قراءات نقدية
عدنان حسين أحمد: حسن المسعودي.. فيلم وثائقي مُطعّم بلمسات تلفازية
لا ينتمي فيلم "حسن المسعودي" للمخرج العراقي يمام نبيل المقيم بلندن حاليًا إلى شكل الفيلم الوثائقي الكلاسيكي المُعتاد وتقنياته المعروفة وإنما يجمع بين التقنية التلفازية من جهة وبين أسلوب الفيلم الوثائقي الحديث الذي لا يرى ضيرًا في هذا التعالق الذي قد يفضي إلى شيء جديد لم نألفه من قبل أو ربما يُسفِر عن مخاطر جمّة لن يُحمد عُقباها إذا لم يُمسك المخرج بالخيط المُرهف الذي يفصل بين هذين الجنسين البصَريين اللذين يتكئان على خصائص واشتراطات فنية معينة يعرفها جيدًا المختصون بالخطابين السينمائي والتلفازي على حد سواء. جدير ذكره أنّ هذه السلسة الوثائقية تتألف من ستة أفلام تنضوي جميعها تحت عنوان "أنا مُهاجر" وتضم ستة فنانين وهم على التوالي: "عفيفة لعيبي، غني الطائي، حسن المسعودي، فيصل لعيبي، نبيل ياسين، وقتيبة الجنابي".
دعونا نتفق منذ البداية إلى أنّ هذه المادة البصرية التي بين أيدينا هي خلطة مهجنّة يتلاقح فيها الفيلم الوثائقي بالبرنامج التلفازي من دون أن نحكم عليها حُكمًا قاطعًا قبل أن نصل إلى نهايتها التي رسمها المخرج يمام نبيل بعناية فائقة لا تخلو من الدقة والبراعة والجمال.
يستهل المخرج يمام نبيل فيلمه المهجّن الذي ينضوي تحت عنوان "حسن المسعودي" بأربعة أبيات شعرية من قصيدة "يا دجلة الخير" المعروفة للشاعر محمد مهدي الجواهري التي يقول في مطلعها: "حَيّيتُ سفحَكِ عن بُعْدٍ فحَيِّيني يا دجلةَ الخيرِ، يا أُمَّ البستاتينِ" ويُنهي الاقتباس بالبيت الرابع الذي يقول فيه:"إنِّي وردتُ عُيونَ الماءِ صافيةً نَبْعًا فنبعًا فما كانت لتَرْويني". والغريب أنّ هذا الاستشهاد بالأبيات الأربعة قد جاء مُترجمًا باللغة الإنكليزية وكأنّ الفيلم موجّه للمشاهدين الأجانب وكان بالإمكان وضع النص العربي إلى جانب الترجمة لنتفادى هذا الإشكال الذي سيتكرر أيضًا في النبذة التعريفية الشاملة التي قدّمها المخرج بالإنكليزية أيضًا وكان بالإمكان تحاشيها لو أنّ المخرج استعمل تقنية التعليق الصوتي "الفويس أوفر" التي توفر للمتلقين سهولة سماع الأبيات الشعرية المقتبسة والتوطئة التي قدّمها المخرج عن الفنان حسن المسعودي وخلفيته الثقافية والفنية.
