميلتان، ضاعت ذاته المتعبة من الشوق واللهفة، متمنياً أن يحط رحال الحب في ميناء عينيها ويستريح استراحة محارب بعد عناء العشق ولهفة اقتراب يوم التلاقي الذي لا يعرف ماذا سيحدث مع الحبيبة، بل هو يعرف ماذا سيحدث عند اللقاء. يقول:

(فيهما أستريحُ سيفاً من الفَتْحِ

ونهراً أضاعَ حُلْمَ السواقي

بِهِمَاْ أَنتهي وُعوداً رماها

بانتظار المجهول يومُ التلاقي)

لقد طاب له اللقاء بحبيبته، حتى راح يشبه فرحه بهذا اللقاء بربيع الطبيعة طالباً منها أن تحدث الناس عن سعادته ولهيب اشتياقه لجسد حبيبته ... مشبهاً تضاريس جسدها بالكروم والدراق والطيور حيث يقول:

(أنا باقٍ ويا الربيعُ تحدَّثْ

عن أغانيَّ…. عن لهيب اشتياقي

عن كُرومٍ تواعدتْ وطيورٍ

شرَدَتْ في مجاهل الدُّرّاقِ)

نعم هو باقي في أحضان حبيبته غير مصدق ما سيناله من سعادة ونشوة وذهول وإشفاق وسكرة الوصل قائلاً:

(أنا باقٍ يلفُّني الآهُ والشوقُ

وبعضُ الذهولِ والإشفاقِ

أنا باقٍ أَخافُ يُسْكرني الوصلُ

وتَفنى في البالِ كأسُ الساقي)

ليعود أخيراً معبراً عن مدارات عشق صوفي لحبيبته قد وصل فيها إلى حالة الهيام والوجد ... إلى درجة الاحتراق في مجمر اللقاء التي لا يمكن إدراك جوهره إلا من سكر في عشق حبيبته قائلاً:

(المداراتُ تنتهي في هوانا

مَجْمَراً صار مُوحشَ الاحتراق

وحدَها الخمرُ أدركتْ ما نُعاني

وتعاني في الساحِ كلُّ العِتاقِ)

رغم أن للقاء الحبيب ذروته ونشوته وبراكينه التي تفجر الروح والجسد، إلا أن هذه البراكين ونيرانها تخمد عند نهاية اللقاء، بيد أنها عند الشاعر "أحمد توفيق" تظل جذوتها تسعر في داخل روحه كحلم يصوغه قلائد من الشعر تبقى ملتصقة كخمر على فم الذواق حيث يقول:

(يَخْمُدُ الشَّوْقُ بالعناقِ فَظَلِّي

حُلُماً غيرَ قابلٍ للعناقِ

حَسْبِيَ الآنَ أَنْ أصوغَكِ شِعراً

ظلَّ خمراً على فمِ الذَوَّاقِ).

البنية الفكريّة لقصيدة عيناك:

لقد شغلت المرأة وعشقها بنية القصيدة، حيث بينت للمتلقي مكانة هذه المرأة ودورها في إشغال عقل وتفكير الشاعر، وكذلك حبه وشوقه للقاء بها، وبالتالي ما فجره هذا الشوق في عالمه الجوَّاني، من حنين ولهفة ورغبة تركه يقول:

(كيف عيناكِ تَرْفُضانِ انعتاقي

إنه العشقُ فتنةُ الخَلاَّق)

الرؤيا في القصيدة:

إن الأساليب التّعبيريّة في الشعر المعاصر أفضت بعد طول التّفاعل مع الحياة والفكر واللّغة، إلى "الرّؤيا" التي أصبحت مُنطلقاً لجيل جديد من الأساليب الشّعريّة المعاصرة، حيث أخذ يتباعد بإيقاع مُتزايد الأسلوب التّعبيري الشعري المباشر، لتحل "الرؤيا" أسلوباً جديداً تكاد تندغم فيها معالم الأشياء الحسّيّة ويخفّ وزن التّجارب العينيّة، وتصبح الكلمات رموزاً لعوالمَ ضاربةٍ في الخفاء، ومشبعة بالمضمر والمسكوت عنه لدى الشاعر والمتلقي معا. فالرؤيا أصبحت على حد تعبير أدونيس قفزة خارج المفاهيم السائدة والمباشرة. يقول الشاعر:

