قضايا
الروح والنفس في القرآن الكريم
"ويسألونَكَ عَن الرُّوح قُل الرُّوح من أَمر رَبّي وماأوتيم من العلمِ إلاّ قليلا"..الاسراء85
تعتبر الروح من أشرف مخلوقات الله وأنبلها وقد نالت من التكريم والرفعة بانتسابها للذات الالهية"وكذلكَ أوحينَا أليكَ روحًا من أمرِنا" الشورى52
وهي ذات قائمة بنفسها وذات طبيعة معنوية غير ملموسة، أو إنها مادة أثيرية وهي من الخصائص المعجزة الفريدة في الكائنات الحية.
وقد وردت الروح في القران الكريم بمواضع عدة نذكر منها:
- كلمة الله: قال تعالى"وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه"النساء 171
- الغفران والتوبة: قال تعالى "ولاتيأسوا من روح الله"..يوسف87
- روح القدس: قال تعالى"قل نزله روح القدس من ربك" النحل 102
- أمر الله: قال تعالى"ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي"85 الاسراء
- الوحي: قال تعالى"رفيع الدرجات ذو العرش يلقي الروح من أمره على من يشاء"غافر..15
- قوة الاعجاز: قال تعالى"إذ إيدتك بروح القدس تكلم الناس في المهد"المائدة110
وقد وردت الروح بهذه المعاني في القرآن والتي تدل جميعها على الرفعة، فهي جسم نوراني علوي متحرك خفيف ينفذ في جوهر الاعضاء ويسري فيها كسريان الماء في النهر.
ولان الروح رفيعة المنزلة جعلها الله غير مرئية غيبية، نسبها الله اليه لما لها من قوة معرفية إيمانية اعجازية فضفاضة واسعة الطيف، عفيفة، مرتقية، فيقال إن فلانا روحانيا أي إنه مؤمنا بروح الله .
ولقد خلق الله الكون وأيده بروح منه فلكل مخلوق من مخلوقاته روحا نطمئن إليها وتألفها أرواحنا، والناس يتفاوتون بهذه القدرة على ألأحساس بالأرواح الأخرى تبعا لقوة الروح وطريقة تغذيتها عن طريق الأيمان .
والأنسان بدوره ينسب الأشياء الجميلة الى أرواحها فنقول روح المساعدة، روح التعاون، روح الاخاء، فلانا روحه جميلة أو طيبة وهكذا.
أما النفس فهي تعني الذات الانسانية نفسها فيقال جاء فلان بنفسه، والنفس تكلف وتعذب وتتنعم وهي المسؤولة عن الافعال التي يقوم بها الجسد"فسولت له نفسه قتل أخيه فقتله" المائدة30، أي إنها تصدر الأمر ليقوم الجسد بالتنفيذ، والنفس هي المسؤولة عن حياة أو موت الجسد بأمرالله.
فالانسان يتكون من جسد ونفس وروح وحسب الترتيب فالجسد المادي والنفس بكل ماتملك من تقوى وفجور" ونفس وماسواها" وان الاجتهاد بالايمان والتهذيب يصل بالانسان الى عالم الروح النقي.
والنفس هي جوهر الانسان والمسؤولة عن نشاطاته المختلفة الفكرية والحركية والانفعالية والسلوكية والنفس هي الجزء المقابل للبدن الذي نطلق عليه لفظ "الشخصية". والنفس هي حقيقة الذات وهي التي تتألم وتفرح وتحزن وتزهق، وماالجسد إلا آلة تقودها النفس ينتهي دوره بالموت.
وقد وردت النفس بمعانٍ عدة في القرآن الكريم منها:
- الحياة: قال تعالى"الذي خلقكم من نفس واحدة" النساء1
- الموت: قال تعالى"الله يتوفى الانفس حين موتها"الزمر 42
- الإنسان، اي الشخصية البشرية بمجملها، قال تعالى" واتقوا يوما لاتجزى نفس عن نفس شيئا"البقرة 48
- العقل : قال تعالى"تعلم ما في نفسي ولا أعلم مافي نفسك" المائدة 116
- قوى الخير والشر: قال تعالى"ونفس وما سواها، فألهمها فجورها وتقواها" الشمس 7- 8
- القتل: ان القتل الذي يصيب الانسان وهو قتل النفس"ولاتقتلوا النفس التي حرم الله قتلها"الاسراء33
إن القران يخاطب النفس على إنها ذات الإنسان والمسؤولة عن سلوكياته"يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية" الفجر27
فالنفس اذن هي الذات الانسانية وهي التركيبة المعنوية التي تتحكم بوجدان وأحاسيس الإنسان من حب، كره، إيمان، كفر، بر، جحود وهي المسؤول الاول عن تصرفات الانسان وموضع الخطاب والحساب والثواب والعقاب أمام الله"يومَ تجدُ كل نفسٍ ماعمِلَت من خيرٍ محضرًا وما عملت من سوءٍ "ال عمران 30
***
مريم لطفي