اهتمام مبكر بالرسم التشخيصي
يمكن إيجاز التوطئة الإنكليزية بأنّ حسن المسعودي من مواليد النجف سنة 1944. نشأ في بيئة تقليدية وأظهر اهتمامًا فنيًا كبيرًا في سنواته المبكرة بالرسم التشخيصي، ولأسباب سياسية لم يُقبل بمعهد الفنون الجميلة ببغداد سنة 1961. بدأ العمل كمتدرِّب لدى العديد من الخطّاطين التجاريين ببغداد ثم انتقل إلى باريس سنة 1969 ووجد عملًا كخطاط في مجلة جزائرية عربية عام 1971. سجّل في مدرسة البوزار حيث درس الرسم التشخيصي ومع ذلك بدأ يركز على الخط ومن خلال تعاونه مع العديد من الموسيقيين والراقصين والممثلين الفرنسيين والأجانب خلق أسلوبًا خاصًا به ألهمَ العديد من الفنانين الآخرين. التقى بإيزابيل التي كانت فنانة رسوم توضيحية في مدرسة البوزار وتزوجها فأنجبت له بنتًا واستمرا بالعيش والعمل بباريس. لم يعد حسن إلى العراق حتى الآن. هذا هو الهيكل المعماري للفيلم برمته إذا جرّدناه من التفاصيل الداخلية لكن ثيمة الفيلم تتجاوز "البورتريه" أو "الصورة القلمية" التي تحصره في حدود ضيّقة لا تُوصل الفكرة الفنية إلى مبتغاها، فالفيلم الوثائقي الرصين وحتى البرنامج التلفازي الجاد يحاول الارتقاء بمادته الفنية والفكرية إلى مستوى الوثيقة التي يمكن الاعتماد عليها كمرجع نستند إليه لا أن يذهب مضمونها إلى مدارج النسيان بسرعة خاطفة.
ينطلق حسن المسعودي في رواية قصته مذ كان عمره 12 سنة حيث زار معرضهم السنوي موظفون من وزارة التربية وأشادوا برسوماته المبكرة ونصحوا بإرساله إلى باريس؛ هذه المدينة التي رغب أن يراها وهو في هذه السن المبكرة. وفي سنة 1969 سافر المسعودي تاركًا العراق إلى أجل غير مسمّى. لا يتأخر المسعودي في الإفصاح عن السبب الذي دفعه لمغادرة العراق، فقد اعتقلته السلطات الأمنية العراقية غير مرة وهو لم يرتكب خطأً أو مخالفة قانونية على حد زعمه فشعرَ أنّ هناك ظُلمًا وعسفًا واضحين، وإذا لم ينتهِ هذا الظلم فلن يعود إلى العراق، وما زال ينتظر منذ 55 عامًا وحتى الآن. فهل هناك متسع من الوقت للعودة إلى مَسقط الرأس ومرتع الطفولة؟
حينما سمع الصديق والفنان مهدي مطشّر برغبة المسعودي بزيارة باريس أخبره بإمكانية السكن في غرفته هناك لأنه يسافر في الصيف إلى الجنوب ويمكث هنالك لمدة شهرين حيث عمل في مجلة جزائرية تصدر للعمال العرب بباريس وتُباع في الجزائر أيضًا واستطاع البقاء خلال السنوات العشر الأولى من إقامته بباريس.
مُعانقة حبّات المطر في فصل الشتاء
التحق المسعودي بمدرسة الفنون الجميلة سنة 1970 التي ستكون جسرًا للعبور إلى متحف اللوفر الذي يقع في الجهة المقابلة للمدرسة وأصبح لديه "كارت" يوفر له تسهيلات كثيرة من بينها تناول وجبة طعام بمبلغ زهيد وكان يقيم في غرفة صغيرة يغطيها سقف مائل تتوسطة نافذة تنزل منها القليل من حبّات المطر في فصل الشتاء.