(زُرْقَةٌ تَسْبَحُ السَّماوات فيها

وانطلاقٌ للضوءِ تِلْوَ انطلاق

عَالَمٌ بعضُهُ الوصولُ إلى التِّيهِ

ودنيا مجهولةُ الأَعْمَاْقِ

فيهما أستريحُ سيفاً من الفَتْحِ

ونهراً أضاعَ حُلْمَ السواقي

بِهِمَاْ أَنتهي وُعوداً رماها

بانتظار المجهول يومُ التلاقي)

ففي هذه الأبيات يتلاشى التعبير المباشر للشاعر عن رغباته في لقاء الحبيبة بعد أن سحرته زرقة عينيها وجماليتهما، ليبحر في عالم من الرؤى يتصور فيها حميمية القاء وما سيحققه له من أحلام يتوق لتحقيقها مع حبيبته .. عالم سحري يتوق فيه الشاعر الوصول إلى التيه مجهول الأعماق، هذا وكأن مسيرته للقاء الحبيبة في هذا التيه تشكل هنا معركةً يتمنى انتهائها كمحارب ليلقي بسيفه بعيدا ويستريح من عناء الفتح بلقاء الحبية وعناقها.

التعبير والعبور عند الشاعر:

"التّعبير" و"العبور":

إذا كان (التّعبير) في الشعر يتمّ في يقظة الحواسّ، نتيجة لاستحضار الموجودات بهذه الحواس ذاتها، فإن (العبور) يتمّ بالرّيا المجرّدة والتخيل، من هنا فـ (التّعبير) يقتضي يقظة الحسّ، وعند غياب هذه اليقظة، يتمّ (العبور) عبر التّخيُّل والرّؤيا المجرّدة حيث يقول:

عن أغانيَّ…. عن لهيب اشتياقي

عن كُرومٍ تواعدتْ وطيورٍ

شرَدَتْ في مجاهل الدُّرّاقِ

أنا باقٍ يلفُّني الآهُ والشوقُ

وبعضُ الذهولِ والإشفاقِ

هنا كما يتبين معنا يغيب الاحساس المباشر بالأشياء عند العاشق المتصوف الذي ألهبه الشوق للقاء حبيبته، وهو يتخيل تضاريس جسدها مشبها إياها بـ (بالكروم والطيور والدراق)، في الوقت الذي تلفه اللهفة والذهول والاشفاق معا على حاله التي أنهكها سفر الروح والشوق للقاء تلك التضاريس.

التجريد في القصيدة:

تتجسد عبقرية الشاعر "توفيق أحمد " من خلال قدرته على التجريد، فالفنيّة الحقيقيّة في التعبير الشعري تأتي مع الاشارة، فالعالم فنيّاً ليس أكثر من إشارة، أي ليس في تناول الظاهرة المباشرة، بل في الاشارة إليها، أي التعبير عما هو موجود وراءها، وهذا بالضّرورة نوعٌ من التّجريد، وكأنّ الشاعر المصوِّر المبدِع، يصوِّر عبر رموزه وإشاراته ما يتمناه لكي يمحو "الصّورة" الحقيقية التي يريد البوح بها وإيصالها إلى المتلقي عبر نسيج شفّاف من المعاني لا يحيل على الواقع المباشر، بل على معناه يقول:

(عن كُرومٍ تواعدتْ وطيورٍ

شرَدَتْ في مجاهل الدُّرّاقِ).

إنه عالم مفردات جسد المرأة الذي حاول الشاعر إحضارها مجردة ولكن من خلال أقنعة من مفردات الطبيعة الحيّة.

