نصوص أدبية
عدنان الظاهر: غروبُ المغربيّةِ

للغربِ أُعاكسُ مسرى شمس النبراسِ
لأُلاقي حبّاتِ الماسِ بقلبِ عروقِ تضاريسِ القِرطاسِ
في الغربِ الوجدُ المدُّ حنينُ
ونداءُ الضربِ على نقشِ الأوتارِ الخرساءِ
لا أملٌ لا ضوءٌ لا ماءُ
لا رمشةَ لا غمزةَ وصلٍ تُطفئُ وجدَ الخسرانِ
ناديتُ فلا ردَّ الماسُ ولا نبراسُ الردِّ القاسي
سأعودُ بخفقِ خفوفِ الطينةِ أدراجي
لأوالي رسمَ حروفِ الخيبةِ في لوحِ زمانِ النسيانِ
إني لا ذاكَ ولا أسعى فالوعدُ جبالٌ من خرقِ الأوهامِ
واللقيا حبّةُ قمحِ عِجافِ سنيِّ الطوُفانِ
أعرفُ موعودي وزمانَ الدقِّ على ساعاتِ الجُدرانِ
النوءُ الغضبانُ مصابي
لا شرقَ بدينِ الحقِّ الراقي لا غربُ
الخطُّ الواصلُ حدُّ البرزخِ نحو التوكيدِ
الحانةُ أرقى من قلبِ الصبِّ زمانا
لا تغربُ شمسٌ فيها إلاّ والنجمةُ في المشرقِ تجتاحُ البلدانا
صوتٌ أزليٌّ يسعى ليُبشّرَ بالنغمةِ في قانونِ الأوتارِ
ونداءٌ إنْ أنصفنا لا يُخفى
يحدونا أنْ نبلغَ بالشكوى أطرافَ الجدوى
هذي الرُقعةُ عنوانُ رموزِ الإيماءِ
أطبقتُ الأسنانَ على جذرِ الحُمّى
فانطلقَ الكوكبُ في أرجاءِ الكينونةِ مُشتقّاً ضوءا
يحلمُ أنَّ الآتي يأتي ليُغطي باقي الأشواطِ
أين الصرخةُ والنادي والمَندى؟
لا شئَ سوى ما يبقى من توقِ الهاري للعاري
ونِداءِ الصيرورةِ نحوَ قطوفِ الأعناقِ
فهَلُمَّ نُصَعّدُ ما في الخيبةِ من أنداءِ الأصداءِ
حُكمُ النادي قبضةُ ما يندى في سوقِ الأغيارِ
الناجي لا يندى .. يستحلبُ لُبَّ فقاعاتِ الضوضاءِ
غربٌ؟ تغريبٌ أمْ جُهدُ الفاتحِ للفوضى آفاقا
عَبثُ أوقفَ إقلاعا
مُهَجٌ تترصّدُ أخبارَ سخيِّ الأنواءِ
نادتْ فتصدّتْ ...
الصوتُ العالي نِدُّ الودِّ
صنوُ الرِحلةِ صوبَ أمازيغِ طروقِ مضيقِ زيادِ.
***
د. عدنان الظاهر
آب (أغسطس) 2025