يقسّم المخرج يمام نبيل فيلمه إلى عشرة أجزاء تبدأ بـ "نجف، بغداد، باريس" والاختلافات الملحوظة بين هذه المدن وتنتهي بجزء أسماه "بعيدًا عن الوطن" وكأنّ هذه العقود الخمسة ونصف العقد حتى الآن غير كافية لهزّ آراء الفنان حسن المسعودي وتغيير قناعاته القديمة بالظُلم الذي تعرّض له والإهانات التي تلقّاها على أيدي أبناء جلدته في أواخر الستينات من القرن الماضي. يوجز المسعودي الفرق بين المدن الثلاث كالآتي: أنّ الناس في النجف ينتمون إلى بيئة اجتماعية واحدة لا تختلف كثيرًا. وحينما انتقل إلى بغداد لاحظ أن المرأة تعمل في العديد من المحلات، كما انتبه إلى وجود الكثير من الأجانب بعد تغيير النظام الملكي إلى جمهوري والتغيرات الكبيرة التي طرأت على الاقتصاد العراقي. فعلى الرغم من انفتاح بغداد على العالم الخارجي إلّا أن باريس أوسع منها بكثير ففيها تزدهر الثقافة والفنون لدرجة أن الإنسان البسيط يمتلك ثقافة واسعة وعميقة هي نتاج حضاري لمئات السنين فلاغرابة أن تتوفر المدارس والمعاهد والجامعات وتزدهر المسارح والمعارض الفنية والأنشطة الموسيقية بمختلف أنواعها حتى أنّ المسعودي يشكو من قلّة الوقت لارتياد هذه المنابر الثقافية والفنية التي تضطره للمفاضلة والانتقاء وقد اختار في نهاية المطاف أن يتعرّف على الموسيقى الهندية والخطّين الياباني والصيني.
التحرّر من التقاليد القديمة
يسترجع المسعودي ذكريات طفولته حينما كان يلعب في فناء مسجد الإمام علي "كرّم الله وجهه" وكان يرى الخطوط والزخارف العملاقة المدوَّنة على الجدران قياسًا بالخطوط الصغيرة المدوَّنة بالدفاتر والكتب المدرسية التي هيمنت على ذهنه في ذلك الوقت وملأت الفراغ الذي في داخله بالحروف والزخارف. يستذكر المسعودي حينما فتح في صباه، مع أخيه رسول، محلّا صغيرًا بجانب المسجد، وكانا يشتريان صورًا مطبوعة بالأسود والأبيض تتألف من خطوط فقط وكان يلونانها ويبيعناها للزوار القادمين إلى النجف، وكانت هذه الصور الملونة تلبّي حاجة الناس قبل ظهور التلفزيون على وجه الخصوص. أفاد المسعودي من عدة خطاطين من بينهم محمد صالح وكريم عبدالرؤوق وسعد الكعبي الذي نظّم لهم دوره الفن التشكيلي لرسم الموديل والحياة الصامتة، وقد منحه هذا الأخير إمكانية التحرر من التقاليد القديمة خاصة وأن قبوله في معهد الفنون الجميلة قد تعثّر وأنّ العناصر الأمنية قد اقتحمت بيتهم لأنه خطّط لافتات إحدى المظاهرات. وعلى الرغم من أنه لم يفعل شيئًا مُخالفًا للقانون إلّا أنّ هذه الدعوى ظلت قائمة لمدة ثماني سنوات يستدعونه في كل مرة ولا يجدون أي انتهاك للقانون فيؤجل الضباط في معسكر الرشيد الدعوى لبعض الوقت حتى شعر باليأس والإحباط وقرر الفرار من البلد الذي يضطهدون فيه الإنسان والإنسانية معًا.
عندما دخل المسعودي إلى بغداد أول مرة تعرّف إلى الخطاط عباس الذي يعمل بجانب الأورزدي باك في شارع الرشيد. ثم تعرّف إلى خطاطين آخرين تعلّم منهم تدريجيا الخطوط الأساسية المستعملة في القضايا التجارية كالثُلث والرقعة والديواني لكنه كان متأكدًا أنّ هذا ليس طريقه، فالخط شيء قديم، وهو يريد أن يُصبح فنانًا على الطريقة الأوروبية، ثم اكتشف بحذقه الفني أنّ هذين الطريقين غير صحيحين وعليه أن يكتشف طريقًا ثالثة. وأكثر من ذلك فقد كان يقول في سرّه أنه يجب ألّا يقلّد حسن المسعودي وعليه أن يتجه صوب المجهول ويكتشف شيئًا جديدًا.