إن كلّ شاعر أو أديب مبدع هو من يستطيع أن يتجاوز المباشرة في التعبير ليجعل ما يراه حسيّاً، ليس إلا عتبة لما لا يراه، ولا يُعنَى في بوحه هنا بالصّورة زخرفاً وشكلاً، كما يقول "أدونيس" وإنّما يُعنَى من حيث كونها تخبّئ دلالة، وتُشير إلى معنى. ولا تكمن أهميّة الصّورة في سطحها المرئيّ، بل في كونها عتبةً لمعنى ما وباباً يقود الناظر إلى ما وراءه. أي يقوده إلى غيب أو مجرّد ما، سواء في الذّات أو في الطّبيعة.

النص المفتوح في القصيدة:

ما يقصد بالنص المفتوح في القصيدة الحداثية، أنّ الشاعر أو الأديب يعتقد بأنه يخلق نصاً ذا شكل مُكتمِل بهدف تذوُّقه وفهمه من قبل المتلقي، بيد أن النص عند المتلقي برأيي يظل مفتوحاً في دلالاته، بناءً على ثقافة المتلقي ودرجة اهتمامه بالنص، وعلى هذا الأساس يتفاعل المتلقي مع النّصّ ويمارس إحساساً شخصيّاً وثقافة خاصّة تُوجِّه متعته وفهمه في إطار منظور خاصّ به. وإن عمليّة الاستحسان لهذا النص تنبع إذن من التّمتُّع بالعمل الفنّيّ الذي يرجع إلى أن المتلقي يعطيه تأويلاً أو تأويلات بعيدة إلى حد ما عن ما أرده الشاعر أو الأديب من النّصّ. وهكذا نجد أنّ كلّ أثر فنّيّ، حتّى وإن كان مُكتمِلاً ومُغلقَاً من خلال بنيته المضبوطة بدقّة بنظر المؤلف، هو أثر مفتوح بوصفه يُؤوَّل بطرقٍ مختلفة من دون أن تتأثّر خصوصيّته التي لا يمكن أنْ تُختزَل. ويرجع التّمتُّع بالأثر الفنّيّ إلى أنّنا نعطيه تأويلاً ونعيد إحياءَه في إطار جديد.

وهذا الانفتاح في نص (عيناك) عند الشاعر " توفيق أحمد جاء نصاً مفتوحا بسبب عمق معانيه وتجريدها وجماليّة صوره وانفتاح دلالاتها عند المتلقي.

الانزياحات في النص وتجليات مفردات البلاغة:

لا شك إنّ تراكم الانزياحات، والابهام، والتّضادّ، والاستعارة، والكناية، والشبيه، في لغة الشاعر وارتفاع نسبة الكثافة في التّخييل، والتّشتّت في النّسيج، يخلق درجة عالية من التّوتُّر البارز بين البنية الإيقاعيّة والبنية الدّلاليّة في النص.

إن الاكثار من الانزياحات والتشبيه والاستعارة والكناية وغيرها من مفردات علم البلاغة، يحول كل ذلك إلى حرفة عند الشاعر في صياغة نصه، في الوقت الذي هي فيه حالة جماليّة تضفي على النص رونقاً وموسيقى هادئة تحرك إحساس المتلقي وخلجات نفسه.

إن من يقرأ نص (عيناك) يجد الابهام بسبب اتكاء الشاعر على الرؤيا كثيراً كما بينا عند حديثنا عن الرؤيا في القصيدة، مثلما يجد متن النص كله مشبعاً بالتشابيه والاستعارة والكناية، وكأن القصيدة قد صيغت بلاغيّا.

اللازمكانية في النص:

إن ما يميز شعر الحداثة هو النزعة الشمولیّة، التي تتجاوز الزمان والمكان، وهذا ما اتسمت بهه قصيدة" عيناك"، حيث غاب الزمان والمكان المشخصين فيها لتبقى أحاسيس الشاعر وعوالمه تسبح في ذات الشاعر وأحلامه ورغباته وعشقة وصراعه من أجل اللقاء بحبيبته في عالم من الوهم والتخيل، مستمدة القصيدة من تصور الذات الشاعرة حریتها ومغامرات بطلها التي تجمع بین التجربة الفنيّة والرؤية الاستشرافية.

