قضايا
فاضل حسن شريف: حطة المسجد الأقصى
جاء في تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قوله تعالى "وإذ قيل لهم اسكنوا هذه القرية وكلوا منها حيث شئتم وقولوا حطة وادخلوا الباب سجدا نغفر لكم خطيتكم سنزيد المحسنين (161) فبدل الذين ظلموا منهم قولا غير الذي قيل لهم فأرسلنا عليهم رجزا من السماء بما كانوا يظلمون (162) وسلهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر إذ يعدون في السبت إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا ويوم لا يسبتون لا تأتيهم كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون (163) وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا قالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون (164)" (الاعراف 161-164) "القرية" بيت المقدس، وقرئ: (تغفر لكم خطيئاتكم) و(خطيئتكم) أيضا، وقرئ: (نغفر لكم) بالنون (خطيتكم) و (خطاياكم)، "وسلهم" (الاعراف 163) وسل اليهود، وقرئ: (وسلهم) وهو سؤال تقرير وتقريع بقديم كفرهم وتجاوزهم لحدود الله "حاضرة البحر" (الاعراف 163) قريبة منه "إذ يعدون في السبت" (الاعراف 163) إذ يتجاوزون حد الله فيه وهو اصطيادهم في يوم السبت سورة الأعراف / 155 و 156 "وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ * وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ" (الاعراف 155-156) وقد نهوا عنه، والسبت مصدر سبتت اليهود: إذا عظمت سبتها بترك الصيد والاشتغال بالتعبد، وكذلك قوله: "يوم سبتهم" (الاعراف 163) معناه: يوم تعظيمهم أمر السبت، و "إذ يعدون" (الاعراف 163) محله جر بدل من "القرية" والمراد بالقرية أهلها.
عن ادارة أوقاف القدس: باب حطة: الموقع: يقع في الجهة الشّمالية للمسجد بين بابي الأسباط وشرف الأنبياء، يبعد عن باب الأسباط حوالي (120) مترًا. التاريخ: جُدد الباب بالفترة الأيوبية سنة 617 هـ، وفي العصر العثماني سنة 989 هـ، وسنة 1231 هـ على يدي حسن اغا. سبب التّسمية: تذكيرًا بالآية الكريمة: "وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ" (البقرة 58)، أي حُطّ عنّا خطايانا. وقد ثبت عن النَّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (مَنْ أَتَى بَيْتَ الْمَقْدِسِ لَا يَنْهَزُهُ إِلَّا الصَّلَاةُ فِيهِ، خَرَجَ مِنْ خَطِيئَتِهِ مِثْلَ يَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ). الوصف: مستطيل الشّكل، على جانبيه مثبتتان عليمهما محاريب محفورة بالحائط.
جاء في صفحة دوز عن الكاتب زكريا محمد: وردت جملة "وقولوا حطة" (البقرة 58) (الاعراف 161) في القرآن مرتين: مرة في سورة البقرة، وأخرى في سورة الأعراف. 1- "وإذ قلنا ادخلوا القرية فكلوا منها حيث شئتم رغدا وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين" (البقرة 58). 2- "وإذ قيل لهم اسكنوا هذه القرية وكلوا منها حيث شئتم وقولوا حطة وادخلوا الباب سجدا نغفر لكم خطيئاتكم سنزيد المحسنين" (الأعراف 161). ويعتقد كثير من المفسرين أن لهذه الجملة علاقة بـ (باب حُطّة) في القدس، وهو أحد أبواب الحرم القدسي، الذي يحيط به حي يدعى (حي باب حطة). انا أظن أن لاسم هذا الباب فعلا علاقة بما ورد في القرآن. كما أظن أظن أنه اسم قديم جدا، انحدر إلينا من الوقت الذي كان فيه الحرم القدسي معبدا وثنيا، مكرسا للإلهة الزهرة. ولعل الاسم كان في الأصل لقبا للإلهة الزهرة، التي أسقطت الملاكين هاروت وماروت. بذا فباب حطة هو باب الإلهة الزهرة في الأصل. وقد ناقشت مسألة (حطة) في كتابي (مضرط الحجارة: كتاب اللقب والأسطورة)، وفي فصل (المعبد المقلوب) على وجه الخصو.
***
د. فاضل حسن شريف