في البداية لم تكن للمسعودي فكرة عمّا سيفعله بالخط العربي الذي كان مُقتصرًا على القضايا الدينية والتجارية من وجهة نظره حينما كان موجودًا في العراق وحينما انتقل إلى فرنسا غيّروا مسارات تفكيره حيث التقى بالممثل المسرحي جي جاكييه Guy Jacquet الذي يعمل في فرقة مسرحية مشهورة. دعاه جاكييه لأن يخطّ على ورقة شفافة وينقلها الجهاز إلى الشاشة التي يراها الجمهور. وقد منحتهُ هذه الطريقة حرية العمل الفني الذي لا تؤطره الحدود الثابتة. وهذه العملية ليست بسيطة ولا تتحقق بسهولة في كل مرة وأحيانا يكتشف عن طريق المصادفة أنّ الشيء الذي عمله يقترب ربما من شيء ما كان يتخيله الشاعر قبل ألف سنة. يمحض المسعودي بعض الشعراء محبة خاصة مثل أبو العتاهية والبحتري اللذين عاشا في القرن الثامن والتاسع على التوالي وكان التصوير ممنوعًا في ذلك الوقت وكان الشعراء هم الذين يصنعون الصور الشعرية وهذا فرق كبير بين الحضارة العربية التي تعتمد على الكلمة بينما تعوّل الحضارة الغربية على الصورة.وهكذا استمر عمل المسعودي مع الفرقة المسرحية لمدة 12 سنة زوّدته بالكثير من المُعطيات الفنية الجديدة.
حيوية الخط العربي
يتوقف المخرج يمام نبيل عند تجربة المسعودي في إدخال الخطوط اليابانية والصينية التي أعطت شيئًا آخر للخط العربي وإن بقي الجوهر متشابهًا. يسترجع المسعودي إمكانات الخط العربي وتجريبه بطريقة حديثة حيث توجّه، هو وزوجته، لمدة ست سنوات إلى مكتبات باريس التي تضم كتبًا عربية وصوّراها، ثم ذهبا إلى أسطنبول وكتبا رسالة إلى متحف "توب كابي" ملتمسين إيّاه أن يفتح لهما القاعة التي تضم خطوط ابن البوّاب الذي عاش ببغداد قبل ألف سنة، ثم ذهبا إلى القاهرة وجمعا كل هذه المواد وانتقيا منها قسمًا صغيرًا ألّفا منه كتابًا يحمل عنوان "حيوية الخط العربي" الذي نفد بسرعة ثم أعادوا طبعة لمرات عديدة.
يختصر المسعودي علاقته بإيزابيل وزواجه منها حيث أنجبت له بنتًا وسوف تُنجب هذه البنت حفيدين يساعدونه في ترسيخ جذوره العائلية في فرنسا التي تشبه إلى حدٍ كبير جذوره في العراق. وسنعرف من خلال حديثه أنّ إيزابيل فنانة تؤلف كتبًا للأطفال وقد نشرت عشرة كتب لكنها قررت أن تتوقف عن مشروعها الخاص وتكرّس وقتها وجهدها إلى عمل المسعودي في الرد على الدعوات والقيام بأعمال المحاسبة والمراسلات. وقد أفادته كثيرًا لأنها متحدرة من المجتمع الأوروبي وتعرف تاريخ الفن جيدًا حيث ساعدتهُ في تصحيح بعض الآراء عن الخط العربي. استعمل المسعودي كلمة الخطاط على موقعه في الإنترنيت لمدة 20 سنة مع أن بعض النقاد والفنانين يقولون له هذا ليس خطًا لأنكَ تقترب كثيرًا من الفن التشكيلي ويجب أن تبحث عن اسم آخر. وهذا رأي جدير بالانتباه لأنّ أعمال المسعودي الخطية هي أعمال فنية بامتياز.