اللغة في القصيدة:

تظل لغة الشعر تحكمها التجربة الفنيّة والانفعال، ذلك أنها لغة تفجيريّة، تكسر منطق العلاقات وتنحرف عن المألوف في بحثها الدائم عن الخلود والتجدد، وهذا ما وجدنا في قصيدة الشاعر " أحمد توفيق" (عيناك). ولأن اللغة هي ماء القصيدة وتربتها الخصبة، عمل الشاعر على صياغة لغة جديدة حيويّة بسيطة في نسيجها ونظام مفرداتها وصورها وحيويتها وعلاقتها بأحاسيس الشاعر ومخيلته وصوره ورؤاه.

الصورة في قصدية "عيناك":

لقد اندمجت في القصيدة الصورة الحسيّة البلاغيّة بالصورة التخيليّة ومنه استطاع الشاعر " احمد توفيق" أن یخلق في صور نصه علاقات روحية متكاملة في أسلوب إبداعي.

أما الخيال ليس مجرد تصور أشياء غائبة عن الحس عنده، إنما الخيال وما يجسده من صور ابداعية جاءت معبرة عن عوالم حسيّة تحيط بالشاعر وتشغل عالمه الداخلي ورغباته وأمانيه، حيث عمل على تجريدها ليجعل منها أقنعة تفرضها معطيات الواقع وعاداته وتقاليده ومخاوفه قائلاً:

(إنَّ سِرَّاً مُخَبَّأً في ضُلوعي

كانَ سربَ الحمام في آفاقي

لكِ مجدٌ ولو تحدثتُ عنهُ

همَّ نَجْمٌ من غبطةٍ لانعتاقِ).

القصيدة من حيث الشكل والمضمون، تظل في سياقها العام أقرب إلى الشعر الحداثي منها إلى التقليدي، فهي قامت على البحر الخفيف من حيث الوزن، ولكن في صورها ورؤاها وأقنعتها وتجسيد بلاغتها هي قصيدة حداثية كما تبين لنا من خلال دراستنا لها.

د. عدنان عويّد:

كاتب وباحث وناقد من سوريا.

.............................

عيناك

بقلم: توفيق احمد

كيف عيناكِ تَرْفُضانِ انعتاقي

إنه العشقُ فتنةُ الخَلاَّق

زُرْقَةٌ تَسْبَحُ السَّماوات فيها

وانطلاقٌ للضوءِ تِلْوَ انطلاق

عَالَمٌ بعضُهُ الوصولُ إلى التِّيهِ

ودنيا مجهولةُ الأَعْمَاْقِ

فيهما أستريحُ سيفاً من الفَتْحِ

ونهراً أضاعَ حُلْمَ السواقي

بِهِمَاْ أَنتهي وُعوداً رماها

بانتظار المجهول يومُ التلاقي

أنا باقٍ ويا الربيعُ تحدَّثْ

عن أغانيَّ…. عن لهيب اشتياقي

عن كُرومٍ تواعدتْ وطيورٍ

شرَدَتْ في مجاهل الدُّرّاقِ

أنا باقٍ يلفُّني الآهُ والشوقُ

وبعضُ الذهولِ والإشفاقِ

أنا باقٍ أَخافُ يُسْكرني الوصلُ

وتَفنى في البالِ كأسُ الساق

يا رفيفَ المساء حَسْبُ انتظاري

أَنْ تكونيهِ لحظةَ الإشراقِ

إنَّ سِرَّاً مُخَبَّأً في ضُلوعي

كانَ سربَ الحمام في آفاقي

لكِ مجدٌ ولو تحدثتُ عنهُ

همَّ نَجْمٌ من غبطةٍ لانعتاقِ

المداراتُ تنتهي في هوانا

مَجْمَراً صار مُوحشَ الإحتراقِ

وحدَها الخمرُ أدركتْ ما نُعاني

وتعاني في الساحِ كلُّ العِتاقِ

يَخْمُدُ الشَّوْقُ بالعناقِ فَظَلِّي

حُلُماً غيرَ قابلٍ للعناقِ

حَسْبِيَ الآنَ أَنْ أصوغَكِ شِعراً

ظلَّ خمراً على فمِ الذَوَّاقِ

في المثقف اليوم