يتوق لرؤية العراق قويًا ومُعافى
لا يريد المسعودي العودة إلى العراق، ويبدو أنّ القناعة التي كوّنها مذ تعثّر قبوله في معهد الفنون الجميلة سنة 1961 وحادثة اللافتات التي خطّها في أواخر الستينات، واستدعاءاته المتكررة للجهات الأمنية قد دفعته إلى إلغاء فكرة العودة إلى العراق. وهو يعتبر العراق شخصًا مثخنًا بالجراح. ويتمنى أن يزوره حينما يكون قويًا ومعافى في أحد الأيام. يتمنى المسعودي أن يتطور الخط في بلد تسوده المحبة ويتضاءل فيه العنف، وتتراجع فيه الحروب إلى أقصى درجة ممكنة. لم يصل المسعودي إلى هذه الدرجة العالية من المصالحة مع الذات إلّا بعد أن تأمل الفنون الأوروبية والعالمية، ففي البداية كان يقلّد فنانين معروفين حينما كان يدرس في البوزار مثل فرنان ليجيه، ثم بدأ يقلد رسومات ماتيس ويحذو حذوه لأنه كان يمثل العنف والجوانب الإنسانية المرهفة التي كانت تشذّبه يوميًا.
ليس هناك ما يشجع المسعودي، من وجهة نظره، على العودة إلى العراق ذلك لأنّ كل أفراد أسرته الكريمة قد هُجروا قسريًا إلى إيران، ولديه أخ تعرض إلى متاعب كثيرة، وواجه مصيره المحتوم على الحدود. فلاغرابة أن يفكر المسعودي بالمستقبل، ولا يستعيد الماضي إلّا عند الضرورة القصوى لأنه مُوقن تمامًا بأنّ هناك أناسًا كثيرين واجهوا صعوبات جمّة، وتعذبوا أكثر منه، وعليه أن يبذل قصارى جهده من أجل إشاعة الجو الإنساني في البلد الذي نشأ وترعرع فيه وغادره مضطرًا ولا يستطيع العودة إليه ما لم ينتهِ الظلم الذي شعر به وهو شاب يافع مُدجج بالأحلام الفنية الكبيرة والإصرار على العيش الكريم.
هذه المادة ليست "صورة قلمية" لأنها مادة واسعة ومتشعبة تبدأ من سن الثانية عشرة حتى مشارف الثمانين، كما أنها تمتد من النجف إلى بغداد ولا تنتهي عند باريس إذا ما أخذنا بنظر الاعتبار سفرات المسعودي وزوجته إيزابيل إلى إسطنبول والقاهرة واليابان وغيرها من المدن والحواضر التي عرضت فعالياتهم وأنشطتهم الفنية. وفن "البورتريه" السينمائي المستعار من فن التصوير الفوتوغرافي هو لمحات وإيماضات لا تغوص في التفاصيل الصغيرة بينما يقدّم لنا المخرج يمام نبيل بمساعدة الباحث آبي جَيس Abe Chace مادة واسعة ومتشظية تصلح أن تكون موضوعًا لفيلم وثائقي ذي شجون لكنه يحتاج إلى بضعة تعليقات صوتية، وعدد من الوثائق المُصورة أو المكتوبة أو المسموعة، ومشاركة خمسة أو ستة فنانين ونقاد أو مؤرخين للفن التشكيلي على اعتبار أنّ منجز المسعودي ليس خطًا فحسب وإنما هو لوحات فنية بامتياز لتصبح هذه المادة المهجّنة فيلمًا وثائقيًا رصينًا لا يغادر ذاكرة الناس بسهولة. وفي الختام لا بدّ من الإشادة ببراعة التصوير وجمالية الموسيقى التي رافقت أحداث الفيلم للمطرب وعازف العود الفنان إحسان الإمام، والجهد الذي بذله الباحث آبي جَيس وبقية الفنيين الذين تآزروا جميعًا في إنجاح هذا الفيلم الذي يعزف على وتر حسّاس ويثير الكثير من الشجون الكامنة في أعماق النفس العراقية الجريحة.
***
عدنان حسين أحمد (لندن)